تفسير سورة الأحزاب

جهود القرافي في التفسير
تفسير سورة سورة الأحزاب من كتاب جهود القرافي في التفسير .
لمؤلفه القرافي . المتوفي سنة 684 هـ

٩٩٩- قال الباجي : " قال ابن دينار في قوله عليه السلام في الموطإ : " أمرت بقرية تأكل القرى، يقولون : يثرب، وهي المدينة " قال ابن دينار : من سماها يثرب كتبت عليه خطيئة، فإن الله تعالى سماها : المدينة على لسان نبيه، وسماها المنافقون : يثرب في قوله تعالى :﴿ يا أهل يثرب ﴾ قال الباجي : وهو اسمها قبل الإسلام، واسمها بعده : وطابة، وطيبة. ١ ( الذخيرة : ١٣/٣٢٥ )
١ - ن: المنتقى: ٧/١٩٠ بتصرف. وتحقيق النصرة... للمراغي: ٢٢. والدر المنثور للسيوطي: ٦/٥٧٦..
١٠٠٠- هو استثناء متصل من الجنس على أحد التقديرين١، ومن الأزمنة، وهو استثناء متصل على التقدير الآخر، غير أنه يكون استثناء من المصادر لا من الأزمنة. ( الاستغناء : ٥٢٩-٥٣٠ )
١ - وهما: أن يكون "قليلا" نعتا للمصدر، تقديره: "إلا تمتعا قليلا" أو نعتا للزمان: "إلا زمانا قليلا"..
١٠٠١- قوله تعالى :( أشحة ) حال من المستثنى منه. ( نفسه : ١٤١ )
١٠٠٢- تقديره : ما قاتلوا إلا فريقا قليلا، أو إلا قتالا قليلا، أو إلا زمانا قليلا. وهو متصل على التقادير الثلاثة، غير أن الأول يكون استثناء من الفاعل، والثاني استثناء من الفعل، والثالث استثناء من مسكوت عنه في اللفظ، مراد في المعنى. ( نفسه : ٥٣٠ )
١٠٠٣- قال الأصحاب : هذه الآية تدل على البينونة بالثلاث، وقد أجاب اللخمي من أصحابنا عنها بأربعة أوجه :
أحدها : أنه عليه السلام كان المطلق لا النساء لقوله تعالى :﴿ وأسرحكن سراحا جميلا ﴾.
وثانيها : سلمنا أن الأزواج كن اللائي طلقن، لكن السراح لا يوجب إلا واحدة، كما لو قال : سرحتك.
وثالثها : سلمنا أنه الثلاث، لكنه مختص به عليه السلام، لأن تحريم الطلاق الثلاث معلل بالندم، وهو عليه السلام أملك لنفسه منا.
ورابعها : أن التخيير إنما بين الحياة الدنيا والآخرة. ( الفروق : ٣/١٧٦ )
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٨:١٠٠٣- قال الأصحاب : هذه الآية تدل على البينونة بالثلاث، وقد أجاب اللخمي من أصحابنا عنها بأربعة أوجه :
أحدها : أنه عليه السلام كان المطلق لا النساء لقوله تعالى :﴿ وأسرحكن سراحا جميلا ﴾.
وثانيها : سلمنا أن الأزواج كن اللائي طلقن، لكن السراح لا يوجب إلا واحدة، كما لو قال : سرحتك.
وثالثها : سلمنا أنه الثلاث، لكنه مختص به عليه السلام، لأن تحريم الطلاق الثلاث معلل بالندم، وهو عليه السلام أملك لنفسه منا.
ورابعها : أن التخيير إنما بين الحياة الدنيا والآخرة. ( الفروق : ٣/١٧٦ )

١٠٠٤- هذه عادة الله تعالى في خلقه : من عظمت عليه نعمته اشتدت عليه نقمته ( تنقيح الفصول المطبوع مع الذخيرة : ١/٥٠ )
١٠٠٥- أي : تعذب ثلاثة أمثال عذاب غيرها. وقيل : مثلين. ( نفسه : ٧/٦٩ )
١٠٠٦- قال جماعة من أرباب البيان وأهل التفسير : إن الوقف عند قوله :﴿ لستن كأحد من النساء ﴾، ويبدأ بالشرط، ويكون جوابه ما بعده، وقوله :﴿ فلا تخضعن بالقول ﴾ دون ما قبله، بل حكم الله تعالى بتفضيلهن على النساء مطلقا من غير شرط، وهو أبلغ في مدهن، ويكون جواب الشرط ما بعده، ويستقيم اللفظ والمعنى. ( الفروق : ١/١٠٤-١٠٥ )
١٠٠٧- القنوت : أصله في اللغة : الطاعة. ومنه قوله تعالى :﴿ والقانتين والقانتات ﴾ ويطلق على طول القيام في الصلاة، وفي الحديث : " أفضل الصلاة القنوت " ١ وعلى الصمت، ومنه قوله تعالى :﴿ وقوموا لله قانتين ﴾٢ وعلى الدعاء، ومنه : قنوت الصبح. ( الذخيرة : ٢/٢٣٠ )
١ - رواه مسلم في صحيحه : كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب أفضل الصلاة طول القنوت، عن جابر بن عبد الله..
٢ - سورة البقرة : ٢٣٨..
١٠٠٨- من تنبأ وزعم أنه يوحى إليه قال ابن القاسم : هو مرتد لكفره بقوله تعالى :﴿ وخاتم النبيين ﴾. ( الذخيرة : ١٢/١٣ )
١٠٠٩- إن العالم يكمل بقدر إتباعه للنبي عليه السلام، لأن النبي عليه السلام هو الشمس لقوله تعالى :﴿ وسراجا منيرا ﴾، والسراج هو الشمس لقوله تعالى :﴿ وجعلنا سراجا وهاجا ﴾١. ولما كان القمر يستفيد ضوءه من الشمس، وكلما كثر توجهه إليها كثر ضوؤه حتى يصير بدرا، فلذلك العالم كلما كثر توجهه للنبي عليه السلام وإقباله عليه توفر كماله ( نفسه : ١/٤٣-٤٤ )
١ - سورة النبأ: ١٣..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٥:١٠٠٩- إن العالم يكمل بقدر إتباعه للنبي عليه السلام، لأن النبي عليه السلام هو الشمس لقوله تعالى :﴿ وسراجا منيرا ﴾، والسراج هو الشمس لقوله تعالى :﴿ وجعلنا سراجا وهاجا ﴾١. ولما كان القمر يستفيد ضوءه من الشمس، وكلما كثر توجهه إليها كثر ضوؤه حتى يصير بدرا، فلذلك العالم كلما كثر توجهه للنبي عليه السلام وإقباله عليه توفر كماله ( نفسه : ١/٤٣-٤٤ )
١ - سورة النبأ: ١٣..

