ﰡ
﴿ حم ﴾ الأحرف التي تبدأ بها بعض السور، قيل إنها رموز إلهية، وقيل أقسام من الله، وقيل إنها أسماء لله، وقيل إنها إشارة لابتداء كلام وانتهاء كلام، وقيل إنها أسماء لتلك السور.
تفسير المعاني :
حم.
وحق القرآن المبين.
إنا جعلنا ما أوحيناه إليك قرآنا عربيا لكي تفهموا معانيه فتتعقلوها.
﴿ أم الكتاب ﴾ اللوح المحفوظ فإنه أصل الكتب السماوية، وهو كناية عن علم الله القديم.
تفسير المعاني :
وإنه في اللوح المحفوظ عندنا لرفيع الشأن في الكتب السماوية ذو حكمة بالغة يفيض هدى ونورا.
﴿ أفنضرب عنكم الذكر صفحا ﴾ أي أفنضرب عنكم الذكر ضربا، وهو مصدر من غير لفظه، ومعنى ضرب عنه الذكر أي أبعده، والفاء عطف على محذوف. والمعنى أفنهملكم فنضرب عنكم الذكر ضربا ؟ وصفحا مصدر صفح عنه يصفح، أي ولاه صفحة عنقه، أي أهمله وتركه. ﴿ أن كنتم ﴾ أي لأن كنتم.
تفسير المعاني :
أفنهمل ذكركم ونغفل أمركم لأن كنتم قوما مسرفين على أنفسكم ؟
وكم أرسلنا من نبي في الأقدمين فكذبوهم واستهزءوا بهم.
﴿ بطشا ﴾ البطش الأخذ بعنف. يقال بطش به يبطش، أي أخذه بعنف. ﴿ ومضى مثل الأولين ﴾ أي وسلف مثالهم.
تفسير المعاني :
فأهلكنا أشد منهم تجبرا، وسلف أمام أعينكم مثلهم.
ولئن سألتهم من خلق الوجود ليقولن خلقه الله لأن بداهة العقل تقتضيه. نعم.
﴿ مهدا ﴾ المهد فراش الطفل، جمعه مُهد ومهُد وأمهدة. ﴿ سبلا ﴾ أي طرقا جمع سبيل.
تفسير المعاني :
وهو الذي جعل لكم الأرض فرشا وجعل لكم فيها طرقا لتهتدوا إلى مطالبكم.
﴿ بقدر ﴾ أي بقدر معين. ﴿ فأنشرنا ﴾ أي فأحيينا. يقال نشر الميت وأنشره أي أحياه.
تفسير المعاني :
وأنزل من السماء ماء بقدر معين فأحيا به بلدة ميتة، وعلى هذا النحو تخرجون من قبوركم.
﴿ الأزواج ﴾ أي الأصناف. ﴿ الفلك ﴾ السفن، وهذا اللفظ يستعمل مفردا وجمعا. ﴿ والأنعام ﴾ الإبل والبقر والغنم.
تفسير المعاني :
وخلق الأصناف كلها، وجعل لكم من السفن والبهائم ما تركبون.
﴿ لتستووا ﴾ أي لتجلسوا. ﴿ مقرنين ﴾ أي مطيقين، من أقرن للشيء إذا أطاقه.
تفسير المعاني :
لتجلسوا على ظهوره، وتذكروا نعمة ربكم، وتقولوا : سبحان ربنا الذي ذللها لنا وما كنا لنطيق تذليلها من تلقاء أنفسنا.
﴿ لمنقلبون ﴾ أي لراجعون. يقال انقلب إلى أهله أي رجع إليهم.
وجعلوا لله من عباده جزءا بأن ادّعوا أن له ولدا، وأن الملائكة بناته، إن الإنسان لشديد الكفر.
﴿ وأصفاكم ﴾ أي واختصكم.
