تفسير سورة الطور

التفسير الحديث
تفسير سورة سورة الطور من كتاب التفسير الحديث .
لمؤلفه دروزة . المتوفي سنة 1404 هـ
سورة الطور
في السورة توكيد للبعث والحساب، ووصف لمصائر الكفار المكذبين والمؤمنين المخلصين يوم القيامة، وتنزيه للنبي صلى الله عليه وسلم عن الكهانة والشعر والجنون والغرض الشخصي، وتنديد مفحم بالكفار لما هم عليه من تناقض وعناد ومكابرة وسوء نية وما يبيتونه من المكائد للنبي صلى الله عليه وسلم وينسبون إليه من تهم، وإنذار لزعمائهم الذين يتولون كبر هذا الموقف المجرم. وتثبيت للنبي صلى الله عليه وسلم وحثه على الاستمرار في مهمته وتطمين له بأنه موضع عناية الله وأن عليه الاعتماد عليه وتفريغ قلبه لعبادته وتسبيحه في كل وقت وانتظار قضائه العادل، وآياتها متوازنة منسجمة مما يبرر القول : إنها نزلت دفعة واحدة.

١ الطور : جمهور المفسرين على أنه طور سيناء. والطور لغة مرادف للجبل.
بسم الله الرحمان الرحيم
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ والطور١ ( ١ )وكتاب مسطور٢ ( ٢ )في رق منشور ٣ ( ٣ ) والبيت المعمور( ٤ ) والسقف المرفوع٥ ( ٥ ) والبحر المسجور٦( ٦ ) إن عذاب ربك لواقع ( ٧ )ماله من دافع( ٨ ) ﴾[ ١-٧ ].
احتوت الآيات أقساما ربانية ببعض الأماكن والمشاهد المباركة والعظيمة للتوكيد بأن عذاب الله الموعود واقع لا محالة ولن يستطيع أحد دفعه ولا منعه.
وبدء السورة بمثل هذه الأقسام من أساليب النظم القرآني المألوف في مطالع السور. والآيات على ما تلهمه الآيات التالية لها مقدمة لحملة إنذارية وتنديدية على الكفار، ولقد أشرنا في شرح الكلمات إلى حديث يرويه المفسرون عن البيت المعمور. وهذا الحديث مروي بصيغ متعددة متقاربة أوردها الطبري في سياق الآيات. منها هذه الصيغة رواها الطبري بطرقه عن مالك بن صعصعة قال :( قال نبي الله صلى الله عليه وسلم رفعت إلى البيت المعمور فقلت : يا جبريل ما هذا ؟ قال البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم ) ١. وقد ذكر الطبري فيما ذكره أن النبي صلى الله عليه وسلم رآه في السماء السابعة لما عرج به إليها. وروى الطبري بعض الصيغ منسوبة إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع قوله : إنه يقال له أيضا الصراخ. والصيغة المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم هي من حديث طويل في الإسراء والمعراج رواه البخاري عن مالك بن صعصعة وأشرنا إليه في تعليقنا على المعراج في سورة النجم. وهذا الأمر من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها إذا ما ذكرت في القرآن، أو في حديث نبوي صحيح و الله أعلم.

٢ كتاب مسطور : قال بعض المفسرين : إنه القرآن. وقال بعضهم : إنه كتب الله إطلاقا. ومسطور بمعنى مكتوب.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ والطور١ ( ١ )وكتاب مسطور٢ ( ٢ )في رق منشور ٣ ( ٣ ) والبيت المعمور( ٤ ) والسقف المرفوع٥ ( ٥ ) والبحر المسجور٦( ٦ ) إن عذاب ربك لواقع ( ٧ )ماله من دافع( ٨ ) ﴾[ ١-٧ ].
احتوت الآيات أقساما ربانية ببعض الأماكن والمشاهد المباركة والعظيمة للتوكيد بأن عذاب الله الموعود واقع لا محالة ولن يستطيع أحد دفعه ولا منعه.
وبدء السورة بمثل هذه الأقسام من أساليب النظم القرآني المألوف في مطالع السور. والآيات على ما تلهمه الآيات التالية لها مقدمة لحملة إنذارية وتنديدية على الكفار، ولقد أشرنا في شرح الكلمات إلى حديث يرويه المفسرون عن البيت المعمور. وهذا الحديث مروي بصيغ متعددة متقاربة أوردها الطبري في سياق الآيات. منها هذه الصيغة رواها الطبري بطرقه عن مالك بن صعصعة قال :( قال نبي الله صلى الله عليه وسلم رفعت إلى البيت المعمور فقلت : يا جبريل ما هذا ؟ قال البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم ) ١. وقد ذكر الطبري فيما ذكره أن النبي صلى الله عليه وسلم رآه في السماء السابعة لما عرج به إليها. وروى الطبري بعض الصيغ منسوبة إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع قوله : إنه يقال له أيضا الصراخ. والصيغة المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم هي من حديث طويل في الإسراء والمعراج رواه البخاري عن مالك بن صعصعة وأشرنا إليه في تعليقنا على المعراج في سورة النجم. وهذا الأمر من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها إذا ما ذكرت في القرآن، أو في حديث نبوي صحيح و الله أعلم.

٣- رق منشور : الرق هو قطعة الجلد الأملس المعد للكتابة. وأكثر ما كان يتخذ من جلد الغزال. ومنشور بمعنى المبسوط أو المعد للكتابة والقراءة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ والطور١ ( ١ )وكتاب مسطور٢ ( ٢ )في رق منشور ٣ ( ٣ ) والبيت المعمور( ٤ ) والسقف المرفوع٥ ( ٥ ) والبحر المسجور٦( ٦ ) إن عذاب ربك لواقع ( ٧ )ماله من دافع( ٨ ) ﴾[ ١-٧ ].
احتوت الآيات أقساما ربانية ببعض الأماكن والمشاهد المباركة والعظيمة للتوكيد بأن عذاب الله الموعود واقع لا محالة ولن يستطيع أحد دفعه ولا منعه.
وبدء السورة بمثل هذه الأقسام من أساليب النظم القرآني المألوف في مطالع السور. والآيات على ما تلهمه الآيات التالية لها مقدمة لحملة إنذارية وتنديدية على الكفار، ولقد أشرنا في شرح الكلمات إلى حديث يرويه المفسرون عن البيت المعمور. وهذا الحديث مروي بصيغ متعددة متقاربة أوردها الطبري في سياق الآيات. منها هذه الصيغة رواها الطبري بطرقه عن مالك بن صعصعة قال :( قال نبي الله صلى الله عليه وسلم رفعت إلى البيت المعمور فقلت : يا جبريل ما هذا ؟ قال البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم ) ١. وقد ذكر الطبري فيما ذكره أن النبي صلى الله عليه وسلم رآه في السماء السابعة لما عرج به إليها. وروى الطبري بعض الصيغ منسوبة إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع قوله : إنه يقال له أيضا الصراخ. والصيغة المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم هي من حديث طويل في الإسراء والمعراج رواه البخاري عن مالك بن صعصعة وأشرنا إليه في تعليقنا على المعراج في سورة النجم. وهذا الأمر من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها إذا ما ذكرت في القرآن، أو في حديث نبوي صحيح و الله أعلم.

٤ البيت المعمور : كناية عن الكعبة. وبعض المفسرين رووا حديثا نبويا بأن في السماء بيتا مثل الكعبة يسمى بهذا الاسم١.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ والطور١ ( ١ )وكتاب مسطور٢ ( ٢ )في رق منشور ٣ ( ٣ ) والبيت المعمور( ٤ ) والسقف المرفوع٥ ( ٥ ) والبحر المسجور٦( ٦ ) إن عذاب ربك لواقع ( ٧ )ماله من دافع( ٨ ) ﴾[ ١-٧ ].
احتوت الآيات أقساما ربانية ببعض الأماكن والمشاهد المباركة والعظيمة للتوكيد بأن عذاب الله الموعود واقع لا محالة ولن يستطيع أحد دفعه ولا منعه.
وبدء السورة بمثل هذه الأقسام من أساليب النظم القرآني المألوف في مطالع السور. والآيات على ما تلهمه الآيات التالية لها مقدمة لحملة إنذارية وتنديدية على الكفار، ولقد أشرنا في شرح الكلمات إلى حديث يرويه المفسرون عن البيت المعمور. وهذا الحديث مروي بصيغ متعددة متقاربة أوردها الطبري في سياق الآيات. منها هذه الصيغة رواها الطبري بطرقه عن مالك بن صعصعة قال :( قال نبي الله صلى الله عليه وسلم رفعت إلى البيت المعمور فقلت : يا جبريل ما هذا ؟ قال البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم ) ١. وقد ذكر الطبري فيما ذكره أن النبي صلى الله عليه وسلم رآه في السماء السابعة لما عرج به إليها. وروى الطبري بعض الصيغ منسوبة إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع قوله : إنه يقال له أيضا الصراخ. والصيغة المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم هي من حديث طويل في الإسراء والمعراج رواه البخاري عن مالك بن صعصعة وأشرنا إليه في تعليقنا على المعراج في سورة النجم. وهذا الأمر من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها إذا ما ذكرت في القرآن، أو في حديث نبوي صحيح و الله أعلم.


١ انظر تفسير ابن كثير والبغوي..
٥ السقف المرفوع : كناية عن السماء. وقد وصفتها إحدى آيات سورة الأنبياء بالسقف [ الآية ٣٢ ].
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ والطور١ ( ١ )وكتاب مسطور٢ ( ٢ )في رق منشور ٣ ( ٣ ) والبيت المعمور( ٤ ) والسقف المرفوع٥ ( ٥ ) والبحر المسجور٦( ٦ ) إن عذاب ربك لواقع ( ٧ )ماله من دافع( ٨ ) ﴾[ ١-٧ ].
احتوت الآيات أقساما ربانية ببعض الأماكن والمشاهد المباركة والعظيمة للتوكيد بأن عذاب الله الموعود واقع لا محالة ولن يستطيع أحد دفعه ولا منعه.
وبدء السورة بمثل هذه الأقسام من أساليب النظم القرآني المألوف في مطالع السور. والآيات على ما تلهمه الآيات التالية لها مقدمة لحملة إنذارية وتنديدية على الكفار، ولقد أشرنا في شرح الكلمات إلى حديث يرويه المفسرون عن البيت المعمور. وهذا الحديث مروي بصيغ متعددة متقاربة أوردها الطبري في سياق الآيات. منها هذه الصيغة رواها الطبري بطرقه عن مالك بن صعصعة قال :( قال نبي الله صلى الله عليه وسلم رفعت إلى البيت المعمور فقلت : يا جبريل ما هذا ؟ قال البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم ) ١. وقد ذكر الطبري فيما ذكره أن النبي صلى الله عليه وسلم رآه في السماء السابعة لما عرج به إليها. وروى الطبري بعض الصيغ منسوبة إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع قوله : إنه يقال له أيضا الصراخ. والصيغة المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم هي من حديث طويل في الإسراء والمعراج رواه البخاري عن مالك بن صعصعة وأشرنا إليه في تعليقنا على المعراج في سورة النجم. وهذا الأمر من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها إذا ما ذكرت في القرآن، أو في حديث نبوي صحيح و الله أعلم.

٦ البحر المسجور : تعددت الأقوال في المقصود من الكلمة ١. والمسجور هو الممتلئ في قول، والفارغ في قول، والمتقد نارا في قول. وفي سورة غافر هذه الآية :﴿ ثم في النار يسجرون ﴾ [ ٧٢ ] بمعنى يلقون فيها وقودا. وفي سورة التكوير هذه الآية :﴿ وإذا البحار سجرت ٦ ﴾ بمعنى أشعلت نارا واتقدت أو ملئت أو أفرغت وهناك قول بأن المسجور بمعنى المحبوس وإن الجملة تعني بحرا محبوسا في السماء أو تحت العرش. وعلى كل حال فلا شك في أن سامعي القرآن كانوا يفهمون المقصد من الجملة عدا القول الأخير المأثور عن بعض التابعين.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ والطور١ ( ١ )وكتاب مسطور٢ ( ٢ )في رق منشور ٣ ( ٣ ) والبيت المعمور( ٤ ) والسقف المرفوع٥ ( ٥ ) والبحر المسجور٦( ٦ ) إن عذاب ربك لواقع ( ٧ )ماله من دافع( ٨ ) ﴾[ ١-٧ ].
احتوت الآيات أقساما ربانية ببعض الأماكن والمشاهد المباركة والعظيمة للتوكيد بأن عذاب الله الموعود واقع لا محالة ولن يستطيع أحد دفعه ولا منعه.
وبدء السورة بمثل هذه الأقسام من أساليب النظم القرآني المألوف في مطالع السور. والآيات على ما تلهمه الآيات التالية لها مقدمة لحملة إنذارية وتنديدية على الكفار، ولقد أشرنا في شرح الكلمات إلى حديث يرويه المفسرون عن البيت المعمور. وهذا الحديث مروي بصيغ متعددة متقاربة أوردها الطبري في سياق الآيات. منها هذه الصيغة رواها الطبري بطرقه عن مالك بن صعصعة قال :( قال نبي الله صلى الله عليه وسلم رفعت إلى البيت المعمور فقلت : يا جبريل ما هذا ؟ قال البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم ) ١. وقد ذكر الطبري فيما ذكره أن النبي صلى الله عليه وسلم رآه في السماء السابعة لما عرج به إليها. وروى الطبري بعض الصيغ منسوبة إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع قوله : إنه يقال له أيضا الصراخ. والصيغة المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم هي من حديث طويل في الإسراء والمعراج رواه البخاري عن مالك بن صعصعة وأشرنا إليه في تعليقنا على المعراج في سورة النجم. وهذا الأمر من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها إذا ما ذكرت في القرآن، أو في حديث نبوي صحيح و الله أعلم.


١ انظر تفسير الآية ثم تفسير آيات غافر [ ٧٢] والتكوير [٦] في كتب تفسير الطبري والبغوي وابن كثير وغيرهم..
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ والطور١ ( ١ )وكتاب مسطور٢ ( ٢ )في رق منشور ٣ ( ٣ ) والبيت المعمور( ٤ ) والسقف المرفوع٥ ( ٥ ) والبحر المسجور٦( ٦ ) إن عذاب ربك لواقع ( ٧ )ماله من دافع( ٨ ) ﴾[ ١-٧ ].
احتوت الآيات أقساما ربانية ببعض الأماكن والمشاهد المباركة والعظيمة للتوكيد بأن عذاب الله الموعود واقع لا محالة ولن يستطيع أحد دفعه ولا منعه.
وبدء السورة بمثل هذه الأقسام من أساليب النظم القرآني المألوف في مطالع السور. والآيات على ما تلهمه الآيات التالية لها مقدمة لحملة إنذارية وتنديدية على الكفار، ولقد أشرنا في شرح الكلمات إلى حديث يرويه المفسرون عن البيت المعمور. وهذا الحديث مروي بصيغ متعددة متقاربة أوردها الطبري في سياق الآيات. منها هذه الصيغة رواها الطبري بطرقه عن مالك بن صعصعة قال :( قال نبي الله صلى الله عليه وسلم رفعت إلى البيت المعمور فقلت : يا جبريل ما هذا ؟ قال البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم ) ١. وقد ذكر الطبري فيما ذكره أن النبي صلى الله عليه وسلم رآه في السماء السابعة لما عرج به إليها. وروى الطبري بعض الصيغ منسوبة إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع قوله : إنه يقال له أيضا الصراخ. والصيغة المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم هي من حديث طويل في الإسراء والمعراج رواه البخاري عن مالك بن صعصعة وأشرنا إليه في تعليقنا على المعراج في سورة النجم. وهذا الأمر من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها إذا ما ذكرت في القرآن، أو في حديث نبوي صحيح و الله أعلم.


