تفسير سورة سورة مريم من كتاب صفوة البيان لمعاني القرآن
.
لمؤلفه
حسنين مخلوف
.
المتوفي سنة 1410 هـ
مكية، وآياتها ثمان وتسعون
ﰡ
بسم الله الرحمان الرحيم
( ذكر رحمة ربك ) خبر مبتدأ محذوف ؛ أي المتلوّ عليك ذكر... الخ.
( وهن العظم مني ) ضعف من الكبر. وقرئ " وهن " بالحركات الثلاث ؛ من الوهن وهو الضعف. وخص العظم بالذكر لأنه عمود البدن وبه قوامه ؛ فإذا وهن تداعى البدن كله. وأفرد لأن المراد به الجنس. ( ولم أكن بدعائك ) أي بدعائي فيما مضى من عمري ( رب شقيا ) خائبا، بل كنت سعيدا بإجابته ؛ فأسعدني الآن بإجابته.
( خفت الموالي... ) أي بني عمي وعصبتي، وكانوا شرار بني إسرائيل ؛ فخاف ألا يحسنوا خلافته من بعد موته في أمته ويبدلوا عليهم دينهم. جمع مولى، وهو العاصب. ( فهب لي من لدنك وليا... ) ابنا مرضيا عندك،
( يرثني ) في العلم، ( ويرث من آل يعقوب ) النبوة، بمعنى أنه يصلح لها. والولي : يطلق على النصير والمعين.
( لم نجعل له من قبل سميا ) شريكا في الاسم ؛ حيث لم يسم أحد قبله بيحيى. أو شبيها في صفاته وأحواله.
( أنى يكون لي غلاما ) كيف ؟ أو من أين يحدث لي غلاما ؟ ! استفهام تعجب وسرور بهذا الأمر العجيب. ( بلغت من الكبر عتيا ) أي بلغت بسبب الكبر حالة لا سبيل إلى إصلاحها ومداواتها ؛ وهي اليبس والصلابة في المفاصل والعظام. يقال : عتا الشيخ يعتو عتيا وعتيا، وكبر وولى. وأصله عتو، قلبت الواو الثانية ياء وأدغمت، ثم كسرت التاء ثم العين إتباعا لها. وقرئ " عتيا ".
( ألا تكلم الناس ) أي لا تستطيع تكليمهم بلسانك ( ثلاث ليال ) مع أيامهن. ( سويا ) أي حال كونك سوي الخلق سليم الحواس، لا علة بك من خرس أو مرض.
( من المحراب... ) من المصلى، أو من الغرفة [ آية ٣٧ آل عمران ص ١٠٥ ].
( فأوحى إليهم ) أشار إليهم ( أن سبحوا بكرة وعشيا ) أي صلوا لله تعالى طرفي النهار. أو نزهوه فيهما ؛ وهو كقوله تعالى : " وسبح بالعشي والإبكار ".
( وآتيناه الحكم ) فهم التوراة والعبادة. أو النبوة.
﴿ وحنانا من لدنا ﴾ أي وأعطيناه من عندنا رحمة عظيمة عليه. أو رحمة في قلبه وتعطفا على الناس. ﴿ وزكاة ﴾ بركة ونماء، أو طهارة من الذنوب ؛ أي جعلناه مباركا نفاعا معلما للخير﴿ تقيا ﴾ مطيعا مجتنبا للمعاصي.
﴿ ولم يكن جبارا ﴾ مستكبرا. متعاليا﴿ عصيا ﴾ ذا عصيان ومخالفة لربه.
﴿ انتدبت... ﴾ اعتزلت وانفردت للتخلي للعبادة. افتعال من النبذ، وهو طرح الشيء وإلقاؤه ؛ كأنها ألقت بنفسها إلى جانب، معتزلة عن الناس في مكان يلي شرقي بيت المقدس أو شرقي دارها، متخذة من دونهم ساترا.
﴿ فأرسلنا إليها روحنا ﴾ أي جبريل عليه السلام [ آية ٨٧ البقرة ص ٣٦ ] ليبشرها بالغلام ولينفخ فيها فتحمل به. والإضافة للتشريف ؛ كبيت الله.
