تفسير سورة الصافات

تفسير المراغي
تفسير سورة سورة الصافات من كتاب تفسير المراغي .
لمؤلفه المراغي . المتوفي سنة 1371 هـ
سورة الصافات
آيها ثنتان وثمانون ومائتان
هي مكية بلا خلاف في ذلك. نزلت بعد سورة الأنعام. ومناسبتها لما قبلها من وجوه :
( ١ ) إن فيها تفصيل أحوال القرون الغابرة التي أشير إليها إجمالا في السورة السابقة في قوله :﴿ ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون ﴾( يس : ٣١ ).
( ٢ ) إن فيها تفصيل أحوال المؤمنين وأحوال أعدائهم الكافرين يوم القيامة مما أشير إليه إجمالا في السورة قبلها.
( ٣ ) المشاكلة بين أولها وآخر سابقتها، ذاك أنه ذكر فيما قبلها قدرته تعالى على المعاد وإحياء الموتى، وعلل ذلك بأنه منشئهم وأنه إذا تعلقت إرادته بشيء كان، وذكر هنا ما هو كالدليل على ذلك، وهو وحدانيته تعالى، إذ لا يتم ما تعلقت به الإرادة إيجادا وإعداما إلا إذا كان المريد واحدا كما يشير إلى ذلك قوله :﴿ لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ﴾( الأنبياء : ٢٢ ).

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ والصافات صفا ١فالزاجرات زجرا٢ فالتاليات ذكرا٣ إن إلهكم لواحد٤ رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق ﴾( الصافات : ١-٥ ).
تفسير المفردات :
الصافات : هم جماعة الملائكة يقفون صفوفا لكل واحد منهم مرتبة معينة في الشرف والفضيلة.
الإيضاح :
أقسم سبحانه بالملائكة يتمون صفوفهم في مقام العبودية، ويردعون الناس عن الشر بالإلهام، ويتلون آياته على أنبيائه- إن معبودكم الذي يجب إخلاص العبادة له، لواحد لا ثاني له ولا شريك، فأخلصوا له العبادة وأفردوه بالطاعة، وهو خالق السماوات والأرض وما بينهما من الخلق، ومالك ذلك كله وقائم عليه.
وإجمال ذلك : إنه أقسم بملائكته الذين كملت أرواحهم وتجردوا لعبادته، يسبحونه الليل والنهار لا يفترون، ويحضون الناس على فعل الخير، ويدفعون عنهم وسوسة الشيطان، ويتلون آياته على أنبيائه حين نزولهم بالوحي- إن ربكم لواحد وهو رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق والمغارب.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١:

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ والصافات صفا ١فالزاجرات زجرا٢ فالتاليات ذكرا٣ إن إلهكم لواحد٤ رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق ﴾( الصافات : ١-٥ ).

تفسير المفردات :

الصافات : هم جماعة الملائكة يقفون صفوفا لكل واحد منهم مرتبة معينة في الشرف والفضيلة.

الإيضاح :

أقسم سبحانه بالملائكة يتمون صفوفهم في مقام العبودية، ويردعون الناس عن الشر بالإلهام، ويتلون آياته على أنبيائه- إن معبودكم الذي يجب إخلاص العبادة له، لواحد لا ثاني له ولا شريك، فأخلصوا له العبادة وأفردوه بالطاعة، وهو خالق السماوات والأرض وما بينهما من الخلق، ومالك ذلك كله وقائم عليه.
وإجمال ذلك : إنه أقسم بملائكته الذين كملت أرواحهم وتجردوا لعبادته، يسبحونه الليل والنهار لا يفترون، ويحضون الناس على فعل الخير، ويدفعون عنهم وسوسة الشيطان، ويتلون آياته على أنبيائه حين نزولهم بالوحي- إن ربكم لواحد وهو رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق والمغارب.


تفسير المفردات :
والزاجرات زجرا : أصل الزجر الدفع عن الشيء بتسلط وصياح ثم استعمل في السوق والحث على الشيء، وفي المنع والنهي والمراد بها هنا الملائكة، لأنه لهم تأثيرا في قلوب بني آدم بزجرهم عن المعاصي وإلهامهم فعل الخير.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١:

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ والصافات صفا ١فالزاجرات زجرا٢ فالتاليات ذكرا٣ إن إلهكم لواحد٤ رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق ﴾( الصافات : ١-٥ ).

تفسير المفردات :

الصافات : هم جماعة الملائكة يقفون صفوفا لكل واحد منهم مرتبة معينة في الشرف والفضيلة.

الإيضاح :

أقسم سبحانه بالملائكة يتمون صفوفهم في مقام العبودية، ويردعون الناس عن الشر بالإلهام، ويتلون آياته على أنبيائه- إن معبودكم الذي يجب إخلاص العبادة له، لواحد لا ثاني له ولا شريك، فأخلصوا له العبادة وأفردوه بالطاعة، وهو خالق السماوات والأرض وما بينهما من الخلق، ومالك ذلك كله وقائم عليه.
وإجمال ذلك : إنه أقسم بملائكته الذين كملت أرواحهم وتجردوا لعبادته، يسبحونه الليل والنهار لا يفترون، ويحضون الناس على فعل الخير، ويدفعون عنهم وسوسة الشيطان، ويتلون آياته على أنبيائه حين نزولهم بالوحي- إن ربكم لواحد وهو رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق والمغارب.


تفسير المفردات :
والتاليات ذكرا : هم الملائكة يجيئون بالكتب من عند الله إلى أنبيائه.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١:

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ والصافات صفا ١فالزاجرات زجرا٢ فالتاليات ذكرا٣ إن إلهكم لواحد٤ رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق ﴾( الصافات : ١-٥ ).

تفسير المفردات :

الصافات : هم جماعة الملائكة يقفون صفوفا لكل واحد منهم مرتبة معينة في الشرف والفضيلة.

الإيضاح :

أقسم سبحانه بالملائكة يتمون صفوفهم في مقام العبودية، ويردعون الناس عن الشر بالإلهام، ويتلون آياته على أنبيائه- إن معبودكم الذي يجب إخلاص العبادة له، لواحد لا ثاني له ولا شريك، فأخلصوا له العبادة وأفردوه بالطاعة، وهو خالق السماوات والأرض وما بينهما من الخلق، ومالك ذلك كله وقائم عليه.
وإجمال ذلك : إنه أقسم بملائكته الذين كملت أرواحهم وتجردوا لعبادته، يسبحونه الليل والنهار لا يفترون، ويحضون الناس على فعل الخير، ويدفعون عنهم وسوسة الشيطان، ويتلون آياته على أنبيائه حين نزولهم بالوحي- إن ربكم لواحد وهو رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق والمغارب.


تفسير المفردات :
والمشارق : هي مشارق الشمس بعدد أيام السنة، فهي في كل يوم تشرق من مشرق وتغرب من مغرب، والمغارب كذلك متعددة تعدد المشارق، ولم يذكرها اكتفاء بتعدد المشارق.
﴿ إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب٦ وحفظا من كل شيطان مارد٧ لا يسمعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كل جانب٨ دحورا ولهم عذاب واصب٩ إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب ﴾( الصافات : ٦-١٠ ).
تفسير المفردات :
الدنيا : مؤنثة الأدنى، أي أقرب السماوات من أهل الأرض.
الإيضاح :
﴿ إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب ﴾أي إنا جعلنا الكواكب زينة في السماء القريبة منكم بما لها من البهجة والجمال، وتناسب الأشكال وحسن الأوضاع، ولا سيما لدى الدارسين لنظامها، المفكرين في حسابها، إذ يرون أن السيارات منها متناسبة المسافات، بحيث يكون كل سيار بعيدا من الشمس ضعف بعد الكوكب الذي قبله.
تفسير المفردات :
والمارد والمريد، المتعرى عن الخير، من قولهم : شجر أمرد : إذا تعرى من الورق.
الإيضاح :
﴿ وحفظا من كل شيطان مارد ﴾أي وحفظنا السماء أن يتطاول لدرك جمالها، وفهم محاسن نظامها، الجهال والشياطين المتمردون من الجن والإنس، لأنهم غافلون عن آياتنا، معرضون عن التفكر في عظمتها، فالعيون مفتحة، ولكن لا تبصر الجمال ولا تفكر فيه، حتى تعتبر بها فيه.
تفسير المفردات :
يسمعون أي يستمعون، والملأ : الجماعة يجتمعون على رأي، والمراد بهم هنا الملائكة، يقذفون : يرجمون.
الإيضاح :
﴿ لا يسمعون إلا الملإ الأعلى ﴾أي إن كثيرا من أولئك الجهال والشياطين محبوسون في هذه الأرض، غائبة أبصارهم عن الملأ الأعلى، لا يفهمون رموز هذه الحياة وعجائبها، ولا ترقى نفوسهم إلى التطلع إلى تلك العوالم العليا، والتأمل في إدراك أسرارها، والبحث في سر عظمتها.
﴿ ويقذفون من كل جانب* دحورا ﴾أي وقد قذفتهم شهواتهم وطردتهم من كل جانب، فهم تائهون في سكراتهم، تتخطفهم الأهواء والمطامع والعداوات والإحن، فلا يبصرون ذلك الجمال الذي يشرق للحكماء، ويبهر أنظار العلماء، ويتجلى للنفوس الصافية ويسحرها بعظمته، وهم ما زالوا يدأبون على معرفة هذا السر حتى ذاقوا حلاوته، فخروا ركعا سجدا مذهولين من ذلك الجمال والجلال.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨:تفسير المفردات :
يسمعون أي يستمعون، والملأ : الجماعة يجتمعون على رأي، والمراد بهم هنا الملائكة، يقذفون : يرجمون.

الإيضاح :

﴿ لا يسمعون إلا الملإ الأعلى ﴾أي إن كثيرا من أولئك الجهال والشياطين محبوسون في هذه الأرض، غائبة أبصارهم عن الملأ الأعلى، لا يفهمون رموز هذه الحياة وعجائبها، ولا ترقى نفوسهم إلى التطلع إلى تلك العوالم العليا، والتأمل في إدراك أسرارها، والبحث في سر عظمتها.
﴿ ويقذفون من كل جانب* دحورا ﴾أي وقد قذفتهم شهواتهم وطردتهم من كل جانب، فهم تائهون في سكراتهم، تتخطفهم الأهواء والمطامع والعداوات والإحن، فلا يبصرون ذلك الجمال الذي يشرق للحكماء، ويبهر أنظار العلماء، ويتجلى للنفوس الصافية ويسحرها بعظمته، وهم ما زالوا يدأبون على معرفة هذا السر حتى ذاقوا حلاوته، فخروا ركعا سجدا مذهولين من ذلك الجمال والجلال.


