تفسير سورة الزخرف

التفسير الحديث
تفسير سورة سورة الزخرف من كتاب التفسير الحديث .
لمؤلفه دروزة . المتوفي سنة 1404 هـ
سورة الزخرف
في السورة حملة على المشركين بسبب عقيدتهم بأن الملائكة بنات الله وتمسكهم الأعمى بتقاليد الآباء واستكبارهم عن الاستجابة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ؛ لأنه لم يكن من العظماء. وحكاية لاعترافهم بأن الله خالق السماوات والأرض وخالقهم أيضا. وفصول من المناظرة بينهم وبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم حول عقائدهم. وتذكير بإبراهيم وموقفه من قومه وبموسى ورسالته لفرعون وبعيسى ورسالته، وتقرير لمسؤولية قوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن القرآن ورسالته، وتطمين للنبي وتسليته. وتنويه بعظمة الله وشمول ربوبيته، ووصف رائع لمصائر المتقين والمجرمين في الآخرة.
وفصول السورة مترابطة ومتساوقة، وبدايتها مرتبطة بنهايتها أيضا مما فيه الدلالة على نزول دفعة واحدة أو متتابعة.
وقد روى المصحف الذي اعتمدناه أن الآية ( ٥٤ ) مدنية، وهي منسجمة في السياق والموضوع انسجاما تاما، وهذا ما يحمل على الشك في تلك الرواية.

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ حم ( ١ ) والكتاب المبين ( ٢ ) إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ( ٣ ) وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم ( ٤ ) أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين ( ٥ ) وكم أرسلنا من نبي في الأولين ( ٦ ) وما يأتيهم من نبي إلا كانوا به يستهزؤون ( ٧ ) فأهلكنا أشد منهم بطشا ومضى مثل الأولين ( ٨ ) ﴾
ننصرف عن تذكيركم بسبب أنكم قوم مسرفون في المكابرة والعناد.
وابتدأت السورة بحرفي الحاء والميم للاسترعاء إلى ما بعدهما. ثم أعقبهما قسم رباني بالكتاب المبين الواضح في أهدافه ودعوته بأن الله إنما أنزل القرآن باللغة العربية ليستطيع العرب المخاطبون به أن يفهموه ويعقلوه. وأنه- في أم الكتاب عند الله- علي الشأن حكيم الأسلوب والمقاصد.
واحتوت الآيات بعد ذلك :
١- سؤالا استنكاريا موجها للكفار السامعين المخاطبين عما إذا كانوا يظنون أن الله تعالى يترك تذكيرهم بسبب إسرافهم في المكابرة والعناد أو تجاوز حدوده.
٢-وتذكيرا بأن الله أرسل قبلهم أنبياء عديدين فكان أقوامهم يستهزئون بهم فأهلكهم وكانوا أشد بطشا منهم، وعلى هذا جرت سنة الله في الأمم السابقة لهم.
تعليق على تعبير
﴿ أم الكتاب ﴾
وجمهور المفسرين على أن تعبير ﴿ أم الكتاب ﴾ هو اللوح المحفوظ١. غير أن الذي يتبادر لنا أنه بمعنى مصدر التنزيل على سبيل توكيد كون القرآن صادرا عن الله تعالى. ولعل هذا التوكيد متصل بما حكته آيات سورة فصلت، ثم آيات سورة الشورى السابقتين لهذه السورة لما كان يحتج به الكفار في معرض الإنكار باختلاف لغة القرآن عن لغة السماوية الأولى. فالقرآن صادر عن الله تعالى الذي صدرت عنه هذه الكتب. وإذا كانت لغته عربية فإن ذلك بقصد أن يفهمه المخاطبون، ولا يحتجوا بعجمته كما احتجوا بعجمة الكتب السماوية الأولى، مما انطوى في آية سورة الأنعام هذه :﴿ أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين ( ١٥٦ ) ﴾. على أن هذا التأويل لا يتعارض مع مفهوم اللوح المحفوظ الذي شرحناه في تفسير سورة البروج شرحا يغني عن التكرار.
تعليق على تكرار توكيد عروبة
القرآن وصلته بالله
هذا، ويلحظ أن عروبة القرآن وصلته بالله تعالى كانتا موضوعا رئيسيا في السور الثلاث السابقة، وبخاصة في سورتي فصلت والشورى، ثم في هذه السورة فضلا عما قبلها مما يدل على اشتداد لجاج الكفار في هذا الموضوع، وعلى صحة ترتيب هذه السور وتتابعها في النزول. وهو على ما هو المتبادر سبب ما روى عن سلسلة الحواميم وأوردناه في مقدمة سورة غافر من أحاديث.
وأسلوب الآيات والتوكيد يؤيد ما قلناه أكثر من مرة من أن المقصد من تعبير القرآن والكتاب كان في بدء الأمر القسم الذي احتوى الآيات المحكمات في مبادئ الدعوة وأسسها.
١ انظر تفسير الآيات في الطبري والبغوي وابن كثير والخازن والطبرسي والزمخشري الخ..
أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين : بمعنى هل.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١:

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ حم ( ١ ) والكتاب المبين ( ٢ ) إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ( ٣ ) وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم ( ٤ ) أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين ( ٥ ) وكم أرسلنا من نبي في الأولين ( ٦ ) وما يأتيهم من نبي إلا كانوا به يستهزؤون ( ٧ ) فأهلكنا أشد منهم بطشا ومضى مثل الأولين ( ٨ ) ﴾
ننصرف عن تذكيركم بسبب أنكم قوم مسرفون في المكابرة والعناد.
وابتدأت السورة بحرفي الحاء والميم للاسترعاء إلى ما بعدهما. ثم أعقبهما قسم رباني بالكتاب المبين الواضح في أهدافه ودعوته بأن الله إنما أنزل القرآن باللغة العربية ليستطيع العرب المخاطبون به أن يفهموه ويعقلوه. وأنه- في أم الكتاب عند الله- علي الشأن حكيم الأسلوب والمقاصد.

واحتوت الآيات بعد ذلك :


١-
سؤالا استنكاريا موجها للكفار السامعين المخاطبين عما إذا كانوا يظنون أن الله تعالى يترك تذكيرهم بسبب إسرافهم في المكابرة والعناد أو تجاوز حدوده.

٢-
وتذكيرا بأن الله أرسل قبلهم أنبياء عديدين فكان أقوامهم يستهزئون بهم فأهلكهم وكانوا أشد بطشا منهم، وعلى هذا جرت سنة الله في الأمم السابقة لهم.
تعليق على تعبير
﴿ أم الكتاب ﴾
وجمهور المفسرين على أن تعبير ﴿ أم الكتاب ﴾ هو اللوح المحفوظ١. غير أن الذي يتبادر لنا أنه بمعنى مصدر التنزيل على سبيل توكيد كون القرآن صادرا عن الله تعالى. ولعل هذا التوكيد متصل بما حكته آيات سورة فصلت، ثم آيات سورة الشورى السابقتين لهذه السورة لما كان يحتج به الكفار في معرض الإنكار باختلاف لغة القرآن عن لغة السماوية الأولى. فالقرآن صادر عن الله تعالى الذي صدرت عنه هذه الكتب. وإذا كانت لغته عربية فإن ذلك بقصد أن يفهمه المخاطبون، ولا يحتجوا بعجمته كما احتجوا بعجمة الكتب السماوية الأولى، مما انطوى في آية سورة الأنعام هذه :﴿ أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين ( ١٥٦ ) ﴾. على أن هذا التأويل لا يتعارض مع مفهوم اللوح المحفوظ الذي شرحناه في تفسير سورة البروج شرحا يغني عن التكرار.
تعليق على تكرار توكيد عروبة
القرآن وصلته بالله
هذا، ويلحظ أن عروبة القرآن وصلته بالله تعالى كانتا موضوعا رئيسيا في السور الثلاث السابقة، وبخاصة في سورتي فصلت والشورى، ثم في هذه السورة فضلا عما قبلها مما يدل على اشتداد لجاج الكفار في هذا الموضوع، وعلى صحة ترتيب هذه السور وتتابعها في النزول. وهو على ما هو المتبادر سبب ما روى عن سلسلة الحواميم وأوردناه في مقدمة سورة غافر من أحاديث.
وأسلوب الآيات والتوكيد يؤيد ما قلناه أكثر من مرة من أن المقصد من تعبير القرآن والكتاب كان في بدء الأمر القسم الذي احتوى الآيات المحكمات في مبادئ الدعوة وأسسها.
١ انظر تفسير الآيات في الطبري والبغوي وابن كثير والخازن والطبرسي والزمخشري الخ..


تعليق على آية
﴿ أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين ( ٥ ) ﴾
وحكمة متابعة الله في إرسال رسله
والمتبادر أن الآيات بسبيل تسجيل موقف وجاهي من مواقف المناظرة والجدل واللجاج بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم والكفار، وأن الآية ( ٥ ) احتوت ردا على قول يمكن أن يكونوا قالوه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن طال إنذار القرآن وتقريعه، وأصروا على موقفهم وعنادهم وهو لماذا تتعب نفسك بعد كل هذا ولا تيأس منا وتتركنا وشأننا ؟. فأوحى الله بالآيات للرد عليهم وبيان حكمته سبحانه تذكير الناس دورا بعد دور ولم تكن مكابرة الناس وإسرافهم ليجعلاه يحيد عن هذه الحكمة حتى يظل طريق الهدى والحق واضحا بينا، وفي هذا ما فيه من روعة وجلال وتلقين مستمر المدى في وجوب متابعة الدعاة إلى الحق لدعوتهم والصبر عليها والثبات فيها برغم ما يمكن أن يلقوه من إعراض وضد واستخفاف ؛ لأن ذلك من مقتضى حكمة الله ؛ لما فيه من قوام المجتمع البشري وحياته.
﴿ ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم ( ٩ ) الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون ( ١٠ ) والذي نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون ( ١١ ) والذي خلق الأزواج ( ٥ ) كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون ( ١٢ ) لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ( ١٣ ) وإنا إلى ربنا لمنقلبون ( ١٤ ) ﴾ [ ٩ – ١٤ ].
وجه الخطاب في الآية الأولى إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم : فلو سألهم عمن خلق السماوات والأرض لما وسعهم إلا أن يجيبوا بأنه هو الله العزيز القوي الغني عن الغير العليم بكل شيء.
أما الآيات التالية فقد احتوت تقريرات عن مشاهدة قدرة الله ونعمه على السامعين. وعباراتها واضحة لا تحتاج إلى أداء آخر. وقد انتهت بتقرير كون ذلك مما يوجب ذكر نعمة الله وحمده على ما يسره للسامعين من وسائل الاعتراف به وإنابتهم إليه.
وضمير الجمع المخاطب والجمع الغائب في الآيات عائد إلى الكفار على ما يفيده فحواها. وهي والحالة هذه متصلة بسابقاتها في صدد محاججة الكفار وإفحامهم كما أنها تمهيد لما في الآيات التالية لها، وهذا مما جرى عليه أسلوب النظم القرآني.
والجواب في الآية الأولى حكاية مفروضة على لسان الكفار، وأسلوبها يلهم أن جواب الكفار لن يكون إلا إيجابا، فهم لا ينكرون الله تعالى وإنما يشركون معه غيره للاستشفاع والزلفى، ويعترفون أنه الخالق الرازق المدبر المتصرف في الكون النافع الضار وحده. ويدعونه وحده في الشدائد والأخطار على ما حكته آيات عديدة مرت أمثلة منها، ومن هنا جاء الإفحام والإلزام.
ولقد روى البغوي بطرقه عن علي بن أبي ربيعة أنه :( شهد عليا رضي الله عنه حين ركب فلما وضع رجله في الركاب قال : بسم الله، فلما استوى قال : الحمد لله ثم قال : سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون، ثم حمد ثلاثا وكبر ثلاثا ثم قال : لا إله إلا الله ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ثم ضحك فقيل له : ما يضحكك يا أمير المؤمنين ؟ قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فعل مثل ما فعلت، وقال مثل ما قلت، ثم ضحك فقلنا ما يضحكك يا نبي الله ؟ قال : عجبت للعبد إذا قال لا إله إلا الله ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، يعلم أنه لا يغفر الذنوب إلا هو )١. وأورد ابن كثير حديثا عن عبد الله بن عمر رواه الإمام أحمد قال :( كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا ركب راحلته كبر ثلاثا ثم قال : سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون. ثم يقول : اللهم إني أسألك في سفري هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا السفر واطو لنا البعيد. اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل. اللهم اصحبنا في سفرنا واخلفنا في أهلنا ). وكان إذا رجع إلى أهله قال :( آيبون تائبون إن شاء الله عابدون لربنا حامدون ). حيث ينطوي في الأحاديث صورة من صور استلهام النبي صلى الله عليه وآله وسلم للآيات القرآنية فرأى أن في الآيتين الأخيرتين من الآيات التي نحن في صددها تعليما له وللمسلمين أيضا بما ينبغي أن يفعلوا إذ يتمتعون بما سخره الله لهم من وسائل الركوب فكان ما روته الأحاديث منه وصار ذلك سنة شريفة للمسلمين من بعد.
١ أورد ابن كثير هذا الحديث أيضا عن الإمام أحمد بفرق مهم وهو: (يعجب الرب تبارك وتعالى من عبده إذا قال: رب اغفر لي ويقول: علم عبدي أنه لا يغفر الذنوب غيري) وقال الترمذي والنسائي رويا هذا الحديث أيضا..
مهدا : المستقر أو الممهد.
سبلا : طرقا ومسالك.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩:﴿ ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم ( ٩ ) الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون ( ١٠ ) والذي نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون ( ١١ ) والذي خلق الأزواج ( ٥ ) كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون ( ١٢ ) لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ( ١٣ ) وإنا إلى ربنا لمنقلبون ( ١٤ ) ﴾ [ ٩ – ١٤ ].
وجه الخطاب في الآية الأولى إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم : فلو سألهم عمن خلق السماوات والأرض لما وسعهم إلا أن يجيبوا بأنه هو الله العزيز القوي الغني عن الغير العليم بكل شيء.
أما الآيات التالية فقد احتوت تقريرات عن مشاهدة قدرة الله ونعمه على السامعين. وعباراتها واضحة لا تحتاج إلى أداء آخر. وقد انتهت بتقرير كون ذلك مما يوجب ذكر نعمة الله وحمده على ما يسره للسامعين من وسائل الاعتراف به وإنابتهم إليه.
وضمير الجمع المخاطب والجمع الغائب في الآيات عائد إلى الكفار على ما يفيده فحواها. وهي والحالة هذه متصلة بسابقاتها في صدد محاججة الكفار وإفحامهم كما أنها تمهيد لما في الآيات التالية لها، وهذا مما جرى عليه أسلوب النظم القرآني.
والجواب في الآية الأولى حكاية مفروضة على لسان الكفار، وأسلوبها يلهم أن جواب الكفار لن يكون إلا إيجابا، فهم لا ينكرون الله تعالى وإنما يشركون معه غيره للاستشفاع والزلفى، ويعترفون أنه الخالق الرازق المدبر المتصرف في الكون النافع الضار وحده. ويدعونه وحده في الشدائد والأخطار على ما حكته آيات عديدة مرت أمثلة منها، ومن هنا جاء الإفحام والإلزام.
ولقد روى البغوي بطرقه عن علي بن أبي ربيعة أنه :( شهد عليا رضي الله عنه حين ركب فلما وضع رجله في الركاب قال : بسم الله، فلما استوى قال : الحمد لله ثم قال : سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون، ثم حمد ثلاثا وكبر ثلاثا ثم قال : لا إله إلا الله ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ثم ضحك فقيل له : ما يضحكك يا أمير المؤمنين ؟ قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فعل مثل ما فعلت، وقال مثل ما قلت، ثم ضحك فقلنا ما يضحكك يا نبي الله ؟ قال : عجبت للعبد إذا قال لا إله إلا الله ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، يعلم أنه لا يغفر الذنوب إلا هو )١. وأورد ابن كثير حديثا عن عبد الله بن عمر رواه الإمام أحمد قال :( كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا ركب راحلته كبر ثلاثا ثم قال : سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون. ثم يقول : اللهم إني أسألك في سفري هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا السفر واطو لنا البعيد. اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل. اللهم اصحبنا في سفرنا واخلفنا في أهلنا ). وكان إذا رجع إلى أهله قال :( آيبون تائبون إن شاء الله عابدون لربنا حامدون ). حيث ينطوي في الأحاديث صورة من صور استلهام النبي صلى الله عليه وآله وسلم للآيات القرآنية فرأى أن في الآيتين الأخيرتين من الآيات التي نحن في صددها تعليما له وللمسلمين أيضا بما ينبغي أن يفعلوا إذ يتمتعون بما سخره الله لهم من وسائل الركوب فكان ما روته الأحاديث منه وصار ذلك سنة شريفة للمسلمين من بعد.
١ أورد ابن كثير هذا الحديث أيضا عن الإمام أحمد بفرق مهم وهو: (يعجب الرب تبارك وتعالى من عبده إذا قال: رب اغفر لي ويقول: علم عبدي أنه لا يغفر الذنوب غيري) وقال الترمذي والنسائي رويا هذا الحديث أيضا..

بقدر : بحساب.
أنشرنا : أخرجنا وهنا بمعنى أحيينا.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩:﴿ ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم ( ٩ ) الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون ( ١٠ ) والذي نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون ( ١١ ) والذي خلق الأزواج ( ٥ ) كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون ( ١٢ ) لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ( ١٣ ) وإنا إلى ربنا لمنقلبون ( ١٤ ) ﴾ [ ٩ – ١٤ ].
وجه الخطاب في الآية الأولى إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم : فلو سألهم عمن خلق السماوات والأرض لما وسعهم إلا أن يجيبوا بأنه هو الله العزيز القوي الغني عن الغير العليم بكل شيء.
أما الآيات التالية فقد احتوت تقريرات عن مشاهدة قدرة الله ونعمه على السامعين. وعباراتها واضحة لا تحتاج إلى أداء آخر. وقد انتهت بتقرير كون ذلك مما يوجب ذكر نعمة الله وحمده على ما يسره للسامعين من وسائل الاعتراف به وإنابتهم إليه.
وضمير الجمع المخاطب والجمع الغائب في الآيات عائد إلى الكفار على ما يفيده فحواها. وهي والحالة هذه متصلة بسابقاتها في صدد محاججة الكفار وإفحامهم كما أنها تمهيد لما في الآيات التالية لها، وهذا مما جرى عليه أسلوب النظم القرآني.
والجواب في الآية الأولى حكاية مفروضة على لسان الكفار، وأسلوبها يلهم أن جواب الكفار لن يكون إلا إيجابا، فهم لا ينكرون الله تعالى وإنما يشركون معه غيره للاستشفاع والزلفى، ويعترفون أنه الخالق الرازق المدبر المتصرف في الكون النافع الضار وحده. ويدعونه وحده في الشدائد والأخطار على ما حكته آيات عديدة مرت أمثلة منها، ومن هنا جاء الإفحام والإلزام.
ولقد روى البغوي بطرقه عن علي بن أبي ربيعة أنه :( شهد عليا رضي الله عنه حين ركب فلما وضع رجله في الركاب قال : بسم الله، فلما استوى قال : الحمد لله ثم قال : سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون، ثم حمد ثلاثا وكبر ثلاثا ثم قال : لا إله إلا الله ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ثم ضحك فقيل له : ما يضحكك يا أمير المؤمنين ؟ قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فعل مثل ما فعلت، وقال مثل ما قلت، ثم ضحك فقلنا ما يضحكك يا نبي الله ؟ قال : عجبت للعبد إذا قال لا إله إلا الله ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، يعلم أنه لا يغفر الذنوب إلا هو )١. وأورد ابن كثير حديثا عن عبد الله بن عمر رواه الإمام أحمد قال :( كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا ركب راحلته كبر ثلاثا ثم قال : سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون. ثم يقول : اللهم إني أسألك في سفري هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا السفر واطو لنا البعيد. اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل. اللهم اصحبنا في سفرنا واخلفنا في أهلنا ). وكان إذا رجع إلى أهله قال :( آيبون تائبون إن شاء الله عابدون لربنا حامدون ). حيث ينطوي في الأحاديث صورة من صور استلهام النبي صلى الله عليه وآله وسلم للآيات القرآنية فرأى أن في الآيتين الأخيرتين من الآيات التي نحن في صددها تعليما له وللمسلمين أيضا بما ينبغي أن يفعلوا إذ يتمتعون بما سخره الله لهم من وسائل الركوب فكان ما روته الأحاديث منه وصار ذلك سنة شريفة للمسلمين من بعد.
١ أورد ابن كثير هذا الحديث أيضا عن الإمام أحمد بفرق مهم وهو: (يعجب الرب تبارك وتعالى من عبده إذا قال: رب اغفر لي ويقول: علم عبدي أنه لا يغفر الذنوب غيري) وقال الترمذي والنسائي رويا هذا الحديث أيضا..

الأزواج : كناية عن أنواع المخلوقات وأصنافها.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩:﴿ ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم ( ٩ ) الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون ( ١٠ ) والذي نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون ( ١١ ) والذي خلق الأزواج ( ٥ ) كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون ( ١٢ ) لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ( ١٣ ) وإنا إلى ربنا لمنقلبون ( ١٤ ) ﴾ [ ٩ – ١٤ ].
وجه الخطاب في الآية الأولى إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم : فلو سألهم عمن خلق السماوات والأرض لما وسعهم إلا أن يجيبوا بأنه هو الله العزيز القوي الغني عن الغير العليم بكل شيء.
أما الآيات التالية فقد احتوت تقريرات عن مشاهدة قدرة الله ونعمه على السامعين. وعباراتها واضحة لا تحتاج إلى أداء آخر. وقد انتهت بتقرير كون ذلك مما يوجب ذكر نعمة الله وحمده على ما يسره للسامعين من وسائل الاعتراف به وإنابتهم إليه.
وضمير الجمع المخاطب والجمع الغائب في الآيات عائد إلى الكفار على ما يفيده فحواها. وهي والحالة هذه متصلة بسابقاتها في صدد محاججة الكفار وإفحامهم كما أنها تمهيد لما في الآيات التالية لها، وهذا مما جرى عليه أسلوب النظم القرآني.
والجواب في الآية الأولى حكاية مفروضة على لسان الكفار، وأسلوبها يلهم أن جواب الكفار لن يكون إلا إيجابا، فهم لا ينكرون الله تعالى وإنما يشركون معه غيره للاستشفاع والزلفى، ويعترفون أنه الخالق الرازق المدبر المتصرف في الكون النافع الضار وحده. ويدعونه وحده في الشدائد والأخطار على ما حكته آيات عديدة مرت أمثلة منها، ومن هنا جاء الإفحام والإلزام.
ولقد روى البغوي بطرقه عن علي بن أبي ربيعة أنه :( شهد عليا رضي الله عنه حين ركب فلما وضع رجله في الركاب قال : بسم الله، فلما استوى قال : الحمد لله ثم قال : سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون، ثم حمد ثلاثا وكبر ثلاثا ثم قال : لا إله إلا الله ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ثم ضحك فقيل له : ما يضحكك يا أمير المؤمنين ؟ قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فعل مثل ما فعلت، وقال مثل ما قلت، ثم ضحك فقلنا ما يضحكك يا نبي الله ؟ قال : عجبت للعبد إذا قال لا إله إلا الله ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، يعلم أنه لا يغفر الذنوب إلا هو )١. وأورد ابن كثير حديثا عن عبد الله بن عمر رواه الإمام أحمد قال :( كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا ركب راحلته كبر ثلاثا ثم قال : سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون. ثم يقول : اللهم إني أسألك في سفري هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا السفر واطو لنا البعيد. اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل. اللهم اصحبنا في سفرنا واخلفنا في أهلنا ). وكان إذا رجع إلى أهله قال :( آيبون تائبون إن شاء الله عابدون لربنا حامدون ). حيث ينطوي في الأحاديث صورة من صور استلهام النبي صلى الله عليه وآله وسلم للآيات القرآنية فرأى أن في الآيتين الأخيرتين من الآيات التي نحن في صددها تعليما له وللمسلمين أيضا بما ينبغي أن يفعلوا إذ يتمتعون بما سخره الله لهم من وسائل الركوب فكان ما روته الأحاديث منه وصار ذلك سنة شريفة للمسلمين من بعد.
١ أورد ابن كثير هذا الحديث أيضا عن الإمام أحمد بفرق مهم وهو: (يعجب الرب تبارك وتعالى من عبده إذا قال: رب اغفر لي ويقول: علم عبدي أنه لا يغفر الذنوب غيري) وقال الترمذي والنسائي رويا هذا الحديث أيضا..

وما كنا له مقرنين : ما كنا قادرين على جعله قرينا مطيعا لنا.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩:﴿ ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم ( ٩ ) الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون ( ١٠ ) والذي نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون ( ١١ ) والذي خلق الأزواج ( ٥ ) كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون ( ١٢ ) لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ( ١٣ ) وإنا إلى ربنا لمنقلبون ( ١٤ ) ﴾ [ ٩ – ١٤ ].
وجه الخطاب في الآية الأولى إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم : فلو سألهم عمن خلق السماوات والأرض لما وسعهم إلا أن يجيبوا بأنه هو الله العزيز القوي الغني عن الغير العليم بكل شيء.
أما الآيات التالية فقد احتوت تقريرات عن مشاهدة قدرة الله ونعمه على السامعين. وعباراتها واضحة لا تحتاج إلى أداء آخر. وقد انتهت بتقرير كون ذلك مما يوجب ذكر نعمة الله وحمده على ما يسره للسامعين من وسائل الاعتراف به وإنابتهم إليه.
وضمير الجمع المخاطب والجمع الغائب في الآيات عائد إلى الكفار على ما يفيده فحواها. وهي والحالة هذه متصلة بسابقاتها في صدد محاججة الكفار وإفحامهم كما أنها تمهيد لما في الآيات التالية لها، وهذا مما جرى عليه أسلوب النظم القرآني.
والجواب في الآية الأولى حكاية مفروضة على لسان الكفار، وأسلوبها يلهم أن جواب الكفار لن يكون إلا إيجابا، فهم لا ينكرون الله تعالى وإنما يشركون معه غيره للاستشفاع والزلفى، ويعترفون أنه الخالق الرازق المدبر المتصرف في الكون النافع الضار وحده. ويدعونه وحده في الشدائد والأخطار على ما حكته آيات عديدة مرت أمثلة منها، ومن هنا جاء الإفحام والإلزام.
ولقد روى البغوي بطرقه عن علي بن أبي ربيعة أنه :( شهد عليا رضي الله عنه حين ركب فلما وضع رجله في الركاب قال : بسم الله، فلما استوى قال : الحمد لله ثم قال : سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون، ثم حمد ثلاثا وكبر ثلاثا ثم قال : لا إله إلا الله ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ثم ضحك فقيل له : ما يضحكك يا أمير المؤمنين ؟ قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فعل مثل ما فعلت، وقال مثل ما قلت، ثم ضحك فقلنا ما يضحكك يا نبي الله ؟ قال : عجبت للعبد إذا قال لا إله إلا الله ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، يعلم أنه لا يغفر الذنوب إلا هو )١. وأورد ابن كثير حديثا عن عبد الله بن عمر رواه الإمام أحمد قال :( كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا ركب راحلته كبر ثلاثا ثم قال : سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون. ثم يقول : اللهم إني أسألك في سفري هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا السفر واطو لنا البعيد. اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل. اللهم اصحبنا في سفرنا واخلفنا في أهلنا ). وكان إذا رجع إلى أهله قال :( آيبون تائبون إن شاء الله عابدون لربنا حامدون ). حيث ينطوي في الأحاديث صورة من صور استلهام النبي صلى الله عليه وآله وسلم للآيات القرآنية فرأى أن في الآيتين الأخيرتين من الآيات التي نحن في صددها تعليما له وللمسلمين أيضا بما ينبغي أن يفعلوا إذ يتمتعون بما سخره الله لهم من وسائل الركوب فكان ما روته الأحاديث منه وصار ذلك سنة شريفة للمسلمين من بعد.
١ أورد ابن كثير هذا الحديث أيضا عن الإمام أحمد بفرق مهم وهو: (يعجب الرب تبارك وتعالى من عبده إذا قال: رب اغفر لي ويقول: علم عبدي أنه لا يغفر الذنوب غيري) وقال الترمذي والنسائي رويا هذا الحديث أيضا..

﴿ وجعلوا له من عباده جزءا إن الإنسان لكفور مبين ( ١٥ ) أم اتخذ مما يخلق بنات وأصفاكم بالبنين ( ١٦ ) وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم ( ١٧ ) أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين ( ١٨ ) وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون ( ١٩ ) ﴾ [ ١٥ – ١٩ ].
جعلوا له من عباده جزءا : كناية عن نسبتهم الأولاد إلى الله تعالى على اعتبار أن الأولاد جزء من آبائهم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:في الآية الأولى إشارة تنديدية إلى عقيدة المشركين الكفار في الملائكة، وفي الآيات التالية لها مناقشة ورد وتسفيه وإنذار لهم بسببها.
فقد سوغوا أن يكون بعض عباد الله جزءا منه أي أولادا، وفي هذا ما يدل على شدة جحود الإنسان وانحرافه عن الحق والمنطق. ثم سوغوا أن يكون أولاد الله من البنات فقط في حين أنهم يتمنون أن يكون أولادهم ذكورا وفي حين أن أحدهم إذا بشر بالبنات التي ينسبونهن إلى الله اسود وجهه وامتلأ صدره غيظا، ولم يكد يقدر على كتمه وكظمه. وهذا يدل على شدة سخفهم ؛ لأن النساء في العادة والإجمال ضعيفات في قوة الخصومة والنضال يقضين حياتهن في التزين واللهو، وهذا مما لا ينبغي أن يكون عليه أولاد الله إذا كان يصح أن يكون له أولاد سبحانه وتعالى. والبنات اللاتي نسبوهن إلى الله الملائكة وهم عباده، فهل كانوا حاضرين حينما خلقوا ؛ ليقولوا هذا القول الذي لا يجوز أن يقوله إلا شاهد عيان، ولسوف يحصي الله على الكفار المشركين هذه الأقوال ليسألهم عنها ويحاسبهم عليها حسابا عسيرا.
والآيات متصلة بسابقاتها واستمرار لها كما هو المتبادر. وأسلوبها جدلي، والحجة في الجدل تكون أقوى بطبيعة الحال إذا كانت مستمدة مما يسلم به الفريق الثاني ؛ ولهذا جاءت الحجة هنا قوية ملزمة والسخرية لاذعة محكمة.
تعليق على
ما احتوت الآيات ( ١٦-١٨ )
من وصف الإناث وتوضيح لنظرة القرآن
للمرأة ومركزها في الإسلام
وقد يبدو لأول وهلة من فحوى الآيات [ ١٦ – ١٨ ] أنها بسبيل الانتقاص من قدر البنات والإناث ومركزهن وتهوين شأنهن بالنسبة للبنين والذكور، والذي يتبادر لنا أن ما ورد في الآيات هنا وفي آيات أخرى جاءت في مثل المناسبة التي جاءت فيها هذه الآيات هو تعبير عما كان سائدا في أذهان العرب الذين تندد الآيات بمشركيهم واعتباراتهم لتكون الحجة فيها أشد إلزاما وإفحاما. وليس هو رأي القرآن المباشر في المرأة وبخاصة المسلمة، أما هذا الرأي فإن ما ورد في القرآن المكي والمدني معا يسوغ القول إنه قد رفع من شأنها ومركزها اللذين كانا منخفضين في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبيئته، بل جعلها مساوية للرجل في كل شيء تقريبا. فقد اعتبرها والرجل متساويين في أصل الخلقة، ونشوء الجنس والرابطة الزوجية على ما نبهنا عليه في مناسبات سابقة، واعتبرها أهلا لكل تكليف كلف به الرجل، وكل واجب أوجب عليه وكل خطاب خوطب به، وأباح لها كل ما أباح له وحرم عليها كل ما حرم عليه ومنحها كل ما منحه، ورتب عليها كل نتيجة رتبها عليه من كل ذلك في الحياة الدنيا والآخرة معا. واعتبرها صاحبة الحق في كل تصرف من التصرفات الشخصية والمدنية والملية المشروعة دون أن يتوقف ذلك على إذن الرجل مهما كانت نسبته إليها، وثبت حقها في الإرث ومنحها فيه ما فيه الكفاية، بل وأكثر من الكفاية مما هو من مفاخر الشريعة الإسلامية ومفرداتها ومعجزاتها الباهرة التي رشحتها للخلود. وما قد يكون هناك من بعض التحفظات والاستدراكات القرآنية فإنه متصل بالحياة الزوجية أو بطبيعتها الجنسية، وليس من شأنه أن ينتقص مما ذكرناه شيئا على ما سوف نشرحه في مناسباته إن شاء الله، وهو من الكثرة والتنوع بما لا يتسع له المقام هنا.

أصفاكم بالبنين : بمعنى خصكم بالبنين واصطفاهم لكم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:في الآية الأولى إشارة تنديدية إلى عقيدة المشركين الكفار في الملائكة، وفي الآيات التالية لها مناقشة ورد وتسفيه وإنذار لهم بسببها.
فقد سوغوا أن يكون بعض عباد الله جزءا منه أي أولادا، وفي هذا ما يدل على شدة جحود الإنسان وانحرافه عن الحق والمنطق. ثم سوغوا أن يكون أولاد الله من البنات فقط في حين أنهم يتمنون أن يكون أولادهم ذكورا وفي حين أن أحدهم إذا بشر بالبنات التي ينسبونهن إلى الله اسود وجهه وامتلأ صدره غيظا، ولم يكد يقدر على كتمه وكظمه. وهذا يدل على شدة سخفهم ؛ لأن النساء في العادة والإجمال ضعيفات في قوة الخصومة والنضال يقضين حياتهن في التزين واللهو، وهذا مما لا ينبغي أن يكون عليه أولاد الله إذا كان يصح أن يكون له أولاد سبحانه وتعالى. والبنات اللاتي نسبوهن إلى الله الملائكة وهم عباده، فهل كانوا حاضرين حينما خلقوا ؛ ليقولوا هذا القول الذي لا يجوز أن يقوله إلا شاهد عيان، ولسوف يحصي الله على الكفار المشركين هذه الأقوال ليسألهم عنها ويحاسبهم عليها حسابا عسيرا.
والآيات متصلة بسابقاتها واستمرار لها كما هو المتبادر. وأسلوبها جدلي، والحجة في الجدل تكون أقوى بطبيعة الحال إذا كانت مستمدة مما يسلم به الفريق الثاني ؛ ولهذا جاءت الحجة هنا قوية ملزمة والسخرية لاذعة محكمة.
تعليق على
ما احتوت الآيات ( ١٦-١٨ )
من وصف الإناث وتوضيح لنظرة القرآن
للمرأة ومركزها في الإسلام
وقد يبدو لأول وهلة من فحوى الآيات [ ١٦ – ١٨ ] أنها بسبيل الانتقاص من قدر البنات والإناث ومركزهن وتهوين شأنهن بالنسبة للبنين والذكور، والذي يتبادر لنا أن ما ورد في الآيات هنا وفي آيات أخرى جاءت في مثل المناسبة التي جاءت فيها هذه الآيات هو تعبير عما كان سائدا في أذهان العرب الذين تندد الآيات بمشركيهم واعتباراتهم لتكون الحجة فيها أشد إلزاما وإفحاما. وليس هو رأي القرآن المباشر في المرأة وبخاصة المسلمة، أما هذا الرأي فإن ما ورد في القرآن المكي والمدني معا يسوغ القول إنه قد رفع من شأنها ومركزها اللذين كانا منخفضين في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبيئته، بل جعلها مساوية للرجل في كل شيء تقريبا. فقد اعتبرها والرجل متساويين في أصل الخلقة، ونشوء الجنس والرابطة الزوجية على ما نبهنا عليه في مناسبات سابقة، واعتبرها أهلا لكل تكليف كلف به الرجل، وكل واجب أوجب عليه وكل خطاب خوطب به، وأباح لها كل ما أباح له وحرم عليها كل ما حرم عليه ومنحها كل ما منحه، ورتب عليها كل نتيجة رتبها عليه من كل ذلك في الحياة الدنيا والآخرة معا. واعتبرها صاحبة الحق في كل تصرف من التصرفات الشخصية والمدنية والملية المشروعة دون أن يتوقف ذلك على إذن الرجل مهما كانت نسبته إليها، وثبت حقها في الإرث ومنحها فيه ما فيه الكفاية، بل وأكثر من الكفاية مما هو من مفاخر الشريعة الإسلامية ومفرداتها ومعجزاتها الباهرة التي رشحتها للخلود. وما قد يكون هناك من بعض التحفظات والاستدراكات القرآنية فإنه متصل بالحياة الزوجية أو بطبيعتها الجنسية، وليس من شأنه أن ينتقص مما ذكرناه شيئا على ما سوف نشرحه في مناسباته إن شاء الله، وهو من الكثرة والتنوع بما لا يتسع له المقام هنا.