تفسير المعاني :
فهل اتخذ مما يخلقه بنات واختصكم بالبنين ؟
﴿ بما ضرب للرحمن مثلا ﴾ أي بالجنس الذي ضربه للرحمن مثلا، أي الولد فإنه لابد أن يماثل أباه. ﴿ كظيم ﴾ أي ممسك على الغم لا يعلنه. يقال كظم القربة يكظمها كظما، أي شد فمها بالكظام وهو الرباط.
تفسير المعاني :
وهم إذا بشر أحدهم بأنثى ولدت له صار وجهه مسودا من الغم وهو ممسك عليك لا يبيحه.
﴿ أو من ينشأ في الحلية ﴾ أي أو من يربي في الزينة يعني البنات. يقال نشأه على الخلق الحسن، أي رباه عليه. ﴿ الخصام ﴾ الجدال.
تفسير المعاني :
فجعلوا له حصة مما يربي في الحلي وهو في الجدار غير فصيح، يعني الإناث.
﴿ أشهدوا خلقهم ﴾ أي أحضروا خلقهم.
تفسير المعاني :
واعتبروا الملائكة الذين هم عباد الله إناثا، أحضروا خلقهم ؟ ! ستسجل عليهم شهادتهم ويسألون عنها يوم القيامة.
﴿ يخرصون ﴾ أي يكذبون. يقال خرص يخرص خرصا، أي كذب.
تفسير المعاني :
وقالوا : لو شاء الله ما عبدنا الملائكة وما لهم بما يقولونه من علم إن هم إلا يكذبون.
﴿ مستمسكون ﴾ أي متمسكون.
تفسير المعاني :
أم أنزلنا إليهم كتابا قبل القرآن يؤيد لهم مذهبهم فهم به متمسكون ؟
﴿ على أمة ﴾ أي على طريقة، وهي الطريقة التي تؤم.
تفسير المعاني :
لا بل كل ما عندهم من الأدلة على صحة طريقتهم أنهم يقولون : إنا وجدنا آباءنا على طريقة وإنا على آثارهم سالكون، فهم مقلدون في كفرهم كجميع الضالين.
﴿ مترفوها ﴾ أي متنعموها. يقال أترفته النعمة أي أبطرته ونعمته.
تفسير المعاني :
وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال متنعموها مثل هذا القول : قال الرسول : أتتبعون آباءكم ولو جئتكم بشيء هو أهدى لكم مما وجدتموهم عليه ؟ فلما لم يجدوا حجة قالوا : إنا بما أرسلتم به كافرون.
وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال متنعموها مثل هذا القول : قال الرسول : أتتبعون آباءكم ولو جئتكم بشيء هو أهدى لكم مما وجدتموهم عليه ؟ فلما لم يجدوا حجة قالوا : إنا بما أرسلتم به كافرون.
فانتقمنا منهم باستئصالهم، فانظر كيف كانت عاقبة المكذبين.
﴿ براء ﴾ أي بريء، وهو مصدر وُصف به ؛ ولذلك استوى فيه الواحد والجمع والمذكر والمؤنث.
تفسير المعاني :
واذكر إذ قال إبراهيم لأبيه وقومه : إنني بريء مما تعبدون.
إلا الذي خلقني فإنه سيهديني ويقيمني على صراطه المستقيم.
﴿ في عقبه ﴾ في ذريته.
تفسير المعاني :
وجعل إبراهيم كلمة التوحيد باقية في ذريته لعلهم يرجعون إلى الله بالتوبة.
﴿ حتى جاءهم الحق ﴾ أي دعوة التوحيد أو القرآن.
تفسير المعاني :
بل متعت هؤلاء المعاصرين لك يا محمد ومتعت آباءهم قبلهم حتى جاءهم الحق أي كلمة التوحيد ورسول مبين للتوحيد بالحجج والآيات.
فلما جاءهم الحق قالوا : هذا في خدع الناس يشبه السحر، وإنا به كافرون.
