تفسير سورة الممتحنة

إيجاز البيان
تفسير سورة سورة الممتحنة من كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن المعروف بـإيجاز البيان .
لمؤلفه بيان الحق النيسابوري . المتوفي سنة 553 هـ

و «المهيمن» مفيعل منه، وقيل: الشهيد على خلقه بما يفعلون «١».
الْعَزِيزُ: الممتنع المنتقم.
الْجَبَّارُ العالي العظيم الذي يذل له من دونه الْمُتَكَبِّرُ: المستحق لصفات الكبر والتعظيم.
سورة الممتحنة
٤ أُسْوَةٌ: قدوة «٢». وقيل «٣» : عبرة، تأسّى به وأتسى: اتبع فعله.
وَبَدا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ: بالفعال وَالْبَغْضاءُ بالقلوب.
إِلَّا قَوْلَ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ أي: تأسّوا به إلّا في استغفاره لأبيه المشرك «٤».
٥ لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا: لا تظهرهم علينا فيظنوا أنهم على حق «٥»، وهذا من دعاء إبراهيم ولهذا تكررت «الأسوة» «٦» إذ كان من إبراهيم فعل حسن تبرّؤه من الكافرين وقول حسن هذا الدعاء.
٧ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ في أبي سفيان، وكان استعمله النّبيّ صلى الله عليه وسلم
(١) تفسير الطبري: ٢٨/ ٥٥، وتفسير الماوردي: ٤/ ٢١٩، وتفسير البغوي: ٤/ ٣٢٦.
(٢) تفسير الطبري: ٢٨/ ٦٢، والمفردات للراغب: ١٨، وتفسير القرطبي: ١٨/ ٥٦.
(٣) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٤٦١، ومكي في تفسير المشكل: ٣٤٣، ونقله الماوردي في تفسيره: ٤/ ٢٢ عن ابن قتيبة.
(٤) أخرج الحاكم في المستدرك: ٢/ ٤٨٥، كتاب التفسير، تفسير سورة الممتحنة، عن ابن عباس في هذه الآية قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ قال: في صنع إبراهيم كله إلا في الاستغفار لأبيه لا يستغفر له وهو مشرك.
وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٢٨/ ٦٣ عن قتادة، ومجاهد.
(٥) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: ٥/ ١٥٧، وذكر نحوه الفراء في معانيه:
٣/ ١٥٠، والطبري في تفسيره: ٢٨/ ٦٤، والبغوي في تفسيره: ٤/ ٣٣٠. [.....]
(٦) في الآيتين ٤، ٦ من السورة نفسها.
على بعض اليمن فلما قبض عليه السّلام أقبل فلقى ذا الحمار «١» مرتدا فقاتله فكان أول من قاتل على الردة فتلك المودة بعد المعاداة «٢».
٨ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ: خزاعة «٣».
٩ والَّذِينَ قاتَلُوكُمْ: أهل مكة «٤».
١٠ فَامْتَحِنُوهُنَّ استحلفوهن ما خرجن إلّا للإسلام دون بغض الأزواج.
فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ حين جاءت سبيعة «٥» الأسلمّية مسلمة بعد الحديبية فجاء زوجها مسافر «٦» فقال: يا محمد قد شرطت لنا ردّ النساء [٩٨/ ب] وطين/ الكتاب لم يجف «٧».
(١) هو الأسود العنسي المتنبي واسمه: عبهلة بن كعب بن غوث بن صعب بن مالك بن عنس.
كذا نسبه ابن حزم في الجمهرة: ٤٠٥، ويعرف بذي الحمار من أجل حمار كان له.
ينظر خبر ردته في السيرة لابن هشام: ٢/ ٥٩٩، والطبقات لابن سعد: ٥/ ٥٣٤، وتاريخ الطبري: (٣/ ١٨٤- ١٨٧).
(٢) ورد هذا المعنى في أثر أورده الحافظ ابن كثير في تفسيره: ٨/ ١١٥، وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن ابن هشام الزهري.
وانظر تفسير الماوردي: ٤/ ٢٢٢، والدر المنثور: ٨/ ١٣٠.
(٣) ذكره الماوردي في تفسيره: ٤/ ٢٢٣ عن مقاتل، ونقله البغوي في تفسيره: ٤/ ٣٣١ عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(٤) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٢٨/ ٦٧ عن مجاهد.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٨/ ١٣١، وعزا إخراجه إلى ابن المنذر عن مجاهد.
(٥) هي سبيعة بنت الحارث الأسلمية، صحابية جليلة.
ترجمتها في الاستيعاب: ٤/ ١٨٥٩، والإصابة: ٧/ ٦٩٢.
(٦) هو مسافر المخزومي، وقيل إن زوجها كان صيفي بن الراهب.
ينظر الكشاف: ٤/ ٩٢، والكافي الشاف: ١٦٨، وتفسير القرطبي: ١٨/ ٦١، ومفحمات الأقران: ١٩٦.
