تفسير سورة ص

الموسوعة القرآنية
تفسير سورة سورة ص من كتاب الموسوعة القرآنية المعروف بـالموسوعة القرآنية .
لمؤلفه إبراهيم الإبياري . المتوفي سنة 1414 هـ

٣٨ سورة ص

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

[سورة ص (٣٨) : الآيات ١ الى ٥]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (١) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ (٢) كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ (٣) وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ (٤)
أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ (٥)
١- ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ:
ص أي ان هذا القرآن المعجز من حروفكم التي تتركب منها كلماتكم.
وَالْقُرْآنِ الواو واو القسم.
ذِي الذِّكْرِ أي الشرف والشأن.
٢- بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ:
فِي عِزَّةٍ فى استكبار عن اتباع الحق.
وَشِقاقٍ ومعاندة لأهل الحق.
٣- كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ:
كَمْ أَهْلَكْنا أي كثيرا ما أهلكنا.
مِنْ قَرْنٍ من أمة مكذبة.
فَنادَوْا فاستغاثوا حين جاءهم العذاب.
مَناصٍ خلاص. وليس الوقت وقت خلاص من العذاب.
٤- وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ:
وَعَجِبُوا أي الكفار.
مُنْذِرٌ ينذر بالعذاب ان كفروا.
٥- أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ:
عُجابٌ عجب.

[سورة ص (٣٨) : الآيات ٦ الى ٩]

وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ (٦) ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذا إِلاَّ اخْتِلاقٌ (٧) أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ (٨) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (٩)
٦- وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ:
الْمَلَأُ مِنْهُمْ أشرافهم وسادتهم.
أَنِ امْشُوا أي سيروا على طريقتكم.
وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ أي على عبادتها.
يُرادُ أي يراد بنا لنترك آلهتنا.
٧- ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ:
فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ فى دين آبائنا.
اخْتِلاقٌ كذب وافتراء.
٨- أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ:
مِنْ بَيْنِنا أي أخص بذلك من بيننا.
مِنْ ذِكْرِي من القرآن.
بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ أي بل انهم لم يتحيروا ويتخبطوا الا لأنهم لم يذوقوا عذابى.
٩- أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ:
أَمْ عِنْدَهُمْ أي عند هؤلاء الحاسدين لك خزائن الرحمة فهم يهبونها من يشاءون.
[سورة ص (٣٨) : آية ١٠]
أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ (١٠)
١٠- أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ:
فَلْيَرْتَقُوا أي فليستولوا ويهيمنوا.
فِي الْأَسْبابِ التي تتصل بتسيير الوجود.

[سورة ص (٣٨) : الآيات ١١ الى ١٨]

جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ (١١) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ (١٢) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ أُولئِكَ الْأَحْزابُ (١٣) إِنْ كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقابِ (١٤) وَما يَنْظُرُ هؤُلاءِ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً ما لَها مِنْ فَواقٍ (١٥)
وَقالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ (١٦) اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (١٧) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ (١٨)
١١- جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ:
أي ما هم إلا جيش من الكفار المتحزبين على رسول الله صلّى الله عليه وسلم مهزوم مكسور عما قريب فلا تبال ولا تكترث بما يقولون.
١٢- كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ:
ذُو الْأَوْتادِ الأبنية الراسخة الثابتة كالجبال.
١٣- وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ أُولئِكَ الْأَحْزابُ:
الْأَيْكَةِ الشجر الكثير الملتف.
الْأَحْزابُ الذين تحزبوا على رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
١٤- إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقابِ:
فَحَقَّ عِقابِ فوجب عليهم عقابى.
١٥- وَما يَنْظُرُ هؤُلاءِ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً ما لَها مِنْ فَواقٍ:
وَما يَنْظُرُ وما ينتظر.
مِنْ فَواقٍ من توقف مقدار فواق، وهو ما بين حلبتى الحالب ورضعتى الراضع يعنى إذا جاء وقتها لم تستأخر هذا القدر من الزمان.
١٦- وَقالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ:
قِطَّنا نصيبنا من العذاب.
قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ قبل يوم الجزاء.
١٧- اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ:
اصْبِرْ يا محمد صلّى الله عليه وسلم.
ذَا الْأَيْدِ ذا القوة فى الاضطلاع بشئون الدين.
أَوَّابٌ رجاع الى الله فى جميع أحواله تواب.
١٨- إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ:
سَخَّرْنَا ذللنا.
[سورة ص (٣٨) : الآيات ١٩ الى ٢٢]
وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (١٩) وَشَدَدْنا مُلْكَهُ وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ (٢٠) وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ (٢١) إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنا إِلى سَواءِ الصِّراطِ (٢٢)
١٩- وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ:
وَالطَّيْرَ أي وذللنا له الطير.
مَحْشُورَةً مجموعة.
كُلٌّ لَهُ الضمير لله تعالى، أي كل من داود والجبال والطير.
أَوَّابٌ مسبح، ووضع أواب، موضع المسبح.
٢٠- وَشَدَدْنا مُلْكَهُ وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ:
وَشَدَدْنا مُلْكَهُ قويناه.
وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ أي النبوة.
وَفَصْلَ الْخِطابِ وتمييز الحق من الباطل.
٢١- وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ:
أَتاكَ الخطاب للنبى صلّى الله عليه وسلم.
نَبَأُ الْخَصْمِ خبر الخصوم.
إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ أي جاءوا من سور المحراب لا من بابه.
والمحراب: محل العبادة.
٢٢- إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنا إِلى سَواءِ الصِّراطِ:
فَفَزِعَ مِنْهُمْ فخاف واضطرب.
خَصْمانِ نحن متخاصمان.
بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ ظلم بعضنا بعضا.
بِالْحَقِّ بالعدل.
وَلا تُشْطِطْ ولا تتجاوزه.
وَاهْدِنا وأرشدنا.
إِلى سَواءِ الصِّراطِ الى الطريقة المثلى.
[سورة ص (٣٨) : الآيات ٢٣ الى ٢٦]
إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ فَقالَ أَكْفِلْنِيها وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ (٢٣) قالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَقَلِيلٌ ما هُمْ وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ راكِعاً وَأَنابَ (٢٤) فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ (٢٥) يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ (٢٦)
٢٣- إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ فَقالَ أَكْفِلْنِيها وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ:
أَكْفِلْنِيها اجعلنى كافلا لها.
وَعَزَّنِي وغلبنى.
فِي الْخِطابِ فى المخاطبة.
٢٤- قالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَقَلِيلٌ ما هُمْ وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ راكِعاً وَأَنابَ:
قالَ الضمير المستتر لداود عليه السلام.
مِنَ الْخُلَطاءِ من المتخالطين.
لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ ليجور بعضهم على بعض.
وَقَلِيلٌ ما هُمْ وهم قلة نادرة.
وَظَنَّ وعلم.
أَنَّما فَتَنَّاهُ أن الأمر ما هو الا امتحان منا له.
وَأَنابَ ورجع الى ربه خاشعا.
٢٥- فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ:
فَغَفَرْنا لَهُ تعجله فى الحكم.
لَزُلْفى لقربى.
وَحُسْنَ مَآبٍ وحسن مرجع.
٢٦- يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ:
خَلِيفَةً عنا.
بِالْحَقِّ بما شرعت لك.
فَيُضِلَّكَ فيحيد بك.
يَضِلُّونَ يحيدون.
بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ بنسيانهم وغفلتهم عن يوم الجزاء.
[سورة ص (٣٨) : الآيات ٢٧ الى ٣٠]
وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلاً ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (٢٧) أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (٢٨) كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ (٢٩) وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (٣٠)
٢٧- وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلًا ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ:
باطِلًا عبثا.
فَوَيْلٌ فما أشد ما يلقى الذين كفروا.
مِنَ النَّارِ نار جهنم.
٢٨- أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ:
كَالْفُجَّارِ كالمتمردين على أحكامنا.
٢٩- كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ:
كِتابٌ أي القرآن.
مُبارَكٌ كثير النفع.
لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ ليتمعنوا فى فهم آياته.
وَلِيَتَذَكَّرَ وليتعظ.
أُولُوا الْأَلْبابِ أصحاب العقول.
٣٠- وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ:
نِعْمَ الْعَبْدُ أي خليق أن يقال فيه: نعم العبد.
إِنَّهُ أَوَّابٌ أي لأنه أواب، وراجع الى الله فى كل أحواله.

