مكية
وآياتها ستون
كلماتها : ٣٧٠ ؛ حروفها : ١٢٨٦.
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ والذاريات ذروا( ١ ) ﴾أقسم ربنا- تبارك اسمه- بالرياح يرسلها سبحانه فتبدِّد وتفرق ما ترفعه عن مكانه من ذرات تراب أو ماء أو ما شاء القوي القدير أن تذروه، من لقاح أو هشيم أو غيرهما، وإلى بعضها أشار القرآن الحكيم :﴿ .. فأصبح هشيما تذروه الرياح.. ﴾١ ﴿ وأرسلنا الرياح لواقح.. ﴾٢.
٢ سورة الحجر. من الآية ٢٢..
ﰡ
وأقسم المولى عز شأنه بالسحب الحاملات للمطر الموقرات المثقلات به، وما أعجب شأنها :﴿ ألم ترى أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء.. ﴾١ ويغيث به مولانا العباد والبلاد ﴿ .. فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ﴾٢ ؛ ويُسكن الحكيم الخبير قدرا منه فيسلكه ينابيع في الأرض.
٢ سورة الحج. من الآية ٥..
وأقسم جل وعز بالملائكة التي تأتي بأمر مقسوم من لدن الفعال لما يريد : خصب وجدب، ومطر وموت.
روى جمع من أئمة التفسير أن تفسير كل بما ذكر جاءت به الآثار١.
هذا هو المقسم عليه، و﴿ ما ﴾ موصولة بمعنى الذي ؛ إن الذي توعدونه أو توعدون به من الخير والشر والثواب والعقاب- ويحتمل أن تكون مصدرية- أي إن وعيدكم متحقق لا كذب فيه بل هو صدق- وقع الاسم موقع المصدر- وإن الجزاء لحاصل لن يخطئكم، يوم يدين الله العباد بأعمالهم.
ولعل من حكمة المولى-عز شأنه- في الإقسام بهذه المذكورات أن يتذكر من له سمع وعقل أن الذي يُجري الرياح لا يُعجزه أن يجمع ما تناثر في الآفاق من أجسام الموتى، أو ما غاص في لجج البحار، أو تخلل ذرات القبور والأغوار :﴿ .. إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في السماوات أو في الأرض يأت بها الله.. ﴾١ ﴿ قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ ﴾٢.
٢ سورة ق الآية ٤..
بعد أن أقسم ربنا سبحانه على مصيرهم ومآلهم، أقسم - جلت حكمته- على سوء حالهم وضلالهم، والقسم هنا بالسماء ذات الحسن والبهاء المرفوعة بلا عمد، المحكمة الشديدة غير المتهاوية ؛ وجواب القسم : إنكم لتقولون قولا يكذب بعضه بعضا، يُخْدَع عنه من خُدِع، ويُؤفك ويفسد عقل المفتونين، فيسوء ظنهم برب العالمين، وباللقاء والجزاء يوم الدين ؛ فبينما يقر المشركون بأنه خالق السماوات والأرض ﴿ ولئن سألتهم من خلق السماوات و الأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم ﴾١ إذا هم يشركون به ما لا يخلق شيئا وهم يُخلقون ؛ وعلى حين يقولون ما حكاه القرآن الحكيم :﴿ إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين ﴾٢ يطلبون الزلفى إلى أصنامهم ويقولون : هؤلاء شفعاؤنا عند الله ؛ فما يضل عن الكبير المتعال ولقائه إلا شقي ضال.
٢ سورة المؤمنون الآية ٣٧..
﴿ الخراصون ﴾ الكذابون، ومن يدعون الحدس والتخمين.
﴿ قتل الخراصون( ١٠ )الذين هم في غمرة ساهون( ١١ )يسألون أيان يوم الدين( ١٢ )يوم هم على النار يفتنون( ١٣ )ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون( ١٤ ) ﴾
أصحاب الريب والتردد في جلال الله تعالى ولقائه يتبعون الظن ﴿ وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين ﴾١ ؛ فاستحقوا بهذا الغي أن يهلكهم الله، وأن يُدعى عليهم باللعنة والطرد من الرحمة ؛ والغفلة تغطيهم فهم لا يرجون آخرة ولا يخافون حسابا، شغلتهم زخارف الدنيا، وغرتهم الأماني وغرهم بالله الغرور :﴿ يستعجلون بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد ﴾٢ يستهزئون بالآخرة ويستبعدون وقوعها، لكنها ستدهمهم، فتنكشف عنهم الغفلة، فلا ينتبهون إلا وقد أحاط بهم سرادق النار ؛ وتقول لهم الملائكة - سخرية بهم- : ذوقوا نصيبكم من العذاب الذي كنتم تستعجلون وقوعه.
﴿ ساهون ﴾ تاركون لاهون.
﴿ الخراصون ﴾ الكذابون، ومن يدعون الحدس والتخمين.
﴿ قتل الخراصون( ١٠ )الذين هم في غمرة ساهون( ١١ )يسألون أيان يوم الدين( ١٢ )يوم هم على النار يفتنون( ١٣ )ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون( ١٤ ) ﴾
أصحاب الريب والتردد في جلال الله تعالى ولقائه يتبعون الظن ﴿ وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين ﴾١ ؛ فاستحقوا بهذا الغي أن يهلكهم الله، وأن يُدعى عليهم باللعنة والطرد من الرحمة ؛ والغفلة تغطيهم فهم لا يرجون آخرة ولا يخافون حسابا، شغلتهم زخارف الدنيا، وغرتهم الأماني وغرهم بالله الغرور :﴿ يستعجلون بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد ﴾٢ يستهزئون بالآخرة ويستبعدون وقوعها، لكنها ستدهمهم، فتنكشف عنهم الغفلة، فلا ينتبهون إلا وقد أحاط بهم سرادق النار ؛ وتقول لهم الملائكة - سخرية بهم- : ذوقوا نصيبكم من العذاب الذي كنتم تستعجلون وقوعه.
﴿ يوم الدين ﴾ يوم يدان الناس، يوم الحساب والجزاء.
﴿ الخراصون ﴾ الكذابون، ومن يدعون الحدس والتخمين.
﴿ قتل الخراصون( ١٠ )الذين هم في غمرة ساهون( ١١ )يسألون أيان يوم الدين( ١٢ )يوم هم على النار يفتنون( ١٣ )ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون( ١٤ ) ﴾
أصحاب الريب والتردد في جلال الله تعالى ولقائه يتبعون الظن ﴿ وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين ﴾١ ؛ فاستحقوا بهذا الغي أن يهلكهم الله، وأن يُدعى عليهم باللعنة والطرد من الرحمة ؛ والغفلة تغطيهم فهم لا يرجون آخرة ولا يخافون حسابا، شغلتهم زخارف الدنيا، وغرتهم الأماني وغرهم بالله الغرور :﴿ يستعجلون بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد ﴾٢ يستهزئون بالآخرة ويستبعدون وقوعها، لكنها ستدهمهم، فتنكشف عنهم الغفلة، فلا ينتبهون إلا وقد أحاط بهم سرادق النار ؛ وتقول لهم الملائكة - سخرية بهم- : ذوقوا نصيبكم من العذاب الذي كنتم تستعجلون وقوعه.
﴿ الخراصون ﴾ الكذابون، ومن يدعون الحدس والتخمين.
﴿ قتل الخراصون( ١٠ )الذين هم في غمرة ساهون( ١١ )يسألون أيان يوم الدين( ١٢ )يوم هم على النار يفتنون( ١٣ )ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون( ١٤ ) ﴾
أصحاب الريب والتردد في جلال الله تعالى ولقائه يتبعون الظن ﴿ وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين ﴾١ ؛ فاستحقوا بهذا الغي أن يهلكهم الله، وأن يُدعى عليهم باللعنة والطرد من الرحمة ؛ والغفلة تغطيهم فهم لا يرجون آخرة ولا يخافون حسابا، شغلتهم زخارف الدنيا، وغرتهم الأماني وغرهم بالله الغرور :﴿ يستعجلون بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد ﴾٢ يستهزئون بالآخرة ويستبعدون وقوعها، لكنها ستدهمهم، فتنكشف عنهم الغفلة، فلا ينتبهون إلا وقد أحاط بهم سرادق النار ؛ وتقول لهم الملائكة - سخرية بهم- : ذوقوا نصيبكم من العذاب الذي كنتم تستعجلون وقوعه.
﴿ قتل الخراصون( ١٠ )الذين هم في غمرة ساهون( ١١ )يسألون أيان يوم الدين( ١٢ )يوم هم على النار يفتنون( ١٣ )ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون( ١٤ ) ﴾
أصحاب الريب والتردد في جلال الله تعالى ولقائه يتبعون الظن ﴿ وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين ﴾١ ؛ فاستحقوا بهذا الغي أن يهلكهم الله، وأن يُدعى عليهم باللعنة والطرد من الرحمة ؛ والغفلة تغطيهم فهم لا يرجون آخرة ولا يخافون حسابا، شغلتهم زخارف الدنيا، وغرتهم الأماني وغرهم بالله الغرور :﴿ يستعجلون بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد ﴾٢ يستهزئون بالآخرة ويستبعدون وقوعها، لكنها ستدهمهم، فتنكشف عنهم الغفلة، فلا ينتبهون إلا وقد أحاط بهم سرادق النار ؛ وتقول لهم الملائكة - سخرية بهم- : ذوقوا نصيبكم من العذاب الذي كنتم تستعجلون وقوعه.
الآيات السابقات بينت سخط الله على كل مُفتر شقي، وهذه بينت رضوانه على كل بر تقي، فليرسخ اليقين بأن من أطاع ربه واتبع هداه فإن مستقره الجنات العاليات، والبساتين النضرات، وتتخللها عيون بأعذب الماء متفجرات، والفرح والحبور يملأ نفوسهم، ويتلقون بغاية الرضا حظهم من النعيم وما أُعد لهم ؛ ولقد رضي الله عنهم ورضوا عنه، لأنهم كانوا في دنياهم يُتقنون عبادتهم وأعمالهم، فطالما تجافت جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم، ويقضون ساعات الليل١ خاضعين خاشعين، قائمين ساجدين مصلين، ولآيات القرآن تالين، مسبحين وداعين ومستغفرين، وينفقون مما استخلفهم الله فيه، تفريجا لكرب السائلين والمتعففين عن السؤال.
[ وقد ثبت في الصحاح وغيرها أن جماعة من الصحابة رضي الله تعالى عنهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :( إن الله تعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول هل من تائب فأتوب عليه هل من مستغفر فأغفر له هل من سائل فيعطى سؤله، حتى يطلع الفجر )... قال الزهري وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( ليس المسكين بالطوّاف الذي ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه ولا يفطن له فيتصدق عليه )٢ وهذا الحديث قد أسنده الشيخان في صحيحيهما من وجه آخر ]٣.
[ وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( ويل للأغنياء من الفقراء يوم القيامة يقولون ربنا ظلمونا حقوقنا التي فرضت لنا عليهم فيقول الله تعالى وعزتي وجلالي لأقربنكم ولأبعدنهم ) ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ﴾ ذكره الثعلبي ]٤.
ورواية ابن جرير عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتين والأكلة والأكلتان) قالوا: فمن المسكين يا رسول الله؟ قال:(الذي لا يجد غنى ولا يُعْلَم بحاجته فيُتَصَدَّق عليه فذلك المحروم)..
٢ مما أورد صاحب تفسير القرآن العظيم..
٣ مما أورد صاحب الجامع لأحكام القرآن..
٤ مما أورد القرطبي..
الآيات السابقات بينت سخط الله على كل مُفتر شقي، وهذه بينت رضوانه على كل بر تقي، فليرسخ اليقين بأن من أطاع ربه واتبع هداه فإن مستقره الجنات العاليات، والبساتين النضرات، وتتخللها عيون بأعذب الماء متفجرات، والفرح والحبور يملأ نفوسهم، ويتلقون بغاية الرضا حظهم من النعيم وما أُعد لهم ؛ ولقد رضي الله عنهم ورضوا عنه، لأنهم كانوا في دنياهم يُتقنون عبادتهم وأعمالهم، فطالما تجافت جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم، ويقضون ساعات الليل١ خاضعين خاشعين، قائمين ساجدين مصلين، ولآيات القرآن تالين، مسبحين وداعين ومستغفرين، وينفقون مما استخلفهم الله فيه، تفريجا لكرب السائلين والمتعففين عن السؤال.
[ وقد ثبت في الصحاح وغيرها أن جماعة من الصحابة رضي الله تعالى عنهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :( إن الله تعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول هل من تائب فأتوب عليه هل من مستغفر فأغفر له هل من سائل فيعطى سؤله، حتى يطلع الفجر )... قال الزهري وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( ليس المسكين بالطوّاف الذي ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه ولا يفطن له فيتصدق عليه )٢ وهذا الحديث قد أسنده الشيخان في صحيحيهما من وجه آخر ]٣.
[ وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( ويل للأغنياء من الفقراء يوم القيامة يقولون ربنا ظلمونا حقوقنا التي فرضت لنا عليهم فيقول الله تعالى وعزتي وجلالي لأقربنكم ولأبعدنهم ) ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ﴾ ذكره الثعلبي ]٤.
ورواية ابن جرير عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتين والأكلة والأكلتان) قالوا: فمن المسكين يا رسول الله؟ قال:(الذي لا يجد غنى ولا يُعْلَم بحاجته فيُتَصَدَّق عليه فذلك المحروم)..
٢ مما أورد صاحب تفسير القرآن العظيم..
٣ مما أورد صاحب الجامع لأحكام القرآن..
٤ مما أورد القرطبي..
الآيات السابقات بينت سخط الله على كل مُفتر شقي، وهذه بينت رضوانه على كل بر تقي، فليرسخ اليقين بأن من أطاع ربه واتبع هداه فإن مستقره الجنات العاليات، والبساتين النضرات، وتتخللها عيون بأعذب الماء متفجرات، والفرح والحبور يملأ نفوسهم، ويتلقون بغاية الرضا حظهم من النعيم وما أُعد لهم ؛ ولقد رضي الله عنهم ورضوا عنه، لأنهم كانوا في دنياهم يُتقنون عبادتهم وأعمالهم، فطالما تجافت جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم، ويقضون ساعات الليل١ خاضعين خاشعين، قائمين ساجدين مصلين، ولآيات القرآن تالين، مسبحين وداعين ومستغفرين، وينفقون مما استخلفهم الله فيه، تفريجا لكرب السائلين والمتعففين عن السؤال.
[ وقد ثبت في الصحاح وغيرها أن جماعة من الصحابة رضي الله تعالى عنهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :( إن الله تعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول هل من تائب فأتوب عليه هل من مستغفر فأغفر له هل من سائل فيعطى سؤله، حتى يطلع الفجر )... قال الزهري وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( ليس المسكين بالطوّاف الذي ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه ولا يفطن له فيتصدق عليه )٢ وهذا الحديث قد أسنده الشيخان في صحيحيهما من وجه آخر ]٣.
[ وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( ويل للأغنياء من الفقراء يوم القيامة يقولون ربنا ظلمونا حقوقنا التي فرضت لنا عليهم فيقول الله تعالى وعزتي وجلالي لأقربنكم ولأبعدنهم ) ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ﴾ ذكره الثعلبي ]٤.
ورواية ابن جرير عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتين والأكلة والأكلتان) قالوا: فمن المسكين يا رسول الله؟ قال:(الذي لا يجد غنى ولا يُعْلَم بحاجته فيُتَصَدَّق عليه فذلك المحروم)..
٢ مما أورد صاحب تفسير القرآن العظيم..