١ تمور : تتحرك وتضطرب وتدور.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ يوم تمور١ السماء مورا ( ٩ ) وتسير الجبال سيرا ( ١٠ ) فويل يومئذ للمكذبين( ١١ ) الذين هم في خوض يلعبون ( ١٢ ) يوم يدعون٢ إلى نار جهنم دعا ( ١٣ ) هذه النار التي كنتم بها تكذبون ( ١٤ )أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون( ١٥ ) اصلوها فاصبروا أولا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون ( ١٦ ) ﴾ [ ٩-١٦ ].
في الآيات إنذار للمكذبين وبيان لمصيرهم يوم القيامة. ففي ذلك اليوم تضطرب السماء فيه وتتزلزل الجبال وتسير. والويل فيه للمكذبين لآيات الله اللاهين عنها الخائضين فيها خوض المنكر الساخر، ولسوف يساقون إلى جهنم سوقا عنيفا. ويقال لهم هذه النار التي كنتم تكذبون بها، فانظروا هل هي حقيقة أم خيال وسحر كما كنتم تزعمون. واصلوها جزاء كفركم وجرائمكم وإنها لمصيركم الأبدي سواء أصبرتم عليها أم لم تصبروا.
والآيات كما هو ظاهر متصلة بالآيات السابقة، واضطراب السماء والجبال مما تكرر ذكره في القرآن من مشاهد يوم القيامة تصويرا لهول ذلك اليوم وشدته على ما هو المتبادر. وأسلوب الآيات قوي لاذع من شأنه إثارة الخوف في الكفار وحملهم على الارعواء، وهو ما استهدفته فيها هو المتبادر أيضا.

٢ يدعّون : يدفعون بعنف.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ يوم تمور١ السماء مورا ( ٩ ) وتسير الجبال سيرا ( ١٠ ) فويل يومئذ للمكذبين( ١١ ) الذين هم في خوض يلعبون ( ١٢ ) يوم يدعون٢ إلى نار جهنم دعا ( ١٣ ) هذه النار التي كنتم بها تكذبون ( ١٤ )أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون( ١٥ ) اصلوها فاصبروا أولا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون ( ١٦ ) ﴾ [ ٩-١٦ ].
في الآيات إنذار للمكذبين وبيان لمصيرهم يوم القيامة. ففي ذلك اليوم تضطرب السماء فيه وتتزلزل الجبال وتسير. والويل فيه للمكذبين لآيات الله اللاهين عنها الخائضين فيها خوض المنكر الساخر، ولسوف يساقون إلى جهنم سوقا عنيفا. ويقال لهم هذه النار التي كنتم تكذبون بها، فانظروا هل هي حقيقة أم خيال وسحر كما كنتم تزعمون. واصلوها جزاء كفركم وجرائمكم وإنها لمصيركم الأبدي سواء أصبرتم عليها أم لم تصبروا.
والآيات كما هو ظاهر متصلة بالآيات السابقة، واضطراب السماء والجبال مما تكرر ذكره في القرآن من مشاهد يوم القيامة تصويرا لهول ذلك اليوم وشدته على ما هو المتبادر. وأسلوب الآيات قوي لاذع من شأنه إثارة الخوف في الكفار وحملهم على الارعواء، وهو ما استهدفته فيها هو المتبادر أيضا.

﴿ إن المتقين في جنات ونعيم ( ١٧ ) فاكهين١ بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم ( ١٨ ) كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون( ١٩ ) متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين ( ٢٠ ) والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم ٢ من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين ( ٢١ ) وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون ( ٢٢ ) يتنازعون٣ فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم ٤ ( ٢٣ ) ويطوف عليهم غلمان ٥ لهم كأنهم لؤلؤ مكنون ٦ ( ٢٤ )وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ٧ ( ٢٥ )قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين( ٢٦ ) فمنّ الله علينا ووقانا عذاب السموم ٨ ( ٢٧ ) إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم( ٢٨ ) ﴾ [ ١٧-٢٨ ].
وفي هذه الآيات تنويه بمصائر المؤمنين الذين اتقوا الله بالإيمان وصالح العمل والبعد عن الإثم مقابلة لذكر مصائر المكذبين جريا على الأسلوب القرآني. وهي واضحة العبارة في وصف مظاهر النعيم الذي يتنعمون به وإدراكهم لما صاروا له من مظهر فضل الله وعنايته جزاء خوفهم منه واتجاههم إليه وحده. وأسلوبها شائق مغر من شأنه بعث الابتهاج والطمأنينة في المؤمنين والتنويه بأعمالهم الصالحة المرضية، وحث عليها وتشويق غيرهم لها، وهو مما استهدفته الآيات كما هو المتبادر، وقد تكرر مثل هذا الوصف المستمد من مألوفات الدنيا وما فيها من صور أحسن المتع للتقريب والتمثيل.
وجملة ﴿ كل امرئ بما كسب رهين ﴾ تتضمن كما هو المتبادر معنى تعقيبيا بالنسبة لما ذكر من مصير الفريقين الكفار والمتقين. فكل منهم ينال وفاقا لعمله وكسبه، وفي هذا توكيد للمبدأ القرآني المحكم المتكرر من مسؤولية الإنسان عن عمله وكسبه ونيله ما يستحق من الثواب والعقاب حسب ذلك.
١ فاكهين : متلذذين.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٧:﴿ إن المتقين في جنات ونعيم ( ١٧ ) فاكهين١ بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم ( ١٨ ) كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون( ١٩ ) متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين ( ٢٠ ) والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم ٢ من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين ( ٢١ ) وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون ( ٢٢ ) يتنازعون٣ فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم ٤ ( ٢٣ ) ويطوف عليهم غلمان ٥ لهم كأنهم لؤلؤ مكنون ٦ ( ٢٤ )وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ٧ ( ٢٥ )قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين( ٢٦ ) فمنّ الله علينا ووقانا عذاب السموم ٨ ( ٢٧ ) إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم( ٢٨ ) ﴾ [ ١٧-٢٨ ].
وفي هذه الآيات تنويه بمصائر المؤمنين الذين اتقوا الله بالإيمان وصالح العمل والبعد عن الإثم مقابلة لذكر مصائر المكذبين جريا على الأسلوب القرآني. وهي واضحة العبارة في وصف مظاهر النعيم الذي يتنعمون به وإدراكهم لما صاروا له من مظهر فضل الله وعنايته جزاء خوفهم منه واتجاههم إليه وحده. وأسلوبها شائق مغر من شأنه بعث الابتهاج والطمأنينة في المؤمنين والتنويه بأعمالهم الصالحة المرضية، وحث عليها وتشويق غيرهم لها، وهو مما استهدفته الآيات كما هو المتبادر، وقد تكرر مثل هذا الوصف المستمد من مألوفات الدنيا وما فيها من صور أحسن المتع للتقريب والتمثيل.
وجملة ﴿ كل امرئ بما كسب رهين ﴾ تتضمن كما هو المتبادر معنى تعقيبيا بالنسبة لما ذكر من مصير الفريقين الكفار والمتقين. فكل منهم ينال وفاقا لعمله وكسبه، وفي هذا توكيد للمبدأ القرآني المحكم المتكرر من مسؤولية الإنسان عن عمله وكسبه ونيله ما يستحق من الثواب والعقاب حسب ذلك.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٧:﴿ إن المتقين في جنات ونعيم ( ١٧ ) فاكهين١ بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم ( ١٨ ) كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون( ١٩ ) متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين ( ٢٠ ) والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم ٢ من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين ( ٢١ ) وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون ( ٢٢ ) يتنازعون٣ فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم ٤ ( ٢٣ ) ويطوف عليهم غلمان ٥ لهم كأنهم لؤلؤ مكنون ٦ ( ٢٤ )وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ٧ ( ٢٥ )قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين( ٢٦ ) فمنّ الله علينا ووقانا عذاب السموم ٨ ( ٢٧ ) إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم( ٢٨ ) ﴾ [ ١٧-٢٨ ].
وفي هذه الآيات تنويه بمصائر المؤمنين الذين اتقوا الله بالإيمان وصالح العمل والبعد عن الإثم مقابلة لذكر مصائر المكذبين جريا على الأسلوب القرآني. وهي واضحة العبارة في وصف مظاهر النعيم الذي يتنعمون به وإدراكهم لما صاروا له من مظهر فضل الله وعنايته جزاء خوفهم منه واتجاههم إليه وحده. وأسلوبها شائق مغر من شأنه بعث الابتهاج والطمأنينة في المؤمنين والتنويه بأعمالهم الصالحة المرضية، وحث عليها وتشويق غيرهم لها، وهو مما استهدفته الآيات كما هو المتبادر، وقد تكرر مثل هذا الوصف المستمد من مألوفات الدنيا وما فيها من صور أحسن المتع للتقريب والتمثيل.
وجملة ﴿ كل امرئ بما كسب رهين ﴾ تتضمن كما هو المتبادر معنى تعقيبيا بالنسبة لما ذكر من مصير الفريقين الكفار والمتقين. فكل منهم ينال وفاقا لعمله وكسبه، وفي هذا توكيد للمبدأ القرآني المحكم المتكرر من مسؤولية الإنسان عن عمله وكسبه ونيله ما يستحق من الثواب والعقاب حسب ذلك.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٧:﴿ إن المتقين في جنات ونعيم ( ١٧ ) فاكهين١ بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم ( ١٨ ) كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون( ١٩ ) متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين ( ٢٠ ) والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم ٢ من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين ( ٢١ ) وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون ( ٢٢ ) يتنازعون٣ فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم ٤ ( ٢٣ ) ويطوف عليهم غلمان ٥ لهم كأنهم لؤلؤ مكنون ٦ ( ٢٤ )وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ٧ ( ٢٥ )قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين( ٢٦ ) فمنّ الله علينا ووقانا عذاب السموم ٨ ( ٢٧ ) إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم( ٢٨ ) ﴾ [ ١٧-٢٨ ].
وفي هذه الآيات تنويه بمصائر المؤمنين الذين اتقوا الله بالإيمان وصالح العمل والبعد عن الإثم مقابلة لذكر مصائر المكذبين جريا على الأسلوب القرآني. وهي واضحة العبارة في وصف مظاهر النعيم الذي يتنعمون به وإدراكهم لما صاروا له من مظهر فضل الله وعنايته جزاء خوفهم منه واتجاههم إليه وحده. وأسلوبها شائق مغر من شأنه بعث الابتهاج والطمأنينة في المؤمنين والتنويه بأعمالهم الصالحة المرضية، وحث عليها وتشويق غيرهم لها، وهو مما استهدفته الآيات كما هو المتبادر، وقد تكرر مثل هذا الوصف المستمد من مألوفات الدنيا وما فيها من صور أحسن المتع للتقريب والتمثيل.
وجملة ﴿ كل امرئ بما كسب رهين ﴾ تتضمن كما هو المتبادر معنى تعقيبيا بالنسبة لما ذكر من مصير الفريقين الكفار والمتقين. فكل منهم ينال وفاقا لعمله وكسبه، وفي هذا توكيد للمبدأ القرآني المحكم المتكرر من مسؤولية الإنسان عن عمله وكسبه ونيله ما يستحق من الثواب والعقاب حسب ذلك.