١٢ :﴿ وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم ﴾ ٥٠.
١٠١٠- قوله تعالى :﴿ قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم ﴾ أي : الصداق. وقوله تعالى :﴿ وهبت نفسها ﴾ يقتضي اختصاص المرأة بالني صلى الله عليه وسلم دون المؤمنين. وقوله تعالى :﴿ خالصة ﴾ لابد فيه من زيادة فائدة، لأن الأصل عدم التكرار، وهي اختصاص الهبة دون المؤمنين. فلا يجوز لغيره. ( نفسه : ٤/٣٤٩ )
١٠١١- الإناء في اللغة مشتق من أنى، يأنى، إنا، وهو التناهي، قال تعالى :﴿ غير ناظرين إناه ﴾ أي : انتهاءه ( نفسه : ١/١٦٥ )
١٠١٢- ﴿ غير ﴾ منصوب على الحال من ﴿ لكم ﴾ المعمول ل ﴿ يؤذن ﴾ المستثنى، فهو حال من متعلق المستثنى لا من المستثنى. ويجوز أن يكون حالا من ﴿ طعام ﴾. ( الاستغناء : ١٤١ )
١٠١٣- الصلاة من الملائكة : الدعاء، ومن الله تعالى الإحسان، فقد استعمل في المعنيين. ( الذخيرة : ١/٧٧ )
١٠١٤- فائدة : عادة جماعة يقولون : الصلاة من الله تعالى بمعنى الرحمة، ومن الملائكة بمعنى الدعاء، فقد جمع بين المعنيين، ويفسرون الصلاة في حق الله تعالى بالرحمة، والدعاء مستحيل، والرحمة مستحيلة لأنها رقة في الطبع. فيفسرون المستحيل بالمستحيل، وذلك غير جائز في حق الله تعالى. ( شرح التنقيح : ١١٨ )
١٠١٥- فائدة : معنى نهي عمر رضي الله عنه الإماء عن تشبههن بالحرائر، أن السفهاء جرت عادتهم بالتعرض للإماء دون الحرائر، فخشي عمر رضي الله عنه أن يلتبس الأمر فيتعرض السفهاء للحرائر ذوات الجلالة، فتكون المفسدة أعظم، وهذا معنى قوله تعالى :﴿ ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ﴾ أي : أن يميزن بعلاماتهن عن غيرهن. ( الذخيرة : ٢/١٠٣ )
١٠١٦- أمانة الله تعالى تكليفه. وتكليفه كلامه القديم، فهي صفته تعالى. ( نفسه : ٤/٩ )
١٠١٧- قال العلماء : معناه أن الله تعالى عرض التكاليف على السماوات والأرض والجبال وقال لهن : إن حملتن التكاليف وأطعتن، فلكن الثواب الجزيل، وإن عصيتن فعليكن العذاب الوبيل. فقلن : لا نعدل بالسلامة شيئا. ثم عرضت على الإنسان فالتزم ذلك، فأخبر الله تعالى أن كان ظلوما لنفسه، جهولا بالعواقب، فلا جرم هلك من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون، وسلم من كل ألف واحد، كما جاء في الحديث الصحيح. ١ ( الفروق : ٣/٣٠ )
١٠١٨- قوله تعالى :﴿ إنه كان ظلوما جهولا ﴾ أي : ظلوما لنفسه بتوريطها وتعريضها للعقاب، وجهولا بالعواقب والحرام فيها. والأمانة هاهنا، قال العلماء : هي التكاليف. ( الذخيرة : ٩/٩١ )
١٠١٩- جاء في تفسيره : أن الله قال لهذه المذكورات : هل تحملن التكاليف ؟ فإن أطعن فلكن المثوبات العليات، وإن عصيتن فلكن العقوبات المرديات. فقلن : لا نعدل بالسلامة شيئا. وقبل ذلك الإنسان، فاختار حملها طمعا في الثواب والسلامة من العقاب، فغلب عليه الهلاك، وقل فيه الرشاد وكذلك في الصحيح : " يقول الله تعالى لآدم يوم القيامة : ابعث بعث النار فيخرج من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون، فيخلص من كل ألف واحد " ٢ فلذلك قال الله تعالى :﴿ إنه كان ظلوما جهولا ﴾ أي : ظلوما لنفسه. وجهولا، أي : بالعواقب. ( نفسه : ١٠/٧-٨ )
Icon