بما ضرب للرحمن مثلا : بما جعله ندا ومماثلا للرحمن.
كظيم : كتوم لغيظه على شدته.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:في الآية الأولى إشارة تنديدية إلى عقيدة المشركين الكفار في الملائكة، وفي الآيات التالية لها مناقشة ورد وتسفيه وإنذار لهم بسببها.
فقد سوغوا أن يكون بعض عباد الله جزءا منه أي أولادا، وفي هذا ما يدل على شدة جحود الإنسان وانحرافه عن الحق والمنطق. ثم سوغوا أن يكون أولاد الله من البنات فقط في حين أنهم يتمنون أن يكون أولادهم ذكورا وفي حين أن أحدهم إذا بشر بالبنات التي ينسبونهن إلى الله اسود وجهه وامتلأ صدره غيظا، ولم يكد يقدر على كتمه وكظمه. وهذا يدل على شدة سخفهم ؛ لأن النساء في العادة والإجمال ضعيفات في قوة الخصومة والنضال يقضين حياتهن في التزين واللهو، وهذا مما لا ينبغي أن يكون عليه أولاد الله إذا كان يصح أن يكون له أولاد سبحانه وتعالى. والبنات اللاتي نسبوهن إلى الله الملائكة وهم عباده، فهل كانوا حاضرين حينما خلقوا ؛ ليقولوا هذا القول الذي لا يجوز أن يقوله إلا شاهد عيان، ولسوف يحصي الله على الكفار المشركين هذه الأقوال ليسألهم عنها ويحاسبهم عليها حسابا عسيرا.
والآيات متصلة بسابقاتها واستمرار لها كما هو المتبادر. وأسلوبها جدلي، والحجة في الجدل تكون أقوى بطبيعة الحال إذا كانت مستمدة مما يسلم به الفريق الثاني ؛ ولهذا جاءت الحجة هنا قوية ملزمة والسخرية لاذعة محكمة.
تعليق على
ما احتوت الآيات ( ١٦-١٨ )
من وصف الإناث وتوضيح لنظرة القرآن
للمرأة ومركزها في الإسلام
وقد يبدو لأول وهلة من فحوى الآيات [ ١٦ – ١٨ ] أنها بسبيل الانتقاص من قدر البنات والإناث ومركزهن وتهوين شأنهن بالنسبة للبنين والذكور، والذي يتبادر لنا أن ما ورد في الآيات هنا وفي آيات أخرى جاءت في مثل المناسبة التي جاءت فيها هذه الآيات هو تعبير عما كان سائدا في أذهان العرب الذين تندد الآيات بمشركيهم واعتباراتهم لتكون الحجة فيها أشد إلزاما وإفحاما. وليس هو رأي القرآن المباشر في المرأة وبخاصة المسلمة، أما هذا الرأي فإن ما ورد في القرآن المكي والمدني معا يسوغ القول إنه قد رفع من شأنها ومركزها اللذين كانا منخفضين في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبيئته، بل جعلها مساوية للرجل في كل شيء تقريبا. فقد اعتبرها والرجل متساويين في أصل الخلقة، ونشوء الجنس والرابطة الزوجية على ما نبهنا عليه في مناسبات سابقة، واعتبرها أهلا لكل تكليف كلف به الرجل، وكل واجب أوجب عليه وكل خطاب خوطب به، وأباح لها كل ما أباح له وحرم عليها كل ما حرم عليه ومنحها كل ما منحه، ورتب عليها كل نتيجة رتبها عليه من كل ذلك في الحياة الدنيا والآخرة معا. واعتبرها صاحبة الحق في كل تصرف من التصرفات الشخصية والمدنية والملية المشروعة دون أن يتوقف ذلك على إذن الرجل مهما كانت نسبته إليها، وثبت حقها في الإرث ومنحها فيه ما فيه الكفاية، بل وأكثر من الكفاية مما هو من مفاخر الشريعة الإسلامية ومفرداتها ومعجزاتها الباهرة التي رشحتها للخلود. وما قد يكون هناك من بعض التحفظات والاستدراكات القرآنية فإنه متصل بالحياة الزوجية أو بطبيعتها الجنسية، وليس من شأنه أن ينتقص مما ذكرناه شيئا على ما سوف نشرحه في مناسباته إن شاء الله، وهو من الكثرة والتنوع بما لا يتسع له المقام هنا.

ينشأ في الحلية : الحلية هي ما تتزين به النساء، ومعنى الجملة : ينشأ في الزينة، وهو شأن النساء بوجه الإجمال والقصد من الجملة التنديد بهم ؛ لأنهم جعلوا النساء- اللاتي يقضين حياتهن في التزين واللهو- أندادا لله تعالى.
في الخصام غير مبين : غير بليغ وغير قوي في الجدل والخصومة. وهذا كذلك من شأن النساء وفي هذه الجملة ما في الجملة الأولى من القصد.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:في الآية الأولى إشارة تنديدية إلى عقيدة المشركين الكفار في الملائكة، وفي الآيات التالية لها مناقشة ورد وتسفيه وإنذار لهم بسببها.
فقد سوغوا أن يكون بعض عباد الله جزءا منه أي أولادا، وفي هذا ما يدل على شدة جحود الإنسان وانحرافه عن الحق والمنطق. ثم سوغوا أن يكون أولاد الله من البنات فقط في حين أنهم يتمنون أن يكون أولادهم ذكورا وفي حين أن أحدهم إذا بشر بالبنات التي ينسبونهن إلى الله اسود وجهه وامتلأ صدره غيظا، ولم يكد يقدر على كتمه وكظمه. وهذا يدل على شدة سخفهم ؛ لأن النساء في العادة والإجمال ضعيفات في قوة الخصومة والنضال يقضين حياتهن في التزين واللهو، وهذا مما لا ينبغي أن يكون عليه أولاد الله إذا كان يصح أن يكون له أولاد سبحانه وتعالى. والبنات اللاتي نسبوهن إلى الله الملائكة وهم عباده، فهل كانوا حاضرين حينما خلقوا ؛ ليقولوا هذا القول الذي لا يجوز أن يقوله إلا شاهد عيان، ولسوف يحصي الله على الكفار المشركين هذه الأقوال ليسألهم عنها ويحاسبهم عليها حسابا عسيرا.
والآيات متصلة بسابقاتها واستمرار لها كما هو المتبادر. وأسلوبها جدلي، والحجة في الجدل تكون أقوى بطبيعة الحال إذا كانت مستمدة مما يسلم به الفريق الثاني ؛ ولهذا جاءت الحجة هنا قوية ملزمة والسخرية لاذعة محكمة.
تعليق على
ما احتوت الآيات ( ١٦-١٨ )
من وصف الإناث وتوضيح لنظرة القرآن
للمرأة ومركزها في الإسلام
وقد يبدو لأول وهلة من فحوى الآيات [ ١٦ – ١٨ ] أنها بسبيل الانتقاص من قدر البنات والإناث ومركزهن وتهوين شأنهن بالنسبة للبنين والذكور، والذي يتبادر لنا أن ما ورد في الآيات هنا وفي آيات أخرى جاءت في مثل المناسبة التي جاءت فيها هذه الآيات هو تعبير عما كان سائدا في أذهان العرب الذين تندد الآيات بمشركيهم واعتباراتهم لتكون الحجة فيها أشد إلزاما وإفحاما. وليس هو رأي القرآن المباشر في المرأة وبخاصة المسلمة، أما هذا الرأي فإن ما ورد في القرآن المكي والمدني معا يسوغ القول إنه قد رفع من شأنها ومركزها اللذين كانا منخفضين في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبيئته، بل جعلها مساوية للرجل في كل شيء تقريبا. فقد اعتبرها والرجل متساويين في أصل الخلقة، ونشوء الجنس والرابطة الزوجية على ما نبهنا عليه في مناسبات سابقة، واعتبرها أهلا لكل تكليف كلف به الرجل، وكل واجب أوجب عليه وكل خطاب خوطب به، وأباح لها كل ما أباح له وحرم عليها كل ما حرم عليه ومنحها كل ما منحه، ورتب عليها كل نتيجة رتبها عليه من كل ذلك في الحياة الدنيا والآخرة معا. واعتبرها صاحبة الحق في كل تصرف من التصرفات الشخصية والمدنية والملية المشروعة دون أن يتوقف ذلك على إذن الرجل مهما كانت نسبته إليها، وثبت حقها في الإرث ومنحها فيه ما فيه الكفاية، بل وأكثر من الكفاية مما هو من مفاخر الشريعة الإسلامية ومفرداتها ومعجزاتها الباهرة التي رشحتها للخلود. وما قد يكون هناك من بعض التحفظات والاستدراكات القرآنية فإنه متصل بالحياة الزوجية أو بطبيعتها الجنسية، وليس من شأنه أن ينتقص مما ذكرناه شيئا على ما سوف نشرحه في مناسباته إن شاء الله، وهو من الكثرة والتنوع بما لا يتسع له المقام هنا.

أشهدوا خلقهم : هل كانوا حاضرين حينما خلقهم الله.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:في الآية الأولى إشارة تنديدية إلى عقيدة المشركين الكفار في الملائكة، وفي الآيات التالية لها مناقشة ورد وتسفيه وإنذار لهم بسببها.
فقد سوغوا أن يكون بعض عباد الله جزءا منه أي أولادا، وفي هذا ما يدل على شدة جحود الإنسان وانحرافه عن الحق والمنطق. ثم سوغوا أن يكون أولاد الله من البنات فقط في حين أنهم يتمنون أن يكون أولادهم ذكورا وفي حين أن أحدهم إذا بشر بالبنات التي ينسبونهن إلى الله اسود وجهه وامتلأ صدره غيظا، ولم يكد يقدر على كتمه وكظمه. وهذا يدل على شدة سخفهم ؛ لأن النساء في العادة والإجمال ضعيفات في قوة الخصومة والنضال يقضين حياتهن في التزين واللهو، وهذا مما لا ينبغي أن يكون عليه أولاد الله إذا كان يصح أن يكون له أولاد سبحانه وتعالى. والبنات اللاتي نسبوهن إلى الله الملائكة وهم عباده، فهل كانوا حاضرين حينما خلقوا ؛ ليقولوا هذا القول الذي لا يجوز أن يقوله إلا شاهد عيان، ولسوف يحصي الله على الكفار المشركين هذه الأقوال ليسألهم عنها ويحاسبهم عليها حسابا عسيرا.
والآيات متصلة بسابقاتها واستمرار لها كما هو المتبادر. وأسلوبها جدلي، والحجة في الجدل تكون أقوى بطبيعة الحال إذا كانت مستمدة مما يسلم به الفريق الثاني ؛ ولهذا جاءت الحجة هنا قوية ملزمة والسخرية لاذعة محكمة.
تعليق على
ما احتوت الآيات ( ١٦-١٨ )
من وصف الإناث وتوضيح لنظرة القرآن
للمرأة ومركزها في الإسلام
وقد يبدو لأول وهلة من فحوى الآيات [ ١٦ – ١٨ ] أنها بسبيل الانتقاص من قدر البنات والإناث ومركزهن وتهوين شأنهن بالنسبة للبنين والذكور، والذي يتبادر لنا أن ما ورد في الآيات هنا وفي آيات أخرى جاءت في مثل المناسبة التي جاءت فيها هذه الآيات هو تعبير عما كان سائدا في أذهان العرب الذين تندد الآيات بمشركيهم واعتباراتهم لتكون الحجة فيها أشد إلزاما وإفحاما. وليس هو رأي القرآن المباشر في المرأة وبخاصة المسلمة، أما هذا الرأي فإن ما ورد في القرآن المكي والمدني معا يسوغ القول إنه قد رفع من شأنها ومركزها اللذين كانا منخفضين في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبيئته، بل جعلها مساوية للرجل في كل شيء تقريبا. فقد اعتبرها والرجل متساويين في أصل الخلقة، ونشوء الجنس والرابطة الزوجية على ما نبهنا عليه في مناسبات سابقة، واعتبرها أهلا لكل تكليف كلف به الرجل، وكل واجب أوجب عليه وكل خطاب خوطب به، وأباح لها كل ما أباح له وحرم عليها كل ما حرم عليه ومنحها كل ما منحه، ورتب عليها كل نتيجة رتبها عليه من كل ذلك في الحياة الدنيا والآخرة معا. واعتبرها صاحبة الحق في كل تصرف من التصرفات الشخصية والمدنية والملية المشروعة دون أن يتوقف ذلك على إذن الرجل مهما كانت نسبته إليها، وثبت حقها في الإرث ومنحها فيه ما فيه الكفاية، بل وأكثر من الكفاية مما هو من مفاخر الشريعة الإسلامية ومفرداتها ومعجزاتها الباهرة التي رشحتها للخلود. وما قد يكون هناك من بعض التحفظات والاستدراكات القرآنية فإنه متصل بالحياة الزوجية أو بطبيعتها الجنسية، وليس من شأنه أن ينتقص مما ذكرناه شيئا على ما سوف نشرحه في مناسباته إن شاء الله، وهو من الكثرة والتنوع بما لا يتسع له المقام هنا.

﴿ وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون ( ٢٠ ) أم آتيناهم كتابا من قبله فهم به مستمسكون ( ٢١ ) بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون ( ٢٢ ) ﴾ [ ٢٠ – ٢٢ ].
ما عبدناهم : الضمير راجع إلى الملائكة.
يخرصون : يظنون أو يخمنون أو يتوهمون.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:في الآيات :
حكاية لما كان يعتذر به المشركون عن عبادة الملائكة حيث كانوا يقولون : إن الله لو لم يشأ أن نعبدهم لمنعنا من عبادتهم.
ورد تسفيهي على هذه الحجة الواهية بتقرير كونهم لا يستندون فيها إلى علم وبينة وإنما هم متوهمون توهما.
وتساؤل عل سبيل الاستنكار والتحدي عما إذا كان الله تعالى قد أنزل عليهم قبل القرآن كتابا يستندون إليه فيما هم عليه من عقائد ويدلون به من حجج ويستمسكون به دون القرآن.
وحكاية لما كانوا يقولون حينما تلزمهم الحجة ؛ حيث كانوا يقولون : إنا وجدنا آباءنا على طريقة ونحن سائرون على هداهم وسيرهم فيها.
والآيات كما هو ظاهر متصلة بسابقاتها اتصال سياق وموضوع وتعقيب. وتلهم أن المشركين العرب كانوا يعتقدون أن ما هم عليه متصل بشريعة ربانية يتوارثونها جيلا عن جيل. وقد تكررت حكاية هذه الحجة عنهم مرارا مرت منها أمثلة في السور السابقة ؛ حيث يبدو أنهم كانوا يكررونها في كل مناسبة ومناظرة. والروايات تذكر وبعض الآيات تلهم أنهم كانوا يظنون أن ما هم عليه من عقائد وتقاليد هو من ملة إبراهيم على ما شرحناه في سياق سورة ( الأعلى ) وغيرها من السور السابقة.
تعليق على آية
﴿ وقالوا لو شاء الرحمان ما عبدناهم ﴾
وما بعدها
والآيات تنطوي على معنى التنديد بالحجة التي كان المشركون يحتجون بها وتقرير كون صحة العقيدة والفكر وبطلانهما لا يجوز أن يكون مستندا إلى قدمها وتوارثها عن الآباء، وإنما يجب أن تكون قائمة على بينة وعلم ومصلحة، وفي هذا تلقين جليل قرآني مستمر المدى.
وفي الآية الأولى رد مستمر التلقين والمدى أيضا على كل حجة مماثلة لتبرير الآثام والاعوجاجات التي يرتكبها الناس ويقولون : إن الله لو شاء لما ارتكبوها. وفيها كذلك تسفيه مستمر التلقين والمدى لكل من يلقي الكلام على عواهنه من غير سند إلى علم وبينة، أو يتمسك برأيه تمسكا أعمى بدون منطق ودليل.
ولقد اعتبر الزمخشري الآية الأولى دليلا على صحة مذهب المعتزلين الذين يقولون باكتساب الإنسان أعماله بمشيئته بما في ذلك الكفر والشرك والإيمان ؛ لأنها نددت بالمشركين الذين يقولون لو شاء الله ما أشركنا، وقررت ضمنا أن شركهم إنما كان باختيارهم وكسبهم فاستحقوا التنديد والإنذار. وغمز المجبرة الذين يخالفون مذهب المعتزلة في ذلك. وقد رد عليه القاضي ابن المنير وقابل الغمز بمثله١.
والآية هي بسبيل حكاية قول المشركين والتنديد بهم ؛ لأنهم أرادوا تبرير شركهم. والأولى أن تبقى في هذا النطاق لتظل الحجة فيها والتلقين المستمر قويين. وقد تكرر فحواها في مثل هذه الحجة والتلقين في آيات سورة الأنعام [ ١٤٩ – ١٥٠ ] التي سبق تفسيرها والتي احتوت زيادة هامة في بابها من حيث تقريرها أن الله لو شاء لجعل جميع الناس مهتدين ولكنه ترك ذلك لاختيارهم حيث يدل هذا على أن المشركين كانوا يكررون إيراد هذه الحجة ويرون فيها تبريرا لعقائدهم وردا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وما يتلوه عليهم من آيات فيها تسفيه وتنديد لهم.
ولقد حمل بعض المفسرين٢ ما حكته الآية الأولى من قول المشركين على محمل الاستهزاء والتعجيز وآيات الأنعام المشار إليها آنفا تؤيد كون ذلك صادرا عنهم في معرض التبرير. وقد وردت آيات تتضمن تقرير كون المشركين يعتقدون أنهم على حق في عقائدهم، منها ما حكته آية سورة الأعراف هذه :﴿ وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها ءاباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون ( ٢٨ ) ﴾ ونحن نرجح أن قولهم هنا من هذا الباب. وهذا ما يستفاد من شرح معظم المفسرين أيضا٣. ولعل في الآية التالية لها قرينة قوية على ذلك حيث تساءلت تساؤل المنكر عما إذا كان لديهم كتاب من الله يستندون إليه ويستمسكون به.

من قبله : الضمير راجع إلى القرآن.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:في الآيات :
حكاية لما كان يعتذر به المشركون عن عبادة الملائكة حيث كانوا يقولون : إن الله لو لم يشأ أن نعبدهم لمنعنا من عبادتهم.
ورد تسفيهي على هذه الحجة الواهية بتقرير كونهم لا يستندون فيها إلى علم وبينة وإنما هم متوهمون توهما.
وتساؤل عل سبيل الاستنكار والتحدي عما إذا كان الله تعالى قد أنزل عليهم قبل القرآن كتابا يستندون إليه فيما هم عليه من عقائد ويدلون به من حجج ويستمسكون به دون القرآن.
وحكاية لما كانوا يقولون حينما تلزمهم الحجة ؛ حيث كانوا يقولون : إنا وجدنا آباءنا على طريقة ونحن سائرون على هداهم وسيرهم فيها.
والآيات كما هو ظاهر متصلة بسابقاتها اتصال سياق وموضوع وتعقيب. وتلهم أن المشركين العرب كانوا يعتقدون أن ما هم عليه متصل بشريعة ربانية يتوارثونها جيلا عن جيل. وقد تكررت حكاية هذه الحجة عنهم مرارا مرت منها أمثلة في السور السابقة ؛ حيث يبدو أنهم كانوا يكررونها في كل مناسبة ومناظرة. والروايات تذكر وبعض الآيات تلهم أنهم كانوا يظنون أن ما هم عليه من عقائد وتقاليد هو من ملة إبراهيم على ما شرحناه في سياق سورة ( الأعلى ) وغيرها من السور السابقة.
تعليق على آية
﴿ وقالوا لو شاء الرحمان ما عبدناهم ﴾
وما بعدها
والآيات تنطوي على معنى التنديد بالحجة التي كان المشركون يحتجون بها وتقرير كون صحة العقيدة والفكر وبطلانهما لا يجوز أن يكون مستندا إلى قدمها وتوارثها عن الآباء، وإنما يجب أن تكون قائمة على بينة وعلم ومصلحة، وفي هذا تلقين جليل قرآني مستمر المدى.
وفي الآية الأولى رد مستمر التلقين والمدى أيضا على كل حجة مماثلة لتبرير الآثام والاعوجاجات التي يرتكبها الناس ويقولون : إن الله لو شاء لما ارتكبوها. وفيها كذلك تسفيه مستمر التلقين والمدى لكل من يلقي الكلام على عواهنه من غير سند إلى علم وبينة، أو يتمسك برأيه تمسكا أعمى بدون منطق ودليل.
ولقد اعتبر الزمخشري الآية الأولى دليلا على صحة مذهب المعتزلين الذين يقولون باكتساب الإنسان أعماله بمشيئته بما في ذلك الكفر والشرك والإيمان ؛ لأنها نددت بالمشركين الذين يقولون لو شاء الله ما أشركنا، وقررت ضمنا أن شركهم إنما كان باختيارهم وكسبهم فاستحقوا التنديد والإنذار. وغمز المجبرة الذين يخالفون مذهب المعتزلة في ذلك. وقد رد عليه القاضي ابن المنير وقابل الغمز بمثله١.
والآية هي بسبيل حكاية قول المشركين والتنديد بهم ؛ لأنهم أرادوا تبرير شركهم. والأولى أن تبقى في هذا النطاق لتظل الحجة فيها والتلقين المستمر قويين. وقد تكرر فحواها في مثل هذه الحجة والتلقين في آيات سورة الأنعام [ ١٤٩ – ١٥٠ ] التي سبق تفسيرها والتي احتوت زيادة هامة في بابها من حيث تقريرها أن الله لو شاء لجعل جميع الناس مهتدين ولكنه ترك ذلك لاختيارهم حيث يدل هذا على أن المشركين كانوا يكررون إيراد هذه الحجة ويرون فيها تبريرا لعقائدهم وردا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وما يتلوه عليهم من آيات فيها تسفيه وتنديد لهم.
ولقد حمل بعض المفسرين٢ ما حكته الآية الأولى من قول المشركين على محمل الاستهزاء والتعجيز وآيات الأنعام المشار إليها آنفا تؤيد كون ذلك صادرا عنهم في معرض التبرير. وقد وردت آيات تتضمن تقرير كون المشركين يعتقدون أنهم على حق في عقائدهم، منها ما حكته آية سورة الأعراف هذه :﴿ وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها ءاباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون ( ٢٨ ) ﴾ ونحن نرجح أن قولهم هنا من هذا الباب. وهذا ما يستفاد من شرح معظم المفسرين أيضا٣. ولعل في الآية التالية لها قرينة قوية على ذلك حيث تساءلت تساؤل المنكر عما إذا كان لديهم كتاب من الله يستندون إليه ويستمسكون به.

أمة : هنا بمعنى ملة أو طريقة أو دين.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:في الآيات :
حكاية لما كان يعتذر به المشركون عن عبادة الملائكة حيث كانوا يقولون : إن الله لو لم يشأ أن نعبدهم لمنعنا من عبادتهم.
ورد تسفيهي على هذه الحجة الواهية بتقرير كونهم لا يستندون فيها إلى علم وبينة وإنما هم متوهمون توهما.
وتساؤل عل سبيل الاستنكار والتحدي عما إذا كان الله تعالى قد أنزل عليهم قبل القرآن كتابا يستندون إليه فيما هم عليه من عقائد ويدلون به من حجج ويستمسكون به دون القرآن.
وحكاية لما كانوا يقولون حينما تلزمهم الحجة ؛ حيث كانوا يقولون : إنا وجدنا آباءنا على طريقة ونحن سائرون على هداهم وسيرهم فيها.
والآيات كما هو ظاهر متصلة بسابقاتها اتصال سياق وموضوع وتعقيب. وتلهم أن المشركين العرب كانوا يعتقدون أن ما هم عليه متصل بشريعة ربانية يتوارثونها جيلا عن جيل. وقد تكررت حكاية هذه الحجة عنهم مرارا مرت منها أمثلة في السور السابقة ؛ حيث يبدو أنهم كانوا يكررونها في كل مناسبة ومناظرة. والروايات تذكر وبعض الآيات تلهم أنهم كانوا يظنون أن ما هم عليه من عقائد وتقاليد هو من ملة إبراهيم على ما شرحناه في سياق سورة ( الأعلى ) وغيرها من السور السابقة.
تعليق على آية
﴿ وقالوا لو شاء الرحمان ما عبدناهم ﴾
وما بعدها
والآيات تنطوي على معنى التنديد بالحجة التي كان المشركون يحتجون بها وتقرير كون صحة العقيدة والفكر وبطلانهما لا يجوز أن يكون مستندا إلى قدمها وتوارثها عن الآباء، وإنما يجب أن تكون قائمة على بينة وعلم ومصلحة، وفي هذا تلقين جليل قرآني مستمر المدى.
وفي الآية الأولى رد مستمر التلقين والمدى أيضا على كل حجة مماثلة لتبرير الآثام والاعوجاجات التي يرتكبها الناس ويقولون : إن الله لو شاء لما ارتكبوها. وفيها كذلك تسفيه مستمر التلقين والمدى لكل من يلقي الكلام على عواهنه من غير سند إلى علم وبينة، أو يتمسك برأيه تمسكا أعمى بدون منطق ودليل.
ولقد اعتبر الزمخشري الآية الأولى دليلا على صحة مذهب المعتزلين الذين يقولون باكتساب الإنسان أعماله بمشيئته بما في ذلك الكفر والشرك والإيمان ؛ لأنها نددت بالمشركين الذين يقولون لو شاء الله ما أشركنا، وقررت ضمنا أن شركهم إنما كان باختيارهم وكسبهم فاستحقوا التنديد والإنذار. وغمز المجبرة الذين يخالفون مذهب المعتزلة في ذلك. وقد رد عليه القاضي ابن المنير وقابل الغمز بمثله١.
والآية هي بسبيل حكاية قول المشركين والتنديد بهم ؛ لأنهم أرادوا تبرير شركهم. والأولى أن تبقى في هذا النطاق لتظل الحجة فيها والتلقين المستمر قويين. وقد تكرر فحواها في مثل هذه الحجة والتلقين في آيات سورة الأنعام [ ١٤٩ – ١٥٠ ] التي سبق تفسيرها والتي احتوت زيادة هامة في بابها من حيث تقريرها أن الله لو شاء لجعل جميع الناس مهتدين ولكنه ترك ذلك لاختيارهم حيث يدل هذا على أن المشركين كانوا يكررون إيراد هذه الحجة ويرون فيها تبريرا لعقائدهم وردا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وما يتلوه عليهم من آيات فيها تسفيه وتنديد لهم.
ولقد حمل بعض المفسرين٢ ما حكته الآية الأولى من قول المشركين على محمل الاستهزاء والتعجيز وآيات الأنعام المشار إليها آنفا تؤيد كون ذلك صادرا عنهم في معرض التبرير. وقد وردت آيات تتضمن تقرير كون المشركين يعتقدون أنهم على حق في عقائدهم، منها ما حكته آية سورة الأعراف هذه :﴿ وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها ءاباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون ( ٢٨ ) ﴾ ونحن نرجح أن قولهم هنا من هذا الباب. وهذا ما يستفاد من شرح معظم المفسرين أيضا٣. ولعل في الآية التالية لها قرينة قوية على ذلك حيث تساءلت تساؤل المنكر عما إذا كان لديهم كتاب من الله يستندون إليه ويستمسكون به.

﴿ وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ( ٢٣ ) قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون ( ٢٤ ) فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين ( ٢٥ ) ﴾ [ ٢٣ – ٢٥ ].
مترفوها : زعماؤها ووجهاؤها الذين استغرقوا في الترف وأبطرتهم النعمة والوصف هنا في مقام الذم والتنديد.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:جاءت الآيات معطوفة على ما قبلها ومعقبة عليه :
فلم يكن الله يرسل نذيرا قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أمة أو مدينة إلا قال له مترفوها إنا وجدنا آباءنا على طريقة ونحن مقتدون بهم.
ولقد كان أنبياؤهم يسألونهم منددين عما إذا كانوا يصرون على طريقة آبائهم حتى ولو أتوهم بما هو أهدى وأصلح منها فيجيبونهم بأنهم كافرون بما أتوا به على كل حال.
ومن أجل ذلك فقد انتقم الله منهم.
وانتهت الآيات بأمر السامع بالنظر كيف كانت عاقبتهم بالاتعاظ والاعتبار بها.
تعليق على آية
﴿ وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة ﴾
وما بعدها
وفي الآيات تطمين للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن ما يلقاه من قومه هو ما كان يلقاه الأنبياء من قبله. وإنذار للكفار بعاقبة مثل عاقبة أمثالهم الأولين، والأمر بالنظر إلى عاقبة السابقين يتضمن كون آثار انتقام الله مما يشاهد ويرى من قبل السامعين كما هو المتبادر مما فيه تدعيم للإنذار وإلزام للكفار. واستعمال كلمة ( مترفوها ) قد يدل على أن المتصدين للصد والحجاج مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم هم الزعماء وأصحاب الوجاهة والقوة من المشركين، وهو ما أكدته آيات كثيرة أخرى مرت أمثلة عديدة منها.
وفي الآيات توكيد للتلقين الذي نبهنا إليه قبل قليل بعدم جواز التمسك الأعمى بتقاليد الآباء دون ما سند وبينة ومصلحة وحق. وفي الآية الثانية بخاصة دعم قوي له بما احتوته من التنديد المفحم بالتعصيب لتقاليد الآباء حتى في حال الدعوة إلى ما هو الأهدى والأصلح والأحق، وفي هذا تلقين مستمر المدى بوجوب الأخذ دائما بما هو الأهدى والأصلح والأحق بقطع النظر عن مصدره وبقطع النظر عن جدته وقدمه.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:جاءت الآيات معطوفة على ما قبلها ومعقبة عليه :
فلم يكن الله يرسل نذيرا قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أمة أو مدينة إلا قال له مترفوها إنا وجدنا آباءنا على طريقة ونحن مقتدون بهم.
ولقد كان أنبياؤهم يسألونهم منددين عما إذا كانوا يصرون على طريقة آبائهم حتى ولو أتوهم بما هو أهدى وأصلح منها فيجيبونهم بأنهم كافرون بما أتوا به على كل حال.
ومن أجل ذلك فقد انتقم الله منهم.
وانتهت الآيات بأمر السامع بالنظر كيف كانت عاقبتهم بالاتعاظ والاعتبار بها.
تعليق على آية
﴿ وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة ﴾
وما بعدها
وفي الآيات تطمين للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن ما يلقاه من قومه هو ما كان يلقاه الأنبياء من قبله. وإنذار للكفار بعاقبة مثل عاقبة أمثالهم الأولين، والأمر بالنظر إلى عاقبة السابقين يتضمن كون آثار انتقام الله مما يشاهد ويرى من قبل السامعين كما هو المتبادر مما فيه تدعيم للإنذار وإلزام للكفار. واستعمال كلمة ( مترفوها ) قد يدل على أن المتصدين للصد والحجاج مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم هم الزعماء وأصحاب الوجاهة والقوة من المشركين، وهو ما أكدته آيات كثيرة أخرى مرت أمثلة عديدة منها.
وفي الآيات توكيد للتلقين الذي نبهنا إليه قبل قليل بعدم جواز التمسك الأعمى بتقاليد الآباء دون ما سند وبينة ومصلحة وحق. وفي الآية الثانية بخاصة دعم قوي له بما احتوته من التنديد المفحم بالتعصيب لتقاليد الآباء حتى في حال الدعوة إلى ما هو الأهدى والأصلح والأحق، وفي هذا تلقين مستمر المدى بوجوب الأخذ دائما بما هو الأهدى والأصلح والأحق بقطع النظر عن مصدره وبقطع النظر عن جدته وقدمه.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:جاءت الآيات معطوفة على ما قبلها ومعقبة عليه :
فلم يكن الله يرسل نذيرا قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أمة أو مدينة إلا قال له مترفوها إنا وجدنا آباءنا على طريقة ونحن مقتدون بهم.
ولقد كان أنبياؤهم يسألونهم منددين عما إذا كانوا يصرون على طريقة آبائهم حتى ولو أتوهم بما هو أهدى وأصلح منها فيجيبونهم بأنهم كافرون بما أتوا به على كل حال.
ومن أجل ذلك فقد انتقم الله منهم.
وانتهت الآيات بأمر السامع بالنظر كيف كانت عاقبتهم بالاتعاظ والاعتبار بها.
تعليق على آية
﴿ وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة ﴾
وما بعدها
وفي الآيات تطمين للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن ما يلقاه من قومه هو ما كان يلقاه الأنبياء من قبله. وإنذار للكفار بعاقبة مثل عاقبة أمثالهم الأولين، والأمر بالنظر إلى عاقبة السابقين يتضمن كون آثار انتقام الله مما يشاهد ويرى من قبل السامعين كما هو المتبادر مما فيه تدعيم للإنذار وإلزام للكفار. واستعمال كلمة ( مترفوها ) قد يدل على أن المتصدين للصد والحجاج مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم هم الزعماء وأصحاب الوجاهة والقوة من المشركين، وهو ما أكدته آيات كثيرة أخرى مرت أمثلة عديدة منها.
وفي الآيات توكيد للتلقين الذي نبهنا إليه قبل قليل بعدم جواز التمسك الأعمى بتقاليد الآباء دون ما سند وبينة ومصلحة وحق. وفي الآية الثانية بخاصة دعم قوي له بما احتوته من التنديد المفحم بالتعصيب لتقاليد الآباء حتى في حال الدعوة إلى ما هو الأهدى والأصلح والأحق، وفي هذا تلقين مستمر المدى بوجوب الأخذ دائما بما هو الأهدى والأصلح والأحق بقطع النظر عن مصدره وبقطع النظر عن جدته وقدمه.