٢ ألتناهم : نقصناهم.
تعليق على آية
﴿ والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ﴾
والضمير في ﴿ ألتناهم ﴾ راجع إلى المؤمنين كما هو المتبادر. والجملة تعني أن الذرية التي تتبع آباءها المؤمنين بإيمان ينالون ما يناله آباؤهم دون أن ينقص من ثواب آبائهم شيء كما هو المتبادر.
ولقد روى المفسرون أحاديث متنوعة في صدد هذه الآية فيها معان أخرى غير المعنى الذي ذكرناه والذي ذكره المفسرون أيضا. منها حديث رواه البغوي بطرقه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( إن الله يرفع ذرية المؤمن في درجته، وإن كانوا دونه في العمل لتقر بهم عينه ثم تلا الآية ). وحديث رواه البغوي كذلك عن علي بن أبي طالب قال :( سألت خديجة النبي صلى الله عليه وسلم عن ولدين ماتا لها في الجاهلية فقال : هما في النار، فلما رأى الكراهة في وجهها قال : لو رأيت مكانهما لأبغضتهما. قالت : يا رسول الله فولدي منك قال في الجنة. ثم قال : إن المؤمنين وأولادهم في الجنة وإن المشركين وأولادهم في النار. ثم قرأ الآية ). وحديث أورده ابن كثير عن سيعد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم حسب ظن الراوي أنه قال :( إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه وزوجته وولده فيقال : إنهم لم يبلغوا درجتك، فيقول : يا رب قد عملت لي ولهم فيؤمر بإلحاقهم به وقرأ ابن عباس الآية ).
وحديث رواه الطبري بطرقه عن ابن عباس قال في هذه الآية ( المؤمن ترفع له ذريته فيلحقون به وإن كانوا دونه في العمل ) وقد روى مثل هذا الحديث بصيغ متقاربة عن علي بن أبي طالب وبعض علماء التابعين. وهذا من قبيل تفسير الآية كما هو واضح. وهناك حديث يرويه الطبري أيضا عن ابن عباس في الآية قال :
( من أدرك ذريته الإيمان فعملوا بطاعتي ألحقتهم بآبائهم في الجنة وأولادهم الصغار أيضا على ذلك ) ومثل هذا مروي عن الضحاك أوليس من هذه الأحاديث شيء في كتب الأحاديث الصحيحة. ولكن ليس فيها مالا يحتمل الصحة أيضا نصا أو معنى. والمحصل فيها بالإضافة إلى المعنى الذي يتبادر من الآية، والذي أوردناه قبل أن المؤمنين الذين لهم ذرية مؤمنة أو عاشت ذريتهم في حضانتهم وماتت قبل بلوغها يكرم الله آباءهم فيلحقها بهم في الجنة ولو لم يكن لها عمل أو عمل مواز لعمل آبائها.
وينطوي في هذا المحصل على ما هو المتبادر في جملة ما ينطوي فيها ترغيب وتبشير وتطمين للمؤمنين. على أن جملة ﴿ كل امرئ بما كسب رهين ﴾ وإن كانت كما قلنا قبل قليل تتضمن معنى التعقيب على مصيري الكفار والمتقين فإن مجيئها في هذه الآية يمكن أن يكون منطويا على تقرير كون الذرية التي لا تتابع آباءها بالإيمان تجزى بما كسبت دون أن تنتفع بإيمان وعمل آبائها. وإذا صح هذا ونرجو أن يكون صحيحا فيكون فيه توجيه وتحذير وتنبيه واتساق مع المبادئ القرآنية المحكمة.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٧:﴿ إن المتقين في جنات ونعيم ( ١٧ ) فاكهين١ بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم ( ١٨ ) كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون( ١٩ ) متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين ( ٢٠ ) والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم ٢ من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين ( ٢١ ) وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون ( ٢٢ ) يتنازعون٣ فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم ٤ ( ٢٣ ) ويطوف عليهم غلمان ٥ لهم كأنهم لؤلؤ مكنون ٦ ( ٢٤ )وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ٧ ( ٢٥ )قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين( ٢٦ ) فمنّ الله علينا ووقانا عذاب السموم ٨ ( ٢٧ ) إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم( ٢٨ ) ﴾ [ ١٧-٢٨ ].
وفي هذه الآيات تنويه بمصائر المؤمنين الذين اتقوا الله بالإيمان وصالح العمل والبعد عن الإثم مقابلة لذكر مصائر المكذبين جريا على الأسلوب القرآني. وهي واضحة العبارة في وصف مظاهر النعيم الذي يتنعمون به وإدراكهم لما صاروا له من مظهر فضل الله وعنايته جزاء خوفهم منه واتجاههم إليه وحده. وأسلوبها شائق مغر من شأنه بعث الابتهاج والطمأنينة في المؤمنين والتنويه بأعمالهم الصالحة المرضية، وحث عليها وتشويق غيرهم لها، وهو مما استهدفته الآيات كما هو المتبادر، وقد تكرر مثل هذا الوصف المستمد من مألوفات الدنيا وما فيها من صور أحسن المتع للتقريب والتمثيل.
وجملة ﴿ كل امرئ بما كسب رهين ﴾ تتضمن كما هو المتبادر معنى تعقيبيا بالنسبة لما ذكر من مصير الفريقين الكفار والمتقين. فكل منهم ينال وفاقا لعمله وكسبه، وفي هذا توكيد للمبدأ القرآني المحكم المتكرر من مسؤولية الإنسان عن عمله وكسبه ونيله ما يستحق من الثواب والعقاب حسب ذلك.

٣ يتنازعون : هنا بمعنى يتعاطون.
٤ لا لغو فيها ولا تأثيم : يمكن أن تكون الجملة وصفا للكأس فيكون المعنى أن الكأس الذي يشربونها لا يسكر شاربها وتجعله يفحش بالقول والإثم. ويمكن أن تكون وصفا للجنات. وفي آيات سورة الواقعة آيات قد تفيد أنها وصف للجنات ﴿ لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما ٢٥ إلا قيلا سلاما سلاما٢٧ ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٧:﴿ إن المتقين في جنات ونعيم ( ١٧ ) فاكهين١ بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم ( ١٨ ) كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون( ١٩ ) متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين ( ٢٠ ) والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم ٢ من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين ( ٢١ ) وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون ( ٢٢ ) يتنازعون٣ فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم ٤ ( ٢٣ ) ويطوف عليهم غلمان ٥ لهم كأنهم لؤلؤ مكنون ٦ ( ٢٤ )وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ٧ ( ٢٥ )قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين( ٢٦ ) فمنّ الله علينا ووقانا عذاب السموم ٨ ( ٢٧ ) إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم( ٢٨ ) ﴾ [ ١٧-٢٨ ].
وفي هذه الآيات تنويه بمصائر المؤمنين الذين اتقوا الله بالإيمان وصالح العمل والبعد عن الإثم مقابلة لذكر مصائر المكذبين جريا على الأسلوب القرآني. وهي واضحة العبارة في وصف مظاهر النعيم الذي يتنعمون به وإدراكهم لما صاروا له من مظهر فضل الله وعنايته جزاء خوفهم منه واتجاههم إليه وحده. وأسلوبها شائق مغر من شأنه بعث الابتهاج والطمأنينة في المؤمنين والتنويه بأعمالهم الصالحة المرضية، وحث عليها وتشويق غيرهم لها، وهو مما استهدفته الآيات كما هو المتبادر، وقد تكرر مثل هذا الوصف المستمد من مألوفات الدنيا وما فيها من صور أحسن المتع للتقريب والتمثيل.
وجملة ﴿ كل امرئ بما كسب رهين ﴾ تتضمن كما هو المتبادر معنى تعقيبيا بالنسبة لما ذكر من مصير الفريقين الكفار والمتقين. فكل منهم ينال وفاقا لعمله وكسبه، وفي هذا توكيد للمبدأ القرآني المحكم المتكرر من مسؤولية الإنسان عن عمله وكسبه ونيله ما يستحق من الثواب والعقاب حسب ذلك.

٥ غلمان لهم : كناية عن الخدم.
٦ كأنهم لؤلؤ مكنون : كأن لونهم اللؤلؤ المصون.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٧:﴿ إن المتقين في جنات ونعيم ( ١٧ ) فاكهين١ بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم ( ١٨ ) كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون( ١٩ ) متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين ( ٢٠ ) والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم ٢ من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين ( ٢١ ) وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون ( ٢٢ ) يتنازعون٣ فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم ٤ ( ٢٣ ) ويطوف عليهم غلمان ٥ لهم كأنهم لؤلؤ مكنون ٦ ( ٢٤ )وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ٧ ( ٢٥ )قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين( ٢٦ ) فمنّ الله علينا ووقانا عذاب السموم ٨ ( ٢٧ ) إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم( ٢٨ ) ﴾ [ ١٧-٢٨ ].
وفي هذه الآيات تنويه بمصائر المؤمنين الذين اتقوا الله بالإيمان وصالح العمل والبعد عن الإثم مقابلة لذكر مصائر المكذبين جريا على الأسلوب القرآني. وهي واضحة العبارة في وصف مظاهر النعيم الذي يتنعمون به وإدراكهم لما صاروا له من مظهر فضل الله وعنايته جزاء خوفهم منه واتجاههم إليه وحده. وأسلوبها شائق مغر من شأنه بعث الابتهاج والطمأنينة في المؤمنين والتنويه بأعمالهم الصالحة المرضية، وحث عليها وتشويق غيرهم لها، وهو مما استهدفته الآيات كما هو المتبادر، وقد تكرر مثل هذا الوصف المستمد من مألوفات الدنيا وما فيها من صور أحسن المتع للتقريب والتمثيل.
وجملة ﴿ كل امرئ بما كسب رهين ﴾ تتضمن كما هو المتبادر معنى تعقيبيا بالنسبة لما ذكر من مصير الفريقين الكفار والمتقين. فكل منهم ينال وفاقا لعمله وكسبه، وفي هذا توكيد للمبدأ القرآني المحكم المتكرر من مسؤولية الإنسان عن عمله وكسبه ونيله ما يستحق من الثواب والعقاب حسب ذلك.

٧ يتساءلون : هنا بمعنى يتذاكرون ما صاروا إليه من فضل الله.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٧:﴿ إن المتقين في جنات ونعيم ( ١٧ ) فاكهين١ بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم ( ١٨ ) كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون( ١٩ ) متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين ( ٢٠ ) والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم ٢ من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين ( ٢١ ) وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون ( ٢٢ ) يتنازعون٣ فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم ٤ ( ٢٣ ) ويطوف عليهم غلمان ٥ لهم كأنهم لؤلؤ مكنون ٦ ( ٢٤ )وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ٧ ( ٢٥ )قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين( ٢٦ ) فمنّ الله علينا ووقانا عذاب السموم ٨ ( ٢٧ ) إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم( ٢٨ ) ﴾ [ ١٧-٢٨ ].
وفي هذه الآيات تنويه بمصائر المؤمنين الذين اتقوا الله بالإيمان وصالح العمل والبعد عن الإثم مقابلة لذكر مصائر المكذبين جريا على الأسلوب القرآني. وهي واضحة العبارة في وصف مظاهر النعيم الذي يتنعمون به وإدراكهم لما صاروا له من مظهر فضل الله وعنايته جزاء خوفهم منه واتجاههم إليه وحده. وأسلوبها شائق مغر من شأنه بعث الابتهاج والطمأنينة في المؤمنين والتنويه بأعمالهم الصالحة المرضية، وحث عليها وتشويق غيرهم لها، وهو مما استهدفته الآيات كما هو المتبادر، وقد تكرر مثل هذا الوصف المستمد من مألوفات الدنيا وما فيها من صور أحسن المتع للتقريب والتمثيل.
وجملة ﴿ كل امرئ بما كسب رهين ﴾ تتضمن كما هو المتبادر معنى تعقيبيا بالنسبة لما ذكر من مصير الفريقين الكفار والمتقين. فكل منهم ينال وفاقا لعمله وكسبه، وفي هذا توكيد للمبدأ القرآني المحكم المتكرر من مسؤولية الإنسان عن عمله وكسبه ونيله ما يستحق من الثواب والعقاب حسب ذلك.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٧:﴿ إن المتقين في جنات ونعيم ( ١٧ ) فاكهين١ بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم ( ١٨ ) كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون( ١٩ ) متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين ( ٢٠ ) والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم ٢ من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين ( ٢١ ) وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون ( ٢٢ ) يتنازعون٣ فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم ٤ ( ٢٣ ) ويطوف عليهم غلمان ٥ لهم كأنهم لؤلؤ مكنون ٦ ( ٢٤ )وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ٧ ( ٢٥ )قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين( ٢٦ ) فمنّ الله علينا ووقانا عذاب السموم ٨ ( ٢٧ ) إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم( ٢٨ ) ﴾ [ ١٧-٢٨ ].
وفي هذه الآيات تنويه بمصائر المؤمنين الذين اتقوا الله بالإيمان وصالح العمل والبعد عن الإثم مقابلة لذكر مصائر المكذبين جريا على الأسلوب القرآني. وهي واضحة العبارة في وصف مظاهر النعيم الذي يتنعمون به وإدراكهم لما صاروا له من مظهر فضل الله وعنايته جزاء خوفهم منه واتجاههم إليه وحده. وأسلوبها شائق مغر من شأنه بعث الابتهاج والطمأنينة في المؤمنين والتنويه بأعمالهم الصالحة المرضية، وحث عليها وتشويق غيرهم لها، وهو مما استهدفته الآيات كما هو المتبادر، وقد تكرر مثل هذا الوصف المستمد من مألوفات الدنيا وما فيها من صور أحسن المتع للتقريب والتمثيل.
وجملة ﴿ كل امرئ بما كسب رهين ﴾ تتضمن كما هو المتبادر معنى تعقيبيا بالنسبة لما ذكر من مصير الفريقين الكفار والمتقين. فكل منهم ينال وفاقا لعمله وكسبه، وفي هذا توكيد للمبدأ القرآني المحكم المتكرر من مسؤولية الإنسان عن عمله وكسبه ونيله ما يستحق من الثواب والعقاب حسب ذلك.

٨ السموم : الهواء الحار اللافح.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٧:﴿ إن المتقين في جنات ونعيم ( ١٧ ) فاكهين١ بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم ( ١٨ ) كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون( ١٩ ) متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين ( ٢٠ ) والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم ٢ من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين ( ٢١ ) وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون ( ٢٢ ) يتنازعون٣ فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم ٤ ( ٢٣ ) ويطوف عليهم غلمان ٥ لهم كأنهم لؤلؤ مكنون ٦ ( ٢٤ )وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ٧ ( ٢٥ )قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين( ٢٦ ) فمنّ الله علينا ووقانا عذاب السموم ٨ ( ٢٧ ) إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم( ٢٨ ) ﴾ [ ١٧-٢٨ ].
وفي هذه الآيات تنويه بمصائر المؤمنين الذين اتقوا الله بالإيمان وصالح العمل والبعد عن الإثم مقابلة لذكر مصائر المكذبين جريا على الأسلوب القرآني. وهي واضحة العبارة في وصف مظاهر النعيم الذي يتنعمون به وإدراكهم لما صاروا له من مظهر فضل الله وعنايته جزاء خوفهم منه واتجاههم إليه وحده. وأسلوبها شائق مغر من شأنه بعث الابتهاج والطمأنينة في المؤمنين والتنويه بأعمالهم الصالحة المرضية، وحث عليها وتشويق غيرهم لها، وهو مما استهدفته الآيات كما هو المتبادر، وقد تكرر مثل هذا الوصف المستمد من مألوفات الدنيا وما فيها من صور أحسن المتع للتقريب والتمثيل.
وجملة ﴿ كل امرئ بما كسب رهين ﴾ تتضمن كما هو المتبادر معنى تعقيبيا بالنسبة لما ذكر من مصير الفريقين الكفار والمتقين. فكل منهم ينال وفاقا لعمله وكسبه، وفي هذا توكيد للمبدأ القرآني المحكم المتكرر من مسؤولية الإنسان عن عمله وكسبه ونيله ما يستحق من الثواب والعقاب حسب ذلك.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٧:﴿ إن المتقين في جنات ونعيم ( ١٧ ) فاكهين١ بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم ( ١٨ ) كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون( ١٩ ) متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين ( ٢٠ ) والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم ٢ من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين ( ٢١ ) وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون ( ٢٢ ) يتنازعون٣ فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم ٤ ( ٢٣ ) ويطوف عليهم غلمان ٥ لهم كأنهم لؤلؤ مكنون ٦ ( ٢٤ )وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ٧ ( ٢٥ )قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين( ٢٦ ) فمنّ الله علينا ووقانا عذاب السموم ٨ ( ٢٧ ) إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم( ٢٨ ) ﴾ [ ١٧-٢٨ ].
وفي هذه الآيات تنويه بمصائر المؤمنين الذين اتقوا الله بالإيمان وصالح العمل والبعد عن الإثم مقابلة لذكر مصائر المكذبين جريا على الأسلوب القرآني. وهي واضحة العبارة في وصف مظاهر النعيم الذي يتنعمون به وإدراكهم لما صاروا له من مظهر فضل الله وعنايته جزاء خوفهم منه واتجاههم إليه وحده. وأسلوبها شائق مغر من شأنه بعث الابتهاج والطمأنينة في المؤمنين والتنويه بأعمالهم الصالحة المرضية، وحث عليها وتشويق غيرهم لها، وهو مما استهدفته الآيات كما هو المتبادر، وقد تكرر مثل هذا الوصف المستمد من مألوفات الدنيا وما فيها من صور أحسن المتع للتقريب والتمثيل.
وجملة ﴿ كل امرئ بما كسب رهين ﴾ تتضمن كما هو المتبادر معنى تعقيبيا بالنسبة لما ذكر من مصير الفريقين الكفار والمتقين. فكل منهم ينال وفاقا لعمله وكسبه، وفي هذا توكيد للمبدأ القرآني المحكم المتكرر من مسؤولية الإنسان عن عمله وكسبه ونيله ما يستحق من الثواب والعقاب حسب ذلك.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ فذكر فما أنت بنعمت ربك بكاهن ولا مجنون ( ٢٩ ) أم يقولون شاعر نتربص به١ ريب المنون٢( ٣٠ ) قل تربصوا فإني معكم من المتربصين ( ٣١ ) أم تأمرهم أحلامهم٣ بهذا أم هم قوم طاغون( ٣٢ ) أم يقولون تقوله ٤ بل لا يؤمنون( ٣٣ ) فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين( ٣٤ ) ﴾[ ٢٩-٣٤ ].