٣ مما أورد صاحب الجامع لأحكام القرآن..
٤ مما أورد القرطبي..
الآيات السابقات بينت سخط الله على كل مُفتر شقي، وهذه بينت رضوانه على كل بر تقي، فليرسخ اليقين بأن من أطاع ربه واتبع هداه فإن مستقره الجنات العاليات، والبساتين النضرات، وتتخللها عيون بأعذب الماء متفجرات، والفرح والحبور يملأ نفوسهم، ويتلقون بغاية الرضا حظهم من النعيم وما أُعد لهم ؛ ولقد رضي الله عنهم ورضوا عنه، لأنهم كانوا في دنياهم يُتقنون عبادتهم وأعمالهم، فطالما تجافت جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم، ويقضون ساعات الليل١ خاضعين خاشعين، قائمين ساجدين مصلين، ولآيات القرآن تالين، مسبحين وداعين ومستغفرين، وينفقون مما استخلفهم الله فيه، تفريجا لكرب السائلين والمتعففين عن السؤال.
[ وقد ثبت في الصحاح وغيرها أن جماعة من الصحابة رضي الله تعالى عنهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :( إن الله تعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول هل من تائب فأتوب عليه هل من مستغفر فأغفر له هل من سائل فيعطى سؤله، حتى يطلع الفجر )... قال الزهري وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( ليس المسكين بالطوّاف الذي ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه ولا يفطن له فيتصدق عليه )٢ وهذا الحديث قد أسنده الشيخان في صحيحيهما من وجه آخر ]٣.
[ وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( ويل للأغنياء من الفقراء يوم القيامة يقولون ربنا ظلمونا حقوقنا التي فرضت لنا عليهم فيقول الله تعالى وعزتي وجلالي لأقربنكم ولأبعدنهم ) ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ﴾ ذكره الثعلبي ]٤.
ورواية ابن جرير عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتين والأكلة والأكلتان) قالوا: فمن المسكين يا رسول الله؟ قال:(الذي لا يجد غنى ولا يُعْلَم بحاجته فيُتَصَدَّق عليه فذلك المحروم)..
٢ مما أورد صاحب تفسير القرآن العظيم..
٣ مما أورد صاحب الجامع لأحكام القرآن..
٤ مما أورد القرطبي..
الآيات السابقات بينت سخط الله على كل مُفتر شقي، وهذه بينت رضوانه على كل بر تقي، فليرسخ اليقين بأن من أطاع ربه واتبع هداه فإن مستقره الجنات العاليات، والبساتين النضرات، وتتخللها عيون بأعذب الماء متفجرات، والفرح والحبور يملأ نفوسهم، ويتلقون بغاية الرضا حظهم من النعيم وما أُعد لهم ؛ ولقد رضي الله عنهم ورضوا عنه، لأنهم كانوا في دنياهم يُتقنون عبادتهم وأعمالهم، فطالما تجافت جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم، ويقضون ساعات الليل١ خاضعين خاشعين، قائمين ساجدين مصلين، ولآيات القرآن تالين، مسبحين وداعين ومستغفرين، وينفقون مما استخلفهم الله فيه، تفريجا لكرب السائلين والمتعففين عن السؤال.
[ وقد ثبت في الصحاح وغيرها أن جماعة من الصحابة رضي الله تعالى عنهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :( إن الله تعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول هل من تائب فأتوب عليه هل من مستغفر فأغفر له هل من سائل فيعطى سؤله، حتى يطلع الفجر )... قال الزهري وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( ليس المسكين بالطوّاف الذي ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه ولا يفطن له فيتصدق عليه )٢ وهذا الحديث قد أسنده الشيخان في صحيحيهما من وجه آخر ]٣.
[ وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( ويل للأغنياء من الفقراء يوم القيامة يقولون ربنا ظلمونا حقوقنا التي فرضت لنا عليهم فيقول الله تعالى وعزتي وجلالي لأقربنكم ولأبعدنهم ) ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ﴾ ذكره الثعلبي ]٤.
ورواية ابن جرير عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتين والأكلة والأكلتان) قالوا: فمن المسكين يا رسول الله؟ قال:(الذي لا يجد غنى ولا يُعْلَم بحاجته فيُتَصَدَّق عليه فذلك المحروم)..
٢ مما أورد صاحب تفسير القرآن العظيم..
٣ مما أورد صاحب الجامع لأحكام القرآن..
٤ مما أورد القرطبي..
حكمة الله تعالى تتجلى في كل ما يحيط بنا، ويعتبر ويتعظ بآياتها من تزيده الشواهد والعبر يقينا، أما الغافل، أو المماري المجادل بالباطل، أو الجاحد الضال الجاهل، فأولئك لا ينتفعون بآيات ولا ببرهان :﴿ وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر. وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر. ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر. حكمة بالغة فما تغني النذر ﴾١.
أودع الله البارئ المصور أرضنا عجائب لا نحصيها، فطبيعة تكوينها ليست المتناهية الثقل، ولا بالبالغة نهاية الخفة والشفافية، وبذلك تثبت في حيزها وتستفيد من الشمس والقمر حولها ؛ ولم يجعلها في غاية الصلابة ولا في غاية اللين، وبهذا يمكن الاستقرار عليها، وشق الأنهار وحفر الآبار فيها، وإقامة الأبنية منها وعليها، وانصداعها بالنبات وانشقاقها عنه ؛ ثم انظر إلى آثار رحمة الله في البركات التي تملأ جنباتها : بشر يخافون ربهم ويطيعونه، ويسبحونه ويقدسونه، يباهي الله بهم ملائكته، سخر لهم الأرض فمنها أصلهم، وفيها قبورهم ومنها بعثهم ونشورهم، ومن برها وبحرها ومختلف أقطارها أقواتهم وثيابهم وحليهم، وعلى سطحها ومن جوفها أرزاقهم، ومن أنعامها وزرعها غذاؤهم، وعلى دوابها وفلكها ومراكبها أثقالهم وارتحالهم، وفي حرها وقرّها وليلها ونهارها صلاح لهم ؛ ثم يدلنا الكتاب الكريم على وحدانية العزيز الغفار، ويتجاوز بنا مجرد الأخبار- وإنها لحق من الله الحق الفاعل المختار-ويحضنا على النظر والاعتبار، والتدبر في الصنعة الربانية لتهدينا إلى الصانع الواحد القهار :﴿ فلينظر الإنسان مم خلق ﴾٢، وفينا معاشر الآدميين علامات ودلائل تشهد بأننا من خلق رب رحيم قادر عليم ؛ فنحن- وقد فضلنا على سائر خلقه- لا نملك حتى بعد أن يمنحنا السمع والبصر والعقل والقوة أن نُحْدِث لأنفسنا خيرا أو ندفع عنها ضرا-إلا أن يشاء ربنا-فكيف نستطيع أن نوجد أنفسنا أو غيرنا ؟ !.
لقد أثبت العقل والنقل عجزنا عن مضاهاة خلق ربنا ولو في خلق حبة أو ذرة أو أهون دابة ﴿ ... لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له... ﴾٣، وفي أصل نشأتنا آيات تدل على تفرد ربنا بالخلق والتدبير ؛ فأبونا آدم من تراب خالطه ماء فإذا هو طين صلصال وحمأ مسنون، يسويه المولى سبحانه وينفخ فيه من روحه فيتناسل منه ومن زوجه بشر منبثون منتشرون متفرقون ؛ وجعل تناسلنا من ماء مهين بين رجل وامرأة يُقِرُّ الله تعالى منه ما يشاء في الأرحام، ويرعاه خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث- ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة- :﴿ ثم جعلناه نطفة في قرار مكين. ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأنه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ﴾٤. ويتولنا على امتداد حياتنا، فبعد تصوير الأجنة في الأرحام يتزايد الفضل والإنعام فنقوى بعد ضعف، ونوهب التمييز والإدراك :﴿ والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون ﴾٥، ويمنحنا مولانا المظهر السويّ :﴿ لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ﴾٦ ؛ وعلى ما أودع أجسامنا من أتقن التراكيب٧، ففي الإنسان ستون وثلاثمائة مفصل، وفي الأذن عشرة آلاف خلية سمعية، والقرآن يذكر بجانب من تلك النعم :﴿ ألم نجعل له عينين. ولسانا وشفتين ﴾ سورة البلد. الآيتان ٩، ٨.
﴿ وفي السماء رزقكم ﴾ في جهة السماء السحاب الذي يحمل المطر وفيه حياة العباد والبلاد، -والنبات والحيوان-أو أسباب رزقكم من النيّرين والكواكب والمطالع والمغارب التي تختلف بها الفصول التي هي مبادي الرزق.. أو التجوز بجعل وجود الأسباب فيها كوجود المسبب-٨.
[ وقيل : وفي السماء تقدير رزقكم، وما فيه لكم مكتوب في أم الكتاب.. ﴿ وما توعدون ﴾ قال مجاهد يعني من خير وشر.. ﴿ فورب السماء والأرض إنه لحق ﴾ أكد ما أخبرهم به من البعث، وما خلق في السماء من الرزق، وأقسم عليه بأنه لحق، ثم أكده بقوله :﴿ مثل ما أنكم تنطقون ﴾ وخص النطق من بين سائر الحواس لأن ما سواه من الحواس يدخله التشبيه.. وقال بعض الحكماء : كما أن كل إنسان ينطق بنفسه ولا يمكنه أن ينطق بلسان غيره، فكذلك كل إنسان يأكل رزقه ولا يمكنه أن يأكل رزق غيره. ]٩
٢ سورة الطارق. الآية ٥..
٣ سورة الحج. من الآية ٧٣..
٤ سورة المؤمنون الآيتان ١٤، ١٣..
٥ سورة النحل من الآية ٧٨..
٦ سورة التين الآية ٤..
٧ يقول صاحب كتاب [الإسلام يتحدى]: في كل عين مائة وثلاثون مليون من الخلايا الملتقطة للضوء، وباللسان ثلاثة آلاف من شعيرات التذوق لكل منها شعيرة عصبية خاصة متصلة بالمخ ويضيف: بالجلد ثلاثون ألفا من الخلايا الملتقطة للحرارة، وربع مليون من الخلايا الملتقطة للبرودة، وثلاثة ملايين من الغدد العرقية أهـ. وقديما قال الشاعر الحكيم:
وتزعم أنك جرم صغير *** وفيك انطوى العالم الأكبر..
٨ مما أورد الألوسي..
٩ مما أورد القرطبي..
حكمة الله تعالى تتجلى في كل ما يحيط بنا، ويعتبر ويتعظ بآياتها من تزيده الشواهد والعبر يقينا، أما الغافل، أو المماري المجادل بالباطل، أو الجاحد الضال الجاهل، فأولئك لا ينتفعون بآيات ولا ببرهان :﴿ وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر. وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر. ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر. حكمة بالغة فما تغني النذر ﴾١.
أودع الله البارئ المصور أرضنا عجائب لا نحصيها، فطبيعة تكوينها ليست المتناهية الثقل، ولا بالبالغة نهاية الخفة والشفافية، وبذلك تثبت في حيزها وتستفيد من الشمس والقمر حولها ؛ ولم يجعلها في غاية الصلابة ولا في غاية اللين، وبهذا يمكن الاستقرار عليها، وشق الأنهار وحفر الآبار فيها، وإقامة الأبنية منها وعليها، وانصداعها بالنبات وانشقاقها عنه ؛ ثم انظر إلى آثار رحمة الله في البركات التي تملأ جنباتها : بشر يخافون ربهم ويطيعونه، ويسبحونه ويقدسونه، يباهي الله بهم ملائكته، سخر لهم الأرض فمنها أصلهم، وفيها قبورهم ومنها بعثهم ونشورهم، ومن برها وبحرها ومختلف أقطارها أقواتهم وثيابهم وحليهم، وعلى سطحها ومن جوفها أرزاقهم، ومن أنعامها وزرعها غذاؤهم، وعلى دوابها وفلكها ومراكبها أثقالهم وارتحالهم، وفي حرها وقرّها وليلها ونهارها صلاح لهم ؛ ثم يدلنا الكتاب الكريم على وحدانية العزيز الغفار، ويتجاوز بنا مجرد الأخبار- وإنها لحق من الله الحق الفاعل المختار-ويحضنا على النظر والاعتبار، والتدبر في الصنعة الربانية لتهدينا إلى الصانع الواحد القهار :﴿ فلينظر الإنسان مم خلق ﴾٢، وفينا معاشر الآدميين علامات ودلائل تشهد بأننا من خلق رب رحيم قادر عليم ؛ فنحن- وقد فضلنا على سائر خلقه- لا نملك حتى بعد أن يمنحنا السمع والبصر والعقل والقوة أن نُحْدِث لأنفسنا خيرا أو ندفع عنها ضرا-إلا أن يشاء ربنا-فكيف نستطيع أن نوجد أنفسنا أو غيرنا ؟ !.
لقد أثبت العقل والنقل عجزنا عن مضاهاة خلق ربنا ولو في خلق حبة أو ذرة أو أهون دابة ﴿... لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له... ﴾٣، وفي أصل نشأتنا آيات تدل على تفرد ربنا بالخلق والتدبير ؛ فأبونا آدم من تراب خالطه ماء فإذا هو طين صلصال وحمأ مسنون، يسويه المولى سبحانه وينفخ فيه من روحه فيتناسل منه ومن زوجه بشر منبثون منتشرون متفرقون ؛ وجعل تناسلنا من ماء مهين بين رجل وامرأة يُقِرُّ الله تعالى منه ما يشاء في الأرحام، ويرعاه خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث- ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة- :﴿ ثم جعلناه نطفة في قرار مكين. ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأنه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ﴾٤. ويتولنا على امتداد حياتنا، فبعد تصوير الأجنة في الأرحام يتزايد الفضل والإنعام فنقوى بعد ضعف، ونوهب التمييز والإدراك :﴿ والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون ﴾٥، ويمنحنا مولانا المظهر السويّ :﴿ لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ﴾٦ ؛ وعلى ما أودع أجسامنا من أتقن التراكيب٧، ففي الإنسان ستون وثلاثمائة مفصل، وفي الأذن عشرة آلاف خلية سمعية، والقرآن يذكر بجانب من تلك النعم :﴿ ألم نجعل له عينين. ولسانا وشفتين ﴾ سورة البلد. الآيتان ٩، ٨.
﴿ وفي السماء رزقكم ﴾ في جهة السماء السحاب الذي يحمل المطر وفيه حياة العباد والبلاد، -والنبات والحيوان-أو أسباب رزقكم من النيّرين والكواكب والمطالع والمغارب التي تختلف بها الفصول التي هي مبادي الرزق.. أو التجوز بجعل وجود الأسباب فيها كوجود المسبب-٨.
[ وقيل : وفي السماء تقدير رزقكم، وما فيه لكم مكتوب في أم الكتاب.. ﴿ وما توعدون ﴾ قال مجاهد يعني من خير وشر.. ﴿ فورب السماء والأرض إنه لحق ﴾ أكد ما أخبرهم به من البعث، وما خلق في السماء من الرزق، وأقسم عليه بأنه لحق، ثم أكده بقوله :﴿ مثل ما أنكم تنطقون ﴾ وخص النطق من بين سائر الحواس لأن ما سواه من الحواس يدخله التشبيه.. وقال بعض الحكماء : كما أن كل إنسان ينطق بنفسه ولا يمكنه أن ينطق بلسان غيره، فكذلك كل إنسان يأكل رزقه ولا يمكنه أن يأكل رزق غيره. ]٩
٢ سورة الطارق. الآية ٥..