[سورة ص (٣٨) : الآيات ٣١ الى ٣٥]

إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِناتُ الْجِيادُ (٣١) فَقالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ (٣٢) رُدُّوها عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ (٣٣) وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ (٣٤) قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (٣٥)
٣١- إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِناتُ الْجِيادُ:
بِالْعَشِيِّ بعد الظهر.
الصَّافِناتُ الخيل الأصيلة التي تسكن حين وقوفها وتسرع حين سيرها.
٣٢- فَقالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ:
أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ أي أشربت حب الخيل لأنها عدة الخير، وهو الجهاد فى سبيل الله.
عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حبا ناشئا عن ذكرى لربى.
حَتَّى تَوارَتْ أي وما زال مشغولا بعرضها حتى غابت الشمس، أو حتى غابت الخيل عن ناظريه.
٣٣- رُدُّوها عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ:
رُدُّوها عَلَيَّ أمر منه برد الخيل اليه ليتعرف أحوالها.
فَطَفِقَ فأخذ.
مَسْحاً يمسح.
بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ ترفقا بها وحبا لها.
٣٤- وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ:
وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ امتحناه حتى لا يغتر بأبهة الملك.
وَأَلْقَيْنا أي وألقيناه.
جَسَداً لا يستطيع تدبير الأمور.
ثُمَّ أَنابَ فرجع الى الله بعد أن تنبه الى هذا الامتحان.
٣٥- قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ:
الْوَهَّابُ الكثير العطاء.
[سورة ص (٣٨) : الآيات ٣٦ الى ٤١]
فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ (٣٦) وَالشَّياطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (٣٧) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ (٣٨) هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ (٣٩) وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ (٤٠)
وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ (٤١)
٣٦- فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ:
فَسَخَّرْنا فذللنا.
رُخاءً رخية هنية.
حَيْثُ أَصابَ حيث قصد وأراد.
٣٧- وَالشَّياطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ:
وَالشَّياطِينَ أي وذللنا له الشياطين.
وَغَوَّاصٍ فى أعماق البحار.
٣٨- وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ:
وَآخَرِينَ من هؤلاء الشياطين.
مُقَرَّنِينَ قرن بعضهم الى بعض.
فِي الْأَصْفادِ فى الأغلال.
٣٩- هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ:
هذا عَطاؤُنا أي هذا الذي أنعمنا به عليك عطاؤنا.
فَامْنُنْ فأعط من شئت.
أَوْ أَمْسِكْ أو احرم من شئت.
بِغَيْرِ حِسابٍ فلا حساب عليك فى الإعطاء أو المنع.
٤٠- وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ:
لَزُلْفى لقربة عظيمة.
وَحُسْنَ مَآبٍ وحسن مرجع ومآل.
٤١- وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ:
وَاذْكُرْ الخطاب للنبى صلّى الله عليه وسلم.
بِنُصْبٍ بتعب.
وَعَذابٍ وألم.
[سورة ص (٣٨) : الآيات ٤٢ الى ٤٥]
ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَشَرابٌ (٤٢) وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ (٤٣) وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (٤٤) وَاذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ (٤٥)
٤٢- ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَشَرابٌ:
ارْكُضْ فاستجبنا له وقلنا له: اركض، أي اضرب برجلك الأرض.
هذا مُغْتَسَلٌ فثمة ماء بارد تغتسل منه.
وَشَرابٌ وتشرب منه.
٤٣- وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ:
وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وجمعنا شمله بأهله الذين تفرقوا عنه أيام محنته.
وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ وزدنا عليهم مثلهم.
رَحْمَةً مِنَّا له.
وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ وعظة لأولى العقول، ليعرفوا أن عاقبة الصبر الفرج.
٤٤- وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ:
ضِغْثاً حزمة من حشيش وكان أيوب قد حلف أن يضرب أحدا من أهله عددا من العصى، فحلل الله يمينه بأن يأخذ حزمة فيها العدد الذي حلف أن يضرب به فيبر يمينه بأقل ألم.
وَلا تَحْنَثْ فى يمينك.
إِنَّهُ أَوَّابٌ رجاع الى الله فى كل الأمور.
٤٥- وَاذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ:
أُولِي الْأَيْدِي أولى القوة فى الدين والدنيا.
وَالْأَبْصارِ والبصائر النيرة.
[سورة ص (٣٨) : الآيات ٤٦ الى ٥٢]
إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (٤٦) وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ (٤٧) وَاذْكُرْ إِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيارِ (٤٨) هذا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (٤٩) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ (٥٠)
مُتَّكِئِينَ فِيها يَدْعُونَ فِيها بِفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرابٍ (٥١) وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ أَتْرابٌ (٥٢)
٤٦- إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ:
إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ خصصناهم.
بِخالِصَةٍ بصفة.
ذِكْرَى الدَّارِ هى ذكرهم الدار الآخرة.
٤٧- وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ:
لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ لمن المختارين.
٤٨- وَاذْكُرْ إِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيارِ:
وَكُلٌّ وكلهم.
٤٩- هذا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ:
هذا الذي قصصناه من نبأ بعض المرسلين.
ذِكْرٌ تذكير لك ولقومك.
وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ المتحرزين من عصيان الله تعالى.
لَحُسْنَ مَآبٍ لحسن مرجع ومآل.
٥٠- جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ:
مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ لا يصدهم عنها صاد.
٥١- مُتَّكِئِينَ فِيها يَدْعُونَ فِيها بِفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرابٍ:
مُتَّكِئِينَ فِيها أي يجلسون متكئين على الأرائك، وهى جلسة المطمئن المترف.
يَدْعُونَ فِيها يتمتعون فيها طالبين.
٥٢- وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ أَتْرابٌ:
وَعِنْدَهُمْ فى الجنة.
قاصِراتُ الطَّرْفِ قد غضضن أبصارهن تعففا.
أَتْرابٌ قد استوين سنا.
[سورة ص (٣٨) : الآيات ٥٣ الى ٥٨]
هذا ما تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسابِ (٥٣) إِنَّ هذا لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ نَفادٍ (٥٤) هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ (٥٥) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمِهادُ (٥٦) هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (٥٧)
وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ (٥٨)
٥٣- هذا ما تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسابِ:
هذا النعيم.
لِيَوْمِ الْحِسابِ ليوم القيامة.
٥٤- إِنَّ هذا لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ نَفادٍ:
لَرِزْقُنا لعطاؤنا.
نَفادٍ نهاية.
٥٥- هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ:
هذا أي هذا النعيم جزاؤنا للمتقين.
وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ المتمردين.
مَآبٍ مآل ومنقلب.
٥٦- جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمِهادُ:
يَصْلَوْنَها يقاسون حرها.
الْمِهادُ الفراش.
٥٧- هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ:
هذا ماء.
فَلْيَذُوقُوهُ يؤمرون أن يذوقوه.
حَمِيمٌ بلغ الغاية فى الحرارة.
وَغَسَّاقٌ وصديد أهل النار.
٥٨- وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ:
وَآخَرُ وعذاب آخر.
مِنْ شَكْلِهِ من شكل هذا العذاب.
أَزْواجٌ أنواع مزدوجة.