﴿ وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون ( ٢٦ ) إلا الذي فطرني فإنه سيهدين ( ٢٧ ) وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون ( ٢٨ ) ﴾ [ ٢٦ – ٢٨ ].
وهذه الآيات تعقيب ثان على أقوال الكفار في صورة تذكير بإبراهيم عليه السلام، فقد قال لأبيه وقومه : إني نابذ ما تعبدون من الأصنام وبريء منها ولائذ بالذي خلقني وحده فهو الذي يهديني إلى طريق الحق القويم. وقد جعل إبراهيم هذا الأمر وصية دائما لأنساله من بعده حتى يسيروا عليه ويتذكر من يظل منهم فيعود عن ظلاله إليه.
والآيات قد تلهم أنه أريد بها تذكير العرب السامعين بطريقة ووصية من يعرفون ويعترفون بأنه أبوهم الأكبر على سبيل التنديد والإفحام. فإذا كانوا يريدون التمسك بتقاليد الآباء، فهذا هو تقليد أبيهم الأكبر، وعليهم أن يعودوا عن ضلالهم إليه. وقد شرحنا ما كان يتداوله العرب العدنانيون من تقليد بنوتهم لإبراهيم عليه السلام في سورة الأعلى فلا نرى حاجة إلى الإعادة.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٦:﴿ وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون ( ٢٦ ) إلا الذي فطرني فإنه سيهدين ( ٢٧ ) وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون ( ٢٨ ) ﴾ [ ٢٦ – ٢٨ ].
وهذه الآيات تعقيب ثان على أقوال الكفار في صورة تذكير بإبراهيم عليه السلام، فقد قال لأبيه وقومه : إني نابذ ما تعبدون من الأصنام وبريء منها ولائذ بالذي خلقني وحده فهو الذي يهديني إلى طريق الحق القويم. وقد جعل إبراهيم هذا الأمر وصية دائما لأنساله من بعده حتى يسيروا عليه ويتذكر من يظل منهم فيعود عن ظلاله إليه.
والآيات قد تلهم أنه أريد بها تذكير العرب السامعين بطريقة ووصية من يعرفون ويعترفون بأنه أبوهم الأكبر على سبيل التنديد والإفحام. فإذا كانوا يريدون التمسك بتقاليد الآباء، فهذا هو تقليد أبيهم الأكبر، وعليهم أن يعودوا عن ضلالهم إليه. وقد شرحنا ما كان يتداوله العرب العدنانيون من تقليد بنوتهم لإبراهيم عليه السلام في سورة الأعلى فلا نرى حاجة إلى الإعادة.

عقبه : كناية عن ذريته.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٦:﴿ وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون ( ٢٦ ) إلا الذي فطرني فإنه سيهدين ( ٢٧ ) وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون ( ٢٨ ) ﴾ [ ٢٦ – ٢٨ ].
وهذه الآيات تعقيب ثان على أقوال الكفار في صورة تذكير بإبراهيم عليه السلام، فقد قال لأبيه وقومه : إني نابذ ما تعبدون من الأصنام وبريء منها ولائذ بالذي خلقني وحده فهو الذي يهديني إلى طريق الحق القويم. وقد جعل إبراهيم هذا الأمر وصية دائما لأنساله من بعده حتى يسيروا عليه ويتذكر من يظل منهم فيعود عن ظلاله إليه.
والآيات قد تلهم أنه أريد بها تذكير العرب السامعين بطريقة ووصية من يعرفون ويعترفون بأنه أبوهم الأكبر على سبيل التنديد والإفحام. فإذا كانوا يريدون التمسك بتقاليد الآباء، فهذا هو تقليد أبيهم الأكبر، وعليهم أن يعودوا عن ضلالهم إليه. وقد شرحنا ما كان يتداوله العرب العدنانيون من تقليد بنوتهم لإبراهيم عليه السلام في سورة الأعلى فلا نرى حاجة إلى الإعادة.

﴿ بل متعت هؤلاء وآباءهم حتى جاءهم الحق ورسول مبين ( ٢٩ ) ولما جاءهم الحق قالوا هذا سحر وإنا به كافرون ( ٣٠ ) وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ( ٣١ ) أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون ( ٣٢ ) ﴾ [ ٢٩ – ٣٢ ].
متعت : هنا بمعنى يسرت لهم الأسباب والوسائل.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:احتوت الآيات صورة أخرى من صور الجدل واللجاج بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وزعماء الكفار :

١-
فالله قد أنعم على السامعين وآبائهم من قبل ويسر لهم وسائل الحياة ورغدها فاغتروا عن وانحرفوا عن جادة الحق فأرسل إليهم رسوله إليهم بالحق فظلوا في انحرافهم.

٢-
وقابلوا الدعوة بالجحود ووصفوها بالسحر وكفروا بها.

٣-
ثم قالوا إن القرآن لو كان حقا من عند الله لأنزل على عظيم من عظماء مكة أو الطائف.

٤-
وقد ردت الآية الأخيرة على هذا القول منددة منكرة في صيغة التساؤل عما إذا كانوا يتحكمون في قسمة رحمة الله وتوزيعها وتعيين من هو الأحق بعطف الله واصطفائه لقرآنه، ثم دعمت الرد بتقرير كون الله هو الذي قسم بينهم معيشتهم، وكون ما هو قائم بينهم من الفروق وارتفاع بعضهم فوق بعض إنما هو مظهر من مظاهر الحياة الدنيا وطبيعتها ليتمكن الناس من استخدام بعضهم لبعض وانتفاع بعضهم من بعض في المصالح والحاجات، وكون رحمة الله وعطفه هما خير مما يجمعه الناس ويتمتعون به من مال وجاه وبسطة عيش، فلا يحظى بهما إلا الذين يصطفيهم الله ويراهم أهلا لهما.
والآيات متصلة بالسياق من حيث احتواؤها صورة لمواقف زعماء الكفار وعقائدهم وأقوالهم التي ما فتئت فصول السورة تذكرها.
تعليق على آية
﴿ وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ( ٣١ ) ﴾
والآية التالية لها
والمتبادر من الآيات أن زعماء الكفار كانوا يرون أنفسهم أحق بالنبوة ومهمة الدعوة لأنهم أصحاب الحول والمكانة في بيئتهم. أو أن بعضهم كان يرى نفسه أحق بذلك لأنهم كانوا على شيء من العلم بالأديان والمعارف السابقة بالإضافة إلى حوله ومكانته في بيئته. ولقد روى الطبري عن بعض التابعين بعض الأسماء التي كان المشركون يقصدونها من عظماء مكة والطائف مثل الوليد بن المغيرة أو عتبة بن ربيعة من مكة وحبيب بن عمرو أو عروة بن مسعود أو ابن عبد ياليل من الطائف. ولقد روى أن النضر بن الحرث بن كلدة أحد زعماء الكفار كان يعرف كثيرا من تاريخ الفرس وغيرهم وكان واقفا على شؤون الأديان السابقة فكان يقول على سبيل الصد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : إن حديثه ليس أطلى من حديثي، وإنه إنما يحدثكم بأساطير الأولين فتعالوا إلي وأنا أحدثكم عن رستم واسفنديار بحديث أطلى مما يحدثكم١. وقد احتوت الآيات ردا عليهم، ثم تنويها بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وتقريرا لأهليته لاصطفاء الله له لمهمة الرسالة العظمى.
ومع ما في الآيات من خصوصية زمنية وجدلية وموضوعية فإنها تحتوي تلقينا جليلا عاما بأفضلية الصلاح الروحي والخلقي، على البهرج المادي وكثرة الثروة واتساع الجاه في الدنيا. وإلى هذا فإن الآيات تدل على
أن الوجاهة والزعامة كانتا تلعبان دور كبيرا في بيئة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعصره. وعلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن زعيما ذا شأن نافذ، وتنطوي على سبب من أسباب امتناع زعماء الكفار من الاستجابة إلى دعوته ومناوأتها، وهو الاعتداد والاستكبار والأنفة والغيظ من اختصاصه بالنبوة والقرآن دونهم. وهو ما انطوى في آيات سورة فاطر هذه :﴿ وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا ( ٤٢ ) استكبارا في الأرض ومكر السيئ ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله فهل ينتظرون إلا سنة الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا ( ٤٣ ) ﴾، وآية سورة ص هذه :﴿ أأنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا عذاب ( ٨ ) ﴾.
تعليق على جملة
﴿ ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ﴾ [ ٣٢ ]
ولقد قلنا في شرح الآيات : إن جملة ﴿ ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ﴾ هي بسبيل التنبيه على أن ذلك مظهر من مظاهر الحياة وطبيعتها ونزيد على هذا أن العبارة لا تفيد أن في ذلك اختصاصا ربانيا وعناية ربانية للطبقة المرتفعة أو حطا ربانيا من شأن الطبقة المنخفضة ولا ثباتا مستمرا لارتفاع أفراد الطبقة المرتفعة، وانخفاض أفراد الطبقة المنخفضة. وأن الذي تفيده كما هو المتبادر من روحها وفحواها ومقام ورودها أن حكمة الله اقتضت أن يتفاوت الناس من حين إلى حين ومن جيل إلى جيل ومن بيئة إلى بيئة في الفهم والقدرة والقابلية والنشاط والثروة والمركز الاجتماعي. فيضمن هذا التفاوت تبادل قضاء المصالح والحاجات بين الناس على اختلاف درجات فهمهم وقدرتهم وقابليتهم ونشاطهم وثروتهم ومركزهم الاجتماعي. وفي بقية الآية التي جاءت فيها الجملة دليل على أن الارتفاع ليس اختصاصا ولا عناية ربانية وأن الانخفاض ليس انتقاصا ولا خفضا ربانيا.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:احتوت الآيات صورة أخرى من صور الجدل واللجاج بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وزعماء الكفار :

١-
فالله قد أنعم على السامعين وآبائهم من قبل ويسر لهم وسائل الحياة ورغدها فاغتروا عن وانحرفوا عن جادة الحق فأرسل إليهم رسوله إليهم بالحق فظلوا في انحرافهم.

٢-
وقابلوا الدعوة بالجحود ووصفوها بالسحر وكفروا بها.

٣-
ثم قالوا إن القرآن لو كان حقا من عند الله لأنزل على عظيم من عظماء مكة أو الطائف.

٤-
وقد ردت الآية الأخيرة على هذا القول منددة منكرة في صيغة التساؤل عما إذا كانوا يتحكمون في قسمة رحمة الله وتوزيعها وتعيين من هو الأحق بعطف الله واصطفائه لقرآنه، ثم دعمت الرد بتقرير كون الله هو الذي قسم بينهم معيشتهم، وكون ما هو قائم بينهم من الفروق وارتفاع بعضهم فوق بعض إنما هو مظهر من مظاهر الحياة الدنيا وطبيعتها ليتمكن الناس من استخدام بعضهم لبعض وانتفاع بعضهم من بعض في المصالح والحاجات، وكون رحمة الله وعطفه هما خير مما يجمعه الناس ويتمتعون به من مال وجاه وبسطة عيش، فلا يحظى بهما إلا الذين يصطفيهم الله ويراهم أهلا لهما.
والآيات متصلة بالسياق من حيث احتواؤها صورة لمواقف زعماء الكفار وعقائدهم وأقوالهم التي ما فتئت فصول السورة تذكرها.
تعليق على آية
﴿ وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ( ٣١ ) ﴾
والآية التالية لها
والمتبادر من الآيات أن زعماء الكفار كانوا يرون أنفسهم أحق بالنبوة ومهمة الدعوة لأنهم أصحاب الحول والمكانة في بيئتهم. أو أن بعضهم كان يرى نفسه أحق بذلك لأنهم كانوا على شيء من العلم بالأديان والمعارف السابقة بالإضافة إلى حوله ومكانته في بيئته. ولقد روى الطبري عن بعض التابعين بعض الأسماء التي كان المشركون يقصدونها من عظماء مكة والطائف مثل الوليد بن المغيرة أو عتبة بن ربيعة من مكة وحبيب بن عمرو أو عروة بن مسعود أو ابن عبد ياليل من الطائف. ولقد روى أن النضر بن الحرث بن كلدة أحد زعماء الكفار كان يعرف كثيرا من تاريخ الفرس وغيرهم وكان واقفا على شؤون الأديان السابقة فكان يقول على سبيل الصد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : إن حديثه ليس أطلى من حديثي، وإنه إنما يحدثكم بأساطير الأولين فتعالوا إلي وأنا أحدثكم عن رستم واسفنديار بحديث أطلى مما يحدثكم١. وقد احتوت الآيات ردا عليهم، ثم تنويها بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وتقريرا لأهليته لاصطفاء الله له لمهمة الرسالة العظمى.
ومع ما في الآيات من خصوصية زمنية وجدلية وموضوعية فإنها تحتوي تلقينا جليلا عاما بأفضلية الصلاح الروحي والخلقي، على البهرج المادي وكثرة الثروة واتساع الجاه في الدنيا. وإلى هذا فإن الآيات تدل على
أن الوجاهة والزعامة كانتا تلعبان دور كبيرا في بيئة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعصره. وعلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن زعيما ذا شأن نافذ، وتنطوي على سبب من أسباب امتناع زعماء الكفار من الاستجابة إلى دعوته ومناوأتها، وهو الاعتداد والاستكبار والأنفة والغيظ من اختصاصه بالنبوة والقرآن دونهم. وهو ما انطوى في آيات سورة فاطر هذه :﴿ وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا ( ٤٢ ) استكبارا في الأرض ومكر السيئ ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله فهل ينتظرون إلا سنة الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا ( ٤٣ ) ﴾، وآية سورة ص هذه :﴿ أأنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا عذاب ( ٨ ) ﴾.
تعليق على جملة
﴿ ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ﴾ [ ٣٢ ]
ولقد قلنا في شرح الآيات : إن جملة ﴿ ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ﴾ هي بسبيل التنبيه على أن ذلك مظهر من مظاهر الحياة وطبيعتها ونزيد على هذا أن العبارة لا تفيد أن في ذلك اختصاصا ربانيا وعناية ربانية للطبقة المرتفعة أو حطا ربانيا من شأن الطبقة المنخفضة ولا ثباتا مستمرا لارتفاع أفراد الطبقة المرتفعة، وانخفاض أفراد الطبقة المنخفضة. وأن الذي تفيده كما هو المتبادر من روحها وفحواها ومقام ورودها أن حكمة الله اقتضت أن يتفاوت الناس من حين إلى حين ومن جيل إلى جيل ومن بيئة إلى بيئة في الفهم والقدرة والقابلية والنشاط والثروة والمركز الاجتماعي. فيضمن هذا التفاوت تبادل قضاء المصالح والحاجات بين الناس على اختلاف درجات فهمهم وقدرتهم وقابليتهم ونشاطهم وثروتهم ومركزهم الاجتماعي. وفي بقية الآية التي جاءت فيها الجملة دليل على أن الارتفاع ليس اختصاصا ولا عناية ربانية وأن الانخفاض ليس انتقاصا ولا خفضا ربانيا.

القريتين : كناية عن مدينتي مكة والطائف.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:احتوت الآيات صورة أخرى من صور الجدل واللجاج بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وزعماء الكفار :

١-
فالله قد أنعم على السامعين وآبائهم من قبل ويسر لهم وسائل الحياة ورغدها فاغتروا عن وانحرفوا عن جادة الحق فأرسل إليهم رسوله إليهم بالحق فظلوا في انحرافهم.

٢-
وقابلوا الدعوة بالجحود ووصفوها بالسحر وكفروا بها.

٣-
ثم قالوا إن القرآن لو كان حقا من عند الله لأنزل على عظيم من عظماء مكة أو الطائف.

٤-
وقد ردت الآية الأخيرة على هذا القول منددة منكرة في صيغة التساؤل عما إذا كانوا يتحكمون في قسمة رحمة الله وتوزيعها وتعيين من هو الأحق بعطف الله واصطفائه لقرآنه، ثم دعمت الرد بتقرير كون الله هو الذي قسم بينهم معيشتهم، وكون ما هو قائم بينهم من الفروق وارتفاع بعضهم فوق بعض إنما هو مظهر من مظاهر الحياة الدنيا وطبيعتها ليتمكن الناس من استخدام بعضهم لبعض وانتفاع بعضهم من بعض في المصالح والحاجات، وكون رحمة الله وعطفه هما خير مما يجمعه الناس ويتمتعون به من مال وجاه وبسطة عيش، فلا يحظى بهما إلا الذين يصطفيهم الله ويراهم أهلا لهما.
والآيات متصلة بالسياق من حيث احتواؤها صورة لمواقف زعماء الكفار وعقائدهم وأقوالهم التي ما فتئت فصول السورة تذكرها.
تعليق على آية
﴿ وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ( ٣١ ) ﴾
والآية التالية لها
والمتبادر من الآيات أن زعماء الكفار كانوا يرون أنفسهم أحق بالنبوة ومهمة الدعوة لأنهم أصحاب الحول والمكانة في بيئتهم. أو أن بعضهم كان يرى نفسه أحق بذلك لأنهم كانوا على شيء من العلم بالأديان والمعارف السابقة بالإضافة إلى حوله ومكانته في بيئته. ولقد روى الطبري عن بعض التابعين بعض الأسماء التي كان المشركون يقصدونها من عظماء مكة والطائف مثل الوليد بن المغيرة أو عتبة بن ربيعة من مكة وحبيب بن عمرو أو عروة بن مسعود أو ابن عبد ياليل من الطائف. ولقد روى أن النضر بن الحرث بن كلدة أحد زعماء الكفار كان يعرف كثيرا من تاريخ الفرس وغيرهم وكان واقفا على شؤون الأديان السابقة فكان يقول على سبيل الصد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : إن حديثه ليس أطلى من حديثي، وإنه إنما يحدثكم بأساطير الأولين فتعالوا إلي وأنا أحدثكم عن رستم واسفنديار بحديث أطلى مما يحدثكم١. وقد احتوت الآيات ردا عليهم، ثم تنويها بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وتقريرا لأهليته لاصطفاء الله له لمهمة الرسالة العظمى.
ومع ما في الآيات من خصوصية زمنية وجدلية وموضوعية فإنها تحتوي تلقينا جليلا عاما بأفضلية الصلاح الروحي والخلقي، على البهرج المادي وكثرة الثروة واتساع الجاه في الدنيا. وإلى هذا فإن الآيات تدل على
أن الوجاهة والزعامة كانتا تلعبان دور كبيرا في بيئة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعصره. وعلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن زعيما ذا شأن نافذ، وتنطوي على سبب من أسباب امتناع زعماء الكفار من الاستجابة إلى دعوته ومناوأتها، وهو الاعتداد والاستكبار والأنفة والغيظ من اختصاصه بالنبوة والقرآن دونهم. وهو ما انطوى في آيات سورة فاطر هذه :﴿ وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا ( ٤٢ ) استكبارا في الأرض ومكر السيئ ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله فهل ينتظرون إلا سنة الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا ( ٤٣ ) ﴾، وآية سورة ص هذه :﴿ أأنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا عذاب ( ٨ ) ﴾.
تعليق على جملة
﴿ ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ﴾ [ ٣٢ ]
ولقد قلنا في شرح الآيات : إن جملة ﴿ ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ﴾ هي بسبيل التنبيه على أن ذلك مظهر من مظاهر الحياة وطبيعتها ونزيد على هذا أن العبارة لا تفيد أن في ذلك اختصاصا ربانيا وعناية ربانية للطبقة المرتفعة أو حطا ربانيا من شأن الطبقة المنخفضة ولا ثباتا مستمرا لارتفاع أفراد الطبقة المرتفعة، وانخفاض أفراد الطبقة المنخفضة. وأن الذي تفيده كما هو المتبادر من روحها وفحواها ومقام ورودها أن حكمة الله اقتضت أن يتفاوت الناس من حين إلى حين ومن جيل إلى جيل ومن بيئة إلى بيئة في الفهم والقدرة والقابلية والنشاط والثروة والمركز الاجتماعي. فيضمن هذا التفاوت تبادل قضاء المصالح والحاجات بين الناس على اختلاف درجات فهمهم وقدرتهم وقابليتهم ونشاطهم وثروتهم ومركزهم الاجتماعي. وفي بقية الآية التي جاءت فيها الجملة دليل على أن الارتفاع ليس اختصاصا ولا عناية ربانية وأن الانخفاض ليس انتقاصا ولا خفضا ربانيا.

سخريا : من التسخير والسخرة بمعنى الاستخدام لقضاء المصالح.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:احتوت الآيات صورة أخرى من صور الجدل واللجاج بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وزعماء الكفار :

١-
فالله قد أنعم على السامعين وآبائهم من قبل ويسر لهم وسائل الحياة ورغدها فاغتروا عن وانحرفوا عن جادة الحق فأرسل إليهم رسوله إليهم بالحق فظلوا في انحرافهم.

٢-
وقابلوا الدعوة بالجحود ووصفوها بالسحر وكفروا بها.

٣-
ثم قالوا إن القرآن لو كان حقا من عند الله لأنزل على عظيم من عظماء مكة أو الطائف.

٤-
وقد ردت الآية الأخيرة على هذا القول منددة منكرة في صيغة التساؤل عما إذا كانوا يتحكمون في قسمة رحمة الله وتوزيعها وتعيين من هو الأحق بعطف الله واصطفائه لقرآنه، ثم دعمت الرد بتقرير كون الله هو الذي قسم بينهم معيشتهم، وكون ما هو قائم بينهم من الفروق وارتفاع بعضهم فوق بعض إنما هو مظهر من مظاهر الحياة الدنيا وطبيعتها ليتمكن الناس من استخدام بعضهم لبعض وانتفاع بعضهم من بعض في المصالح والحاجات، وكون رحمة الله وعطفه هما خير مما يجمعه الناس ويتمتعون به من مال وجاه وبسطة عيش، فلا يحظى بهما إلا الذين يصطفيهم الله ويراهم أهلا لهما.
والآيات متصلة بالسياق من حيث احتواؤها صورة لمواقف زعماء الكفار وعقائدهم وأقوالهم التي ما فتئت فصول السورة تذكرها.
تعليق على آية
﴿ وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ( ٣١ ) ﴾
والآية التالية لها
والمتبادر من الآيات أن زعماء الكفار كانوا يرون أنفسهم أحق بالنبوة ومهمة الدعوة لأنهم أصحاب الحول والمكانة في بيئتهم. أو أن بعضهم كان يرى نفسه أحق بذلك لأنهم كانوا على شيء من العلم بالأديان والمعارف السابقة بالإضافة إلى حوله ومكانته في بيئته. ولقد روى الطبري عن بعض التابعين بعض الأسماء التي كان المشركون يقصدونها من عظماء مكة والطائف مثل الوليد بن المغيرة أو عتبة بن ربيعة من مكة وحبيب بن عمرو أو عروة بن مسعود أو ابن عبد ياليل من الطائف. ولقد روى أن النضر بن الحرث بن كلدة أحد زعماء الكفار كان يعرف كثيرا من تاريخ الفرس وغيرهم وكان واقفا على شؤون الأديان السابقة فكان يقول على سبيل الصد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : إن حديثه ليس أطلى من حديثي، وإنه إنما يحدثكم بأساطير الأولين فتعالوا إلي وأنا أحدثكم عن رستم واسفنديار بحديث أطلى مما يحدثكم١. وقد احتوت الآيات ردا عليهم، ثم تنويها بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وتقريرا لأهليته لاصطفاء الله له لمهمة الرسالة العظمى.
ومع ما في الآيات من خصوصية زمنية وجدلية وموضوعية فإنها تحتوي تلقينا جليلا عاما بأفضلية الصلاح الروحي والخلقي، على البهرج المادي وكثرة الثروة واتساع الجاه في الدنيا. وإلى هذا فإن الآيات تدل على
أن الوجاهة والزعامة كانتا تلعبان دور كبيرا في بيئة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعصره. وعلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن زعيما ذا شأن نافذ، وتنطوي على سبب من أسباب امتناع زعماء الكفار من الاستجابة إلى دعوته ومناوأتها، وهو الاعتداد والاستكبار والأنفة والغيظ من اختصاصه بالنبوة والقرآن دونهم. وهو ما انطوى في آيات سورة فاطر هذه :﴿ وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا ( ٤٢ ) استكبارا في الأرض ومكر السيئ ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله فهل ينتظرون إلا سنة الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا ( ٤٣ ) ﴾، وآية سورة ص هذه :﴿ أأنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا عذاب ( ٨ ) ﴾.
تعليق على جملة
﴿ ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ﴾ [ ٣٢ ]
ولقد قلنا في شرح الآيات : إن جملة ﴿ ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ﴾ هي بسبيل التنبيه على أن ذلك مظهر من مظاهر الحياة وطبيعتها ونزيد على هذا أن العبارة لا تفيد أن في ذلك اختصاصا ربانيا وعناية ربانية للطبقة المرتفعة أو حطا ربانيا من شأن الطبقة المنخفضة ولا ثباتا مستمرا لارتفاع أفراد الطبقة المرتفعة، وانخفاض أفراد الطبقة المنخفضة. وأن الذي تفيده كما هو المتبادر من روحها وفحواها ومقام ورودها أن حكمة الله اقتضت أن يتفاوت الناس من حين إلى حين ومن جيل إلى جيل ومن بيئة إلى بيئة في الفهم والقدرة والقابلية والنشاط والثروة والمركز الاجتماعي. فيضمن هذا التفاوت تبادل قضاء المصالح والحاجات بين الناس على اختلاف درجات فهمهم وقدرتهم وقابليتهم ونشاطهم وثروتهم ومركزهم الاجتماعي. وفي بقية الآية التي جاءت فيها الجملة دليل على أن الارتفاع ليس اختصاصا ولا عناية ربانية وأن الانخفاض ليس انتقاصا ولا خفضا ربانيا.

﴿ ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون ( ٣٣ ) ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكئون ( ٣٤ ) وزخرفا وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين ( ٣٥ ) ﴾ [ ٣٣ – ٣٥ ].
معارج : سلالم ودرجات للصعود عليها.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:في الآيات :

١-
تنبيه على أن الله قادر على منح الكافرين به جميعا بيوتا مسقوفة بالفضة مجهزة بسلالم من الفضة وبسرر وأبواب من الفضة ومزخرفة بأنواع الزخارف الذهبية أو يغدق عليهم الذهب فيتمتعون بذلك لولا أن حكمته اقتضت أن لا يكون الناس أمة واحدة وصنفا واحدا أو على طريقة واحدة.

٢-
وتقرير بأن كل ما يمكن أن يتمتع به الكفار من بهارج الدنيا وزخارفها وذهبها وفضتها ليس إلا متاعا قصير الأمد قاصرا على الدنيا وأن المتعة الحقيقة إنما هي متعة الآخرة للمتقين عند الله لأنها المتعة الخالدة.
وظاهر أن الآيات جاءت معقبة على سابقاتها بخاصة الأخيرة منها ومتصلة بموضوعها، والفقرة الأخيرة من الآية الأخيرة احتوت تطمينا للمؤمنين المتقين وتنويها بمقامهم عند الله بالمقابلة.
وقد قال بعض المفسرين١ في صدد الفقرة الاستدراكية الواردة في أول الآية الأولى إنها في معنى ( لولا أن يغري الناس بالكفر فيكونوا جميعهم كافرين لمنح الله للكافرين تلك البهارج الدنيوية ). ولا يخلو هذا من وجاهة وإن كان المعنى الذي أولناها به هو الذي يتبادر لنا أن الآية تلهمه أكثر والله أعلم.
ولقد روى البغوي بطرقه في سياق هذه الآيات حديثا عن سهل بن سعد قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها قطرة ماء ). وحديثا عن المستورد بن شداد قال :( كنت في الركب الذين وقفوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على السخلة الميتة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أترون هذه هانت على أهلها حتى ألقوها. قالوا : من هوانها ألقوها، قال : فالدنيا أهون على الله من هذه على أهلها ).
ولم يرو البغوي علاقة ظرفية بين الحديثين والآيات غير أن هذه العلاقة ملموحة بشكل ما، فالحديثان بسبيل بيان تفاهة وهوان شأن الدنيا ومتاعها وبهرجها مما يجعل الكفار والمشركين يظنون أنهم في إحرازهم لها يكونون أصحاب الحق في الحظوة عند الله أو أن ذلك مظهر من مظاهر عناية الله بهم. وبسبيل التنبيه على أن العواقب الحسنة الطيبة هي من نصيب المؤمنين المتقين، وعلى ضوء هذا الشرح المتبادر من روح الآيات والأحاديث ونصها لا يكون في الحديثين ولا في الآيات دعوة للمسلمين إلى نفض يدهم من الدنيا إذا كانوا قائمين بواجباتهم نحو الله والناس.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:في الآيات :

١-
تنبيه على أن الله قادر على منح الكافرين به جميعا بيوتا مسقوفة بالفضة مجهزة بسلالم من الفضة وبسرر وأبواب من الفضة ومزخرفة بأنواع الزخارف الذهبية أو يغدق عليهم الذهب فيتمتعون بذلك لولا أن حكمته اقتضت أن لا يكون الناس أمة واحدة وصنفا واحدا أو على طريقة واحدة.

٢-
وتقرير بأن كل ما يمكن أن يتمتع به الكفار من بهارج الدنيا وزخارفها وذهبها وفضتها ليس إلا متاعا قصير الأمد قاصرا على الدنيا وأن المتعة الحقيقة إنما هي متعة الآخرة للمتقين عند الله لأنها المتعة الخالدة.
وظاهر أن الآيات جاءت معقبة على سابقاتها بخاصة الأخيرة منها ومتصلة بموضوعها، والفقرة الأخيرة من الآية الأخيرة احتوت تطمينا للمؤمنين المتقين وتنويها بمقامهم عند الله بالمقابلة.
وقد قال بعض المفسرين١ في صدد الفقرة الاستدراكية الواردة في أول الآية الأولى إنها في معنى ( لولا أن يغري الناس بالكفر فيكونوا جميعهم كافرين لمنح الله للكافرين تلك البهارج الدنيوية ). ولا يخلو هذا من وجاهة وإن كان المعنى الذي أولناها به هو الذي يتبادر لنا أن الآية تلهمه أكثر والله أعلم.
ولقد روى البغوي بطرقه في سياق هذه الآيات حديثا عن سهل بن سعد قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها قطرة ماء ). وحديثا عن المستورد بن شداد قال :( كنت في الركب الذين وقفوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على السخلة الميتة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أترون هذه هانت على أهلها حتى ألقوها. قالوا : من هوانها ألقوها، قال : فالدنيا أهون على الله من هذه على أهلها ).
ولم يرو البغوي علاقة ظرفية بين الحديثين والآيات غير أن هذه العلاقة ملموحة بشكل ما، فالحديثان بسبيل بيان تفاهة وهوان شأن الدنيا ومتاعها وبهرجها مما يجعل الكفار والمشركين يظنون أنهم في إحرازهم لها يكونون أصحاب الحق في الحظوة عند الله أو أن ذلك مظهر من مظاهر عناية الله بهم. وبسبيل التنبيه على أن العواقب الحسنة الطيبة هي من نصيب المؤمنين المتقين، وعلى ضوء هذا الشرح المتبادر من روح الآيات والأحاديث ونصها لا يكون في الحديثين ولا في الآيات دعوة للمسلمين إلى نفض يدهم من الدنيا إذا كانوا قائمين بواجباتهم نحو الله والناس.

زخرفا : بعض المفسرين واللغويين يقولون : إن هذه الكلمة كانت تعني ( الذهب ).
لما : هنا بمعنى إلا.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:في الآيات :

١-
تنبيه على أن الله قادر على منح الكافرين به جميعا بيوتا مسقوفة بالفضة مجهزة بسلالم من الفضة وبسرر وأبواب من الفضة ومزخرفة بأنواع الزخارف الذهبية أو يغدق عليهم الذهب فيتمتعون بذلك لولا أن حكمته اقتضت أن لا يكون الناس أمة واحدة وصنفا واحدا أو على طريقة واحدة.

٢-
وتقرير بأن كل ما يمكن أن يتمتع به الكفار من بهارج الدنيا وزخارفها وذهبها وفضتها ليس إلا متاعا قصير الأمد قاصرا على الدنيا وأن المتعة الحقيقة إنما هي متعة الآخرة للمتقين عند الله لأنها المتعة الخالدة.
وظاهر أن الآيات جاءت معقبة على سابقاتها بخاصة الأخيرة منها ومتصلة بموضوعها، والفقرة الأخيرة من الآية الأخيرة احتوت تطمينا للمؤمنين المتقين وتنويها بمقامهم عند الله بالمقابلة.
وقد قال بعض المفسرين١ في صدد الفقرة الاستدراكية الواردة في أول الآية الأولى إنها في معنى ( لولا أن يغري الناس بالكفر فيكونوا جميعهم كافرين لمنح الله للكافرين تلك البهارج الدنيوية ). ولا يخلو هذا من وجاهة وإن كان المعنى الذي أولناها به هو الذي يتبادر لنا أن الآية تلهمه أكثر والله أعلم.
ولقد روى البغوي بطرقه في سياق هذه الآيات حديثا عن سهل بن سعد قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها قطرة ماء ). وحديثا عن المستورد بن شداد قال :( كنت في الركب الذين وقفوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على السخلة الميتة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أترون هذه هانت على أهلها حتى ألقوها. قالوا : من هوانها ألقوها، قال : فالدنيا أهون على الله من هذه على أهلها ).
ولم يرو البغوي علاقة ظرفية بين الحديثين والآيات غير أن هذه العلاقة ملموحة بشكل ما، فالحديثان بسبيل بيان تفاهة وهوان شأن الدنيا ومتاعها وبهرجها مما يجعل الكفار والمشركين يظنون أنهم في إحرازهم لها يكونون أصحاب الحق في الحظوة عند الله أو أن ذلك مظهر من مظاهر عناية الله بهم. وبسبيل التنبيه على أن العواقب الحسنة الطيبة هي من نصيب المؤمنين المتقين، وعلى ضوء هذا الشرح المتبادر من روح الآيات والأحاديث ونصها لا يكون في الحديثين ولا في الآيات دعوة للمسلمين إلى نفض يدهم من الدنيا إذا كانوا قائمين بواجباتهم نحو الله والناس.

﴿ ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين ( ٣٦ ) وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون ( ٣٧ ) حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين ( ٣٨ ) ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون ( ٣٩ ) ﴾ [ ٣٦ – ٣٩ ].
يعش : يعمى أو لا يرى، والعبارة كناية عن الانصراف عن ذكر الله ودعوته وتجاهلهما.
نقيض : نرتب ونهيئ ونجعل.
قرين : ملازم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:في الآيات :

١-
تنبيه على أن الذي يتعامى عن ذكر الله وآياته وبيناته يسمح الله سبحانه بأن يلازمه شيطان ويتسلط عليه فيزين له ما هو فيه ويجعله يحسب أنه على هدى ويصده عن سبيل الله الحق.

٢-
وتقرير بأن الحقيقة سوف تنكشف لهذا وأمثاله حينما يقف أمام الله حيث يعرف أنه إنما كان يتبع وسوسة الشيطان وإغراءه فيشعر بالندم ويصرخ في وجه شيطانه قائلا له : يا ليت بيني وبينك بعد ما بين المشرق والمغرب ؛ لأنك بئس القرين السوء الذي أضلني وأعماني.