في الآيات :

أولا : حكاية لما كان الكفار يقولونه عن النبي صلى الله عليه وسلم وردّ وتكذيب لهم وتثبيت وتطمين للنبي والخطاب موجه إليه، فعلى النبي أن يستمر في تذكيره ودعوته وأن لا يبالي بأقوالهم، فقد شملته نعمة الله وعنايته. وليس هو كما يقولون كاهنا ولا مجنونا، وإذا كانوا يتواصلون باستمرار مناوأته والإعراض عنه ويقولون : إنه شاعر ننتظر موته فنتخلص منه فليقل لهم على سبيل التحدي إنه هو أيضا متربص بهم منتظر أمر الله وحكمه فيهم وفي نفسه.
ثانيا : أسئلة استنكارية في صدد الكفار وأقوالهم وتحدّ لهم : فهل هم حقا يقولون ما يقولون بقناعة من عقولهم أم بدافع العناد والطغيان ؟ وهل يقولون جادين إن النبي هو الذي يخترع القرآن ؟ وإذا كانوا جادين صادقين فليأتوا بحديث مثله لأن الاختراع قدر مشترك بينهم وبينه.
ويلوح أن في الآيات توضيحا للآيتين ﴿ فويل يومئذ للمكذبين ١١ الذين هم في خوض يلعبون ﴾ وبذلك تكون الصلة قائمة بين الآيات والسياق السابق. وقد تضمنت أيضا تثبيتا وتطمينا للنبي صلى الله عليه وسلم. وآية ﴿ أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون ﴾ مع أسلوبها الاستفهامي تتضمن تقرير حقيقة أمرهم في مواقفهم ومزاعمهم وهي فقدان حسن النية والرغبة في الإيمان وتعمد الطغيان والعدوان والإنكار وليس شيئا ناشئا عن عقل وتدبر وتروّ.
ولقد روى الطبري عن ابن عباس أن قريشا لما اجتمعت في الندوة في أمر النبي صلى الله عليه وسلم قال قائل منهم : إحبسوه في وثاق ثم تربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك الشعراء من قبله فأنزل الله الآية ﴿ أم يقولون شاهر نتربص به ريب المنون ﴾ ويلحظ أن الآية منسجمة مع السياق بحيث يسوغ الترجيح أنها نزلت مع الآيات السابقة لها جملة واحدة، فإذا صحت الرواية ولا مانع من صحتها فتكون الآية قد أشارت إلى هذا القول بسبيل الرد عليه في سياق ما احتوته الآيات من ردود على أقوالهم الأخرى التي صدرت جميعها منهم قبل نزول الآيات.
وفي الآيتين [ ٣٣-٣٤ ] تكرار لحكاية قول الكفار بأن القرآن مخترع من قبل النبي صلى الله عليه وسلم وتحد لهم تحديا ينطوي فيه رد وإفحام. ويلحظ أن التحديات السابقة تحدتهم بالإتيان بمثل القرآن ثم بعشر سور على ما مر في سور الإسراء ويونس وهود. وهنا تتحداهم بحديث ما، وأسلوب المرات السابقة وأسلوب هذه المرة متوازيان يتضمنان تقرير عجزهم وقوة الاستعلاء عليهم.
وتعبير ﴿ بل لا يؤمنون ﴾ تقرير لواقع أمرهم عند نزول الآيات وسبب مواقفهم. وليس على التأييد لأن كثيرا منهم أسلم وحسن إسلامه على ما نبهنا عليه في مناسبات سابقة.


تعليق على كلمة
كاهن ونسبة الكهانة إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وكلمة ( كاهن ) ترد هنا لأول مرة. وقد قال بعضهم : إنها عبرانية الأصل وهذا ما يقال في صدد كلمات عديدة غيرها مما مر التنبيه عليه. مع أن الكلمة كانت شائعة مستعملة قبل البعثة مع اشتقاقاتها مثل تكهن وكهانة وتعني التنبؤ بالغيب. وصيغها عربية فصحى، ولا يرد على هذا جود الكلمة في العبرانية بنفس المعنى. فالعبرانية والعربية من أصل واحد فلا بدع أن تكون جذور الكلمات فيهما مشتركة.
وهي هنا في مقام تكذيب قول الكفار عن النبي إنه كاهن، وقد وردت في آية في سورة الحاقة في نفس المقام أيضا ﴿ ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون ٤٢ ﴾والروايات العربية العديدة تفيد أنه كان يظهر بين العرب قبل الإسلام أشخاص يطلق عليهم هذا الاسم، وأن الناس كانوا يرجعون إليهم ليستفتوهم في حل بعض مشاكلهم وأحلامهم وكانوا يجيبونهم بالأجوبة المسجعة المطبوعة بطابع من الإلغاز والتعمية والروعة. وكان العرب يعتقدون أن للكهان صلة بالجن يوحون إليهم بالأجوبة ويخبرونهم بأخبار الغيب والسماء. وكان الكهان يسبغون على أنفسهم مظهرا من الخطورة التي تجعل العرب يعتقدون ذلك فيهم.
ولعله كان في بعضهم بعض المواهب والقوى الغامضة إذ ذاك والتي تفسر اليوم بالقوى المغناطيسية والكهربائية وتظهر بمظهر قراءة الأفكار والشعور من البعد والتأثير الروحاني فكانوا يفسرون ذلك بوحي الجن. وقد كان من النساء كاهنات كما كان من الرجال كهان. وقد رويت روايات عديدة عنهم وعن أقوالهم قد يكون فيها صنعة ومبالغة، ولكن وجود أناس يتسمون باسم الكهان واتصاف الكهان بمثل هذه الصفات أمران لاشك فيهما ؛ لأن ذكر الكهان في القرآن دليل حاسم على ذلك. والظاهر أن العرب رأوا في النبي ودعوته والقرآن الذي يتلوه شيئا مما كان يبدو من الكهان فنسبوا إليه الكهانة فيما نسبوا. وقد نفى القرآن عنه ذلك في هذه السورة، وفي سورة الحاقة كما نفى عنه السحر والشعر والجنون والاتصال بالجن في آيات عديدة في سور عديدة مرت أمثلة منها نفي تزييف وتنديد وتسخيف.
واقتران النفي هنا بذكر نعمة الله يتضمن توكيد صلة النبي بالله وتسفيه رؤية صورة الكهان وسجعهم فيه وفيما يتلوه كما يتضمن التذكير بأن الكاهن لم يكن بسبيل الدعوة إلى الله وحده ومكارم الأخلاق ومحاربة الشرك و الفساد والآثام، وبأن قصارى ما عرف عن الكهان أنهم يجولون في نطاق وأفق ضيقين وفي سبيل العيش وليسوا هم بسبيل دعوة عظمى لا يطلب صاحبها عليها أجرا ولا مغنما.
وهناك حديث صحيح رواه مسلم عن أبي هريرة جاء فيه :( من أتى عرافا أو كاهنا فقد كفر بما أنزل على محمد ) ١. والحديث وإن لم يذكر حكم الكاهن فالمتبادر أنه يشمله ضمنا. وكفر الذي يأتي الكاهن هو كونه جاء إليه، وهو يعتقد باطلاعه على الغيب وقدرته على النفع والضر. وهذا وذاك من خصائص الله تعالى ويكون الذي يعتقد بذلك في الناس مشركا بدون ريب. والكاهن بنصبه نفسه لهذه المهمة صار أولى أن يتصف بهذا الوصف. والله تعالى أعلم.
هذا، ولقد روي عن ابن إسحاق أن الكهانة عند الجاهليين كانت بمثابة الأحبار والرهبان عند اليهود والنصارى، وهذا خطأ فيما هو المتبادر فإن الأحبار والرهبان عند اليهود والنصارى يتصفون بصفة دينية ويمارسون مهامّ دينية في حين أنه لم يرو أحد عن كهان العرب شيئا من ذلك.
١ التاج ج ٣ ص ٢٠١، ويروي مؤلف التاج صيغة أخرى رواها الإمام أحمد جاء فيها: ( من أتى عرافا فسأله أو كاهنا فصدقه لم تقبل صلاته أربعين ليلة ) وفرق عظيم في الحكم في الصيغتين والأحاديث التي يرويها مسلم هي أصح وأوثق عند علماء الحديث. والله تعالى أعلم..
١ نتربص به : ننتظر له.
٢ ريب المنون : الموت أو صروف الدنيا التي تقلق الإنسان وتريبه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ فذكر فما أنت بنعمت ربك بكاهن ولا مجنون ( ٢٩ ) أم يقولون شاعر نتربص به١ ريب المنون٢( ٣٠ ) قل تربصوا فإني معكم من المتربصين ( ٣١ ) أم تأمرهم أحلامهم٣ بهذا أم هم قوم طاغون( ٣٢ ) أم يقولون تقوله ٤ بل لا يؤمنون( ٣٣ ) فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين( ٣٤ ) ﴾[ ٢٩-٣٤ ].

في الآيات :

أولا : حكاية لما كان الكفار يقولونه عن النبي صلى الله عليه وسلم وردّ وتكذيب لهم وتثبيت وتطمين للنبي والخطاب موجه إليه، فعلى النبي أن يستمر في تذكيره ودعوته وأن لا يبالي بأقوالهم، فقد شملته نعمة الله وعنايته. وليس هو كما يقولون كاهنا ولا مجنونا، وإذا كانوا يتواصلون باستمرار مناوأته والإعراض عنه ويقولون : إنه شاعر ننتظر موته فنتخلص منه فليقل لهم على سبيل التحدي إنه هو أيضا متربص بهم منتظر أمر الله وحكمه فيهم وفي نفسه.
ثانيا : أسئلة استنكارية في صدد الكفار وأقوالهم وتحدّ لهم : فهل هم حقا يقولون ما يقولون بقناعة من عقولهم أم بدافع العناد والطغيان ؟ وهل يقولون جادين إن النبي هو الذي يخترع القرآن ؟ وإذا كانوا جادين صادقين فليأتوا بحديث مثله لأن الاختراع قدر مشترك بينهم وبينه.
ويلوح أن في الآيات توضيحا للآيتين ﴿ فويل يومئذ للمكذبين ١١ الذين هم في خوض يلعبون ﴾ وبذلك تكون الصلة قائمة بين الآيات والسياق السابق. وقد تضمنت أيضا تثبيتا وتطمينا للنبي صلى الله عليه وسلم. وآية ﴿ أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون ﴾ مع أسلوبها الاستفهامي تتضمن تقرير حقيقة أمرهم في مواقفهم ومزاعمهم وهي فقدان حسن النية والرغبة في الإيمان وتعمد الطغيان والعدوان والإنكار وليس شيئا ناشئا عن عقل وتدبر وتروّ.
ولقد روى الطبري عن ابن عباس أن قريشا لما اجتمعت في الندوة في أمر النبي صلى الله عليه وسلم قال قائل منهم : إحبسوه في وثاق ثم تربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك الشعراء من قبله فأنزل الله الآية ﴿ أم يقولون شاهر نتربص به ريب المنون ﴾ ويلحظ أن الآية منسجمة مع السياق بحيث يسوغ الترجيح أنها نزلت مع الآيات السابقة لها جملة واحدة، فإذا صحت الرواية ولا مانع من صحتها فتكون الآية قد أشارت إلى هذا القول بسبيل الرد عليه في سياق ما احتوته الآيات من ردود على أقوالهم الأخرى التي صدرت جميعها منهم قبل نزول الآيات.
وفي الآيتين [ ٣٣-٣٤ ] تكرار لحكاية قول الكفار بأن القرآن مخترع من قبل النبي صلى الله عليه وسلم وتحد لهم تحديا ينطوي فيه رد وإفحام. ويلحظ أن التحديات السابقة تحدتهم بالإتيان بمثل القرآن ثم بعشر سور على ما مر في سور الإسراء ويونس وهود. وهنا تتحداهم بحديث ما، وأسلوب المرات السابقة وأسلوب هذه المرة متوازيان يتضمنان تقرير عجزهم وقوة الاستعلاء عليهم.
وتعبير ﴿ بل لا يؤمنون ﴾ تقرير لواقع أمرهم عند نزول الآيات وسبب مواقفهم. وليس على التأييد لأن كثيرا منهم أسلم وحسن إسلامه على ما نبهنا عليه في مناسبات سابقة.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ فذكر فما أنت بنعمت ربك بكاهن ولا مجنون ( ٢٩ ) أم يقولون شاعر نتربص به١ ريب المنون٢( ٣٠ ) قل تربصوا فإني معكم من المتربصين ( ٣١ ) أم تأمرهم أحلامهم٣ بهذا أم هم قوم طاغون( ٣٢ ) أم يقولون تقوله ٤ بل لا يؤمنون( ٣٣ ) فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين( ٣٤ ) ﴾[ ٢٩-٣٤ ].

