ﰡ
أقسَم به وَهُو الجَبلُ الذي بمَدْيَنَ الذي كلّمَ اللهُ جلَّ وَعزَّ موسى عليه السلام عنده تكليماً.
والرَّقُ : الصحائفُ التي تُخْرَجُ إلى بني آدَمَ، فآخِذٌ كتابَه بيمينهِ، وآخِذٌ كتابَه بشمالهِ.
بيت كان آدم صلى الله عليه بناه فرُفِع أيام الطوفانِ، وهو في السماء السادسَةِ بحيال الكعبةِ.
كان على بن أبي طالب رحمه الله يقول : مسجورٌ بالنار، والمسجورُ في كلام العرب : المَمْلوء.
تدورُ بما فيها وتسيرُ الجبال عن وجه الأرض : فتستوي هي والأرضُ.
يُدفعون : وكذلِكَ قولُه :﴿ فَذَلِكَ الذي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ﴾.
مُعْجَبِينَ بما آتاهم ربُّهم.
قرأها عبدُ الله بن مسعود :( وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ). ﴿ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ﴾ على التوحيد.
قالَ حدثنا محمد بن الجهم قالَ : حدثنا الفراء قالَ : حدثني قيسُ والمفضلُ الضبي عن الأعمش عن إبراهيم، فأما المفضَّلُ فقال عن علقمة عن عبدِ اللهِ، وقالَ قيسٌ عن رجل عن عبد الله قالَ : قرأ رجل على عبدِ الله «وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتّبَعهم ذُرِّيَّاتُهم بإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّاتِِهم ». قال : فجعل عبدُ الله يقرؤها بالتوحيد. قالَ حتّى ردَّدَها عليه نحواً من عشرين مرةً لا يقول ليسَ كما يقولُ وقرأها الحسنُ : كلتيهما بالجمع، وقرأ بعض أهل الحجاز، الأولى بالتوحيد، والثانية بالجمع، ومعنى قوله :﴿ وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم ﴾ يقالُ : إذا دَخَلَ أهلُ الجنةِ الجنة فإن كانَ الوالدُ أرفَع درجة من ابنه رُفِع ابنُه إليه، وإن كانَ الولدُ أرفعَ رُفعَ والدُه إليه :
[ ٥٧/ا ] وقوله عز وجل :﴿ وَما أَلَتْناهُمْ ﴾.
الألْتُ : النقصُ، وفيه لغةٌ أخرى :( وما لِتْناهم من عَملِهم من شيء )، وكذلِكَ هي في قراءة عبد الله، وأبي بن كعب قالَ الشاعرُ :
أبلغْ بني ثُمَلٍ عنِّى مُغَلْغَلَة | جَهْدَ الرسالةِ لا أَلْتاً ولا كذِبا |
وليلةٍ ذات نَدىً سَرَيتُ | ولم يَلتْني عن سُرَاها لَيْتُ |
إِنَّه قرأها عاصم والأعمشُ، والحسنُ ( إِنَّه ) بكسرِ الألفِ، وقرأها أبو جعفر المدني ونافع ( أنَّه )، فمن : كسرَ استأنفَ، ومَن نصَبَ أراد : كُنا ندعوه بأنه بَرٌ رحِيمٌ، وهو وجه حسنٌ. قال الفراء : الكسائي يفتحُ ( أنَّه )، وأنا أكسِرُ، وإنما قلتُ : حسنٌ لأن الكسائي قرأه.
أوجاعَ الدَّهر، فيشغل عنكم، ويتفرّقُ أصحابُه أو عُمْر أبائه، فإنا قد عرفنا أعمارَهم.
الأحلامُ في هذا الموضع : العقولُ والألبابُ.
[ ٥٧/ب ] كِتابتُها بالصاد، والقراءة بالسينِ والصادِ. وقرأها الكسائي بالسين ومثله : بصطةٌ، وبسطةً كُتبت بعضُها بالصادِ، وبعضُها بالسين. والقراءة بالسين في بَسَطة، ويَبْسُط وكل ذلِكَ أحسبُهُ قال صواب.
قال [ قال ] الفرَّاء : كُتِبَ في المصاحف في البقرة بَسْطةً، وفي الأعرافِ بصطةً بالصاد وسائر القرآنِ كُتبَ بالسين.
وقوله عز وجل :﴿ فِيهِ يُصْعَقُونَ ﴾ قرأها عاصم، وَالأعمشُ ( يَصعقون ) [ وأهلُ الحجاز ( يُصعقون ) ] وَقرأها أبو عبد الرحمن السُّلميّ ( يَصعقون ) بفتح الياء مثل الأعمش.
وَالعربُ تقولُ : صُعِق الرجُلُ، وَصَعق وَسُعِد، وَسَعِدَ لغاتٌ كلُّها صوابٌ.