تفسير سورة مريم

إيجاز البيان
تفسير سورة سورة مريم من كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن المعروف بـإيجاز البيان .
لمؤلفه بيان الحق النيسابوري . المتوفي سنة 553 هـ

ومن سورة مريم
٢ ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ/ عَبْدَهُ: هذا ذكر «١». أو فيما أنزل عليك ذكر [٥٩/ ب] رحمت ربّك عبده بالرحمة، لأنّ ذكر الرحمة إياه لا يكون إلّا بالله «٢».
٥ خِفْتُ الْمَوالِيَ: الذين يلونه في النّسب «٣».
٦ يَرِثُنِي: على صفة الولي «٤»، وبمعنى النكرة، أي: وليا وارثا، وإنّما دعا أن يرثه الدين لئلّا يغيّر بنو عمّه كتبه إذ كانوا أشرارا «٥».
٧ سَمِيًّا: نظيرا «٦».
٨ أَنَّى يَكُونُ لِي [غُلامٌ] «٧» : على الاستخبار أبتلك الحال أم بقلبه شابا»
؟.
(١) فيكون خبرا لمبتدأ محذوف هو «هذا». [.....]
(٢) ذكره الزجاج في معانيه: ٣/ ٣١٨.
وانظر إعراب القرآن للنحاس: ٣/ ٤، وزاد المسير: ٥/ ٢٠٦، والتبيان للعكبري:
٢/ ٨٦٥.
(٣) قال الزجاج في معانيه: ٣/ ٣١٩: «والموالي واحدهم مولى، وهم بنو العم وعصبة الرجل، ومعناه الذين يلونه في النسب كما أن معنى القرابة الذين يقربون منه في النسب».
وانظر تفسير الماوردي: ٢/ ٥١٦، وزاد المسير: ٥/ ٢٠٧.
(٤) معاني القرآن للزجاج: ٣/ ٣٢٠.
(٥) ذكره الماوردي في تفسيره: ٢/ ٥١٦ دون عزو.
(٦) ينظر تفسير الطبري: ١٦/ ٤٩، ومعاني القرآن للزجاج: ٣/ ٣٢٠، وتفسير الماوردي:
٢/ ٥١٧.
(٧) في الأصل: «ولد».
(٨) نص هذا القول في تفسير الماوردي: ٢/ ٥١٧، وذكره الفخر الرازي في تفسيره:
٢١/ ١٨٩.
وراجع ص (١٤٤) عند تفسير قوله تعالى: قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عاقِرٌ قالَ كَذلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ ما يَشاءُ [آل عمران: ٤٠].
عِتِيًّا: سنا عاليا «١».
١٣ وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا: رحمة من عندنا «٢». وقيل «٣» : تعطفا وتحنّنا على عبادنا، أو على دعاء الناس إلينا.
وَزَكاةً: تطهيرا لمن يدعوه إلى الله «٤»، أو زكيناه بالثناء عليه «٥».
١٦ انْتَبَذَتْ
: تباعدت واحتجبت لتعبد الله «٦».
١٩ زَكِيًّا
: ناميا على الخير والبركة «٧».
«البغيّ» «٨» الفاجرة «٩»، مصروفة عن الباغية «١٠»، أو بمعنى
(١) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٢، وتفسير الماوردي: ٢/ ٥١٧، وتفسير البغوي: ٣/ ١٨٩.
(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (١٦/ ٥٥، ٥٦) عن ابن عباس، وقتادة، وعكرمة، والضحاك.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٢/ ٥١٩ عن ابن عباس، وقتادة.
وذكره الفراء في معانيه: ٢/ ١٦٣، وأبو عبيدة في مجاز القرآن: ٢/ ٢، والزجاج في معانيه: ٣/ ٣٢٢.
(٣) أخرجه الطبري في تفسيره: ١٦/ ٥٦ عن مجاهد.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٢/ ٥١٩ عن مجاهد أيضا.
(٤) ذكره الزجاج في معانيه: ٣/ ٣٢٢، وابن عطية في المحرر الوجيز: ٩/ ٤٣٧.
ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: ٥/ ٢١٤ عن الزجاج.