تفسير المفردات :
والدحور : الطرد والإبعاد، واصب : أي دائم.
الإيضاح :
﴿ ولهم عذاب واصب ﴾أي وأولئك لهم عذاب دائم، لتقصيرهم عن البحث في سر عظمة هذا الكون، والوصول بذلك إلى عظمة خالقه، وبديع قدرته.
تفسير المفردات :
والخطفة : الاختلاس والأخذ بسرعة على غرة، والشهاب : الشعلة الساطعة من النار الموقدة، والثاقب : المضيء.
الإيضاح :
ثم بين من وفقهم الله وأنعم عليهم ممن ظفروا بالمعرفة فقال :
﴿ إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب ﴾أي إلا من لاحت له بارقة من ذلك الجمال، وعنت له سانحة منه، فتخطفت بصيرته كالشهاب الثاقب، فحن إلى مثلها، وصبت نفسه إلى أختها، وهام بذلك الملكوت العظيم باحثا عن سر عظمته، ومعرفة كنه جماله، وهم من اصطفاهم الله من عباده، وآتاهم الحكمة من لدنه، وأيدهم بروح من عنده، وهم أنبياؤه وأولياؤه الذين أنعم عليهم من الصديقين والشهداء والصالحين.
والخلاصة : إن الدنيا بيت فرشه الأرض، وسقفه السماء، وسراجه الكواكب، والبيوت الرفيعة العماد، العظيمة البناء كما تزين بالأنوار تزين بالنقوش التي تكسبها لآلاء وبهجة في عيون الناظرين، ولكن لن يصل إلى إدراك تلك المحاسن إلا الملائكة الصافون، والأنبياء والعلماء المخلصون، أما الجهال والشياطين المتمردون من الجن والإنس فأولئك عن معرفة محاسنها غافلون، فلقد يعيش المرء منهم ويموت وهو لاه عن درك هذا الجمال، إذ لا ينال العلم إلا عاشقوه، وقد تبدو لهم أحيانا بارقة من محاسن هذا الجمال، فتخطف بصائرهم كالشهاب الثاقب، فيخطفون منها خطفة يتبعها قبس من ذلك النور يضيء قلوبهم، وينير ألبابهم، فيكونون ممن كتب الله لهم السعادة، وقيض لهم التوفيق والهداية، وممن اصطفاهم ربهم برضوانه، والفوز بنعيمه. ١
﴿ فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب١١ بل عجبت ويسخرون١٢ وإذا ذكروا لا يذكرون١٣ وإذا رأوا آية يستسخرون١٤ وقالوا إن هذا إلا سحر مبين١٥ أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما إئنا لمبعوثون١٦ أو آباؤنا الأولون١٧ قل نعم وأنتم داخرون١٨ فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون ﴾( الصافات : ١١-١٩ ).
المعنى الجملي : افتتح سبحانه هذه السورة بإثبات وجود الخالق ووحدانيته، وعلمه وقدرته، بذكر خلق السماوات والأرض وما بينهما، وخلق المشارق والمغارب- وهنا أثبت الحشر والنشر وقيام الساعة ببيان أن من خلق هذه العوالم التي هي أصعب في الخلق منكم، فهو قادر على إعادة الحياة فيكم بالأولى كما جاء في السورة السابقة﴿ أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم ﴾( يس : ٨١ ) وجاء في قوله :﴿ لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ﴾( غافر : ٥٧ ).
تفسير المفردات :
فاستفهم : أي فاستخبر مشركي مكة من قولهم : استفتى فلانا إذا استخبره وسأله عن أمر يريد علمه، أشد خلقا : أي أصعب خلقا وأشق إيجادا، لازب : أي ملتصق بعضه ببعض، وأنشدوا لعلي بن أبي طالب :
تعلم فإن الله زادك بسطة وأخلاق خير كلها لك لازب.
الإيضاح :
﴿ فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا ﴾أي سل هؤلاء المنكرين للبعث : أي أصعب إيجادا، أهم أم السماوات والأرض وما بينهما من الملائكة والمخلوقات العظيمة ؟
والسؤال للتوبيخ والتبكيت، فإنهم يقرون أن هذه المخلوقات أشد منهم خلقا، أي وإذا فكيف ينكرون البعث وهم يشاهدون ما هو أعظم مما أنكروا، فأين هم بالنسبة لهذه العوالم التي خلقناها ؟
ثم زاد الأمر بيانا وأوضح هذا التفاوت فقال :
﴿ إنا خلقناهم من طين لازب ﴾أي إنا خلقنا أباهم آدم من طين رخو ملتصق بعضه ببعض، وفي هذه شهادة عليهم بالضعف والرخاوة دون الصلابة والقوة، فأين هم من كواكب السماء، وعالم الملائكة، وتلك العوالم المشرقة ؟ وإذا قدرنا أن نخلق تلك العوالم العظيمة فهل يعجزنا أن نعيد ما هو مخلوق من طين لا يصلح للحياة إلا بإشراق الأنوار عليه، ووصول الآثار من العوالم الأخرى إليه.
﴿ فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب١١ بل عجبت ويسخرون١٢ وإذا ذكروا لا يذكرون١٣ وإذا رأوا آية يستسخرون١٤ وقالوا إن هذا إلا سحر مبين١٥ أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما إئنا لمبعوثون١٦ أو آباؤنا الأولون١٧ قل نعم وأنتم داخرون١٨ فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون ﴾( الصافات : ١١-١٩ ).
المعنى الجملي : افتتح سبحانه هذه السورة بإثبات وجود الخالق ووحدانيته، وعلمه وقدرته، بذكر خلق السماوات والأرض وما بينهما، وخلق المشارق والمغارب- وهنا أثبت الحشر والنشر وقيام الساعة ببيان أن من خلق هذه العوالم التي هي أصعب في الخلق منكم، فهو قادر على إعادة الحياة فيكم بالأولى كما جاء في السورة السابقة﴿ أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم ﴾( يس : ٨١ ) وجاء في قوله :﴿ لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ﴾( غافر : ٥٧ ).
تفسير المفردات :
يسخرون : أي يستهزؤون.
الإيضاح :
ثم خاطب الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله :﴿ بل عجبت ويسخرون ﴾أي لا تستفتهم فإنهم معاندون لا ينفع فيهم الاستفتاء، ولا يتعجبون من تلك الدلائل، بل مثلك من يعجب منها، وهم يسخرون منك ومن تعجبك ومما تريهم من الآيات.
والخلاصة : إن قلوبهم غلف فلا تنظر فيما حولها من البراهين والآيات الدالة على البعث، ولا تقدر أن تنفذ إلى الإيقان به، فحالهم عجب، ويحق لك أن تكثر التعجب منها، فلقد بلغ من عنادهم وإصرارهم على إنكارهم أن يسخروا من مقالك، ومن اهتمامك بإقناعهم في وجوب تسليمهم بالبعث والاعتقاد بحصوله.
﴿ فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب١١ بل عجبت ويسخرون١٢ وإذا ذكروا لا يذكرون١٣ وإذا رأوا آية يستسخرون١٤ وقالوا إن هذا إلا سحر مبين١٥ أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما إئنا لمبعوثون١٦ أو آباؤنا الأولون١٧ قل نعم وأنتم داخرون١٨ فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون ﴾( الصافات : ١١-١٩ ).
المعنى الجملي : افتتح سبحانه هذه السورة بإثبات وجود الخالق ووحدانيته، وعلمه وقدرته، بذكر خلق السماوات والأرض وما بينهما، وخلق المشارق والمغارب- وهنا أثبت الحشر والنشر وقيام الساعة ببيان أن من خلق هذه العوالم التي هي أصعب في الخلق منكم، فهو قادر على إعادة الحياة فيكم بالأولى كما جاء في السورة السابقة﴿ أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم ﴾( يس : ٨١ ) وجاء في قوله :﴿ لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ﴾( غافر : ٥٧ ).
تفسير المفردات :
وإذا ذكروا لا يذكرون : أي وإذا وعظوا لا يتعظون.
الإيضاح :
﴿ وإذا ذكروا لا يذكرون ﴾أي وهم لقسوة قلوبهم إذا وعظوا لا تنفعهم العظة، لأنه قد ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون، فماذا تفيد العبر أو تجدي الذكرى مع قوم هذه حالهم ؟
﴿ فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب١١ بل عجبت ويسخرون١٢ وإذا ذكروا لا يذكرون١٣ وإذا رأوا آية يستسخرون١٤ وقالوا إن هذا إلا سحر مبين١٥ أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما إئنا لمبعوثون١٦ أو آباؤنا الأولون١٧ قل نعم وأنتم داخرون١٨ فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون ﴾( الصافات : ١١-١٩ ).
المعنى الجملي : افتتح سبحانه هذه السورة بإثبات وجود الخالق ووحدانيته، وعلمه وقدرته، بذكر خلق السماوات والأرض وما بينهما، وخلق المشارق والمغارب- وهنا أثبت الحشر والنشر وقيام الساعة ببيان أن من خلق هذه العوالم التي هي أصعب في الخلق منكم، فهو قادر على إعادة الحياة فيكم بالأولى كما جاء في السورة السابقة﴿ أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم ﴾( يس : ٨١ ) وجاء في قوله :﴿ لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ﴾( غافر : ٥٧ ).
تفسير المفردات :
آية : أي معجزة، يستسخرون : أي يبالغون في السخرية والاستهزاء.
الإيضاح :
ثم بالغ في ذمهم وشديد غفلتهم عن النظر في دلائل الحق فقال :﴿ وإذا رأوا آية يستسخرون ﴾أي وإذا أقيمت لهم الأدلة والمعجزات التي ترشد إلى صدق من يعظمهم ويذكرهم بأيام الله، نادى بعضهم بعضا متضاحكين مستهزئين : هلموا وانظروا إلى ما يفعله ذلك الساحر الذي يخلب ألبابنا، ويسلب عقولنا، ويريد أن يصدنا عما كان يعبد آباؤنا، وهذا ما أشار إليه حاكيا قولهم.
﴿ فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب١١ بل عجبت ويسخرون١٢ وإذا ذكروا لا يذكرون١٣ وإذا رأوا آية يستسخرون١٤ وقالوا إن هذا إلا سحر مبين١٥ أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما إئنا لمبعوثون١٦ أو آباؤنا الأولون١٧ قل نعم وأنتم داخرون١٨ فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون ﴾( الصافات : ١١-١٩ ).
المعنى الجملي : افتتح سبحانه هذه السورة بإثبات وجود الخالق ووحدانيته، وعلمه وقدرته، بذكر خلق السماوات والأرض وما بينهما، وخلق المشارق والمغارب- وهنا أثبت الحشر والنشر وقيام الساعة ببيان أن من خلق هذه العوالم التي هي أصعب في الخلق منكم، فهو قادر على إعادة الحياة فيكم بالأولى كما جاء في السورة السابقة﴿ أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم ﴾( يس : ٨١ ) وجاء في قوله :﴿ لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ﴾( غافر : ٥٧ ).
الإيضاح :
﴿ وقالوا إن هذا إلا سحر مبين ﴾أي وقالوا ما هذا الذي يأتينا به الفينة بعد الفينة مما يدعي أنه أدلة ظاهرة على صدق ما يدعيه- إلا ألاعيب ساحر، وخدعة أريب ماهر، يريد أن يلفتنا عما كان يعبد آباؤنا، وما هي دلائل الحق في شيء، فإياكم أن تخدعوا بها، وترجعوا عن الدين الحق الذي عليه آباؤكم، وقد مرت عليه القرون ونحن له متبعون.
﴿ فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب١١ بل عجبت ويسخرون١٢ وإذا ذكروا لا يذكرون١٣ وإذا رأوا آية يستسخرون١٤ وقالوا إن هذا إلا سحر مبين١٥ أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما إئنا لمبعوثون١٦ أو آباؤنا الأولون١٧ قل نعم وأنتم داخرون١٨ فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون ﴾( الصافات : ١١-١٩ ).
المعنى الجملي : افتتح سبحانه هذه السورة بإثبات وجود الخالق ووحدانيته، وعلمه وقدرته، بذكر خلق السماوات والأرض وما بينهما، وخلق المشارق والمغارب- وهنا أثبت الحشر والنشر وقيام الساعة ببيان أن من خلق هذه العوالم التي هي أصعب في الخلق منكم، فهو قادر على إعادة الحياة فيكم بالأولى كما جاء في السورة السابقة﴿ أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم ﴾( يس : ٨١ ) وجاء في قوله :﴿ لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ﴾( غافر : ٥٧ ).
الإيضاح :
ثم خصصوا بعض ما ينكرون مما يدعيه من الحشر والبعث فقالوا :﴿ أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون ﴾أي إنا لو تقبلنا منه بعض ما يقول وإن كان فيه ما يدهش العقول- لا تتقبل منه تلك المقالة، وهي إحياء العظام النخرة، والأجسام التي صارت ترابا، إن هذه إلا إحدى الكبر، فلا ينبغي أن نوجه النظر إلى مثل هذه الآراء التي لا يقبلها العقل، ولا يصل إلى مثلها الفكر.
﴿ فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب١١ بل عجبت ويسخرون١٢ وإذا ذكروا لا يذكرون١٣ وإذا رأوا آية يستسخرون١٤ وقالوا إن هذا إلا سحر مبين١٥ أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما إئنا لمبعوثون١٦ أو آباؤنا الأولون١٧ قل نعم وأنتم داخرون١٨ فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون ﴾( الصافات : ١١-١٩ ).
المعنى الجملي : افتتح سبحانه هذه السورة بإثبات وجود الخالق ووحدانيته، وعلمه وقدرته، بذكر خلق السماوات والأرض وما بينهما، وخلق المشارق والمغارب- وهنا أثبت الحشر والنشر وقيام الساعة ببيان أن من خلق هذه العوالم التي هي أصعب في الخلق منكم، فهو قادر على إعادة الحياة فيكم بالأولى كما جاء في السورة السابقة﴿ أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم ﴾( يس : ٨١ ) وجاء في قوله :﴿ لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ﴾( غافر : ٥٧ ).
الإيضاح :
ثم زادوا في استبعادهم وعظيم تعجبهم قالوا :﴿ أو آباؤنا الأولون ﴾أي أيبعث آباؤنا الأولون أيضا، وهذا أغرب لأن آباؤهم أقدم منهم، فبعثهم أشد غرابة وأكثر استبعادا.
وبعد أن حكى عنهم هذه الشبهة أجاب عنها بقوله :﴿ قل نعم وأنتم داخرون ﴾