٣-
وحينئذ يخاطب الله الكافرين فيقول لهم : إنكم وقد ظلمتم أنفسكم بالشرك والإعراض عن دعوة الله والاستماع إلى وسوسة الشيطان لن ينفعكم ندمكم وعتابكم لشياطينكم الذين هم شركاؤكم في العذاب، ولن يخفف عن أحد منكم عذابه كون قرينه مشتركا معه فيه.
والآيات معقبة أيضا على سابقاتها ومتصلة بالسياق والموضوع كما هو المتبادر، وأسلوبها قوي ولاذع، والمتبادر أنها استهدفت فيما استهدفته التنديد بالكفار وإثارة خوفهم وحملهم على الارعواء.
تعليق على جملة
﴿ ومن يعش عن ذكر الرحمان نقيض له شيطانا ﴾
وقد أولنا تعبير ﴿ نقيض له شيطانا ﴾ بما أولناه ؛ لأنه المتسق مع روح الآيات وروح التقريرات القرآنية عامة. فالضلال والتعامي كان من المتعامي عن ذكر الله أصلا كنتيجة لسوء نيته وخبث طويته فكان للشيطان سبيل عليه.
ولقد كان هذا التعبير مما دار حوله جدل بين أصحاب المذاهب الكلامية في معرض كون الله هو الذي يضل أو لا يضل الكافرين١. ولسنا نرى المقام يتحمل ذلك. ولا سيما أن الآيات تنطوي على إنذار الكافرين والتنديد بهم وتقرير استحقاقهم للعذاب بسبب تعاميهم واستماعهم للشيطان الذي صدهم عن سبيل الله، واستهدفت إثارة ندم الكفار والأولى أن تبقى في هذا النطاق، وفي الآيات التالية ما فيه دعم وتأييد لذلك.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:في الآيات :

١-
تنبيه على أن الذي يتعامى عن ذكر الله وآياته وبيناته يسمح الله سبحانه بأن يلازمه شيطان ويتسلط عليه فيزين له ما هو فيه ويجعله يحسب أنه على هدى ويصده عن سبيل الله الحق.

٢-
وتقرير بأن الحقيقة سوف تنكشف لهذا وأمثاله حينما يقف أمام الله حيث يعرف أنه إنما كان يتبع وسوسة الشيطان وإغراءه فيشعر بالندم ويصرخ في وجه شيطانه قائلا له : يا ليت بيني وبينك بعد ما بين المشرق والمغرب ؛ لأنك بئس القرين السوء الذي أضلني وأعماني.

٣-
وحينئذ يخاطب الله الكافرين فيقول لهم : إنكم وقد ظلمتم أنفسكم بالشرك والإعراض عن دعوة الله والاستماع إلى وسوسة الشيطان لن ينفعكم ندمكم وعتابكم لشياطينكم الذين هم شركاؤكم في العذاب، ولن يخفف عن أحد منكم عذابه كون قرينه مشتركا معه فيه.
والآيات معقبة أيضا على سابقاتها ومتصلة بالسياق والموضوع كما هو المتبادر، وأسلوبها قوي ولاذع، والمتبادر أنها استهدفت فيما استهدفته التنديد بالكفار وإثارة خوفهم وحملهم على الارعواء.
تعليق على جملة
﴿ ومن يعش عن ذكر الرحمان نقيض له شيطانا ﴾
وقد أولنا تعبير ﴿ نقيض له شيطانا ﴾ بما أولناه ؛ لأنه المتسق مع روح الآيات وروح التقريرات القرآنية عامة. فالضلال والتعامي كان من المتعامي عن ذكر الله أصلا كنتيجة لسوء نيته وخبث طويته فكان للشيطان سبيل عليه.
ولقد كان هذا التعبير مما دار حوله جدل بين أصحاب المذاهب الكلامية في معرض كون الله هو الذي يضل أو لا يضل الكافرين١. ولسنا نرى المقام يتحمل ذلك. ولا سيما أن الآيات تنطوي على إنذار الكافرين والتنديد بهم وتقرير استحقاقهم للعذاب بسبب تعاميهم واستماعهم للشيطان الذي صدهم عن سبيل الله، واستهدفت إثارة ندم الكفار والأولى أن تبقى في هذا النطاق، وفي الآيات التالية ما فيه دعم وتأييد لذلك.

بعد المشرقين : جمهور المفسرين على أن الجملة بمعنى بعد ما بين المشرق والمغرب.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:في الآيات :

١-
تنبيه على أن الذي يتعامى عن ذكر الله وآياته وبيناته يسمح الله سبحانه بأن يلازمه شيطان ويتسلط عليه فيزين له ما هو فيه ويجعله يحسب أنه على هدى ويصده عن سبيل الله الحق.

٢-
وتقرير بأن الحقيقة سوف تنكشف لهذا وأمثاله حينما يقف أمام الله حيث يعرف أنه إنما كان يتبع وسوسة الشيطان وإغراءه فيشعر بالندم ويصرخ في وجه شيطانه قائلا له : يا ليت بيني وبينك بعد ما بين المشرق والمغرب ؛ لأنك بئس القرين السوء الذي أضلني وأعماني.

٣-
وحينئذ يخاطب الله الكافرين فيقول لهم : إنكم وقد ظلمتم أنفسكم بالشرك والإعراض عن دعوة الله والاستماع إلى وسوسة الشيطان لن ينفعكم ندمكم وعتابكم لشياطينكم الذين هم شركاؤكم في العذاب، ولن يخفف عن أحد منكم عذابه كون قرينه مشتركا معه فيه.
والآيات معقبة أيضا على سابقاتها ومتصلة بالسياق والموضوع كما هو المتبادر، وأسلوبها قوي ولاذع، والمتبادر أنها استهدفت فيما استهدفته التنديد بالكفار وإثارة خوفهم وحملهم على الارعواء.
تعليق على جملة
﴿ ومن يعش عن ذكر الرحمان نقيض له شيطانا ﴾
وقد أولنا تعبير ﴿ نقيض له شيطانا ﴾ بما أولناه ؛ لأنه المتسق مع روح الآيات وروح التقريرات القرآنية عامة. فالضلال والتعامي كان من المتعامي عن ذكر الله أصلا كنتيجة لسوء نيته وخبث طويته فكان للشيطان سبيل عليه.
ولقد كان هذا التعبير مما دار حوله جدل بين أصحاب المذاهب الكلامية في معرض كون الله هو الذي يضل أو لا يضل الكافرين١. ولسنا نرى المقام يتحمل ذلك. ولا سيما أن الآيات تنطوي على إنذار الكافرين والتنديد بهم وتقرير استحقاقهم للعذاب بسبب تعاميهم واستماعهم للشيطان الذي صدهم عن سبيل الله، واستهدفت إثارة ندم الكفار والأولى أن تبقى في هذا النطاق، وفي الآيات التالية ما فيه دعم وتأييد لذلك.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:في الآيات :

١-
تنبيه على أن الذي يتعامى عن ذكر الله وآياته وبيناته يسمح الله سبحانه بأن يلازمه شيطان ويتسلط عليه فيزين له ما هو فيه ويجعله يحسب أنه على هدى ويصده عن سبيل الله الحق.

٢-
وتقرير بأن الحقيقة سوف تنكشف لهذا وأمثاله حينما يقف أمام الله حيث يعرف أنه إنما كان يتبع وسوسة الشيطان وإغراءه فيشعر بالندم ويصرخ في وجه شيطانه قائلا له : يا ليت بيني وبينك بعد ما بين المشرق والمغرب ؛ لأنك بئس القرين السوء الذي أضلني وأعماني.

٣-
وحينئذ يخاطب الله الكافرين فيقول لهم : إنكم وقد ظلمتم أنفسكم بالشرك والإعراض عن دعوة الله والاستماع إلى وسوسة الشيطان لن ينفعكم ندمكم وعتابكم لشياطينكم الذين هم شركاؤكم في العذاب، ولن يخفف عن أحد منكم عذابه كون قرينه مشتركا معه فيه.
والآيات معقبة أيضا على سابقاتها ومتصلة بالسياق والموضوع كما هو المتبادر، وأسلوبها قوي ولاذع، والمتبادر أنها استهدفت فيما استهدفته التنديد بالكفار وإثارة خوفهم وحملهم على الارعواء.
تعليق على جملة
﴿ ومن يعش عن ذكر الرحمان نقيض له شيطانا ﴾
وقد أولنا تعبير ﴿ نقيض له شيطانا ﴾ بما أولناه ؛ لأنه المتسق مع روح الآيات وروح التقريرات القرآنية عامة. فالضلال والتعامي كان من المتعامي عن ذكر الله أصلا كنتيجة لسوء نيته وخبث طويته فكان للشيطان سبيل عليه.
ولقد كان هذا التعبير مما دار حوله جدل بين أصحاب المذاهب الكلامية في معرض كون الله هو الذي يضل أو لا يضل الكافرين١. ولسنا نرى المقام يتحمل ذلك. ولا سيما أن الآيات تنطوي على إنذار الكافرين والتنديد بهم وتقرير استحقاقهم للعذاب بسبب تعاميهم واستماعهم للشيطان الذي صدهم عن سبيل الله، واستهدفت إثارة ندم الكفار والأولى أن تبقى في هذا النطاق، وفي الآيات التالية ما فيه دعم وتأييد لذلك.

﴿ أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي ومن كان في ضلال مبين ( ٤٠ ) فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون ( ٤١ ) أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون ( ٤٢ ) فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم ( ٤٣ ) وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون ( ٤٤ ) واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون ( ٤٥ ) ﴾ [ ٤٠ – ٤٥ ].
وجه الخطاب في الآيات للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لتقول له :
١- إنه ليس من شأنه ولا واجبه أن يسمع الأصم أو يجعل الأعمى يرى أو يقنع من كان مرتكسا في ضلال عن عمد ومكابرة وعناد.
٢- وإن هؤلاء لن يعجزوا الله في أي حال، فهو قادر عليهم منتقم منهم سواء أعاش حتى يرى تحقيق وعيد الله فيهم بعينيه، أم جاءه قضاء الله قبل ذلك وذهب به.
٣- وإن المطلوب منه هو الاستمساك بما أوحى الله إليه به فهو على طريق الله المستقيم، وفيه ذكر وشرف خالدان له ولقومه وهم مسؤولون عن تبعته وحقه أمام الله.
٤- وإن الله لا يمكن أن يكون قد أذن للناس أن يعبدوا إلها غيره، وهذا مؤيد بشهادة الرسل الذين أرسلهم الله قبله فليسألهم ليتأكد من ذلك.
والآيات متصلة بموضوع الآيات السابقة التي نددت بالكفار المشركين ووصفت شدة عنادهم ومكابرتهم. وفيها تثبيت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم في موقفه ودعوته، وتسرية عنه لما يلقاه من عناد الكفار ومكابرتهم. وفيها تدعيم للتأويل الذي أولنا به الآيات السابقة وبخاصة تعبير ﴿ ومن يعش عن ذكر الرحمان نقيض له شيطانا فهو له قرين ( ٣٦ ) ﴾.
والآية الأخيرة هي على ما يتبادر للرد على المشركين في زعمهم أن ما هم عليه هو من هدى الله وأن لو شاء لما عبدوا الملائكة وأشركوهم معه. وأسلوبها أسلوب تحد ونفي معا. والمفسرون١ يروون عن ابن عباس قولين في المقصود من جملة :﴿ واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا ﴾ أحدهما أن الله عز وجل جمع المرسلين للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ليلة الإسراء وأمره أن يسألهم ولكنه لم يشك ولم يسأل، وثانيهما أن الجملة عنت أهل الكتاب أو مؤمني أهل الكتاب، ومعظم المفسرين أخذوا بهذا القول وهو الأوجه. وفي القرآن آيات عديدة فيها أمر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم باستشهاد أهل الكتاب مما يدعم هذا القول. ومن ذلك آية سورة يونس هذه :﴿ فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ( ٩٤ ) ﴾ وفي سورة الأنبياء آية في نفس الصدد الذي جاءت فيه الآية هي :﴿ أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون ( ٢٤ ) ﴾ وجملة ﴿ وذكر من قبلي ﴾ بمعنى كتب الأنبياء من قبلي أو أخبارهم.
١ انظر تفسير الآية في كتب تفسير الطبري وابن كثير والخازن والطبرسي والبغوي والزمخشري..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٠:﴿ أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي ومن كان في ضلال مبين ( ٤٠ ) فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون ( ٤١ ) أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون ( ٤٢ ) فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم ( ٤٣ ) وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون ( ٤٤ ) واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون ( ٤٥ ) ﴾ [ ٤٠ – ٤٥ ].
وجه الخطاب في الآيات للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لتقول له :

١-
إنه ليس من شأنه ولا واجبه أن يسمع الأصم أو يجعل الأعمى يرى أو يقنع من كان مرتكسا في ضلال عن عمد ومكابرة وعناد.

٢-
وإن هؤلاء لن يعجزوا الله في أي حال، فهو قادر عليهم منتقم منهم سواء أعاش حتى يرى تحقيق وعيد الله فيهم بعينيه، أم جاءه قضاء الله قبل ذلك وذهب به.

٣-
وإن المطلوب منه هو الاستمساك بما أوحى الله إليه به فهو على طريق الله المستقيم، وفيه ذكر وشرف خالدان له ولقومه وهم مسؤولون عن تبعته وحقه أمام الله.

٤-
وإن الله لا يمكن أن يكون قد أذن للناس أن يعبدوا إلها غيره، وهذا مؤيد بشهادة الرسل الذين أرسلهم الله قبله فليسألهم ليتأكد من ذلك.
والآيات متصلة بموضوع الآيات السابقة التي نددت بالكفار المشركين ووصفت شدة عنادهم ومكابرتهم. وفيها تثبيت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم في موقفه ودعوته، وتسرية عنه لما يلقاه من عناد الكفار ومكابرتهم. وفيها تدعيم للتأويل الذي أولنا به الآيات السابقة وبخاصة تعبير ﴿ ومن يعش عن ذكر الرحمان نقيض له شيطانا فهو له قرين ( ٣٦ ) ﴾.
والآية الأخيرة هي على ما يتبادر للرد على المشركين في زعمهم أن ما هم عليه هو من هدى الله وأن لو شاء لما عبدوا الملائكة وأشركوهم معه. وأسلوبها أسلوب تحد ونفي معا. والمفسرون١ يروون عن ابن عباس قولين في المقصود من جملة :﴿ واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا ﴾ أحدهما أن الله عز وجل جمع المرسلين للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ليلة الإسراء وأمره أن يسألهم ولكنه لم يشك ولم يسأل، وثانيهما أن الجملة عنت أهل الكتاب أو مؤمني أهل الكتاب، ومعظم المفسرين أخذوا بهذا القول وهو الأوجه. وفي القرآن آيات عديدة فيها أمر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم باستشهاد أهل الكتاب مما يدعم هذا القول. ومن ذلك آية سورة يونس هذه :﴿ فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ( ٩٤ ) ﴾ وفي سورة الأنبياء آية في نفس الصدد الذي جاءت فيه الآية هي :﴿ أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون ( ٢٤ ) ﴾ وجملة ﴿ وذكر من قبلي ﴾ بمعنى كتب الأنبياء من قبلي أو أخبارهم.
١ انظر تفسير الآية في كتب تفسير الطبري وابن كثير والخازن والطبرسي والبغوي والزمخشري..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٠:﴿ أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي ومن كان في ضلال مبين ( ٤٠ ) فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون ( ٤١ ) أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون ( ٤٢ ) فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم ( ٤٣ ) وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون ( ٤٤ ) واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون ( ٤٥ ) ﴾ [ ٤٠ – ٤٥ ].
وجه الخطاب في الآيات للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لتقول له :

١-
إنه ليس من شأنه ولا واجبه أن يسمع الأصم أو يجعل الأعمى يرى أو يقنع من كان مرتكسا في ضلال عن عمد ومكابرة وعناد.

٢-
وإن هؤلاء لن يعجزوا الله في أي حال، فهو قادر عليهم منتقم منهم سواء أعاش حتى يرى تحقيق وعيد الله فيهم بعينيه، أم جاءه قضاء الله قبل ذلك وذهب به.

٣-
وإن المطلوب منه هو الاستمساك بما أوحى الله إليه به فهو على طريق الله المستقيم، وفيه ذكر وشرف خالدان له ولقومه وهم مسؤولون عن تبعته وحقه أمام الله.

٤-
وإن الله لا يمكن أن يكون قد أذن للناس أن يعبدوا إلها غيره، وهذا مؤيد بشهادة الرسل الذين أرسلهم الله قبله فليسألهم ليتأكد من ذلك.
والآيات متصلة بموضوع الآيات السابقة التي نددت بالكفار المشركين ووصفت شدة عنادهم ومكابرتهم. وفيها تثبيت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم في موقفه ودعوته، وتسرية عنه لما يلقاه من عناد الكفار ومكابرتهم. وفيها تدعيم للتأويل الذي أولنا به الآيات السابقة وبخاصة تعبير ﴿ ومن يعش عن ذكر الرحمان نقيض له شيطانا فهو له قرين ( ٣٦ ) ﴾.
والآية الأخيرة هي على ما يتبادر للرد على المشركين في زعمهم أن ما هم عليه هو من هدى الله وأن لو شاء لما عبدوا الملائكة وأشركوهم معه. وأسلوبها أسلوب تحد ونفي معا. والمفسرون١ يروون عن ابن عباس قولين في المقصود من جملة :﴿ واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا ﴾ أحدهما أن الله عز وجل جمع المرسلين للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ليلة الإسراء وأمره أن يسألهم ولكنه لم يشك ولم يسأل، وثانيهما أن الجملة عنت أهل الكتاب أو مؤمني أهل الكتاب، ومعظم المفسرين أخذوا بهذا القول وهو الأوجه. وفي القرآن آيات عديدة فيها أمر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم باستشهاد أهل الكتاب مما يدعم هذا القول. ومن ذلك آية سورة يونس هذه :﴿ فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ( ٩٤ ) ﴾ وفي سورة الأنبياء آية في نفس الصدد الذي جاءت فيه الآية هي :﴿ أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون ( ٢٤ ) ﴾ وجملة ﴿ وذكر من قبلي ﴾ بمعنى كتب الأنبياء من قبلي أو أخبارهم.
١ انظر تفسير الآية في كتب تفسير الطبري وابن كثير والخازن والطبرسي والبغوي والزمخشري..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٠:﴿ أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي ومن كان في ضلال مبين ( ٤٠ ) فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون ( ٤١ ) أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون ( ٤٢ ) فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم ( ٤٣ ) وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون ( ٤٤ ) واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون ( ٤٥ ) ﴾ [ ٤٠ – ٤٥ ].
وجه الخطاب في الآيات للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لتقول له :

١-
إنه ليس من شأنه ولا واجبه أن يسمع الأصم أو يجعل الأعمى يرى أو يقنع من كان مرتكسا في ضلال عن عمد ومكابرة وعناد.

٢-
وإن هؤلاء لن يعجزوا الله في أي حال، فهو قادر عليهم منتقم منهم سواء أعاش حتى يرى تحقيق وعيد الله فيهم بعينيه، أم جاءه قضاء الله قبل ذلك وذهب به.

٣-
وإن المطلوب منه هو الاستمساك بما أوحى الله إليه به فهو على طريق الله المستقيم، وفيه ذكر وشرف خالدان له ولقومه وهم مسؤولون عن تبعته وحقه أمام الله.

٤-
وإن الله لا يمكن أن يكون قد أذن للناس أن يعبدوا إلها غيره، وهذا مؤيد بشهادة الرسل الذين أرسلهم الله قبله فليسألهم ليتأكد من ذلك.
والآيات متصلة بموضوع الآيات السابقة التي نددت بالكفار المشركين ووصفت شدة عنادهم ومكابرتهم. وفيها تثبيت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم في موقفه ودعوته، وتسرية عنه لما يلقاه من عناد الكفار ومكابرتهم. وفيها تدعيم للتأويل الذي أولنا به الآيات السابقة وبخاصة تعبير ﴿ ومن يعش عن ذكر الرحمان نقيض له شيطانا فهو له قرين ( ٣٦ ) ﴾.
والآية الأخيرة هي على ما يتبادر للرد على المشركين في زعمهم أن ما هم عليه هو من هدى الله وأن لو شاء لما عبدوا الملائكة وأشركوهم معه. وأسلوبها أسلوب تحد ونفي معا. والمفسرون١ يروون عن ابن عباس قولين في المقصود من جملة :﴿ واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا ﴾ أحدهما أن الله عز وجل جمع المرسلين للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ليلة الإسراء وأمره أن يسألهم ولكنه لم يشك ولم يسأل، وثانيهما أن الجملة عنت أهل الكتاب أو مؤمني أهل الكتاب، ومعظم المفسرين أخذوا بهذا القول وهو الأوجه. وفي القرآن آيات عديدة فيها أمر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم باستشهاد أهل الكتاب مما يدعم هذا القول. ومن ذلك آية سورة يونس هذه :﴿ فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ( ٩٤ ) ﴾ وفي سورة الأنبياء آية في نفس الصدد الذي جاءت فيه الآية هي :﴿ أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون ( ٢٤ ) ﴾ وجملة ﴿ وذكر من قبلي ﴾ بمعنى كتب الأنبياء من قبلي أو أخبارهم.
١ انظر تفسير الآية في كتب تفسير الطبري وابن كثير والخازن والطبرسي والبغوي والزمخشري..

وإنه لذكر لك ولقومك : إن فيه لشرفا لك ولقومك، أو إن فيه لتذكيرا لك ولقومك والأكثر على القول الأول.
تعليق على آية
﴿ وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون ( ٤٤ ) ﴾
وجملة ﴿ وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون ( ٤٤ ) ﴾ تحتمل أن يكون معناها : إنه لشرف لك ولقومك، أو : إنه لتذكير لك ولقومك وسوف تسألون عن موقفكم منه وجهدكم في سبيله، وأكثر الأقوال والروايات في جانب القول الأول، وهو ما يؤيده إشراك النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالخطاب.
وهي على هذا تتضمن معنى جليلا في صدد ما ناله النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقومه من كرامة وشرف بسبب الرسالة المحمدية سواء أكان تعبير ﴿ ولقومك ﴾ كناية عن العرب كما قال بعض المفسرين، أم عن قبيلة قريش كما قال بعض آخر، وتعبير ﴿ وسوف تسألون ( ٤٤ ﴾ يتضمن تقرير كون قوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد حملوا من قبل الله تعالى واجبا عظيما مقابل ما نالوه من شرف وكرامة إزاء الدعوة ومبادئها وتعاليمها سواء في الاستجابة إليها والعمل بموجبها أم في القيام بعبء نشرها وبثها والدفاع عنها، وفي هذا ما فيه كذلك من معنى جليل وواجب خطير، وتلقين مستمر المدى وتقرير لشأن العرب عامة أو قريش خاصة ومسؤوليتهم بين سائر الأمم الإسلامية، وحفز لهممهم وجهدهم وجهادهم، وسنزيد هذا الموضوع شرحا في تفسير الآية الأخيرة من سورة الحج إن شاء الله.
وفي سورتي البقرة والحج آيات تؤيد هذا التلقين والتقرير وهي هذه :
١- ﴿ وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا..... ﴾ [ البقرة/ ١٤٣ ].
٢- ﴿ وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس......... ﴾ [ الحج/ ٧٨ ].
وتأييد آية سورة الحج بنوع خاص أقوى وأوكد ؛ لأن قصد العرب أو قريش فيها أصرح من حيث إنها ذكرتهم بأبوة إبراهيم لهم التي يعرفونها، ويعترفون بها على ما تقدم ذكره قبل قليل.
وكلمة ﴿ وسطا ﴾ تعني الخيار بين الناس لأن خير الأمور أوسطها، وكلمة ﴿ شهداء ﴾ تعني مراقبين وعدولا نتيجة لكونهم وسطاء.
ولقد أول بعض المفسرين١ كلمة ﴿ ولقومك ﴾ بأمتك وجعلوها شاملة لجميع المسلمين، ونحن ما زلنا نرجح المفهوم السابق ؛ لأن العرب وقريشا بخاصة كانوا هم موضوع الكلام والخطاب والدعوة حين نزول الآية، ولأن تأييد آية سورة الحج بخاصة قوي بل حاسم.
وتبعا لهذا أو نتيجة له يصح أن يقال : إنه صار للعرب رسالة إنسانية وعالمية خالدة لما في القرآن والحكمة النبوية من معجزات باهرة وتشريعات ومبادئ خالدة تستجيب لكل حاجة من حاجات البشر وتحل كل مشكلة من مشاكلهم في كل ظرف من ظروفهم. وسواء في ذلك المسائل والمشاكل والشؤون الاجتماعية والعلمية والاقتصادية والسياسية والأخلاقية والأسرية والإنسانية أم المسائل والمشاكل الروحية والإيمانية والعقيدية مع سعة غير محدودة في الأفق، ومرونة كبرى في التطبيق وسمو لا يدانى في الأسس والأهداف يكفل تقدم معتنقيها قدما إلى أسمى ذرى الكمال الإيماني والروحي والعلمي والتشريعي والاجتماعي والأخلاقي والسياسي والاقتصادي والأسري والإنساني بكل قوة وسرعة ودون ما أي عائق وجمود وتعقيد. وإمدادهم بأسباب الصيانة الروحية والأخلاقية، وإمدادهم بذخر من الفيض الروحي الذي يحول بين فراغ النفس واليأس والانهيار في الأزمات ويدفع عنهم نوازع الشر والأنانية والهدم إذا هم فهموها ساروا على نهجها بإيمان وصدق خلافا لما يتوهم الذين لم يدرسوها دراسة واعية٢ بحيث كان ذلك حكمة الله العظمى في ترشيحها لتكون دين البشرية عامة، ووعد الله تعالى بتمكينها في الأرض كما جاء في آية سورة الفتح هذه :﴿ هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا( ٢٨ ) ﴾ وآيات سورة التوبة هذه :﴿ يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون( ٣٢ ) هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ( ٣٣ ) ﴾ وآية سورة النور هذه :﴿ وعد الله الذين أمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا ﴾ [ ٥٥ ]. وإنه صار كذلك من واجب العرب وحقهم الاعتزاز وبذل الجهد في إصلاح أنفسهم على أضوائها ليكونوا لائقين لها قادرين على القيام بواجبهم نحوها. بل إن هذا الاعتزاز بهذه الرسالة الإنسانية العالمية الخالدة هو من حق العرب غير المسلمين ونعني المسيحيين - لأنه ليس هناك عرب غير مسلمين غيرهم- وواجبهم إذا كانوا صادقين ومخلصين حقا في شعورهم القومي ؛ لأن العروبة إذا ما تجردت عن هذه الرسالة فقدت ميزة عظمى تتميز بها بين الأمم. وليس من شأن هذا أن يتناقض مع المسيحية التي انتقلت إليهم من أسلافهم آليا لأسباب وظروف مختلفة، ولا سيما إن الرسالة الإسلامية شقيقة متممة للرسالة المسيحية، وإن المسيح ومحمد صلى الله عليهما وسلم يمتان إلى الجنس العربي. وكل ما في الأمر أن الأول يمت إلى جيل سابق لدور العروبة الصريح، وقد أوجب كتاب الله وسنة رسوله على المسلمين احترامه وتكريمه وتقديسه والاعتراف بنبوته وصلة الله به ومعجزة ولادته.
وكل هذا يجعل الذين يحاولون فصل الإسلام عن العروبة من العرب سواء أكانوا مسلمين أم غير مسلمين مستحقين لنعت المجرم القومي أو الدعي القومي. من حيث إن ميزة الإسلام هي ميزة العروبة الكبرى من شأنها أن تمد العرب والإنسانية بأرقى ما يمكن أن يتصور من مثل عليا وقيم أخلاقية وحوافز قوية نحو الخير والتقدم والرقي والتكامل في كل مجال من مجالات الحياة المادية والمدنية ويكون العرب بها وحسب أصحاب رسالة عالمية خالدة، ومن حيث إن فقد العرب لهذه الميزة خسارة بل كارثة قومية وإنسانية. كما يجعل المسلمين الذين يحاولون فصل العروبة عن الإسلام سواء أكانوا عربا أم غير عرب منحرفين عن ما قرره القرآن من شأنية العرب العظمى في الرسالة الإسلامية المتمثلة في حكمة الله عز وجل بجعل نبيها عربيا وكتابها عربيا وبجعل العرب أمة وسطا شهداء على الناس وتقرير مسؤوليتهم عنها.
وإذا كنا نقول إن من حق العرب وواجبهم أن يعتزوا بالرسالة الإسلامية وأن يبذلوا جهدهم لإصلاح أنفسهم حتى يكونوا لائقين بها وقادرين على القيام بواجبهم نحوها فإن غير العرب من المسلمين لا يفقدون هذا الحق ولا يرتفع عنهم هذا الواجب ؛ لأن كل ما اتصفت به الرسالة الإسلامية وهدفت إليه قد صار وصفا وهدفا للمسلمين جميعهم.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٠:﴿ أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي ومن كان في ضلال مبين ( ٤٠ ) فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون ( ٤١ ) أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون ( ٤٢ ) فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم ( ٤٣ ) وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون ( ٤٤ ) واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون ( ٤٥ ) ﴾ [ ٤٠ – ٤٥ ].
وجه الخطاب في الآيات للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لتقول له :

١-
إنه ليس من شأنه ولا واجبه أن يسمع الأصم أو يجعل الأعمى يرى أو يقنع من كان مرتكسا في ضلال عن عمد ومكابرة وعناد.

٢-
وإن هؤلاء لن يعجزوا الله في أي حال، فهو قادر عليهم منتقم منهم سواء أعاش حتى يرى تحقيق وعيد الله فيهم بعينيه، أم جاءه قضاء الله قبل ذلك وذهب به.

٣-
وإن المطلوب منه هو الاستمساك بما أوحى الله إليه به فهو على طريق الله المستقيم، وفيه ذكر وشرف خالدان له ولقومه وهم مسؤولون عن تبعته وحقه أمام الله.

٤-
وإن الله لا يمكن أن يكون قد أذن للناس أن يعبدوا إلها غيره، وهذا مؤيد بشهادة الرسل الذين أرسلهم الله قبله فليسألهم ليتأكد من ذلك.
والآيات متصلة بموضوع الآيات السابقة التي نددت بالكفار المشركين ووصفت شدة عنادهم ومكابرتهم. وفيها تثبيت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم في موقفه ودعوته، وتسرية عنه لما يلقاه من عناد الكفار ومكابرتهم. وفيها تدعيم للتأويل الذي أولنا به الآيات السابقة وبخاصة تعبير ﴿ ومن يعش عن ذكر الرحمان نقيض له شيطانا فهو له قرين ( ٣٦ ) ﴾.
والآية الأخيرة هي على ما يتبادر للرد على المشركين في زعمهم أن ما هم عليه هو من هدى الله وأن لو شاء لما عبدوا الملائكة وأشركوهم معه. وأسلوبها أسلوب تحد ونفي معا. والمفسرون١ يروون عن ابن عباس قولين في المقصود من جملة :﴿ واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا ﴾ أحدهما أن الله عز وجل جمع المرسلين للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ليلة الإسراء وأمره أن يسألهم ولكنه لم يشك ولم يسأل، وثانيهما أن الجملة عنت أهل الكتاب أو مؤمني أهل الكتاب، ومعظم المفسرين أخذوا بهذا القول وهو الأوجه. وفي القرآن آيات عديدة فيها أمر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم باستشهاد أهل الكتاب مما يدعم هذا القول. ومن ذلك آية سورة يونس هذه :﴿ فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ( ٩٤ ) ﴾ وفي سورة الأنبياء آية في نفس الصدد الذي جاءت فيه الآية هي :﴿ أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون ( ٢٤ ) ﴾ وجملة ﴿ وذكر من قبلي ﴾ بمعنى كتب الأنبياء من قبلي أو أخبارهم.
١ انظر تفسير الآية في كتب تفسير الطبري وابن كثير والخازن والطبرسي والبغوي والزمخشري..


١ انظر تفسيرها في تفسير النسفي..
٢ ناقشنا هذا الموضوع بالذات في مقدمة كتابنا (الدستور القرآني في شؤون الحياة) مناقشة وافية، وفي هذا الكتاب فصول وشروح في مبادئ وتعاليم وأهداف وأحكام وتلقينات القرآن ما يلجم كل مكابر ممار. ومثل هذا بارز واضح فيما مر وفيما يأتي من أجزاء هذا التفسير وفي خلال آلاف الأحاديث الصحيحة يبدو نور النبوة الوهاج الذي يتساوق مع القرآن في مثل تلك المبادئ والتعاليم والأهداف والأحكام والتلقينات. وهناك شهادات تحصى لعلماء الغرب الاجتماعيين بما كان من أثر ذلك فيما قام من حضارة عربية إسلامية باذخة في القرون الإسلامية الأولى في مشارق الأرض ومغاربها. هذه واحدة نوردها نشرت في ظرف كتابة هذا التعليق في العدد الثالث من السنة الخامسة من مجلة (حضارة الإسلام) التي تصدر في دمشق (جمادى الأولى ١٣٨٤)، مقتبسة من كتاب (قانون التاريخ لجوفيه كستلو) قال: (كان التقدم العربي بعد وفاة الرسول عظيما، جرى على أسرع ما يكون وكان الزمان مستعدا لانتشار الإسلام فنشأت المدنية الإسلامية نشأة باهرة قامت في كل زمان ومكان مع الفتوحات بذكاء غريب ظهر أثره في الفنون والآداب والشعر والعلوم وقبض العرب بأيديهم خلال عدة قرون على مشعل النور العقلي وتمثلوا جميع المعارف البشرية التي لها مساس بالفلسفة والفلك والكيمياء والطب والعلوم الروحية، فأصبحوا سادة الفكر مبدعين ومخترعين لا بالمعنى المعروف بل بما أحرزوا من أساليب العلم التي استخدموها بقريحة وقادة للغاية. وكانت المدنية العربية قصيرة العمر إلا أنها باهرة الأثر، وليس لنا إلا إبداء الأسف على اضمحلالها). ومصداق هذا وتفصيله مبثوث في الكتب العربية التي وصل إلينا بعضها وضاع كثير منها. وخبوء نور المدنية العربية الإسلامية إنما كان بسبب ما قام بين العرب من فتن واندس من دسائس وتغلب عليهم نتيجة لذلك من متغلبين جهلاء. وقد نوهنا بشهادات علماء العرب لأن كثيرا من الذين يتسمون بالقومية العربية يحاولون فصل الإسلام عن العروبة أو أكثرهم قد نشأوا نشأة غربية وكانوا وظلوا غرباء عن النشأة العربية الإسلامية..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٠:﴿ أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي ومن كان في ضلال مبين ( ٤٠ ) فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون ( ٤١ ) أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون ( ٤٢ ) فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم ( ٤٣ ) وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون ( ٤٤ ) واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون ( ٤٥ ) ﴾ [ ٤٠ – ٤٥ ].
وجه الخطاب في الآيات للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لتقول له :

١-
إنه ليس من شأنه ولا واجبه أن يسمع الأصم أو يجعل الأعمى يرى أو يقنع من كان مرتكسا في ضلال عن عمد ومكابرة وعناد.

٢-
وإن هؤلاء لن يعجزوا الله في أي حال، فهو قادر عليهم منتقم منهم سواء أعاش حتى يرى تحقيق وعيد الله فيهم بعينيه، أم جاءه قضاء الله قبل ذلك وذهب به.

٣-
وإن المطلوب منه هو الاستمساك بما أوحى الله إليه به فهو على طريق الله المستقيم، وفيه ذكر وشرف خالدان له ولقومه وهم مسؤولون عن تبعته وحقه أمام الله.