(٥) نص هذا القول في تفسير الماوردي: ٢/ ٥١٩.
(٦) معاني القرآن للزجاج: ٣/ ٣٢٣، وتفسير القرطبي: ١١/ ٩٠.
(٧) ذكر نحوه الفخر الرازي في تفسيره: ١٩/ ٢٠٠.
وقال الطبري في تفسيره: ١٦/ ٦١: «والغلام الزكي: هو الطاهر من الذنوب، وكذلك تقول العرب: غلام زاك وزكى، وعال وعليّ». [.....]
(٨) في قوله تعالى: قالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا [آية: ٢٠].
(٩) ينظر معاني القرآن للفراء: ٢/ ١٦٤، وتفسير البغوي: ٣/ ١٩١، وزاد المسير: ٥/ ٢١٧.
(١٠) فهي فعيل بمعنى فاعل، ذكر هذا الوجه ابن الجوزي في زاد المسير: ٥/ ٢١٨ عن ابن الأنباري.
المفعولة «١»، كقولك: نفس قتيل، وكفّ خضيب.
٢٣ فَأَجاءَهَا: ألجأها أو جاء بها «٢».
نَسْياً مَنْسِيًّا: مصدر موصوف من لفظه، كقوله «٣» : حِجْراً مَحْجُوراً.
وقيل: النّسي ما يرمى به لوقاحته.
٢٤ تَحْتَكِ سَرِيًّا: شريفا وجيها «٤».
وقيل «٥» : السّريّ: النهر الصغير ليكون الرطب طعامها والنهر شرابها.
(١) البحر المحيط: ٦/ ١٨١.
(٢) معاني القرآن للفراء: ٢/ ١٦٤، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٤، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٧٣.
(٣) سورة الفرقان: آية: ٢٢.
(٤) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٦/ ٧٠ عن الحسن، وابن زيد.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٢/ ٥٢٢ عن الحسن، وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير:
٥/ ٢٢٢ إلى الحسن، وعكرمة، وابن زيد.
(٥) ذكر الإمام البخاري في صحيحه: ٤/ ١٤٠، كتاب الأنبياء، باب قوله تعالى: وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ تعليقا موقوفا على البراء بن عازب قال: «سريا» : نهر صغير بالسريانية.
وأخرجه عبد الرازق في تفسيره: ٣٢٦ عن البراء، والحاكم في المستدرك: ٢/ ٣٧٣، كتاب التفسير، وقال: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه»، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطبري في تفسيره: (١٦/ ٦٩، ٧٠) عن البراء بن عازب، وابن عباس، وسعيد بن جبير، ومجاهد، والضحاك، وقتادة.
ورجحه الطبري فقال: «وأولى القولين في ذلك عندي بالصواب قيل من قال: عني به الجدول، وذلك أنه أعلمها ما قد أعطاها الله من الماء الذي جعله عندها، وقال لها:
وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا فَكُلِي من هذا الرطب، وَاشْرَبِي من هذا الماء، وَقَرِّي عَيْناً بولدك، و «السري»
معروف من كلام العرب أنه النهر الصغير... » اه.
وانظر معاني القرآن للفراء: ٢/ ١٦٥، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٥، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٧٤.
٢٥ تُساقِطْ: تتساقط، أدغمت التاء في السين «١».
رُطَباً: نصب على التمييز «٢»، أو على وقوع الفعل لأنّ التساقط متعد كالتقاضي والتناسي، قال الله تعالى «٣» : فَتَنازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ، أو التقدير: هزي رطبا جنيا بجذع النخل تساقط عليك «٤».
٢٧ فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَها تَحْمِلُهُ: يجوز تَحْمِلُهُ حالا منها ومنه ومنهما «٥»، ولو كان تحمله إليهم لجاز حالا منهم أيضا لحصول الضمائر في الجملة التي هي حال.
فَرِيًّا: عجيبا «٦»، أو مفترى من الفرية «٧».
٢٩ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا: أي: من يكن في المهد صبيا كيف نكلمه «٨» ؟.
٣٤ ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ: أي: ذلك الذي قال: إني عبد الله
(١) ورد هذا التوجيه لقراءة حمزة بفتح التاء والتخفيف.