﴿ فتمثل لها بشرا سويا ﴾ أي في صورة إنسان معتدل الخلق كامل البنية ؛ لتستأنس بكلامه ولا تنفر منه، ولو بدا لها في الصورة الملكية لنفرت منه ولم تستطع مكالمته.... يقال : رجل سوي، إذا استوت أخلاقه وخلقته عن الإفراط والتفريط.
﴿ إن كنت تقيا ﴾ أي إن كان يرجى منك تقوى الله فإني عائدة به منك ؛ وهو كقول القائل : إن كنت مؤمنا فلا تظلمني.
﴿ ولم أك بغيا ﴾ فاجرة تبغي الرجال، أو يبغيها الرجال للفجور بها. يقال : بغت الأمة تبغي بغيا، فهي بغي وبغو، إذا عهرت. والبغي : الأمة أو الحرة الفاجرة.
﴿ مكانا قصيا ﴾ بعيدا من أهلها وراء الجبل. يقال : قصا عنه قصوا وقصوا، بعد فهو قصي. وهو بمكان قصي : أي بعيد
﴿ فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة ﴾ ألجأها. يقال : أجأته إلى كذا، بمعنى ألجأته واضطرته إليه ؛ وهو تعدية " جاء " بالهمز. والمخاض : وجع الولادة. يقال : مخضت المرأة تمخض، إذا أخذها الطلق. والجذع : ما بين العروق ومتشعب الأغصان من الشجرة. ﴿ وكنت نسيا منسيا ﴾ شيئا متروكا مطرحا. وكل شيء نسي وترك ولم يطلب فهو منسي ونسي. و " منسيا " تأكيد.
﴿ قد جعل ربك تحتك سريا ﴾ إنسانا رفيع القدر. والمراد به عيسى عليه السلام ؛ من السرو بمعنى الرفعة. يقال : سرو الرجل – يسرو – كشرف يشرف – فهو سري. أو جعل قربك جدولا صغيرا كان قد انقطع ماؤه ثم جرى وامتلأ. وسمي " سريا " من سرى يسرى ؛ لأن الماء يسرى فيه.
﴿ رطبا ﴾ هو نضيج البشر. ﴿ جنيا ﴾ مجنيا، أي صالحا للاجتناء.
﴿ وقري عينا ﴾ طيبي نفسا بالولد، وارفضي عنك ما أحزنك ؛ أمر من قرت عينه تقر – بالكسر والفتح – قرة وقرة وقرورا : إذا رأت ما كانت متشوقة إليه. مأخوذ من القرار بمعنى الاستقرار أي السكون ؛ لأن العين إذا رأته سكنت إليه ولم تنظر إلى غيره.
﴿ شيئا فريا ﴾ عظيما أو عجيبا، أو مصنوعا مختلفا. يقال : فلان يفري الفريّ، إذا كان يأتي بالعجب في عمله. والفري : الأمر المختلق المصنوع.
﴿ يا أخت هرون ﴾ هو كقولهم : يا أخا العرب، ويا أخا تميم. وهارون : قيل هو أخ موسى عليه السلام ؛ وكانت من نسله. وقيل : هو رجل صالح في بني إسرائيل.
﴿ من كان في المهد ﴾ أي كيف نكلم من لم يزل في المهد صبيا ؟ [ آية ٤٦ آل عمران ص ١٠٧ ] وقد تكلم، فوصف نفسه بثمان صفات، أولها – العبودية لله عز وجل، وآخرها – تأمين الله له في أخوف المقامات. وكل هذه الصفات تقتضي تبرئة أمه.
﴿ آتاني الكتاب ﴾ سبق في قضائه إيتائي الكتاب. وكذا يقال فيما بعد.
﴿ قول الحق ﴾ أي حال كون عيسى كلمة الله ؛ بمعنى أنه خلق بكلمة " كن " من غير أب. ﴿ يمترون ﴾ أي يختصمون ويختلفون. يقال : ماريت فلانا، إذا جادلته وخاصمته [ آية ١٤٧ البقرة ص ٥١ ].