٣ سورة الحج. من الآية ٧٣..
٤ سورة المؤمنون الآيتان ١٤، ١٣..
٥ سورة النحل من الآية ٧٨..
٦ سورة التين الآية ٤..
٧ يقول صاحب كتاب [الإسلام يتحدى]: في كل عين مائة وثلاثون مليون من الخلايا الملتقطة للضوء، وباللسان ثلاثة آلاف من شعيرات التذوق لكل منها شعيرة عصبية خاصة متصلة بالمخ ويضيف: بالجلد ثلاثون ألفا من الخلايا الملتقطة للحرارة، وربع مليون من الخلايا الملتقطة للبرودة، وثلاثة ملايين من الغدد العرقية أهـ. وقديما قال الشاعر الحكيم:
وتزعم أنك جرم صغير *** وفيك انطوى العالم الأكبر..
٨ مما أورد الألوسي..
٩ مما أورد القرطبي..
حكمة الله تعالى تتجلى في كل ما يحيط بنا، ويعتبر ويتعظ بآياتها من تزيده الشواهد والعبر يقينا، أما الغافل، أو المماري المجادل بالباطل، أو الجاحد الضال الجاهل، فأولئك لا ينتفعون بآيات ولا ببرهان :﴿ وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر. وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر. ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر. حكمة بالغة فما تغني النذر ﴾١.
أودع الله البارئ المصور أرضنا عجائب لا نحصيها، فطبيعة تكوينها ليست المتناهية الثقل، ولا بالبالغة نهاية الخفة والشفافية، وبذلك تثبت في حيزها وتستفيد من الشمس والقمر حولها ؛ ولم يجعلها في غاية الصلابة ولا في غاية اللين، وبهذا يمكن الاستقرار عليها، وشق الأنهار وحفر الآبار فيها، وإقامة الأبنية منها وعليها، وانصداعها بالنبات وانشقاقها عنه ؛ ثم انظر إلى آثار رحمة الله في البركات التي تملأ جنباتها : بشر يخافون ربهم ويطيعونه، ويسبحونه ويقدسونه، يباهي الله بهم ملائكته، سخر لهم الأرض فمنها أصلهم، وفيها قبورهم ومنها بعثهم ونشورهم، ومن برها وبحرها ومختلف أقطارها أقواتهم وثيابهم وحليهم، وعلى سطحها ومن جوفها أرزاقهم، ومن أنعامها وزرعها غذاؤهم، وعلى دوابها وفلكها ومراكبها أثقالهم وارتحالهم، وفي حرها وقرّها وليلها ونهارها صلاح لهم ؛ ثم يدلنا الكتاب الكريم على وحدانية العزيز الغفار، ويتجاوز بنا مجرد الأخبار- وإنها لحق من الله الحق الفاعل المختار-ويحضنا على النظر والاعتبار، والتدبر في الصنعة الربانية لتهدينا إلى الصانع الواحد القهار :﴿ فلينظر الإنسان مم خلق ﴾٢، وفينا معاشر الآدميين علامات ودلائل تشهد بأننا من خلق رب رحيم قادر عليم ؛ فنحن- وقد فضلنا على سائر خلقه- لا نملك حتى بعد أن يمنحنا السمع والبصر والعقل والقوة أن نُحْدِث لأنفسنا خيرا أو ندفع عنها ضرا-إلا أن يشاء ربنا-فكيف نستطيع أن نوجد أنفسنا أو غيرنا ؟ !.
لقد أثبت العقل والنقل عجزنا عن مضاهاة خلق ربنا ولو في خلق حبة أو ذرة أو أهون دابة ﴿... لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له... ﴾٣، وفي أصل نشأتنا آيات تدل على تفرد ربنا بالخلق والتدبير ؛ فأبونا آدم من تراب خالطه ماء فإذا هو طين صلصال وحمأ مسنون، يسويه المولى سبحانه وينفخ فيه من روحه فيتناسل منه ومن زوجه بشر منبثون منتشرون متفرقون ؛ وجعل تناسلنا من ماء مهين بين رجل وامرأة يُقِرُّ الله تعالى منه ما يشاء في الأرحام، ويرعاه خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث- ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة- :﴿ ثم جعلناه نطفة في قرار مكين. ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأنه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ﴾٤. ويتولنا على امتداد حياتنا، فبعد تصوير الأجنة في الأرحام يتزايد الفضل والإنعام فنقوى بعد ضعف، ونوهب التمييز والإدراك :﴿ والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون ﴾٥، ويمنحنا مولانا المظهر السويّ :﴿ لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ﴾٦ ؛ وعلى ما أودع أجسامنا من أتقن التراكيب٧، ففي الإنسان ستون وثلاثمائة مفصل، وفي الأذن عشرة آلاف خلية سمعية، والقرآن يذكر بجانب من تلك النعم :﴿ ألم نجعل له عينين. ولسانا وشفتين ﴾ سورة البلد. الآيتان ٩، ٨.
﴿ وفي السماء رزقكم ﴾ في جهة السماء السحاب الذي يحمل المطر وفيه حياة العباد والبلاد، -والنبات والحيوان-أو أسباب رزقكم من النيّرين والكواكب والمطالع والمغارب التي تختلف بها الفصول التي هي مبادي الرزق.. أو التجوز بجعل وجود الأسباب فيها كوجود المسبب-٨.
[ وقيل : وفي السماء تقدير رزقكم، وما فيه لكم مكتوب في أم الكتاب.. ﴿ وما توعدون ﴾ قال مجاهد يعني من خير وشر.. ﴿ فورب السماء والأرض إنه لحق ﴾ أكد ما أخبرهم به من البعث، وما خلق في السماء من الرزق، وأقسم عليه بأنه لحق، ثم أكده بقوله :﴿ مثل ما أنكم تنطقون ﴾ وخص النطق من بين سائر الحواس لأن ما سواه من الحواس يدخله التشبيه.. وقال بعض الحكماء : كما أن كل إنسان ينطق بنفسه ولا يمكنه أن ينطق بلسان غيره، فكذلك كل إنسان يأكل رزقه ولا يمكنه أن يأكل رزق غيره. ]٩
٢ سورة الطارق. الآية ٥..
٣ سورة الحج. من الآية ٧٣..
٤ سورة المؤمنون الآيتان ١٤، ١٣..
٥ سورة النحل من الآية ٧٨..
٦ سورة التين الآية ٤..
٧ يقول صاحب كتاب [الإسلام يتحدى]: في كل عين مائة وثلاثون مليون من الخلايا الملتقطة للضوء، وباللسان ثلاثة آلاف من شعيرات التذوق لكل منها شعيرة عصبية خاصة متصلة بالمخ ويضيف: بالجلد ثلاثون ألفا من الخلايا الملتقطة للحرارة، وربع مليون من الخلايا الملتقطة للبرودة، وثلاثة ملايين من الغدد العرقية أهـ. وقديما قال الشاعر الحكيم:
وتزعم أنك جرم صغير *** وفيك انطوى العالم الأكبر..
٨ مما أورد الألوسي..
٩ مما أورد القرطبي..
حكمة الله تعالى تتجلى في كل ما يحيط بنا، ويعتبر ويتعظ بآياتها من تزيده الشواهد والعبر يقينا، أما الغافل، أو المماري المجادل بالباطل، أو الجاحد الضال الجاهل، فأولئك لا ينتفعون بآيات ولا ببرهان :﴿ وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر. وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر. ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر. حكمة بالغة فما تغني النذر ﴾١.
أودع الله البارئ المصور أرضنا عجائب لا نحصيها، فطبيعة تكوينها ليست المتناهية الثقل، ولا بالبالغة نهاية الخفة والشفافية، وبذلك تثبت في حيزها وتستفيد من الشمس والقمر حولها ؛ ولم يجعلها في غاية الصلابة ولا في غاية اللين، وبهذا يمكن الاستقرار عليها، وشق الأنهار وحفر الآبار فيها، وإقامة الأبنية منها وعليها، وانصداعها بالنبات وانشقاقها عنه ؛ ثم انظر إلى آثار رحمة الله في البركات التي تملأ جنباتها : بشر يخافون ربهم ويطيعونه، ويسبحونه ويقدسونه، يباهي الله بهم ملائكته، سخر لهم الأرض فمنها أصلهم، وفيها قبورهم ومنها بعثهم ونشورهم، ومن برها وبحرها ومختلف أقطارها أقواتهم وثيابهم وحليهم، وعلى سطحها ومن جوفها أرزاقهم، ومن أنعامها وزرعها غذاؤهم، وعلى دوابها وفلكها ومراكبها أثقالهم وارتحالهم، وفي حرها وقرّها وليلها ونهارها صلاح لهم ؛ ثم يدلنا الكتاب الكريم على وحدانية العزيز الغفار، ويتجاوز بنا مجرد الأخبار- وإنها لحق من الله الحق الفاعل المختار-ويحضنا على النظر والاعتبار، والتدبر في الصنعة الربانية لتهدينا إلى الصانع الواحد القهار :﴿ فلينظر الإنسان مم خلق ﴾٢، وفينا معاشر الآدميين علامات ودلائل تشهد بأننا من خلق رب رحيم قادر عليم ؛ فنحن- وقد فضلنا على سائر خلقه- لا نملك حتى بعد أن يمنحنا السمع والبصر والعقل والقوة أن نُحْدِث لأنفسنا خيرا أو ندفع عنها ضرا-إلا أن يشاء ربنا-فكيف نستطيع أن نوجد أنفسنا أو غيرنا ؟ !.
لقد أثبت العقل والنقل عجزنا عن مضاهاة خلق ربنا ولو في خلق حبة أو ذرة أو أهون دابة ﴿... لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له... ﴾٣، وفي أصل نشأتنا آيات تدل على تفرد ربنا بالخلق والتدبير ؛ فأبونا آدم من تراب خالطه ماء فإذا هو طين صلصال وحمأ مسنون، يسويه المولى سبحانه وينفخ فيه من روحه فيتناسل منه ومن زوجه بشر منبثون منتشرون متفرقون ؛ وجعل تناسلنا من ماء مهين بين رجل وامرأة يُقِرُّ الله تعالى منه ما يشاء في الأرحام، ويرعاه خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث- ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة- :﴿ ثم جعلناه نطفة في قرار مكين. ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأنه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ﴾٤. ويتولنا على امتداد حياتنا، فبعد تصوير الأجنة في الأرحام يتزايد الفضل والإنعام فنقوى بعد ضعف، ونوهب التمييز والإدراك :﴿ والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون ﴾٥، ويمنحنا مولانا المظهر السويّ :﴿ لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ﴾٦ ؛ وعلى ما أودع أجسامنا من أتقن التراكيب٧، ففي الإنسان ستون وثلاثمائة مفصل، وفي الأذن عشرة آلاف خلية سمعية، والقرآن يذكر بجانب من تلك النعم :﴿ ألم نجعل له عينين. ولسانا وشفتين ﴾ سورة البلد. الآيتان ٩، ٨.
﴿ وفي السماء رزقكم ﴾ في جهة السماء السحاب الذي يحمل المطر وفيه حياة العباد والبلاد، -والنبات والحيوان-أو أسباب رزقكم من النيّرين والكواكب والمطالع والمغارب التي تختلف بها الفصول التي هي مبادي الرزق.. أو التجوز بجعل وجود الأسباب فيها كوجود المسبب-٨.
[ وقيل : وفي السماء تقدير رزقكم، وما فيه لكم مكتوب في أم الكتاب.. ﴿ وما توعدون ﴾ قال مجاهد يعني من خير وشر.. ﴿ فورب السماء والأرض إنه لحق ﴾ أكد ما أخبرهم به من البعث، وما خلق في السماء من الرزق، وأقسم عليه بأنه لحق، ثم أكده بقوله :﴿ مثل ما أنكم تنطقون ﴾ وخص النطق من بين سائر الحواس لأن ما سواه من الحواس يدخله التشبيه.. وقال بعض الحكماء : كما أن كل إنسان ينطق بنفسه ولا يمكنه أن ينطق بلسان غيره، فكذلك كل إنسان يأكل رزقه ولا يمكنه أن يأكل رزق غيره. ]٩
٢ سورة الطارق. الآية ٥..
٣ سورة الحج. من الآية ٧٣..
٤ سورة المؤمنون الآيتان ١٤، ١٣..
٥ سورة النحل من الآية ٧٨..
٦ سورة التين الآية ٤..
٧ يقول صاحب كتاب [الإسلام يتحدى]: في كل عين مائة وثلاثون مليون من الخلايا الملتقطة للضوء، وباللسان ثلاثة آلاف من شعيرات التذوق لكل منها شعيرة عصبية خاصة متصلة بالمخ ويضيف: بالجلد ثلاثون ألفا من الخلايا الملتقطة للحرارة، وربع مليون من الخلايا الملتقطة للبرودة، وثلاثة ملايين من الغدد العرقية أهـ. وقديما قال الشاعر الحكيم:
وتزعم أنك جرم صغير *** وفيك انطوى العالم الأكبر..
٨ مما أورد الألوسي..
٩ مما أورد القرطبي..
﴿ هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين( ٢٤ )إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون( ٢٥ )فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين( ٢٦ )فقربه إليهم قال ألا تأكلون( ٢٧ )فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم( ٢٨ )فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم( ٢٩ )قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم( ٣٠ ) ﴾.
قد جاءك نبأ أضياف إبراهيم عليه السلام من الملائكة- وقد أتوا في صورة رجال- وإنهم لذوي قدر ومكانة، وكرامة على الله سبحانه ؛ وحين دخلوا عليه حيوه بالسلام فرد عليهم وحياهم، لكنه لعله أراد أن يتعرف عليهم فأخبرهم أنه لا يعرفهم وسارع إلى حيث أهل داره فأعد لهم خير ما عنده من طعام، ﴿ عجل ﴾ ولد بقرة ﴿ سمين ﴾ ممتلئ شحما ولحما [ مشوي ] كما جاء في آية كريمة أخرى :﴿.. فما لبث أن جاء بعجل حنيذ ﴾١ فقدم لهم الطعام ووضعه بين أيديهم وتلطف في دعوتهم ليطعموا قائلا :﴿ ألا تأكلون ﴾فلم يتناولوا منه شيئا فخاف إبراهيم-عليه السلام- إذا أعرضوا عما كرّمهم به، فعلموا- بتعليم ربنا إياهم- أن إبراهيم خالطه خوف فطمأنوه قائلين ﴿.. لا تخف.. ﴾ وحملوا إليه ما يشرح صدره، ويَسُرُّه وأهله، فبشروه بأنهم رسل الله إليه يبلغونه عن ربه أن ستلد له زوجته[ سارة ] ابنا ذكرا [ هو إسحق ]وسيؤتيه الله تعالى علما من علمه، وسيصطفيه نبيا من أنبيائه ؛ وكأن امرأته أحست ومعها نسوة أن هؤلاء الأضياف من الملائكة فأقبلن يستمعن، ففاجأها إحساس بالمحيض فضربت فوق جبينها تعجبا وقالت ما بيّنه القرآن في آية كريمة أخرى ﴿.. يا ويلتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب. قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ﴾ ٢ وكان الأمر على غير ما ألف الناس، فإنها قد بلغت وقتئذاك سن اليأس وانقطع عنها الحيض وعندما كانت تحيض كانت عقيما لا تحمل ولا تلد، لكن لا يُسْتكثَر على ربنا القوي فعل شيء، ﴿.. إن ربك فعال لما يريد ﴾٣ وهكذا ذكّرت الملائكة الكرام بسنة ربنا الملك العلام، ونافذ مراده وبالغ حكمته.