ينظر إعراب القرآن للنحاس: ٣/ ١٢، وحجة القراءات: ٤٤٢، والكشف لمكي:
٢/ ٨٨.
(٢) معاني القرآن للزجاج: ٣/ ٣٢٦، والتبيان للعكبري: ٢/ ٨٧٢.
(٣) سورة طه: آية: ٦٢.
(٤) ينظر وجوه الإعراب في هذه الآية في معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٣٢٥، وإعراب القرآن للنحاس: (٣/ ١٢، ١٣)، ومشكل إعراب القرآن لمكي: ٢/ ٤٥٢، والتبيان للعكبري:
٢/ ٦٧٢، والبحر المحيط: ٦/ ١٨٥.
(٥) ينظر إعراب القرآن للنحاس: ٣/ ١٤، والتبيان للعكبري: ٢/ ٦٧٣.
(٦) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٧، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٧٤. [.....]
(٧) هذا قول اليزيدي في غريب القرآن: ٢٣٨، قال: «يقال فريت الكذب وافتريته وكذلك تَخْلُقُونَ إِفْكاً تصنعونه. خلقت الكذب واختلقته مثل فريته وافتريته، ومنه إِنْ هذا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ، أي: افتراء الأولين... ».
(٨) عن معاني القرآن للزجاج: ٣/ ٣٢٨، وقال: «يكون «من» في معنى الشرط والجزاء ويكون المعنى: من يكن في المهد صبيا- ويكون صَبِيًّا حالا- فكيف نكلمه. كما تقول: من كان لا يسمع ولا يعقل فكيف أخاطبه».
عيسى بن مريم لا ما تقول النصارى أنه ابن الله «١».
قَوْلَ الْحَقِّ: أي: هو قول الحق وكلمته، أو الذي تلوناه من صفته وقصّته قَوْلَ الْحَقِّ.
٣٧ فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ: تحزبوا إلى يعقوبيّة، وملكائيّة، ونسطورية [٦٠/ أ] وغيرها «٢».
٣٨ أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا: أي: لئن عموا وصمّوا عن الحقّ في الدّنيا فما أسمعهم يوم لا ينفعهم!.
٤٤ لا تَعْبُدِ الشَّيْطانَ: لا تطعه فيما سول.
٤٥ فَتَكُونَ لِلشَّيْطانِ وَلِيًّا: موكولا إليه وهو لا يغني عنك شيئا.
٤٦ لَأَرْجُمَنَّكَ: لأرمينّك بالشّتم «٣»، وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا: حينا طويلا.
٤٧ حَفِيًّا: لطيفا رحيما «٤»، والحفاوة: الرأفة والكرامة «٥».
(١) ذكره الزجاج في معانيه: ٣/ ٣٢٩، والماوردي في تفسيره: ٢/ ٥٢٦.
ونقله البغوي في تفسيره: ٣/ ١٩٥، وابن الجوزي في زاد المسير: ٥/ ٢٣١ عن الزجاج.
(٢) هذه الفرق الثلاث نسبة إلى ثلاثة من علماء النصارى هم: يعقوب، وملكاء، ونسطور.
فقالت اليعقوبية: عيسى هو الله، هبط إلى الأرض ثم صعد إلى السماء. وقالت الملكائية:
هو عبد الله ونبيه، وقالت النسطورية: إنه ابن الله.
ينظر تفسير الطبري: ١٦/ ٨٤، وتفسير البغوي: ٣/ ١٩٦، وتفسير القرطبي: ١١/ ١٠٨، وتفسير ابن كثير: (٥/ ٢٢٥، ٢٢٦)، وتفسير البيضاوي: ٢/ ٣٤.
(٣) ذكره الفراء في معانيه: ٢/ ١٦٩، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٢٧٤، والطبري في تفسيره: ١٦/ ٩١.
وقال الزجاج في معانيه: ٣/ ٣٣٢: «يقال: فلان يرمي فلانا ويرجم فلانا، معناه يشتمه، وكذلك قوله عز وجل: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ، معناه: يشتمونهن، وجائز أن يكون لَأَرْجُمَنَّكَ لأقتلنك رجما، والذي عليه التفسير أن الرجم هاهنا الشتم».
