ﰡ
الآية فيها دليل على إباحة الحلي للنساء، والإجماع منعقد عليه، والأخبار فيه لا تحصى.
في هذه الآية دليل على إبطال التقليد لذمه إياهم على تقليد آبائهم وتركهم النظر.
استدل بعضهم بهذه الآية ١ على أن السقف لرب البيت الأسفل لا لصاحب العلوي إذ هو منسوب إلى البيت ٢ وفي ذلك قولان في المذهب : أحدهما : هذا المستدل عليه بالآية، والآخر : أنه لرب العلو. وهذا الاحتجاج بالآية ضعيف لأن اللام فيها لا توجب ملكا لأنها مثل اللام في قولهم : الدابة للسائس، وهي ليست له. فإذا كان كذلك لم يجب من إضافة السقف إلى البيت إضافته لرب البيت مع أنه لو أضيف إلى رب البيت لكان الأمر محتملا فكيف ولم يضف.
٢ "الأسفل لا لصاحب العلو إذ هو منسوب إلى البيت" كلام ساقط في (ح)، (هـ). وقد نسب ابن عطية هذا القول إلى المهدوي وقال عنه: وهذا تفقه واهن. راجع المحرر الوجيز ١٤/ ٢٥٥..
قال النقاش في قوله :﴿ ويحسبون أنهم مهتدون ﴾ رد على من يقول إنه ليس أحد يفارق الحق إلا ويعرف أنه ضال، وإن كفر فعلى وجه العناد. قال وفيها أيضا دلالة على رد قول من زعم إن المعارف اضطرارية.
اختلف في الآية، فذهب الحسن بن أبي الحسن إلى أن الذكر بمعنى التذكرة والموعظة والقوم : أمته صلى الله عليه وسلم بأجمعها. وذهب ابن عباس وقتادة والسدي وغيرهم إلى أن الذكر الشرف والحمد في الدنيا، والقوم قريش ثم العرب. قال ابن عباس : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل فإذا قالوا له فيمن يكون الأمر من بعدك سكت حتى نزلت هذه الآية. فكان إذا سئل بعد ذلك قال لقريش، فكانت العرب لا تقبل ذلك حتى قبلته الأنصار. ففي هذه الآية على هذا القول دلالة على أن الخلافة إنما هي في قريش خلافا لمن رأى أن قريشا وغيرها في ذلك سواء. وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان " ١ وجاءت أحاديث غير ذلك كثيرة في هذا المعنى تعضد دليل الآية ٢.
٢ ذكر بعضها ابن عطية في المحرر الوجيز ١٤/ ٢٦٢، ٢٦٣..
قال النقاش قد استدل بهذه الآية مبطلو القياس والنظر والجدل وزعموا أنه إفصاح أو كالإفصاح بذم الجدل، والرد عليهم أن يقال إنه تعالى لم يرد بهذا القول ذم الجدل بل أخبر أنهم لم يريدوا بسؤالهم تثبتا ووقوفا عندنا ما يوجبه السؤال. وعبر عن ذلك بالجدل ولا ينكر أن يكون من الجدل ما هو مذموم. فهو الذي أراد تعالى. وقد روى أبو أمامة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما ضل قوم بعد هدي كانوا عليه إلا وأتوا الجدل " ثم قرأ :﴿ ما ضربوه لك إلا جدلا ﴾ ١ ورأى عليه الصلاة والسلام قوما يتنازعون في القرآن فغضب حتى كأنما صب في وجهه الخل وقال : " لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض فما ضل قوم إلا أوتوا الجدل " ٢. فهذا كله ينبغي أن يحمل على الجدل المذموم وهو الذي لا يراد به إظهار حق.
٢ راجع جامع البيان للطبري ٢٥/ ٨٨..
في هذه الآية موادعة وهي منسوخة بآية السيف.
فيه دليل على أن من شرط الشهادات في الحقوق وغيرها أن يكون الشاهد عالما بها. ونحو ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا رأيت مثل الشمس فاشهد وإلا فدع " ١.
السلام : المسالمة، وقيل التسليم على جهة الموادعة. والآية منسوخة لما فيها من الموادعة بآية السيف.