[.. ﴿ المكرمين ﴾ أي عند الله عز وجل- كما قال الحسن- فهو كقوله تعالى في الملائكة عليهم السلام :﴿.. بل عباد مكرمون ﴾٤ أو عند إبراهيم عليه السلام إذ خدمهم بنفسه وزوجته وعجّل لهم القرى.. ﴿.. فقالوا سلاما.. ﴾ أي نسلم عليك سلاما ؛ وأوجب في البحر حذف الفعل لأن المصدر سادّ مسدّه.. والأكثر على أن التقدير : أنتم قوم منكرون ؛ وأنه عليه السلام قاله لهم للتعرف، كقولك لمن لقيته : أنا لا أعرفك، تريد : عرف لي نفسك وصفها ؛ وذهب بعض المحققين إلى أن الذي يظهر أن التقدير : هؤلاء﴿ قوم منكرون ﴾ وأنه عليه السلام قاله في نفسه، أو لمن كان معه من أتباعه وغلمانه من غير أن يشعرهم بذلك ]٥.
[.. وقد ذهب الإمام أحمد وطائفة من العلماء إلى وجوب الضيافة للنزيل، وقد وردت السنة بذلك مما هو ظاهر التنزيل.... وفي الآية الأخرى :﴿.. فما لبث أن جاء بعجل حنيذ ﴾ أي مشوي على الرضف.. وهذه الآية انتظمت آداب الضيافة، فإنه جاء بطعام من حيث لا يشعرون بسرعة.. وأتى بأفضل ما وجد من ماله.. ]٦.
﴿ هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين( ٢٤ )إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون( ٢٥ )فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين( ٢٦ )فقربه إليهم قال ألا تأكلون( ٢٧ )فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم( ٢٨ )فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم( ٢٩ )قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم( ٣٠ ) ﴾.
قد جاءك نبأ أضياف إبراهيم عليه السلام من الملائكة- وقد أتوا في صورة رجال- وإنهم لذوي قدر ومكانة، وكرامة على الله سبحانه ؛ وحين دخلوا عليه حيوه بالسلام فرد عليهم وحياهم، لكنه لعله أراد أن يتعرف عليهم فأخبرهم أنه لا يعرفهم وسارع إلى حيث أهل داره فأعد لهم خير ما عنده من طعام، ﴿ عجل ﴾ ولد بقرة ﴿ سمين ﴾ ممتلئ شحما ولحما [ مشوي ] كما جاء في آية كريمة أخرى :﴿.. فما لبث أن جاء بعجل حنيذ ﴾١ فقدم لهم الطعام ووضعه بين أيديهم وتلطف في دعوتهم ليطعموا قائلا :﴿ ألا تأكلون ﴾فلم يتناولوا منه شيئا فخاف إبراهيم-عليه السلام- إذا أعرضوا عما كرّمهم به، فعلموا- بتعليم ربنا إياهم- أن إبراهيم خالطه خوف فطمأنوه قائلين ﴿.. لا تخف.. ﴾ وحملوا إليه ما يشرح صدره، ويَسُرُّه وأهله، فبشروه بأنهم رسل الله إليه يبلغونه عن ربه أن ستلد له زوجته[ سارة ] ابنا ذكرا [ هو إسحق ]وسيؤتيه الله تعالى علما من علمه، وسيصطفيه نبيا من أنبيائه ؛ وكأن امرأته أحست ومعها نسوة أن هؤلاء الأضياف من الملائكة فأقبلن يستمعن، ففاجأها إحساس بالمحيض فضربت فوق جبينها تعجبا وقالت ما بيّنه القرآن في آية كريمة أخرى ﴿.. يا ويلتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب. قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ﴾ ٢ وكان الأمر على غير ما ألف الناس، فإنها قد بلغت وقتئذاك سن اليأس وانقطع عنها الحيض وعندما كانت تحيض كانت عقيما لا تحمل ولا تلد، لكن لا يُسْتكثَر على ربنا القوي فعل شيء، ﴿.. إن ربك فعال لما يريد ﴾٣ وهكذا ذكّرت الملائكة الكرام بسنة ربنا الملك العلام، ونافذ مراده وبالغ حكمته.
[.. ﴿ المكرمين ﴾ أي عند الله عز وجل- كما قال الحسن- فهو كقوله تعالى في الملائكة عليهم السلام :﴿.. بل عباد مكرمون ﴾٤ أو عند إبراهيم عليه السلام إذ خدمهم بنفسه وزوجته وعجّل لهم القرى.. ﴿.. فقالوا سلاما.. ﴾ أي نسلم عليك سلاما ؛ وأوجب في البحر حذف الفعل لأن المصدر سادّ مسدّه.. والأكثر على أن التقدير : أنتم قوم منكرون ؛ وأنه عليه السلام قاله لهم للتعرف، كقولك لمن لقيته : أنا لا أعرفك، تريد : عرف لي نفسك وصفها ؛ وذهب بعض المحققين إلى أن الذي يظهر أن التقدير : هؤلاء﴿ قوم منكرون ﴾ وأنه عليه السلام قاله في نفسه، أو لمن كان معه من أتباعه وغلمانه من غير أن يشعرهم بذلك ]٥.
[.. وقد ذهب الإمام أحمد وطائفة من العلماء إلى وجوب الضيافة للنزيل، وقد وردت السنة بذلك مما هو ظاهر التنزيل.... وفي الآية الأخرى :﴿.. فما لبث أن جاء بعجل حنيذ ﴾ أي مشوي على الرضف.. وهذه الآية انتظمت آداب الضيافة، فإنه جاء بطعام من حيث لا يشعرون بسرعة.. وأتى بأفضل ما وجد من ماله.. ]٦.
﴿ هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين( ٢٤ )إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون( ٢٥ )فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين( ٢٦ )فقربه إليهم قال ألا تأكلون( ٢٧ )فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم( ٢٨ )فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم( ٢٩ )قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم( ٣٠ ) ﴾.
قد جاءك نبأ أضياف إبراهيم عليه السلام من الملائكة- وقد أتوا في صورة رجال- وإنهم لذوي قدر ومكانة، وكرامة على الله سبحانه ؛ وحين دخلوا عليه حيوه بالسلام فرد عليهم وحياهم، لكنه لعله أراد أن يتعرف عليهم فأخبرهم أنه لا يعرفهم وسارع إلى حيث أهل داره فأعد لهم خير ما عنده من طعام، ﴿ عجل ﴾ ولد بقرة ﴿ سمين ﴾ ممتلئ شحما ولحما [ مشوي ] كما جاء في آية كريمة أخرى :﴿.. فما لبث أن جاء بعجل حنيذ ﴾١ فقدم لهم الطعام ووضعه بين أيديهم وتلطف في دعوتهم ليطعموا قائلا :﴿ ألا تأكلون ﴾فلم يتناولوا منه شيئا فخاف إبراهيم-عليه السلام- إذا أعرضوا عما كرّمهم به، فعلموا- بتعليم ربنا إياهم- أن إبراهيم خالطه خوف فطمأنوه قائلين ﴿.. لا تخف.. ﴾ وحملوا إليه ما يشرح صدره، ويَسُرُّه وأهله، فبشروه بأنهم رسل الله إليه يبلغونه عن ربه أن ستلد له زوجته[ سارة ] ابنا ذكرا [ هو إسحق ]وسيؤتيه الله تعالى علما من علمه، وسيصطفيه نبيا من أنبيائه ؛ وكأن امرأته أحست ومعها نسوة أن هؤلاء الأضياف من الملائكة فأقبلن يستمعن، ففاجأها إحساس بالمحيض فضربت فوق جبينها تعجبا وقالت ما بيّنه القرآن في آية كريمة أخرى ﴿.. يا ويلتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب. قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ﴾ ٢ وكان الأمر على غير ما ألف الناس، فإنها قد بلغت وقتئذاك سن اليأس وانقطع عنها الحيض وعندما كانت تحيض كانت عقيما لا تحمل ولا تلد، لكن لا يُسْتكثَر على ربنا القوي فعل شيء، ﴿.. إن ربك فعال لما يريد ﴾٣ وهكذا ذكّرت الملائكة الكرام بسنة ربنا الملك العلام، ونافذ مراده وبالغ حكمته.
[.. ﴿ المكرمين ﴾ أي عند الله عز وجل- كما قال الحسن- فهو كقوله تعالى في الملائكة عليهم السلام :﴿.. بل عباد مكرمون ﴾٤ أو عند إبراهيم عليه السلام إذ خدمهم بنفسه وزوجته وعجّل لهم القرى.. ﴿.. فقالوا سلاما.. ﴾ أي نسلم عليك سلاما ؛ وأوجب في البحر حذف الفعل لأن المصدر سادّ مسدّه.. والأكثر على أن التقدير : أنتم قوم منكرون ؛ وأنه عليه السلام قاله لهم للتعرف، كقولك لمن لقيته : أنا لا أعرفك، تريد : عرف لي نفسك وصفها ؛ وذهب بعض المحققين إلى أن الذي يظهر أن التقدير : هؤلاء﴿ قوم منكرون ﴾ وأنه عليه السلام قاله في نفسه، أو لمن كان معه من أتباعه وغلمانه من غير أن يشعرهم بذلك ]٥.
[.. وقد ذهب الإمام أحمد وطائفة من العلماء إلى وجوب الضيافة للنزيل، وقد وردت السنة بذلك مما هو ظاهر التنزيل.... وفي الآية الأخرى :﴿.. فما لبث أن جاء بعجل حنيذ ﴾ أي مشوي على الرضف.. وهذه الآية انتظمت آداب الضيافة، فإنه جاء بطعام من حيث لا يشعرون بسرعة.. وأتى بأفضل ما وجد من ماله.. ]٦.
قد جاءك نبأ أضياف إبراهيم عليه السلام من الملائكة- وقد أتوا في صورة رجال- وإنهم لذوي قدر ومكانة، وكرامة على الله سبحانه ؛ وحين دخلوا عليه حيوه بالسلام فرد عليهم وحياهم، لكنه لعله أراد أن يتعرف عليهم فأخبرهم أنه لا يعرفهم وسارع إلى حيث أهل داره فأعد لهم خير ما عنده من طعام، ﴿ عجل ﴾ ولد بقرة ﴿ سمين ﴾ ممتلئ شحما ولحما [ مشوي ] كما جاء في آية كريمة أخرى :﴿.. فما لبث أن جاء بعجل حنيذ ﴾١ فقدم لهم الطعام ووضعه بين أيديهم وتلطف في دعوتهم ليطعموا قائلا :﴿ ألا تأكلون ﴾فلم يتناولوا منه شيئا فخاف إبراهيم-عليه السلام- إذا أعرضوا عما كرّمهم به، فعلموا- بتعليم ربنا إياهم- أن إبراهيم خالطه خوف فطمأنوه قائلين ﴿.. لا تخف.. ﴾ وحملوا إليه ما يشرح صدره، ويَسُرُّه وأهله، فبشروه بأنهم رسل الله إليه يبلغونه عن ربه أن ستلد له زوجته[ سارة ] ابنا ذكرا [ هو إسحق ]وسيؤتيه الله تعالى علما من علمه، وسيصطفيه نبيا من أنبيائه ؛ وكأن امرأته أحست ومعها نسوة أن هؤلاء الأضياف من الملائكة فأقبلن يستمعن، ففاجأها إحساس بالمحيض فضربت فوق جبينها تعجبا وقالت ما بيّنه القرآن في آية كريمة أخرى ﴿.. يا ويلتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب. قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ﴾ ٢ وكان الأمر على غير ما ألف الناس، فإنها قد بلغت وقتئذاك سن اليأس وانقطع عنها الحيض وعندما كانت تحيض كانت عقيما لا تحمل ولا تلد، لكن لا يُسْتكثَر على ربنا القوي فعل شيء، ﴿.. إن ربك فعال لما يريد ﴾٣ وهكذا ذكّرت الملائكة الكرام بسنة ربنا الملك العلام، ونافذ مراده وبالغ حكمته.
[.. ﴿ المكرمين ﴾ أي عند الله عز وجل- كما قال الحسن- فهو كقوله تعالى في الملائكة عليهم السلام :﴿.. بل عباد مكرمون ﴾٤ أو عند إبراهيم عليه السلام إذ خدمهم بنفسه وزوجته وعجّل لهم القرى.. ﴿.. فقالوا سلاما.. ﴾ أي نسلم عليك سلاما ؛ وأوجب في البحر حذف الفعل لأن المصدر سادّ مسدّه.. والأكثر على أن التقدير : أنتم قوم منكرون ؛ وأنه عليه السلام قاله لهم للتعرف، كقولك لمن لقيته : أنا لا أعرفك، تريد : عرف لي نفسك وصفها ؛ وذهب بعض المحققين إلى أن الذي يظهر أن التقدير : هؤلاء﴿ قوم منكرون ﴾ وأنه عليه السلام قاله في نفسه، أو لمن كان معه من أتباعه وغلمانه من غير أن يشعرهم بذلك ]٥.
[.. وقد ذهب الإمام أحمد وطائفة من العلماء إلى وجوب الضيافة للنزيل، وقد وردت السنة بذلك مما هو ظاهر التنزيل.... وفي الآية الأخرى :﴿.. فما لبث أن جاء بعجل حنيذ ﴾ أي مشوي على الرضف.. وهذه الآية انتظمت آداب الضيافة، فإنه جاء بطعام من حيث لا يشعرون بسرعة.. وأتى بأفضل ما وجد من ماله.. ]٦.
﴿ بغلام ﴾ بابن يولد له من زوجته.
﴿ عليم ﴾ يكون فيما بعد من أهل العلم بالله تعالى وبدينه.
﴿ هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين( ٢٤ )إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون( ٢٥ )فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين( ٢٦ )فقربه إليهم قال ألا تأكلون( ٢٧ )فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم( ٢٨ )فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم( ٢٩ )قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم( ٣٠ ) ﴾.
قد جاءك نبأ أضياف إبراهيم عليه السلام من الملائكة- وقد أتوا في صورة رجال- وإنهم لذوي قدر ومكانة، وكرامة على الله سبحانه ؛ وحين دخلوا عليه حيوه بالسلام فرد عليهم وحياهم، لكنه لعله أراد أن يتعرف عليهم فأخبرهم أنه لا يعرفهم وسارع إلى حيث أهل داره فأعد لهم خير ما عنده من طعام، ﴿ عجل ﴾ ولد بقرة ﴿ سمين ﴾ ممتلئ شحما ولحما [ مشوي ] كما جاء في آية كريمة أخرى :﴿.. فما لبث أن جاء بعجل حنيذ ﴾١ فقدم لهم الطعام ووضعه بين أيديهم وتلطف في دعوتهم ليطعموا قائلا :﴿ ألا تأكلون ﴾فلم يتناولوا منه شيئا فخاف إبراهيم-عليه السلام- إذا أعرضوا عما كرّمهم به، فعلموا- بتعليم ربنا إياهم- أن إبراهيم خالطه خوف فطمأنوه قائلين ﴿.. لا تخف.. ﴾ وحملوا إليه ما يشرح صدره، ويَسُرُّه وأهله، فبشروه بأنهم رسل الله إليه يبلغونه عن ربه أن ستلد له زوجته[ سارة ] ابنا ذكرا [ هو إسحق ]وسيؤتيه الله تعالى علما من علمه، وسيصطفيه نبيا من أنبيائه ؛ وكأن امرأته أحست ومعها نسوة أن هؤلاء الأضياف من الملائكة فأقبلن يستمعن، ففاجأها إحساس بالمحيض فضربت فوق جبينها تعجبا وقالت ما بيّنه القرآن في آية كريمة أخرى ﴿.. يا ويلتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب. قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ﴾ ٢ وكان الأمر على غير ما ألف الناس، فإنها قد بلغت وقتئذاك سن اليأس وانقطع عنها الحيض وعندما كانت تحيض كانت عقيما لا تحمل ولا تلد، لكن لا يُسْتكثَر على ربنا القوي فعل شيء، ﴿.. إن ربك فعال لما يريد ﴾٣ وهكذا ذكّرت الملائكة الكرام بسنة ربنا الملك العلام، ونافذ مراده وبالغ حكمته.
