تفسير سورة الحشر

تفسير غريب القرآن للكواري
تفسير سورة سورة الحشر من كتاب تفسير غريب القرآن - الكواري المعروف بـتفسير غريب القرآن للكواري .
لمؤلفه كَامِلَة بنت محمد الكَوارِي .

﴿لِأَوَّلِ الحَشْرِ﴾ لأَوَّلِ مَوْضِعِ الحَشْرِ وهو الشَّامُ، وذلك أن أكثرَ بَنِي النَّضِيرِ خَرَجُوا إلى الشامِ، وقيل: المرادُ الجَلَاءُ مِنْ أَرْضِهِمْ، وَإِخْرَاجُهُمْ مِنْ حُصُونِهِمْ هُوَ أَوَّلُ الحَشْرِ.
﴿يُخْرِبُونَ﴾ يَهْدِمُونَ.
﴿فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ﴾ فَاتَّعِظُوا بما نَزَلَ بهم يا ذَوِي البَصَائِرِ السَّلِيمَةِ والعقولِ الراجحةِ؛ فإن السعيدَ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ.
﴿الجَلَاءَ﴾ الخُرُوجَ مِنْ أَوْطَانِهِمْ.
﴿شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ﴾ عَادَوْهُمَا وَحَارَبُوهُمَا، وَسَعَوْا في مَعْصِيَتِهِمَا.
﴿لِينَةٍ﴾ اللِّينَةُ: كُلُّ نَخْلَةٍ سوى العَجْوَةِ، والجمعُ اللِّينُ، وقيل: اللِّينَةُ وَالنَّخْلَةُ اسْمَانِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ.
﴿مَا أَفَاءَ﴾ مَا رَدَّ اللهُ وَأُرْجِعَ لِيَدِ رَسُولِهِ مِنْ مَالِ بَنِي النَّضِيرِ.
﴿أَوْجَفْتُمْ﴾ من الإِيجَافِ، وهو السَّيْرُ السَّرِيعُ.
﴿دُولَةً﴾ مُتَدَاوَلًا بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ.
﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ﴾ أي: الأنصارُ الَّذِينَ نَزَلُوا المدينةَ وأَلِفُوا الإيمانَ بعدما اخْتَارُوهُ عَلَى الكُفْرِ.
﴿خَصَاصَةٌ﴾ حاجةٌ مَاسَّةٌ لما بِأَيْدِيهِمْ.
﴿شُحَّ نَفْسِهِ﴾ الشحُّ: لُؤْمُ النَّفْسِ، وَيَلْزَمُ منه البخلُ مع الحرصِ، وقيل: البُخْلُ والشُّحُّ سَوَاءٌ.
﴿غِلًّا﴾ الغِلُّ: الحَسَدُ وَالْبُغْضُ.
﴿لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ﴾ لَيَفرُّنَّ جميعًا مُنْهَزِمِينَ، ولا ينفعهم نَصْرُ بعضِهم لبعض.
﴿وَبَالَ أَمْرِهِمْ﴾ لَاقَوْا سوءَ عاقبةِ كُفْرِهِمْ وَعَدَاوَتِهِمْ لرسولِ اللهِ - ﷺ -.
﴿نَسُوا اللهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ﴾ نَسُوا ذِكْرَ اللهِ وَحَقَّهُ الَّذِي أَوْجَبَهُ عليهم فَأَنْسَاهُمْ حَظَّ أَنْفُسِهِمْ مِنَ الخَيْرِ.
﴿مُّتَصَدِّعًا﴾ مُتَشَقِّقًا مُنْفَطِرًا.
﴿عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ﴾ عَالِمُ السِّرِّ والعَلَانِيَةِ.
﴿المَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ﴾:
﴿الْقُدُّوسُ﴾ المُنَزَّهُ السالمُ من عيبٍ ونقصٍ، المُعَظَّمُ المُمَجَّدُ؛ لأن القُدُّوسَ يدل عَلَى التنزيهِ مِنْ كُلِّ نَقْصٍ، والتعظيمُ للهِ في أوصافِه وَجَلَالِهِ.
﴿السَّلَامُ﴾ ذو السَّلَامَةِ الَّذِي سَلِمَ من كُلِّ عَيْبٍ، وَبَرِئَ مِنْ كُلِّ نَقْصٍ.
﴿المُؤْمِنُ﴾ المُصَدِّقُ لِرُسُلِهِ وأنبيائه بما جاءوا به بالآياتِ البَيِّنَاتِ.
﴿المُهَيْمِنُ﴾ الشهيدُ عَلَى عِبَادِهِ بأعمالهم، الرقيبُ عليهم.
﴿الْعَزِيزُ﴾ الَّذِي لا يُغالَبُ ولا يُمانَعُ، بل قد قَهَرَ كُلَّ شيء، وَخَضَعَ له كُلُّ شَيْءٍ.
﴿الجَبَّارُ﴾ الَّذِي قَهَرَ جَمِيعَ العِبَادِ، وَأَذْعَنَ له سائرُ الخَلْقِ، الَّذِي يَجْبُرُ الكَسْرَ، ويُغْنِي الفَقِيرَ.
﴿المُتَكَبِّرُ﴾ الذي له الكبرياءُ والعظمةُ، المتنزهُ عن جميعِ العيوبِ والظُّلْمِ والجَوْرِ.
﴿الخَالِقُ الْبَارِئُ المُصَوِّرُ﴾:
﴿الخَالِقُ﴾ لِجَمِيعِ المَخْلُوقَاتِ.
﴿الْبَارِئُ﴾ لِلْمَبْرُوآتِ.
﴿المُصَوِّرُ﴾ للمُصَوَّرَاتِ، وهذه الأسماءُ مُتَعَلِّقَةٌ بِالخَلْقِ والتَّدْبِيرِ والتَّقْدِيرِ، وَإِنَّ ذلك كُلَّهُ قد انْفَرَدَ اللهُ به فلم يُشَارِكْهُ فيه مُشَارِكٌ.
24
سُورة المُمتَحَنَة
Icon