تفسير سورة التحريم

إيجاز البيان
تفسير سورة سورة التحريم من كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن المعروف بـإيجاز البيان .
لمؤلفه بيان الحق النيسابوري . المتوفي سنة 553 هـ

﴿ لم تحرم ﴾ أصاب النبي عليه السلام من مارية في بيت حفصة، وقد خرجت إلى أبيها، فلما علمت عتبت، فقال حرمتها علي. وقيل إنه كان في يوم عائشة، وكانت وحفصة متصافيتين، فأخبرت عائشة، وكان قال لها : لا تخبرها فطلق حفصة، واعتزل النساء شهرا وحرم مارية ١ وقيل : حرم شراب عسل كان يشربه عند زينب بنت جحش فأنكرت ذلك عائشة وحفصة وقالتا : إنا نشم منك ريح المغافير ٢ وهي بقلة متغيرة – فحرم ذلك الشراب ٣.
١ أخرج ذلك ابن جرير في تفسيره ج ٢٨ ص ١٥٧ عن ابن عباس، وأورده السيوطي في الدر المنثور ج ٨ ص٢١٤، ٢١٥ وزاد نسبته لابن المنذر، وابن سعد، وابن مردويه..
٢ المغافير: شيء شبيه بالصمغ فيه حلاوة. قاله أبو عبيد. انظر تفسير ابن الجوزي ج ٨ ص ٣٠٥..
٣ أخرج ذلك البخاري في صحيحه ج ٦ ص ٦٨ عن عبيد بن عمير، في كتاب التفسير، تفسير سورة التحريم، ومسلم في صحيحه ج ٢ ص ١١٠٠، في كتاب الطلاق باب وجوب الكفارة على من حرم امرأته ولم ينو الطلاق..
وقد خرجت إلى أبيها، فلمّا علمت عتبت، فقال: «حرّمتها عليّ».
وقيل «١» : إنه كان في يوم عائشة وكانت وحفصة متصافيتين فأخبرت عائشة، وكان قال لها: لا تخبريها، فطلّق حفصة، واعتزل النساء شهرا وحرّم مارية.
وقيل «٢» : حرّم شراب عسل كان يشربه عند زينب بنت جحش، فأنكرت ذلك عائشة وحفصة وقالتا: إنا نشمّ منك ريح المغافير «٣» - وهي بقلة متغيرة- فحرّم ذلك الشّراب.
٣ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ: أعلمها بعض الأمر أنه وقف عليه.
وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ: حياء وإبقاء. و «عرف» بالتخفيف «٤» : جازى
(١) أخرج نحوه الطبري في تفسيره: ٢٨/ ٢٥٨ عن ابن عباس رضي الله عنهما، وكذا الواحدي في أسباب النزول: ٥٠٤، وذكره البغوي في تفسيره: ٤/ ٣٦٣ بغير سند.
وأورد الحافظ ابن كثير في تفسيره: ٨/ ١٨٦ نحو هذا القول من رواية الهيثم بن كليب في مسنده عن عمر رضي الله عنه، وعقب عليه بقوله: «وهذا إسناد صحيح، ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة، وقد اختاره الحافظ الضياء المقدسي في كتابه المستخرج.
(٢) صحح الحافظ ابن كثير في تفسيره: ٨/ ١٨٧ هذا القول في نزول هذه الآية.
وقد ثبت هذا في صحيح البخاري: ٦/ ٦٨، كتاب التفسير «تفسير سورة التحريم»
.
وصحيح مسلم: ٢/ ١١٠٠، كتاب الطلاق، باب «وجوب الكفارة على من حرم امرأته ولم ينو الطلاق».
وعقب الحافظ في الفتح: ٩/ ٢٨٩ على الروايات المختلفة في سبب نزول هذه الآية بقوله: «وطريق الجمع بين هذا الاختلاف الحمل على التعدد، فلا يمتنع تعدد السبب للأمر الواحد..».
(٣) جاء في هامش الأصل: «المغفور مثل الصمغ يخرج من الرّمث: ضرب من الشجر مما ينبت في السهل، وهو من الحمض.
وفي الدستور:
المغفور شيء ينضحه العرفط حلو ، والعرفط من شجر العضاة» اه.
ينظر النهاية لابن الأثير: ٣/ ٢١٨، واللسان: ٧/ ٣٥٠ (عرفط).
(٤) هذه قراءة الكسائي كما في السبعة لابن مجاهد: ٦٤٠، والتبصرة لمكي: ٣٥٤، والتيسير للداني: ٢١٢.
عليه وغضب منه، كقولك لمن تهدده: عرفت ما عملت ولأعرفنّك ما فعلت، أي: أجازيك.