[.. ﴿ المكرمين ﴾ أي عند الله عز وجل- كما قال الحسن- فهو كقوله تعالى في الملائكة عليهم السلام :﴿.. بل عباد مكرمون ﴾٤ أو عند إبراهيم عليه السلام إذ خدمهم بنفسه وزوجته وعجّل لهم القرى.. ﴿.. فقالوا سلاما.. ﴾ أي نسلم عليك سلاما ؛ وأوجب في البحر حذف الفعل لأن المصدر سادّ مسدّه.. والأكثر على أن التقدير : أنتم قوم منكرون ؛ وأنه عليه السلام قاله لهم للتعرف، كقولك لمن لقيته : أنا لا أعرفك، تريد : عرف لي نفسك وصفها ؛ وذهب بعض المحققين إلى أن الذي يظهر أن التقدير : هؤلاء﴿ قوم منكرون ﴾ وأنه عليه السلام قاله في نفسه، أو لمن كان معه من أتباعه وغلمانه من غير أن يشعرهم بذلك ]٥.
[.. وقد ذهب الإمام أحمد وطائفة من العلماء إلى وجوب الضيافة للنزيل، وقد وردت السنة بذلك مما هو ظاهر التنزيل.... وفي الآية الأخرى :﴿.. فما لبث أن جاء بعجل حنيذ ﴾ أي مشوي على الرضف.. وهذه الآية انتظمت آداب الضيافة، فإنه جاء بطعام من حيث لا يشعرون بسرعة.. وأتى بأفضل ما وجد من ماله.. ]٦.
﴿ صكت ﴾ ضربت يدها على جبهتها.
﴿ عقيم ﴾ لا تلد.
﴿ هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين( ٢٤ )إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون( ٢٥ )فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين( ٢٦ )فقربه إليهم قال ألا تأكلون( ٢٧ )فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم( ٢٨ )فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم( ٢٩ )قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم( ٣٠ ) ﴾.
قد جاءك نبأ أضياف إبراهيم عليه السلام من الملائكة- وقد أتوا في صورة رجال- وإنهم لذوي قدر ومكانة، وكرامة على الله سبحانه ؛ وحين دخلوا عليه حيوه بالسلام فرد عليهم وحياهم، لكنه لعله أراد أن يتعرف عليهم فأخبرهم أنه لا يعرفهم وسارع إلى حيث أهل داره فأعد لهم خير ما عنده من طعام، ﴿ عجل ﴾ ولد بقرة ﴿ سمين ﴾ ممتلئ شحما ولحما [ مشوي ] كما جاء في آية كريمة أخرى :﴿.. فما لبث أن جاء بعجل حنيذ ﴾١ فقدم لهم الطعام ووضعه بين أيديهم وتلطف في دعوتهم ليطعموا قائلا :﴿ ألا تأكلون ﴾فلم يتناولوا منه شيئا فخاف إبراهيم-عليه السلام- إذا أعرضوا عما كرّمهم به، فعلموا- بتعليم ربنا إياهم- أن إبراهيم خالطه خوف فطمأنوه قائلين ﴿.. لا تخف.. ﴾ وحملوا إليه ما يشرح صدره، ويَسُرُّه وأهله، فبشروه بأنهم رسل الله إليه يبلغونه عن ربه أن ستلد له زوجته[ سارة ] ابنا ذكرا [ هو إسحق ]وسيؤتيه الله تعالى علما من علمه، وسيصطفيه نبيا من أنبيائه ؛ وكأن امرأته أحست ومعها نسوة أن هؤلاء الأضياف من الملائكة فأقبلن يستمعن، ففاجأها إحساس بالمحيض فضربت فوق جبينها تعجبا وقالت ما بيّنه القرآن في آية كريمة أخرى ﴿.. يا ويلتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب. قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ﴾ ٢ وكان الأمر على غير ما ألف الناس، فإنها قد بلغت وقتئذاك سن اليأس وانقطع عنها الحيض وعندما كانت تحيض كانت عقيما لا تحمل ولا تلد، لكن لا يُسْتكثَر على ربنا القوي فعل شيء، ﴿.. إن ربك فعال لما يريد ﴾٣ وهكذا ذكّرت الملائكة الكرام بسنة ربنا الملك العلام، ونافذ مراده وبالغ حكمته.
[.. ﴿ المكرمين ﴾ أي عند الله عز وجل- كما قال الحسن- فهو كقوله تعالى في الملائكة عليهم السلام :﴿.. بل عباد مكرمون ﴾٤ أو عند إبراهيم عليه السلام إذ خدمهم بنفسه وزوجته وعجّل لهم القرى.. ﴿.. فقالوا سلاما.. ﴾ أي نسلم عليك سلاما ؛ وأوجب في البحر حذف الفعل لأن المصدر سادّ مسدّه.. والأكثر على أن التقدير : أنتم قوم منكرون ؛ وأنه عليه السلام قاله لهم للتعرف، كقولك لمن لقيته : أنا لا أعرفك، تريد : عرف لي نفسك وصفها ؛ وذهب بعض المحققين إلى أن الذي يظهر أن التقدير : هؤلاء﴿ قوم منكرون ﴾ وأنه عليه السلام قاله في نفسه، أو لمن كان معه من أتباعه وغلمانه من غير أن يشعرهم بذلك ]٥.
[.. وقد ذهب الإمام أحمد وطائفة من العلماء إلى وجوب الضيافة للنزيل، وقد وردت السنة بذلك مما هو ظاهر التنزيل.... وفي الآية الأخرى :﴿.. فما لبث أن جاء بعجل حنيذ ﴾ أي مشوي على الرضف.. وهذه الآية انتظمت آداب الضيافة، فإنه جاء بطعام من حيث لا يشعرون بسرعة.. وأتى بأفضل ما وجد من ماله.. ]٦.
قد جاءك نبأ أضياف إبراهيم عليه السلام من الملائكة- وقد أتوا في صورة رجال- وإنهم لذوي قدر ومكانة، وكرامة على الله سبحانه ؛ وحين دخلوا عليه حيوه بالسلام فرد عليهم وحياهم، لكنه لعله أراد أن يتعرف عليهم فأخبرهم أنه لا يعرفهم وسارع إلى حيث أهل داره فأعد لهم خير ما عنده من طعام، ﴿ عجل ﴾ ولد بقرة ﴿ سمين ﴾ ممتلئ شحما ولحما [ مشوي ] كما جاء في آية كريمة أخرى :﴿.. فما لبث أن جاء بعجل حنيذ ﴾١ فقدم لهم الطعام ووضعه بين أيديهم وتلطف في دعوتهم ليطعموا قائلا :﴿ ألا تأكلون ﴾فلم يتناولوا منه شيئا فخاف إبراهيم-عليه السلام- إذا أعرضوا عما كرّمهم به، فعلموا- بتعليم ربنا إياهم- أن إبراهيم خالطه خوف فطمأنوه قائلين ﴿.. لا تخف.. ﴾ وحملوا إليه ما يشرح صدره، ويَسُرُّه وأهله، فبشروه بأنهم رسل الله إليه يبلغونه عن ربه أن ستلد له زوجته[ سارة ] ابنا ذكرا [ هو إسحق ]وسيؤتيه الله تعالى علما من علمه، وسيصطفيه نبيا من أنبيائه ؛ وكأن امرأته أحست ومعها نسوة أن هؤلاء الأضياف من الملائكة فأقبلن يستمعن، ففاجأها إحساس بالمحيض فضربت فوق جبينها تعجبا وقالت ما بيّنه القرآن في آية كريمة أخرى ﴿.. يا ويلتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب. قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ﴾ ٢ وكان الأمر على غير ما ألف الناس، فإنها قد بلغت وقتئذاك سن اليأس وانقطع عنها الحيض وعندما كانت تحيض كانت عقيما لا تحمل ولا تلد، لكن لا يُسْتكثَر على ربنا القوي فعل شيء، ﴿.. إن ربك فعال لما يريد ﴾٣ وهكذا ذكّرت الملائكة الكرام بسنة ربنا الملك العلام، ونافذ مراده وبالغ حكمته.
[.. ﴿ المكرمين ﴾ أي عند الله عز وجل- كما قال الحسن- فهو كقوله تعالى في الملائكة عليهم السلام :﴿.. بل عباد مكرمون ﴾٤ أو عند إبراهيم عليه السلام إذ خدمهم بنفسه وزوجته وعجّل لهم القرى.. ﴿.. فقالوا سلاما.. ﴾ أي نسلم عليك سلاما ؛ وأوجب في البحر حذف الفعل لأن المصدر سادّ مسدّه.. والأكثر على أن التقدير : أنتم قوم منكرون ؛ وأنه عليه السلام قاله لهم للتعرف، كقولك لمن لقيته : أنا لا أعرفك، تريد : عرف لي نفسك وصفها ؛ وذهب بعض المحققين إلى أن الذي يظهر أن التقدير : هؤلاء﴿ قوم منكرون ﴾ وأنه عليه السلام قاله في نفسه، أو لمن كان معه من أتباعه وغلمانه من غير أن يشعرهم بذلك ]٥.
[.. وقد ذهب الإمام أحمد وطائفة من العلماء إلى وجوب الضيافة للنزيل، وقد وردت السنة بذلك مما هو ظاهر التنزيل.... وفي الآية الأخرى :﴿.. فما لبث أن جاء بعجل حنيذ ﴾ أي مشوي على الرضف.. وهذه الآية انتظمت آداب الضيافة، فإنه جاء بطعام من حيث لا يشعرون بسرعة.. وأتى بأفضل ما وجد من ماله.. ]٦.
قال إبراهيم لأضيافه- وقد تبين أنهم ملائكة، ربما لما بشروه به – قال مشفقا مما سيحل من أمر عظيم وخطب جسيم : ما شأنكم، وما الأمر الذي جئتم به أيها الملائكة يا رسل الله وجند الملك القوي المتين ؟ ! وفي آيات أخر كريمة بدا أن الخليل عليه الصلاة والسلام حاور الملائكة بإهلاك القوم طمعا في أن يصرف الله عنهم البأس والدمار، وفي ذلك يقول الله الحق- تبارك اسمه- :﴿ .. يجادلنا في قوم لوط إن إبراهيم لحليم أواه منيب. يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود ﴾١- ذهب بعض المفسرين إلى أن معنى ( أوّاه ) كثير التأوّه والحزن على ما أصاب المعاندين- فقالت الملائكة إنا أرسلنا إلى قوم اقترفوا كبار الخطايا وعظائم الجرائم لنهلكهم بقذفهم بحجارة من طين محمى، كما جاء في آية أخرى :﴿ وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل ﴾.
ولقد جاء ذكر ما حل بهم مفصلا في قوله تعالى :﴿ فأخذتهم الصيحة مشرقين. فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل ﴾٢.
[ وذلك أن جبريل عليه السلام- بعد أن صاح بهم، ربما صيحة اقتلاع المدن- أدخل جناحه تحت قرى قوم لوط٣، فرفعها من تخوم الأرض حتى سمع أهل السماء نهيق حمرهم، وصياح ديكتهم، ولم تنكفئ لهم جرة، ولم ينكسر لهم إناء، ثم نكسوا على رؤوسهم وأتبعهم الله بالحجارة ]٤ ؛ أو ربما أمطروا من كان من أهلها خارجا منها بالحجارة ؛ والحجارة قد مضى في علم الله تعالى أن تكون مهيأة لكل واحد من هؤلاء المهلكين الذين أمعنوا في تجاوز حدود الله وتعديها ؛ لكن الخبير البصير نجّى من أهل هذه القرى أهل الإيمان، فأمرهم أن يخرجوا مع نبي الله لوط عليه السلام، ولم يكن أسلم إلا أهل دار واحدة، خرجوا ليلا قبل أن يطلع صباح اليوم الذي قضى الله فيه أن يهلك أهل هذه القرى، وجعل الله أطلال تلك المنقلبات المؤتفكات علامة على اقتداره، وعظمة لمن يتهيب بأس المولى القوي القهار، إذ يشاهد من آثار بطشه وانتقامه هناك ؛ أما الذين قست قلوبهم فما تغني عنهم العبر ولا النذر، وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها.
٢ سورة الحجر. الآيتان ٧٤، ٧٣..
٣ وكانت – كما نقل عنه- خمس قرى: سدوم، وهي القرية العظمى، عامورا، دادوما، ضعوه، قثم..
٤ مما أورد القرطبي..
قال إبراهيم لأضيافه- وقد تبين أنهم ملائكة، ربما لما بشروه به – قال مشفقا مما سيحل من أمر عظيم وخطب جسيم : ما شأنكم، وما الأمر الذي جئتم به أيها الملائكة يا رسل الله وجند الملك القوي المتين ؟ ! وفي آيات أخر كريمة بدا أن الخليل عليه الصلاة والسلام حاور الملائكة بإهلاك القوم طمعا في أن يصرف الله عنهم البأس والدمار، وفي ذلك يقول الله الحق- تبارك اسمه- :﴿.. يجادلنا في قوم لوط إن إبراهيم لحليم أواه منيب. يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود ﴾١- ذهب بعض المفسرين إلى أن معنى ( أوّاه ) كثير التأوّه والحزن على ما أصاب المعاندين- فقالت الملائكة إنا أرسلنا إلى قوم اقترفوا كبار الخطايا وعظائم الجرائم لنهلكهم بقذفهم بحجارة من طين محمى، كما جاء في آية أخرى :﴿ وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل ﴾.
ولقد جاء ذكر ما حل بهم مفصلا في قوله تعالى :﴿ فأخذتهم الصيحة مشرقين. فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل ﴾٢.
[ وذلك أن جبريل عليه السلام- بعد أن صاح بهم، ربما صيحة اقتلاع المدن- أدخل جناحه تحت قرى قوم لوط٣، فرفعها من تخوم الأرض حتى سمع أهل السماء نهيق حمرهم، وصياح ديكتهم، ولم تنكفئ لهم جرة، ولم ينكسر لهم إناء، ثم نكسوا على رؤوسهم وأتبعهم الله بالحجارة ]٤ ؛ أو ربما أمطروا من كان من أهلها خارجا منها بالحجارة ؛ والحجارة قد مضى في علم الله تعالى أن تكون مهيأة لكل واحد من هؤلاء المهلكين الذين أمعنوا في تجاوز حدود الله وتعديها ؛ لكن الخبير البصير نجّى من أهل هذه القرى أهل الإيمان، فأمرهم أن يخرجوا مع نبي الله لوط عليه السلام، ولم يكن أسلم إلا أهل دار واحدة، خرجوا ليلا قبل أن يطلع صباح اليوم الذي قضى الله فيه أن يهلك أهل هذه القرى، وجعل الله أطلال تلك المنقلبات المؤتفكات علامة على اقتداره، وعظمة لمن يتهيب بأس المولى القوي القهار، إذ يشاهد من آثار بطشه وانتقامه هناك ؛ أما الذين قست قلوبهم فما تغني عنهم العبر ولا النذر، وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها.