٤-
وإن الله لا يمكن أن يكون قد أذن للناس أن يعبدوا إلها غيره، وهذا مؤيد بشهادة الرسل الذين أرسلهم الله قبله فليسألهم ليتأكد من ذلك.
والآيات متصلة بموضوع الآيات السابقة التي نددت بالكفار المشركين ووصفت شدة عنادهم ومكابرتهم. وفيها تثبيت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم في موقفه ودعوته، وتسرية عنه لما يلقاه من عناد الكفار ومكابرتهم. وفيها تدعيم للتأويل الذي أولنا به الآيات السابقة وبخاصة تعبير ﴿ ومن يعش عن ذكر الرحمان نقيض له شيطانا فهو له قرين ( ٣٦ ) ﴾.
والآية الأخيرة هي على ما يتبادر للرد على المشركين في زعمهم أن ما هم عليه هو من هدى الله وأن لو شاء لما عبدوا الملائكة وأشركوهم معه. وأسلوبها أسلوب تحد ونفي معا. والمفسرون١ يروون عن ابن عباس قولين في المقصود من جملة :﴿ واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا ﴾ أحدهما أن الله عز وجل جمع المرسلين للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ليلة الإسراء وأمره أن يسألهم ولكنه لم يشك ولم يسأل، وثانيهما أن الجملة عنت أهل الكتاب أو مؤمني أهل الكتاب، ومعظم المفسرين أخذوا بهذا القول وهو الأوجه. وفي القرآن آيات عديدة فيها أمر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم باستشهاد أهل الكتاب مما يدعم هذا القول. ومن ذلك آية سورة يونس هذه :﴿ فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ( ٩٤ ) ﴾ وفي سورة الأنبياء آية في نفس الصدد الذي جاءت فيه الآية هي :﴿ أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون ( ٢٤ ) ﴾ وجملة ﴿ وذكر من قبلي ﴾ بمعنى كتب الأنبياء من قبلي أو أخبارهم.
١ انظر تفسير الآية في كتب تفسير الطبري وابن كثير والخازن والطبرسي والبغوي والزمخشري..

﴿ ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فقال إني رسول رب العالمين ( ٤٦ ) فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون ( ٤٧ ) وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون ( ٤٨ ) وقالوا يا أيها الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون ( ٤٩ ) فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون ( ٥٠ ) ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون ( ٥١ ) أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين ( ٥٢ ) فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين ( ٥٣ ) فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين ( ٥٤ ) فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين ( ٥٥ ) فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين ( ٥٦ ) ﴾ [ ٤٦ – ٥٦ ].
عبارة الآيات واضحة، وقد احتوت تذكيرا برسالة موسى عليه السلام إلى فرعون وقومه وموقفهم منها، وكيف كان عذاب الله لهم بالآيات أولا وبالإغراق ثانيا مما جاء مفصلا أكثر في سور عديدة سبق تفسيرها. وقد انتهت بالتنبيه على أن الله تعالى قد جعل فرعون وقومه مثلا لمن يأتي بعدهم ليتعظوا به، وهذا من أهداف القصة بل هو هدفها كما هو المتبادر.
وقد جاءت الآيات عقب الآيات التي ذكر فيها عناد الكفار ولجاجهم جريا على الأسلوب القرآني، ويلفت النظر إلى ما بين هذه الآيات والآيات السابقة من تماثل في صدد مواقف الكفار وتحديهم واستخفافهم واعتدادهم. وواضح أنه أريد بهذا تسلية النبي صلى الله عليه وآله وسلم من جهة وإنذار الكفار من جهة أخرى.
وما ذكر هنا مقتضبا من رسالة موسى عليه السلام إلى فرعون وموقف فرعون منها جاء مسهبا بعض الشيء في سور سابقة وعلقنا عليه بما يغني عن التكرار. والجديد هنا هو ما جاء في الآيات [ ٥١ – ٥٣ ] من خطاب فرعون لقومه. وهذا ليس واردا في الأسفار المتداولة، ولكن ليس ما يمنع أن يكون ورد في قراطيس كانت في يد اليهود، وأن العرب السامعين كانوا يعرفون ذلك من طريقهم.
ولقد ذكر المصحف الذي اعتمدنا عليه أي أن الآية [ ٥٤ ] مدنية. والظاهر أنها منسجمة انسجاما تاما نظما وموضوعا في الآيات مما يسوغ القول بعدم صحة الرواية.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٦:﴿ ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فقال إني رسول رب العالمين ( ٤٦ ) فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون ( ٤٧ ) وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون ( ٤٨ ) وقالوا يا أيها الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون ( ٤٩ ) فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون ( ٥٠ ) ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون ( ٥١ ) أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين ( ٥٢ ) فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين ( ٥٣ ) فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين ( ٥٤ ) فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين ( ٥٥ ) فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين ( ٥٦ ) ﴾ [ ٤٦ – ٥٦ ].
عبارة الآيات واضحة، وقد احتوت تذكيرا برسالة موسى عليه السلام إلى فرعون وقومه وموقفهم منها، وكيف كان عذاب الله لهم بالآيات أولا وبالإغراق ثانيا مما جاء مفصلا أكثر في سور عديدة سبق تفسيرها. وقد انتهت بالتنبيه على أن الله تعالى قد جعل فرعون وقومه مثلا لمن يأتي بعدهم ليتعظوا به، وهذا من أهداف القصة بل هو هدفها كما هو المتبادر.
وقد جاءت الآيات عقب الآيات التي ذكر فيها عناد الكفار ولجاجهم جريا على الأسلوب القرآني، ويلفت النظر إلى ما بين هذه الآيات والآيات السابقة من تماثل في صدد مواقف الكفار وتحديهم واستخفافهم واعتدادهم. وواضح أنه أريد بهذا تسلية النبي صلى الله عليه وآله وسلم من جهة وإنذار الكفار من جهة أخرى.
وما ذكر هنا مقتضبا من رسالة موسى عليه السلام إلى فرعون وموقف فرعون منها جاء مسهبا بعض الشيء في سور سابقة وعلقنا عليه بما يغني عن التكرار. والجديد هنا هو ما جاء في الآيات [ ٥١ – ٥٣ ] من خطاب فرعون لقومه. وهذا ليس واردا في الأسفار المتداولة، ولكن ليس ما يمنع أن يكون ورد في قراطيس كانت في يد اليهود، وأن العرب السامعين كانوا يعرفون ذلك من طريقهم.
ولقد ذكر المصحف الذي اعتمدنا عليه أي أن الآية [ ٥٤ ] مدنية. والظاهر أنها منسجمة انسجاما تاما نظما وموضوعا في الآيات مما يسوغ القول بعدم صحة الرواية.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٦:﴿ ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فقال إني رسول رب العالمين ( ٤٦ ) فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون ( ٤٧ ) وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون ( ٤٨ ) وقالوا يا أيها الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون ( ٤٩ ) فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون ( ٥٠ ) ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون ( ٥١ ) أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين ( ٥٢ ) فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين ( ٥٣ ) فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين ( ٥٤ ) فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين ( ٥٥ ) فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين ( ٥٦ ) ﴾ [ ٤٦ – ٥٦ ].
عبارة الآيات واضحة، وقد احتوت تذكيرا برسالة موسى عليه السلام إلى فرعون وقومه وموقفهم منها، وكيف كان عذاب الله لهم بالآيات أولا وبالإغراق ثانيا مما جاء مفصلا أكثر في سور عديدة سبق تفسيرها. وقد انتهت بالتنبيه على أن الله تعالى قد جعل فرعون وقومه مثلا لمن يأتي بعدهم ليتعظوا به، وهذا من أهداف القصة بل هو هدفها كما هو المتبادر.
وقد جاءت الآيات عقب الآيات التي ذكر فيها عناد الكفار ولجاجهم جريا على الأسلوب القرآني، ويلفت النظر إلى ما بين هذه الآيات والآيات السابقة من تماثل في صدد مواقف الكفار وتحديهم واستخفافهم واعتدادهم. وواضح أنه أريد بهذا تسلية النبي صلى الله عليه وآله وسلم من جهة وإنذار الكفار من جهة أخرى.
وما ذكر هنا مقتضبا من رسالة موسى عليه السلام إلى فرعون وموقف فرعون منها جاء مسهبا بعض الشيء في سور سابقة وعلقنا عليه بما يغني عن التكرار. والجديد هنا هو ما جاء في الآيات [ ٥١ – ٥٣ ] من خطاب فرعون لقومه. وهذا ليس واردا في الأسفار المتداولة، ولكن ليس ما يمنع أن يكون ورد في قراطيس كانت في يد اليهود، وأن العرب السامعين كانوا يعرفون ذلك من طريقهم.
ولقد ذكر المصحف الذي اعتمدنا عليه أي أن الآية [ ٥٤ ] مدنية. والظاهر أنها منسجمة انسجاما تاما نظما وموضوعا في الآيات مما يسوغ القول بعدم صحة الرواية.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٦:﴿ ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فقال إني رسول رب العالمين ( ٤٦ ) فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون ( ٤٧ ) وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون ( ٤٨ ) وقالوا يا أيها الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون ( ٤٩ ) فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون ( ٥٠ ) ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون ( ٥١ ) أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين ( ٥٢ ) فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين ( ٥٣ ) فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين ( ٥٤ ) فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين ( ٥٥ ) فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين ( ٥٦ ) ﴾ [ ٤٦ – ٥٦ ].
عبارة الآيات واضحة، وقد احتوت تذكيرا برسالة موسى عليه السلام إلى فرعون وقومه وموقفهم منها، وكيف كان عذاب الله لهم بالآيات أولا وبالإغراق ثانيا مما جاء مفصلا أكثر في سور عديدة سبق تفسيرها. وقد انتهت بالتنبيه على أن الله تعالى قد جعل فرعون وقومه مثلا لمن يأتي بعدهم ليتعظوا به، وهذا من أهداف القصة بل هو هدفها كما هو المتبادر.
وقد جاءت الآيات عقب الآيات التي ذكر فيها عناد الكفار ولجاجهم جريا على الأسلوب القرآني، ويلفت النظر إلى ما بين هذه الآيات والآيات السابقة من تماثل في صدد مواقف الكفار وتحديهم واستخفافهم واعتدادهم. وواضح أنه أريد بهذا تسلية النبي صلى الله عليه وآله وسلم من جهة وإنذار الكفار من جهة أخرى.
وما ذكر هنا مقتضبا من رسالة موسى عليه السلام إلى فرعون وموقف فرعون منها جاء مسهبا بعض الشيء في سور سابقة وعلقنا عليه بما يغني عن التكرار. والجديد هنا هو ما جاء في الآيات [ ٥١ – ٥٣ ] من خطاب فرعون لقومه. وهذا ليس واردا في الأسفار المتداولة، ولكن ليس ما يمنع أن يكون ورد في قراطيس كانت في يد اليهود، وأن العرب السامعين كانوا يعرفون ذلك من طريقهم.
ولقد ذكر المصحف الذي اعتمدنا عليه أي أن الآية [ ٥٤ ] مدنية. والظاهر أنها منسجمة انسجاما تاما نظما وموضوعا في الآيات مما يسوغ القول بعدم صحة الرواية.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٦:﴿ ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فقال إني رسول رب العالمين ( ٤٦ ) فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون ( ٤٧ ) وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون ( ٤٨ ) وقالوا يا أيها الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون ( ٤٩ ) فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون ( ٥٠ ) ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون ( ٥١ ) أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين ( ٥٢ ) فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين ( ٥٣ ) فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين ( ٥٤ ) فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين ( ٥٥ ) فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين ( ٥٦ ) ﴾ [ ٤٦ – ٥٦ ].
عبارة الآيات واضحة، وقد احتوت تذكيرا برسالة موسى عليه السلام إلى فرعون وقومه وموقفهم منها، وكيف كان عذاب الله لهم بالآيات أولا وبالإغراق ثانيا مما جاء مفصلا أكثر في سور عديدة سبق تفسيرها. وقد انتهت بالتنبيه على أن الله تعالى قد جعل فرعون وقومه مثلا لمن يأتي بعدهم ليتعظوا به، وهذا من أهداف القصة بل هو هدفها كما هو المتبادر.
وقد جاءت الآيات عقب الآيات التي ذكر فيها عناد الكفار ولجاجهم جريا على الأسلوب القرآني، ويلفت النظر إلى ما بين هذه الآيات والآيات السابقة من تماثل في صدد مواقف الكفار وتحديهم واستخفافهم واعتدادهم. وواضح أنه أريد بهذا تسلية النبي صلى الله عليه وآله وسلم من جهة وإنذار الكفار من جهة أخرى.
وما ذكر هنا مقتضبا من رسالة موسى عليه السلام إلى فرعون وموقف فرعون منها جاء مسهبا بعض الشيء في سور سابقة وعلقنا عليه بما يغني عن التكرار. والجديد هنا هو ما جاء في الآيات [ ٥١ – ٥٣ ] من خطاب فرعون لقومه. وهذا ليس واردا في الأسفار المتداولة، ولكن ليس ما يمنع أن يكون ورد في قراطيس كانت في يد اليهود، وأن العرب السامعين كانوا يعرفون ذلك من طريقهم.
ولقد ذكر المصحف الذي اعتمدنا عليه أي أن الآية [ ٥٤ ] مدنية. والظاهر أنها منسجمة انسجاما تاما نظما وموضوعا في الآيات مما يسوغ القول بعدم صحة الرواية.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٦:﴿ ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فقال إني رسول رب العالمين ( ٤٦ ) فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون ( ٤٧ ) وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون ( ٤٨ ) وقالوا يا أيها الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون ( ٤٩ ) فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون ( ٥٠ ) ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون ( ٥١ ) أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين ( ٥٢ ) فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين ( ٥٣ ) فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين ( ٥٤ ) فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين ( ٥٥ ) فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين ( ٥٦ ) ﴾ [ ٤٦ – ٥٦ ].
عبارة الآيات واضحة، وقد احتوت تذكيرا برسالة موسى عليه السلام إلى فرعون وقومه وموقفهم منها، وكيف كان عذاب الله لهم بالآيات أولا وبالإغراق ثانيا مما جاء مفصلا أكثر في سور عديدة سبق تفسيرها. وقد انتهت بالتنبيه على أن الله تعالى قد جعل فرعون وقومه مثلا لمن يأتي بعدهم ليتعظوا به، وهذا من أهداف القصة بل هو هدفها كما هو المتبادر.
وقد جاءت الآيات عقب الآيات التي ذكر فيها عناد الكفار ولجاجهم جريا على الأسلوب القرآني، ويلفت النظر إلى ما بين هذه الآيات والآيات السابقة من تماثل في صدد مواقف الكفار وتحديهم واستخفافهم واعتدادهم. وواضح أنه أريد بهذا تسلية النبي صلى الله عليه وآله وسلم من جهة وإنذار الكفار من جهة أخرى.
وما ذكر هنا مقتضبا من رسالة موسى عليه السلام إلى فرعون وموقف فرعون منها جاء مسهبا بعض الشيء في سور سابقة وعلقنا عليه بما يغني عن التكرار. والجديد هنا هو ما جاء في الآيات [ ٥١ – ٥٣ ] من خطاب فرعون لقومه. وهذا ليس واردا في الأسفار المتداولة، ولكن ليس ما يمنع أن يكون ورد في قراطيس كانت في يد اليهود، وأن العرب السامعين كانوا يعرفون ذلك من طريقهم.
ولقد ذكر المصحف الذي اعتمدنا عليه أي أن الآية [ ٥٤ ] مدنية. والظاهر أنها منسجمة انسجاما تاما نظما وموضوعا في الآيات مما يسوغ القول بعدم صحة الرواية.

مهين : حقير.
لا يكاد يبين : إشارة إلى ما كان من ثقل لسان موسى مما ذكر في آيات سورة الشعراء وطه والقصص بصراحة أكثر.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٦:﴿ ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فقال إني رسول رب العالمين ( ٤٦ ) فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون ( ٤٧ ) وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون ( ٤٨ ) وقالوا يا أيها الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون ( ٤٩ ) فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون ( ٥٠ ) ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون ( ٥١ ) أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين ( ٥٢ ) فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين ( ٥٣ ) فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين ( ٥٤ ) فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين ( ٥٥ ) فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين ( ٥٦ ) ﴾ [ ٤٦ – ٥٦ ].
عبارة الآيات واضحة، وقد احتوت تذكيرا برسالة موسى عليه السلام إلى فرعون وقومه وموقفهم منها، وكيف كان عذاب الله لهم بالآيات أولا وبالإغراق ثانيا مما جاء مفصلا أكثر في سور عديدة سبق تفسيرها. وقد انتهت بالتنبيه على أن الله تعالى قد جعل فرعون وقومه مثلا لمن يأتي بعدهم ليتعظوا به، وهذا من أهداف القصة بل هو هدفها كما هو المتبادر.
وقد جاءت الآيات عقب الآيات التي ذكر فيها عناد الكفار ولجاجهم جريا على الأسلوب القرآني، ويلفت النظر إلى ما بين هذه الآيات والآيات السابقة من تماثل في صدد مواقف الكفار وتحديهم واستخفافهم واعتدادهم. وواضح أنه أريد بهذا تسلية النبي صلى الله عليه وآله وسلم من جهة وإنذار الكفار من جهة أخرى.
وما ذكر هنا مقتضبا من رسالة موسى عليه السلام إلى فرعون وموقف فرعون منها جاء مسهبا بعض الشيء في سور سابقة وعلقنا عليه بما يغني عن التكرار. والجديد هنا هو ما جاء في الآيات [ ٥١ – ٥٣ ] من خطاب فرعون لقومه. وهذا ليس واردا في الأسفار المتداولة، ولكن ليس ما يمنع أن يكون ورد في قراطيس كانت في يد اليهود، وأن العرب السامعين كانوا يعرفون ذلك من طريقهم.
ولقد ذكر المصحف الذي اعتمدنا عليه أي أن الآية [ ٥٤ ] مدنية. والظاهر أنها منسجمة انسجاما تاما نظما وموضوعا في الآيات مما يسوغ القول بعدم صحة الرواية.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٦:﴿ ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فقال إني رسول رب العالمين ( ٤٦ ) فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون ( ٤٧ ) وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون ( ٤٨ ) وقالوا يا أيها الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون ( ٤٩ ) فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون ( ٥٠ ) ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون ( ٥١ ) أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين ( ٥٢ ) فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين ( ٥٣ ) فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين ( ٥٤ ) فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين ( ٥٥ ) فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين ( ٥٦ ) ﴾ [ ٤٦ – ٥٦ ].
عبارة الآيات واضحة، وقد احتوت تذكيرا برسالة موسى عليه السلام إلى فرعون وقومه وموقفهم منها، وكيف كان عذاب الله لهم بالآيات أولا وبالإغراق ثانيا مما جاء مفصلا أكثر في سور عديدة سبق تفسيرها. وقد انتهت بالتنبيه على أن الله تعالى قد جعل فرعون وقومه مثلا لمن يأتي بعدهم ليتعظوا به، وهذا من أهداف القصة بل هو هدفها كما هو المتبادر.
وقد جاءت الآيات عقب الآيات التي ذكر فيها عناد الكفار ولجاجهم جريا على الأسلوب القرآني، ويلفت النظر إلى ما بين هذه الآيات والآيات السابقة من تماثل في صدد مواقف الكفار وتحديهم واستخفافهم واعتدادهم. وواضح أنه أريد بهذا تسلية النبي صلى الله عليه وآله وسلم من جهة وإنذار الكفار من جهة أخرى.
وما ذكر هنا مقتضبا من رسالة موسى عليه السلام إلى فرعون وموقف فرعون منها جاء مسهبا بعض الشيء في سور سابقة وعلقنا عليه بما يغني عن التكرار. والجديد هنا هو ما جاء في الآيات [ ٥١ – ٥٣ ] من خطاب فرعون لقومه. وهذا ليس واردا في الأسفار المتداولة، ولكن ليس ما يمنع أن يكون ورد في قراطيس كانت في يد اليهود، وأن العرب السامعين كانوا يعرفون ذلك من طريقهم.
ولقد ذكر المصحف الذي اعتمدنا عليه أي أن الآية [ ٥٤ ] مدنية. والظاهر أنها منسجمة انسجاما تاما نظما وموضوعا في الآيات مما يسوغ القول بعدم صحة الرواية.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٦:﴿ ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فقال إني رسول رب العالمين ( ٤٦ ) فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون ( ٤٧ ) وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون ( ٤٨ ) وقالوا يا أيها الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون ( ٤٩ ) فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون ( ٥٠ ) ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون ( ٥١ ) أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين ( ٥٢ ) فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين ( ٥٣ ) فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين ( ٥٤ ) فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين ( ٥٥ ) فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين ( ٥٦ ) ﴾ [ ٤٦ – ٥٦ ].
عبارة الآيات واضحة، وقد احتوت تذكيرا برسالة موسى عليه السلام إلى فرعون وقومه وموقفهم منها، وكيف كان عذاب الله لهم بالآيات أولا وبالإغراق ثانيا مما جاء مفصلا أكثر في سور عديدة سبق تفسيرها. وقد انتهت بالتنبيه على أن الله تعالى قد جعل فرعون وقومه مثلا لمن يأتي بعدهم ليتعظوا به، وهذا من أهداف القصة بل هو هدفها كما هو المتبادر.
وقد جاءت الآيات عقب الآيات التي ذكر فيها عناد الكفار ولجاجهم جريا على الأسلوب القرآني، ويلفت النظر إلى ما بين هذه الآيات والآيات السابقة من تماثل في صدد مواقف الكفار وتحديهم واستخفافهم واعتدادهم. وواضح أنه أريد بهذا تسلية النبي صلى الله عليه وآله وسلم من جهة وإنذار الكفار من جهة أخرى.
وما ذكر هنا مقتضبا من رسالة موسى عليه السلام إلى فرعون وموقف فرعون منها جاء مسهبا بعض الشيء في سور سابقة وعلقنا عليه بما يغني عن التكرار. والجديد هنا هو ما جاء في الآيات [ ٥١ – ٥٣ ] من خطاب فرعون لقومه. وهذا ليس واردا في الأسفار المتداولة، ولكن ليس ما يمنع أن يكون ورد في قراطيس كانت في يد اليهود، وأن العرب السامعين كانوا يعرفون ذلك من طريقهم.
ولقد ذكر المصحف الذي اعتمدنا عليه أي أن الآية [ ٥٤ ] مدنية. والظاهر أنها منسجمة انسجاما تاما نظما وموضوعا في الآيات مما يسوغ القول بعدم صحة الرواية.

فلما آسفونا : فلما أغضبونا.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٦:﴿ ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فقال إني رسول رب العالمين ( ٤٦ ) فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون ( ٤٧ ) وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون ( ٤٨ ) وقالوا يا أيها الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون ( ٤٩ ) فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون ( ٥٠ ) ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون ( ٥١ ) أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين ( ٥٢ ) فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين ( ٥٣ ) فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين ( ٥٤ ) فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين ( ٥٥ ) فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين ( ٥٦ ) ﴾ [ ٤٦ – ٥٦ ].
عبارة الآيات واضحة، وقد احتوت تذكيرا برسالة موسى عليه السلام إلى فرعون وقومه وموقفهم منها، وكيف كان عذاب الله لهم بالآيات أولا وبالإغراق ثانيا مما جاء مفصلا أكثر في سور عديدة سبق تفسيرها. وقد انتهت بالتنبيه على أن الله تعالى قد جعل فرعون وقومه مثلا لمن يأتي بعدهم ليتعظوا به، وهذا من أهداف القصة بل هو هدفها كما هو المتبادر.
وقد جاءت الآيات عقب الآيات التي ذكر فيها عناد الكفار ولجاجهم جريا على الأسلوب القرآني، ويلفت النظر إلى ما بين هذه الآيات والآيات السابقة من تماثل في صدد مواقف الكفار وتحديهم واستخفافهم واعتدادهم. وواضح أنه أريد بهذا تسلية النبي صلى الله عليه وآله وسلم من جهة وإنذار الكفار من جهة أخرى.
وما ذكر هنا مقتضبا من رسالة موسى عليه السلام إلى فرعون وموقف فرعون منها جاء مسهبا بعض الشيء في سور سابقة وعلقنا عليه بما يغني عن التكرار. والجديد هنا هو ما جاء في الآيات [ ٥١ – ٥٣ ] من خطاب فرعون لقومه. وهذا ليس واردا في الأسفار المتداولة، ولكن ليس ما يمنع أن يكون ورد في قراطيس كانت في يد اليهود، وأن العرب السامعين كانوا يعرفون ذلك من طريقهم.
ولقد ذكر المصحف الذي اعتمدنا عليه أي أن الآية [ ٥٤ ] مدنية. والظاهر أنها منسجمة انسجاما تاما نظما وموضوعا في الآيات مما يسوغ القول بعدم صحة الرواية.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٦:﴿ ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فقال إني رسول رب العالمين ( ٤٦ ) فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون ( ٤٧ ) وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون ( ٤٨ ) وقالوا يا أيها الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون ( ٤٩ ) فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون ( ٥٠ ) ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون ( ٥١ ) أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين ( ٥٢ ) فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين ( ٥٣ ) فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين ( ٥٤ ) فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين ( ٥٥ ) فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين ( ٥٦ ) ﴾ [ ٤٦ – ٥٦ ].
عبارة الآيات واضحة، وقد احتوت تذكيرا برسالة موسى عليه السلام إلى فرعون وقومه وموقفهم منها، وكيف كان عذاب الله لهم بالآيات أولا وبالإغراق ثانيا مما جاء مفصلا أكثر في سور عديدة سبق تفسيرها. وقد انتهت بالتنبيه على أن الله تعالى قد جعل فرعون وقومه مثلا لمن يأتي بعدهم ليتعظوا به، وهذا من أهداف القصة بل هو هدفها كما هو المتبادر.
وقد جاءت الآيات عقب الآيات التي ذكر فيها عناد الكفار ولجاجهم جريا على الأسلوب القرآني، ويلفت النظر إلى ما بين هذه الآيات والآيات السابقة من تماثل في صدد مواقف الكفار وتحديهم واستخفافهم واعتدادهم. وواضح أنه أريد بهذا تسلية النبي صلى الله عليه وآله وسلم من جهة وإنذار الكفار من جهة أخرى.
وما ذكر هنا مقتضبا من رسالة موسى عليه السلام إلى فرعون وموقف فرعون منها جاء مسهبا بعض الشيء في سور سابقة وعلقنا عليه بما يغني عن التكرار. والجديد هنا هو ما جاء في الآيات [ ٥١ – ٥٣ ] من خطاب فرعون لقومه. وهذا ليس واردا في الأسفار المتداولة، ولكن ليس ما يمنع أن يكون ورد في قراطيس كانت في يد اليهود، وأن العرب السامعين كانوا يعرفون ذلك من طريقهم.
ولقد ذكر المصحف الذي اعتمدنا عليه أي أن الآية [ ٥٤ ] مدنية. والظاهر أنها منسجمة انسجاما تاما نظما وموضوعا في الآيات مما يسوغ القول بعدم صحة الرواية.

﴿ ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون ( ٥٧ ) وقالوا أآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون ( ٥٨ ) إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل ( ٥٩ ) ﴾ [ ٥٧ – ٥٩ ].
يصدون : قيل إنها بمعنى يضجون فرحا وجلبة وصخبا. من التصدية، وهي في أصلها معنى التصفيق، وقيل إنها بمعنى الإعراض والتعطيل من الصد، والمقام يتحمل كلا المعنيين وإن كان حمله على معنى الأول أولى وأقوى.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:حكت الآيات موقف المشركين العرب حينما كان يذكر عيسى ابن مريم عليه السلام حيث كانوا كلما ذكر في معرض الرد والتمثيل والعظة يزدادون إعراضا وجدل، ا أو يشتدون في الصخب والضجة، ويتساءلون عما إذا كان هو خيرا أم آلهتهم. وقد ردت عليهم بأن تساؤلهم وموقفهم وصخبهم ليس إلا من قبيل الجدل والمكابرة التي برعوا فيها، ثم استطردت إلى ذكر حقيقة عيسى فقررت أنه ليس إلا عبد من عبيد الله أنعم الله عليه بالاصطفاء وجعله موضوع عنايته وآية معجزة لبني إسرائيل لإثبات قدرته ومثلا من أمثاله وآياته لهم.
تعليق على آية
﴿ ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون ( ٥٧ ) ﴾
وما بعدها
والآيات ليست منقطعة الصلة بالآيات السابقة، وبخاصة بالآيات التي سبقت قصة موسى وفرعون. وقد احتوت صورة من صور اللجاج والخصومة القوية التي كان عليها نبهاء العرب وفصلا من فصول الجدل التي كانت تقع بينهم وبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
والمتبادر أن المشركين قالوا ردا على استشهاد القرآن برسل الله وكتبه على كونه لم يأذن بعبادة آلهة غيره على ما جاء في الآية [ ٤٥ ] إن هذا مناقض للواقع من حيث إن النصارى وهم مؤمنون برسل الله عندهم كتاب سماوي قد اتخذوا عيسى إلها وعبدوه. ثم استمروا في ردهم الذي ظنوه مفحما وملزما فتساءلوا عن الأفضل والصواب آلملائكة الذين يعبدونهم أم عيسى ؟ ويبدو أن تساؤلهم هذا قائم على ما كانوا يرونه من اتساق المنطق في صلة الله الأبوية بالملائكة التي كانوا يقولون بها – وهي كون الملائكة بنات الله –أكثر من صلة الله الأبوية بعيسى التي كان يقول النصارى بها – وهي وكون عيسى ابن الله – من حيث كون أوصاف الملائكة وحقيقتهم أكثر انسجاما أو تماثلا مع أوصاف الله من وصف عيسى وحقيقته ؛ لأن هذا ولد وعاش ومات كما يولد ويعيش ويموت سائر البشر كما يقرره النصارى أنفسهم. في حين أن الملائكة نورانيون غير ماديين وغير مرئيين لا يموتون ولا يتزوجون ولا يتوالدون وكل هذا من صفات الله ! وقد نسفت الآيات بردها هذا الأساس الذي أقاموا عليه حجتهم فأوضحت أن عيسى ليس إلا عبدا من عباد الله وأن خلقه ليس إلا آية ومعجزة ومثلا من آيات الله ومعجزاته وأمثاله.
ولقد روى الطبري وابن كثير والخازن والبغوي أن الآيات نزلت بمناسبة اعتراض الكفار حين نزلت آية سورة الأنبياء هذه :﴿ إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون ( ٩٨ ) ﴾ بقولهم كيف يكون هذا ومن المعبودين عيسى وهو من أنبياء الله. والرواية لم ترد في كتب الصحاح ونحن نشك فيها أو على الأقل في كونها سبب نزول هذه الآيات ؛ لأن المناسبة بينهما وبين ما قبلها قائمة ولأن روح الآيات تلهم أن ما فرضناه هو الأكثر وجاهة. ولأن مقتضى الرواية أن تكون آية سورة الأنبياء هي السابقة في النزول مع أن الواقع هو عكس ذلك.
ومع أن الطبرسي الشيعي روى الرواية التي رواها المفسرون المذكورون فإنه يروي رواية أخرى قال : إن سادة أهل البيت يروونها عن علي بن أبي طالب قال :( جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما فوجدته في ملأ من قريش فنظر إلي ثم قال : يا علي إنما مثلك في هذه الأمة كمثل عيسى ابن مريم أحبه قوم فأفرطوا في حبه فهلكوا، وأبغضه قوم فأفرطوا في بغضه فهلكوا، واقتصد فيه قوم فنجوا فعظم ذلك عليهم فضحكوا وقالوا يشبهه بالأنبياء والرسل فنزلت الآية.
والهوى الحزبي بارز على هذه الرواية كما هو ظاهر

خصمون : عنيدون في الجدل والخصومة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:حكت الآيات موقف المشركين العرب حينما كان يذكر عيسى ابن مريم عليه السلام حيث كانوا كلما ذكر في معرض الرد والتمثيل والعظة يزدادون إعراضا وجدل، ا أو يشتدون في الصخب والضجة، ويتساءلون عما إذا كان هو خيرا أم آلهتهم. وقد ردت عليهم بأن تساؤلهم وموقفهم وصخبهم ليس إلا من قبيل الجدل والمكابرة التي برعوا فيها، ثم استطردت إلى ذكر حقيقة عيسى فقررت أنه ليس إلا عبد من عبيد الله أنعم الله عليه بالاصطفاء وجعله موضوع عنايته وآية معجزة لبني إسرائيل لإثبات قدرته ومثلا من أمثاله وآياته لهم.
تعليق على آية
﴿ ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون ( ٥٧ ) ﴾
وما بعدها
والآيات ليست منقطعة الصلة بالآيات السابقة، وبخاصة بالآيات التي سبقت قصة موسى وفرعون. وقد احتوت صورة من صور اللجاج والخصومة القوية التي كان عليها نبهاء العرب وفصلا من فصول الجدل التي كانت تقع بينهم وبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
والمتبادر أن المشركين قالوا ردا على استشهاد القرآن برسل الله وكتبه على كونه لم يأذن بعبادة آلهة غيره على ما جاء في الآية [ ٤٥ ] إن هذا مناقض للواقع من حيث إن النصارى وهم مؤمنون برسل الله عندهم كتاب سماوي قد اتخذوا عيسى إلها وعبدوه. ثم استمروا في ردهم الذي ظنوه مفحما وملزما فتساءلوا عن الأفضل والصواب آلملائكة الذين يعبدونهم أم عيسى ؟ ويبدو أن تساؤلهم هذا قائم على ما كانوا يرونه من اتساق المنطق في صلة الله الأبوية بالملائكة التي كانوا يقولون بها – وهي كون الملائكة بنات الله –أكثر من صلة الله الأبوية بعيسى التي كان يقول النصارى بها – وهي وكون عيسى ابن الله – من حيث كون أوصاف الملائكة وحقيقتهم أكثر انسجاما أو تماثلا مع أوصاف الله من وصف عيسى وحقيقته ؛ لأن هذا ولد وعاش ومات كما يولد ويعيش ويموت سائر البشر كما يقرره النصارى أنفسهم. في حين أن الملائكة نورانيون غير ماديين وغير مرئيين لا يموتون ولا يتزوجون ولا يتوالدون وكل هذا من صفات الله ! وقد نسفت الآيات بردها هذا الأساس الذي أقاموا عليه حجتهم فأوضحت أن عيسى ليس إلا عبدا من عباد الله وأن خلقه ليس إلا آية ومعجزة ومثلا من آيات الله ومعجزاته وأمثاله.
ولقد روى الطبري وابن كثير والخازن والبغوي أن الآيات نزلت بمناسبة اعتراض الكفار حين نزلت آية سورة الأنبياء هذه :﴿ إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون ( ٩٨ ) ﴾ بقولهم كيف يكون هذا ومن المعبودين عيسى وهو من أنبياء الله. والرواية لم ترد في كتب الصحاح ونحن نشك فيها أو على الأقل في كونها سبب نزول هذه الآيات ؛ لأن المناسبة بينهما وبين ما قبلها قائمة ولأن روح الآيات تلهم أن ما فرضناه هو الأكثر وجاهة. ولأن مقتضى الرواية أن تكون آية سورة الأنبياء هي السابقة في النزول مع أن الواقع هو عكس ذلك.
ومع أن الطبرسي الشيعي روى الرواية التي رواها المفسرون المذكورون فإنه يروي رواية أخرى قال : إن سادة أهل البيت يروونها عن علي بن أبي طالب قال :( جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما فوجدته في ملأ من قريش فنظر إلي ثم قال : يا علي إنما مثلك في هذه الأمة كمثل عيسى ابن مريم أحبه قوم فأفرطوا في حبه فهلكوا، وأبغضه قوم فأفرطوا في بغضه فهلكوا، واقتصد فيه قوم فنجوا فعظم ذلك عليهم فضحكوا وقالوا يشبهه بالأنبياء والرسل فنزلت الآية.
والهوى الحزبي بارز على هذه الرواية كما هو ظاهر