﴿ سبحانه ﴾ تنزيها لله عن اتخاذ الولد ؛ من التسبيح بمعنى التنزيه عن النقائص. ﴿ إذا قضي أمرا ﴾ أي أراده [ آية ١١٧ البقرة ص ٤٤ ].
﴿ فاختلف الأحزاب... ﴾ فقال فريق منهم : هو ابن الله، وقال فريق إنه هو الله، وقال فريق ثالث : إنه ثالث ثلاثة . والثلاثة : الله وعيسى ومريم ؛ تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ؟ ؟.
﴿ أسمع بهم وأبصر ﴾ صيغتا تعجب، لفظهما لفظ الأمر ومعناها التعجيب، أي حمل المخاطب على التعجب، وفاعلهما الضمير المجرور بالباء وهي زائدة فيهما لزوما، كما زيدت جوازا في فاعل " كفى بالله شهيدا " . والمعنى : ما أسمعهم وما أبصرهم في ذلك اليوم ؛ لما يخلع قلوبهم ويسود وجوههم ؛ وقد كانوا في الدنيا صما وعميانا.
﴿ صراطا سويا ﴾ مستقيما لا اعوجاج فيه، وفيه النجاة لك من غضب الله ونقمته.
﴿ لا تعبد الشيطان ﴾ إذ أن عبادة الأصنام له ؛ هو الذي يسوّلها ويغري بها.
﴿ وليا ﴾ قرينا تليه ويليك في العذاب.
﴿ واهجرني ﴾ أي فاحذرني واتركني﴿ مليا ﴾ أي دهرا طويلا ؛ من الملاوة – بتثليث الميم – وهي البرهة الطويلة من الدهر. والمراد : أبد الدهر.
﴿ إنه كان بي حفيا ﴾ بارا ملطفا ؛ فيجيب دعائي لك. يقال : حفي به حفاوة، اعتنى به وبالغ في إكرامه ؛ فهو حاف وحفي.
﴿ كان مخلصا ﴾ أخلصه الله تعالى له واصطفاه. وقرئ بكسر اللام ؛ أي أخلص عبادته لله.
﴿ وقربناه نجيا ﴾ مناجيا ؛ تقريب مكانة وتشريف بإسماعه كلامنا ؛ من المناجاة وهي المسارة بالكلام.
﴿ واجتبينا ﴾ اصطفينا واخترنا للرسالة والوحي ؛ من الاجتباء بمعنى الاختيار. ﴿ خروا سجدا وبكيا ﴾ ساجدين وباكين، خضوعا وخشوعا، وخوفا وحذرا، وتعظيما وتمجيدا لله تعالى. جمع ساجد وباك. وأصله بكوى، فقلبت الواو ياء وأدغمت، وحركت الكاف بالكسر لمناسبة الياء.
﴿ فخلف من بعدهم خلف ﴾ عقب سوء، والمشهور استعمال الخلف – بالسكون – في الشر كما هنا، وبالفتح في الخير ؛ فيقال : خلف صالح. ﴿ غيا ﴾ ضلالا وخسرانا ؛ أي جزاء غيّ وهو العذاب في الآخرة [ آية ٢٥٦ البقرة ص ٨٤ ].
﴿ إنه كان وعده مأتيا ﴾ أي كان موعوده وهو الجنة آتيا عباده الذين وعدهم بها في الدنيا، وهي غائبة عنهم غير حاضرة. ف " مأتيا " اسم مفعول بمعنى فاعل.
﴿ لا يسمعون فيها لغوا ﴾ أي فضولا من الكلام لا نفع فيه، أو باطلا وقبيحا منه. ﴿ بكرة وعشيا ﴾ أي في مقدار طرفي النهار في الدنيا. والمراد : دوام الرزق فيها وعدم انقطاعه.