في الآيات :

أولا : حكاية لما كان الكفار يقولونه عن النبي صلى الله عليه وسلم وردّ وتكذيب لهم وتثبيت وتطمين للنبي والخطاب موجه إليه، فعلى النبي أن يستمر في تذكيره ودعوته وأن لا يبالي بأقوالهم، فقد شملته نعمة الله وعنايته. وليس هو كما يقولون كاهنا ولا مجنونا، وإذا كانوا يتواصلون باستمرار مناوأته والإعراض عنه ويقولون : إنه شاعر ننتظر موته فنتخلص منه فليقل لهم على سبيل التحدي إنه هو أيضا متربص بهم منتظر أمر الله وحكمه فيهم وفي نفسه.
ثانيا : أسئلة استنكارية في صدد الكفار وأقوالهم وتحدّ لهم : فهل هم حقا يقولون ما يقولون بقناعة من عقولهم أم بدافع العناد والطغيان ؟ وهل يقولون جادين إن النبي هو الذي يخترع القرآن ؟ وإذا كانوا جادين صادقين فليأتوا بحديث مثله لأن الاختراع قدر مشترك بينهم وبينه.
ويلوح أن في الآيات توضيحا للآيتين ﴿ فويل يومئذ للمكذبين ١١ الذين هم في خوض يلعبون ﴾ وبذلك تكون الصلة قائمة بين الآيات والسياق السابق. وقد تضمنت أيضا تثبيتا وتطمينا للنبي صلى الله عليه وسلم. وآية ﴿ أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون ﴾ مع أسلوبها الاستفهامي تتضمن تقرير حقيقة أمرهم في مواقفهم ومزاعمهم وهي فقدان حسن النية والرغبة في الإيمان وتعمد الطغيان والعدوان والإنكار وليس شيئا ناشئا عن عقل وتدبر وتروّ.
ولقد روى الطبري عن ابن عباس أن قريشا لما اجتمعت في الندوة في أمر النبي صلى الله عليه وسلم قال قائل منهم : إحبسوه في وثاق ثم تربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك الشعراء من قبله فأنزل الله الآية ﴿ أم يقولون شاهر نتربص به ريب المنون ﴾ ويلحظ أن الآية منسجمة مع السياق بحيث يسوغ الترجيح أنها نزلت مع الآيات السابقة لها جملة واحدة، فإذا صحت الرواية ولا مانع من صحتها فتكون الآية قد أشارت إلى هذا القول بسبيل الرد عليه في سياق ما احتوته الآيات من ردود على أقوالهم الأخرى التي صدرت جميعها منهم قبل نزول الآيات.
وفي الآيتين [ ٣٣-٣٤ ] تكرار لحكاية قول الكفار بأن القرآن مخترع من قبل النبي صلى الله عليه وسلم وتحد لهم تحديا ينطوي فيه رد وإفحام. ويلحظ أن التحديات السابقة تحدتهم بالإتيان بمثل القرآن ثم بعشر سور على ما مر في سور الإسراء ويونس وهود. وهنا تتحداهم بحديث ما، وأسلوب المرات السابقة وأسلوب هذه المرة متوازيان يتضمنان تقرير عجزهم وقوة الاستعلاء عليهم.
وتعبير ﴿ بل لا يؤمنون ﴾ تقرير لواقع أمرهم عند نزول الآيات وسبب مواقفهم. وليس على التأييد لأن كثيرا منهم أسلم وحسن إسلامه على ما نبهنا عليه في مناسبات سابقة.

٣ أحلامهم : عقولهم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ فذكر فما أنت بنعمت ربك بكاهن ولا مجنون ( ٢٩ ) أم يقولون شاعر نتربص به١ ريب المنون٢( ٣٠ ) قل تربصوا فإني معكم من المتربصين ( ٣١ ) أم تأمرهم أحلامهم٣ بهذا أم هم قوم طاغون( ٣٢ ) أم يقولون تقوله ٤ بل لا يؤمنون( ٣٣ ) فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين( ٣٤ ) ﴾[ ٢٩-٣٤ ].

في الآيات :

أولا : حكاية لما كان الكفار يقولونه عن النبي صلى الله عليه وسلم وردّ وتكذيب لهم وتثبيت وتطمين للنبي والخطاب موجه إليه، فعلى النبي أن يستمر في تذكيره ودعوته وأن لا يبالي بأقوالهم، فقد شملته نعمة الله وعنايته. وليس هو كما يقولون كاهنا ولا مجنونا، وإذا كانوا يتواصلون باستمرار مناوأته والإعراض عنه ويقولون : إنه شاعر ننتظر موته فنتخلص منه فليقل لهم على سبيل التحدي إنه هو أيضا متربص بهم منتظر أمر الله وحكمه فيهم وفي نفسه.
ثانيا : أسئلة استنكارية في صدد الكفار وأقوالهم وتحدّ لهم : فهل هم حقا يقولون ما يقولون بقناعة من عقولهم أم بدافع العناد والطغيان ؟ وهل يقولون جادين إن النبي هو الذي يخترع القرآن ؟ وإذا كانوا جادين صادقين فليأتوا بحديث مثله لأن الاختراع قدر مشترك بينهم وبينه.
ويلوح أن في الآيات توضيحا للآيتين ﴿ فويل يومئذ للمكذبين ١١ الذين هم في خوض يلعبون ﴾ وبذلك تكون الصلة قائمة بين الآيات والسياق السابق. وقد تضمنت أيضا تثبيتا وتطمينا للنبي صلى الله عليه وسلم. وآية ﴿ أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون ﴾ مع أسلوبها الاستفهامي تتضمن تقرير حقيقة أمرهم في مواقفهم ومزاعمهم وهي فقدان حسن النية والرغبة في الإيمان وتعمد الطغيان والعدوان والإنكار وليس شيئا ناشئا عن عقل وتدبر وتروّ.
ولقد روى الطبري عن ابن عباس أن قريشا لما اجتمعت في الندوة في أمر النبي صلى الله عليه وسلم قال قائل منهم : إحبسوه في وثاق ثم تربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك الشعراء من قبله فأنزل الله الآية ﴿ أم يقولون شاهر نتربص به ريب المنون ﴾ ويلحظ أن الآية منسجمة مع السياق بحيث يسوغ الترجيح أنها نزلت مع الآيات السابقة لها جملة واحدة، فإذا صحت الرواية ولا مانع من صحتها فتكون الآية قد أشارت إلى هذا القول بسبيل الرد عليه في سياق ما احتوته الآيات من ردود على أقوالهم الأخرى التي صدرت جميعها منهم قبل نزول الآيات.
وفي الآيتين [ ٣٣-٣٤ ] تكرار لحكاية قول الكفار بأن القرآن مخترع من قبل النبي صلى الله عليه وسلم وتحد لهم تحديا ينطوي فيه رد وإفحام. ويلحظ أن التحديات السابقة تحدتهم بالإتيان بمثل القرآن ثم بعشر سور على ما مر في سور الإسراء ويونس وهود. وهنا تتحداهم بحديث ما، وأسلوب المرات السابقة وأسلوب هذه المرة متوازيان يتضمنان تقرير عجزهم وقوة الاستعلاء عليهم.
وتعبير ﴿ بل لا يؤمنون ﴾ تقرير لواقع أمرهم عند نزول الآيات وسبب مواقفهم. وليس على التأييد لأن كثيرا منهم أسلم وحسن إسلامه على ما نبهنا عليه في مناسبات سابقة.

٤ تقّوله : اخترعه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ فذكر فما أنت بنعمت ربك بكاهن ولا مجنون ( ٢٩ ) أم يقولون شاعر نتربص به١ ريب المنون٢( ٣٠ ) قل تربصوا فإني معكم من المتربصين ( ٣١ ) أم تأمرهم أحلامهم٣ بهذا أم هم قوم طاغون( ٣٢ ) أم يقولون تقوله ٤ بل لا يؤمنون( ٣٣ ) فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين( ٣٤ ) ﴾[ ٢٩-٣٤ ].

في الآيات :

أولا : حكاية لما كان الكفار يقولونه عن النبي صلى الله عليه وسلم وردّ وتكذيب لهم وتثبيت وتطمين للنبي والخطاب موجه إليه، فعلى النبي أن يستمر في تذكيره ودعوته وأن لا يبالي بأقوالهم، فقد شملته نعمة الله وعنايته. وليس هو كما يقولون كاهنا ولا مجنونا، وإذا كانوا يتواصلون باستمرار مناوأته والإعراض عنه ويقولون : إنه شاعر ننتظر موته فنتخلص منه فليقل لهم على سبيل التحدي إنه هو أيضا متربص بهم منتظر أمر الله وحكمه فيهم وفي نفسه.
ثانيا : أسئلة استنكارية في صدد الكفار وأقوالهم وتحدّ لهم : فهل هم حقا يقولون ما يقولون بقناعة من عقولهم أم بدافع العناد والطغيان ؟ وهل يقولون جادين إن النبي هو الذي يخترع القرآن ؟ وإذا كانوا جادين صادقين فليأتوا بحديث مثله لأن الاختراع قدر مشترك بينهم وبينه.
ويلوح أن في الآيات توضيحا للآيتين ﴿ فويل يومئذ للمكذبين ١١ الذين هم في خوض يلعبون ﴾ وبذلك تكون الصلة قائمة بين الآيات والسياق السابق. وقد تضمنت أيضا تثبيتا وتطمينا للنبي صلى الله عليه وسلم. وآية ﴿ أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون ﴾ مع أسلوبها الاستفهامي تتضمن تقرير حقيقة أمرهم في مواقفهم ومزاعمهم وهي فقدان حسن النية والرغبة في الإيمان وتعمد الطغيان والعدوان والإنكار وليس شيئا ناشئا عن عقل وتدبر وتروّ.
ولقد روى الطبري عن ابن عباس أن قريشا لما اجتمعت في الندوة في أمر النبي صلى الله عليه وسلم قال قائل منهم : إحبسوه في وثاق ثم تربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك الشعراء من قبله فأنزل الله الآية ﴿ أم يقولون شاهر نتربص به ريب المنون ﴾ ويلحظ أن الآية منسجمة مع السياق بحيث يسوغ الترجيح أنها نزلت مع الآيات السابقة لها جملة واحدة، فإذا صحت الرواية ولا مانع من صحتها فتكون الآية قد أشارت إلى هذا القول بسبيل الرد عليه في سياق ما احتوته الآيات من ردود على أقوالهم الأخرى التي صدرت جميعها منهم قبل نزول الآيات.
وفي الآيتين [ ٣٣-٣٤ ] تكرار لحكاية قول الكفار بأن القرآن مخترع من قبل النبي صلى الله عليه وسلم وتحد لهم تحديا ينطوي فيه رد وإفحام. ويلحظ أن التحديات السابقة تحدتهم بالإتيان بمثل القرآن ثم بعشر سور على ما مر في سور الإسراء ويونس وهود. وهنا تتحداهم بحديث ما، وأسلوب المرات السابقة وأسلوب هذه المرة متوازيان يتضمنان تقرير عجزهم وقوة الاستعلاء عليهم.
وتعبير ﴿ بل لا يؤمنون ﴾ تقرير لواقع أمرهم عند نزول الآيات وسبب مواقفهم. وليس على التأييد لأن كثيرا منهم أسلم وحسن إسلامه على ما نبهنا عليه في مناسبات سابقة.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ فذكر فما أنت بنعمت ربك بكاهن ولا مجنون ( ٢٩ ) أم يقولون شاعر نتربص به١ ريب المنون٢( ٣٠ ) قل تربصوا فإني معكم من المتربصين ( ٣١ ) أم تأمرهم أحلامهم٣ بهذا أم هم قوم طاغون( ٣٢ ) أم يقولون تقوله ٤ بل لا يؤمنون( ٣٣ ) فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين( ٣٤ ) ﴾[ ٢٩-٣٤ ].

في الآيات :

أولا : حكاية لما كان الكفار يقولونه عن النبي صلى الله عليه وسلم وردّ وتكذيب لهم وتثبيت وتطمين للنبي والخطاب موجه إليه، فعلى النبي أن يستمر في تذكيره ودعوته وأن لا يبالي بأقوالهم، فقد شملته نعمة الله وعنايته. وليس هو كما يقولون كاهنا ولا مجنونا، وإذا كانوا يتواصلون باستمرار مناوأته والإعراض عنه ويقولون : إنه شاعر ننتظر موته فنتخلص منه فليقل لهم على سبيل التحدي إنه هو أيضا متربص بهم منتظر أمر الله وحكمه فيهم وفي نفسه.
ثانيا : أسئلة استنكارية في صدد الكفار وأقوالهم وتحدّ لهم : فهل هم حقا يقولون ما يقولون بقناعة من عقولهم أم بدافع العناد والطغيان ؟ وهل يقولون جادين إن النبي هو الذي يخترع القرآن ؟ وإذا كانوا جادين صادقين فليأتوا بحديث مثله لأن الاختراع قدر مشترك بينهم وبينه.
ويلوح أن في الآيات توضيحا للآيتين ﴿ فويل يومئذ للمكذبين ١١ الذين هم في خوض يلعبون ﴾ وبذلك تكون الصلة قائمة بين الآيات والسياق السابق. وقد تضمنت أيضا تثبيتا وتطمينا للنبي صلى الله عليه وسلم. وآية ﴿ أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون ﴾ مع أسلوبها الاستفهامي تتضمن تقرير حقيقة أمرهم في مواقفهم ومزاعمهم وهي فقدان حسن النية والرغبة في الإيمان وتعمد الطغيان والعدوان والإنكار وليس شيئا ناشئا عن عقل وتدبر وتروّ.
ولقد روى الطبري عن ابن عباس أن قريشا لما اجتمعت في الندوة في أمر النبي صلى الله عليه وسلم قال قائل منهم : إحبسوه في وثاق ثم تربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك الشعراء من قبله فأنزل الله الآية ﴿ أم يقولون شاهر نتربص به ريب المنون ﴾ ويلحظ أن الآية منسجمة مع السياق بحيث يسوغ الترجيح أنها نزلت مع الآيات السابقة لها جملة واحدة، فإذا صحت الرواية ولا مانع من صحتها فتكون الآية قد أشارت إلى هذا القول بسبيل الرد عليه في سياق ما احتوته الآيات من ردود على أقوالهم الأخرى التي صدرت جميعها منهم قبل نزول الآيات.
وفي الآيتين [ ٣٣-٣٤ ] تكرار لحكاية قول الكفار بأن القرآن مخترع من قبل النبي صلى الله عليه وسلم وتحد لهم تحديا ينطوي فيه رد وإفحام. ويلحظ أن التحديات السابقة تحدتهم بالإتيان بمثل القرآن ثم بعشر سور على ما مر في سور الإسراء ويونس وهود. وهنا تتحداهم بحديث ما، وأسلوب المرات السابقة وأسلوب هذه المرة متوازيان يتضمنان تقرير عجزهم وقوة الاستعلاء عليهم.
وتعبير ﴿ بل لا يؤمنون ﴾ تقرير لواقع أمرهم عند نزول الآيات وسبب مواقفهم. وليس على التأييد لأن كثيرا منهم أسلم وحسن إسلامه على ما نبهنا عليه في مناسبات سابقة.