تعليق على جملة
﴿ ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون ( ٥٨ ) ﴾
وما ورد في سياقها من نهي النبي عن التجادل في القرآن وضرب بعضه ببعض
وجملة ﴿ ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون ( ٥٨ ) ﴾ تدل على ما كان من قوة وشدة حجاج ولجاج نبهاء المشركين في أثناء جدالهم مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وفي حجاجهم الذي شرحناه في صدد عيسى مثل على ذلك فضلا عن أمثلة عديدة من ذلك مرت في السور السابقة.
ولقد روى المفسرون في سياق هذه الجملة حديثا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في صيغ مختلفة، كلها عن أبي أمامة رضي الله عنه، منها حديث رواه الترمذي ومسلم١ في سياق تفسير الجملة جاء فيه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :( ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ثم تلا قول الله تعالى :﴿ ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون ( ٥٨ ) ﴾ ) ومنها حديث رواه الطبري٢ عن أبي كريب عن أحمد بن عبد الرحمن عن عباد عن جعفر بن القاسم عن أبي أمامة جاء فيه :( إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج عليهم وهم يتنازعون في القرآن فغضب غضبا شديدا حتى كأنما صب على وجهه الخل، ثم قال : لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، فإنه ما ضل قوم قط إلا أوتوا الجدل ثم تلا قول الله :﴿ ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون ( ٥٨ ) ﴾ ).
والمتبادر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أراد من الجدل الذي غضب منه ونهى عنه ما يكون مقصودا به اللجاج والحجاج والعناد والتعنت وأراد من تعبير :( لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض ) لا تتجادلوا في آيات قد يبدو ظاهرها مناقضا لظاهر آيات أخرى جدالا يؤدي إلى تكذيب آيات الله ببعضها. والحق أن على المسلم واجب الإيمان بأنه ليس في كتاب الله اختلاف ولا تناقض. وأن عليه في حالة قصور فهمه عن إدراك حكمة الله في عبارة قرآنية أو في حالة توهمه مناقضة بين آية وأخرى أن يبحث عن حل وتأويل وتفسير في الآيات الأخرى أو يفوض الأمر إلى علم الله وحكمته ويعترف بقصور الفهم واحتمال التوهم. والعقل الإنساني مهما اتسع يظل قاصرا عن إدراك كل كلام الله وآياته وحكمته ونواميسه والمغيبات عنه. ومع ذلك فإن المرء لواجد في القرآن إذا آتاه الله فهما وأناة لكل آية مطلقة أو مشكلة في الظاهر تأويلا وتفسيرا وتوضيحا وحلا في آيات أخرى بحيث يصح القول : إن القرآن إذا اعتبر ككل وهو حق وواجب لا يوجد فيه أي تناقض ولا غموض ولا إشكال. وقد حاولنا في السور السابقة أن نجد لكل ما يبدو في الظاهر مطلقا أو مشكلا أو غامضا أو متناقضا تأويلا وحلا وتوضيحا وتوفيقا. ونرجو أن يكون الله قد سددنا في ذلك نحو الصواب، وأن يديم توفيقه وتسديده فيما يأتي من كلامه وله الحمد في الأولى والآخرة وهو ولي التوفيق.
تعليق على تأويل الشيعة للآية
﴿ فلما آسفونا انتقمنا منهم..... ﴾ الخ
ومع ما هو صريح قطعي من أن هذه الجملة عائدة إلى فرعون وقومه فإن مفسري الشيعة يوردون لها تأويلا آخر متسقا مع هواهم حيث يروي الكارزاني عن أبي عبد الله أحد الأئمة الاثني عشر قوله في تأويلها :( إن الله تعالى لا يأسف كأسفنا ولكنه خلق أولياء لنفسه يأسفون وهم مخلوقون مربوبون فجعل رضاهم رضى نفسه وسخطهم سخط نفسه ؛ لأنه جعلهم الدعاة إليه والأدلاء عليه..... )٣ وفي هذا من الشطط والتعسف ما هو ظاهر وما نحب أن ننزه أبا عبد الله عنه.
١ التاج ج ٤ ص ٢٠٥ كتاب التفسير..
٢ انظر تفسير الآية في تفسير الطبري. وفي التاج حديث رواه الترمذي عن أبي هريرة مقارب في صيغته لهذا الحديث وهذا نصه: (خرج علينا رسول الله ونحن نتنازع في القدر فغضب حتى احمر وجهه كأنما فقئ في وجنتيه الرمان فقال: أبهذا أمرتم أم بهذا أرسلت إليكم؟ إنما هلك من كان قبلكم حين تنازعوا في هذا الأمر عزمت عليكم عزمت عليكم ألا تتنازعوا فيه) التاج ج ٤ ص ٢٢٣..
٣ انظر التفسير والمفسرون للذهبي ج ٢ ص ٦٨. .
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:حكت الآيات موقف المشركين العرب حينما كان يذكر عيسى ابن مريم عليه السلام حيث كانوا كلما ذكر في معرض الرد والتمثيل والعظة يزدادون إعراضا وجدل، ا أو يشتدون في الصخب والضجة، ويتساءلون عما إذا كان هو خيرا أم آلهتهم. وقد ردت عليهم بأن تساؤلهم وموقفهم وصخبهم ليس إلا من قبيل الجدل والمكابرة التي برعوا فيها، ثم استطردت إلى ذكر حقيقة عيسى فقررت أنه ليس إلا عبد من عبيد الله أنعم الله عليه بالاصطفاء وجعله موضوع عنايته وآية معجزة لبني إسرائيل لإثبات قدرته ومثلا من أمثاله وآياته لهم.
تعليق على آية
﴿ ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون ( ٥٧ ) ﴾
وما بعدها
والآيات ليست منقطعة الصلة بالآيات السابقة، وبخاصة بالآيات التي سبقت قصة موسى وفرعون. وقد احتوت صورة من صور اللجاج والخصومة القوية التي كان عليها نبهاء العرب وفصلا من فصول الجدل التي كانت تقع بينهم وبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
والمتبادر أن المشركين قالوا ردا على استشهاد القرآن برسل الله وكتبه على كونه لم يأذن بعبادة آلهة غيره على ما جاء في الآية [ ٤٥ ] إن هذا مناقض للواقع من حيث إن النصارى وهم مؤمنون برسل الله عندهم كتاب سماوي قد اتخذوا عيسى إلها وعبدوه. ثم استمروا في ردهم الذي ظنوه مفحما وملزما فتساءلوا عن الأفضل والصواب آلملائكة الذين يعبدونهم أم عيسى ؟ ويبدو أن تساؤلهم هذا قائم على ما كانوا يرونه من اتساق المنطق في صلة الله الأبوية بالملائكة التي كانوا يقولون بها – وهي كون الملائكة بنات الله –أكثر من صلة الله الأبوية بعيسى التي كان يقول النصارى بها – وهي وكون عيسى ابن الله – من حيث كون أوصاف الملائكة وحقيقتهم أكثر انسجاما أو تماثلا مع أوصاف الله من وصف عيسى وحقيقته ؛ لأن هذا ولد وعاش ومات كما يولد ويعيش ويموت سائر البشر كما يقرره النصارى أنفسهم. في حين أن الملائكة نورانيون غير ماديين وغير مرئيين لا يموتون ولا يتزوجون ولا يتوالدون وكل هذا من صفات الله ! وقد نسفت الآيات بردها هذا الأساس الذي أقاموا عليه حجتهم فأوضحت أن عيسى ليس إلا عبدا من عباد الله وأن خلقه ليس إلا آية ومعجزة ومثلا من آيات الله ومعجزاته وأمثاله.
ولقد روى الطبري وابن كثير والخازن والبغوي أن الآيات نزلت بمناسبة اعتراض الكفار حين نزلت آية سورة الأنبياء هذه :﴿ إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون ( ٩٨ ) ﴾ بقولهم كيف يكون هذا ومن المعبودين عيسى وهو من أنبياء الله. والرواية لم ترد في كتب الصحاح ونحن نشك فيها أو على الأقل في كونها سبب نزول هذه الآيات ؛ لأن المناسبة بينهما وبين ما قبلها قائمة ولأن روح الآيات تلهم أن ما فرضناه هو الأكثر وجاهة. ولأن مقتضى الرواية أن تكون آية سورة الأنبياء هي السابقة في النزول مع أن الواقع هو عكس ذلك.
ومع أن الطبرسي الشيعي روى الرواية التي رواها المفسرون المذكورون فإنه يروي رواية أخرى قال : إن سادة أهل البيت يروونها عن علي بن أبي طالب قال :( جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما فوجدته في ملأ من قريش فنظر إلي ثم قال : يا علي إنما مثلك في هذه الأمة كمثل عيسى ابن مريم أحبه قوم فأفرطوا في حبه فهلكوا، وأبغضه قوم فأفرطوا في بغضه فهلكوا، واقتصد فيه قوم فنجوا فعظم ذلك عليهم فضحكوا وقالوا يشبهه بالأنبياء والرسل فنزلت الآية.
والهوى الحزبي بارز على هذه الرواية كما هو ظاهر

﴿ وَلَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الأرض يَخْلُفُونَ ( ٦٠ ) وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ( ٦١ ) وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ( ٦٢ ) ﴾ [ ٦٠ – ٦٢ ].
ضمائر الجمع المخاطب في الآيات عائدة إلى السامعين إطلاقا مؤمنيهم ومشركيهم على ما هو المتبادر، لقد تعددت أقوال المفسرين في تأويلات الآيتين الأولى والثانية١. فمنهم من قال في صدد الآية الأولى إنها تعني تقرير قدرة الله على جعل نسل المخاطبين ملائكة يخلفونهم في الأرض بعدهم. ومنهم من قال إنها تعني قدرة الله على إهلاكهم وجعل الملائكة يخلفونهم في الأرض بدلا منهم. وقد يكون القول الأول أوجه للتدليل به على قدرة الله التي تستطيع جعل نسل البشر ملائكة تستطيع خلق عيسى على النحو الذي خلقه دون أن يكون ذلك موجبا لتأليهه كما فعل النصارى، ومنهم من قال في صدد الآية الثانية إن ضمير ( إنه ) عائد إلى نزول عيسى وكون ذلك من أشراط الساعة.
ومنهم من قال في صدد الآية الثانية : إن ضمير ( إنه ) عائد إلى القرآن وإن الآية تعني تقرير أن القرآن يعلم السامعين بقيام الساعة أو يذكرهم بها أو إن علمها فيه أي أنه يقرر حقيقتها وحقيقة وقوعها فليس من محل للمماراة فيها، وقد يكون هذا القول أوجه.
وعلى كل حال فإن الآيات متصلة بسابقاتها اتصال تعقيب وتدعيم، وبسبيل تقرير قدرة الله تعالى على ما هو معجز ومستحيل في نظر الناس مثل خلقه عيسى بدون أب وقيام الساعة التي يجوز المماراة فيها ؛ لأن كتاب الله يخبر بها. وعلى الناس أن يتبعوا دعوة الله فهي الصراط المستقيم الذي فيه نجاتهم وأن يحذروا الشيطان الذي يصدهم عنه ولا يسمعوا لوساوسه فإنه شديد العداوة لهم ولا يفعل إلا ما فيه ضررهم.
تعليق على خبر نزول
عيسى عليه السلام
في آخر الزمان
وعلى احتمال أن تكون جملة ﴿ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ ﴾ تعني نزول عيسى عليه السلام قبيل نهاية الدنيا كشرط من أشراط الساعة نقول : إن هذا النزول قد ذكر في أحاديث نبوية عديدة، منها حديث عن أبي هريرة رواه الشيخان والترمذي جاء فيه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :( والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم عليه السلام حكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها ) ثم قال أبو هريرة :( واقرأوا إن شئتم :﴿ وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا ( ١٥٩ ) ﴾ )٢، ومنها حديث عن أبي هريرة أيضا رواه الشيخان وأحمد جاء فيه : قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :( كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم )٣. ومنها حديث عن عبد الله بن عمرو رواه مسلم جاء فيه : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :( يخرج الدجال من أمتي فيمكث أربعين، لا أدري أربعين يوما أو أربعين شهرا أو أربعين عاما فيبعث الله عيسى ابن مريم كأنه عروة بن مسعود فيطلبه فيهلكه ثم يمكث في الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة )٤. ومنها حديث رواه أبو داود والحاكم والإمام أحمد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :( ليس بيني وبين عيسى عليه السلام نبي وإنه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه. رجل مربوع إلى الحمرة والبياض بين ممصرتين، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل، فيقاتل الناس على الإسلام فيدق الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام ويهلك المسيح الدجال، ثم تقع الأمنة على الأرض حتى ترتع الأسد مع الإبل والنمار مع البقر والذئاب مع الغنم وتلعب الصبيان بالحيات فيمكث عيسى أربعين سنة ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون ).
ومن المحتمل جدا أن يكون أمر نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان وقتله المسيح الدجال مما كان متداولا في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أوساط الكتابيين على ما ذكرناه في سياق تفسير سورة غافر.
وعلى كل حال فنقول هنا ما قلناه هناك من أن واجب المسلم أن يؤمن ويصدق بما يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أخبار غيبية ويؤمن بأنها في نطاق قدرة الله تعالى وإن لم تدركها عقول الناس العادية، وأن يفوض الأمر فيها إلى الله وأن يقف عندها دون تزيد وأن يؤمن كذلك بأن فيما يخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم حكمة استهدفت عظة أو عبرة أو تنبيها أو إنذارا مما يتصل برسالته ومهمته، وهذه النقطة بخاصة مهمة جدا في الموضوع.
١ جمع الطبري ومختلف الأقوال والروايات، انظر فيه تفسير الآيات. وانظر في كتب تفسير الطبرسي والزمخشري والخازن وابن كثير أيضا..
٢ انظر التاج جـ ٥ ص ٣٢٥ – ٣٢٦..
٣ انظر التاج جـ ٥ ص ٣٢٥ –. ٣٢٦.
٤ انظر التاج جـ ٥ ص ٣٢٥ – ٣٢٦..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦٠:﴿ وَلَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الأرض يَخْلُفُونَ ( ٦٠ ) وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ( ٦١ ) وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ( ٦٢ ) ﴾ [ ٦٠ – ٦٢ ].
ضمائر الجمع المخاطب في الآيات عائدة إلى السامعين إطلاقا مؤمنيهم ومشركيهم على ما هو المتبادر، لقد تعددت أقوال المفسرين في تأويلات الآيتين الأولى والثانية١. فمنهم من قال في صدد الآية الأولى إنها تعني تقرير قدرة الله على جعل نسل المخاطبين ملائكة يخلفونهم في الأرض بعدهم. ومنهم من قال إنها تعني قدرة الله على إهلاكهم وجعل الملائكة يخلفونهم في الأرض بدلا منهم. وقد يكون القول الأول أوجه للتدليل به على قدرة الله التي تستطيع جعل نسل البشر ملائكة تستطيع خلق عيسى على النحو الذي خلقه دون أن يكون ذلك موجبا لتأليهه كما فعل النصارى، ومنهم من قال في صدد الآية الثانية إن ضمير ( إنه ) عائد إلى نزول عيسى وكون ذلك من أشراط الساعة.
ومنهم من قال في صدد الآية الثانية : إن ضمير ( إنه ) عائد إلى القرآن وإن الآية تعني تقرير أن القرآن يعلم السامعين بقيام الساعة أو يذكرهم بها أو إن علمها فيه أي أنه يقرر حقيقتها وحقيقة وقوعها فليس من محل للمماراة فيها، وقد يكون هذا القول أوجه.
وعلى كل حال فإن الآيات متصلة بسابقاتها اتصال تعقيب وتدعيم، وبسبيل تقرير قدرة الله تعالى على ما هو معجز ومستحيل في نظر الناس مثل خلقه عيسى بدون أب وقيام الساعة التي يجوز المماراة فيها ؛ لأن كتاب الله يخبر بها. وعلى الناس أن يتبعوا دعوة الله فهي الصراط المستقيم الذي فيه نجاتهم وأن يحذروا الشيطان الذي يصدهم عنه ولا يسمعوا لوساوسه فإنه شديد العداوة لهم ولا يفعل إلا ما فيه ضررهم.
تعليق على خبر نزول
عيسى عليه السلام
في آخر الزمان
وعلى احتمال أن تكون جملة ﴿ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ ﴾ تعني نزول عيسى عليه السلام قبيل نهاية الدنيا كشرط من أشراط الساعة نقول : إن هذا النزول قد ذكر في أحاديث نبوية عديدة، منها حديث عن أبي هريرة رواه الشيخان والترمذي جاء فيه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :( والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم عليه السلام حكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها ) ثم قال أبو هريرة :( واقرأوا إن شئتم :﴿ وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا ( ١٥٩ ) ﴾ )٢، ومنها حديث عن أبي هريرة أيضا رواه الشيخان وأحمد جاء فيه : قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :( كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم )٣. ومنها حديث عن عبد الله بن عمرو رواه مسلم جاء فيه : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :( يخرج الدجال من أمتي فيمكث أربعين، لا أدري أربعين يوما أو أربعين شهرا أو أربعين عاما فيبعث الله عيسى ابن مريم كأنه عروة بن مسعود فيطلبه فيهلكه ثم يمكث في الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة )٤. ومنها حديث رواه أبو داود والحاكم والإمام أحمد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :( ليس بيني وبين عيسى عليه السلام نبي وإنه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه. رجل مربوع إلى الحمرة والبياض بين ممصرتين، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل، فيقاتل الناس على الإسلام فيدق الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام ويهلك المسيح الدجال، ثم تقع الأمنة على الأرض حتى ترتع الأسد مع الإبل والنمار مع البقر والذئاب مع الغنم وتلعب الصبيان بالحيات فيمكث عيسى أربعين سنة ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون ).
ومن المحتمل جدا أن يكون أمر نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان وقتله المسيح الدجال مما كان متداولا في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أوساط الكتابيين على ما ذكرناه في سياق تفسير سورة غافر.
وعلى كل حال فنقول هنا ما قلناه هناك من أن واجب المسلم أن يؤمن ويصدق بما يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أخبار غيبية ويؤمن بأنها في نطاق قدرة الله تعالى وإن لم تدركها عقول الناس العادية، وأن يفوض الأمر فيها إلى الله وأن يقف عندها دون تزيد وأن يؤمن كذلك بأن فيما يخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم حكمة استهدفت عظة أو عبرة أو تنبيها أو إنذارا مما يتصل برسالته ومهمته، وهذه النقطة بخاصة مهمة جدا في الموضوع.
١ جمع الطبري ومختلف الأقوال والروايات، انظر فيه تفسير الآيات. وانظر في كتب تفسير الطبرسي والزمخشري والخازن وابن كثير أيضا..
٢ انظر التاج جـ ٥ ص ٣٢٥ – ٣٢٦..
٣ انظر التاج جـ ٥ ص ٣٢٥ –. ٣٢٦.
٤ انظر التاج جـ ٥ ص ٣٢٥ – ٣٢٦..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦٠:﴿ وَلَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الأرض يَخْلُفُونَ ( ٦٠ ) وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ( ٦١ ) وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ( ٦٢ ) ﴾ [ ٦٠ – ٦٢ ].
ضمائر الجمع المخاطب في الآيات عائدة إلى السامعين إطلاقا مؤمنيهم ومشركيهم على ما هو المتبادر، لقد تعددت أقوال المفسرين في تأويلات الآيتين الأولى والثانية١. فمنهم من قال في صدد الآية الأولى إنها تعني تقرير قدرة الله على جعل نسل المخاطبين ملائكة يخلفونهم في الأرض بعدهم. ومنهم من قال إنها تعني قدرة الله على إهلاكهم وجعل الملائكة يخلفونهم في الأرض بدلا منهم. وقد يكون القول الأول أوجه للتدليل به على قدرة الله التي تستطيع جعل نسل البشر ملائكة تستطيع خلق عيسى على النحو الذي خلقه دون أن يكون ذلك موجبا لتأليهه كما فعل النصارى، ومنهم من قال في صدد الآية الثانية إن ضمير ( إنه ) عائد إلى نزول عيسى وكون ذلك من أشراط الساعة.
ومنهم من قال في صدد الآية الثانية : إن ضمير ( إنه ) عائد إلى القرآن وإن الآية تعني تقرير أن القرآن يعلم السامعين بقيام الساعة أو يذكرهم بها أو إن علمها فيه أي أنه يقرر حقيقتها وحقيقة وقوعها فليس من محل للمماراة فيها، وقد يكون هذا القول أوجه.
وعلى كل حال فإن الآيات متصلة بسابقاتها اتصال تعقيب وتدعيم، وبسبيل تقرير قدرة الله تعالى على ما هو معجز ومستحيل في نظر الناس مثل خلقه عيسى بدون أب وقيام الساعة التي يجوز المماراة فيها ؛ لأن كتاب الله يخبر بها. وعلى الناس أن يتبعوا دعوة الله فهي الصراط المستقيم الذي فيه نجاتهم وأن يحذروا الشيطان الذي يصدهم عنه ولا يسمعوا لوساوسه فإنه شديد العداوة لهم ولا يفعل إلا ما فيه ضررهم.
تعليق على خبر نزول
عيسى عليه السلام
في آخر الزمان
وعلى احتمال أن تكون جملة ﴿ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ ﴾ تعني نزول عيسى عليه السلام قبيل نهاية الدنيا كشرط من أشراط الساعة نقول : إن هذا النزول قد ذكر في أحاديث نبوية عديدة، منها حديث عن أبي هريرة رواه الشيخان والترمذي جاء فيه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :( والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم عليه السلام حكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها ) ثم قال أبو هريرة :( واقرأوا إن شئتم :﴿ وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا ( ١٥٩ ) ﴾ )٢، ومنها حديث عن أبي هريرة أيضا رواه الشيخان وأحمد جاء فيه : قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :( كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم )٣. ومنها حديث عن عبد الله بن عمرو رواه مسلم جاء فيه : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :( يخرج الدجال من أمتي فيمكث أربعين، لا أدري أربعين يوما أو أربعين شهرا أو أربعين عاما فيبعث الله عيسى ابن مريم كأنه عروة بن مسعود فيطلبه فيهلكه ثم يمكث في الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة )٤. ومنها حديث رواه أبو داود والحاكم والإمام أحمد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :( ليس بيني وبين عيسى عليه السلام نبي وإنه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه. رجل مربوع إلى الحمرة والبياض بين ممصرتين، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل، فيقاتل الناس على الإسلام فيدق الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام ويهلك المسيح الدجال، ثم تقع الأمنة على الأرض حتى ترتع الأسد مع الإبل والنمار مع البقر والذئاب مع الغنم وتلعب الصبيان بالحيات فيمكث عيسى أربعين سنة ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون ).
ومن المحتمل جدا أن يكون أمر نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان وقتله المسيح الدجال مما كان متداولا في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أوساط الكتابيين على ما ذكرناه في سياق تفسير سورة غافر.
وعلى كل حال فنقول هنا ما قلناه هناك من أن واجب المسلم أن يؤمن ويصدق بما يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أخبار غيبية ويؤمن بأنها في نطاق قدرة الله تعالى وإن لم تدركها عقول الناس العادية، وأن يفوض الأمر فيها إلى الله وأن يقف عندها دون تزيد وأن يؤمن كذلك بأن فيما يخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم حكمة استهدفت عظة أو عبرة أو تنبيها أو إنذارا مما يتصل برسالته ومهمته، وهذه النقطة بخاصة مهمة جدا في الموضوع.
١ جمع الطبري ومختلف الأقوال والروايات، انظر فيه تفسير الآيات. وانظر في كتب تفسير الطبرسي والزمخشري والخازن وابن كثير أيضا..
٢ انظر التاج جـ ٥ ص ٣٢٥ – ٣٢٦..
٣ انظر التاج جـ ٥ ص ٣٢٥ –. ٣٢٦.
٤ انظر التاج جـ ٥ ص ٣٢٥ – ٣٢٦..

﴿ وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ( ٦٣ ) إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ( ٦٤ ) ﴾ [ ٦٣ – ٦٤ ].
في الآيات تقرير بما كان من أمر رسالة عيسى عليه السلام، فإنه قال لقومه حينما بعثه الله بالبينات : إني جئتكم بالحكمة، ولأبين لكم الصواب في بعض ما أنتم فيه مختلفون، ودعاهم إلى تقوى الله واتباعه، وإلى طاعته فيما يأمرهم به وينهاهم عنه مما هو من حكمة الله وبيناته التي جاءهم بها، وقرر لهم أن الله ربه وربهم، وحثهم على عبادته وحده، وبين لهم أن هذا هو الصراط المستقيم الذي يجب عليهم السير فيه.
تعليق على
رسالة عيسى عليه السلام
لقومه وشخصيته وأقواله
والآيات كذلك متصلة بالسياق، وفيها تتمة للرد الذي تضمنته الآيات [ ٥٧ – ٥٩ ] كما هو المتبادر من حيث تقرير حقيقة شخصية عيسى وعبوديته لله ومدى رسالته. فعيسى لم يدع الألوهية ولم ينسب نفسه إلى الله تعالى ابنا حقيقيا منفردا كنسبة الابن إلى الأب الطبيعية حتى تصح حجة المشركين واعتراضهم، وإنما هو عبد الله ونبي من أنبيائه وقد دعا إلى عبادة الله وحده مقررا أنه ربه ورب الناس أجمعين.
وعلى هذا الشرح تكون الآيات الثلاث السابقة لهذه الآيات قد جاءت اعتراضية واستطرادية لتقرير قدرة الله تعالى ودعوة الناس إلى السير في الطريق القويم وعدم المماراة في الساعة وعدم اتباع الشيطان والتحذير من عداوته لهم.
ولقد احتوت الأناجيل الأربعة المتداولة والمعترف بها من النصارى أقوالا كثيرة لعيسى عليه السلام فيها صراحة حاسمة بأنه مرسل من قبل الله بأنه ابن البشر وبأن العبادة يجب أن تكون لله وحده وبأن الذي أرسله هو أبوه وأبو الناس جميعا مما فيه تقرير بربوبية الله الشاملة وامتناع الدلالة على قصد تقرير أبوة وبنوة طبيعيتين بينه وبين الله. وفيها انتقادات شديدة لما كان عليه بنو إسرائيل وبخاصة رجال دينهم من انحرافات دينية وخلقية واجتماعية مخالفة لشرائع موسى وجوهرها ودعوة إلى تصحيح سلوكهم بعبارات صريحة بالأمثال الرائعة الحكيمة. وفيها تبشير للمبادئ السامية الإيمانية والاجتماعية والأخلاقية بعبارات صريحة بالأمثال الرائعة الحكيمة لذلك مما هو متسق مع ما احتواه القرآن والآيات التي نحن في صددها بصورة خاصة. ولقد أوردنا طائفة من نصوص الأناجيل في سياق سورة مريم فيها حكاية لأقوال عيسى عليه السلام بكونه مرسلا من قبل الله وإنه ابن البشر وإن العبادة يجب أن تكون لله وحده وإن الذي أرسله هو أبوه وأبو الناس جميعا وإنه لا صالح إلا الله وحده مما له صلة بمحتوى الآيات التي نحن في صددها في شخصيته. فلم نر ضرورة للإعادة والتكرار. أما الانتقادات والحكم والمبادئ والتعليمات التي صدرت عن عيسى عليه السلام مما عبرت عنه الآية ﴿ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ ﴾ فهي كثيرة جدا ومبثوثة في جميع الأناجيل وسهلة التناول على من أراد لكثرتها ؛ ولذلك لم نر ضرورة إلى إيراد نصوص منها.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦٣:﴿ وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ( ٦٣ ) إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ( ٦٤ ) ﴾ [ ٦٣ – ٦٤ ].
في الآيات تقرير بما كان من أمر رسالة عيسى عليه السلام، فإنه قال لقومه حينما بعثه الله بالبينات : إني جئتكم بالحكمة، ولأبين لكم الصواب في بعض ما أنتم فيه مختلفون، ودعاهم إلى تقوى الله واتباعه، وإلى طاعته فيما يأمرهم به وينهاهم عنه مما هو من حكمة الله وبيناته التي جاءهم بها، وقرر لهم أن الله ربه وربهم، وحثهم على عبادته وحده، وبين لهم أن هذا هو الصراط المستقيم الذي يجب عليهم السير فيه.
تعليق على
رسالة عيسى عليه السلام
لقومه وشخصيته وأقواله
والآيات كذلك متصلة بالسياق، وفيها تتمة للرد الذي تضمنته الآيات [ ٥٧ – ٥٩ ] كما هو المتبادر من حيث تقرير حقيقة شخصية عيسى وعبوديته لله ومدى رسالته. فعيسى لم يدع الألوهية ولم ينسب نفسه إلى الله تعالى ابنا حقيقيا منفردا كنسبة الابن إلى الأب الطبيعية حتى تصح حجة المشركين واعتراضهم، وإنما هو عبد الله ونبي من أنبيائه وقد دعا إلى عبادة الله وحده مقررا أنه ربه ورب الناس أجمعين.
وعلى هذا الشرح تكون الآيات الثلاث السابقة لهذه الآيات قد جاءت اعتراضية واستطرادية لتقرير قدرة الله تعالى ودعوة الناس إلى السير في الطريق القويم وعدم المماراة في الساعة وعدم اتباع الشيطان والتحذير من عداوته لهم.
ولقد احتوت الأناجيل الأربعة المتداولة والمعترف بها من النصارى أقوالا كثيرة لعيسى عليه السلام فيها صراحة حاسمة بأنه مرسل من قبل الله بأنه ابن البشر وبأن العبادة يجب أن تكون لله وحده وبأن الذي أرسله هو أبوه وأبو الناس جميعا مما فيه تقرير بربوبية الله الشاملة وامتناع الدلالة على قصد تقرير أبوة وبنوة طبيعيتين بينه وبين الله. وفيها انتقادات شديدة لما كان عليه بنو إسرائيل وبخاصة رجال دينهم من انحرافات دينية وخلقية واجتماعية مخالفة لشرائع موسى وجوهرها ودعوة إلى تصحيح سلوكهم بعبارات صريحة بالأمثال الرائعة الحكيمة. وفيها تبشير للمبادئ السامية الإيمانية والاجتماعية والأخلاقية بعبارات صريحة بالأمثال الرائعة الحكيمة لذلك مما هو متسق مع ما احتواه القرآن والآيات التي نحن في صددها بصورة خاصة. ولقد أوردنا طائفة من نصوص الأناجيل في سياق سورة مريم فيها حكاية لأقوال عيسى عليه السلام بكونه مرسلا من قبل الله وإنه ابن البشر وإن العبادة يجب أن تكون لله وحده وإن الذي أرسله هو أبوه وأبو الناس جميعا وإنه لا صالح إلا الله وحده مما له صلة بمحتوى الآيات التي نحن في صددها في شخصيته. فلم نر ضرورة للإعادة والتكرار. أما الانتقادات والحكم والمبادئ والتعليمات التي صدرت عن عيسى عليه السلام مما عبرت عنه الآية ﴿ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ ﴾ فهي كثيرة جدا ومبثوثة في جميع الأناجيل وسهلة التناول على من أراد لكثرتها ؛ ولذلك لم نر ضرورة إلى إيراد نصوص منها.

﴿ فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ ( ٦٥ ) هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ ( ٦٦ ) الأَخِلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ ( ٦٧ ) ﴾ [ ٦٥ – ٦٧ ].
الذين ظلموا : بمعنى الذين انحرفوا عن طريق الحق والهدى.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:جاء الآيات معقبة على ما سبقها لتقرر أن ما كان من اختلاف الناس فيما بينهم إنما كان انحرافا وبغيا منهم، ولتنذر الذين انحرفوا عن طريق الحق والهدى بعذاب شديد في يوم من الأيام، ولتتساءل تساءل المنكر المندد عما إذا كانوا ينتظرون حلول آجالهم حتى يتبعوا الحق الذي ظهر، مع أن آجالهم لا تحل إلا بغتة فتكون الفرصة المواتية لهم قد فاتت وصاروا إلى اليوم الموعود الذي ينقلب الأصدقاء فيه إلى أعداء، وينشغل كل بنفسه ولا ينجو من المصير الرهيب إلا الذين اتقوا الله واتبعوا طريقه.
والمتبادر أن اختلاف الأحزاب الذين أشارت إليه الآية الأولى هو اختلاف الناس في أمر عيسى، وأن ما احتوته الآيات بعد ذلك هو استطراد فيه حث على التعجيل بالاعتراف بالحق واتباعه، وإنذار للمهملين المنحرفين، وتنويه وتطمين للمتقين الذين ساروا في طريق الحق.
ولقد شرحنا في سياق تفسير سورة مريم الاختلافات الكثيرة العجيبة التي كان النصارى عليها في أمر عيسى عليه السلام فلا نرى حاجة إلى إعادة أو زيادة.

الساعة : المتبادر أنها هنا بمعنى الأجل.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:جاء الآيات معقبة على ما سبقها لتقرر أن ما كان من اختلاف الناس فيما بينهم إنما كان انحرافا وبغيا منهم، ولتنذر الذين انحرفوا عن طريق الحق والهدى بعذاب شديد في يوم من الأيام، ولتتساءل تساءل المنكر المندد عما إذا كانوا ينتظرون حلول آجالهم حتى يتبعوا الحق الذي ظهر، مع أن آجالهم لا تحل إلا بغتة فتكون الفرصة المواتية لهم قد فاتت وصاروا إلى اليوم الموعود الذي ينقلب الأصدقاء فيه إلى أعداء، وينشغل كل بنفسه ولا ينجو من المصير الرهيب إلا الذين اتقوا الله واتبعوا طريقه.
والمتبادر أن اختلاف الأحزاب الذين أشارت إليه الآية الأولى هو اختلاف الناس في أمر عيسى، وأن ما احتوته الآيات بعد ذلك هو استطراد فيه حث على التعجيل بالاعتراف بالحق واتباعه، وإنذار للمهملين المنحرفين، وتنويه وتطمين للمتقين الذين ساروا في طريق الحق.
ولقد شرحنا في سياق تفسير سورة مريم الاختلافات الكثيرة العجيبة التي كان النصارى عليها في أمر عيسى عليه السلام فلا نرى حاجة إلى إعادة أو زيادة.

الأخلاء : جمع خليل، وهو الصديق الوفي.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:جاء الآيات معقبة على ما سبقها لتقرر أن ما كان من اختلاف الناس فيما بينهم إنما كان انحرافا وبغيا منهم، ولتنذر الذين انحرفوا عن طريق الحق والهدى بعذاب شديد في يوم من الأيام، ولتتساءل تساءل المنكر المندد عما إذا كانوا ينتظرون حلول آجالهم حتى يتبعوا الحق الذي ظهر، مع أن آجالهم لا تحل إلا بغتة فتكون الفرصة المواتية لهم قد فاتت وصاروا إلى اليوم الموعود الذي ينقلب الأصدقاء فيه إلى أعداء، وينشغل كل بنفسه ولا ينجو من المصير الرهيب إلا الذين اتقوا الله واتبعوا طريقه.
والمتبادر أن اختلاف الأحزاب الذين أشارت إليه الآية الأولى هو اختلاف الناس في أمر عيسى، وأن ما احتوته الآيات بعد ذلك هو استطراد فيه حث على التعجيل بالاعتراف بالحق واتباعه، وإنذار للمهملين المنحرفين، وتنويه وتطمين للمتقين الذين ساروا في طريق الحق.
ولقد شرحنا في سياق تفسير سورة مريم الاختلافات الكثيرة العجيبة التي كان النصارى عليها في أمر عيسى عليه السلام فلا نرى حاجة إلى إعادة أو زيادة.