﴿ فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب١١ بل عجبت ويسخرون١٢ وإذا ذكروا لا يذكرون١٣ وإذا رأوا آية يستسخرون١٤ وقالوا إن هذا إلا سحر مبين١٥ أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما إئنا لمبعوثون١٦ أو آباؤنا الأولون١٧ قل نعم وأنتم داخرون١٨ فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون ﴾( الصافات : ١١-١٩ ).
المعنى الجملي : افتتح سبحانه هذه السورة بإثبات وجود الخالق ووحدانيته، وعلمه وقدرته، بذكر خلق السماوات والأرض وما بينهما، وخلق المشارق والمغارب- وهنا أثبت الحشر والنشر وقيام الساعة ببيان أن من خلق هذه العوالم التي هي أصعب في الخلق منكم، فهو قادر على إعادة الحياة فيكم بالأولى كما جاء في السورة السابقة﴿ أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم ﴾( يس : ٨١ ) وجاء في قوله :﴿ لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ﴾( غافر : ٥٧ ).
الإيضاح :
﴿ قل نعم وأنتم داخرون ﴾ أي قل لهم أيها الرسول : نعم تبعثون يوم القيامة بعد ما تصيرون ترابا وعظاما، وأنتم صاغرون أذلاء أمام القدرة البالغة.
ونحو الآية قوله :﴿ وكل أتوه داخرين ﴾( النمل : ٨٧ ) وقوله :﴿ إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ﴾( غافر : ٦٠ ).
ثم بين سهولة ذلك أمام قدرة الله فقال :﴿ فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون ﴾.
﴿ فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب١١ بل عجبت ويسخرون١٢ وإذا ذكروا لا يذكرون١٣ وإذا رأوا آية يستسخرون١٤ وقالوا إن هذا إلا سحر مبين١٥ أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما إئنا لمبعوثون١٦ أو آباؤنا الأولون١٧ قل نعم وأنتم داخرون١٨ فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون ﴾( الصافات : ١١-١٩ ).
المعنى الجملي : افتتح سبحانه هذه السورة بإثبات وجود الخالق ووحدانيته، وعلمه وقدرته، بذكر خلق السماوات والأرض وما بينهما، وخلق المشارق والمغارب- وهنا أثبت الحشر والنشر وقيام الساعة ببيان أن من خلق هذه العوالم التي هي أصعب في الخلق منكم، فهو قادر على إعادة الحياة فيكم بالأولى كما جاء في السورة السابقة﴿ أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم ﴾( يس : ٨١ ) وجاء في قوله :﴿ لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ﴾( غافر : ٥٧ ).
الإيضاح :
﴿ فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون ﴾أي لا تستصعبوا البعث فإنما يكون بصيحة واحدة بالنفخ في الصور، فإذا الناس قيام من مراقدهم أحياء ينظرون إلى ما كانوا يوعدون به من قيام الساعة.
﴿ وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين٢٠ هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون٢١ احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون٢٢ من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم٢٣ وقفوهم إنهم مسئولون٢٤ ما لكم لا تناصرون٢٥ بل هم اليوم مستسلمون ﴾( الصافات : ٢٠-٢٦ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر فيما سلف إنكارهم للبعث في الدنيا وشديد إصرارهم على عدم حدوثه أردف هذا بيان أنهم يوم القيامة يرجعون على أنفسهم بالملامة إذا عاينوا أهوال هذا اليوم، ويعترفون بأنهم كانوا في ضلال مبين، ويندمون على ما فرطوا في جنب الله ولات ساعة مندم.
تفسير المفردات :
قال الزجاج : الويل كلمة يقولها القائل وقت الهلكة، والدين : الجزاء كما جاء في قولهم 'كما تدين تدان ".
الإيضاح :
﴿ وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين ﴾أي وقال المنكرون للبعث في الدنيا حين رأوا العذاب : لنا الويل والهلاك فقد حل ميعاد الجزاء، وسنجازى بما قدمنا من عمل كما وعدنا بذلك على ألسنة الرسل، فكذبناهم وسخرنا منهم، وأنكرنا صدق ما قالوا.
﴿ وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين٢٠ هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون٢١ احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون٢٢ من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم٢٣ وقفوهم إنهم مسئولون٢٤ ما لكم لا تناصرون٢٥ بل هم اليوم مستسلمون ﴾( الصافات : ٢٠-٢٦ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر فيما سلف إنكارهم للبعث في الدنيا وشديد إصرارهم على عدم حدوثه أردف هذا بيان أنهم يوم القيامة يرجعون على أنفسهم بالملامة إذا عاينوا أهوال هذا اليوم، ويعترفون بأنهم كانوا في ضلال مبين، ويندمون على ما فرطوا في جنب الله ولات ساعة مندم.
تفسير المفردات :
والفصل : الفرق بين المحسن والمسيء وتمييز كل منهما عن الآخر.
الإيضاح :
ثم أقبل بعضهم على بعض يتناجون ويقولون :﴿ هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون ﴾أي هذا هو اليوم الذي يمتاز فيه المحسن بما قدم من عمل عن المسيء الذي دسى نفسه بما ران على قلبه من الفسوق والعصيان، ومخالفة أوامر الملك الديان، وينال كل منهما جزاء ما عمل، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، فيدخل الأول جنات النعيم على فرش بطائنها من استبرق، ويدخل الثاني في سقر﴿ وما أدراك ما سقر٢٧ لا تبقي ولا تذر ﴾( المدار : ٢٧-٢٨ ).
﴿ وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين٢٠ هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون٢١ احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون٢٢ من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم٢٣ وقفوهم إنهم مسئولون٢٤ ما لكم لا تناصرون٢٥ بل هم اليوم مستسلمون ﴾( الصافات : ٢٠-٢٦ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر فيما سلف إنكارهم للبعث في الدنيا وشديد إصرارهم على عدم حدوثه أردف هذا بيان أنهم يوم القيامة يرجعون على أنفسهم بالملامة إذا عاينوا أهوال هذا اليوم، ويعترفون بأنهم كانوا في ضلال مبين، ويندمون على ما فرطوا في جنب الله ولات ساعة مندم.
تفسير المفردات :
احشروا : أي اجمعوا، وأزواجهم : أي أمثالهم وأشباههم، فيحشر أصحاب الخمر معا، وأصحاب الزنى كذلك.
الإيضاح :
ثم ذكر خطاب الملائكة بعضهم لبعض فقال :
﴿ احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون* من دون الله ﴾أي تقول الملائكة للزبانية : احشروا الظالمين من كل مكان إلى موقف الحساب مع أشباههم وأمثالهم، فاجعلوا ذوي المعاصي المتشابهة، بعضهم مع بعض، فاجعلوا الزناة معا، والآكلين لحوم الناس والناهشين لأعراضهم كذلك، واجعلوا عابدي الأصنام ومعبوديهم من الأوثان والأصنام معا، ليكون في ذلك زيادة لهم في الحسرة وعظيم التخجيل على ما أتوه من عظيم الشرك وكبير المعصية.
﴿ وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين٢٠ هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون٢١ احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون٢٢ من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم٢٣ وقفوهم إنهم مسئولون٢٤ ما لكم لا تناصرون٢٥ بل هم اليوم مستسلمون ﴾( الصافات : ٢٠-٢٦ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر فيما سلف إنكارهم للبعث في الدنيا وشديد إصرارهم على عدم حدوثه أردف هذا بيان أنهم يوم القيامة يرجعون على أنفسهم بالملامة إذا عاينوا أهوال هذا اليوم، ويعترفون بأنهم كانوا في ضلال مبين، ويندمون على ما فرطوا في جنب الله ولات ساعة مندم.
تفسير المفردات :
واهدوهم أي دلوهم عليها، والصراط : الطريق، والجحيم : النار.
الإيضاح :
ثم زادوا في تأنيبهم وتوبيخهم فقالوا :﴿ فاهدوهم إلى صراط الجحيم ﴾أي فارشدوهم إلى طريق جهنم ودلوهم عليها، وفي هذا زيادة في النكاية بهم والازدراء بشأنهم، إذ كانوا في الدنيا يزدرون المؤمنين ويتقحمونهم.
﴿ وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين٢٠ هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون٢١ احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون٢٢ من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم٢٣ وقفوهم إنهم مسئولون٢٤ ما لكم لا تناصرون٢٥ بل هم اليوم مستسلمون ﴾( الصافات : ٢٠-٢٦ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر فيما سلف إنكارهم للبعث في الدنيا وشديد إصرارهم على عدم حدوثه أردف هذا بيان أنهم يوم القيامة يرجعون على أنفسهم بالملامة إذا عاينوا أهوال هذا اليوم، ويعترفون بأنهم كانوا في ضلال مبين، ويندمون على ما فرطوا في جنب الله ولات ساعة مندم.
تفسير المفردات :
وقفوهم : أي احبسوهم في الموقف، مسؤولون : أي عن عقائدهم وأعمالهم.
الإيضاح :
﴿ وقفوهم إنهم مسؤولون ﴾أي واحبسوهم في الموقف، حتى يسألوا عما كسبت أيديهم، واجترحوا من الآثام والمعاصي، وعن تلك العقائد الزائفة التي زينها لهم الشيطان فأضلتهم عن سواء السبيل.
وفي الأثر " لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن خمس : عن شبابه فيم أبلاه ؟ وعن عمره فيم أفناه ؟ وعن ماله مم كسبه ؟ وفيم أنفقه ؟ وعن عمله ماذا عمل به ؟ ".
﴿ وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين٢٠ هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون٢١ احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون٢٢ من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم٢٣ وقفوهم إنهم مسئولون٢٤ ما لكم لا تناصرون٢٥ بل هم اليوم مستسلمون ﴾( الصافات : ٢٠-٢٦ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر فيما سلف إنكارهم للبعث في الدنيا وشديد إصرارهم على عدم حدوثه أردف هذا بيان أنهم يوم القيامة يرجعون على أنفسهم بالملامة إذا عاينوا أهوال هذا اليوم، ويعترفون بأنهم كانوا في ضلال مبين، ويندمون على ما فرطوا في جنب الله ولات ساعة مندم.
تفسير المفردات :
لا تناصرون : أي لا ينصر بعضكم بعضا.
الإيضاح :
ثم زادوهم تقريعا وتعنيفا فسألوهم :﴿ ما لكم لا تناصرون ﴾أي لأي شيء لا ينصر بعضكم بعضا وقد كنتم في الدنيا تزعمون أنكم تتناصرون، فقد روي أن أبا جهل قال يوم بدر نحن جميع منتصر.
وأخر سؤالهم إلى ذلك الحين، إذ كان الوقت وقت تنجيز العذاب، وشدة الحاجة إلى النصير والمعين، وقد انقطع الرجاء منه، فالتقريع حينئذ أشد وقعا، وأعظم أثرا.
والخلاصة : إن الأمر بهدايتهم إلى الجحيم إنما يكون بعد إقامة الحجج عليهم وقطع أعذارهم بعد حسابهم.
﴿ وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين٢٠ هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون٢١ احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون٢٢ من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم٢٣ وقفوهم إنهم مسئولون٢٤ ما لكم لا تناصرون٢٥ بل هم اليوم مستسلمون ﴾( الصافات : ٢٠-٢٦ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر فيما سلف إنكارهم للبعث في الدنيا وشديد إصرارهم على عدم حدوثه أردف هذا بيان أنهم يوم القيامة يرجعون على أنفسهم بالملامة إذا عاينوا أهوال هذا اليوم، ويعترفون بأنهم كانوا في ضلال مبين، ويندمون على ما فرطوا في جنب الله ولات ساعة مندم.
تفسير المفردات :
مستسلمون : أي منقادون وأصل الاستسلام : طلب السلامة ويلزمه الانقياد عرفا.
الإيضاح :
ثم ذكر أنهم لا ينازعون في الوقوف ولا في غيره، بل ينقادون فقال :﴿ بل هم اليوم مستسلمون ﴾أي بل هم منقادون لأمر الله لا يخالفونه ولا يحيدون عنه، إذ قد سدت أماهم وجوه الحيل، وعجزوا عن الوصول إلى السلام من أي طريق يلتمسونها، فلا فائدة في المنازعة، ولا سبيل إلى الجدل والمخاصمة.
﴿ وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون٢٧ قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين٢٨ قالوا بل لم تكونوا مؤمنين٢٩ وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين٣٠ فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون٣١ فأغويناكم إنا كنا غاوين٣٢ فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون٣٣ إنا كذلك نفعل بالمجرمين٣٤ إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون٣٥ ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون٣٦ بل جاء بالحق وصدق المرسلين ﴾( الصافات : ٢٧-٣٧ ).