﴿ أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ( ٣٥ ) أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون( ٣٦ ) أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون ( ٣٧ )أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين( ٣٨ ) أم له البنات ولكم البنون( ٣٩ ) أم تسألهم أجرا فهم من مغرم ١ مثقلون ( ٤٠ ) أم عندهم الغيب فهم يكتبون ٢ ( ٤١ ) أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون( ٤٢ ) أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون( ٤٣ ) ﴾[ ٥٣-٤٣ ].
وفي هذه الآيات أسئلة استنكارية أخرى فيها كذلك تنديد بعقائد الكفار
ومواقفهم واعتدادهم وتهكم بهم وتحد لهم :
١- فهل بلغ فيهم الاعتداد والتناقض إلى أنهم كادوا يظنون أنه لم يخلقهم خالق، أو أنهم خلقوا أنفسهم، أو خلقوا السماوات والأرض، أو ملكوا خزائن الله وسيطروا على ملكه حتى لم يعدوا يخشون نقمته.
٢- أم لهم سلم يصعدون عليه إلى السماء ويطلعون على الغيب، فعرفوا أنهم على حق واستغنوا بذلك عن رسالة الله بلسان رسوله، وهلا تقدم الذي استمع إلى أخبار السماء واطلع على الغيب منهم فيدلي بما عنده من برهان.
٣- أم تفوقوا على الله فكان نصيبهم البنين بينما جعلوا نصيبه البنات.
٤- وهل عندهم علم الغيب فهم يقررون مصائر الناس ويقضون فيها بما يرون.
٥ - وهل رأوا رسولهم يسألهم أجرا على رسالته حتى يستثقلون الأمر ويعرضون عن دعوته إلى الحق والهدى.
٦- وهل موقفهم منه بقصد الكيد له والنكاية به مع أن ذلك إنما هو الحقيقة كيد لأنفسهم.
٧-وهل يعرفون إلها غير الله يلجأون إليه ويحتمون به حتى بلغت الجرأة فيهم هذا المبلغ تعالى الله وتنزه عما يشركون.
وواضح أن الآيات استمرار للآيات السابقة سياقا وموضوعا، وقد جاءت قوية لاذعة منطوية على تقرير عجزهم وإفكهم وكذبهم فضلا عن السخرية والتنديد بهم. وفيها في الوقت نفسه تصوير لشدة عناد ومكابرة المشركين وبخاصة زعمائهم.
وأكثر الأقوال والأسئلة والمواقف المحكية عن الكفار ورد في سور أخرى سابقة حيث يبدو أنها كانت تتكرر منهم أو تتجدد من قبل فريق بعد فريق فكانت حكمة التنزيل تقتضي تكرارها.
ولقد روى البخاري في سياق تفسير السورة حديثا عن جبير بن مطعم قال :
( سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآيات :﴿ أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ٣٥ أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون ٣٦ أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون ﴾ [ الطور : ٣٥-٣٧ ] كاد قلبي أن يطير )١، حيث ينطوي في الحديث صورة رائعة لما كان للآيات القرآنية الزاجرة من تأثير قوي في نفوس أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضوان الله عليهم.
١ التاج ج ٤ ص ٢١٩..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٥:﴿ أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ( ٣٥ ) أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون( ٣٦ ) أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون ( ٣٧ )أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين( ٣٨ ) أم له البنات ولكم البنون( ٣٩ ) أم تسألهم أجرا فهم من مغرم ١ مثقلون ( ٤٠ ) أم عندهم الغيب فهم يكتبون ٢ ( ٤١ ) أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون( ٤٢ ) أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون( ٤٣ ) ﴾[ ٥٣-٤٣ ].
وفي هذه الآيات أسئلة استنكارية أخرى فيها كذلك تنديد بعقائد الكفار
ومواقفهم واعتدادهم وتهكم بهم وتحد لهم :

١-
فهل بلغ فيهم الاعتداد والتناقض إلى أنهم كادوا يظنون أنه لم يخلقهم خالق، أو أنهم خلقوا أنفسهم، أو خلقوا السماوات والأرض، أو ملكوا خزائن الله وسيطروا على ملكه حتى لم يعدوا يخشون نقمته.

٢-
أم لهم سلم يصعدون عليه إلى السماء ويطلعون على الغيب، فعرفوا أنهم على حق واستغنوا بذلك عن رسالة الله بلسان رسوله، وهلا تقدم الذي استمع إلى أخبار السماء واطلع على الغيب منهم فيدلي بما عنده من برهان.

٣-
أم تفوقوا على الله فكان نصيبهم البنين بينما جعلوا نصيبه البنات.

٤-
وهل عندهم علم الغيب فهم يقررون مصائر الناس ويقضون فيها بما يرون.

٥ -
وهل رأوا رسولهم يسألهم أجرا على رسالته حتى يستثقلون الأمر ويعرضون عن دعوته إلى الحق والهدى.

٦-
وهل موقفهم منه بقصد الكيد له والنكاية به مع أن ذلك إنما هو الحقيقة كيد لأنفسهم.

٧-
وهل يعرفون إلها غير الله يلجأون إليه ويحتمون به حتى بلغت الجرأة فيهم هذا المبلغ تعالى الله وتنزه عما يشركون.
وواضح أن الآيات استمرار للآيات السابقة سياقا وموضوعا، وقد جاءت قوية لاذعة منطوية على تقرير عجزهم وإفكهم وكذبهم فضلا عن السخرية والتنديد بهم. وفيها في الوقت نفسه تصوير لشدة عناد ومكابرة المشركين وبخاصة زعمائهم.
وأكثر الأقوال والأسئلة والمواقف المحكية عن الكفار ورد في سور أخرى سابقة حيث يبدو أنها كانت تتكرر منهم أو تتجدد من قبل فريق بعد فريق فكانت حكمة التنزيل تقتضي تكرارها.
ولقد روى البخاري في سياق تفسير السورة حديثا عن جبير بن مطعم قال :
( سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآيات :﴿ أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ٣٥ أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون ٣٦ أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون ﴾ [ الطور : ٣٥-٣٧ ] كاد قلبي أن يطير )١، حيث ينطوي في الحديث صورة رائعة لما كان للآيات القرآنية الزاجرة من تأثير قوي في نفوس أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضوان الله عليهم.
١ التاج ج ٤ ص ٢١٩..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٥:﴿ أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ( ٣٥ ) أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون( ٣٦ ) أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون ( ٣٧ )أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين( ٣٨ ) أم له البنات ولكم البنون( ٣٩ ) أم تسألهم أجرا فهم من مغرم ١ مثقلون ( ٤٠ ) أم عندهم الغيب فهم يكتبون ٢ ( ٤١ ) أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون( ٤٢ ) أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون( ٤٣ ) ﴾[ ٥٣-٤٣ ].
وفي هذه الآيات أسئلة استنكارية أخرى فيها كذلك تنديد بعقائد الكفار
ومواقفهم واعتدادهم وتهكم بهم وتحد لهم :

١-
فهل بلغ فيهم الاعتداد والتناقض إلى أنهم كادوا يظنون أنه لم يخلقهم خالق، أو أنهم خلقوا أنفسهم، أو خلقوا السماوات والأرض، أو ملكوا خزائن الله وسيطروا على ملكه حتى لم يعدوا يخشون نقمته.

٢-
أم لهم سلم يصعدون عليه إلى السماء ويطلعون على الغيب، فعرفوا أنهم على حق واستغنوا بذلك عن رسالة الله بلسان رسوله، وهلا تقدم الذي استمع إلى أخبار السماء واطلع على الغيب منهم فيدلي بما عنده من برهان.

٣-
أم تفوقوا على الله فكان نصيبهم البنين بينما جعلوا نصيبه البنات.

٤-
وهل عندهم علم الغيب فهم يقررون مصائر الناس ويقضون فيها بما يرون.

٥ -
وهل رأوا رسولهم يسألهم أجرا على رسالته حتى يستثقلون الأمر ويعرضون عن دعوته إلى الحق والهدى.

٦-
وهل موقفهم منه بقصد الكيد له والنكاية به مع أن ذلك إنما هو الحقيقة كيد لأنفسهم.

٧-
وهل يعرفون إلها غير الله يلجأون إليه ويحتمون به حتى بلغت الجرأة فيهم هذا المبلغ تعالى الله وتنزه عما يشركون.
وواضح أن الآيات استمرار للآيات السابقة سياقا وموضوعا، وقد جاءت قوية لاذعة منطوية على تقرير عجزهم وإفكهم وكذبهم فضلا عن السخرية والتنديد بهم. وفيها في الوقت نفسه تصوير لشدة عناد ومكابرة المشركين وبخاصة زعمائهم.
وأكثر الأقوال والأسئلة والمواقف المحكية عن الكفار ورد في سور أخرى سابقة حيث يبدو أنها كانت تتكرر منهم أو تتجدد من قبل فريق بعد فريق فكانت حكمة التنزيل تقتضي تكرارها.
ولقد روى البخاري في سياق تفسير السورة حديثا عن جبير بن مطعم قال :
( سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآيات :﴿ أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ٣٥ أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون ٣٦ أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون ﴾ [ الطور : ٣٥-٣٧ ] كاد قلبي أن يطير )١، حيث ينطوي في الحديث صورة رائعة لما كان للآيات القرآنية الزاجرة من تأثير قوي في نفوس أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضوان الله عليهم.
١ التاج ج ٤ ص ٢١٩..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٥:﴿ أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ( ٣٥ ) أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون( ٣٦ ) أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون ( ٣٧ )أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين( ٣٨ ) أم له البنات ولكم البنون( ٣٩ ) أم تسألهم أجرا فهم من مغرم ١ مثقلون ( ٤٠ ) أم عندهم الغيب فهم يكتبون ٢ ( ٤١ ) أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون( ٤٢ ) أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون( ٤٣ ) ﴾[ ٥٣-٤٣ ].
وفي هذه الآيات أسئلة استنكارية أخرى فيها كذلك تنديد بعقائد الكفار
ومواقفهم واعتدادهم وتهكم بهم وتحد لهم :

١-
فهل بلغ فيهم الاعتداد والتناقض إلى أنهم كادوا يظنون أنه لم يخلقهم خالق، أو أنهم خلقوا أنفسهم، أو خلقوا السماوات والأرض، أو ملكوا خزائن الله وسيطروا على ملكه حتى لم يعدوا يخشون نقمته.

٢-
أم لهم سلم يصعدون عليه إلى السماء ويطلعون على الغيب، فعرفوا أنهم على حق واستغنوا بذلك عن رسالة الله بلسان رسوله، وهلا تقدم الذي استمع إلى أخبار السماء واطلع على الغيب منهم فيدلي بما عنده من برهان.

٣-
أم تفوقوا على الله فكان نصيبهم البنين بينما جعلوا نصيبه البنات.

٤-
وهل عندهم علم الغيب فهم يقررون مصائر الناس ويقضون فيها بما يرون.

٥ -
وهل رأوا رسولهم يسألهم أجرا على رسالته حتى يستثقلون الأمر ويعرضون عن دعوته إلى الحق والهدى.

٦-
وهل موقفهم منه بقصد الكيد له والنكاية به مع أن ذلك إنما هو الحقيقة كيد لأنفسهم.

٧-
وهل يعرفون إلها غير الله يلجأون إليه ويحتمون به حتى بلغت الجرأة فيهم هذا المبلغ تعالى الله وتنزه عما يشركون.
وواضح أن الآيات استمرار للآيات السابقة سياقا وموضوعا، وقد جاءت قوية لاذعة منطوية على تقرير عجزهم وإفكهم وكذبهم فضلا عن السخرية والتنديد بهم. وفيها في الوقت نفسه تصوير لشدة عناد ومكابرة المشركين وبخاصة زعمائهم.
وأكثر الأقوال والأسئلة والمواقف المحكية عن الكفار ورد في سور أخرى سابقة حيث يبدو أنها كانت تتكرر منهم أو تتجدد من قبل فريق بعد فريق فكانت حكمة التنزيل تقتضي تكرارها.
ولقد روى البخاري في سياق تفسير السورة حديثا عن جبير بن مطعم قال :
( سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآيات :﴿ أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ٣٥ أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون ٣٦ أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون ﴾ [ الطور : ٣٥-٣٧ ] كاد قلبي أن يطير )١، حيث ينطوي في الحديث صورة رائعة لما كان للآيات القرآنية الزاجرة من تأثير قوي في نفوس أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضوان الله عليهم.
١ التاج ج ٤ ص ٢١٩..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٥:﴿ أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ( ٣٥ ) أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون( ٣٦ ) أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون ( ٣٧ )أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين( ٣٨ ) أم له البنات ولكم البنون( ٣٩ ) أم تسألهم أجرا فهم من مغرم ١ مثقلون ( ٤٠ ) أم عندهم الغيب فهم يكتبون ٢ ( ٤١ ) أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون( ٤٢ ) أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون( ٤٣ ) ﴾[ ٥٣-٤٣ ].
وفي هذه الآيات أسئلة استنكارية أخرى فيها كذلك تنديد بعقائد الكفار
ومواقفهم واعتدادهم وتهكم بهم وتحد لهم :

١-
فهل بلغ فيهم الاعتداد والتناقض إلى أنهم كادوا يظنون أنه لم يخلقهم خالق، أو أنهم خلقوا أنفسهم، أو خلقوا السماوات والأرض، أو ملكوا خزائن الله وسيطروا على ملكه حتى لم يعدوا يخشون نقمته.

٢-
أم لهم سلم يصعدون عليه إلى السماء ويطلعون على الغيب، فعرفوا أنهم على حق واستغنوا بذلك عن رسالة الله بلسان رسوله، وهلا تقدم الذي استمع إلى أخبار السماء واطلع على الغيب منهم فيدلي بما عنده من برهان.

٣-
أم تفوقوا على الله فكان نصيبهم البنين بينما جعلوا نصيبه البنات.

٤-
وهل عندهم علم الغيب فهم يقررون مصائر الناس ويقضون فيها بما يرون.

٥ -
وهل رأوا رسولهم يسألهم أجرا على رسالته حتى يستثقلون الأمر ويعرضون عن دعوته إلى الحق والهدى.

٦-
وهل موقفهم منه بقصد الكيد له والنكاية به مع أن ذلك إنما هو الحقيقة كيد لأنفسهم.

٧-
وهل يعرفون إلها غير الله يلجأون إليه ويحتمون به حتى بلغت الجرأة فيهم هذا المبلغ تعالى الله وتنزه عما يشركون.
وواضح أن الآيات استمرار للآيات السابقة سياقا وموضوعا، وقد جاءت قوية لاذعة منطوية على تقرير عجزهم وإفكهم وكذبهم فضلا عن السخرية والتنديد بهم. وفيها في الوقت نفسه تصوير لشدة عناد ومكابرة المشركين وبخاصة زعمائهم.
وأكثر الأقوال والأسئلة والمواقف المحكية عن الكفار ورد في سور أخرى سابقة حيث يبدو أنها كانت تتكرر منهم أو تتجدد من قبل فريق بعد فريق فكانت حكمة التنزيل تقتضي تكرارها.
ولقد روى البخاري في سياق تفسير السورة حديثا عن جبير بن مطعم قال :
( سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآيات :﴿ أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ٣٥ أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون ٣٦ أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون ﴾ [ الطور : ٣٥-٣٧ ] كاد قلبي أن يطير )١، حيث ينطوي في الحديث صورة رائعة لما كان للآيات القرآنية الزاجرة من تأثير قوي في نفوس أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضوان الله عليهم.
١ التاج ج ٤ ص ٢١٩..

