ﰡ
قوله: ﴿ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ ما مصدرية والباء سببية. والمعنى: أن الملائكة تقول لأهل الجنة: كلوا واشربوا متهنئين بسبب عملكم، وهذا من مزيد السرور والتكرمة، على حسب عادة الكرام في منازلهم، وإلا فذلك من فضل الله وإحسانه. قوله: ﴿ عَلَىٰ سُرُرٍ ﴾ جمع سرير، قال ابن عباس: هي سرر من ذهب، مكللة بالدر والزبرجد والياقوت، والسرير كما بين مكة وأيلة، وورد أن ارتفاع السرر خمسمائة عام، فإذا أراد العبد أن يجلس عليها قربت منه، فإذا جلس عليها عادت إلى حالها، وفي الكلام حذف تقديره على نمارق على سرر. قوله: (أي قرناهم) أي جعلناهم مقارنين لهن، وفي ذلك إشارة إلى جواب سؤال مقدر تقديره: إن الحور العين في الجنات مملوكات بملك اليمين لا بعقد النكاح، فأجاب: بأن التزويج ليس بمعنى عقد النكاح، بل بمعنى المقاربة. قوله: (عظام الأعين) تفسير لعين جمع عيناء، وأما الحور فهو من الحور، وهو شدة البياض.
قوله: (أي نعبده) أي أو نسأله الوقاية من النار، ودخول دار القرار. قوله: (وبالفتح تعليلاً لفظاً) أي والقراءتان سبعيتان. قوله: ﴿ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ ﴾ الباء سببية مرتبطة بالنفي المستفاد من ما، والمعنى: انتفى كونك كاهناً أو مجنوناً، بسبب إنعام الله عليك، بكمال العقل وعلو الهمة والعصمة. قوله: ﴿ بِكَاهِنٍ ﴾ أي مخبر بالأمور المغيبة من غير وحي. قوله: (خبر ما) أي فهي حجازية، والياء زائدة في خبرها. قوله: ﴿ أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ ﴾ اعلم أن ﴿ أَمْ ﴾ ذكرت في هذه الآيات خمس عشرة مرة، وكلها تقدر ببل والهمزة. فهي للاستفهام الإنكاري التوبيخي، إذا علمت ذلك، فالمناسب للمفسر أن يقدرها في الجميع ببل والهمزة. قوله: (حوادث الدهر) في الكلام استعارة تصريحية، حيث شبهت حوادث الدهر بالريب الذي هو الشك بجامع التحير، وعدم البقاء على حالة واحدة في كل، وقيل: المنون المنية لأنها تنقص العدد و تقطع المدد. قوله: ﴿ قُلْ تَرَبَّصُواْ ﴾ أمر تهديد على حد اعملوا ما شئتم.
قوله: (إن ادعوا ذلك) أي الاستماع من الملائكة، والمعنى: إن فرض أنهم ادعوه فليأت مستمعهم الخ.
قوله: ﴿ فَذَرْهُمْ ﴾ جواب شرط مقدر، والمعنى: إذا بلغوا في العناد إلى هذا الحد، وتبيّن أنهم لا يرجعون عن الكفر، فدعهم ولا تلفت لهم. قوله: ﴿ يُصْعَقُونَ ﴾ هكذا ببنائه للفاعل والمفعول، قراءتان سبعيتان. قوله: (ويموتون) أي بانقضاء آجالهم في بدر أو غيرها، هذا هو الأحسن. قوله: (من العذاب في الآخرة) المراد به العذاب الذي يأتي بعد الموت. قوله: ﴿ دُونَ ذَلِكَ ﴾ أي قبل العذاب الذي يأتيهم بعد الموت، وذلك صادق كما قال المفسر: بالجوع والقحط والقتل يوم بدر. قوله: ﴿ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ أي لتزيين الشيطان له ما هم عليه، والمراد بالأكثر من سبق في علم الله شقاؤه. قوله: (بمرأى منا) أي فأطلقت الأعين وأريد لازمها، وهو إبصار الشيء والإحاطة به علماً وقرباً، فيلزم منه مزيد منه مزيد الحفظ للمرئي الذي هو المراد، وعبر هنا بالجمع لمناسبة نون العظمة، بخلاف ما ذكر في سورة طه في قوله:﴿ وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِيۤ ﴾[طه: ٣٩].
قوله: (من منامك) أي فقد ورد عن عائشة قالت:" كان إذا قام أي استيقظ من منامه، كبر عشراً، وحمد الله عشراً، وسبّح عشراً، وهلّل عشراً، واستغفر عشراً، وقال: اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني وعافني، وكان يتعوذ من ضيق المقام يوم القيامة "وفي رواية" كان صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ من منامه قرأ العشر الآيات من آخر آل عمران ". قوله: (أو من مجلسك) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من جلس مجلساً فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم. سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، كان كفارة لما بينهما "وفي رواية:" كان كفارة له ". قوله: (أي عقب غروبها) المراد بغروبها ذهاب ضوئها لغلبة ضوء الصبح عليه، وإن كانت باقية في السماء وذلك بطلوع الفجر. قوله: (أو صلّ في الأول) أي الليل، فهذا راجع لقوله: ﴿ وَمِنَ ٱللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ ٱلنُّجُومِ ﴾ وأما ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ﴾ فالمراد به حقيقة التسبيح على كل حال. قوله: (وفي الثاني الفجر) أي الركعتين اللتين هما سنة الصبح، وقوله: (وقيل الصبح) أي فريضة صلاة الصبح.