المعنى الجملي : بعد أن بين فيما سلف أن الكافرين يندمون يوم القيامة على ما فرط منهم من العناد والتكذيب للبعث حيث لا يجدي الندم- أردف هذا ذكر أنهم يتلاومون فيما بينهم حينئذ ويتخاصم الأتباع والرؤساء، فيلقي الأولون تبعة ضلالهم على الآخرين، فيجيبونهم بأن التبعة عليكم أنفسكم دوننا، إذ كنتم قوما ضالين بطبيعة حالكم، وما ألزمناكم بشيء مما كنتم تعبدون أو تعتقدون، بل تمنينا لكم من الخير ما تمنينا لأنفسنا فاتبعتمونا دون قسر ولا جبر منا لكم، ثم أعقبه بذكر ما أوقعهم في هذا الذل والهوان، فبين أنهم قد كانوا في الدنيا إذا سمعوا كلمة التوحيد أعرضوا عنها استكبارا وقالوا : أنترك دين آبائنا اتباعا لقول شاعر مجنون، ثم رد عليهم مقالهم بأنه ليس بالمجنون ولا هو بالشاعر، بل جاء بما هو الحق الذي لا محيص عن تصديقه وهو التوحيد الذي جاء به المرسلون كافة.
تفسير المفردات :
عن اليمين : أي من جهة الخير وناحيته فتنهونا عنه.
الإيضاح :
﴿ وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ﴾أي وأقبل التابعون من الكفار، ورؤساءهم المضلون لهم، يسأل بعضهم بعضا سؤال تقريع وتعنيف على طريق الجدل والخصومة، إذ أيقنوا أنهم هالكون لا محالة، وأنهم صائرون إلى عذاب دائم في النار، فألقى الأتباع مسؤولية ما هم فيه على رؤسائهم في الكفر والضلال، ورد الرؤساء عليهم حجتهم بما جاء في الآية بعد.
﴿ وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون٢٧ قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين٢٨ قالوا بل لم تكونوا مؤمنين٢٩ وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين٣٠ فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون٣١ فأغويناكم إنا كنا غاوين٣٢ فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون٣٣ إنا كذلك نفعل بالمجرمين٣٤ إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون٣٥ ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون٣٦ بل جاء بالحق وصدق المرسلين ﴾( الصافات : ٢٧-٣٧ ).
المعنى الجملي : بعد أن بين فيما سلف أن الكافرين يندمون يوم القيامة على ما فرط منهم من العناد والتكذيب للبعث حيث لا يجدي الندم- أردف هذا ذكر أنهم يتلاومون فيما بينهم حينئذ ويتخاصم الأتباع والرؤساء، فيلقي الأولون تبعة ضلالهم على الآخرين، فيجيبونهم بأن التبعة عليكم أنفسكم دوننا، إذ كنتم قوما ضالين بطبيعة حالكم، وما ألزمناكم بشيء مما كنتم تعبدون أو تعتقدون، بل تمنينا لكم من الخير ما تمنينا لأنفسنا فاتبعتمونا دون قسر ولا جبر منا لكم، ثم أعقبه بذكر ما أوقعهم في هذا الذل والهوان، فبين أنهم قد كانوا في الدنيا إذا سمعوا كلمة التوحيد أعرضوا عنها استكبارا وقالوا : أنترك دين آبائنا اتباعا لقول شاعر مجنون، ثم رد عليهم مقالهم بأنه ليس بالمجنون ولا هو بالشاعر، بل جاء بما هو الحق الذي لا محيص عن تصديقه وهو التوحيد الذي جاء به المرسلون كافة.
الإيضاح :
ثم فصل طريق التساؤل وكيف يحدث فقال :
﴿ قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين ﴾أي قال الأتباع لرؤساء الضلال والكفر : إنكم كنتم تمنعوننا عن فعل الخير وتصدوننا عن سلوك طريقه، وترغبوننا فيما تدينون به وتعتقدونه ومن ثم أضللتمونا وأوقعتمونا في الهلاك الذين نحن صائرون إليه لا محالة.
﴿ وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون٢٧ قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين٢٨ قالوا بل لم تكونوا مؤمنين٢٩ وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين٣٠ فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون٣١ فأغويناكم إنا كنا غاوين٣٢ فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون٣٣ إنا كذلك نفعل بالمجرمين٣٤ إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون٣٥ ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون٣٦ بل جاء بالحق وصدق المرسلين ﴾( الصافات : ٢٧-٣٧ ).
المعنى الجملي : بعد أن بين فيما سلف أن الكافرين يندمون يوم القيامة على ما فرط منهم من العناد والتكذيب للبعث حيث لا يجدي الندم- أردف هذا ذكر أنهم يتلاومون فيما بينهم حينئذ ويتخاصم الأتباع والرؤساء، فيلقي الأولون تبعة ضلالهم على الآخرين، فيجيبونهم بأن التبعة عليكم أنفسكم دوننا، إذ كنتم قوما ضالين بطبيعة حالكم، وما ألزمناكم بشيء مما كنتم تعبدون أو تعتقدون، بل تمنينا لكم من الخير ما تمنينا لأنفسنا فاتبعتمونا دون قسر ولا جبر منا لكم، ثم أعقبه بذكر ما أوقعهم في هذا الذل والهوان، فبين أنهم قد كانوا في الدنيا إذا سمعوا كلمة التوحيد أعرضوا عنها استكبارا وقالوا : أنترك دين آبائنا اتباعا لقول شاعر مجنون، ثم رد عليهم مقالهم بأنه ليس بالمجنون ولا هو بالشاعر، بل جاء بما هو الحق الذي لا محيص عن تصديقه وهو التوحيد الذي جاء به المرسلون كافة.
الإيضاح :
فرد الرؤساء عليهم وأجابوهم بجوابين :
( ١ )﴿ قالوا بل لم تكونوا مؤمنين ﴾أي فردوا عليهم منكرين إضلالهم إياهم قالوا إننا ما أضللناكم، بل أنتم كنتم بطبيعة أنفسكم مستعدين للكفر بما دسيتم به أنفسكم من أفعال الشرك والمعاصي، إذ كنتم تشركون بالله سواه من الأوثان والأصنام، وترتكبون من أنواع الفجور والآثام ما كان سببا في الطبع على الأفئدة والقلوب حتى لم تعرفوا للحق سبيلا، ولا للخير طريقا.
﴿ وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون٢٧ قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين٢٨ قالوا بل لم تكونوا مؤمنين٢٩ وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين٣٠ فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون٣١ فأغويناكم إنا كنا غاوين٣٢ فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون٣٣ إنا كذلك نفعل بالمجرمين٣٤ إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون٣٥ ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون٣٦ بل جاء بالحق وصدق المرسلين ﴾( الصافات : ٢٧-٣٧ ).
المعنى الجملي : بعد أن بين فيما سلف أن الكافرين يندمون يوم القيامة على ما فرط منهم من العناد والتكذيب للبعث حيث لا يجدي الندم- أردف هذا ذكر أنهم يتلاومون فيما بينهم حينئذ ويتخاصم الأتباع والرؤساء، فيلقي الأولون تبعة ضلالهم على الآخرين، فيجيبونهم بأن التبعة عليكم أنفسكم دوننا، إذ كنتم قوما ضالين بطبيعة حالكم، وما ألزمناكم بشيء مما كنتم تعبدون أو تعتقدون، بل تمنينا لكم من الخير ما تمنينا لأنفسنا فاتبعتمونا دون قسر ولا جبر منا لكم، ثم أعقبه بذكر ما أوقعهم في هذا الذل والهوان، فبين أنهم قد كانوا في الدنيا إذا سمعوا كلمة التوحيد أعرضوا عنها استكبارا وقالوا : أنترك دين آبائنا اتباعا لقول شاعر مجنون، ثم رد عليهم مقالهم بأنه ليس بالمجنون ولا هو بالشاعر، بل جاء بما هو الحق الذي لا محيص عن تصديقه وهو التوحيد الذي جاء به المرسلون كافة.
تفسير المفردات :
من سلطان : أي من قهر وتسلط عليكم، طاغين : أي مجاوزين الحد في العصيان.
الإيضاح :
( ٢ )﴿ وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين ﴾أي إننا على فرض إضلالكم وتزيين الكفر لكم، لم نجبركم عليه ولم نسلبكم اختياركم، فقلوبكم كانت محبة لما تفعلون، مسرورة مما تأتون وما تذرون، مائلة إلى الكفر والعصيان، تواقة للسير على سننه واتباع طريقته، فما كان منا إلا أن دعوناكم لتؤمنوا بما اخترناه لأنفسنا، وزينه الشيطان لنا، ووسوس به إلينا، فلبيتم دعوتنا سراعا، وسرتم فيما نحن فيه سائرون، إذ كنتم لذلك مستعدين، ولمثله محبين، فما كان منا إلا الدعوة، وكانت منكم الإجابة باختياركم، لا جبرا لكم.
﴿ وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون٢٧ قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين٢٨ قالوا بل لم تكونوا مؤمنين٢٩ وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين٣٠ فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون٣١ فأغويناكم إنا كنا غاوين٣٢ فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون٣٣ إنا كذلك نفعل بالمجرمين٣٤ إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون٣٥ ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون٣٦ بل جاء بالحق وصدق المرسلين ﴾( الصافات : ٢٧-٣٧ ).
المعنى الجملي : بعد أن بين فيما سلف أن الكافرين يندمون يوم القيامة على ما فرط منهم من العناد والتكذيب للبعث حيث لا يجدي الندم- أردف هذا ذكر أنهم يتلاومون فيما بينهم حينئذ ويتخاصم الأتباع والرؤساء، فيلقي الأولون تبعة ضلالهم على الآخرين، فيجيبونهم بأن التبعة عليكم أنفسكم دوننا، إذ كنتم قوما ضالين بطبيعة حالكم، وما ألزمناكم بشيء مما كنتم تعبدون أو تعتقدون، بل تمنينا لكم من الخير ما تمنينا لأنفسنا فاتبعتمونا دون قسر ولا جبر منا لكم، ثم أعقبه بذكر ما أوقعهم في هذا الذل والهوان، فبين أنهم قد كانوا في الدنيا إذا سمعوا كلمة التوحيد أعرضوا عنها استكبارا وقالوا : أنترك دين آبائنا اتباعا لقول شاعر مجنون، ثم رد عليهم مقالهم بأنه ليس بالمجنون ولا هو بالشاعر، بل جاء بما هو الحق الذي لا محيص عن تصديقه وهو التوحيد الذي جاء به المرسلون كافة.
تفسير المفردات :
فحق علينا : أي وجب علينا.
الإيضاح :
ثم ذكروا نتيجة لما تقدم فقالوا :
﴿ فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون ﴾أي ولأجل أنا بطبعنا كنا قوما طاغين، وللكفر وتدسية أنفسنا مستعدين، وعن الإيمان بربنا معرضين- ثبت علينا وعيده بأنا ذائقو العذاب لا محالة، إذ كان من عدله أن يجازي كل نفس بما كسبت، ويثيبها بما عملتن وهو الخبير بها وبما اجترحت، وهذا جزاء لا محيص عنه، وهو نتيجة حتمية لما فعلنا باختيارنا، واقتضاه استعدادنا، فلا يلومن كل منا إلا نفسه، ولا يلم بعضنا بعضا، ولا داعي إلى الجدل والخصام وشد النكير، فلا يجني من الشوك العنب، ولا يعقب الضلال إلا النار، عدلا من ربنا كما وعد بذلك على ألسنة رسله، وكنا بذلك عالمين، ولكنا كنا عن الخير معرضين، وعن اتباعه مستكبرين.
﴿ وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون٢٧ قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين٢٨ قالوا بل لم تكونوا مؤمنين٢٩ وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين٣٠ فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون٣١ فأغويناكم إنا كنا غاوين٣٢ فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون٣٣ إنا كذلك نفعل بالمجرمين٣٤ إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون٣٥ ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون٣٦ بل جاء بالحق وصدق المرسلين ﴾( الصافات : ٢٧-٣٧ ).
المعنى الجملي : بعد أن بين فيما سلف أن الكافرين يندمون يوم القيامة على ما فرط منهم من العناد والتكذيب للبعث حيث لا يجدي الندم- أردف هذا ذكر أنهم يتلاومون فيما بينهم حينئذ ويتخاصم الأتباع والرؤساء، فيلقي الأولون تبعة ضلالهم على الآخرين، فيجيبونهم بأن التبعة عليكم أنفسكم دوننا، إذ كنتم قوما ضالين بطبيعة حالكم، وما ألزمناكم بشيء مما كنتم تعبدون أو تعتقدون، بل تمنينا لكم من الخير ما تمنينا لأنفسنا فاتبعتمونا دون قسر ولا جبر منا لكم، ثم أعقبه بذكر ما أوقعهم في هذا الذل والهوان، فبين أنهم قد كانوا في الدنيا إذا سمعوا كلمة التوحيد أعرضوا عنها استكبارا وقالوا : أنترك دين آبائنا اتباعا لقول شاعر مجنون، ثم رد عليهم مقالهم بأنه ليس بالمجنون ولا هو بالشاعر، بل جاء بما هو الحق الذي لا محيص عن تصديقه وهو التوحيد الذي جاء به المرسلون كافة.
تفسير المفردات :
فأغويناكم : أي دعوناكم إلى الغي والضلال.
الإيضاح :
﴿ فأغويناكم إنا كنا غاوين ﴾أي إنه لم يكن منا في شأنكم إلا حبنا أن تكونوا مثلنا وهو غير ملزم لكم، وإنما أضركم سوء اختياركم، وقبح استعدادكم، وهو الذي جعل مصيركم ما تشاهدون من العذاب التي وعدتم به على ألسنة الرسل.
﴿ وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون٢٧ قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين٢٨ قالوا بل لم تكونوا مؤمنين٢٩ وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين٣٠ فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون٣١ فأغويناكم إنا كنا غاوين٣٢ فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون٣٣ إنا كذلك نفعل بالمجرمين٣٤ إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون٣٥ ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون٣٦ بل جاء بالحق وصدق المرسلين ﴾( الصافات : ٢٧-٣٧ ).