(٧) ذكر الماوردي هذا القول في سبب نزول هذه الآية وقال: «حكاه الكلبي».
(تفسيره: ٤/ ٢٢٤)، ونقله البغوي في تفسيره: ٤/ ٣٣٢ عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وأورده الحافظ ابن حجر في الكافي الشاف: ١٦٨، وقال: «هكذا ذكره البغوي عن ابن عباس بغير سند».
وَآتُوهُمْ ما أَنْفَقُوا أي: من المهور ووجب بالشّرط «١»، ثم نسخ.
١١ فَعاقَبْتُمْ: غزوتم بعقب ما يغزونكم فغنمتم «٢»، له معنيان وفيه لغتان «٣» : عاقب وعقّب وأحد المعنيين من المعاقبة المناوبة، والثاني من الإصابة في العاقبة سبيا واغتناما «٤».
١٢ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ ما تلقطه المرأة بيدها من لقيط فتلحقه بالزوج «٥».
وَأَرْجُلِهِنَّ ما تلحقه به من الزنا «٦».
(١) أي بشرط إرجاع من يفد من الكفار إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أحد شروط صلح الحديبية.
قال الماوردي في تفسيره: ٤/ ٢٢٤: «فنسخ الله ردهن من العقد ومنع منه، وأبقاه من الرجال على ما كان، وهذا يدل على أن للنبي ﷺ أن يجتهد برأيه في الأحكام، ولكن لا يقره الله تعالى على خطأ.
وقالت طائفة من أهل العلم: لم يشترط ردهن في العقد لفظا، وإنما أطلق العقد في رد من أسلم، فكان ظاهر العموم اشتماله عليهن مع الرجال، فبين الله خروجهن عن العموم، وفرّق بينهن وبين الرجال لأمرين:
أحدهما: أنهن ذوات فروج يحرمن عليهم.
الثاني: أنهن أرأف قلوبا وأسرع تقلبا منهم»
اه-.
(٢) عن معاني القرآن للزجاج: ٥/ ١٦٠، وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٤٦٢.
(٣) وهما قراءتان، فَعاقَبْتُمْ وعليها القراء السبعة، و «عقبتم» بتشديد القاف بغير ألف وتنسب هذه القراءة إلى علقمة، والنخعي، والأعرج، والحسن، ومجاهد، وعكرمة.
ينظر إعراب القرآن للنحاس: ٤/ ٤١٦، وتفسير القرطبي: ١٨/ ٦٩، والبحر المحيط:
٨/ ٢٥٧.
(٤) ينظر ما سبق في تفسير الطبري: (٢٨/ ٧٥، ٧٦)، ومعاني الزجاج: ٥/ ١٦٠، وتفسير الماوردي: ٤/ ٢٢٧، والمفردات للراغب: ٣٤٠، واللسان: (١/ ٦١٩ (عقب).
(٥) ورد هذا القول في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: ٢٨/ ٧٧ عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٨/ ١٤١، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس.
(٦) ذكره الماوردي في تفسيره: ٤/ ٢٢٨. [.....]
١٣ لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أي: اليهود «١».
قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ ممن مات كافرا وصار إلى القبر.
سورة الصف
٤ مَرْصُوصٌ: مكتنز ملتصق بعضه ببعض كأنها رصّ بالرصاص «٢».
١٢ وَأُخْرى تُحِبُّونَها جرّ الموضع عطفا على تِجارَةٍ «٣» أو رفع بتقدير: ولكم تجارة أخرى «٤».
سورة الجمعة
٢ بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ ليوافق ما تقدمت به البشارة، ولئلا يتوهّم الاستعانة بالكتب وليشاكل حال الأمة التي بعث فيها وذلك أقرب إلى مساواته لو أمكنهم.
(١) تفسير الطبري: ٢٨/ ٨١، ومعاني القرآن للزجاج: ٥/ ١٦١، وتفسير الماوردي: ٤/ ٢٢٩، وتفسير البغوي: ٤/ ٣٣٦.
(٢) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٤٦٤، وتفسير الطبري: ٢٨/ ٨٦، ومعاني الزجاج:
٥/ ١٦٤، والمفردات للراغب: ١٩٦.
(٣) من قوله تعالى: هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ [آية: ١٠]، وهذا الوجه في إعراب (وأخرى) قول الأخفش في معانيه: ٢/ ٧٠٨، وإعراب القرآن للنحاس:
(٤/ ٤٢٢، ٤٢٣).
(٤) هذا قول الفراء في معانيه: ٣/ ١٥٤، ووصفه النحاس في إعراب القرآن: ٤/ ٤٢٣ بأنه أصح من قول الأخفش، فقال: «يدل على ذلك: نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ بالرفع ولم يخفضا، وعلى قول الأخفش الرفع بإضمار مبتدأ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ، أي: بالنصر والفتح».
وانظر تفسير الطبري: ٢٨/ ٩٠، ومعاني القرآن للزجاج: ٥/ ١٦٦، والتبيان للعكبري:
٢/ ١٢٢١.
Icon