﴿ لولا ﴾ أي هلا. ﴿ القريتين ﴾ هما مكة والطائف.
تفسير المعاني :
وقالوا : هلا أنزل هذا القرآن على رجل من أهل مكة أو من أهل الطائف يكون عظيما، أي ذا وجاهة وثروة ؟ أما محمد فهو وإن كان من أشرفهم نسبا وأرفعهم بيتا، إلا أنه كان فقيرا معتزلا.
﴿ سخريا ﴾ السخرى والسخري العمل قهرا بلا أجرة. ﴿ ورحمة ربك ﴾ أي ونبوته.
تفسير المعاني :
أهم يقسمون رحمة ربك أي نبوته، على حسب أهوائهم ؟ نحن قسمنا بينهم معيشتهم في حياتهم الدنيا، فجعلنا منهم أغنياء وفقراء، وجعلنا بينهم تفاوتا في الدرجات ليستعمل بعضهم بعضا في حوائجهم وليس علينا في ذلك اعتراض، فكيف يعترض علينا فيما هو أعلى منه وهو تقسيم الرتب الروحانية ؟ ورحمة ربك يا محمد أي نبوته، التي منحكها خير مما يجمعونه من الأموال.
﴿ ولولا أن يكون الناس أمة واحدة ﴾ أي ولولا أن يرغب الناس في الكفر إذا رأوا الكفار في سعة. ﴿ سقفا ﴾ جمع سقف. ﴿ ومعارج ﴾ أي مصاعد جمع مِعرج. ﴿ عليها يظهرون ﴾ أي يعلون على السطوح لحقارة الدنيا.
تفسير المعاني :
ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لرؤيتهم الكافر موسعا عليه في رزقه لجعلنا لبيوت من كفروا بالله أسقفا من فضة ومصاعد عليها يعلون إلى فوق.
﴿ وسررا ﴾ جمع سرير.
تفسير المعاني :
ولديارهم أبوابا وسررا عليها يتكئون.
﴿ وزخرفا ﴾ أي وزينة. وقيل زخرفا أي ذهبا.
تفسير المعاني :
ولجعلنا لهم زينة، ولكن كل ذلك تمتع قليل في الحياة الدنيا، والآخرة مكتوبة للمتقين.
﴿ ومن يعش ﴾ أي ومن يعم. ﴿ نقيّض ﴾ أي نقدّر ونتحْ.
تفسير المعاني :
ومن يتعام عن ذكر الرحمن نقدر أو نُتح له شيطانا، فهو يظل قرينا له يوسوس له ويغويه على إتيان المنكرات.
﴿ ليصدونهم ﴾ أي يمنعونهم. يقال صده يصده صدا منعه وكفه.
تفسير المعاني :
وإن هؤلاء الشياطين ليمنعونهم عن طريق الدين والخير، وهم يحسبون أنهم معتدون.
حتى إذا جاءنا أحدهم قال المتعامي عن ذكر الله للشيطان : يا ليت كان بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين أنت.
﴿ ولن ينفعكم اليوم ﴾ أي لن ينفعكم ما أنتم عليه من التمني.
تفسير المعاني :
ولن ينفعكم اليوم، وقد صح أنكم ظلمتم أنفسكم، كونكم في العذاب مشتركين.
﴿ الصم ﴾ أي الطرش جمع أصم. يقال صم يصم صمما، أي طرش.
تفسير المعاني :
أفأنت يا محمد تسمع الطرش أو تهدي العمى ومن كان مغموسا في الضلال المبين ؟
نقول : لقد ذكر القرآن أمر التقليد في مواطن كثيرة، وبألوان شتى، تقريرا لمسئولية الإنسان.
أو نرينك يا محمد ما وعدناهم من العذاب، فإننا قادرون عليهم.
﴿ فاستمسك ﴾ أي فتمسك.
تفسير المعاني :
فتمسك بما أوحيناه إليك إنك على طريق قويم.