٢ سورة الحجر. الآيتان ٧٤، ٧٣..
٣ وكانت – كما نقل عنه- خمس قرى: سدوم، وهي القرية العظمى، عامورا، دادوما، ضعوه، قثم..
٤ مما أورد القرطبي..
قال إبراهيم لأضيافه- وقد تبين أنهم ملائكة، ربما لما بشروه به – قال مشفقا مما سيحل من أمر عظيم وخطب جسيم : ما شأنكم، وما الأمر الذي جئتم به أيها الملائكة يا رسل الله وجند الملك القوي المتين ؟ ! وفي آيات أخر كريمة بدا أن الخليل عليه الصلاة والسلام حاور الملائكة بإهلاك القوم طمعا في أن يصرف الله عنهم البأس والدمار، وفي ذلك يقول الله الحق- تبارك اسمه- :﴿.. يجادلنا في قوم لوط إن إبراهيم لحليم أواه منيب. يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود ﴾١- ذهب بعض المفسرين إلى أن معنى ( أوّاه ) كثير التأوّه والحزن على ما أصاب المعاندين- فقالت الملائكة إنا أرسلنا إلى قوم اقترفوا كبار الخطايا وعظائم الجرائم لنهلكهم بقذفهم بحجارة من طين محمى، كما جاء في آية أخرى :﴿ وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل ﴾.
ولقد جاء ذكر ما حل بهم مفصلا في قوله تعالى :﴿ فأخذتهم الصيحة مشرقين. فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل ﴾٢.
[ وذلك أن جبريل عليه السلام- بعد أن صاح بهم، ربما صيحة اقتلاع المدن- أدخل جناحه تحت قرى قوم لوط٣، فرفعها من تخوم الأرض حتى سمع أهل السماء نهيق حمرهم، وصياح ديكتهم، ولم تنكفئ لهم جرة، ولم ينكسر لهم إناء، ثم نكسوا على رؤوسهم وأتبعهم الله بالحجارة ]٤ ؛ أو ربما أمطروا من كان من أهلها خارجا منها بالحجارة ؛ والحجارة قد مضى في علم الله تعالى أن تكون مهيأة لكل واحد من هؤلاء المهلكين الذين أمعنوا في تجاوز حدود الله وتعديها ؛ لكن الخبير البصير نجّى من أهل هذه القرى أهل الإيمان، فأمرهم أن يخرجوا مع نبي الله لوط عليه السلام، ولم يكن أسلم إلا أهل دار واحدة، خرجوا ليلا قبل أن يطلع صباح اليوم الذي قضى الله فيه أن يهلك أهل هذه القرى، وجعل الله أطلال تلك المنقلبات المؤتفكات علامة على اقتداره، وعظمة لمن يتهيب بأس المولى القوي القهار، إذ يشاهد من آثار بطشه وانتقامه هناك ؛ أما الذين قست قلوبهم فما تغني عنهم العبر ولا النذر، وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها.
٢ سورة الحجر. الآيتان ٧٤، ٧٣..
٣ وكانت – كما نقل عنه- خمس قرى: سدوم، وهي القرية العظمى، عامورا، دادوما، ضعوه، قثم..
٤ مما أورد القرطبي..
قال إبراهيم لأضيافه- وقد تبين أنهم ملائكة، ربما لما بشروه به – قال مشفقا مما سيحل من أمر عظيم وخطب جسيم : ما شأنكم، وما الأمر الذي جئتم به أيها الملائكة يا رسل الله وجند الملك القوي المتين ؟ ! وفي آيات أخر كريمة بدا أن الخليل عليه الصلاة والسلام حاور الملائكة بإهلاك القوم طمعا في أن يصرف الله عنهم البأس والدمار، وفي ذلك يقول الله الحق- تبارك اسمه- :﴿.. يجادلنا في قوم لوط إن إبراهيم لحليم أواه منيب. يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود ﴾١- ذهب بعض المفسرين إلى أن معنى ( أوّاه ) كثير التأوّه والحزن على ما أصاب المعاندين- فقالت الملائكة إنا أرسلنا إلى قوم اقترفوا كبار الخطايا وعظائم الجرائم لنهلكهم بقذفهم بحجارة من طين محمى، كما جاء في آية أخرى :﴿ وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل ﴾.
ولقد جاء ذكر ما حل بهم مفصلا في قوله تعالى :﴿ فأخذتهم الصيحة مشرقين. فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل ﴾٢.
[ وذلك أن جبريل عليه السلام- بعد أن صاح بهم، ربما صيحة اقتلاع المدن- أدخل جناحه تحت قرى قوم لوط٣، فرفعها من تخوم الأرض حتى سمع أهل السماء نهيق حمرهم، وصياح ديكتهم، ولم تنكفئ لهم جرة، ولم ينكسر لهم إناء، ثم نكسوا على رؤوسهم وأتبعهم الله بالحجارة ]٤ ؛ أو ربما أمطروا من كان من أهلها خارجا منها بالحجارة ؛ والحجارة قد مضى في علم الله تعالى أن تكون مهيأة لكل واحد من هؤلاء المهلكين الذين أمعنوا في تجاوز حدود الله وتعديها ؛ لكن الخبير البصير نجّى من أهل هذه القرى أهل الإيمان، فأمرهم أن يخرجوا مع نبي الله لوط عليه السلام، ولم يكن أسلم إلا أهل دار واحدة، خرجوا ليلا قبل أن يطلع صباح اليوم الذي قضى الله فيه أن يهلك أهل هذه القرى، وجعل الله أطلال تلك المنقلبات المؤتفكات علامة على اقتداره، وعظمة لمن يتهيب بأس المولى القوي القهار، إذ يشاهد من آثار بطشه وانتقامه هناك ؛ أما الذين قست قلوبهم فما تغني عنهم العبر ولا النذر، وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها.
٢ سورة الحجر. الآيتان ٧٤، ٧٣..
٣ وكانت – كما نقل عنه- خمس قرى: سدوم، وهي القرية العظمى، عامورا، دادوما، ضعوه، قثم..
٤ مما أورد القرطبي..
قال إبراهيم لأضيافه- وقد تبين أنهم ملائكة، ربما لما بشروه به – قال مشفقا مما سيحل من أمر عظيم وخطب جسيم : ما شأنكم، وما الأمر الذي جئتم به أيها الملائكة يا رسل الله وجند الملك القوي المتين ؟ ! وفي آيات أخر كريمة بدا أن الخليل عليه الصلاة والسلام حاور الملائكة بإهلاك القوم طمعا في أن يصرف الله عنهم البأس والدمار، وفي ذلك يقول الله الحق- تبارك اسمه- :﴿.. يجادلنا في قوم لوط إن إبراهيم لحليم أواه منيب. يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود ﴾١- ذهب بعض المفسرين إلى أن معنى ( أوّاه ) كثير التأوّه والحزن على ما أصاب المعاندين- فقالت الملائكة إنا أرسلنا إلى قوم اقترفوا كبار الخطايا وعظائم الجرائم لنهلكهم بقذفهم بحجارة من طين محمى، كما جاء في آية أخرى :﴿ وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل ﴾.
ولقد جاء ذكر ما حل بهم مفصلا في قوله تعالى :﴿ فأخذتهم الصيحة مشرقين. فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل ﴾٢.
[ وذلك أن جبريل عليه السلام- بعد أن صاح بهم، ربما صيحة اقتلاع المدن- أدخل جناحه تحت قرى قوم لوط٣، فرفعها من تخوم الأرض حتى سمع أهل السماء نهيق حمرهم، وصياح ديكتهم، ولم تنكفئ لهم جرة، ولم ينكسر لهم إناء، ثم نكسوا على رؤوسهم وأتبعهم الله بالحجارة ]٤ ؛ أو ربما أمطروا من كان من أهلها خارجا منها بالحجارة ؛ والحجارة قد مضى في علم الله تعالى أن تكون مهيأة لكل واحد من هؤلاء المهلكين الذين أمعنوا في تجاوز حدود الله وتعديها ؛ لكن الخبير البصير نجّى من أهل هذه القرى أهل الإيمان، فأمرهم أن يخرجوا مع نبي الله لوط عليه السلام، ولم يكن أسلم إلا أهل دار واحدة، خرجوا ليلا قبل أن يطلع صباح اليوم الذي قضى الله فيه أن يهلك أهل هذه القرى، وجعل الله أطلال تلك المنقلبات المؤتفكات علامة على اقتداره، وعظمة لمن يتهيب بأس المولى القوي القهار، إذ يشاهد من آثار بطشه وانتقامه هناك ؛ أما الذين قست قلوبهم فما تغني عنهم العبر ولا النذر، وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها.
٢ سورة الحجر. الآيتان ٧٤، ٧٣..
٣ وكانت – كما نقل عنه- خمس قرى: سدوم، وهي القرية العظمى، عامورا، دادوما، ضعوه، قثم..
٤ مما أورد القرطبي..
قال إبراهيم لأضيافه- وقد تبين أنهم ملائكة، ربما لما بشروه به – قال مشفقا مما سيحل من أمر عظيم وخطب جسيم : ما شأنكم، وما الأمر الذي جئتم به أيها الملائكة يا رسل الله وجند الملك القوي المتين ؟ ! وفي آيات أخر كريمة بدا أن الخليل عليه الصلاة والسلام حاور الملائكة بإهلاك القوم طمعا في أن يصرف الله عنهم البأس والدمار، وفي ذلك يقول الله الحق- تبارك اسمه- :﴿.. يجادلنا في قوم لوط إن إبراهيم لحليم أواه منيب. يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود ﴾١- ذهب بعض المفسرين إلى أن معنى ( أوّاه ) كثير التأوّه والحزن على ما أصاب المعاندين- فقالت الملائكة إنا أرسلنا إلى قوم اقترفوا كبار الخطايا وعظائم الجرائم لنهلكهم بقذفهم بحجارة من طين محمى، كما جاء في آية أخرى :﴿ وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل ﴾.
ولقد جاء ذكر ما حل بهم مفصلا في قوله تعالى :﴿ فأخذتهم الصيحة مشرقين. فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل ﴾٢.
[ وذلك أن جبريل عليه السلام- بعد أن صاح بهم، ربما صيحة اقتلاع المدن- أدخل جناحه تحت قرى قوم لوط٣، فرفعها من تخوم الأرض حتى سمع أهل السماء نهيق حمرهم، وصياح ديكتهم، ولم تنكفئ لهم جرة، ولم ينكسر لهم إناء، ثم نكسوا على رؤوسهم وأتبعهم الله بالحجارة ]٤ ؛ أو ربما أمطروا من كان من أهلها خارجا منها بالحجارة ؛ والحجارة قد مضى في علم الله تعالى أن تكون مهيأة لكل واحد من هؤلاء المهلكين الذين أمعنوا في تجاوز حدود الله وتعديها ؛ لكن الخبير البصير نجّى من أهل هذه القرى أهل الإيمان، فأمرهم أن يخرجوا مع نبي الله لوط عليه السلام، ولم يكن أسلم إلا أهل دار واحدة، خرجوا ليلا قبل أن يطلع صباح اليوم الذي قضى الله فيه أن يهلك أهل هذه القرى، وجعل الله أطلال تلك المنقلبات المؤتفكات علامة على اقتداره، وعظمة لمن يتهيب بأس المولى القوي القهار، إذ يشاهد من آثار بطشه وانتقامه هناك ؛ أما الذين قست قلوبهم فما تغني عنهم العبر ولا النذر، وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها.
٢ سورة الحجر. الآيتان ٧٤، ٧٣..
٣ وكانت – كما نقل عنه- خمس قرى: سدوم، وهي القرية العظمى، عامورا، دادوما، ضعوه، قثم..
٤ مما أورد القرطبي..
قال إبراهيم لأضيافه- وقد تبين أنهم ملائكة، ربما لما بشروه به – قال مشفقا مما سيحل من أمر عظيم وخطب جسيم : ما شأنكم، وما الأمر الذي جئتم به أيها الملائكة يا رسل الله وجند الملك القوي المتين ؟ ! وفي آيات أخر كريمة بدا أن الخليل عليه الصلاة والسلام حاور الملائكة بإهلاك القوم طمعا في أن يصرف الله عنهم البأس والدمار، وفي ذلك يقول الله الحق- تبارك اسمه- :﴿.. يجادلنا في قوم لوط إن إبراهيم لحليم أواه منيب. يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود ﴾١- ذهب بعض المفسرين إلى أن معنى ( أوّاه ) كثير التأوّه والحزن على ما أصاب المعاندين- فقالت الملائكة إنا أرسلنا إلى قوم اقترفوا كبار الخطايا وعظائم الجرائم لنهلكهم بقذفهم بحجارة من طين محمى، كما جاء في آية أخرى :﴿ وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل ﴾.
ولقد جاء ذكر ما حل بهم مفصلا في قوله تعالى :﴿ فأخذتهم الصيحة مشرقين. فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل ﴾٢.
[ وذلك أن جبريل عليه السلام- بعد أن صاح بهم، ربما صيحة اقتلاع المدن- أدخل جناحه تحت قرى قوم لوط٣، فرفعها من تخوم الأرض حتى سمع أهل السماء نهيق حمرهم، وصياح ديكتهم، ولم تنكفئ لهم جرة، ولم ينكسر لهم إناء، ثم نكسوا على رؤوسهم وأتبعهم الله بالحجارة ]٤ ؛ أو ربما أمطروا من كان من أهلها خارجا منها بالحجارة ؛ والحجارة قد مضى في علم الله تعالى أن تكون مهيأة لكل واحد من هؤلاء المهلكين الذين أمعنوا في تجاوز حدود الله وتعديها ؛ لكن الخبير البصير نجّى من أهل هذه القرى أهل الإيمان، فأمرهم أن يخرجوا مع نبي الله لوط عليه السلام، ولم يكن أسلم إلا أهل دار واحدة، خرجوا ليلا قبل أن يطلع صباح اليوم الذي قضى الله فيه أن يهلك أهل هذه القرى، وجعل الله أطلال تلك المنقلبات المؤتفكات علامة على اقتداره، وعظمة لمن يتهيب بأس المولى القوي القهار، إذ يشاهد من آثار بطشه وانتقامه هناك ؛ أما الذين قست قلوبهم فما تغني عنهم العبر ولا النذر، وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها.
٢ سورة الحجر. الآيتان ٧٤، ٧٣..
٣ وكانت – كما نقل عنه- خمس قرى: سدوم، وهي القرية العظمى، عامورا، دادوما، ضعوه، قثم..
٤ مما أورد القرطبي..
وفي نبأ موسى آية وعلامة على اقتدارنا، وإهلاكنا لمكذبي رسلنا ؛ فقد بعثنا نبينا موسى إلى فرعون ليدعوه إلى الهدى ودين الحق، ويرده إلى الله الحق، وآتينا رسولنا حجة تدمغ باطل هذا الطاغية المستكبر، وبرهانا بيّنا يوضح للمستيقنين به طريق الرشد، - فأعرض فرعون وانثنى بجانبه وعطفه ؛ وقال قتادة : تولى بقومه، على أن الركن بمعنى القوم، لأنه يركن إليهم ويتقوى بهم ؛ وقال الطاغية حين رأى البرهان والآيات البينات والعلامات الواضحات على قدرة الله القوي، وصدق مبعوثه موسى النبي ؛ اتهم فرعون موسى بالسحر حينا، واتهمه بالجنون حينا آخر يقول اللغويون : وأصل السحر صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره، وقيل : السحر عمل تُقُرِّب فيه إلى الشيطان وبمعونة منه ؛ كما قيل : السحر الخديعة، ونبت مسحور أي مفسود، والمُسَحَّر المجوف، ورجل مسحور : أي ذاهب العقل ؛ فبطشنا به وبأعوانه فألقيناهم وأغرقناهم ورمينا بهم في البحر وطرحناهم ؛ وهو ملوم على كفره وجحوده وعناده وطغيانه.
