ﰡ
والمعنى في ﴿ إذا ضَلَلْنا في الأرْضِ ﴾ يقول : إذا صارت لحومنا وعظامنا تراباً كالأرض. وأنت تقول : قد ضلّ الماء في اللبن، وضلَّ الشيء في الشيء إذا أخفاه وغلبهُ.
حدثنا أبو العباس قال حدثنا محمد قال حدثنا الفرّاء قال : حدَّثني شَرِيك بن عبد الله عن منصور عن إبراهيم أو عن مجاهد - شكَّ الفراء - في قوله ﴿ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى ﴾ قال مَصائبُ تصيبهم في الدنيا دون عذاب الله يوم القيامة.
( كَمْ ) في موضع رفع ب ( يَهْدِ ) كأنكَ قلت : أوَلم تهدهم القرون الهالكة. وفي قراءة عبد الله في سورة طه ( أَوَلَمْ يَهد لهم مَنْ أهلكنا ) وقد يكون ( كَم ) في موضع نصب بأَهلكنا وفيه تأويل الرفع فيكون بمنزلة قولك : سواء علي أزيداً ضربت أم عمراً، فترفع ( سواء ) بالتأويل.
وتقول : قد تبيّن لي أقام زيد أم عمرو، فتكون الجملة مرفوعة في المعنى ؛ كأنك قلت : تبيَّن لي ذاك.