﴿ وإنه لذكر لك ولقومك ﴾ أي وإنه لشرف لك ولقومك.
تفسير المعاني :
وإن هذه الحال لشرف عظيم لك ولقومك وسوف تسألون عنها يوم القيامة وعن قيامكم بحقها.
واسأل الذين أرسلناهم قبلك من رسلنا : أجعلنا من دون الله آلهة يعبدون ؟
﴿ وملئه ﴾ أي وأشراف قومه. والملأ الأشراف الذين يملئون العين مهابة جمعه أملاء. ﴿ رب العالمين ﴾ أي مربيهم وموصلهم إلى كمالهم. والعالمين جمع عالم وهو الخلق. وكل صنف من أصناف الخلق يسمى عالما، كعالم الحيوان وغيره.
تفسير المعاني :
ولقد بعثنا موسى بآياتنا التسع إلى فرعون وملئه فأتاهم صادعا بأمرنا فقال لهم : إني رسول رب العالمين إليكم.
وأراهم آياتنا التي أرسلناه بها، فلما رأوها إذا هم منها يهزئون.
وما نريهم من معجزة إلا هي أكبر من أختها، وأخذناهم بالعذاب كالجدب والطوفان والجراد لعلهم يرجعون إلى الله.
﴿ يا أيها الساحر ﴾ نادوه بذلك لفرط عنادهم وشدة حماقتهم أو لأنهم كانوا يطلقون هذا الاسم على كل عالم. ﴿ بما عهد عندك ﴾ أي بعهده عندك من النبوة، أو بما عهد عندك من أن يستجيب دعوتك أو أن يكشف العذاب عمن اهتدى، أو بما عهد عندك فوفيت به وهو الإيمان والطاعة.
تفسير المعاني :
وقالوا : يا أيها الساحر، وهو لقب تشريف عندهم، ادع لنا ربك بما عهده إليك من النبوة أن يكشف العذاب عنا إننا لمهتدون.
فلما دعا لهم وكشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون عهدهم ويمضون على ما كانوا عليه توهما أن ما كان حاق بهم من الشدة لا يعود إليهم.
ونادى فرعون في قومه قائلا : أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري بين يدي.
﴿ مهين ﴾ أي ضعيف حقير، من المهانة وهي القلة.
تفسير المعاني :
بل أنا خير من هذا الضعيف الحقير الذي لا يكاد يبين الكلام.
﴿ أسورة ﴾ جمع سوار وهو حلية توضع في معصم اليد. ﴿ مقترنين ﴾ أي مقرونين به يعينونه.
تفسير المعاني :
فهلا ألقى عليه أساور من ذهب – وكان من عادتهم أن يلبسوا ملوكهم أساور – أو جاء معه الملائكة يعينونه ويصدقونه ؟
فاستخف بعقل قومه فأطاعوه، إنهم كانوا فاسقين.
﴿ فلما آسفونا ﴾ أي فلما أغضبونا.
تفسير المعاني :
فلما أغضبونا انتقمنا منهم فأغرقناهم وجعلناهم مثلا لمن يأتي بعدهم.
﴿ سلفا ﴾ أي قدوة لمن بعدهم تقدمتهم. وهو جمع سالف كخدم جمع خادم. ﴿ ومثلا للآخرين ﴾ أي وعظة للمتأخرين.
تفسير المعاني :
جادل ابن الزبعري رسول الله، فقال له : إنك تقول إنكم وما تعبدون حصب جهنم، فيكون عيسى في جهنم أيضا.
﴿ يصدون ﴾ أي يضجّون فرحا. يقال صد من الشيء يصد، ويصد ضجّ منه.
تفسير المعاني :
فضجّ المشركون فرحا لظنهم أنه قد لزمته الحجة، وغاب عنهم أن " ما " لغير العاقل فلا تشمل عيسى.
﴿ خصمون ﴾ أي جدلون.