المعنى الجملي : بعد أن بين فيما سلف أن الكافرين يندمون يوم القيامة على ما فرط منهم من العناد والتكذيب للبعث حيث لا يجدي الندم- أردف هذا ذكر أنهم يتلاومون فيما بينهم حينئذ ويتخاصم الأتباع والرؤساء، فيلقي الأولون تبعة ضلالهم على الآخرين، فيجيبونهم بأن التبعة عليكم أنفسكم دوننا، إذ كنتم قوما ضالين بطبيعة حالكم، وما ألزمناكم بشيء مما كنتم تعبدون أو تعتقدون، بل تمنينا لكم من الخير ما تمنينا لأنفسنا فاتبعتمونا دون قسر ولا جبر منا لكم، ثم أعقبه بذكر ما أوقعهم في هذا الذل والهوان، فبين أنهم قد كانوا في الدنيا إذا سمعوا كلمة التوحيد أعرضوا عنها استكبارا وقالوا : أنترك دين آبائنا اتباعا لقول شاعر مجنون، ثم رد عليهم مقالهم بأنه ليس بالمجنون ولا هو بالشاعر، بل جاء بما هو الحق الذي لا محيص عن تصديقه وهو التوحيد الذي جاء به المرسلون كافة.
الإيضاح :
وبعد أن ذكر حالهم أعقبه بذكر العذاب الذي سيحل بهم جميعا رؤساء ومرؤوسين فقال :
﴿ فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون ﴾أي فإن الفريقين المتسائلين حينئذ مشتركون في العذاب لا محالة، كما اشتركوا في الضلال والغواية، وإن كان المغوون أشد عذابا، لأنهم تحملوا أوزارهم وأوزارا مثل أوزار من أضلوهم كما ثبت في الحديث وقد تقدم ذكره مرارا.
﴿ وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون٢٧ قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين٢٨ قالوا بل لم تكونوا مؤمنين٢٩ وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين٣٠ فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون٣١ فأغويناكم إنا كنا غاوين٣٢ فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون٣٣ إنا كذلك نفعل بالمجرمين٣٤ إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون٣٥ ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون٣٦ بل جاء بالحق وصدق المرسلين ﴾( الصافات : ٢٧-٣٧ ).
المعنى الجملي : بعد أن بين فيما سلف أن الكافرين يندمون يوم القيامة على ما فرط منهم من العناد والتكذيب للبعث حيث لا يجدي الندم- أردف هذا ذكر أنهم يتلاومون فيما بينهم حينئذ ويتخاصم الأتباع والرؤساء، فيلقي الأولون تبعة ضلالهم على الآخرين، فيجيبونهم بأن التبعة عليكم أنفسكم دوننا، إذ كنتم قوما ضالين بطبيعة حالكم، وما ألزمناكم بشيء مما كنتم تعبدون أو تعتقدون، بل تمنينا لكم من الخير ما تمنينا لأنفسنا فاتبعتمونا دون قسر ولا جبر منا لكم، ثم أعقبه بذكر ما أوقعهم في هذا الذل والهوان، فبين أنهم قد كانوا في الدنيا إذا سمعوا كلمة التوحيد أعرضوا عنها استكبارا وقالوا : أنترك دين آبائنا اتباعا لقول شاعر مجنون، ثم رد عليهم مقالهم بأنه ليس بالمجنون ولا هو بالشاعر، بل جاء بما هو الحق الذي لا محيص عن تصديقه وهو التوحيد الذي جاء به المرسلون كافة.
الإيضاح :
ثم ذكر سبحانه أن هذا عدل منه على مقتضى سننه فقال :﴿ إنا كذلك نفعل بالمجرمين ﴾أي إن مثل ذلك الجزاء العظيم نفعل بالمشركين، وفاقا لما تقتضيه الحكمة ويوجبه العدل بين العباد، فيعطى كل عامل جزاء ما قدمت يداه، إن خيرا فخير وإن شرا فشر.
﴿ وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون٢٧ قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين٢٨ قالوا بل لم تكونوا مؤمنين٢٩ وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين٣٠ فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون٣١ فأغويناكم إنا كنا غاوين٣٢ فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون٣٣ إنا كذلك نفعل بالمجرمين٣٤ إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون٣٥ ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون٣٦ بل جاء بالحق وصدق المرسلين ﴾( الصافات : ٢٧-٣٧ ).
المعنى الجملي : بعد أن بين فيما سلف أن الكافرين يندمون يوم القيامة على ما فرط منهم من العناد والتكذيب للبعث حيث لا يجدي الندم- أردف هذا ذكر أنهم يتلاومون فيما بينهم حينئذ ويتخاصم الأتباع والرؤساء، فيلقي الأولون تبعة ضلالهم على الآخرين، فيجيبونهم بأن التبعة عليكم أنفسكم دوننا، إذ كنتم قوما ضالين بطبيعة حالكم، وما ألزمناكم بشيء مما كنتم تعبدون أو تعتقدون، بل تمنينا لكم من الخير ما تمنينا لأنفسنا فاتبعتمونا دون قسر ولا جبر منا لكم، ثم أعقبه بذكر ما أوقعهم في هذا الذل والهوان، فبين أنهم قد كانوا في الدنيا إذا سمعوا كلمة التوحيد أعرضوا عنها استكبارا وقالوا : أنترك دين آبائنا اتباعا لقول شاعر مجنون، ثم رد عليهم مقالهم بأنه ليس بالمجنون ولا هو بالشاعر، بل جاء بما هو الحق الذي لا محيص عن تصديقه وهو التوحيد الذي جاء به المرسلون كافة.
الإيضاح :
ثم فصل بعض ما استحقوا لأجله العذاب فقال :
﴿ إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ﴾أي إنهم كانوا إذا لقنوا كلمة التوحيد نفروا منها وأعرضوا عن قبولها، وصعروا خدودهم أنفة وكبرا أن يسمعوا مثلها.
﴿ وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون٢٧ قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين٢٨ قالوا بل لم تكونوا مؤمنين٢٩ وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين٣٠ فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون٣١ فأغويناكم إنا كنا غاوين٣٢ فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون٣٣ إنا كذلك نفعل بالمجرمين٣٤ إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون٣٥ ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون٣٦ بل جاء بالحق وصدق المرسلين ﴾( الصافات : ٢٧-٣٧ ).
المعنى الجملي : بعد أن بين فيما سلف أن الكافرين يندمون يوم القيامة على ما فرط منهم من العناد والتكذيب للبعث حيث لا يجدي الندم- أردف هذا ذكر أنهم يتلاومون فيما بينهم حينئذ ويتخاصم الأتباع والرؤساء، فيلقي الأولون تبعة ضلالهم على الآخرين، فيجيبونهم بأن التبعة عليكم أنفسكم دوننا، إذ كنتم قوما ضالين بطبيعة حالكم، وما ألزمناكم بشيء مما كنتم تعبدون أو تعتقدون، بل تمنينا لكم من الخير ما تمنينا لأنفسنا فاتبعتمونا دون قسر ولا جبر منا لكم، ثم أعقبه بذكر ما أوقعهم في هذا الذل والهوان، فبين أنهم قد كانوا في الدنيا إذا سمعوا كلمة التوحيد أعرضوا عنها استكبارا وقالوا : أنترك دين آبائنا اتباعا لقول شاعر مجنون، ثم رد عليهم مقالهم بأنه ليس بالمجنون ولا هو بالشاعر، بل جاء بما هو الحق الذي لا محيص عن تصديقه وهو التوحيد الذي جاء به المرسلون كافة.
الإيضاح :
وذكروا السبب الذي لأجله امتنعوا من استجابة دعوته :
﴿ ويقولون أئنا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون ﴾أي أنترك عبادة الآلهة التي ورثناها عن آبائنا كابرا عن كابر، ونستمع لقول شاعر يخلط ويهذي ؟ فمثله لا يستمع لكلامه ولا يصغى إلى قوله.
وقد جمعوا في كلامهم بين إنكار الوحدانية وإنكار الرسالة، فإنكار الأولى في استكبارهم حين سماع كلمة التوحيد، وإنكار الثانية في قولهم : أئنا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون.
﴿ وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون٢٧ قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين٢٨ قالوا بل لم تكونوا مؤمنين٢٩ وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين٣٠ فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون٣١ فأغويناكم إنا كنا غاوين٣٢ فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون٣٣ إنا كذلك نفعل بالمجرمين٣٤ إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون٣٥ ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون٣٦ بل جاء بالحق وصدق المرسلين ﴾( الصافات : ٢٧-٣٧ ).
المعنى الجملي : بعد أن بين فيما سلف أن الكافرين يندمون يوم القيامة على ما فرط منهم من العناد والتكذيب للبعث حيث لا يجدي الندم- أردف هذا ذكر أنهم يتلاومون فيما بينهم حينئذ ويتخاصم الأتباع والرؤساء، فيلقي الأولون تبعة ضلالهم على الآخرين، فيجيبونهم بأن التبعة عليكم أنفسكم دوننا، إذ كنتم قوما ضالين بطبيعة حالكم، وما ألزمناكم بشيء مما كنتم تعبدون أو تعتقدون، بل تمنينا لكم من الخير ما تمنينا لأنفسنا فاتبعتمونا دون قسر ولا جبر منا لكم، ثم أعقبه بذكر ما أوقعهم في هذا الذل والهوان، فبين أنهم قد كانوا في الدنيا إذا سمعوا كلمة التوحيد أعرضوا عنها استكبارا وقالوا : أنترك دين آبائنا اتباعا لقول شاعر مجنون، ثم رد عليهم مقالهم بأنه ليس بالمجنون ولا هو بالشاعر، بل جاء بما هو الحق الذي لا محيص عن تصديقه وهو التوحيد الذي جاء به المرسلون كافة.
الإيضاح :
ثم كذبهم سبحانه فيما قالوا فقال :
﴿ بل جاء بالحق وصدق المرسلين ﴾أي إنه صلى الله عليه وسلم جاء بالحق الذي لا شك فيه وهو التوحيد الذي يثبته العقل ويؤيده البرهان، وبمثله جاء الأنبياء السابقون، فهو لم يكن بدعا بين الرسل، بل سار على شاكلتهم واتبع نهجهم، فكيف يكون من هذه حاله شاعرا أو مجنونا ؟
﴿ إنكم لذائقوا العذاب الأليم ٣٨ وما تجزون إلا ما كنتم تعملون٣٩ إلا عباد الله المخلصين ٤٠ أولئك لهم رزق معلوم٤١ فواكه وهم مكرمون ٤٢ في جنات النعيم ٤٣ على سرر متقابلين٤٤ يطاف عليهم بكأس من معين ٤٥ بيضاء لذة للشاربين٤٦ لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون٤٧ وعندهم قاصرات الطرف عين ٤٨ كأنهن بيض مكنون ﴾( الصافات : ٣٨-٤٩ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر فيما سلف حوار الأتباع والرؤساء من أهل الضلال وإلقاء كل منهما تبعة ما وقعوا فيه من الهلاك على الآخرين- بين هنا أن لا فائدة من مثل هذا الخصام والجدل، فإن العذاب واقع بكم لا محالة جزاء بما قدمتم من عمل، ثم أردفه ما يلقاه عباده المخلصون من النعيم المقيم، واللذات التي قصها علينا في تلك الآية مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
الإيضاح :
﴿ إنكم لذائقوا العذاب الأليم ﴾أي إنكم أيها الكفار المجرمون لتذوقون العذاب الأليم الذي لا تنفك أوجاعه عنكم، وما هو أبدا بمزايلكم.
ثم بين العلة في لحوقه بهم فقال :﴿ وما تجزون إلا ما كنتم تعملون ﴾.
*م٣٨
الإيضاح :
﴿ وما تجزون إلا ما كنتم تعملون ﴾أي وما ينالكم من العذاب إنما هو نتيجة ما قدمتم من عمل، وأسلفتم من معصية﴿ وما ربك بظلام للعبيد ﴾( فصلت : ٤٦ ).
﴿ إنكم لذائقوا العذاب الأليم ٣٨ وما تجزون إلا ما كنتم تعملون٣٩ إلا عباد الله المخلصين ٤٠ أولئك لهم رزق معلوم٤١ فواكه وهم مكرمون ٤٢ في جنات النعيم ٤٣ على سرر متقابلين٤٤ يطاف عليهم بكأس من معين ٤٥ بيضاء لذة للشاربين٤٦ لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون٤٧ وعندهم قاصرات الطرف عين ٤٨ كأنهن بيض مكنون ﴾( الصافات : ٣٨-٤٩ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر فيما سلف حوار الأتباع والرؤساء من أهل الضلال وإلقاء كل منهما تبعة ما وقعوا فيه من الهلاك على الآخرين- بين هنا أن لا فائدة من مثل هذا الخصام والجدل، فإن العذاب واقع بكم لا محالة جزاء بما قدمتم من عمل، ثم أردفه ما يلقاه عباده المخلصون من النعيم المقيم، واللذات التي قصها علينا في تلك الآية مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
الإيضاح :
وبعد أن أبان حال المجرمين، ذكر حال عباد الله المؤمنين العاملين، وما يلاقونه من الجزاء والنعيم فقال :
﴿ إلا عباد الله المخلصين* أولئك لهم رزق معلوم* فواكه وهم مكرمون ﴾أي لكن عباد الله الذين أخلصوا له العمل وأنابوا إليه، أولئك لهم جنات يتمتعون فيها بكل ما لذ وطاب، فيمتعون بلذيذ الفواكه ذات الطعم الجميل والرائحة الشذية، وتأتيهم وهم مكرمون كما تقدم للملوك المترفين وذوي اليسار في الدنيا.
وفي ذلك إيماء إلى أن ما يأكلونه في الجنة إنما هو للتفكه والتلذذ لا للقوت، لأنهم في غنى عنه، لعدم تحلل شيء من أجسامهم بالحرارة الغريزية حتى يحتاجوا إلى بدل منه.
وما جاء في قوله :﴿ وفاكهة مما يتخيرون ٢٠ولحم طير مما يشتهون ﴾( الواقعة : ٢٠-٢١ ) فهو بيان لأنواع ما يأكلون.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٠:﴿ إنكم لذائقوا العذاب الأليم ٣٨ وما تجزون إلا ما كنتم تعملون٣٩ إلا عباد الله المخلصين ٤٠ أولئك لهم رزق معلوم٤١ فواكه وهم مكرمون ٤٢ في جنات النعيم ٤٣ على سرر متقابلين٤٤ يطاف عليهم بكأس من معين ٤٥ بيضاء لذة للشاربين٤٦ لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون٤٧ وعندهم قاصرات الطرف عين ٤٨ كأنهن بيض مكنون ﴾( الصافات : ٣٨-٤٩ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر فيما سلف حوار الأتباع والرؤساء من أهل الضلال وإلقاء كل منهما تبعة ما وقعوا فيه من الهلاك على الآخرين- بين هنا أن لا فائدة من مثل هذا الخصام والجدل، فإن العذاب واقع بكم لا محالة جزاء بما قدمتم من عمل، ثم أردفه ما يلقاه عباده المخلصون من النعيم المقيم، واللذات التي قصها علينا في تلك الآية مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

