تفسير سورة الصافات

تفسير النسائي
تفسير سورة سورة الصافات من كتاب تفسير النسائي .
لمؤلفه النسائي . المتوفي سنة 303 هـ

قوله تعالى: ﴿ فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي ٱلنُّجُومِ * فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ ﴾ [٨٨-٨٩]٤٥٣- أخبرنا الربيعُ بن محمد بن عيسى، قال: حدَّثنا آدمُ، قال: حدَّثنا شيبانُ أبو معاوية، قال: حدَّثنا قتادةُ، قال: سمعتُ أنس بن مالكٍ (يقول): قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يجمعُ اللهُ المؤمنين يوم القيامةِ، فيقولون: لو استشفعنا على ربنا حتى يُريحنا من مكاننا هذا، فينطلقون، حتى يأتوا آدم [عليه السلامُ] فيقولون: يا آدمُ أنت (أبو الناسِ)، خلقك اللهُ بيده، ونفخ فيك من روحهِ، وأسجد لك ملائكتهُ، وعلَّمك أسماء كُل شيءٍ، فاشفع لنا عند ربك حتى يُريحنا من مكاننا هذا، فيقول: إني لستُ هُناكم، ويذكر خطيئتهُ التي أصاب من أكل الشجرةِ، ولكن ائتوا نُوحاً [عليه السلام]؛ فإنهُ أولُ رسولٍ بعثهُ اللهُ/ فيأتون نوحاً، فيقول: إني لستُ هُناكم، ويذكر خطيئتهُ التي أصاب من سُؤالهِ ربهُ ما ليس له به علمٌ، ولكن ائتوا إبراهيم [عليه السلام] خليل الرحمنِ، فيأتون إبراهيم، فيقولُ: إني لستُ هُناكم، ويذكر كَذِباتِهِ الثلاث: قوله ﴿ إِنِّي سَقِيمٌ ﴾، وقوله ﴿ [بَلْ] فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَـٰذَا ﴾ [الأنبياء: ٦٣] وقوله لسارة حين أتي علي الجبارِ: أخبري أني أخوكِ، فإني سأُخبرُ أنا أنكِ أُختي؛ فإنا أخوانِ في كتاب اللهِ، ليس في الأرض مُؤمنٌ ولا مؤمنةٍ غيرنا، ولكن ائتوا موسى [عليه السلام]، الذي كلَّمهُ الله، وأعطاه التوراة، فيأتون موسى عليه السلام، فيقول: إني لست هُناكم، ويذكر خطيئتهُ التي أصاب من قِبَلِ الرجلِ، ولكن ائتوا عيسى [عليه السلامُ]، عبد الله ورسولهُ، من كلمةِ اللهِ ورُوحِهِ، فيأتون عيسى، فيقول: إني لستُ هُناكم، ولكن ائتوا محمداً - صلى الله عليه وسلم - عبداً غفر اللهُ له ما تقدَّم من ذنبهِ وما تأخَّرَ، قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، فيأتوني، فأستأذِنُ على رَبِّي، فيؤذنُ لي عليه، فإذا رأيتُ ربِّي، وقعتُ/ ساجداً، فيدعُني ما شاء (اللهُ) أن يَدَعَنِي، ثم يقولُ [لِيَ] ارفع رأسكَ يا محمد، قل تُسمع، واشفع تُشفع، وسلْ تُعطه. فأرفع رأسي فأحمدُ ربِّي بحمدٍ يُعَلِّمُنِيهِ، ثم أشفعُ، فيحُدُّ لِي حداً فأُخرِجُهُ من النار وأُدخلهُ الجنة، ثم أعودُ إلى ربِّي الثانيةَ، فأخِرُّ ساجداً، فيقولُ لي مثل ذلك، فأرفع رأسي، فيحُدُّ لي حداً فأخرِجُهُ من النار وأُدْخِلُهُ الجنةَ، ثم أعود إلى ربِّي الثالثة، فأخِرُّ لهُ ساجداً، فيقولُ لي مثل ذلك، فأرفع رأسي، فيجعلُ لي حداً فأُخرجُهُ من النارِ، ثم أعود الرابعة فأقولُ: يا ربِّ، ما بقي في النارِ إلاَّ من حَبَسَهُ القُرأَنُ، فيقولُ: أي وجب عليه الخلودُ ". قال قتادةُ: وهوَ المقامُ المحمودُ.
قوله تعالى: ﴿ وَإِنَّا لَنَحْنُ ٱلصَّآفُّونَ ﴾ [١٦٥]٤٥٤- أخبرنا قُتيبة بن سعيدٍ، قال: حدثنا الفضيل، عن الأعمشِ، عن المُسيب بن رافعٍ، عن تميمٍ الطائي، عن جابرِ بن سمُرة، قال:" خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " ألا تصفون كما تصفُّ الملائكةُ عند ربهم " قالوا: يا رسول [الله] وكيف/ تصفُّ الملائكة عند ربهم؟، قال: " يُتمُّون الصفَّ المُقدم، ويتراصون في الصَّفِّ " ".
٤٥٥- أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا إسماعيلُ، عن عبد العزيز، عن أنسٍ،" أن رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم أتى خيبر، فصلَّينا عندها الغداة، فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وركب أبو طلحة، وأنا رديفُ أبي طلحة، فأجرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في زُقاقٍ بخيبر، فانكشف فخذُهُ، حتى إني لأنظرُ إلى بياض فخذِهِ، فأتي خيبر، فقال: إِنَّا إذا نزلنا بساحةِ قومٍ، فساء صباح المنذرين. قال: وخرجوا إلى أعمالهم، فقالوا: محمدٌ! قال عبدُ العزيز: قال بعض أصحابنا - والخميسُ قال: فأصبناها عُنوةً، قال: فجمع السبيَ، فجاء دحيةُ، فقال: يا رسول الله أعطني جاريةً من السبيِ، فقال: " اذهب فخُذ جاريةً "، فأخذ صفية، فقال رجلٌ: يا رسول الله، يأخذُ صفيَّةَ؟! ما تصلحُ إلا لك، فقال: " ادْعُهُ " فجاء، فلما نظر إليها، قال: " خُذْ غيرها " فأعتقها وتَزَوَّجَهَا، قِيل: يا أبا حمزةَ: ما أصْدَقَهَا؟ قال: أصْدَقَهَا نفسَهَا ".
Icon