﴿ وما نتنزل إلا بأمر ربك ﴾ نزلت لما احتبس الوحي عنه صلى الله عليه وسلم أياما، حين سئل عن قصة أصحاب الكهف وذي القرنين والروح، وشق ذلك عليه. ثم نزل الوحي بعد أيام فقال صل الله عليه وسلم لجبريل :( أبطأت علي حتى ساءني واشتقت إليك ) فقال له جبريل :( إني كنت أشوق، ولكني عبد مأمور إذا بعثت نزلت، وإذا حبست احتبست ) فأنزل الله الآية.
﴿ هل تعلم له سميا ﴾ نظيرا أو شبيها يستحق العبادة لربوبيته وألوهيته، وكمال تنزهه عن النقائص، واتصافه بصفاته الجليلة.
﴿ ويقول الإنسان... ﴾ نزلت في الوليد بن المغيرة. أو أبيّ بن خلف أو العاصي بن وائل. فهو من العامّ الذي أريد به الخصوص. وقيل : المراد جنس منكرى البعث.
﴿ جثيا ﴾ باركين على الركب عن القيام ؛ لما يصيبهم من هول الموقف وشدته. يقال جثا يجثو ويجثي جثوا وجثيا، جلس على ركبتيه ؛ فهو جاث وجمعه جثي وجثي، وبهما قرئ وأصله جثوو بواوين، قلبت الثانية ياء ثم الأولى كذلك وأدغمت في الياء، ثم كسرت التاء لمناسبة الياء، والجيم إتباعا لما بعدها. أو أصله جثوى.
﴿ لننزعن من كل شيعة.. ﴾ ثم لنخرجنّ من كل طائفة تشايعت على الكفر والباطل – الذين هم أشد نبوا عن طاعة الله وعصيانا، إلى أن يحاط بهم. فإذا اجتمعوا طرحناهم في النار على الترتيب نقدم أولاهم فأولهم بالعذاب. والشيعة في الأصل : الجماعة المتعاونون على أمر من الأمور. يقال : تشايع القوم، إذا تعاونوا. ﴿ عتيا ﴾ أي نبوا عن الطاعة وعصيانا. يقال : عتا عتيا وعتيا وعتوا، استكبر وجاوز الحد ؛ فهو عات وعتي.
﴿ ثم لنحن أعلم بالذين ﴾ أي بالأشد كفرا، الذين﴿ هم أولى بها صليا ﴾ أي مقاساة لحرها، أو دخولا فيها. يقال : صلي النار بها – كرضي – صليا وصليا وصلاء، قاسى حرها ؛ كتصلاها. ويقال : صلى اللحم يصليه صليا، شواه وألقاه في النار للإحراق. وأصلاه النار، وصلاه إياها وفيها وعليها : أدخله إياها وأثواه فيها. وأصل صلي : صلوى، قلبت الواو ياء وأدغمت وكسرت اللام لمناسبة الياء.
﴿ وإن منكم إلا واردها.. ﴾ أي داخلها، مسلما كان أو كافرا ؛ فتكون بردا وسلاما على المؤمنين، ثم ينجى الله الذين اتقوا. أو واصلها بالمرور على الصراط المنصوب على متنها من غير دخول فيها. والخطاب خاص بالذين سبقت لهم الحسنى. أو يراد بالورود : الإشراف والاطلاع والقرب ؛ فإنهم حين يحضرون للحساب يكونون بقرب جهنم، فيرونها وينظرون إليها، ثم ينجى الله الذين اتقوا مما نظروا إليه، ويصار بهم إلى الجنة، ويذر الظالمين في النار جثيا.
﴿ وأحسن نديا ﴾ مجلسا ومجتمعا ؛ يفاخرون فقراء المؤمنين بالمال والجاه العريض. والندي والنادي والندوة والمنتدى : مجلس القوم ومجتمعهم حيث ينتدون. يقال : ندوت القوم اندوهم ندوا، إذا جمعتهم في مجلس للانتداء ؛ ومنه : دار الندوة.
﴿ أثاثا ﴾ متاعا﴿ ورئيا ﴾ منظرا ومرءا في العين ؛ من الرؤية ؛ كالطحن بمعنى المطحون.
﴿ فليمدد له الرحمان ﴾ فليمهله وليمل له في العمر والسعة ؛ ليزداد طغيانا وضلالا.