(٤) ينظر معاني القرآن للفراء: ٢/ ١٦٩، وتفسير الطبري: ١٦/ ٩٢، ومعاني الزجاج:
٣/ ٣٣٣، والمفردات للراغب: ١٢٥.
(٥) اللسان: ١٤/ ١٨٧ (حفا).
٥٢ وَقَرَّبْناهُ: قرّب «١» من أعلى الحجب حتى سمع صرير «٢» القلم.
٥٧ وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا: رفع إلى السّماء الرابعة «٣»، وروي:
(١) هو موسى عليه الصلاة والسلام.
(٢) في «ك» :«صريف»، وصرير القلم صوته.
وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (١٦/ ٩٤، ٩٥) عن ابن عباس، وأبي العالية.
وأخرجه الحاكم في المستدرك: ٢/ ٣٧٣، كتاب التفسير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه»، ووافقه الذهبي.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٥/ ٥١٥، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد عن أبي العالية، كما عزا إخراجه إلى سعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير.
(٣) أي: إدريس عليه السلام.
وقد ورد هذا القول في أثر أخرجه الترمذي في سننه: ٥/ ٣١٦، كتاب تفسير القرآن، باب «ومن سورة مريم» عن قتادة قال: حدثنا أنس بن مالك أن نبي الله ﷺ قال: «لما عرج بي رأيت إدريس في السماء الرابعة».
قال الترمذي: وفي الباب عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال: وهذا حديث حسن وقد رواه سعيد بن أبي عروبة وهمام وغير واحد عن قتادة عن أنس عن مالك بن صعصعة عن النبي صلى الله عليه وسلم، حديث المعراج بطوله، وهذا عندنا مختصر من ذاك» اه.
وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (١٦/ ٩٦، ٩٧) عن أنس مرفوعا.
وأخرجه عن أبي سعيد الخدري، وكعب، ومجاهد.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٥/ ٥١٨، وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وابن مردويه.
عن قتادة عن أنس مرفوعا.
وأخرج البخاري ومسلم عن مالك بن صعصعة عن رسول الله ﷺ في حديث المعراج: أنه رأى إدريس في السماء الرابعة.
ينظر صحيح البخاري: ٤/ ٧٧، كتاب بدء الخلق، باب «ذكر الملائكة صلوات الله عليهم».
وصحيح مسلم: ١/ ١٥٠، كتاب الإيمان، باب «الإسراء برسول الله ﷺ إلى السماوات».
السّادسة «١»، وروي: السّابعة «٢».
٥٨ بُكِيًّا «٣» : جمع «باك»، ك «شاهد»، و «شهود» «٤»، ويجوز مصدرا بمعنى البكاء «٥».
٥٩ أَضاعُوا الصَّلاةَ: صلّوها في غير وقتها «٦».
يَلْقَوْنَ غَيًّا: خيبة وشرا «٧»، أو جزاء الغيّ على حذف المضاف «٨».
(١) أخرجه الطبري في تفسيره: (١٦/ ٩٦، ٩٧) عن ابن عباس، والضحاك.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٢/ ٥٢٩ عن ابن عباس رضي الله عنهما، والضحاك أيضا.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٥/ ٥١٨، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس، والضحاك.
(٢) أورده ابن الجوزي في زاد المسير: ٥/ ٢٤١، وقال: «حكاه أبو سليمان الدمشقي».
(٣) من قوله تعالى: إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا [آية: ٥٨].
(٤) عن معاني القرآن للزجاج: ٣/ ٣٣٥.
وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٨، وتفسير الطبري: ١٦/ ٩٨، وتفسير الماوردي:
٢/ ٥٣٠. [.....]
(٥) رده الزجاج في معانيه: ٣/ ٣٣٥ قائلا: «ومن قال: بُكِيًّا هاهنا مصدر فقد أخطأ لأن سُجَّداً جمع ساجد، وبُكِيًّا عطف عليه، ويقال: بكى بكاء وبكيا» اه.