الإيضاح :

وبعد أن أبان حال المجرمين، ذكر حال عباد الله المؤمنين العاملين، وما يلاقونه من الجزاء والنعيم فقال :
﴿ إلا عباد الله المخلصين* أولئك لهم رزق معلوم* فواكه وهم مكرمون ﴾أي لكن عباد الله الذين أخلصوا له العمل وأنابوا إليه، أولئك لهم جنات يتمتعون فيها بكل ما لذ وطاب، فيمتعون بلذيذ الفواكه ذات الطعم الجميل والرائحة الشذية، وتأتيهم وهم مكرمون كما تقدم للملوك المترفين وذوي اليسار في الدنيا.
وفي ذلك إيماء إلى أن ما يأكلونه في الجنة إنما هو للتفكه والتلذذ لا للقوت، لأنهم في غنى عنه، لعدم تحلل شيء من أجسامهم بالحرارة الغريزية حتى يحتاجوا إلى بدل منه.
وما جاء في قوله :﴿ وفاكهة مما يتخيرون ٢٠ولحم طير مما يشتهون ﴾( الواقعة : ٢٠-٢١ ) فهو بيان لأنواع ما يأكلون.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٠:﴿ إنكم لذائقوا العذاب الأليم ٣٨ وما تجزون إلا ما كنتم تعملون٣٩ إلا عباد الله المخلصين ٤٠ أولئك لهم رزق معلوم٤١ فواكه وهم مكرمون ٤٢ في جنات النعيم ٤٣ على سرر متقابلين٤٤ يطاف عليهم بكأس من معين ٤٥ بيضاء لذة للشاربين٤٦ لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون٤٧ وعندهم قاصرات الطرف عين ٤٨ كأنهن بيض مكنون ﴾( الصافات : ٣٨-٤٩ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر فيما سلف حوار الأتباع والرؤساء من أهل الضلال وإلقاء كل منهما تبعة ما وقعوا فيه من الهلاك على الآخرين- بين هنا أن لا فائدة من مثل هذا الخصام والجدل، فإن العذاب واقع بكم لا محالة جزاء بما قدمتم من عمل، ثم أردفه ما يلقاه عباده المخلصون من النعيم المقيم، واللذات التي قصها علينا في تلك الآية مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