﴿ وخيرا مردا ﴾ أي مرجعا وعاقبة.
﴿ أفرأيت الذي كفر بآياتنا... ﴾ نزلت في العاص بن وائل، وكان من المشركين المنكرين للعبث، وقال ما قال استهزاء، وسخرية. وقيل في الوليد بن المغيرة، وكان كذلك.
﴿ كلا ﴾ حرف ردع وزجر عن التفوه بهذه العظيمة النكراء، أي لم يكن ذلك !.
﴿ ونمد له من العذاب ﴾ نزيده فوق عذاب كفره عذابا في جهنم على ذلك ؛ من المد، وأكثر ما يستعمل في المكروه. كما أن الإمداد أكثر ما يستعمل في المحبوب.
﴿ ويكونون عليهم ضدا ﴾ أعداء مخالفين لهم. يقال : ضده في الخصومة – من باب رد – غلبه ومنعه برفق. وضاده خالفه.
﴿ تؤزهم أزا ﴾ تحركهم تحريكا قويا، وتغويهم إغراءا شديدا بالمعاصي حتى يواقعوها. يقال : أز الشيء يئزه ويؤزه أزا، حركه شديدا. وأزه يؤزه أزا، أغراه وهيجه. وأزه : حثه. والأز والأزيز والهز والهزيز : بمعنى التهييج وشدة الإزعاج. وأصله من أزت القدر وتئز أزا وأز يزا : اشتد غليانها.
﴿ وفدا ﴾ ركبانا على نجائب ؛ جمع وافد. يقال : وفد إليه وعليه يفد وفدا ووفودا، قدم وورد. والوفد : هم الذين يفدون على الملوك مستنجزين الحوائج.
﴿ وردا ﴾ عطاشا. والورد : الجماعة يردون الماء، ولا يردون إلا للعطش.
﴿ لا يملكون الشفاعة ﴾ جملة مستأنفة ؛ أي لا يملك الناس في ذلك اليوم أن يشفعوا في غيرهم ولا أن يشفع غيرهم فيهم ؛ إلا من اتصف منهم بما يستأهل معه أن يشفع، أو إلا من أذن له الرحمان فيها ؛ كقوله تعالى : " يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمان ورضي له قولا " . ﴿ عهدا ﴾ أي أمرا ؛ من قولهم : عهد الأمير إلى فلان بكذا، إذا أمره به. ويقال : أخذت الإذن بكذا واتخذته.
﴿ شيئا إدا ﴾ فظيعا منكرا. والإد و الإدة – بكسرها - : العجب والأمر الفظيع، والداهية والمنكر ؛ كالأد بالفتح. وأدته الداهية تؤده وتئده : دهته.
﴿ يتفطرن منه ﴾ يتشققن منه قطعا ؛ من التفطير. يقال : فطره يفطره ويفطره، شقه ؛ فانفطر وتفطر. ﴿ وتخر الجبال هدا ﴾ أي تسقط مهدودة. يقال : هد الحائط يهده هدا، إذا هدمه.
﴿ أن دعوا للرحمان ولدا ﴾ أي من أجل أن نسبوا للرحمان ولدا.
﴿ سيجعل لهم الرحمان ودا ﴾ مودة ومحبة في القلوب لإيمانهم وعملهم الصالح. وقيل في الآخرة ؛ إذ يكونون على سرر متقابلين. يقال : وددته ووددته أوده، أحببته.
﴿ قوما لدا ﴾ ذوي لدد وشدة في الخصومة بالباطل ؛ وهم أهل مكة. جمع ألد، وهو الخصم الشديد التأني [ آية ٢٠٤ البقرة ص ٦٧ ].
﴿ هل تحس منهم من أحد ﴾ أي هل تجد أحدا منهم. يقال : أحس الرجل الشيء إحساسا، علم به ؛ أي لا تعلم منهم أحدا لعدم وجوده.
﴿ تسمع لهم ركزا ﴾ صوتا خفيا. وأصل الركز : الخفاء. يقال : ركز الرمح يركزه،