وانظر القول الذي أورده المؤلف- رحمه الله- في إعراب القرآن للنحاس: ٣/ ٢١، ومشكل إعراب القرآن لمكي: ٢/ ٤٥٦، والبيان لابن الأنباري: ٢/ ١٢٨، والبحر المحيط: ٦/ ٢٠٠.
(٦) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٦/ ٩٨ عن القاسم بن مخيمرة.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٢/ ٥٣٠ عن ابن مسعود، وعمر بن عبد العزيز.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٥/ ٥٢٦، ونسب إخراجه إلى عبد بن حميد عن ابن مسعود رضي الله عنه.
كما عزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم، والخطيب في «المتفق والمفترق» عن عمر بن عبد العزيز.
(٧) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٦/ ١٠١ عن ابن زيد.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٢/ ٥٣١، وابن الجوزي في زاد المسير: ٥/ ٢٤٦ عن ابن زيد أيضا.
(٨) ذكره الزجاج في معانيه: ٣/ ٣٣٦. وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: ٥/ ٢٤٦ عن الزجاج.
٦١ مَأْتِيًّا: مفعولا من الإتيان «١».
٦٢ إِلَّا سَلاماً: اسم جامع للخير.
بُكْرَةً وَعَشِيًّا: مقدار ما بين الغداة والعشي على التمثيل بعادة الدنيا.
٦٤ وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ: استبطأ جبريل- عليه السلام- فقال:
«ما يمنعك أن تزورنا أكثر» «٢».
ما بَيْنَ أَيْدِينا: من أمر الآخرة وَما خَلْفَنا: ما مضى من أمر الدنيا.
وَما بَيْنَ ذلِكَ: من الحال إلى يوم القيامة.
٦٨ جِثِيًّا: باركين على الركب، وأصلها: «جثووا» فوقعت الواو طرفا قبلها ضمّة «٣».
٦٩ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا: أي: ننزع الأعتى فالأعتى.
وأَيُّهُمْ رفع على الحكاية «٤»، أي: الذي يقال أيّهم أشد. وعند
(١) ذكره الزجاج في معانيه: ٣/ ٣٣٦، وقال: «لأن كل ما وصل إليك فقد وصلت إليه، وكل ما أتاك فقد أتيته، يقال: وصلت إلى خبر فلان ووصل إليّ خبر فلان، وأتيت خبر فلان وأتاني خبر فلان، فهذا على معنى: أتيت خبر فلان».
(٢) أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: ٥/ ٢٣٧، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ.
وانظر تفسير الطبري: ١٦/ ١٠٣، وأسباب النزول للواحدي: ٣٤٧، وتفسير ابن كثير:
٥/ ٢٤٣.
(٣) أصلها جثوو (جثوّ) ثم قلبت ياء فصارت «جثويا» ثم اجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون في كلمة فقلبت الواو الأولى ياء وأدغمت الياء في الياء فصارت «جثيّا»، وقلبت ضمة الثاء كسرة فصارت «جثيا» ثم أتبعت حركة الثاء فقلبت كسرة فقالوا: «جثيا»، فحركة الجيم اتباعا لحركة الثاء، وحركة الثاء لمجانسة الياء بعدها.
وينظر إعراب القرآن للنحاس: ٣/ ٢٣، والبيان لابن الأنباري: ٢/ ١٣٠.
(٤) هذا قول الخليل كما في الكتاب لسيبويه: ٢/ ٣٩٩.
واختاره الزجاج في معانيه: ٣/ ٣٢٩.
سيبويه «١» هو مبنيّ بتقدير: الذي هو أشدّ، فلما حذف «هو» واطّرد الحذف صار كبعض الاسم فبني.
٧١ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها: ورود حضور ومرور «٢». وقال رجل من الصّحابة- لآخر: أيقنت بالورود؟ قال: نعم، قال: وأيقنت بالصّدر؟ قال:
لا، قال: ففيم الضحك؟ ففيم التثاقل «٣» ؟!.
٧٣ نَدِيًّا: مجلسا «٤»، ندوت القوم أندوهم: جمعتهم فندوا:
اجتمعوا «٥».
٧٤ وَرِءْياً: مهموزا «٦» على وزن «رعي» اسم المرئيّ، رأيته رؤية ورأيا، والمصدر رئي كالرّعي والرّعي، أي: أحسن متاعا ومنظرا «٧».