وفي نبأ موسى آية وعلامة على اقتدارنا، وإهلاكنا لمكذبي رسلنا ؛ فقد بعثنا نبينا موسى إلى فرعون ليدعوه إلى الهدى ودين الحق، ويرده إلى الله الحق، وآتينا رسولنا حجة تدمغ باطل هذا الطاغية المستكبر، وبرهانا بيّنا يوضح للمستيقنين به طريق الرشد، - فأعرض فرعون وانثنى بجانبه وعطفه ؛ وقال قتادة : تولى بقومه، على أن الركن بمعنى القوم، لأنه يركن إليهم ويتقوى بهم ؛ وقال الطاغية حين رأى البرهان والآيات البينات والعلامات الواضحات على قدرة الله القوي، وصدق مبعوثه موسى النبي ؛ اتهم فرعون موسى بالسحر حينا، واتهمه بالجنون حينا آخر يقول اللغويون : وأصل السحر صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره، وقيل : السحر عمل تُقُرِّب فيه إلى الشيطان وبمعونة منه ؛ كما قيل : السحر الخديعة، ونبت مسحور أي مفسود، والمُسَحَّر المجوف، ورجل مسحور : أي ذاهب العقل ؛ فبطشنا به وبأعوانه فألقيناهم وأغرقناهم ورمينا بهم في البحر وطرحناهم ؛ وهو ملوم على كفره وجحوده وعناده وطغيانه.
وفي نبأ موسى آية وعلامة على اقتدارنا، وإهلاكنا لمكذبي رسلنا ؛ فقد بعثنا نبينا موسى إلى فرعون ليدعوه إلى الهدى ودين الحق، ويرده إلى الله الحق، وآتينا رسولنا حجة تدمغ باطل هذا الطاغية المستكبر، وبرهانا بيّنا يوضح للمستيقنين به طريق الرشد، - فأعرض فرعون وانثنى بجانبه وعطفه ؛ وقال قتادة : تولى بقومه، على أن الركن بمعنى القوم، لأنه يركن إليهم ويتقوى بهم ؛ وقال الطاغية حين رأى البرهان والآيات البينات والعلامات الواضحات على قدرة الله القوي، وصدق مبعوثه موسى النبي ؛ اتهم فرعون موسى بالسحر حينا، واتهمه بالجنون حينا آخر يقول اللغويون : وأصل السحر صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره، وقيل : السحر عمل تُقُرِّب فيه إلى الشيطان وبمعونة منه ؛ كما قيل : السحر الخديعة، ونبت مسحور أي مفسود، والمُسَحَّر المجوف، ورجل مسحور : أي ذاهب العقل ؛ فبطشنا به وبأعوانه فألقيناهم وأغرقناهم ورمينا بهم في البحر وطرحناهم ؛ وهو ملوم على كفره وجحوده وعناده وطغيانه.
وفي إهلاكنا عاد بالريح المدمرة التي لا تلقح ولا تمطر ولا تجلب نفعا ولا خيرا، بل لا تترك شيئا تدركه إلا فرقته وأبلته وسحقته ؛ والجملة بعد ﴿ إلا ﴾ حالية، والشيء هنا عام مخصوص ؛ أي من شيء أراد الله تعالى تدميره وإهلاكه من ناس أو ديار أو شجر أو غير ذلك ؛ روى أن الريح كانت تمر بالناس فيهم الرجل من عاد فتنتزعه من بينهم وتهلكه.
وفي إهلاكنا عاد بالريح المدمرة التي لا تلقح ولا تمطر ولا تجلب نفعا ولا خيرا، بل لا تترك شيئا تدركه إلا فرقته وأبلته وسحقته ؛ والجملة بعد ﴿ إلا ﴾ حالية، والشيء هنا عام مخصوص ؛ أي من شيء أراد الله تعالى تدميره وإهلاكه من ناس أو ديار أو شجر أو غير ذلك ؛ روى أن الريح كانت تمر بالناس فيهم الرجل من عاد فتنتزعه من بينهم وتهلكه.
وفي قبيلة ثمود قوم صالح وما أحل الله تعالى بهم من نقمته آية وعبرة ومزدجر لمن يتأمل ويتفكر، فقد ناداهم نبيهم :﴿ .. أن لا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم. قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ﴾١ فأمهلهم رسول الله إليهم ﴿ .. فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب ﴾٢ ﴿ قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه٣ وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله.. ﴾٤ فأتتهم صيحة من السماء فيها كل مفزع ومهلك، أو نيران وشهب، فأهلكتهم وهم ينظرون إليها ويعاينونها- ويحتاج إلى تنزيل المسموع منزلة المبصر على القول بأن الصاعقة الصيحة.. وقال مجاهد :﴿ ينظرون ﴾ بمعنى ينتظرون ؛ أي وهم ينتظرون الأخذ والعذاب في تلك الأيام الثلاثة التي رأوا فيها علاماته، وانتظار العذاب أشد من العذاب٥- فجثموا وقعدوا عاجزين عن دفع ما يحل بهم أو منعه أو حتى الإفلات والهروب منه ؛ ولم ينتصروا بغيرهم وقد أعياهم أن ينتصروا بأنفسهم ؛ وقد أنذر الله بهذا كل باغ مهما أوتي من بأس وقوة بطش :﴿ ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ﴾٦.
٢ سورة هود. من الآية ٦٥..
٣ لنقتلن صالحا وأتباعه..
٤ سورة النمل. من الآية ٤٩..
٥ ما بين العارضتين مما أورد الألوسي..
٦ سورة الأحقاف. الآية ٢٦؛ فهؤلاء آتاهم الله من المال والأولاد والقوة ما لم يؤت من عداهم، لكن حين استنزلوا سخط الله تعالى بالفساد، وجحدوا ما جاءهم من الرشد والحق، واستحبوا العمى على الهدى، لم تغن عنهم قوتهم، ولم تدفع ما أحله الله بهم..
وفي قبيلة ثمود قوم صالح وما أحل الله تعالى بهم من نقمته آية وعبرة ومزدجر لمن يتأمل ويتفكر، فقد ناداهم نبيهم :﴿.. أن لا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم. قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ﴾١ فأمهلهم رسول الله إليهم ﴿.. فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب ﴾٢ ﴿ قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه٣ وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله.. ﴾٤ فأتتهم صيحة من السماء فيها كل مفزع ومهلك، أو نيران وشهب، فأهلكتهم وهم ينظرون إليها ويعاينونها- ويحتاج إلى تنزيل المسموع منزلة المبصر على القول بأن الصاعقة الصيحة.. وقال مجاهد :﴿ ينظرون ﴾ بمعنى ينتظرون ؛ أي وهم ينتظرون الأخذ والعذاب في تلك الأيام الثلاثة التي رأوا فيها علاماته، وانتظار العذاب أشد من العذاب٥- فجثموا وقعدوا عاجزين عن دفع ما يحل بهم أو منعه أو حتى الإفلات والهروب منه ؛ ولم ينتصروا بغيرهم وقد أعياهم أن ينتصروا بأنفسهم ؛ وقد أنذر الله بهذا كل باغ مهما أوتي من بأس وقوة بطش :﴿ ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ﴾٦.
٢ سورة هود. من الآية ٦٥..
٣ لنقتلن صالحا وأتباعه..
٤ سورة النمل. من الآية ٤٩..
٥ ما بين العارضتين مما أورد الألوسي..
٦ سورة الأحقاف. الآية ٢٦؛ فهؤلاء آتاهم الله من المال والأولاد والقوة ما لم يؤت من عداهم، لكن حين استنزلوا سخط الله تعالى بالفساد، وجحدوا ما جاءهم من الرشد والحق، واستحبوا العمى على الهدى، لم تغن عنهم قوتهم، ولم تدفع ما أحله الله بهم..
وفي قبيلة ثمود قوم صالح وما أحل الله تعالى بهم من نقمته آية وعبرة ومزدجر لمن يتأمل ويتفكر، فقد ناداهم نبيهم :﴿.. أن لا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم. قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ﴾١ فأمهلهم رسول الله إليهم ﴿.. فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب ﴾٢ ﴿ قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه٣ وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله.. ﴾٤ فأتتهم صيحة من السماء فيها كل مفزع ومهلك، أو نيران وشهب، فأهلكتهم وهم ينظرون إليها ويعاينونها- ويحتاج إلى تنزيل المسموع منزلة المبصر على القول بأن الصاعقة الصيحة.. وقال مجاهد :﴿ ينظرون ﴾ بمعنى ينتظرون ؛ أي وهم ينتظرون الأخذ والعذاب في تلك الأيام الثلاثة التي رأوا فيها علاماته، وانتظار العذاب أشد من العذاب٥- فجثموا وقعدوا عاجزين عن دفع ما يحل بهم أو منعه أو حتى الإفلات والهروب منه ؛ ولم ينتصروا بغيرهم وقد أعياهم أن ينتصروا بأنفسهم ؛ وقد أنذر الله بهذا كل باغ مهما أوتي من بأس وقوة بطش :﴿ ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ﴾٦.
٢ سورة هود. من الآية ٦٥..
٣ لنقتلن صالحا وأتباعه..
٤ سورة النمل. من الآية ٤٩..
٥ ما بين العارضتين مما أورد الألوسي..
٦ سورة الأحقاف. الآية ٢٦؛ فهؤلاء آتاهم الله من المال والأولاد والقوة ما لم يؤت من عداهم، لكن حين استنزلوا سخط الله تعالى بالفساد، وجحدوا ما جاءهم من الرشد والحق، واستحبوا العمى على الهدى، لم تغن عنهم قوتهم، ولم تدفع ما أحله الله بهم..
ومن قبل هؤلاء الذين جاءك من أنبائهم ما فيه معتبر، أهلكت قوم نوح الذين تمادوا في المروق عن التوحيد ألف سنة إلا خمسين، فبمثل هذا كانوا أظلم وأطغى فأغرقهم الله أجمعين، ونجى نوحا ومن معه من المؤمنين.
﴿ بنيناها ﴾ رفعناها وجعلناها سقفا محفوظا حتى استقلت هكذا بدون أعمدة.
﴿ بأيد ﴾ بقوة وقدرة.
﴿ لموسعون ﴾وسعنا أرجاءها، أو من الوسع بمعنى الطاقة.
رفعنا السماء فوقكم فأنتم لها وطاء وهي لكم غطاء، وأحكمنا تسويتها فجعلناه كالسقف محبوكة متقنة بقوتنا واقتدارنا، وإنا لمحسنون صنعها، وقد بسطنا آفاقها١.
عندما نذكر أن المجرة التي تضم كوكبنا مبلغ قطرها حوالي ١٠٠ألف سنة ضوئية نشعر بدهشة، ولما كانت الشمس نجما لا يعتد به تقع على مسافة حوالي ٣٠ألف سنة ضوئية بين مركز المجرة، ويدور في مدار خاص به كل ٢٠٠مليون سنة أثناء دوران المجرة، فإننا ندرك مدى صعوبة المقياس الهائل للكون الواقع وراء المجموعة الشمسية، بل إن الفضاء الذي يقع بين النجوم في مجرتنا ليس نهاية هذا الكون، فوراءه الملايين من المجرات الأخرى تندفع جميعا فيما يبدو متباعدة عن بعضها بسرعات خيالية، وتمتد حدود الكون المرئي بالمجهر مسافة ٢٠٠٠مليون سنة ضوئية..
بسطنا الأرض، وذللناها لكم، تسكنونها وتعمرونها، وتشيدون عليها، وتزرعونها، وتنتشرون في مناكبها وتفترشونها، وتستقرون عليها بعد تقلبكم كما يأوي الطفل إلى مهده وفراشه ؛ ومن رحمتنا أن أحطناكم بما تعظم به النعمة، وبما جعلناه سببا لدفع المهالك إلى حين، فالهواء الذي حولنا به قوام حياتنا، ومنه نستمد أنفاسنا، ولو زاد [ أكسيجينه ] لاشتعل الكون، ولو زاد [ ثاني أكسيد كاربونه ] لاختنق الأحياء، ولو انعدم لهلك النبات ؛ والجاذبية الأرضية لولاها لما قام قائم على ساق، ولا استقر حيّ على وجه هذا الكوكب السابح الدوّار، ولولا الغلاف الغازي المحيط بالأرض لأحرقتها الشهب، وأهلكتها الأشعة الكونية القاتلة ؛ أليست تلك العناية الحكيمة وهذا التدبير اللطيف من أحكم ما تُهيأ به الأرض لتكون مهادا لمن يعيشون عليها ؟ !
تبارك الذي جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا، وأسكنها ماءا معينا، وملأ بحارها ملحا أجاجا ؛ ومن ترابها خلقنا، وفي طياتها تُوارَى أجسادنا، ثم يخرجنا منها يوم يأمرها أن تتشقق، فنخرج من الأجداث سراعا.
ومن كل أجناس الخليقة أنشأنا الشيء ومقابله ؛ فربنا- تبارك اسمه- هو خالق الأصناف كلها : الذكر والأنثى، الليل والنهار، السعة والضيق، السراء والضراء، الهدى والضلال، الموت والحياة، الطول والعرض ؛ يقول علماء الكلام :
الممكنات المتقابلات | وجودنا والعدم الصفات١ |
ويقول العلماء التجريبيون : خلق الله السالب والموجب، والجاذب والمنجذب، والمؤثر والمتأثر.
﴿ لعلكم تذكرون ﴾ فهل نتذكر أن الكامل هو الذي يخلق الشيء صنفين كلاهما مخالف للآخر، وهو سبحانه يفعل بكل ما يريد ؟.. ولتعلموا أن خالق الأزواج فرد، فلا يُقَدَّر في صفته حركة ولا سكون، ولا قعود ولا قيام، ولا سنة ولا نوم، ولا ابتداء ولا انتهاء، إذ هو- جل علاه- وتر، صمد، :﴿ .. ليس كمثله شيء.. ﴾ وإنه إذا تدبرتم ما سبق هذا الثناء في الآية ذاتها ازددتم يقينا :﴿ فاطر السماوات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا يذرؤكم فيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ﴾٦ فتعالى الله اللطيف الخبير.
٢ الماضي والآتي، الليل والنهار، ونحوها..
٣ العلو والسفل، والأمام والخلف، ونحوها..
٤ الشرق يقابله الغرب، والشمال يقابله الجنوب، وهكذا..
٥ أكبر وأصغر، أخف وأثقل، ونحوها..
٦ سورة الشورى. الآية ١١..
سارعوا إلى طاعة ربكم والاعتصام به، فإنه من يعتصم بالله فقد هدي ونجا، وتسابقوا في الخيرات من قبل أن يأتي يوم لا مردّ له من الله، ولا تتربصوا بالبر والقربات كالذين غشيتهم الغفلة، وغرتهم الأماني حتى جاء أمر الله، فإنما بُعِثْتُ محذرا التحذير البيّن الذي لا خفاء به ؛ وأنهاكم عن الشرك فإني قد أرسلت نذيرا مبينا. [.. فالمنساق إلى الذهن على تقدير كون المراد بالفرار إلى الله تعالى العبادة : أنه تعالى أمر بها أولا وتوعد تاركها بالوعيد المعروف له في الشرع وهو العذاب دون خلود، ونهى جل شأنه ثانيا أن يشرك بعبادته سبحانه غيره، وتوعد المشرك بالوعيد المعروف له وهو الخلود، وعلى هذا يكون الوعيدان متغايرين، وتكون الآية في تقديم الأمر على النهي فيها نظير قوله تعالى :﴿ .. فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ﴾١ وقوله سبحانه :﴿ واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا.. ﴾٢ ]٣.