وقيل «١» : لمّا حرّم مارية أخبر حفصة أنّه يملك من بعده أبو بكر وعمر، فعرّفها بعض ما أفشت، وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ: عن خلافتهما.
٥ قانِتاتٍ: دائمات على الطاعة «٢».
سائِحاتٍ: ماضيات «٣» فيها. وقيل «٤» : صائمات، لأنّ السّائح لا مأوى له ولا زاد، وإنّما يأكل ما وجد إذا آواه اللّيل، كالصّائم يأكل ما وجد إذا أدركه اللّيل «٥».
٦ قُوا أَنْفُسَكُمْ يقال: ق، وقيا، وقوا، وقى، وقيا، وقين، وبالنون الثقيلة قينّ يا رجل «٦».
٨ تَوْبَةً نَصُوحاً كلّ «فعول» بمعنى الفاعل يستوي فيه المذكّر،
(١) ورد هذا القول في أثر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: ١٢/ ١١٧ حديث رقم (١٢٦٤٠) عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٤/ ٢٦١ عن الضحاك.
وأورد الحافظ ابن كثير في تفسيره: ٨/ ١٩٢ رواية الطبراني، ثم قال: إسناده فيه نظر.
وأورد الحافظ ابن حجر في الفتح: رواية الطبراني وزاد نسبتها إلى ابن مردويه، ثم قال وفي كل منهما ضعف.
(٢) ينظر تفسير الطبري: ٢٨/ ١٦٤، ومعاني القرآن للزجاج: ٥/ ١٩٣، والمفردات للراغب:
٤١٣، واللسان: ٢/ ٧٣ (قنت).
(٣) تفسير القرطبي: ١٨/ ١٩٤، والبحر المحيط: ٨/ ٢٩٢.
(٤) أخرجه الطبري في تفسيره: (٢٨/ ١٦٤، ١٦٥) عن ابن عباس، وقتادة، والضحاك..
وانظر مجاز القرآن لابن عبيدة: ٢/ ٢٦١، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٤٧٢، ومعاني القرآن للزجاج: ٥/ ١٩٤. [.....]
(٥) عن معاني القرآن للفراء: ٣/ ١٦٧.
(٦) في «ك» :«يا امرأة قيان وقينان يا نسوة».
وانظر اللسان: ١٥/ ٤٠٥ (وقي).
[١٠٠/ أ] والمؤنث «١»، ف «توبة نصوح» : ناصحة/ صادقة لا يهمّ معها بالمعاودة.
وقيل «٢» : هي التي يناصح المرء فيها نفسه فيعلم بعدها مالها وما عليها.
٩ جاهِدِ الْكُفَّارَ: بالسّيف، وَالْمُنافِقِينَ: بالقول الغليظ والوعظ البليغ.
وقيل «٣» : بإقامة الحدود، وكانوا أكثر الناس مواقعة للكبائر.
١٠ فَخانَتاهُما: امرأة نوح كانت تقول: إنه مجنون، وامرأة لوط كانت تدل على الضّيف «٤».
١٢ فَنَفَخْنا فِيهِ نفخ جبريل في جيبها بأمر الله.
سورة الملك
٢ خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ الحياة لنختبركم فيها، والموت للبعث والجزاء. أو تعبّد بالصّبر على الموت والشكر في الحياة «٥».
٣ طِباقاً: جمع «طبق» جمل وجمال، أي: بعضها فوق بعض «٦». أو
(١) ينظر معاني القرآن للزجاج: ٥/ ١٩٤، وزاد المسير: ٨/ ٣١٣، وتفسير القرطبي:
١٨/ ١٩٩.
(٢) ذكر نحوه أبو حيان في البحر المحيط: ٨/ ٢٩٣.
(٣) نص هذا القول في تفسير الماوردي: ٤/ ٢٦٧، وكذا في تفسير القرطبي: ١٨/ ٢٠١.
(٤) ورد هذا القول في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: (٢٨/ ١٦٩، ١٧٠)، والحاكم في المستدرك: ٢/ ٤٩٦، كتاب التفسير- كلاهما عن ابن عباس رضي الله عنهما- قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٨/ ٢٢٨، وزاد نسبته إلى عبد الرزاق والفريابي، وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن أبي الدنيا، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.
(٥) تفسير القرطبي: ١٨/ ٢٠٧.
(٦) ينظر تفسير الطبري: ٢٩/ ٢، ومعاني القرآن للزجاج: ٥/ ١٩٨، وتفسير البغوي:
٤/ ٣٧٠، وتفسير القرطبي: ١٨/ ٢٠٨.
Icon