تفسير سورة العصر

أوضح التفاسير
تفسير سورة سورة العصر من كتاب أوضح التفاسير المعروف بـأوضح التفاسير .
لمؤلفه محمد عبد اللطيف الخطيب . المتوفي سنة 1402 هـ

﴿وَالْعَصْرِ﴾ أي والدهر. أقسم الله تعالى بالدهر لنتخذ من التاريخ عظة وعبرة؛ فنعلم أن الرومان أهلكهم الترف، وأطاح بملكهم الفجور والخمور. وأن الفراعنة: أهلكهم الكفر والكبر. وأن كثيراً ممن سبقنا من الأمم ﴿نَسُواْ اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ﴾ وأن البقاء دائماً للأصلح، و ﴿أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾.
هذا وقد يكون المراد بالعصر: صلاة العصر؛ لفضلها، أو لكونها الصلاة الوسطى
﴿إِنَّ الإِنسَانَ لَفِى خُسْرٍ﴾ أي لفي خسران؛ لأنه يفضل العاجلة على الآجلة؛ في حين أنه - فيما يتعلق بالدنيا - بفضل الآجلة على العاجلة: فكم أقرض محتاجاً رغبة في الربا لأنه مطمئن لصدق مقرضه وملاءته. أما وعد الإله - الغني القدير - بالجزاء؛ فليس في حسبانه، ولا يدخل في مجال اليقين لديه؛ فبئست التجارة تجارته؛ وهو في خسران أبد الدهر
﴿إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُواْ﴾ بالله تعالى، وصدقوا برسله وكتبه، وبوعده ووعيده ﴿وَتَوَاصَوْاْ بِالْحَقِّ﴾ أي أوصى بعضهم بعضاً بالحق الذي شرعه الله تعالى وأمر به. والحق: الخير كله؛ من توحيد الله تعالى، وطاعته، واتباع ما أمر به واجتناب ما نهى عنه ﴿وَتَوَاصَوْاْ بِالصَّبْرِ﴾ على الشدائد والمصائب، والصبر على الطاعات، وعن المعاصي.
761
سورة الهمزة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

761
Icon