١ مغرم : أجر أو تكليف أو ضريبة.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٥:﴿ أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ( ٣٥ ) أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون( ٣٦ ) أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون ( ٣٧ )أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين( ٣٨ ) أم له البنات ولكم البنون( ٣٩ ) أم تسألهم أجرا فهم من مغرم ١ مثقلون ( ٤٠ ) أم عندهم الغيب فهم يكتبون ٢ ( ٤١ ) أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون( ٤٢ ) أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون( ٤٣ ) ﴾[ ٥٣-٤٣ ].
وفي هذه الآيات أسئلة استنكارية أخرى فيها كذلك تنديد بعقائد الكفار
ومواقفهم واعتدادهم وتهكم بهم وتحد لهم :

١-
فهل بلغ فيهم الاعتداد والتناقض إلى أنهم كادوا يظنون أنه لم يخلقهم خالق، أو أنهم خلقوا أنفسهم، أو خلقوا السماوات والأرض، أو ملكوا خزائن الله وسيطروا على ملكه حتى لم يعدوا يخشون نقمته.

٢-
أم لهم سلم يصعدون عليه إلى السماء ويطلعون على الغيب، فعرفوا أنهم على حق واستغنوا بذلك عن رسالة الله بلسان رسوله، وهلا تقدم الذي استمع إلى أخبار السماء واطلع على الغيب منهم فيدلي بما عنده من برهان.

٣-
أم تفوقوا على الله فكان نصيبهم البنين بينما جعلوا نصيبه البنات.

٤-
وهل عندهم علم الغيب فهم يقررون مصائر الناس ويقضون فيها بما يرون.

٥ -
وهل رأوا رسولهم يسألهم أجرا على رسالته حتى يستثقلون الأمر ويعرضون عن دعوته إلى الحق والهدى.

٦-
وهل موقفهم منه بقصد الكيد له والنكاية به مع أن ذلك إنما هو الحقيقة كيد لأنفسهم.

٧-
وهل يعرفون إلها غير الله يلجأون إليه ويحتمون به حتى بلغت الجرأة فيهم هذا المبلغ تعالى الله وتنزه عما يشركون.
وواضح أن الآيات استمرار للآيات السابقة سياقا وموضوعا، وقد جاءت قوية لاذعة منطوية على تقرير عجزهم وإفكهم وكذبهم فضلا عن السخرية والتنديد بهم. وفيها في الوقت نفسه تصوير لشدة عناد ومكابرة المشركين وبخاصة زعمائهم.
وأكثر الأقوال والأسئلة والمواقف المحكية عن الكفار ورد في سور أخرى سابقة حيث يبدو أنها كانت تتكرر منهم أو تتجدد من قبل فريق بعد فريق فكانت حكمة التنزيل تقتضي تكرارها.
ولقد روى البخاري في سياق تفسير السورة حديثا عن جبير بن مطعم قال :
( سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآيات :﴿ أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ٣٥ أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون ٣٦ أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون ﴾ [ الطور : ٣٥-٣٧ ] كاد قلبي أن يطير )١، حيث ينطوي في الحديث صورة رائعة لما كان للآيات القرآنية الزاجرة من تأثير قوي في نفوس أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضوان الله عليهم.
١ التاج ج ٤ ص ٢١٩..

٢ يكتبون : هنا بمعنى يحكمون ويقضون.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٥:﴿ أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ( ٣٥ ) أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون( ٣٦ ) أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون ( ٣٧ )أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين( ٣٨ ) أم له البنات ولكم البنون( ٣٩ ) أم تسألهم أجرا فهم من مغرم ١ مثقلون ( ٤٠ ) أم عندهم الغيب فهم يكتبون ٢ ( ٤١ ) أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون( ٤٢ ) أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون( ٤٣ ) ﴾[ ٥٣-٤٣ ].
وفي هذه الآيات أسئلة استنكارية أخرى فيها كذلك تنديد بعقائد الكفار
ومواقفهم واعتدادهم وتهكم بهم وتحد لهم :

١-
فهل بلغ فيهم الاعتداد والتناقض إلى أنهم كادوا يظنون أنه لم يخلقهم خالق، أو أنهم خلقوا أنفسهم، أو خلقوا السماوات والأرض، أو ملكوا خزائن الله وسيطروا على ملكه حتى لم يعدوا يخشون نقمته.

٢-
أم لهم سلم يصعدون عليه إلى السماء ويطلعون على الغيب، فعرفوا أنهم على حق واستغنوا بذلك عن رسالة الله بلسان رسوله، وهلا تقدم الذي استمع إلى أخبار السماء واطلع على الغيب منهم فيدلي بما عنده من برهان.

٣-
أم تفوقوا على الله فكان نصيبهم البنين بينما جعلوا نصيبه البنات.

٤-
وهل عندهم علم الغيب فهم يقررون مصائر الناس ويقضون فيها بما يرون.

٥ -
وهل رأوا رسولهم يسألهم أجرا على رسالته حتى يستثقلون الأمر ويعرضون عن دعوته إلى الحق والهدى.

٦-
وهل موقفهم منه بقصد الكيد له والنكاية به مع أن ذلك إنما هو الحقيقة كيد لأنفسهم.

٧-
وهل يعرفون إلها غير الله يلجأون إليه ويحتمون به حتى بلغت الجرأة فيهم هذا المبلغ تعالى الله وتنزه عما يشركون.
وواضح أن الآيات استمرار للآيات السابقة سياقا وموضوعا، وقد جاءت قوية لاذعة منطوية على تقرير عجزهم وإفكهم وكذبهم فضلا عن السخرية والتنديد بهم. وفيها في الوقت نفسه تصوير لشدة عناد ومكابرة المشركين وبخاصة زعمائهم.
وأكثر الأقوال والأسئلة والمواقف المحكية عن الكفار ورد في سور أخرى سابقة حيث يبدو أنها كانت تتكرر منهم أو تتجدد من قبل فريق بعد فريق فكانت حكمة التنزيل تقتضي تكرارها.
ولقد روى البخاري في سياق تفسير السورة حديثا عن جبير بن مطعم قال :
( سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآيات :﴿ أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ٣٥ أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون ٣٦ أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون ﴾ [ الطور : ٣٥-٣٧ ] كاد قلبي أن يطير )١، حيث ينطوي في الحديث صورة رائعة لما كان للآيات القرآنية الزاجرة من تأثير قوي في نفوس أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضوان الله عليهم.
١ التاج ج ٤ ص ٢١٩..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٥:﴿ أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ( ٣٥ ) أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون( ٣٦ ) أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون ( ٣٧ )أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين( ٣٨ ) أم له البنات ولكم البنون( ٣٩ ) أم تسألهم أجرا فهم من مغرم ١ مثقلون ( ٤٠ ) أم عندهم الغيب فهم يكتبون ٢ ( ٤١ ) أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون( ٤٢ ) أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون( ٤٣ ) ﴾[ ٥٣-٤٣ ].
وفي هذه الآيات أسئلة استنكارية أخرى فيها كذلك تنديد بعقائد الكفار
ومواقفهم واعتدادهم وتهكم بهم وتحد لهم :

١-
فهل بلغ فيهم الاعتداد والتناقض إلى أنهم كادوا يظنون أنه لم يخلقهم خالق، أو أنهم خلقوا أنفسهم، أو خلقوا السماوات والأرض، أو ملكوا خزائن الله وسيطروا على ملكه حتى لم يعدوا يخشون نقمته.

٢-
أم لهم سلم يصعدون عليه إلى السماء ويطلعون على الغيب، فعرفوا أنهم على حق واستغنوا بذلك عن رسالة الله بلسان رسوله، وهلا تقدم الذي استمع إلى أخبار السماء واطلع على الغيب منهم فيدلي بما عنده من برهان.

٣-
أم تفوقوا على الله فكان نصيبهم البنين بينما جعلوا نصيبه البنات.

٤-
وهل عندهم علم الغيب فهم يقررون مصائر الناس ويقضون فيها بما يرون.

٥ -
وهل رأوا رسولهم يسألهم أجرا على رسالته حتى يستثقلون الأمر ويعرضون عن دعوته إلى الحق والهدى.

٦-
وهل موقفهم منه بقصد الكيد له والنكاية به مع أن ذلك إنما هو الحقيقة كيد لأنفسهم.

٧-
وهل يعرفون إلها غير الله يلجأون إليه ويحتمون به حتى بلغت الجرأة فيهم هذا المبلغ تعالى الله وتنزه عما يشركون.
وواضح أن الآيات استمرار للآيات السابقة سياقا وموضوعا، وقد جاءت قوية لاذعة منطوية على تقرير عجزهم وإفكهم وكذبهم فضلا عن السخرية والتنديد بهم. وفيها في الوقت نفسه تصوير لشدة عناد ومكابرة المشركين وبخاصة زعمائهم.
وأكثر الأقوال والأسئلة والمواقف المحكية عن الكفار ورد في سور أخرى سابقة حيث يبدو أنها كانت تتكرر منهم أو تتجدد من قبل فريق بعد فريق فكانت حكمة التنزيل تقتضي تكرارها.
ولقد روى البخاري في سياق تفسير السورة حديثا عن جبير بن مطعم قال :
( سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآيات :﴿ أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ٣٥ أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون ٣٦ أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون ﴾ [ الطور : ٣٥-٣٧ ] كاد قلبي أن يطير )١، حيث ينطوي في الحديث صورة رائعة لما كان للآيات القرآنية الزاجرة من تأثير قوي في نفوس أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضوان الله عليهم.
١ التاج ج ٤ ص ٢١٩..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٥:﴿ أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ( ٣٥ ) أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون( ٣٦ ) أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون ( ٣٧ )أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين( ٣٨ ) أم له البنات ولكم البنون( ٣٩ ) أم تسألهم أجرا فهم من مغرم ١ مثقلون ( ٤٠ ) أم عندهم الغيب فهم يكتبون ٢ ( ٤١ ) أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون( ٤٢ ) أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون( ٤٣ ) ﴾[ ٥٣-٤٣ ].
وفي هذه الآيات أسئلة استنكارية أخرى فيها كذلك تنديد بعقائد الكفار
ومواقفهم واعتدادهم وتهكم بهم وتحد لهم :

١-
فهل بلغ فيهم الاعتداد والتناقض إلى أنهم كادوا يظنون أنه لم يخلقهم خالق، أو أنهم خلقوا أنفسهم، أو خلقوا السماوات والأرض، أو ملكوا خزائن الله وسيطروا على ملكه حتى لم يعدوا يخشون نقمته.

٢-
أم لهم سلم يصعدون عليه إلى السماء ويطلعون على الغيب، فعرفوا أنهم على حق واستغنوا بذلك عن رسالة الله بلسان رسوله، وهلا تقدم الذي استمع إلى أخبار السماء واطلع على الغيب منهم فيدلي بما عنده من برهان.

٣-
أم تفوقوا على الله فكان نصيبهم البنين بينما جعلوا نصيبه البنات.

٤-
وهل عندهم علم الغيب فهم يقررون مصائر الناس ويقضون فيها بما يرون.

٥ -
وهل رأوا رسولهم يسألهم أجرا على رسالته حتى يستثقلون الأمر ويعرضون عن دعوته إلى الحق والهدى.

٦-
وهل موقفهم منه بقصد الكيد له والنكاية به مع أن ذلك إنما هو الحقيقة كيد لأنفسهم.

٧-
وهل يعرفون إلها غير الله يلجأون إليه ويحتمون به حتى بلغت الجرأة فيهم هذا المبلغ تعالى الله وتنزه عما يشركون.
وواضح أن الآيات استمرار للآيات السابقة سياقا وموضوعا، وقد جاءت قوية لاذعة منطوية على تقرير عجزهم وإفكهم وكذبهم فضلا عن السخرية والتنديد بهم. وفيها في الوقت نفسه تصوير لشدة عناد ومكابرة المشركين وبخاصة زعمائهم.
وأكثر الأقوال والأسئلة والمواقف المحكية عن الكفار ورد في سور أخرى سابقة حيث يبدو أنها كانت تتكرر منهم أو تتجدد من قبل فريق بعد فريق فكانت حكمة التنزيل تقتضي تكرارها.
ولقد روى البخاري في سياق تفسير السورة حديثا عن جبير بن مطعم قال :
( سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآيات :﴿ أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ٣٥ أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون ٣٦ أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون ﴾ [ الطور : ٣٥-٣٧ ] كاد قلبي أن يطير )١، حيث ينطوي في الحديث صورة رائعة لما كان للآيات القرآنية الزاجرة من تأثير قوي في نفوس أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضوان الله عليهم.
١ التاج ج ٤ ص ٢١٩..

١ كسفا : قطعة.
٢ مركوم : متراكم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ وإن يروا كسفا ١ من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم ٢( ٤٤ ) فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون٣ ( ٤٥ ) يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون ( ٤٦ ) وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون ( ٤٧ ) واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا٤ وسبح بحمد ربك حين تقوم( ٤٨ )ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم ( ٤٩ ) ﴾ [ ٤٤-٤٩ ].

وفي هذه الآيات :

١ – وصف لاستهانة الكفار بما ينذرون من عذاب الله حتى لو أنهم رأوا قطعة ساقطة من السماء عليهم لقالوا : إنها ليست إلا سحابا متراكما بعضه فوق بعض.

٢-
وأمر للنبي بأن لا يغتم بموقفهم وبأن يكلهم إلى الله ويدعهم وما هم فيه من ضلال حتى يلاقوا اليوم الذي فيه يموتون ويصعقون بعذاب الله فيتحققوا حينئذ أنه لن يغني عنهم كيدهم ولا مكابرتهم شيئا ولن يجدوا لهم ناصرا.
٣ – وإنذار للزعماء الذين يتولون قيادة المناوأة والمعارضة فإن لهم عذابا إضافيا آخر يتناسب مع عظم جرمهم ولو لم يحسبوا حسابه ويوقنوا به.