[سورة ص (٣٨) : الآيات ٥٩ الى ٦٥]

هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ (٥٩) قالُوا بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنا فَبِئْسَ الْقَرارُ (٦٠) قالُوا رَبَّنا مَنْ قَدَّمَ لَنا هذا فَزِدْهُ عَذاباً ضِعْفاً فِي النَّارِ (٦١) وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ (٦٢) أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ (٦٣)
إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ (٦٤) قُلْ إِنَّما أَنَا مُنْذِرٌ وَما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ (٦٥)
٥٩- هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ:
هذا فَوْجٌ جمع.
مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ داخل النار معكم فى زحمة وشدة.
لا مَرْحَباً بِهِمْ لأنهم مثلكم.
صالُوا النَّارِ ممن سيقاسون حرها.
٦٠- قالُوا بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنا فَبِئْسَ الْقَرارُ:
قالُوا أي الأتباع.
قَدَّمْتُمُوهُ أي العذاب بإغرائكم.
فَبِئْسَ الْقَرارُ المستقر وهو جهنم.
٦١- قالُوا رَبَّنا مَنْ قَدَّمَ لَنا هذا فَزِدْهُ عَذاباً ضِعْفاً فِي النَّارِ:
قالُوا أي الأتباع.
مَنْ قَدَّمَ لَنا هذا أي من تسبب لنا فى هذا العذاب.
٦٢- وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ:
كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ يعنون فقراء المسلمين.
٦٣- أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ:
أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أي كيف اتخذناهم سخريا ولم يدخلوا النار معنا.
أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ أم إنهم دخلوها وزاغت عنهم أبصارنا فلم نرهم.
٦٤- إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ:
لَحَقٌّ لا بد واقع.
تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ وهو تخاصمهم وتنازعهم.
٦٥- قُلْ إِنَّما أَنَا مُنْذِرٌ وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ:
قُلْ يا محمد صلّى الله عليه وسلم.
مُنْذِرٌ أخوفكم عذاب الله.
الْقَهَّارُ الذي فوق كل سلطان.
[سورة ص (٣٨) : الآيات ٦٦ الى ٧٢]
رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (٦٦) قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (٦٧) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (٦٨) ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (٦٩) إِنْ يُوحى إِلَيَّ إِلاَّ أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٧٠)
إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ (٧١) فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ (٧٢)
٦٦- رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ:
الْعَزِيزُ الذي لا يغلب.
الْغَفَّارُ لذنوب من آمن به.
٦٧- قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ:
نَبَأٌ عَظِيمٌ هذا الذي أنذرتكم به.
٦٨- أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ:
عَنْهُ أي عن هذا النبأ العظيم.
مُعْرِضُونَ مولون لا تفكرون فيه ولا تتدبرونه.
٦٩- ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى إِذْ يَخْتَصِمُونَ:
بِالْمَلَإِ الْأَعْلى أي بأخبار الملأ الأعلى.
إِذْ يَخْتَصِمُونَ فى شأن آدم.
٧٠- إِنْ يُوحى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ:
إِنْ يُوحى إِلَيَّ ما يوحى الى.
إِلَّا أَنَّما أَنَا الا لأننى.
نَذِيرٌ مُبِينٌ رسول أنذركم فى بيان ووضوح.
٧١- إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ:
إِذْ قالَ حين قال.
بَشَراً يعنى آدم.
٧٢- فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ:
فَإِذا سَوَّيْتُهُ رجلا.
وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي الحياة.
فَقَعُوا لَهُ فخروا له.
ساجِدِينَ سجود تعظيم.
[سورة ص (٣٨) : الآيات ٧٣ الى ٨٠]
فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (٧٣) إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ (٧٤) قالَ يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ (٧٥) قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (٧٦) قالَ فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (٧٧)
وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلى يَوْمِ الدِّينِ (٧٨) قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (٧٩) قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (٨٠)
٧٣- فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ:
فَسَجَدَ فخر.
٧٤- إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ:
اسْتَكْبَرَ استعظم أن يخر ساجدا.
٧٥- قالَ يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ:
قالَ أي الله تعالى.
مِنَ الْعالِينَ ممن علوا علوا وفاقوا.
٧٦- قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ:
قالَ الضمير لإبليس.
٧٧- قالَ فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ:
مِنْها من جماعة الملأ الأعلى.
رَجِيمٌ مطرود من رحمتى.
٧٨- وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلى يَوْمِ الدِّينِ:
لَعْنَتِي إبعادى وطردى.
٧٩- قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ:
فَأَنْظِرْنِي فأمهلنى.
إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ الى يوم البعث.
٨٠- قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ:
مِنَ الْمُنْظَرِينَ من الممهلين.

[سورة ص (٣٨) : الآيات ٨١ الى ٨٨]

إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (٨١) قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٨٢) إِلاَّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (٨٣) قالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (٨٤) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (٨٥)
قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (٨٦) إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (٨٧) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (٨٨)
٨١- إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ:
أي يوم البعث.
٨٢- قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ:
فَبِعِزَّتِكَ فبعظمتك.
لَأُغْوِيَنَّهُمْ لأضلنهم.
٨٣- إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ:
الْمُخْلَصِينَ الذين أخلصتهم لطاعتك.
٨٤- قالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ:
فَالْحَقُّ يمينى وقسمى.
وَالْحَقَّ أَقُولُ ولا أقول الا الحق.
٨٥- لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ:
مِنْكَ من جنسك.
وَمِمَّنْ تَبِعَكَ من ذرية آدم.
٨٦- قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ:
عَلَيْهِ على ما كلفت بتبليغكم إياه.
مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ الذي يتحلون بما ليس فيهم حتى أدعى النبوة.
٨٧- إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ:
إِنْ هُوَ أي القرآن.
إِلَّا ذِكْرٌ الا تذكير وعظة.
٨٨- وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ:
نَبَأَهُ ما اشتمل عليه من وعد ووعيد.
بَعْدَ حِينٍ عند قيام الساعة.
Icon