٢ سورة النساء. من الآية ٣٦..
٣ ما بين العارضتين مما أورد الألوسي..
سارعوا إلى طاعة ربكم والاعتصام به، فإنه من يعتصم بالله فقد هدي ونجا، وتسابقوا في الخيرات من قبل أن يأتي يوم لا مردّ له من الله، ولا تتربصوا بالبر والقربات كالذين غشيتهم الغفلة، وغرتهم الأماني حتى جاء أمر الله، فإنما بُعِثْتُ محذرا التحذير البيّن الذي لا خفاء به ؛ وأنهاكم عن الشرك فإني قد أرسلت نذيرا مبينا. [.. فالمنساق إلى الذهن على تقدير كون المراد بالفرار إلى الله تعالى العبادة : أنه تعالى أمر بها أولا وتوعد تاركها بالوعيد المعروف له في الشرع وهو العذاب دون خلود، ونهى جل شأنه ثانيا أن يشرك بعبادته سبحانه غيره، وتوعد المشرك بالوعيد المعروف له وهو الخلود، وعلى هذا يكون الوعيدان متغايرين، وتكون الآية في تقديم الأمر على النهي فيها نظير قوله تعالى :﴿.. فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ﴾١ وقوله سبحانه :﴿ واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا.. ﴾٢ ]٣.
٢ سورة النساء. من الآية ٣٦..
٣ ما بين العارضتين مما أورد الألوسي..
مثلما كذبك كفار قومك وآذوْك وسبّوك كذب الأقوام السابقون رسلهم واستهزؤوا بهم وسخروا منهم، وسبوهم بمثل ما سبوك به، فكل رسول يُرْمَى منهم بأنه ساحر أو مجنون-والحكم باعتبار الغالب- فكأنه وصّى بعضهم بعضا بهذا القول يفترونه على من جاءهم مبلغا عن ربه، ولكن لم يجمعهم التواصي إنما جمعهم على ذلك الإفك اشتراكهم في البغي والعدوان، والجحود والطغيان ؛ فأعرض عن أذاهم وتوكل على الله فما أنت بالذي قصّر في أداء الأمانة وإبلاغ الرسالة ؛ وتابع التذكير، معذرة إلى ربك ولئلا يكون للناس على حجة ؛ فإنه سيذكر من قدّر الله تعالى إيمانهم واعلم أن فيهم خيرا ؛ أو سيتذكر المؤمنون وينتفعون بالذكرى فتزيدهم بصيرة وإيمانا على إيمانهم ؛ ونقل بعض المفسرين بالمأثور أن لهذه الآية سبب نزول١.
مثلما كذبك كفار قومك وآذوْك وسبّوك كذب الأقوام السابقون رسلهم واستهزؤوا بهم وسخروا منهم، وسبوهم بمثل ما سبوك به، فكل رسول يُرْمَى منهم بأنه ساحر أو مجنون-والحكم باعتبار الغالب- فكأنه وصّى بعضهم بعضا بهذا القول يفترونه على من جاءهم مبلغا عن ربه، ولكن لم يجمعهم التواصي إنما جمعهم على ذلك الإفك اشتراكهم في البغي والعدوان، والجحود والطغيان ؛ فأعرض عن أذاهم وتوكل على الله فما أنت بالذي قصّر في أداء الأمانة وإبلاغ الرسالة ؛ وتابع التذكير، معذرة إلى ربك ولئلا يكون للناس على حجة ؛ فإنه سيذكر من قدّر الله تعالى إيمانهم واعلم أن فيهم خيرا ؛ أو سيتذكر المؤمنون وينتفعون بالذكرى فتزيدهم بصيرة وإيمانا على إيمانهم ؛ ونقل بعض المفسرين بالمأثور أن لهذه الآية سبب نزول١.
مثلما كذبك كفار قومك وآذوْك وسبّوك كذب الأقوام السابقون رسلهم واستهزؤوا بهم وسخروا منهم، وسبوهم بمثل ما سبوك به، فكل رسول يُرْمَى منهم بأنه ساحر أو مجنون-والحكم باعتبار الغالب- فكأنه وصّى بعضهم بعضا بهذا القول يفترونه على من جاءهم مبلغا عن ربه، ولكن لم يجمعهم التواصي إنما جمعهم على ذلك الإفك اشتراكهم في البغي والعدوان، والجحود والطغيان ؛ فأعرض عن أذاهم وتوكل على الله فما أنت بالذي قصّر في أداء الأمانة وإبلاغ الرسالة ؛ وتابع التذكير، معذرة إلى ربك ولئلا يكون للناس على حجة ؛ فإنه سيذكر من قدّر الله تعالى إيمانهم واعلم أن فيهم خيرا ؛ أو سيتذكر المؤمنون وينتفعون بالذكرى فتزيدهم بصيرة وإيمانا على إيمانهم ؛ ونقل بعض المفسرين بالمأثور أن لهذه الآية سبب نزول١.
مثلما كذبك كفار قومك وآذوْك وسبّوك كذب الأقوام السابقون رسلهم واستهزؤوا بهم وسخروا منهم، وسبوهم بمثل ما سبوك به، فكل رسول يُرْمَى منهم بأنه ساحر أو مجنون-والحكم باعتبار الغالب- فكأنه وصّى بعضهم بعضا بهذا القول يفترونه على من جاءهم مبلغا عن ربه، ولكن لم يجمعهم التواصي إنما جمعهم على ذلك الإفك اشتراكهم في البغي والعدوان، والجحود والطغيان ؛ فأعرض عن أذاهم وتوكل على الله فما أنت بالذي قصّر في أداء الأمانة وإبلاغ الرسالة ؛ وتابع التذكير، معذرة إلى ربك ولئلا يكون للناس على حجة ؛ فإنه سيذكر من قدّر الله تعالى إيمانهم واعلم أن فيهم خيرا ؛ أو سيتذكر المؤمنون وينتفعون بالذكرى فتزيدهم بصيرة وإيمانا على إيمانهم ؛ ونقل بعض المفسرين بالمأثور أن لهذه الآية سبب نزول١.
ومتابعتك التذكير تؤدى بها أمانة المولى وتنفذ عهده، وتمضي بها سنته في عباده، فهو عز وجل خلق عالمي الجن والإنس لينهضوا بالعبادة دون ضدها، ودون افتقاري إلى شيء كائنا ما كان، فما أنا في حاجة إلى عبيد يتكسبون لي، أو أستعين بهم في تهيئة طعام أو ما فوق ذلك أو دونه من أمور :- فكأنه قيل : ما أريد منهم من عين ولا عمل- إني أنا الذي أجري الأرزاق- لا شريك لي في ذلك- أرزق ما تبصرون وما لا تبصرون، من حيث يعلم العباد ومن حيث لا يعلمون ؛ وما فات دابة رزقها، ولا نفذت خزائن الخير والرحمة ؛ وإن ربك لصاحب القوة الأبدية الأزلية، الذي له الاقتدار ؛ الذي لا يفوته شيء ولا يعجزه شيء.
أورد المفسرون أقوالا كثيرة في معنى قول الله سبحانه :﴿ .. ليعبدون ﴾ وبعد أن ذكر ابن جرير بعضها قال : وأولى القولين في ذلك بالصواب القول الذي ذكرنا عن ابن عباس وهو : ما خلقت الجن والإنس إلا لعبادتنا والتذلل لأمرنا ؛ فإن قال قائل : فكيف كفروا وقد خلقهم للتذلل لأمره ؟ ! قيل : إنهم قد تذللوا لقضائه الذي قضاه عليهم، لأن قضاءه جار عليهم لا يقدرون من الامتناع منه إذا نزل بهم ؛ وإنما خالفه من كفر به في العمل بما أمره به، فأما التذلل لقضائه فإنه غير ممتنع منه أه.
أما القرطبي فقد نقل عن علي وابن عباس، ومجاهد وزيد، والقشيري والضحاك والفراء والقتبي، آراء مختلفة.. وعن الكلبي.. إلا ليوحدون، فأما المؤمن فيوحده في الشدة والرخاء، وأما الكافر فيوحده في الشدة والبلاء دون النعمة والرخاء، يدل عليه قوله تعالى :﴿ وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين.. ﴾١ وقوله –تبارك اسمه- :﴿ وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا ﴾٢ وكذا ما جاء في سورة الأنعام :﴿ قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين. قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون ﴾٣ ؛ وفي سورة يونس :﴿ .. حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين. فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق.. ﴾٤.
٢ سورة الإسراء. الآية ٦٧..
٣ الآيتان: ٦٤، ٦٣..
٤ من الآيتين ٢٢. ٢٣..
ومتابعتك التذكير تؤدى بها أمانة المولى وتنفذ عهده، وتمضي بها سنته في عباده، فهو عز وجل خلق عالمي الجن والإنس لينهضوا بالعبادة دون ضدها، ودون افتقاري إلى شيء كائنا ما كان، فما أنا في حاجة إلى عبيد يتكسبون لي، أو أستعين بهم في تهيئة طعام أو ما فوق ذلك أو دونه من أمور :- فكأنه قيل : ما أريد منهم من عين ولا عمل- إني أنا الذي أجري الأرزاق- لا شريك لي في ذلك- أرزق ما تبصرون وما لا تبصرون، من حيث يعلم العباد ومن حيث لا يعلمون ؛ وما فات دابة رزقها، ولا نفذت خزائن الخير والرحمة ؛ وإن ربك لصاحب القوة الأبدية الأزلية، الذي له الاقتدار ؛ الذي لا يفوته شيء ولا يعجزه شيء.
أورد المفسرون أقوالا كثيرة في معنى قول الله سبحانه :﴿.. ليعبدون ﴾ وبعد أن ذكر ابن جرير بعضها قال : وأولى القولين في ذلك بالصواب القول الذي ذكرنا عن ابن عباس وهو : ما خلقت الجن والإنس إلا لعبادتنا والتذلل لأمرنا ؛ فإن قال قائل : فكيف كفروا وقد خلقهم للتذلل لأمره ؟ ! قيل : إنهم قد تذللوا لقضائه الذي قضاه عليهم، لأن قضاءه جار عليهم لا يقدرون من الامتناع منه إذا نزل بهم ؛ وإنما خالفه من كفر به في العمل بما أمره به، فأما التذلل لقضائه فإنه غير ممتنع منه أه.
أما القرطبي فقد نقل عن علي وابن عباس، ومجاهد وزيد، والقشيري والضحاك والفراء والقتبي، آراء مختلفة.. وعن الكلبي.. إلا ليوحدون، فأما المؤمن فيوحده في الشدة والرخاء، وأما الكافر فيوحده في الشدة والبلاء دون النعمة والرخاء، يدل عليه قوله تعالى :﴿ وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين.. ﴾١ وقوله –تبارك اسمه- :﴿ وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا ﴾٢ وكذا ما جاء في سورة الأنعام :﴿ قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين. قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون ﴾٣ ؛ وفي سورة يونس :﴿.. حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين. فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق.. ﴾٤.
٢ سورة الإسراء. الآية ٦٧..
٣ الآيتان: ٦٤، ٦٣..
٤ من الآيتين ٢٢. ٢٣..
ومتابعتك التذكير تؤدى بها أمانة المولى وتنفذ عهده، وتمضي بها سنته في عباده، فهو عز وجل خلق عالمي الجن والإنس لينهضوا بالعبادة دون ضدها، ودون افتقاري إلى شيء كائنا ما كان، فما أنا في حاجة إلى عبيد يتكسبون لي، أو أستعين بهم في تهيئة طعام أو ما فوق ذلك أو دونه من أمور :- فكأنه قيل : ما أريد منهم من عين ولا عمل- إني أنا الذي أجري الأرزاق- لا شريك لي في ذلك- أرزق ما تبصرون وما لا تبصرون، من حيث يعلم العباد ومن حيث لا يعلمون ؛ وما فات دابة رزقها، ولا نفذت خزائن الخير والرحمة ؛ وإن ربك لصاحب القوة الأبدية الأزلية، الذي له الاقتدار ؛ الذي لا يفوته شيء ولا يعجزه شيء.
أورد المفسرون أقوالا كثيرة في معنى قول الله سبحانه :﴿.. ليعبدون ﴾ وبعد أن ذكر ابن جرير بعضها قال : وأولى القولين في ذلك بالصواب القول الذي ذكرنا عن ابن عباس وهو : ما خلقت الجن والإنس إلا لعبادتنا والتذلل لأمرنا ؛ فإن قال قائل : فكيف كفروا وقد خلقهم للتذلل لأمره ؟ ! قيل : إنهم قد تذللوا لقضائه الذي قضاه عليهم، لأن قضاءه جار عليهم لا يقدرون من الامتناع منه إذا نزل بهم ؛ وإنما خالفه من كفر به في العمل بما أمره به، فأما التذلل لقضائه فإنه غير ممتنع منه أه.
أما القرطبي فقد نقل عن علي وابن عباس، ومجاهد وزيد، والقشيري والضحاك والفراء والقتبي، آراء مختلفة.. وعن الكلبي.. إلا ليوحدون، فأما المؤمن فيوحده في الشدة والرخاء، وأما الكافر فيوحده في الشدة والبلاء دون النعمة والرخاء، يدل عليه قوله تعالى :﴿ وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين.. ﴾١ وقوله –تبارك اسمه- :﴿ وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا ﴾٢ وكذا ما جاء في سورة الأنعام :﴿ قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين. قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون ﴾٣ ؛ وفي سورة يونس :﴿.. حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين. فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق.. ﴾٤.
٢ سورة الإسراء. الآية ٦٧..
٣ الآيتان: ٦٤، ٦٣..
٤ من الآيتين ٢٢. ٢٣..
﴿ فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون( ٥٩ )فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون ( ٦٠ ) ﴾.
يثبت الله تعالى اليقين في مضيّ سنته وعدم تحولها، فمن ظلم فسيذيقه الله عذابا أدنى دون العذاب الأكبر، ويناله بأس وانتقام من العزيز الجبار، يمسه في الدنيا قبل أن يحل به العذاب المقيم ؛ كما أهلك الله الظالمين بعتوهم وبغيهم، ثم رُدوا إلى ربهم ليوفيهم جزاءهم ؛ فليس لهم أن يستعجلوا الدمار والعقاب استهزاء وجحودا، فإنه آت لا ريب فيه ؛ فالويل والثبور ينتظر الكافرين في يوم موعود لا يستقدمون عنه ساعة ولا يستأخرون. والله تعالى أعلم.
﴿ فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون( ٥٩ )فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون ( ٦٠ ) ﴾.
يثبت الله تعالى اليقين في مضيّ سنته وعدم تحولها، فمن ظلم فسيذيقه الله عذابا أدنى دون العذاب الأكبر، ويناله بأس وانتقام من العزيز الجبار، يمسه في الدنيا قبل أن يحل به العذاب المقيم ؛ كما أهلك الله الظالمين بعتوهم وبغيهم، ثم رُدوا إلى ربهم ليوفيهم جزاءهم ؛ فليس لهم أن يستعجلوا الدمار والعقاب استهزاء وجحودا، فإنه آت لا ريب فيه ؛ فالويل والثبور ينتظر الكافرين في يوم موعود لا يستقدمون عنه ساعة ولا يستأخرون. والله تعالى أعلم.