٤-
وحث للنبي على الصبر والثبات انتظارا لأمر الله وحكمه، وتطمين بأنه موضع عناية لله ونظره وحمايته ولن يصيبه من كيدهم شيء. وعليه أن يستمر على حمد الله وتسبيحه والتمسك بحبله والاعتماد عليه في جميع أوقاته وحركاته وظروفه وحينما يقوم من مجلسه أو منامه، وحينما يغشاه الليل وحينما تغيب النجوم ويسفر النهار.
والآيات كما هو واضح استمرار للسياق، وأسلوبها التطميني للنبي قوي. ولا شك في أن هذا الأسلوب التطميني الذي تكرر كثيرا لتكرر المناسبات كان مما يمد النبي صلى الله عليه وسلم بالقوة والتأييد والتحمل ويجعله يستمر في مهمته غير مبال بقوة الكفار وكثرتهم ويستغرق في عبادة الله وذكره، وهو مطمئن بحسن العاقبة.
وقد جاءت الآيات خاتمة للسورة. وطابع الختام ظاهر عليها وبخاصة على الآيتين الأخيرتين.

٣ يصعقون : وردت في القرآن كلمة ﴿ فصعق ﴾ ( الزمر /٦٨ ) بمعنى الموت من نفخة الصور ووردت كلمة ﴿ صاعقة ﴾ ( فصلت / ١٣ ) بمعنى عذاب الله. وعلى هذا فتكون الكلمة إما بمعنى الموت أو بمعنى عذاب الله.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ وإن يروا كسفا ١ من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم ٢( ٤٤ ) فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون٣ ( ٤٥ ) يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون ( ٤٦ ) وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون ( ٤٧ ) واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا٤ وسبح بحمد ربك حين تقوم( ٤٨ )ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم ( ٤٩ ) ﴾ [ ٤٤-٤٩ ].

وفي هذه الآيات :

١ – وصف لاستهانة الكفار بما ينذرون من عذاب الله حتى لو أنهم رأوا قطعة ساقطة من السماء عليهم لقالوا : إنها ليست إلا سحابا متراكما بعضه فوق بعض.

٢-
وأمر للنبي بأن لا يغتم بموقفهم وبأن يكلهم إلى الله ويدعهم وما هم فيه من ضلال حتى يلاقوا اليوم الذي فيه يموتون ويصعقون بعذاب الله فيتحققوا حينئذ أنه لن يغني عنهم كيدهم ولا مكابرتهم شيئا ولن يجدوا لهم ناصرا.
٣ – وإنذار للزعماء الذين يتولون قيادة المناوأة والمعارضة فإن لهم عذابا إضافيا آخر يتناسب مع عظم جرمهم ولو لم يحسبوا حسابه ويوقنوا به.

٤-
وحث للنبي على الصبر والثبات انتظارا لأمر الله وحكمه، وتطمين بأنه موضع عناية لله ونظره وحمايته ولن يصيبه من كيدهم شيء. وعليه أن يستمر على حمد الله وتسبيحه والتمسك بحبله والاعتماد عليه في جميع أوقاته وحركاته وظروفه وحينما يقوم من مجلسه أو منامه، وحينما يغشاه الليل وحينما تغيب النجوم ويسفر النهار.
والآيات كما هو واضح استمرار للسياق، وأسلوبها التطميني للنبي قوي. ولا شك في أن هذا الأسلوب التطميني الذي تكرر كثيرا لتكرر المناسبات كان مما يمد النبي صلى الله عليه وسلم بالقوة والتأييد والتحمل ويجعله يستمر في مهمته غير مبال بقوة الكفار وكثرتهم ويستغرق في عبادة الله وذكره، وهو مطمئن بحسن العاقبة.
وقد جاءت الآيات خاتمة للسورة. وطابع الختام ظاهر عليها وبخاصة على الآيتين الأخيرتين.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ وإن يروا كسفا ١ من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم ٢( ٤٤ ) فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون٣ ( ٤٥ ) يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون ( ٤٦ ) وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون ( ٤٧ ) واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا٤ وسبح بحمد ربك حين تقوم( ٤٨ )ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم ( ٤٩ ) ﴾ [ ٤٤-٤٩ ].

وفي هذه الآيات :

١ – وصف لاستهانة الكفار بما ينذرون من عذاب الله حتى لو أنهم رأوا قطعة ساقطة من السماء عليهم لقالوا : إنها ليست إلا سحابا متراكما بعضه فوق بعض.

٢-
وأمر للنبي بأن لا يغتم بموقفهم وبأن يكلهم إلى الله ويدعهم وما هم فيه من ضلال حتى يلاقوا اليوم الذي فيه يموتون ويصعقون بعذاب الله فيتحققوا حينئذ أنه لن يغني عنهم كيدهم ولا مكابرتهم شيئا ولن يجدوا لهم ناصرا.
٣ – وإنذار للزعماء الذين يتولون قيادة المناوأة والمعارضة فإن لهم عذابا إضافيا آخر يتناسب مع عظم جرمهم ولو لم يحسبوا حسابه ويوقنوا به.

٤-
وحث للنبي على الصبر والثبات انتظارا لأمر الله وحكمه، وتطمين بأنه موضع عناية لله ونظره وحمايته ولن يصيبه من كيدهم شيء. وعليه أن يستمر على حمد الله وتسبيحه والتمسك بحبله والاعتماد عليه في جميع أوقاته وحركاته وظروفه وحينما يقوم من مجلسه أو منامه، وحينما يغشاه الليل وحينما تغيب النجوم ويسفر النهار.
والآيات كما هو واضح استمرار للسياق، وأسلوبها التطميني للنبي قوي. ولا شك في أن هذا الأسلوب التطميني الذي تكرر كثيرا لتكرر المناسبات كان مما يمد النبي صلى الله عليه وسلم بالقوة والتأييد والتحمل ويجعله يستمر في مهمته غير مبال بقوة الكفار وكثرتهم ويستغرق في عبادة الله وذكره، وهو مطمئن بحسن العاقبة.
وقد جاءت الآيات خاتمة للسورة. وطابع الختام ظاهر عليها وبخاصة على الآيتين الأخيرتين.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ وإن يروا كسفا ١ من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم ٢( ٤٤ ) فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون٣ ( ٤٥ ) يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون ( ٤٦ ) وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون ( ٤٧ ) واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا٤ وسبح بحمد ربك حين تقوم( ٤٨ )ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم ( ٤٩ ) ﴾ [ ٤٤-٤٩ ].

وفي هذه الآيات :

١ – وصف لاستهانة الكفار بما ينذرون من عذاب الله حتى لو أنهم رأوا قطعة ساقطة من السماء عليهم لقالوا : إنها ليست إلا سحابا متراكما بعضه فوق بعض.

٢-
وأمر للنبي بأن لا يغتم بموقفهم وبأن يكلهم إلى الله ويدعهم وما هم فيه من ضلال حتى يلاقوا اليوم الذي فيه يموتون ويصعقون بعذاب الله فيتحققوا حينئذ أنه لن يغني عنهم كيدهم ولا مكابرتهم شيئا ولن يجدوا لهم ناصرا.
٣ – وإنذار للزعماء الذين يتولون قيادة المناوأة والمعارضة فإن لهم عذابا إضافيا آخر يتناسب مع عظم جرمهم ولو لم يحسبوا حسابه ويوقنوا به.

٤-
وحث للنبي على الصبر والثبات انتظارا لأمر الله وحكمه، وتطمين بأنه موضع عناية لله ونظره وحمايته ولن يصيبه من كيدهم شيء. وعليه أن يستمر على حمد الله وتسبيحه والتمسك بحبله والاعتماد عليه في جميع أوقاته وحركاته وظروفه وحينما يقوم من مجلسه أو منامه، وحينما يغشاه الليل وحينما تغيب النجوم ويسفر النهار.
والآيات كما هو واضح استمرار للسياق، وأسلوبها التطميني للنبي قوي. ولا شك في أن هذا الأسلوب التطميني الذي تكرر كثيرا لتكرر المناسبات كان مما يمد النبي صلى الله عليه وسلم بالقوة والتأييد والتحمل ويجعله يستمر في مهمته غير مبال بقوة الكفار وكثرتهم ويستغرق في عبادة الله وذكره، وهو مطمئن بحسن العاقبة.
وقد جاءت الآيات خاتمة للسورة. وطابع الختام ظاهر عليها وبخاصة على الآيتين الأخيرتين.


ولقد روى الطبري عن ابن عباس أن المقصود من جملة ﴿ عذابا دون ذلك ﴾ هو عذاب القبر قبل عذاب القيامة، وروى عن ابن زيد أنه مصائب تصيب الذين ظلموا في الدنيا عقوبة لهم قبل عذاب الآخرة. ويتبادر لنا من تعبير ﴿ للذين ظلموا ﴾ في مقامه أنها في صدد زعماء الكفار وأن الإنذار بعذاب إضافي أو متقدم عن عذاب الآخرة ؛ لأنهم لا يكتفون بالإعراض عن الدعوة بل يحملون غيرهم على ذلك. وفي آية سورة النحل هذه ﴿ الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون ٨٨ ﴾ تدعيم لذلك. وقد يكون القول إن المقصود من العذاب المنذر به هو مصائب تصيب الظالمين في الدنيا عقوبة لهم هو الأكثر تناسبا مع ذلك. وفي هذا توكيد للتلقين القرآني الذي انطوى في الإنذار الرباني المتكرر. ولقد روى البغوي بطرقه في سياق جملة ﴿ وسبح بحمد ربك حين تقوم ﴾ حديثا عن أبي هريرة قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من جلس مجلسا فكثر فيه لغطه فقال : قبل أن يقوم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا كان كفارة لما بينهما ). وروى عن عائشة حديثا جاء فيه :( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة قال : سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ) حيث يفيد الحديث أن التسبيح المأمور به هو حين القيام للصلاة. وهناك من قال : إنه المقصود هو تسبيح الله حين القيام من الفراش من النوم. وقد روى أبو داود ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم بعض بناته فيقول قولي حين تصبحين سبحان الله وبحمده لا قوة إلا بالله ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. أعلم أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما، فإنه من قالهن حين يصبح حفظ حتى يمسي ومن قالهن حين يمسي حفظ حتى يصبح ) ١. وعلى كل حال فإن الأمر بتسبيح الله عز وجل في كل ظرف مما تكرر في القرآن ومر منه أمثلة عديدة لأن فيه ذكر الله الذي تطمئن بذكره القلوب. وفي هذا ما فيه من مدد روحاني ومعالجة نفسانية.
١ التاج ج٥ ص ٩٩، وهناك أحاديث أخرى في تسبيح الله وذكره، انظر ص ٩٦ وما بعدها من الجزء المذكور..
٤ بأعيننا : تحت نظرنا وملاحظاتنا وحفظنا وعنايتنا.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ وإن يروا كسفا ١ من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم ٢( ٤٤ ) فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون٣ ( ٤٥ ) يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون ( ٤٦ ) وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون ( ٤٧ ) واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا٤ وسبح بحمد ربك حين تقوم( ٤٨ )ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم ( ٤٩ ) ﴾ [ ٤٤-٤٩ ].

وفي هذه الآيات :

١ – وصف لاستهانة الكفار بما ينذرون من عذاب الله حتى لو أنهم رأوا قطعة ساقطة من السماء عليهم لقالوا : إنها ليست إلا سحابا متراكما بعضه فوق بعض.

٢-
وأمر للنبي بأن لا يغتم بموقفهم وبأن يكلهم إلى الله ويدعهم وما هم فيه من ضلال حتى يلاقوا اليوم الذي فيه يموتون ويصعقون بعذاب الله فيتحققوا حينئذ أنه لن يغني عنهم كيدهم ولا مكابرتهم شيئا ولن يجدوا لهم ناصرا.
٣ – وإنذار للزعماء الذين يتولون قيادة المناوأة والمعارضة فإن لهم عذابا إضافيا آخر يتناسب مع عظم جرمهم ولو لم يحسبوا حسابه ويوقنوا به.

٤-
وحث للنبي على الصبر والثبات انتظارا لأمر الله وحكمه، وتطمين بأنه موضع عناية لله ونظره وحمايته ولن يصيبه من كيدهم شيء. وعليه أن يستمر على حمد الله وتسبيحه والتمسك بحبله والاعتماد عليه في جميع أوقاته وحركاته وظروفه وحينما يقوم من مجلسه أو منامه، وحينما يغشاه الليل وحينما تغيب النجوم ويسفر النهار.
والآيات كما هو واضح استمرار للسياق، وأسلوبها التطميني للنبي قوي. ولا شك في أن هذا الأسلوب التطميني الذي تكرر كثيرا لتكرر المناسبات كان مما يمد النبي صلى الله عليه وسلم بالقوة والتأييد والتحمل ويجعله يستمر في مهمته غير مبال بقوة الكفار وكثرتهم ويستغرق في عبادة الله وذكره، وهو مطمئن بحسن العاقبة.
وقد جاءت الآيات خاتمة للسورة. وطابع الختام ظاهر عليها وبخاصة على الآيتين الأخيرتين.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ وإن يروا كسفا ١ من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم ٢( ٤٤ ) فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون٣ ( ٤٥ ) يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون ( ٤٦ ) وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون ( ٤٧ ) واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا٤ وسبح بحمد ربك حين تقوم( ٤٨ )ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم ( ٤٩ ) ﴾ [ ٤٤-٤٩ ].

وفي هذه الآيات :

١ – وصف لاستهانة الكفار بما ينذرون من عذاب الله حتى لو أنهم رأوا قطعة ساقطة من السماء عليهم لقالوا : إنها ليست إلا سحابا متراكما بعضه فوق بعض.

٢-
وأمر للنبي بأن لا يغتم بموقفهم وبأن يكلهم إلى الله ويدعهم وما هم فيه من ضلال حتى يلاقوا اليوم الذي فيه يموتون ويصعقون بعذاب الله فيتحققوا حينئذ أنه لن يغني عنهم كيدهم ولا مكابرتهم شيئا ولن يجدوا لهم ناصرا.
٣ – وإنذار للزعماء الذين يتولون قيادة المناوأة والمعارضة فإن لهم عذابا إضافيا آخر يتناسب مع عظم جرمهم ولو لم يحسبوا حسابه ويوقنوا به.

٤-
وحث للنبي على الصبر والثبات انتظارا لأمر الله وحكمه، وتطمين بأنه موضع عناية لله ونظره وحمايته ولن يصيبه من كيدهم شيء. وعليه أن يستمر على حمد الله وتسبيحه والتمسك بحبله والاعتماد عليه في جميع أوقاته وحركاته وظروفه وحينما يقوم من مجلسه أو منامه، وحينما يغشاه الليل وحينما تغيب النجوم ويسفر النهار.
والآيات كما هو واضح استمرار للسياق، وأسلوبها التطميني للنبي قوي. ولا شك في أن هذا الأسلوب التطميني الذي تكرر كثيرا لتكرر المناسبات كان مما يمد النبي صلى الله عليه وسلم بالقوة والتأييد والتحمل ويجعله يستمر في مهمته غير مبال بقوة الكفار وكثرتهم ويستغرق في عبادة الله وذكره، وهو مطمئن بحسن العاقبة.
وقد جاءت الآيات خاتمة للسورة. وطابع الختام ظاهر عليها وبخاصة على الآيتين الأخيرتين.

Icon