الإيضاح :

وبعد أن أبان حال المجرمين، ذكر حال عباد الله المؤمنين العاملين، وما يلاقونه من الجزاء والنعيم فقال :
﴿ إلا عباد الله المخلصين* أولئك لهم رزق معلوم* فواكه وهم مكرمون ﴾أي لكن عباد الله الذين أخلصوا له العمل وأنابوا إليه، أولئك لهم جنات يتمتعون فيها بكل ما لذ وطاب، فيمتعون بلذيذ الفواكه ذات الطعم الجميل والرائحة الشذية، وتأتيهم وهم مكرمون كما تقدم للملوك المترفين وذوي اليسار في الدنيا.
وفي ذلك إيماء إلى أن ما يأكلونه في الجنة إنما هو للتفكه والتلذذ لا للقوت، لأنهم في غنى عنه، لعدم تحلل شيء من أجسامهم بالحرارة الغريزية حتى يحتاجوا إلى بدل منه.
وما جاء في قوله :﴿ وفاكهة مما يتخيرون ٢٠ولحم طير مما يشتهون ﴾( الواقعة : ٢٠-٢١ ) فهو بيان لأنواع ما يأكلون.

﴿ إنكم لذائقوا العذاب الأليم ٣٨ وما تجزون إلا ما كنتم تعملون٣٩ إلا عباد الله المخلصين ٤٠ أولئك لهم رزق معلوم٤١ فواكه وهم مكرمون ٤٢ في جنات النعيم ٤٣ على سرر متقابلين٤٤ يطاف عليهم بكأس من معين ٤٥ بيضاء لذة للشاربين٤٦ لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون٤٧ وعندهم قاصرات الطرف عين ٤٨ كأنهن بيض مكنون ﴾( الصافات : ٣٨-٤٩ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر فيما سلف حوار الأتباع والرؤساء من أهل الضلال وإلقاء كل منهما تبعة ما وقعوا فيه من الهلاك على الآخرين- بين هنا أن لا فائدة من مثل هذا الخصام والجدل، فإن العذاب واقع بكم لا محالة جزاء بما قدمتم من عمل، ثم أردفه ما يلقاه عباده المخلصون من النعيم المقيم، واللذات التي قصها علينا في تلك الآية مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
الإيضاح :
ثم بين المكان الذي يأتيهم فيه الرزق وذكر حالهم إذ ذاك فقال :
﴿ في جنات النعيم *على سرر متقابلين ﴾أي إنهم يأتيهم ذلك الرزق وهم في جنات النعيم جالسين على سرر متقابلين، ليأنس بعضهم ببعض، ويتمتعوا بطيب الحديث، وفي ذلك لذة روحية لا يدركها إلا ذوو النهى وأربابا الحجا.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٣:﴿ إنكم لذائقوا العذاب الأليم ٣٨ وما تجزون إلا ما كنتم تعملون٣٩ إلا عباد الله المخلصين ٤٠ أولئك لهم رزق معلوم٤١ فواكه وهم مكرمون ٤٢ في جنات النعيم ٤٣ على سرر متقابلين٤٤ يطاف عليهم بكأس من معين ٤٥ بيضاء لذة للشاربين٤٦ لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون٤٧ وعندهم قاصرات الطرف عين ٤٨ كأنهن بيض مكنون ﴾( الصافات : ٣٨-٤٩ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر فيما سلف حوار الأتباع والرؤساء من أهل الضلال وإلقاء كل منهما تبعة ما وقعوا فيه من الهلاك على الآخرين- بين هنا أن لا فائدة من مثل هذا الخصام والجدل، فإن العذاب واقع بكم لا محالة جزاء بما قدمتم من عمل، ثم أردفه ما يلقاه عباده المخلصون من النعيم المقيم، واللذات التي قصها علينا في تلك الآية مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

