ﰡ
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ذات البروج ﴾ قال : النجوم.
عبد الرزاق عن معمر عن إسماعيل بن شروس عن عكرمة قال : الشاهد الذي يشهد عليه١ والمشهود يوم القيامة.
عبد الرزاق عن الثوري عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي في قوله :﴿ وشاهد ومشهود ﴾ قال : الشاهد يوم الجمعة٢ والمشهود يوم عرفة.
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة قال : الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة مثل قول علي.
عبد الرزاق عن محمد بن يحيى المازني قال : حدثنا عبد الرحمن بن حرملة عن ابن المسيب قال : سمعته يقول : سيد الأيام يوم الجمعة الذي قال الله ﴿ وشاهد ومشهود ﴾.
٢ في (م) قال الشاهد يوم القيامة، وهو خطأ بدليل الرواية التي بعدها..
عبد الرزاق عن معمر عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى العصر همس والهمس في قول بعضهم تحرك شفتيه يتكلم بشيء فقيل له : يا نبي الله إنك إذا صليت العصر همست، قال :" إن نبيا من الأنبياء كان أعجب بأمته فقال : من يقوم لهؤلاء فأوحى الله إليه أن خيرهم بين أن أنتقم١ منهم وبين أن أسلط عليهم عدوهم فاختاروا النقمة، قال : فسلط الله عليهم الموت فمات منهم في يوم سبعون ألفا. قال : وكان إذا حدث بهذا الحديث حدث بهذا الحديث الآخر قال : كان ملك من الملوك له كاهن فيتكهن لهم٢ فقال ذلك الكاهن : انظروا ؛ لي غلاما فهما فطنا أو قال : لقنا فأعلمه علمي هذا فإني أخاف أن أموت فينقطع منكم هذا العلم ولا يكون فيكم من يعلمه قال : فنظروا له غلاما على ما وصف، فأمروه أن يحضر ذلك الكاهن وأن يختلف إليه، قال : فجعل الغلام يختلف إليه وكان على طريق الغلام راهب في صومعة له- قال معمر : وأحسب أن أصحاب الصوامع يومئذ كانوا مسلمين- قال : فجعل الغلام يسأل الراهب كلما مر به فلم يزل به حتى أخبره، فقال : إنما أعبد الله، قال : فجعل الغلام يمكث عند الراهب ويبطئ على الكاهن، قال : فأرسل الكاهن إلى أهل الغلام إنه لا يكاد يحضرني، قال : فأخبر الغلام الراهب بذلك فقال له الراهب : إذا قال لك الكاهن أين كنت ؟ فقل : كنت عند أهلي. وإذا قال لك أهلك أين كنت ؟ فأخبرهم أنك كنت عند الكاهن، قال : فبينا الغلام على ذلك إذ مر بجماعة من الناس كثيرة قد حبستهم دابة فقال بعضهم : إن تلك الدابة كانت أسدا قال : فأخذ الغلام حجرا فقال : اللهم إن كان ما يقول الراهب حقا فأسألك أن أقتل هذه الدابة، وإن كان ما يقول الكاهن حقا، فأسألك ألا أقتلها، قال : ثم رمى فقتل الدابة، فقال الناس : من قتلها قالوا : الغلام، ففزع الناس إليه وقالوا : قد علم هذا الغلام علما لم٣ يعلمه أحد، قال : فسمع به أعمى فجاءه فقال له الأعمى : إن أنت رددت علي بصري فإن لك كذا وكذا، فقال له الغلام : لا أريد منك هذا ولكن أرأيت إن رجع إليك بصرك أتؤمن بالذي رده عليك ؟ قال : نعم، فدعا الله فرد إليه بصره، قال : فآمن الأعمى فبلغ الملك أمرهم فبعث إليهم فأتى بهم فقال : لأقتلن كل واحد منكم قتلة لا أقتل بها صاحبه، قال : فأمر بالراهب وبالرجل الذي أعمى فوضع المنشار على مفرق أحدهما فقتله وقتل الآخر بقتلة أخرى ثم أمر بالغلام فقال : انطلقوا به إلى جبل كذا وكذا فألقوه من رأسه فانطلقوا به إلى ذلك الجبل فلما انتهوا٤ إلى المكان الذي أرادوا جعلوا يتهافتون من ذلك الجبل ويتردون منه حتى لم يبق منهم إلا الغلام، قال : ثم رجع الغلام، فأمر به الملك أن انطلقوا به إلى البحر فألقوه فيه فانطلقوا به إلى البحر فغرق الله الذين كانوا معه وأنجاه فقال الغلام للملك : أنت لا تقتلني حتى تصلبني ثم ترميني فتقول إذا رميتني : باسم رب الغلام، قال : فأمر به فصلب ثم رماه فقال : باسم رب الغلام، قال : فوضع الغلام يده على صدغه حين رمي ثم مات. قال : فقال الناس : لقد علم هذا الغلام علما ما علمه أحد فإنا نؤمن برب هذا الغلام، فقيل للملك أجزعت أن خالفك ثلاثة فهذا العالم كلهم قد خالفوك فخد أخدودا ثم ألقى فيها الحطب والنار ثم جمع الناس فقال : من رجع إلى دينه تركناه ومن لم يرجع ألقيناه في النار فجعل يلقيهم في ذلك٥ الأخدود، يقول الله تبارك وتعالى :﴿ قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ﴾ قال : فأما الغلام فإنه دفن فيذكر أنه أخرج في زمان عمر بن الخطاب وأصبعه على صدغه كما كان وضعها حين قتل " ٦.
٢ في (ق) يكهن لهم..
٣ في (م) لا يعلمه..
٤ في (م) فلما انتهوا به إلى ذلك الموضع..
٥ في (ق) تلك..
٦ رواه الترمذي في التفسير ج ٥ ص ١٠٧ وأحمد ج ٤ ص ٣٣٣.
وروى مسلم قصة أصحاب الأخدود في الزهد ج ٨ ص ٢٢٩..