تفسير المعاني :
وقالوا : أآلهتنا خير عندك أم عيسى ؟ فإن كان في النار فتكن آلهتنا معه. وما ضربوه مثلا إلا طلبا للجدال.
﴿ وجعلناه مثلا ﴾ أي أمرا عجيبا كالمثل السائر.
تفسير المعاني :
فما هو إلا عبد أنعمنا عليه بالنبوة وجعلناه مثلا لبني إسرائيل.
﴿ يخلفون ﴾ أي يخلفونكم في الأرض.
تفسير المعاني :
ولو نشاء لجعلنا بدلكم ملائكة في الأرض يخلفونكم فيها.
وإنه أي عيسى، بنزوله إلى الأرض لعلم يعلم به مجيء الساعة، وقيل وإنه أي القرآن.
﴿ ولا يصدنكم ﴾ أي ولا يمنعكم. يقال ضده يصده صدا منعه.
تفسير المعاني :
ولا يمنعكم الشيطان إنه لكم عدو ظاهر العداوة.
﴿ بالبينات ﴾ أي بالآيات الواضحات.
تفسير المعاني :
ولما جاء عيسى بني إسرائيل الآيات الواضحات قال : قد جئتكم بالحكمة، ولأوضح لكم بعض الذي تختلفون فيه من أمور الدين، فخافوا الله وأطيعوني.
﴿ صراط ﴾ أي طريق جمعه صرط وأصله سراط.
تفسير المعاني :
إن الله هو ربي وربكم فاعبدوه، هذا طريق قويم لا يضل السالك فيه.
﴿ فويل ﴾ أي فهلاك وعذاب.
تفسير المعاني :
فاختلفت الفرق المتحزبة من بينهم، أي من بين النصارى، أو اليهود والنصارى، فهلاك للذين ظلموا من عذاب يوم أليم.
﴿ بغتة ﴾ أي فجأة. يقال بغته يبغته بغتا، أي فجأة.
تفسير المعاني :
وهل ينظرون إلا إتيان الساعة فجأة وهم غافلون عنها لاشتغالهم بأمور الدنيا ؟
﴿ الأخلاء ﴾ جمع خليل أي الأصدقاء.
تفسير المعاني :
الأحباء يومئذ يكون بعضهم عدوا للبعض الآخر ؛ لأنه يظهر لهم أن ما كانوا يتصاحبون من أجله هو سبب شقائهم في الآخرة، إلا المتقين فإن صداقتهم لا تنقطع لأن تحابهم كان لله.
ويقول الله للمؤمنين يوم القيامة : يا عبادي لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون.
هؤلاء المؤمنون هم الذين صدقوا بآياتنا وكانوا منقادين لله.
﴿ تحبرون ﴾ أي تسرون سرورا يظهر حباره أي أثره على وجوهكم.
تفسير المعاني :
ويقال لهم : ادخلوا الجنة وأنتم وأزواجكم تسرون فيها وتنعمون.
﴿ بصحاف ﴾ الصحاف جمع صحفة وهي القصعة تشبع الخمسة. ﴿ وأكواب ﴾ جمع كوب، وهو كوز لا عروة له. ﴿ وتلذ الأعين ﴾ أي وتلتذ منه الأعين. يقال لذ يلذ أي صار شهيا.
تفسير المعاني :
يطاف عليهم فيها بأطباق من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلتذ بمنظره الأعين وأنتم فيها خالدون.
﴿ أورثتموها ﴾ أي جعلكم الله ترثونها، شبه جزاء العمل بالميراث لأنه يخلفه عليه العامل.
تفسير المعاني :
وتلك الجنة التي جعلكم الله ترثونها لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون.
وتلك الجنة التي جعلكم الله ترثونها لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون.
إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون.
﴿ لا يفتر عنهم ﴾ أي لا يخفف عنهم، من فترت عنه الحمى أي سكنت قليلا. ﴿ مبلسون ﴾ أي آيسون ساكتون.