﴿ يَا عِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ ( ٦٨ ) الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ( ٦٩ ) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ ( ٧٠ ) يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ( ٧١ ) وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ( ٧٢ ) لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ ( ٧٣ ) ﴾ [ ٦٨ – ٧٣ ].
في الآيات وصف لما سوف يلقاه المتقون الذين استثنوا في آخر الآية السابقة : فسوف يخاطب الله تعالى الذين آمنوا بآياته وأسلموا نفوسهم إليه وأخلصوا دينهم له وحده فيطمئنهم بأنهم لن يروا ما يبعث فيهم خوفا ولا حزنا. ويأمرهم بدخول الجنة مع أزواجهم وأمثالهم حيث يسرون كل السرور ويطاف عليهم بأطباق الذهب وأكواب الذهب ويتمتعون بكل ما تشتهيه النفس وتلذ العين من المآكل والمشارب والفواكه ووسائل الراحة والسرور. ويقال لهم : إنكم خالدون في هذا النعيم وقد استحققتموه بما كنتم تعملون في الدنيا من صالح الأعمال.
والآيات متصلة بسابقاتها كما هو ظاهر، والوصف الذي احتوته أخاذ قوي الإغراء، وقد استهدف فيما استهدفه حمل الناس على الاستجابة للدعوة لضمان هذا المصير السعيد لأنفسهم وتبشير المؤمنين المستجيبين وتبشيرهم.
ولقد روى مسلم والترمذي عن أبي سعيد حديثا جاء فيه :( قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ينادي مناد إن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا وإن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا، فذلك قوله تعالى :﴿ وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ( ٧٢ ) ﴾ )١.
حيث ينطوي في الحديث توضيح تشويقي للآيات.
تعليق على صحاف الذهب
وأكواب الذهب
ولقد قلنا قبل : إن حكمة التنزيل اقتضت أن تكون أوصاف النعيم والعذاب الأخرويين مستمدة من مألوفات الناس في الدنيا للتقريب والتأثير مع ما ينطوي في ذلك من حقيقة إيمانية. ولقد ذكرت هنا صحاف الذهب وأكواب الذهب كآنية للطعام والشراب، وذكر في سورة فاطر أن المؤمنين يحلون من أساور من ذهب ولؤلؤ ولباسهم فيها حرير. وفي سورة الواقعة وصف مطنب لمجالس الشراب والطعام وأوانيها وخدمها، ومثل ذلك في سورة الصافات ومثل هذا في سور أخرى لم يأت دور تفسيرها. فكل هذا مما يسوغ القول : إن بعض سامعي القرآن من الأغنياء والمترفين من كان يعرف هذه الوسائل ويتمتع بها. وفي هذا صورة من صور بيئة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعصره.
١ التاج جـ ٤ ص ٢٠٥..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦٨:﴿ يَا عِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ ( ٦٨ ) الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ( ٦٩ ) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ ( ٧٠ ) يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ( ٧١ ) وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ( ٧٢ ) لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ ( ٧٣ ) ﴾ [ ٦٨ – ٧٣ ].
في الآيات وصف لما سوف يلقاه المتقون الذين استثنوا في آخر الآية السابقة : فسوف يخاطب الله تعالى الذين آمنوا بآياته وأسلموا نفوسهم إليه وأخلصوا دينهم له وحده فيطمئنهم بأنهم لن يروا ما يبعث فيهم خوفا ولا حزنا. ويأمرهم بدخول الجنة مع أزواجهم وأمثالهم حيث يسرون كل السرور ويطاف عليهم بأطباق الذهب وأكواب الذهب ويتمتعون بكل ما تشتهيه النفس وتلذ العين من المآكل والمشارب والفواكه ووسائل الراحة والسرور. ويقال لهم : إنكم خالدون في هذا النعيم وقد استحققتموه بما كنتم تعملون في الدنيا من صالح الأعمال.
والآيات متصلة بسابقاتها كما هو ظاهر، والوصف الذي احتوته أخاذ قوي الإغراء، وقد استهدف فيما استهدفه حمل الناس على الاستجابة للدعوة لضمان هذا المصير السعيد لأنفسهم وتبشير المؤمنين المستجيبين وتبشيرهم.
ولقد روى مسلم والترمذي عن أبي سعيد حديثا جاء فيه :( قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ينادي مناد إن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا وإن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا، فذلك قوله تعالى :﴿ وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ( ٧٢ ) ﴾ )١.
حيث ينطوي في الحديث توضيح تشويقي للآيات.
تعليق على صحاف الذهب
وأكواب الذهب
ولقد قلنا قبل : إن حكمة التنزيل اقتضت أن تكون أوصاف النعيم والعذاب الأخرويين مستمدة من مألوفات الناس في الدنيا للتقريب والتأثير مع ما ينطوي في ذلك من حقيقة إيمانية. ولقد ذكرت هنا صحاف الذهب وأكواب الذهب كآنية للطعام والشراب، وذكر في سورة فاطر أن المؤمنين يحلون من أساور من ذهب ولؤلؤ ولباسهم فيها حرير. وفي سورة الواقعة وصف مطنب لمجالس الشراب والطعام وأوانيها وخدمها، ومثل ذلك في سورة الصافات ومثل هذا في سور أخرى لم يأت دور تفسيرها. فكل هذا مما يسوغ القول : إن بعض سامعي القرآن من الأغنياء والمترفين من كان يعرف هذه الوسائل ويتمتع بها. وفي هذا صورة من صور بيئة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعصره.
١ التاج جـ ٤ ص ٢٠٥..

تحبرون : من الحبور وهو السرور بما يتنعمون به.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦٨:﴿ يَا عِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ ( ٦٨ ) الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ( ٦٩ ) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ ( ٧٠ ) يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ( ٧١ ) وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ( ٧٢ ) لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ ( ٧٣ ) ﴾ [ ٦٨ – ٧٣ ].
في الآيات وصف لما سوف يلقاه المتقون الذين استثنوا في آخر الآية السابقة : فسوف يخاطب الله تعالى الذين آمنوا بآياته وأسلموا نفوسهم إليه وأخلصوا دينهم له وحده فيطمئنهم بأنهم لن يروا ما يبعث فيهم خوفا ولا حزنا. ويأمرهم بدخول الجنة مع أزواجهم وأمثالهم حيث يسرون كل السرور ويطاف عليهم بأطباق الذهب وأكواب الذهب ويتمتعون بكل ما تشتهيه النفس وتلذ العين من المآكل والمشارب والفواكه ووسائل الراحة والسرور. ويقال لهم : إنكم خالدون في هذا النعيم وقد استحققتموه بما كنتم تعملون في الدنيا من صالح الأعمال.
والآيات متصلة بسابقاتها كما هو ظاهر، والوصف الذي احتوته أخاذ قوي الإغراء، وقد استهدف فيما استهدفه حمل الناس على الاستجابة للدعوة لضمان هذا المصير السعيد لأنفسهم وتبشير المؤمنين المستجيبين وتبشيرهم.
ولقد روى مسلم والترمذي عن أبي سعيد حديثا جاء فيه :( قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ينادي مناد إن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا وإن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا، فذلك قوله تعالى :﴿ وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ( ٧٢ ) ﴾ )١.
حيث ينطوي في الحديث توضيح تشويقي للآيات.
تعليق على صحاف الذهب
وأكواب الذهب
ولقد قلنا قبل : إن حكمة التنزيل اقتضت أن تكون أوصاف النعيم والعذاب الأخرويين مستمدة من مألوفات الناس في الدنيا للتقريب والتأثير مع ما ينطوي في ذلك من حقيقة إيمانية. ولقد ذكرت هنا صحاف الذهب وأكواب الذهب كآنية للطعام والشراب، وذكر في سورة فاطر أن المؤمنين يحلون من أساور من ذهب ولؤلؤ ولباسهم فيها حرير. وفي سورة الواقعة وصف مطنب لمجالس الشراب والطعام وأوانيها وخدمها، ومثل ذلك في سورة الصافات ومثل هذا في سور أخرى لم يأت دور تفسيرها. فكل هذا مما يسوغ القول : إن بعض سامعي القرآن من الأغنياء والمترفين من كان يعرف هذه الوسائل ويتمتع بها. وفي هذا صورة من صور بيئة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعصره.
١ التاج جـ ٤ ص ٢٠٥..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦٨:﴿ يَا عِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ ( ٦٨ ) الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ( ٦٩ ) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ ( ٧٠ ) يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ( ٧١ ) وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ( ٧٢ ) لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ ( ٧٣ ) ﴾ [ ٦٨ – ٧٣ ].
في الآيات وصف لما سوف يلقاه المتقون الذين استثنوا في آخر الآية السابقة : فسوف يخاطب الله تعالى الذين آمنوا بآياته وأسلموا نفوسهم إليه وأخلصوا دينهم له وحده فيطمئنهم بأنهم لن يروا ما يبعث فيهم خوفا ولا حزنا. ويأمرهم بدخول الجنة مع أزواجهم وأمثالهم حيث يسرون كل السرور ويطاف عليهم بأطباق الذهب وأكواب الذهب ويتمتعون بكل ما تشتهيه النفس وتلذ العين من المآكل والمشارب والفواكه ووسائل الراحة والسرور. ويقال لهم : إنكم خالدون في هذا النعيم وقد استحققتموه بما كنتم تعملون في الدنيا من صالح الأعمال.
والآيات متصلة بسابقاتها كما هو ظاهر، والوصف الذي احتوته أخاذ قوي الإغراء، وقد استهدف فيما استهدفه حمل الناس على الاستجابة للدعوة لضمان هذا المصير السعيد لأنفسهم وتبشير المؤمنين المستجيبين وتبشيرهم.
ولقد روى مسلم والترمذي عن أبي سعيد حديثا جاء فيه :( قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ينادي مناد إن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا وإن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا، فذلك قوله تعالى :﴿ وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ( ٧٢ ) ﴾ )١.
حيث ينطوي في الحديث توضيح تشويقي للآيات.
تعليق على صحاف الذهب
وأكواب الذهب
ولقد قلنا قبل : إن حكمة التنزيل اقتضت أن تكون أوصاف النعيم والعذاب الأخرويين مستمدة من مألوفات الناس في الدنيا للتقريب والتأثير مع ما ينطوي في ذلك من حقيقة إيمانية. ولقد ذكرت هنا صحاف الذهب وأكواب الذهب كآنية للطعام والشراب، وذكر في سورة فاطر أن المؤمنين يحلون من أساور من ذهب ولؤلؤ ولباسهم فيها حرير. وفي سورة الواقعة وصف مطنب لمجالس الشراب والطعام وأوانيها وخدمها، ومثل ذلك في سورة الصافات ومثل هذا في سور أخرى لم يأت دور تفسيرها. فكل هذا مما يسوغ القول : إن بعض سامعي القرآن من الأغنياء والمترفين من كان يعرف هذه الوسائل ويتمتع بها. وفي هذا صورة من صور بيئة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعصره.
١ التاج جـ ٤ ص ٢٠٥..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦٨:﴿ يَا عِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ ( ٦٨ ) الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ( ٦٩ ) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ ( ٧٠ ) يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ( ٧١ ) وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ( ٧٢ ) لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ ( ٧٣ ) ﴾ [ ٦٨ – ٧٣ ].
في الآيات وصف لما سوف يلقاه المتقون الذين استثنوا في آخر الآية السابقة : فسوف يخاطب الله تعالى الذين آمنوا بآياته وأسلموا نفوسهم إليه وأخلصوا دينهم له وحده فيطمئنهم بأنهم لن يروا ما يبعث فيهم خوفا ولا حزنا. ويأمرهم بدخول الجنة مع أزواجهم وأمثالهم حيث يسرون كل السرور ويطاف عليهم بأطباق الذهب وأكواب الذهب ويتمتعون بكل ما تشتهيه النفس وتلذ العين من المآكل والمشارب والفواكه ووسائل الراحة والسرور. ويقال لهم : إنكم خالدون في هذا النعيم وقد استحققتموه بما كنتم تعملون في الدنيا من صالح الأعمال.
والآيات متصلة بسابقاتها كما هو ظاهر، والوصف الذي احتوته أخاذ قوي الإغراء، وقد استهدف فيما استهدفه حمل الناس على الاستجابة للدعوة لضمان هذا المصير السعيد لأنفسهم وتبشير المؤمنين المستجيبين وتبشيرهم.
ولقد روى مسلم والترمذي عن أبي سعيد حديثا جاء فيه :( قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ينادي مناد إن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا وإن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا، فذلك قوله تعالى :﴿ وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ( ٧٢ ) ﴾ )١.
حيث ينطوي في الحديث توضيح تشويقي للآيات.
تعليق على صحاف الذهب
وأكواب الذهب
ولقد قلنا قبل : إن حكمة التنزيل اقتضت أن تكون أوصاف النعيم والعذاب الأخرويين مستمدة من مألوفات الناس في الدنيا للتقريب والتأثير مع ما ينطوي في ذلك من حقيقة إيمانية. ولقد ذكرت هنا صحاف الذهب وأكواب الذهب كآنية للطعام والشراب، وذكر في سورة فاطر أن المؤمنين يحلون من أساور من ذهب ولؤلؤ ولباسهم فيها حرير. وفي سورة الواقعة وصف مطنب لمجالس الشراب والطعام وأوانيها وخدمها، ومثل ذلك في سورة الصافات ومثل هذا في سور أخرى لم يأت دور تفسيرها. فكل هذا مما يسوغ القول : إن بعض سامعي القرآن من الأغنياء والمترفين من كان يعرف هذه الوسائل ويتمتع بها. وفي هذا صورة من صور بيئة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعصره.
١ التاج جـ ٤ ص ٢٠٥..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦٨:﴿ يَا عِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ ( ٦٨ ) الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ( ٦٩ ) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ ( ٧٠ ) يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ( ٧١ ) وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ( ٧٢ ) لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ ( ٧٣ ) ﴾ [ ٦٨ – ٧٣ ].
في الآيات وصف لما سوف يلقاه المتقون الذين استثنوا في آخر الآية السابقة : فسوف يخاطب الله تعالى الذين آمنوا بآياته وأسلموا نفوسهم إليه وأخلصوا دينهم له وحده فيطمئنهم بأنهم لن يروا ما يبعث فيهم خوفا ولا حزنا. ويأمرهم بدخول الجنة مع أزواجهم وأمثالهم حيث يسرون كل السرور ويطاف عليهم بأطباق الذهب وأكواب الذهب ويتمتعون بكل ما تشتهيه النفس وتلذ العين من المآكل والمشارب والفواكه ووسائل الراحة والسرور. ويقال لهم : إنكم خالدون في هذا النعيم وقد استحققتموه بما كنتم تعملون في الدنيا من صالح الأعمال.
والآيات متصلة بسابقاتها كما هو ظاهر، والوصف الذي احتوته أخاذ قوي الإغراء، وقد استهدف فيما استهدفه حمل الناس على الاستجابة للدعوة لضمان هذا المصير السعيد لأنفسهم وتبشير المؤمنين المستجيبين وتبشيرهم.
ولقد روى مسلم والترمذي عن أبي سعيد حديثا جاء فيه :( قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ينادي مناد إن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا وإن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا، فذلك قوله تعالى :﴿ وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ( ٧٢ ) ﴾ )١.
حيث ينطوي في الحديث توضيح تشويقي للآيات.
تعليق على صحاف الذهب
وأكواب الذهب
ولقد قلنا قبل : إن حكمة التنزيل اقتضت أن تكون أوصاف النعيم والعذاب الأخرويين مستمدة من مألوفات الناس في الدنيا للتقريب والتأثير مع ما ينطوي في ذلك من حقيقة إيمانية. ولقد ذكرت هنا صحاف الذهب وأكواب الذهب كآنية للطعام والشراب، وذكر في سورة فاطر أن المؤمنين يحلون من أساور من ذهب ولؤلؤ ولباسهم فيها حرير. وفي سورة الواقعة وصف مطنب لمجالس الشراب والطعام وأوانيها وخدمها، ومثل ذلك في سورة الصافات ومثل هذا في سور أخرى لم يأت دور تفسيرها. فكل هذا مما يسوغ القول : إن بعض سامعي القرآن من الأغنياء والمترفين من كان يعرف هذه الوسائل ويتمتع بها. وفي هذا صورة من صور بيئة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعصره.
١ التاج جـ ٤ ص ٢٠٥..

﴿ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ( ٧٤ ) لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ( ٧٥ ) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ ( ٧٦ ) وَنَادَوْا يَا مَالِكُ ( ٥ ) لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ ( ٧٧ ) لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ( ٧٨ ) ﴾ [ ٧٤ – ٧٨ ]
احتوت الآيات وصف مصير الكافرين المنحرفين عن طريق الحق والهدى مقابلة لوصف مصير المتقين جريا على الأسلوب القرآني :
فالمجرمون بانحرافهم وآثامهم خالدون في عذاب جهنم، ولن يخفف عنهم قط وسيكونون يائسين من النجاة منه. ولسوف يستغيثون بمالك كبير خزنة النار ليتوسط لهم عند الله في الموت والخلاص به من العذاب فيجيبهم بأن لا سبيل إلى ذلك، وبأنهم ماكثون حيث هم إلى الأبد. فقد جاءهم الحق من الله بلسان رسوله فاستكبروا وكرهوا الحق وانصرفوا عنه فاستحقوا هذا المصير، ولم يظلمهم الله به ولم يجر عليهم، ولكنهم هم الذين ظلموا أنفسهم وجنوا عليها.
والوصف قوي مخيف من شأنه أن يثير الرعب في السامعين ويحملهم على الارعواء، وهو مما استهدفته الآيات فيما استهدفته على ما هو المتبادر.
ويلفت النظر إلى ما في هذه الآيات والتي قبلها من صراحة وحسم في تقرير استحقاق المتقين والمجرمين مصائرهم وفق أعمالهم حقا وعدلا، وهو ما والت الآيات القرآنية في مختلف المناسبات تقريره مما مرت الأمثلة الكثيرة منه.
تعليق على
اسم مالك خازن النار، واستطراد
إلى ذكر المذكورين في القرآن
من كبار الملائكة ومهامهم
والمفسرون متفقون على أن مالك هو من كبار الملائكة، وعلى أنه خازن النار استنادا إلى بعض الأحاديث. وفحوى العبارة تفيد ذلك واسمه يأتي للمرة الأولى والوحيدة في القرآن. ولما كانت إحدى آيات سورة غافر قد ذكرت أن لجهنم خزنة وهي :﴿ وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ( ٤٩ ) ﴾ ثم لما كانت إحدى آيات سورة المدثر تذكر أن عليها تسعة عشر من الملائكة :﴿ وما أدراك ما سقر ( ٢٧ ) لا تبقي ولا تذر ( ٢٨ ) لواحة للبشر ( ٢٩ ) عليها تسعة عشر ( ٣٠ ) وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة................ ﴾ [ ٣١ ] وذكرت ذلك بدون عدد آية في سورة التحريم :﴿ عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ( ٦ ) ﴾ فيكون مالك والحالة هذه رئيس خزنة النار.
وقد ذكر في القرآن أسماء ملكين آخرين من كبار الملائكة هما جبريل وميكائيل في آيتي سورة البقرة هاتين :﴿ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ( ٩٧ ) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ( ٩٨ ) ﴾ وذكر جبريل في آية من سورة التحريم أيضا وهي :﴿ إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير ( ٤ ) ﴾ ويلحظ أن مالك وجبريل فقط ذكرت مهمتهما أو بعض مهامهما دون ميكال. وقد ورد اسم ميكائيل في حديث نبوي رواه الترمذي جاء فيه :( ما من نبي إلا وله وزيران من أهل السماء ووزيران من أهل الأرض، فأما وزيراي من أهل السماء فجبريل وميكائيل وأما وزيراي من أهل الأرض فأبو بكر وعمر )١.
ويلحظ أن اسم مالك صريح العروبة معنى واشتقاقا، في حين أن اسمي جبريل وميكال معربان عن صيغ غير صريحة العروبة هي جبرائيل وميكائيل. وأمر الملائكة وما يقومون به من مهام لله عز وجل أمور غيبية، ومن الواجب الإيمان بما جاء عنهم في القرآن، والثابت من الحديث، والوقوف عند ذلك بدون تزيد، مع ملاحظة أن ذلك مما كان معروفا ومتداولا في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبيئته من طريق الكتابيين الذين ذكرت كتبهم التي وصلت إلينا ذلك، وأن ذكر ذلك في القرآن والحديث بالصورة التي ذكروا فيها لابد من أن يكون من مقتضيات حكمة الله ورسوله ومما يتصل بالدعوة المحمدية وأهدافها وإن لم تدركها العقول العادية، مع احتمال أن يكون قصد التمثيل والتقريب والاتساق مع الصور المألوفة في حياة البشر وملوكهم من ذلك.
١ انظر التاج جـ ٣ ص ٢٨١..
لا يفتر عنهم : لا يخفف ولا ينقطع عنهم.
مبلسون : يائسون من النجاة
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧٤:﴿ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ( ٧٤ ) لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ( ٧٥ ) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ ( ٧٦ ) وَنَادَوْا يَا مَالِكُ ( ٥ ) لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ ( ٧٧ ) لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ( ٧٨ ) ﴾ [ ٧٤ – ٧٨ ]
احتوت الآيات وصف مصير الكافرين المنحرفين عن طريق الحق والهدى مقابلة لوصف مصير المتقين جريا على الأسلوب القرآني :
فالمجرمون بانحرافهم وآثامهم خالدون في عذاب جهنم، ولن يخفف عنهم قط وسيكونون يائسين من النجاة منه. ولسوف يستغيثون بمالك كبير خزنة النار ليتوسط لهم عند الله في الموت والخلاص به من العذاب فيجيبهم بأن لا سبيل إلى ذلك، وبأنهم ماكثون حيث هم إلى الأبد. فقد جاءهم الحق من الله بلسان رسوله فاستكبروا وكرهوا الحق وانصرفوا عنه فاستحقوا هذا المصير، ولم يظلمهم الله به ولم يجر عليهم، ولكنهم هم الذين ظلموا أنفسهم وجنوا عليها.
والوصف قوي مخيف من شأنه أن يثير الرعب في السامعين ويحملهم على الارعواء، وهو مما استهدفته الآيات فيما استهدفته على ما هو المتبادر.
ويلفت النظر إلى ما في هذه الآيات والتي قبلها من صراحة وحسم في تقرير استحقاق المتقين والمجرمين مصائرهم وفق أعمالهم حقا وعدلا، وهو ما والت الآيات القرآنية في مختلف المناسبات تقريره مما مرت الأمثلة الكثيرة منه.
تعليق على
اسم مالك خازن النار، واستطراد
إلى ذكر المذكورين في القرآن
من كبار الملائكة ومهامهم
والمفسرون متفقون على أن مالك هو من كبار الملائكة، وعلى أنه خازن النار استنادا إلى بعض الأحاديث. وفحوى العبارة تفيد ذلك واسمه يأتي للمرة الأولى والوحيدة في القرآن. ولما كانت إحدى آيات سورة غافر قد ذكرت أن لجهنم خزنة وهي :﴿ وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ( ٤٩ ) ﴾ ثم لما كانت إحدى آيات سورة المدثر تذكر أن عليها تسعة عشر من الملائكة :﴿ وما أدراك ما سقر ( ٢٧ ) لا تبقي ولا تذر ( ٢٨ ) لواحة للبشر ( ٢٩ ) عليها تسعة عشر ( ٣٠ ) وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة................ ﴾ [ ٣١ ] وذكرت ذلك بدون عدد آية في سورة التحريم :﴿ عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ( ٦ ) ﴾ فيكون مالك والحالة هذه رئيس خزنة النار.
وقد ذكر في القرآن أسماء ملكين آخرين من كبار الملائكة هما جبريل وميكائيل في آيتي سورة البقرة هاتين :﴿ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ( ٩٧ ) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ( ٩٨ ) ﴾ وذكر جبريل في آية من سورة التحريم أيضا وهي :﴿ إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير ( ٤ ) ﴾ ويلحظ أن مالك وجبريل فقط ذكرت مهمتهما أو بعض مهامهما دون ميكال. وقد ورد اسم ميكائيل في حديث نبوي رواه الترمذي جاء فيه :( ما من نبي إلا وله وزيران من أهل السماء ووزيران من أهل الأرض، فأما وزيراي من أهل السماء فجبريل وميكائيل وأما وزيراي من أهل الأرض فأبو بكر وعمر )١.
ويلحظ أن اسم مالك صريح العروبة معنى واشتقاقا، في حين أن اسمي جبريل وميكال معربان عن صيغ غير صريحة العروبة هي جبرائيل وميكائيل. وأمر الملائكة وما يقومون به من مهام لله عز وجل أمور غيبية، ومن الواجب الإيمان بما جاء عنهم في القرآن، والثابت من الحديث، والوقوف عند ذلك بدون تزيد، مع ملاحظة أن ذلك مما كان معروفا ومتداولا في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبيئته من طريق الكتابيين الذين ذكرت كتبهم التي وصلت إلينا ذلك، وأن ذكر ذلك في القرآن والحديث بالصورة التي ذكروا فيها لابد من أن يكون من مقتضيات حكمة الله ورسوله ومما يتصل بالدعوة المحمدية وأهدافها وإن لم تدركها العقول العادية، مع احتمال أن يكون قصد التمثيل والتقريب والاتساق مع الصور المألوفة في حياة البشر وملوكهم من ذلك.
١ انظر التاج جـ ٣ ص ٢٨١..

وما ظلمناهم : هنا معنى ضد العدل أي ما جرنا عنهم.
ولكن كانوا هم الظالمين : بمعنى كانوا هم الذين جنوا على أنفسهم.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧٤:﴿ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ( ٧٤ ) لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ( ٧٥ ) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ ( ٧٦ ) وَنَادَوْا يَا مَالِكُ ( ٥ ) لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ ( ٧٧ ) لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ( ٧٨ ) ﴾ [ ٧٤ – ٧٨ ]
احتوت الآيات وصف مصير الكافرين المنحرفين عن طريق الحق والهدى مقابلة لوصف مصير المتقين جريا على الأسلوب القرآني :
فالمجرمون بانحرافهم وآثامهم خالدون في عذاب جهنم، ولن يخفف عنهم قط وسيكونون يائسين من النجاة منه. ولسوف يستغيثون بمالك كبير خزنة النار ليتوسط لهم عند الله في الموت والخلاص به من العذاب فيجيبهم بأن لا سبيل إلى ذلك، وبأنهم ماكثون حيث هم إلى الأبد. فقد جاءهم الحق من الله بلسان رسوله فاستكبروا وكرهوا الحق وانصرفوا عنه فاستحقوا هذا المصير، ولم يظلمهم الله به ولم يجر عليهم، ولكنهم هم الذين ظلموا أنفسهم وجنوا عليها.
والوصف قوي مخيف من شأنه أن يثير الرعب في السامعين ويحملهم على الارعواء، وهو مما استهدفته الآيات فيما استهدفته على ما هو المتبادر.
ويلفت النظر إلى ما في هذه الآيات والتي قبلها من صراحة وحسم في تقرير استحقاق المتقين والمجرمين مصائرهم وفق أعمالهم حقا وعدلا، وهو ما والت الآيات القرآنية في مختلف المناسبات تقريره مما مرت الأمثلة الكثيرة منه.
تعليق على
اسم مالك خازن النار، واستطراد
إلى ذكر المذكورين في القرآن
من كبار الملائكة ومهامهم
والمفسرون متفقون على أن مالك هو من كبار الملائكة، وعلى أنه خازن النار استنادا إلى بعض الأحاديث. وفحوى العبارة تفيد ذلك واسمه يأتي للمرة الأولى والوحيدة في القرآن. ولما كانت إحدى آيات سورة غافر قد ذكرت أن لجهنم خزنة وهي :﴿ وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ( ٤٩ ) ﴾ ثم لما كانت إحدى آيات سورة المدثر تذكر أن عليها تسعة عشر من الملائكة :﴿ وما أدراك ما سقر ( ٢٧ ) لا تبقي ولا تذر ( ٢٨ ) لواحة للبشر ( ٢٩ ) عليها تسعة عشر ( ٣٠ ) وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة................ ﴾ [ ٣١ ] وذكرت ذلك بدون عدد آية في سورة التحريم :﴿ عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ( ٦ ) ﴾ فيكون مالك والحالة هذه رئيس خزنة النار.
وقد ذكر في القرآن أسماء ملكين آخرين من كبار الملائكة هما جبريل وميكائيل في آيتي سورة البقرة هاتين :﴿ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ( ٩٧ ) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ( ٩٨ ) ﴾ وذكر جبريل في آية من سورة التحريم أيضا وهي :﴿ إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير ( ٤ ) ﴾ ويلحظ أن مالك وجبريل فقط ذكرت مهمتهما أو بعض مهامهما دون ميكال. وقد ورد اسم ميكائيل في حديث نبوي رواه الترمذي جاء فيه :( ما من نبي إلا وله وزيران من أهل السماء ووزيران من أهل الأرض، فأما وزيراي من أهل السماء فجبريل وميكائيل وأما وزيراي من أهل الأرض فأبو بكر وعمر )١.
ويلحظ أن اسم مالك صريح العروبة معنى واشتقاقا، في حين أن اسمي جبريل وميكال معربان عن صيغ غير صريحة العروبة هي جبرائيل وميكائيل. وأمر الملائكة وما يقومون به من مهام لله عز وجل أمور غيبية، ومن الواجب الإيمان بما جاء عنهم في القرآن، والثابت من الحديث، والوقوف عند ذلك بدون تزيد، مع ملاحظة أن ذلك مما كان معروفا ومتداولا في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبيئته من طريق الكتابيين الذين ذكرت كتبهم التي وصلت إلينا ذلك، وأن ذكر ذلك في القرآن والحديث بالصورة التي ذكروا فيها لابد من أن يكون من مقتضيات حكمة الله ورسوله ومما يتصل بالدعوة المحمدية وأهدافها وإن لم تدركها العقول العادية، مع احتمال أن يكون قصد التمثيل والتقريب والاتساق مع الصور المألوفة في حياة البشر وملوكهم من ذلك.
١ انظر التاج جـ ٣ ص ٢٨١..

مالك : هو اسم كبير خزنة النار من الملائكة على ما عليه جميع المفسرين وهذا هو المفهوم من الآية أيضا.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧٤:﴿ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ( ٧٤ ) لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ( ٧٥ ) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ ( ٧٦ ) وَنَادَوْا يَا مَالِكُ ( ٥ ) لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ ( ٧٧ ) لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ( ٧٨ ) ﴾ [ ٧٤ – ٧٨ ]
احتوت الآيات وصف مصير الكافرين المنحرفين عن طريق الحق والهدى مقابلة لوصف مصير المتقين جريا على الأسلوب القرآني :
فالمجرمون بانحرافهم وآثامهم خالدون في عذاب جهنم، ولن يخفف عنهم قط وسيكونون يائسين من النجاة منه. ولسوف يستغيثون بمالك كبير خزنة النار ليتوسط لهم عند الله في الموت والخلاص به من العذاب فيجيبهم بأن لا سبيل إلى ذلك، وبأنهم ماكثون حيث هم إلى الأبد. فقد جاءهم الحق من الله بلسان رسوله فاستكبروا وكرهوا الحق وانصرفوا عنه فاستحقوا هذا المصير، ولم يظلمهم الله به ولم يجر عليهم، ولكنهم هم الذين ظلموا أنفسهم وجنوا عليها.
والوصف قوي مخيف من شأنه أن يثير الرعب في السامعين ويحملهم على الارعواء، وهو مما استهدفته الآيات فيما استهدفته على ما هو المتبادر.
ويلفت النظر إلى ما في هذه الآيات والتي قبلها من صراحة وحسم في تقرير استحقاق المتقين والمجرمين مصائرهم وفق أعمالهم حقا وعدلا، وهو ما والت الآيات القرآنية في مختلف المناسبات تقريره مما مرت الأمثلة الكثيرة منه.
تعليق على
اسم مالك خازن النار، واستطراد
إلى ذكر المذكورين في القرآن
من كبار الملائكة ومهامهم
والمفسرون متفقون على أن مالك هو من كبار الملائكة، وعلى أنه خازن النار استنادا إلى بعض الأحاديث. وفحوى العبارة تفيد ذلك واسمه يأتي للمرة الأولى والوحيدة في القرآن. ولما كانت إحدى آيات سورة غافر قد ذكرت أن لجهنم خزنة وهي :﴿ وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ( ٤٩ ) ﴾ ثم لما كانت إحدى آيات سورة المدثر تذكر أن عليها تسعة عشر من الملائكة :﴿ وما أدراك ما سقر ( ٢٧ ) لا تبقي ولا تذر ( ٢٨ ) لواحة للبشر ( ٢٩ ) عليها تسعة عشر ( ٣٠ ) وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة................ ﴾ [ ٣١ ] وذكرت ذلك بدون عدد آية في سورة التحريم :﴿ عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ( ٦ ) ﴾ فيكون مالك والحالة هذه رئيس خزنة النار.
وقد ذكر في القرآن أسماء ملكين آخرين من كبار الملائكة هما جبريل وميكائيل في آيتي سورة البقرة هاتين :﴿ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ( ٩٧ ) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ( ٩٨ ) ﴾ وذكر جبريل في آية من سورة التحريم أيضا وهي :﴿ إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير ( ٤ ) ﴾ ويلحظ أن مالك وجبريل فقط ذكرت مهمتهما أو بعض مهامهما دون ميكال. وقد ورد اسم ميكائيل في حديث نبوي رواه الترمذي جاء فيه :( ما من نبي إلا وله وزيران من أهل السماء ووزيران من أهل الأرض، فأما وزيراي من أهل السماء فجبريل وميكائيل وأما وزيراي من أهل الأرض فأبو بكر وعمر )١.
ويلحظ أن اسم مالك صريح العروبة معنى واشتقاقا، في حين أن اسمي جبريل وميكال معربان عن صيغ غير صريحة العروبة هي جبرائيل وميكائيل. وأمر الملائكة وما يقومون به من مهام لله عز وجل أمور غيبية، ومن الواجب الإيمان بما جاء عنهم في القرآن، والثابت من الحديث، والوقوف عند ذلك بدون تزيد، مع ملاحظة أن ذلك مما كان معروفا ومتداولا في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبيئته من طريق الكتابيين الذين ذكرت كتبهم التي وصلت إلينا ذلك، وأن ذكر ذلك في القرآن والحديث بالصورة التي ذكروا فيها لابد من أن يكون من مقتضيات حكمة الله ورسوله ومما يتصل بالدعوة المحمدية وأهدافها وإن لم تدركها العقول العادية، مع احتمال أن يكون قصد التمثيل والتقريب والاتساق مع الصور المألوفة في حياة البشر وملوكهم من ذلك.
١ انظر التاج جـ ٣ ص ٢٨١..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧٤:﴿ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ( ٧٤ ) لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ( ٧٥ ) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ ( ٧٦ ) وَنَادَوْا يَا مَالِكُ ( ٥ ) لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ ( ٧٧ ) لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ( ٧٨ ) ﴾ [ ٧٤ – ٧٨ ]
احتوت الآيات وصف مصير الكافرين المنحرفين عن طريق الحق والهدى مقابلة لوصف مصير المتقين جريا على الأسلوب القرآني :
فالمجرمون بانحرافهم وآثامهم خالدون في عذاب جهنم، ولن يخفف عنهم قط وسيكونون يائسين من النجاة منه. ولسوف يستغيثون بمالك كبير خزنة النار ليتوسط لهم عند الله في الموت والخلاص به من العذاب فيجيبهم بأن لا سبيل إلى ذلك، وبأنهم ماكثون حيث هم إلى الأبد. فقد جاءهم الحق من الله بلسان رسوله فاستكبروا وكرهوا الحق وانصرفوا عنه فاستحقوا هذا المصير، ولم يظلمهم الله به ولم يجر عليهم، ولكنهم هم الذين ظلموا أنفسهم وجنوا عليها.
والوصف قوي مخيف من شأنه أن يثير الرعب في السامعين ويحملهم على الارعواء، وهو مما استهدفته الآيات فيما استهدفته على ما هو المتبادر.
ويلفت النظر إلى ما في هذه الآيات والتي قبلها من صراحة وحسم في تقرير استحقاق المتقين والمجرمين مصائرهم وفق أعمالهم حقا وعدلا، وهو ما والت الآيات القرآنية في مختلف المناسبات تقريره مما مرت الأمثلة الكثيرة منه.
تعليق على
اسم مالك خازن النار، واستطراد
إلى ذكر المذكورين في القرآن
من كبار الملائكة ومهامهم
والمفسرون متفقون على أن مالك هو من كبار الملائكة، وعلى أنه خازن النار استنادا إلى بعض الأحاديث. وفحوى العبارة تفيد ذلك واسمه يأتي للمرة الأولى والوحيدة في القرآن. ولما كانت إحدى آيات سورة غافر قد ذكرت أن لجهنم خزنة وهي :﴿ وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ( ٤٩ ) ﴾ ثم لما كانت إحدى آيات سورة المدثر تذكر أن عليها تسعة عشر من الملائكة :﴿ وما أدراك ما سقر ( ٢٧ ) لا تبقي ولا تذر ( ٢٨ ) لواحة للبشر ( ٢٩ ) عليها تسعة عشر ( ٣٠ ) وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة................ ﴾ [ ٣١ ] وذكرت ذلك بدون عدد آية في سورة التحريم :﴿ عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ( ٦ ) ﴾ فيكون مالك والحالة هذه رئيس خزنة النار.
وقد ذكر في القرآن أسماء ملكين آخرين من كبار الملائكة هما جبريل وميكائيل في آيتي سورة البقرة هاتين :﴿ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ( ٩٧ ) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ( ٩٨ ) ﴾ وذكر جبريل في آية من سورة التحريم أيضا وهي :﴿ إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير ( ٤ ) ﴾ ويلحظ أن مالك وجبريل فقط ذكرت مهمتهما أو بعض مهامهما دون ميكال. وقد ورد اسم ميكائيل في حديث نبوي رواه الترمذي جاء فيه :( ما من نبي إلا وله وزيران من أهل السماء ووزيران من أهل الأرض، فأما وزيراي من أهل السماء فجبريل وميكائيل وأما وزيراي من أهل الأرض فأبو بكر وعمر )١.
ويلحظ أن اسم مالك صريح العروبة معنى واشتقاقا، في حين أن اسمي جبريل وميكال معربان عن صيغ غير صريحة العروبة هي جبرائيل وميكائيل. وأمر الملائكة وما يقومون به من مهام لله عز وجل أمور غيبية، ومن الواجب الإيمان بما جاء عنهم في القرآن، والثابت من الحديث، والوقوف عند ذلك بدون تزيد، مع ملاحظة أن ذلك مما كان معروفا ومتداولا في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبيئته من طريق الكتابيين الذين ذكرت كتبهم التي وصلت إلينا ذلك، وأن ذكر ذلك في القرآن والحديث بالصورة التي ذكروا فيها لابد من أن يكون من مقتضيات حكمة الله ورسوله ومما يتصل بالدعوة المحمدية وأهدافها وإن لم تدركها العقول العادية، مع احتمال أن يكون قصد التمثيل والتقريب والاتساق مع الصور المألوفة في حياة البشر وملوكهم من ذلك.
١ انظر التاج جـ ٣ ص ٢٨١..

