ﰡ
﴿ أَيْمَانِكُمْ ﴾: بالكفارة كما في المائدة، وعلى قول تحريم مارية، ورد أنه كفر بإعتقاق رقبة ﴿ وَٱللَّهُ مَوْلاَكُمْ ﴾: متولي أموركم ﴿ وَهُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ ﴾: في أحكامه ﴿ وَ ﴾: اذكر ﴿ إِذْ أَسَرَّ ٱلنَّبِيُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ ﴾ حفصة ﴿ حَدِيثاً ﴾ أي: تحريم ما مر مع خلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما بعده، كما قاله عليٌّ وابن عباس رضي الله عنهم وقال: لا تفشيه. كذا رواه الطبراني وغيره ﴿ فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ ﴾ عائشة على ظن جوازه ﴿ وَأَظْهَرَهُ ٱللَّهُ عَلَيْهِ ﴾ أي أطلع نبيه عليه أي: على النبأ به ﴿ عَرَّفَ ﴾: لحفصة ﴿ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ ﴾: تكرما منه هو حديث العسل، أو الخلافة ولابن كثير في إسناده نظر ﴿ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَـٰذَا ﴾: ظنت أن عشائة نصحتها ﴿ قَالَ نَبَّأَنِيَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْخَبِيرُ ﴾: ثم قال تعالى لحفصة وعائشة: ﴿ إِن تَتُوبَآ إِلَى ٱللَّهِ ﴾: فتوبا ﴿ فَقَدْ صَغَتْ ﴾ أي: مالت ﴿ قُلُوبُكُمَا ﴾: إلى موجب التوبة وهو الم سرة بما كرهه صلى الله عليه وسلم، من تحريم مارية ﴿ وَإِن تَظَاهَرَا ﴾: تعاونا ﴿ عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ ﴾: ناصره ﴿ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾: أبو بكر وعمر كما في مسلم وغيره، أو كلهم ﴿ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ﴾: تتظاهر لنصره ﴿ عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ ﴾: منقادات ﴿ مُّؤْمِنَاتٍ ﴾: مؤصدقات ﴿ قَانِتَاتٍ ﴾: مواظبات على الطاعة ﴿ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ﴾: صائمات أو مهاجرات ﴿ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً ﴾: وسط العطف لتنافيهما، أي: مشتملات على الثيبات والأبكار ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ قُوۤاْ أَنفُسَكُمْ ﴾: بالطاعة ﴿ وَأَهْلِيكُمْ ﴾: بالنصح ﴿ نَاراً وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ ﴾: الكبريت أو الأصنام ﴿ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ ﴾: خلقا ما بين منكبي الواحد منهم سنة، أو كما بين المشرق والمغرب ﴿ شِدَادٌ ﴾: خلقا وبطشا ﴿ لاَّ يَعْصُونَ ٱللَّهَ ﴾: في ﴿ مَآ أَمَرَهُمْ ﴾: فيما مضى ﴿ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾: فيما يستقبل ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَعْتَذِرُواْ ٱلْيَوْمَ ﴾: فإنه لا ينفع ﴿ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ ﴾: جزاء ﴿ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ تُوبُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً ﴾: ناصحة صادقة لأنهم معها بالمعاودة، وفي الحديث:" هي أن يتوب ثم لا يرجع كما لا يعود اللبن إلى الضرع "﴿ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ ﴾: قد مر حكمة " عسى " من الكريم ﴿ يَوْمَ لاَ يُخْزِى ٱللَّهُ ٱلنَّبِيَّ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ ﴾: بإخال النار ﴿ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ ﴾: على الصراط ﴿ يَقُولُونَ ﴾: إذا انطفأ نور المنافقين أو حين رأوا نور بعضهم أنقص من بعض بحسب أعمالهم: ﴿ رَبَّنَآ أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا ﴾: وعلى الثاني ﴿ وَٱغْفِرْ لَنَآ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ جَاهِدِ ٱلْكُفَّارَ ﴾: بالسيف ﴿ وَٱلْمُنَافِقِينَ ﴾: بالحجة ﴿ وَٱغْلُظْ عَلَيْهِمْ ﴾: إذا بلغ الرِّفْق مداه ﴿ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ ﴾: هي ﴿ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ ﴾: أي: جعل مثل حال الذين ﴿ كَفَرُواْ ﴾: في عدم انتفاعهم بقرابتهم للأنبياء ﴿ ٱمْرَأَتَ نُوحٍ ﴾: والهة ﴿ وَٱمْرَأَتَ لُوطٍ ﴾: واغلة ﴿ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا ﴾: كرر ذكر عبودتيهما لتشريف الإضافة ﴿ صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا ﴾: بالنفاق ﴿ فَلَمْ يُغْنِيَا ﴾: أي: لم يدفع النبيان ﴿ عَنْهُمَا مِنَ ٱللَّهِ ﴾ أي: عذابه ﴿ شَيْئاً وَقِيلَ ﴾ لهما: ﴿ ٱدْخُلاَ ٱلنَّارَ مَعَ ﴾ الكفار ﴿ ٱلدَّاخِلِينَ * وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ ﴾: أي: جعل مثل حال الذين ﴿ آمَنُواْ ﴾: في عدم تضررهم بقرابة الكفار ﴿ ٱمْرَأَتَ فِرْعَوْنَ ﴾ آسية ﴿ إِذْ ﴾: آمنت بموسى فعذبها فرعون أشد تعذيب: إذْ ﴿ قَالَتْ رَبِّ ٱبْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي ٱلْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ ﴾: فكشف لها عن بيتها في الجنة، فضحكت ثم قبضت، وقيل: رفعت إلى الجنة حية ﴿ وَ ﴾ ﴿ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ ﴾، تسلية للأرامل ﴿ مَرْيَمَ ٱبْنَتَ عِمْرَانَ ٱلَّتِيۤ أَحْصَنَتْ ﴾: صانت ﴿ فَرْجَهَا ﴾: من الرجال ﴿ فَنَفَخْنَا فِيهِ ﴾: في فرجها ﴿ مِن رُّوحِنَا ﴾: بنفخ جبريل في جيب درعها وكل خرق في الثوب يسمى فرجا، فحملت بعيسى عليه الصلاة والسلام ﴿ وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ ﴾ أي: بشرائع ﴿ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ ﴾: المنزلة ﴿ وَكَانَتْ مِنَ ٱلْقَانِتِينَ ﴾: المواظبين على الطاعة، ذَكَّر للتغليب أو لكمالها، أو " مِنْ " ابتدائية - واللهُ أعْلَمُ.