تفسير المعاني :
لا يخفف عنهم وهم آيسون ساكتون.
وما ظلمناهم بإدخالهم النار ولكن كانوا هم الظالمين.
﴿ ليقض علينا ﴾ أي ليهلكنا ويفننا.
تفسير المعاني :
ونادوا خازن النار قائلين : يا مالك ليقض علينا ربك بالفناء أولى لنا من هذا العذاب الدائم، فأجابهم إنكم هنا باقون.
وقال لهم الله : لقد أتيناكم بالحق فأرسلنا لكم الرسل وأنزلنا عليكم الكتب، ولكن أكثرهم للحق كارهون.
﴿ أم أبرموا أمرا ﴾ أي أم اعتزموه وقرروه.
تفسير المعاني :
أم أبرموا أمرا في تكذيب الحق ورده فإنا مبرمون أمرا في مجازاتهم.
﴿ ونجواهم ﴾ أي تناجيهم وهو تحادثهم، وناجاه حادثه. ﴿ بلى ﴾ أي نعم. ﴿ ورسلنا ﴾ المراد بالرسل هنا الملائكة الحفظة.
تفسير المعاني :
أم يحسبون أننا لا نسمع سرهم أي حديث أنفسهم، وكلامهم بعضهم لبعض ؟ بلى نسمعها والحفظة من ملائكتنا ملازمون لهم يكتبون ذلك.
قل يا محمد : إن كان للرحمن ولد فأنا أول من يعبده.
﴿ سبحان ﴾ أي تنزيها له عن مشابهة المخلوقين.
﴿ العرش ﴾ أصله سرير الملك. واصطلاحا هو جرم كبير محيط بالكون منه تتنزل التدبيرات الإلهية.
تفسير المعاني :
فتنزيها لرب السماوات والأرض، رب العرش عما يصفونه به من كونه ذا ولد أو بنات.
﴿ فذرهم ﴾ أي فدعهم، لا يستعمل إلا في المضارع والأمر.
تفسير المعاني :
فدعهم يخوضوا في باطلهم ويلعبوا في دنياهم حتى يلاقوا يومهم، يوم القيامة، الذي وعدوا به.
وهو في السماء إله وفي الأرض إله مستحق أن يعبد في كليهما وهو الحكيم العليم.
﴿ وتبارك ﴾ أي كثر خيره وعظم بره، مشتق من البركة وهي الكثرة والنماء. ﴿ علم الساعة ﴾ أي العلم بيوم القيامة.
تفسير المعاني :
وتبارك الله الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما، يتصرف فيه على مقتضى حكمته، وعنده علم قيام القيامة وإليه تردون ليحاسبكم على ما قدمتم وأخرتم.
﴿ وهم يعلمون ﴾ أي بالتوحيد.
تفسير المعاني :
ولا تملك آلهة التي تدعونها من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون بالتوحيد.
﴿ فأنى يؤفكون ﴾ أي فأين يصرفون. يقال أفكه يأفكه أفكا، أي صرفه عن وجهه.
تفسير المعاني :
ولئن سألتهم من الذي خلقهم ؟ ليقولن الله ؛ لأن هذا الجواب لا محيد عنه لأنه بدهيّ، وإذا كان الأمر كما قالوا فكيف يتركون عبادته ويعكفون على أصنامهم، فأين يصرفون ؟
﴿ وقيله ﴾ أي وقوله، وهو معطوف على الساعة، والمراد قول الرسول.
تفسير المعاني :
وقول الرسول يوم القيامة : يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون.
﴿ فاصفح عنهم ﴾ فأعرض عنهم. وأصل الصفح أن تولي الإنسان صفحة وجهك معرضا عنه.
تفسير المعاني :
فأعرض عن دعواهم يأسا من إيمانهم، وقل لهم : سلام، أي متاركة، فسوف يعلمون أن ما وعدناهم به من العذاب حق.