﴿ أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ ( ٧٩ ) أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ( ٨٠ ) ﴾ [ ٧٩ – ٨٠ ].
أبرموا : بيتوا وقرروا وأحكموا.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:والآيتان معقبتان على ما سبقهما تعقيب تنديد بالكفار وإنذار لهم : فإذا كانوا بيتوا المناوأة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ودعوة الحق وأحكموا تدبيرهم فإن الله قد بيت لهم أمرا، وهو ذلك العذاب الشديد الذي وصفته الآيات السابقة. وإذا كانوا يظنون أن الله لا يسمع سرهم ونجواهم فهم مخطئون ؛ لأن له عليهم رقباء يحصون كل ما يفعلون ويسجلونه.
والرقباء هم ملائكة الله، وقد ذكرت مهمتهم المذكورة هنا في سورة ( ق ) في صورة أوضح :﴿ إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ( ١٧ ) ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ( ١٨ ) ﴾ وما قلناه قبل قليل من وجوب الإيمان بما ورد في القرآن والحديث الصحيح من شؤون الملائكة وما يقومون به من مهام وخدمات لله والوقوف عند ذلك نقوله هنا مع التنبيه إلى ملاحظة كون هدف الآيات – أو من أهدافها كما هو المتبادر منها – إنذار السامعين وحملهم على تقوى الله واتقاء غضبه وعذابه.

نجواهم : تآمرهم في السر والخفاء.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:والآيتان معقبتان على ما سبقهما تعقيب تنديد بالكفار وإنذار لهم : فإذا كانوا بيتوا المناوأة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ودعوة الحق وأحكموا تدبيرهم فإن الله قد بيت لهم أمرا، وهو ذلك العذاب الشديد الذي وصفته الآيات السابقة. وإذا كانوا يظنون أن الله لا يسمع سرهم ونجواهم فهم مخطئون ؛ لأن له عليهم رقباء يحصون كل ما يفعلون ويسجلونه.
والرقباء هم ملائكة الله، وقد ذكرت مهمتهم المذكورة هنا في سورة ( ق ) في صورة أوضح :﴿ إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ( ١٧ ) ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ( ١٨ ) ﴾ وما قلناه قبل قليل من وجوب الإيمان بما ورد في القرآن والحديث الصحيح من شؤون الملائكة وما يقومون به من مهام وخدمات لله والوقوف عند ذلك نقوله هنا مع التنبيه إلى ملاحظة كون هدف الآيات – أو من أهدافها كما هو المتبادر منها – إنذار السامعين وحملهم على تقوى الله واتقاء غضبه وعذابه.

﴿ قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ ( ٨١ ) سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ( ٨٢ ) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ( ٨٣ ) وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الأرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ( ٨٤ ) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ( ٨٥ ) ﴾ [ ٧١ – ٨٥ ].
في الآيات :
١- أمر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن يقول للكفار إذا ظللتم على زعمكم بأن لله ولدا فإني لا أزال أنكر ذلك وأعلن أني أول العابدين له وحده المقرين بتنزهه عما تصفون فهو رب السماوات والأرض ورب العرش، وربوبيته المطلقة الشاملة تجعل زعمكم باطلا كل البطلان.
٢- وأمر آخر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن يتركهم وشأنهم بعد ذلك ليخوضوا في الحديث، ويقضوا أوقاتهم في اللهو واللعب والعبث إلى أن يصيروا إلى المصير الرهيب في اليوم الموعود، وبألا يحمل نفسه همهم فالله هو المتكفل بهم، وبأن يظل يقرر ويعلن بأن الله عز وجل هو الإله في السماء وفي الأرض وهو المحيط علمه بكل شيء الحكيم الذي لا يقع شيء إلا بمقتضى حكمته وحكمه وهو المتعالي الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما العالم وحده بموعد الساعة والذي إليه مصيرهم ومرجعهم.
والآيات متصلة بالسياق من حيث إن الكفار المشركين وعقيدتهم موضوع الكلام فيها، وقد احتوت تسلية وتثبيتا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بسبب موقف الكفار العنيد منه.
ولقد قال بعض المفسرين : إن الآية الأولى قد أريد بها المساجلة في الجدل بحيث أريد بها القول إنه إذا كان يصح أن يكون لله ولد فأنا أول المصدقين الخاضعين لكل ما يثبت ويصح عن الله. كما قال بعضهم إن كلمة ﴿ العابدين ﴾ في معنى الجاحدين أو الرافضين١.
والشرح الذي شرحناه للآيات هو ما عليه جمهور المفسرين٢ ونرجو أن يكون هو الصواب.
١ انظر تفسير الآيات لابن كثير والزمخشيري مثلا..
٢ انظر أيضا تفسيرها في تفسير الطبري والطبرسي والخازن وابن كثير والزمخشري والبغوي..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨١:﴿ قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ ( ٨١ ) سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ( ٨٢ ) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ( ٨٣ ) وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الأرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ( ٨٤ ) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ( ٨٥ ) ﴾ [ ٧١ – ٨٥ ].

في الآيات :


١-
أمر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن يقول للكفار إذا ظللتم على زعمكم بأن لله ولدا فإني لا أزال أنكر ذلك وأعلن أني أول العابدين له وحده المقرين بتنزهه عما تصفون فهو رب السماوات والأرض ورب العرش، وربوبيته المطلقة الشاملة تجعل زعمكم باطلا كل البطلان.

٢-
وأمر آخر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن يتركهم وشأنهم بعد ذلك ليخوضوا في الحديث، ويقضوا أوقاتهم في اللهو واللعب والعبث إلى أن يصيروا إلى المصير الرهيب في اليوم الموعود، وبألا يحمل نفسه همهم فالله هو المتكفل بهم، وبأن يظل يقرر ويعلن بأن الله عز وجل هو الإله في السماء وفي الأرض وهو المحيط علمه بكل شيء الحكيم الذي لا يقع شيء إلا بمقتضى حكمته وحكمه وهو المتعالي الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما العالم وحده بموعد الساعة والذي إليه مصيرهم ومرجعهم.
والآيات متصلة بالسياق من حيث إن الكفار المشركين وعقيدتهم موضوع الكلام فيها، وقد احتوت تسلية وتثبيتا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بسبب موقف الكفار العنيد منه.
ولقد قال بعض المفسرين : إن الآية الأولى قد أريد بها المساجلة في الجدل بحيث أريد بها القول إنه إذا كان يصح أن يكون لله ولد فأنا أول المصدقين الخاضعين لكل ما يثبت ويصح عن الله. كما قال بعضهم إن كلمة ﴿ العابدين ﴾ في معنى الجاحدين أو الرافضين١.
والشرح الذي شرحناه للآيات هو ما عليه جمهور المفسرين٢ ونرجو أن يكون هو الصواب.
١ انظر تفسير الآيات لابن كثير والزمخشيري مثلا..
٢ انظر أيضا تفسيرها في تفسير الطبري والطبرسي والخازن وابن كثير والزمخشري والبغوي..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨١:﴿ قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ ( ٨١ ) سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ( ٨٢ ) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ( ٨٣ ) وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الأرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ( ٨٤ ) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ( ٨٥ ) ﴾ [ ٧١ – ٨٥ ].

في الآيات :


١-
أمر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن يقول للكفار إذا ظللتم على زعمكم بأن لله ولدا فإني لا أزال أنكر ذلك وأعلن أني أول العابدين له وحده المقرين بتنزهه عما تصفون فهو رب السماوات والأرض ورب العرش، وربوبيته المطلقة الشاملة تجعل زعمكم باطلا كل البطلان.

٢-
وأمر آخر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن يتركهم وشأنهم بعد ذلك ليخوضوا في الحديث، ويقضوا أوقاتهم في اللهو واللعب والعبث إلى أن يصيروا إلى المصير الرهيب في اليوم الموعود، وبألا يحمل نفسه همهم فالله هو المتكفل بهم، وبأن يظل يقرر ويعلن بأن الله عز وجل هو الإله في السماء وفي الأرض وهو المحيط علمه بكل شيء الحكيم الذي لا يقع شيء إلا بمقتضى حكمته وحكمه وهو المتعالي الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما العالم وحده بموعد الساعة والذي إليه مصيرهم ومرجعهم.
والآيات متصلة بالسياق من حيث إن الكفار المشركين وعقيدتهم موضوع الكلام فيها، وقد احتوت تسلية وتثبيتا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بسبب موقف الكفار العنيد منه.
ولقد قال بعض المفسرين : إن الآية الأولى قد أريد بها المساجلة في الجدل بحيث أريد بها القول إنه إذا كان يصح أن يكون لله ولد فأنا أول المصدقين الخاضعين لكل ما يثبت ويصح عن الله. كما قال بعضهم إن كلمة ﴿ العابدين ﴾ في معنى الجاحدين أو الرافضين١.
والشرح الذي شرحناه للآيات هو ما عليه جمهور المفسرين٢ ونرجو أن يكون هو الصواب.
١ انظر تفسير الآيات لابن كثير والزمخشيري مثلا..
٢ انظر أيضا تفسيرها في تفسير الطبري والطبرسي والخازن وابن كثير والزمخشري والبغوي..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨١:﴿ قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ ( ٨١ ) سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ( ٨٢ ) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ( ٨٣ ) وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الأرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ( ٨٤ ) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ( ٨٥ ) ﴾ [ ٧١ – ٨٥ ].

في الآيات :


١-
أمر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن يقول للكفار إذا ظللتم على زعمكم بأن لله ولدا فإني لا أزال أنكر ذلك وأعلن أني أول العابدين له وحده المقرين بتنزهه عما تصفون فهو رب السماوات والأرض ورب العرش، وربوبيته المطلقة الشاملة تجعل زعمكم باطلا كل البطلان.

٢-
وأمر آخر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن يتركهم وشأنهم بعد ذلك ليخوضوا في الحديث، ويقضوا أوقاتهم في اللهو واللعب والعبث إلى أن يصيروا إلى المصير الرهيب في اليوم الموعود، وبألا يحمل نفسه همهم فالله هو المتكفل بهم، وبأن يظل يقرر ويعلن بأن الله عز وجل هو الإله في السماء وفي الأرض وهو المحيط علمه بكل شيء الحكيم الذي لا يقع شيء إلا بمقتضى حكمته وحكمه وهو المتعالي الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما العالم وحده بموعد الساعة والذي إليه مصيرهم ومرجعهم.
والآيات متصلة بالسياق من حيث إن الكفار المشركين وعقيدتهم موضوع الكلام فيها، وقد احتوت تسلية وتثبيتا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بسبب موقف الكفار العنيد منه.
ولقد قال بعض المفسرين : إن الآية الأولى قد أريد بها المساجلة في الجدل بحيث أريد بها القول إنه إذا كان يصح أن يكون لله ولد فأنا أول المصدقين الخاضعين لكل ما يثبت ويصح عن الله. كما قال بعضهم إن كلمة ﴿ العابدين ﴾ في معنى الجاحدين أو الرافضين١.
والشرح الذي شرحناه للآيات هو ما عليه جمهور المفسرين٢ ونرجو أن يكون هو الصواب.
١ انظر تفسير الآيات لابن كثير والزمخشيري مثلا..
٢ انظر أيضا تفسيرها في تفسير الطبري والطبرسي والخازن وابن كثير والزمخشري والبغوي..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨١:﴿ قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ ( ٨١ ) سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ( ٨٢ ) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ( ٨٣ ) وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الأرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ( ٨٤ ) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ( ٨٥ ) ﴾ [ ٧١ – ٨٥ ].

في الآيات :


١-
أمر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن يقول للكفار إذا ظللتم على زعمكم بأن لله ولدا فإني لا أزال أنكر ذلك وأعلن أني أول العابدين له وحده المقرين بتنزهه عما تصفون فهو رب السماوات والأرض ورب العرش، وربوبيته المطلقة الشاملة تجعل زعمكم باطلا كل البطلان.

٢-
وأمر آخر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن يتركهم وشأنهم بعد ذلك ليخوضوا في الحديث، ويقضوا أوقاتهم في اللهو واللعب والعبث إلى أن يصيروا إلى المصير الرهيب في اليوم الموعود، وبألا يحمل نفسه همهم فالله هو المتكفل بهم، وبأن يظل يقرر ويعلن بأن الله عز وجل هو الإله في السماء وفي الأرض وهو المحيط علمه بكل شيء الحكيم الذي لا يقع شيء إلا بمقتضى حكمته وحكمه وهو المتعالي الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما العالم وحده بموعد الساعة والذي إليه مصيرهم ومرجعهم.
والآيات متصلة بالسياق من حيث إن الكفار المشركين وعقيدتهم موضوع الكلام فيها، وقد احتوت تسلية وتثبيتا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بسبب موقف الكفار العنيد منه.
ولقد قال بعض المفسرين : إن الآية الأولى قد أريد بها المساجلة في الجدل بحيث أريد بها القول إنه إذا كان يصح أن يكون لله ولد فأنا أول المصدقين الخاضعين لكل ما يثبت ويصح عن الله. كما قال بعضهم إن كلمة ﴿ العابدين ﴾ في معنى الجاحدين أو الرافضين١.
والشرح الذي شرحناه للآيات هو ما عليه جمهور المفسرين٢ ونرجو أن يكون هو الصواب.
١ انظر تفسير الآيات لابن كثير والزمخشيري مثلا..
٢ انظر أيضا تفسيرها في تفسير الطبري والطبرسي والخازن وابن كثير والزمخشري والبغوي..

ولاَ يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ( ٨٦ ) وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ( ٨٧ ) } [ ٨٦ – ٨٧ ].
روى المفسرون١ تأويلين للآية الأولى، أحدهما :( إن الذين يدعوهم المشركون من دون الله مثل عيسى والعزير والملائكة لن يشفعوا إلا لمن شهد بالحق وهم يعلمون ذلك ) ثانيهما :( إن الذين يحق لهم الشفاعة ممن يدعوهم المشركون من دون الله هم الذين يشهدون بالحق ويعلمونه فقط مثل عيسى والعزير والملائكة، وهؤلاء لا يمكن أن يشفعوا للمشركين ) ومعظم المفسرين أخذوا بالتأويل الأول وهو الصواب المتسق مع روح الآية مع القول : إن المقصود هنا من الذين يدعوهم المشركون من دون الله هم الملائكة ؛ لأنهم هم موضوع الكلام من أول السورة، أما الآية الثانية فقد احتوت تنديدا بتناقض المشركين فهم إذا سئلوا عمن خلقهم لما وسعهم إلا القول إنه الله، وتساؤل استنكاري وتنديدي عن انصرافهم عنه والحالة هذه إلى غيره وإشراك غيره معه.
والآيات متصلة بسابقاتها من حيث إن الكفار المشركين هم موضوع الكلام فيها كما هو المتبادر، والاتصال يبدوا كذلك في الحديث عن الذين يدعوهم المشركون مع الله ويأملون شفاعتهم وهم الملائكة الذين زعموا أنهم بنات الله، وهو الزعم الذي أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بإعلان رفضه في الآيات السابقة.
وفي الآية الأولى تخييب لآمال المشركين فهم يرجون شفاعة الملائكة. والملائكة لا يمكنهم أن يشفعوا إلا للمؤمنين بالحق العاملين به، وقد استهدفت فيما استهدفت تسفيه المشركين وحملهم على الارعواء. وفي جملة ﴿ إِلاَّ مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ( ٨٦ ) ﴾ [ ٨٦ ] تلقين قرآني مستمر المدى بوجوب التزام الحق والشهادة به عن علم ويقين وتنويه بمن يكونون كذلك. ولقد قال بعضهم : إن الآية الثانية نسخت بآيات القتال وهذا ما يكررونه في المناسبات المماثلة، وقد ذكرنا وجه الحق في هذه الآية وأمثالها في مناسبات سابقة فنكتفي بهذه الإشارة.
١ انظر تفسير الآية في تفسير الطبري والبغوي وابن كثير والطبرسي والزمخشري والخازن..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨٦:ولاَ يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ( ٨٦ ) وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ( ٨٧ ) } [ ٨٦ – ٨٧ ].
روى المفسرون١ تأويلين للآية الأولى، أحدهما :( إن الذين يدعوهم المشركون من دون الله مثل عيسى والعزير والملائكة لن يشفعوا إلا لمن شهد بالحق وهم يعلمون ذلك ) ثانيهما :( إن الذين يحق لهم الشفاعة ممن يدعوهم المشركون من دون الله هم الذين يشهدون بالحق ويعلمونه فقط مثل عيسى والعزير والملائكة، وهؤلاء لا يمكن أن يشفعوا للمشركين ) ومعظم المفسرين أخذوا بالتأويل الأول وهو الصواب المتسق مع روح الآية مع القول : إن المقصود هنا من الذين يدعوهم المشركون من دون الله هم الملائكة ؛ لأنهم هم موضوع الكلام من أول السورة، أما الآية الثانية فقد احتوت تنديدا بتناقض المشركين فهم إذا سئلوا عمن خلقهم لما وسعهم إلا القول إنه الله، وتساؤل استنكاري وتنديدي عن انصرافهم عنه والحالة هذه إلى غيره وإشراك غيره معه.
والآيات متصلة بسابقاتها من حيث إن الكفار المشركين هم موضوع الكلام فيها كما هو المتبادر، والاتصال يبدوا كذلك في الحديث عن الذين يدعوهم المشركون مع الله ويأملون شفاعتهم وهم الملائكة الذين زعموا أنهم بنات الله، وهو الزعم الذي أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بإعلان رفضه في الآيات السابقة.
وفي الآية الأولى تخييب لآمال المشركين فهم يرجون شفاعة الملائكة. والملائكة لا يمكنهم أن يشفعوا إلا للمؤمنين بالحق العاملين به، وقد استهدفت فيما استهدفت تسفيه المشركين وحملهم على الارعواء. وفي جملة ﴿ إِلاَّ مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ( ٨٦ ) ﴾ [ ٨٦ ] تلقين قرآني مستمر المدى بوجوب التزام الحق والشهادة به عن علم ويقين وتنويه بمن يكونون كذلك. ولقد قال بعضهم : إن الآية الثانية نسخت بآيات القتال وهذا ما يكررونه في المناسبات المماثلة، وقد ذكرنا وجه الحق في هذه الآية وأمثالها في مناسبات سابقة فنكتفي بهذه الإشارة.
١ انظر تفسير الآية في تفسير الطبري والبغوي وابن كثير والطبرسي والزمخشري والخازن..

﴿ وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاء قَوْمٌ لَّا يُؤْمِنُونَ ( ٨٨ ) فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ( ٨٩ ) ﴾ [ ٨٨ – ٨٩ ].
تعددت الأقوال في تخريج كلمة ( وقيله ) ومحل عطفها، والمتبادر أنه حكاية قول صادر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعبر عن ألمه من عناد الكفار ويأسه من إيمانهم.
وقد سرى عنه في الآية الثانية وأمر بالصفح وإعلان السلام للناس وتركهم وشأنهم فسيعملون من هو على الحق ومن هو على ضلال.
والصلة قائمة بين الآيتين وما سبقهما من حيث إن الكفار المشركين هم موضوع الكلام فيهما وقد جاءتا خاتمة قوية لموقف اللجاج والحجاج وللسورة معا جريا على النظم القرآني.
وقد انطوت في الجملة الأخيرة من الآية الثانية تطمين للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وبث الوثوق والاستعلاء في نفسه. والأمر بالصفح عنهم وإعلان السلام للناس ينطويان على التوكيد بأسلوب رائع محبب بأن مهمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم هي الدعوة إلى الله ومكارم الأخلاق ثم ترك الناس وشأنهم يختارون ما يريدون دون ما إجبار ولا إبرام ولا عداء ولا حقد مع تقرير هذا له ولمن آمن به، ومع الاطمئنان إلى أن ما يدعو إليه هو الحق والهدى، وأن ذلك سوف يظهر للناس مما قد تكرر تقريره في القرآن كثيرا وبأساليب متنوعة. ولقد ظهر ذلك حقا وتحققت المعجزة القرآنية بدخول الناس في دين الله أفواجا وفيهم غالبية أهل مكة الذين كانوا يقفون المواقف العنيدة المناوئة التي حكتها الآيات التي كانت تثير في النبي صلى الله عليه وآله وسلم الحزن والألم والحسرة.
ولقد روى المفسرون١ عن بعض علماء التابعين مثل قتادة ومقاتل أن حكم الآية الثانية قد نسخ بآيات القتال، وهذا القول قد تكرر في مناسبات مماثلة كثيرة سبقت أمثلة منها. ونكرر هنا ما قلناه قبل من أن النسخ قد يصح بالنسبة إلى الأعداء المعتدين على المسلمين والصادين عن الدعوة والطاعنين بالدين الإسلامي. أما الموادون والمسالمون للمسلمين فالتعامل معهم في نطاق الصفح والسلام وتركهم وشأنهم بعد الدعوة وبيان هدى الله فهو محكم على ما أوردنا دلائله في سياق سورة ( الكافرون ) والله تعالى أعلم.
تعليق على جملة
﴿ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ ﴾
وبالإضافة إلى ما قلناه في مدى هذه الجملة في مقامها فهناك ما يمكن أن يضاف إليه أيضا.
فالأمر هنا موجه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ليصفح عن الجاحدين برسالته وليقول لهم سلام، وفي سورة الأنعام آية تأمره بأن يقول للمسلمين الفقراء الذين آمنوا به سلام عليكم [ الآية/ ٥٤ ] وهناك آيات كثيرة أخرى منها آيات تفيد أن السلام هو تحية أهل الجنة فيما بينهم [ آية سورة يونس / ١٠ وآية سورة إبراهيم /٢٣ ] ﴿ تحيتهم فيها سلام ﴾ ومنها ما يفيد أن الملائكة يستقبلون المؤمنين في الآخرة بالسلام [ النحل / ٣٢ والزمر/ ٧٣ والرعد/ ٢٤ ] ومنها ما أمر فيه بإلقاء السلام على أهل البيوت التي يدخلها المسلمون :﴿ فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم٢ تحية من عند الله مباركة طيبة.......... ﴾ سورة النور :[ ٦١ ]، ومنها ما وجه للأنبياء من الله [ آيات سورة الصافات /١٠٩ – ١٣٠ ] ومنها ما حكي عن عباد الرحمن حينما يخاطبهم الجاهلون كما جاء في آية سورة الفرقان هذه :﴿ وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ( ٦٣ ) ﴾.
والسلام هو بمعنى الأمان وضد الخصام وفيه معنى التطمين والتحبب والتأنيس، ولقد رويت أحاديث نبوية عديدة في الحث على تعاطيه وآدابه، منها حديث رواه أبو داود والترمذي ومسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :( والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أدلكم على أمر إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم )٣. وحديث رواه أبو داود عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :( اعبدوا الرحمان وأطعموا الطعام وأفشوا السلام تدخلوا الجنة بسلام )٤. وحديث رواه الترمذي عن جابر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :( السلام قبل الكلام ) وقال :( لا تدعوا أحدا إلى الطعام حتى يسلم )٥. وحديث رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :( يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد والقليل على الكثير )٦. وحديث رواه الترمذي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له :( إذا دخلت على أهلك فسلم يكون بركة عليك وعلى بيتك )٧. وحديث رواه البخاري ومسلم عن أنس :( أنه كان يمشي مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيمر بصبيان فيسلم عليهم )٨. وحديث رواه الترمذي وأبو داود عن أسماء بنت يزيد قالت :( إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مر علينا بالمسجد يوما وعصبة من النساء قعود فألوى بيده بالتسليم )٩. وحديث رواه الترمذي عن أبي جري أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :( إذا لقي الرجل أخاه المسلم فليقل السلام عليكم ورحمة الله )١٠. وحديث رواه البخاري عن أسامة بن زيد :( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مر بمجلس وفيه أخلاط من المسلمين واليهود فسلم عليهم )١١. حيث يبدو من كل هذا تلقين جليل رباني ونبوي للمسلمين بأن يجعلوا السلام عنوانا لمقابلاتهم وصلاتهم بالناس على اختلاف فئاتهم مما فيه روعة وجلال، ومما جعل السلام على الناس من العادات الحسنة التي تميز بها المسلمون منذ حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
هذا، ولقد بدأت السورة بعد مطلعها بالتنديد بالمشركين لعقيدتهم بكون الملائكة بنات الله وانتهت بمثل ذلك أيضا، وهكذا تم الارتباط بين بدايتها ونهايتها مما يدل على ترابط فصولها ووحدة نزولها.
١ انظر تفسير الطبري والبغوي وابن كثير والخازن والطبرسي..
٢ أي على أهلكم وذويكم..
٣ التاج جـ ٥ ص ٢٢٣..
٤ المصدر نفسه..
٥ انظر التاج جـ ٥ ص ٢٢٤ – ٢٢٧..
٦ المصدر نفسه..
٧ المصدر نفسه..
٨ المصدر نفسه..
٩ المصدر نفسه..
١٠ المصدر نفسه..
١١ المصدر نفسه..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨٨:﴿ وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاء قَوْمٌ لَّا يُؤْمِنُونَ ( ٨٨ ) فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ( ٨٩ ) ﴾ [ ٨٨ – ٨٩ ].
تعددت الأقوال في تخريج كلمة ( وقيله ) ومحل عطفها، والمتبادر أنه حكاية قول صادر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعبر عن ألمه من عناد الكفار ويأسه من إيمانهم.
وقد سرى عنه في الآية الثانية وأمر بالصفح وإعلان السلام للناس وتركهم وشأنهم فسيعملون من هو على الحق ومن هو على ضلال.
والصلة قائمة بين الآيتين وما سبقهما من حيث إن الكفار المشركين هم موضوع الكلام فيهما وقد جاءتا خاتمة قوية لموقف اللجاج والحجاج وللسورة معا جريا على النظم القرآني.
وقد انطوت في الجملة الأخيرة من الآية الثانية تطمين للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وبث الوثوق والاستعلاء في نفسه. والأمر بالصفح عنهم وإعلان السلام للناس ينطويان على التوكيد بأسلوب رائع محبب بأن مهمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم هي الدعوة إلى الله ومكارم الأخلاق ثم ترك الناس وشأنهم يختارون ما يريدون دون ما إجبار ولا إبرام ولا عداء ولا حقد مع تقرير هذا له ولمن آمن به، ومع الاطمئنان إلى أن ما يدعو إليه هو الحق والهدى، وأن ذلك سوف يظهر للناس مما قد تكرر تقريره في القرآن كثيرا وبأساليب متنوعة. ولقد ظهر ذلك حقا وتحققت المعجزة القرآنية بدخول الناس في دين الله أفواجا وفيهم غالبية أهل مكة الذين كانوا يقفون المواقف العنيدة المناوئة التي حكتها الآيات التي كانت تثير في النبي صلى الله عليه وآله وسلم الحزن والألم والحسرة.
ولقد روى المفسرون١ عن بعض علماء التابعين مثل قتادة ومقاتل أن حكم الآية الثانية قد نسخ بآيات القتال، وهذا القول قد تكرر في مناسبات مماثلة كثيرة سبقت أمثلة منها. ونكرر هنا ما قلناه قبل من أن النسخ قد يصح بالنسبة إلى الأعداء المعتدين على المسلمين والصادين عن الدعوة والطاعنين بالدين الإسلامي. أما الموادون والمسالمون للمسلمين فالتعامل معهم في نطاق الصفح والسلام وتركهم وشأنهم بعد الدعوة وبيان هدى الله فهو محكم على ما أوردنا دلائله في سياق سورة ( الكافرون ) والله تعالى أعلم.
تعليق على جملة
﴿ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ ﴾
وبالإضافة إلى ما قلناه في مدى هذه الجملة في مقامها فهناك ما يمكن أن يضاف إليه أيضا.
فالأمر هنا موجه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ليصفح عن الجاحدين برسالته وليقول لهم سلام، وفي سورة الأنعام آية تأمره بأن يقول للمسلمين الفقراء الذين آمنوا به سلام عليكم [ الآية/ ٥٤ ] وهناك آيات كثيرة أخرى منها آيات تفيد أن السلام هو تحية أهل الجنة فيما بينهم [ آية سورة يونس / ١٠ وآية سورة إبراهيم /٢٣ ] ﴿ تحيتهم فيها سلام ﴾ ومنها ما يفيد أن الملائكة يستقبلون المؤمنين في الآخرة بالسلام [ النحل / ٣٢ والزمر/ ٧٣ والرعد/ ٢٤ ] ومنها ما أمر فيه بإلقاء السلام على أهل البيوت التي يدخلها المسلمون :﴿ فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم٢ تحية من عند الله مباركة طيبة.......... ﴾ سورة النور :[ ٦١ ]، ومنها ما وجه للأنبياء من الله [ آيات سورة الصافات /١٠٩ – ١٣٠ ] ومنها ما حكي عن عباد الرحمن حينما يخاطبهم الجاهلون كما جاء في آية سورة الفرقان هذه :﴿ وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ( ٦٣ ) ﴾.
والسلام هو بمعنى الأمان وضد الخصام وفيه معنى التطمين والتحبب والتأنيس، ولقد رويت أحاديث نبوية عديدة في الحث على تعاطيه وآدابه، منها حديث رواه أبو داود والترمذي ومسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :( والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أدلكم على أمر إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم )٣. وحديث رواه أبو داود عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :( اعبدوا الرحمان وأطعموا الطعام وأفشوا السلام تدخلوا الجنة بسلام )٤. وحديث رواه الترمذي عن جابر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :( السلام قبل الكلام ) وقال :( لا تدعوا أحدا إلى الطعام حتى يسلم )٥. وحديث رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :( يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد والقليل على الكثير )٦. وحديث رواه الترمذي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له :( إذا دخلت على أهلك فسلم يكون بركة عليك وعلى بيتك )٧. وحديث رواه البخاري ومسلم عن أنس :( أنه كان يمشي مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيمر بصبيان فيسلم عليهم )٨. وحديث رواه الترمذي وأبو داود عن أسماء بنت يزيد قالت :( إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مر علينا بالمسجد يوما وعصبة من النساء قعود فألوى بيده بالتسليم )٩. وحديث رواه الترمذي عن أبي جري أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :( إذا لقي الرجل أخاه المسلم فليقل السلام عليكم ورحمة الله )١٠. وحديث رواه البخاري عن أسامة بن زيد :( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مر بمجلس وفيه أخلاط من المسلمين واليهود فسلم عليهم )١١. حيث يبدو من كل هذا تلقين جليل رباني ونبوي للمسلمين بأن يجعلوا السلام عنوانا لمقابلاتهم وصلاتهم بالناس على اختلاف فئاتهم مما فيه روعة وجلال، ومما جعل السلام على الناس من العادات الحسنة التي تميز بها المسلمون منذ حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
هذا، ولقد بدأت السورة بعد مطلعها بالتنديد بالمشركين لعقيدتهم بكون الملائكة بنات الله وانتهت بمثل ذلك أيضا، وهكذا تم الارتباط بين بدايتها ونهايتها مما يدل على ترابط فصولها ووحدة نزولها.
١ انظر تفسير الطبري والبغوي وابن كثير والخازن والطبرسي..
٢ أي على أهلكم وذويكم..
٣ التاج جـ ٥ ص ٢٢٣..
٤ المصدر نفسه..
٥ انظر التاج جـ ٥ ص ٢٢٤ – ٢٢٧..
٦ المصدر نفسه..
٧ المصدر نفسه..
٨ المصدر نفسه..
٩ المصدر نفسه..
١٠ المصدر نفسه..
١١ المصدر نفسه..

Icon