(١) الكتاب: ٢/ ٣٩٨.
(٢) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: ١٦/ ١١٠ عن قتادة.
ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: ٥/ ٢٥٦ عن عبيد بن عمير.
(٣) نقل ابن الجوزي في زاد المسير: ٥/ ٢٥٥ عن الحسن البصري أنه قال: «قال رجل لأخيه:
يا أخي أتاك إنك وارد النار؟ قال: نعم، قال: فهل أتاك أنك خارج منها؟ قال: لا، قال:
ففيم الضحك؟!»
.
وأورد نحوه القرطبي في التذكرة: ٤٠٤ عن الحسن رحمه الله تعالى.
قال القرطبي رحمه الله: «وقد أشفق كثير ممن تحقق الورود، والجهل بالصدر. كان أبو ميسرة إذا أوى إلى فراشه يقول: ليت أمي لم تلدني. فتقول له امرأته: يا أبا ميسرة إنّ الله قد أحسن إليك وهداك إلى الإسلام، قال: أجل، ولكن الله قد بين لنا أنّا واردو النار ولم يبين لنا أنا صادرون».
(٤) معاني القرآن للفراء: ٢/ ١٧١، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ١٠، وغريب القرآن لليزيدي: ٢٤١.
(٥) اللسان: ١٥/ ٣١٧ (ندى).
(٦) قراءة عاصم، وابن كثير، وأبي عمرو، وحمزة، والكسائي.
ينظر السبعة لابن مجاهد: ٤١١، وحجة القراءات: ٤٤٦، والتبصرة لمكي: ٢٥٦. [.....]
(٧) معاني القرآن للفراء: ٢/ ٧١، وغريب القرآن لليزيدي: ٢٤١، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٧٥.
[٦٠/ ب] وأمّا/ الرّيّ «١» - مشدّدا- فمن ريّ الشّباب وأنواع النعمة.
٧٥ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا: فليدعه في ضلالته وليمله في غيّه، واللّفظ أمر والمعنى خبر «٢».
٧٦ وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ: الطاعات التي تسلم من الإحباط وتبقى لصاحبها.
وَخَيْرٌ مَرَدًّا: مرجعا يردّ إليه.
٧٧ أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا: العاص بن وائل السّهمي «٣».
(١) وهي قراءة نافع، وابن عامر.
(٢) عن معاني القرآن للزجاج: ٣/ ٣٤٣.
ونص كلامه هناك: «هذا لفظ أمر في معنى الخبر، وتأويله أن الله- عز وجل- جعل جزاء ضلالته أن يتركه فيها، ويمده فيها، كما قال جل وعز: مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ [الأعراف: ١٨٦] إلّا أن لفظ الأمر يؤكد معنى الخبر، كأن لفظ الأمر يريد به المتكلم نفسه إلزاما، كأنه يقول: أفعل ذلك وآمر نفسي به، فإذا قال القائل: من رآني فلأكرمه، فهو ألزم من قوله: أكرمه، كأنه قال: من زارني فأنا آمر نفسي بإكرامه وألزمها ذلك» اه.
وانظر تفسير الطبري: ١٦/ ١١٩، وتفسير البغوي: ٣/ ٢٠٧، والمحرر الوجيز: ٩/ ٥٢٢، وتفسير القرطبي: ١١/ ١٤٤.
(٣) ورد ذلك في صحيح البخاري وصحيح مسلم من رواية أخرجاها عن خبات بن الأرت رضي الله عنه قال: «كنت قينا في الجاهلية، وكان لي دين على العاص بن وائل. قال:
فأتاه يتقاضاه، فقال: لا أعطيك حتى تكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم. فقال: «والله لا أكفر حتى يميتك الله ثم تبعث. قال: فذرني حتى أموت ثم أبعث فسوف أوتي مالا وولدا فأقضيك. فنزلت هذه الآية: أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالًا وَوَلَداً اه.
اللفظ للبخاري في صحيحه: ٥/ ٢٣٨، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: كَلَّا سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا.
وهو في صحيح مسلم: ٤/ ٢١٥٣ كتاب «صفات المنافقين وأحكامهم»
، باب «سؤال اليهود النّبيّ ﷺ عن الروح».
وانظر تفسير الطبري: ١٦/ ١٢٠، وأسباب النزول للواحدي: ٣٤٩، والتعريف والإعلام:
١١١.
٧٨ عَهْداً: أي: عهد بعمل صالح قدّمه «١».
لَأُوتَيَنَّ مالًا وَوَلَداً: أي: إذا بعثت.
٧٩ سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ: نحفظه عليه.
٨٠ وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ: نجعل المال والولد لغيره ونسلبه ذلك.
و «الولد» «٢» : جمع كأسد ووثن.
٨٣ أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ: خلّيناهم وإيّاهم «٣».
تَؤُزُّهُمْ أَزًّا: تزعجهم إزعاجا «٤».
٨٤ نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا: أي: أعمالهم للجزاء وأنفاسهم للفناء.
٨٥ وَفْداً: ركبانا مكرّمين.
٨٦ وِرْداً: عطاشا «٥». من ورود الإبل.
(١) ذكره الطبري في تفسيره: ١٦/ ١٢٢، ونقله الماوردي في تفسيره: ٢/ ٥٣٦ عن قتادة، وكذا البغوي في تفسيره: ٣/ ٢٠٨، وابن الجوزي في زاد المسير: ٥/ ٣٦١.
(٢) على قراءة «ولد» بضم الواو، وهي لحمزة والكسائي كما في السبعة لابن مجاهد: ٤١٢، والتبصرة لمكي: ٢٥٧، والتيسير للداني: ١٥٠.
وانظر توجيه المؤلف لهذه القراءة في الكشف لمكي: ٢/ ٩٢، والبحر المحيط: ٦/ ٢١٣.
(٣) ذكره الزجاج في معانيه: ٣/ ٣٤٥، وذكر وجها آخر وقال: «وهو المختار أنهم أرسلوا عليهم وقيضوا لهم بكفرهم كما قال عز وجل: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ [الزخرف: ٣٥]... ومعنى الإرسال هاهنا التسليط، يقال: قد أرسلت فلانا على فلان: إذا سلّطته عليه، كما قال: إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ، فأعلم الله عز وجل: أن من اتبعه هو مسلط عليه» اه.
وانظر المحرر الوجيز: ٩/ ٥٣٣.
(٤) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٦/ ١٢٥ عن قتادة.
وانظر هذا المعنى في معاني القرآن للفراء: ٢/ ١٧٢، ومعاني الزجاج: ٣/ ٣٤٥، وتفسير القرطبي: ١١/ ١٥٠.
(٥) بلغة قريش كما في كتاب لغات القبائل: ١٨٩ عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.
وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (١٦/ ١٢٧، ١٢٨) عن ابن عباس، وأبي هريرة، والحسن، وقتادة، وسفيان.
٨٩ إِدًّا: منكرا عظيما «١».
٩٠ هَدًّا: هدما بشدة صوت «٢».
٩٦ وُدًّا: محبة في قلوب النّاس «٣».
٩٧ لُدًّا: ذوي جدل بالباطل.
٩٨ رِكْزاً: صوتا خفيا «٤».
٩٥ فَرْداً: لا أنصار له ولا أعوان كلّ امرئ مشغول بنفسه.
(١) تفسير الطبري: ١٦/ ١٢٩، ومعاني الزجاج: ٣/ ٣٤٦، والمفردات للراغب: ١٤.
(٢) تفسير الطبري: ١٦/ ١٣٠، والمفردات: ٥٣٧.
(٣) نص هذا القول في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٧٦.
وأخرج نحوه الطبري في تفسيره: ١٦/ ١٣٢ عن ابن عباس، ومجاهد.
(٤) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ١٤، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٧٦، وتفسير الطبري: ١٦/ ١٣٤، ومعاني الزجاج: ٣/ ٣٤٧، والمفردات: ٢٠٢.
﴿ ودا ﴾ محبة في قلوب الناس.
﴿ لدا ﴾ ذوي جدل بالباطل.
﴿ ركزا ﴾ صوتا خفيا.
Icon