الإيضاح :

ثم بين المكان الذي يأتيهم فيه الرزق وذكر حالهم إذ ذاك فقال :
﴿ في جنات النعيم *على سرر متقابلين ﴾أي إنهم يأتيهم ذلك الرزق وهم في جنات النعيم جالسين على سرر متقابلين، ليأنس بعضهم ببعض، ويتمتعوا بطيب الحديث، وفي ذلك لذة روحية لا يدركها إلا ذوو النهى وأربابا الحجا.

﴿ إنكم لذائقوا العذاب الأليم ٣٨ وما تجزون إلا ما كنتم تعملون٣٩ إلا عباد الله المخلصين ٤٠ أولئك لهم رزق معلوم٤١ فواكه وهم مكرمون ٤٢ في جنات النعيم ٤٣ على سرر متقابلين٤٤ يطاف عليهم بكأس من معين ٤٥ بيضاء لذة للشاربين٤٦ لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون٤٧ وعندهم قاصرات الطرف عين ٤٨ كأنهن بيض مكنون ﴾( الصافات : ٣٨-٤٩ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر فيما سلف حوار الأتباع والرؤساء من أهل الضلال وإلقاء كل منهما تبعة ما وقعوا فيه من الهلاك على الآخرين- بين هنا أن لا فائدة من مثل هذا الخصام والجدل، فإن العذاب واقع بكم لا محالة جزاء بما قدمتم من عمل، ثم أردفه ما يلقاه عباده المخلصون من النعيم المقيم، واللذات التي قصها علينا في تلك الآية مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
تفسير المفردات :
بكأس : أي بخمر، من معين : أي من نهر ظاهر للعيون جار على وجه الأرض.
الإيضاح :
وبعد أن ذكر صفة المأكل والمسكن ذكر وصف الشراب فقال :
﴿ يطاف عليهم بكأس من معين ﴾أي وكما يتمتعون بطيب المأكل يتمتعون بجيد الشراب تتميما للنعمة كما هو حال العظماء في الدنيا، فيؤتى لهم بصنوف الخمور على سبيل السعة والكثرة، كأنها تؤخذ من نهر جار فلا تقتير ولا بخل، بل كلما طلبوا وجدوا، وفي ذلك إشارة إلى أنها رقيقة لطيفة، وأنها ليست كخمر الدنيا تداس بالأقدام كما قال شاعرهم :
وشمولة من عهد عاد قد غدت صرعى تداس بأرجل العصار
لانت لهم حتى انتشوا فتمكنت منهم فصاحت فيهم بالثار
﴿ إنكم لذائقوا العذاب الأليم ٣٨ وما تجزون إلا ما كنتم تعملون٣٩ إلا عباد الله المخلصين ٤٠ أولئك لهم رزق معلوم٤١ فواكه وهم مكرمون ٤٢ في جنات النعيم ٤٣ على سرر متقابلين٤٤ يطاف عليهم بكأس من معين ٤٥ بيضاء لذة للشاربين٤٦ لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون٤٧ وعندهم قاصرات الطرف عين ٤٨ كأنهن بيض مكنون ﴾( الصافات : ٣٨-٤٩ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر فيما سلف حوار الأتباع والرؤساء من أهل الضلال وإلقاء كل منهما تبعة ما وقعوا فيه من الهلاك على الآخرين- بين هنا أن لا فائدة من مثل هذا الخصام والجدل، فإن العذاب واقع بكم لا محالة جزاء بما قدمتم من عمل، ثم أردفه ما يلقاه عباده المخلصون من النعيم المقيم، واللذات التي قصها علينا في تلك الآية مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
تفسير المفردات :
لذة : أي ذات لذة.
الإيضاح :
﴿ بيضاء لذة للشاربين ﴾أي لونها مشرق حسن بهي لا كخمر الدنيا ذات المنظر البشع، واللون الأسود أو الأصفر، أو الذي فيه كدورة إلى نحو ذلك مما ينفر الطبع السليم، وهي لذيذة الطعم كما هي طيبة اللون وطيبة الريح، وقد وصفوا خمر الدنيا بالصفرة كما قال أبو نواس :
صفراء لا تنزل الأحزان ساحنها لو مسها حجر مسته سراء
وجاء وصفها بالحمرة قبل المزج، والصفرة بعده كما قال :
وحمراء قبل المزج صفراء بعده أتت في ثياب نرجس وشقائق
حكت وجنة المحبوب صرفا فسلطوا عليها مزاجا فاكتست لون عاشق
ثم زاد في مدحها وامتيازها عن خمر الدنيا فقال :﴿ لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون ﴾.
﴿ إنكم لذائقوا العذاب الأليم ٣٨ وما تجزون إلا ما كنتم تعملون٣٩ إلا عباد الله المخلصين ٤٠ أولئك لهم رزق معلوم٤١ فواكه وهم مكرمون ٤٢ في جنات النعيم ٤٣ على سرر متقابلين٤٤ يطاف عليهم بكأس من معين ٤٥ بيضاء لذة للشاربين٤٦ لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون٤٧ وعندهم قاصرات الطرف عين ٤٨ كأنهن بيض مكنون ﴾( الصافات : ٣٨-٤٩ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر فيما سلف حوار الأتباع والرؤساء من أهل الضلال وإلقاء كل منهما تبعة ما وقعوا فيه من الهلاك على الآخرين- بين هنا أن لا فائدة من مثل هذا الخصام والجدل، فإن العذاب واقع بكم لا محالة جزاء بما قدمتم من عمل، ثم أردفه ما يلقاه عباده المخلصون من النعيم المقيم، واللذات التي قصها علينا في تلك الآية مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
تفسير المفردات :
غول : أي صداع، ينزفون : أي لا تذهب عقولهم بالسكر كما ينزف الرجل ماء البئر وينزعه.
الإيضاح :
﴿ لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون ﴾أي هي لا تؤثر في الأجسام كما تؤثر خمور الدنيا، فلا تصدع الرأس، ولا تفسد العقل بالسكر كما يكون في خمر الدنيا كما قال :
فما زالت الكأس تغتالنا وتذهب بالأول الأول
والخلاصة : إنه ليس فيها شيء من أنواع المفاسد التي تكون حين شرب الخمر في الدنيا، فهي لا تحدث صداعا ولا خمارا ولا سكرا ولا عربدة ولا نحو ذلك مما هو لازم لخمور الدنيا.
﴿ إنكم لذائقوا العذاب الأليم ٣٨ وما تجزون إلا ما كنتم تعملون٣٩ إلا عباد الله المخلصين ٤٠ أولئك لهم رزق معلوم٤١ فواكه وهم مكرمون ٤٢ في جنات النعيم ٤٣ على سرر متقابلين٤٤ يطاف عليهم بكأس من معين ٤٥ بيضاء لذة للشاربين٤٦ لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون٤٧ وعندهم قاصرات الطرف عين ٤٨ كأنهن بيض مكنون ﴾( الصافات : ٣٨-٤٩ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر فيما سلف حوار الأتباع والرؤساء من أهل الضلال وإلقاء كل منهما تبعة ما وقعوا فيه من الهلاك على الآخرين- بين هنا أن لا فائدة من مثل هذا الخصام والجدل، فإن العذاب واقع بكم لا محالة جزاء بما قدمتم من عمل، ثم أردفه ما يلقاه عباده المخلصون من النعيم المقيم، واللذات التي قصها علينا في تلك الآية مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
تفسير المفردات :
قاصرات الطرف : أي قصرن أبصارهن على أزواجهن لا يمددن طرفا إلى غيرهم، عين واحدتهم عيناء : أي واسعة العيون في جمال.
الإيضاح :
ثم ذكر محاسن زوجاتهم ليكون في ذلك تتميم لبيان ما آتاهم ربهم من النعم فقال :
﴿ وعندهم قاصرات الطرف عين ﴾أي ولديهم نساء عفيفات لا ينظرون إلى غير أزواجهن، واسعات العيون في جمال.
ثم زاد بيانا في وصف جمالهن بما شبههن به فقال :﴿ كأنهن بيض مكنون ﴾.
﴿ إنكم لذائقوا العذاب الأليم ٣٨ وما تجزون إلا ما كنتم تعملون٣٩ إلا عباد الله المخلصين ٤٠ أولئك لهم رزق معلوم٤١ فواكه وهم مكرمون ٤٢ في جنات النعيم ٤٣ على سرر متقابلين٤٤ يطاف عليهم بكأس من معين ٤٥ بيضاء لذة للشاربين٤٦ لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون٤٧ وعندهم قاصرات الطرف عين ٤٨ كأنهن بيض مكنون ﴾( الصافات : ٣٨-٤٩ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر فيما سلف حوار الأتباع والرؤساء من أهل الضلال وإلقاء كل منهما تبعة ما وقعوا فيه من الهلاك على الآخرين- بين هنا أن لا فائدة من مثل هذا الخصام والجدل، فإن العذاب واقع بكم لا محالة جزاء بما قدمتم من عمل، ثم أردفه ما يلقاه عباده المخلصون من النعيم المقيم، واللذات التي قصها علينا في تلك الآية مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
تفسير المفردات :
المكنون : المستور الذي لا تمسه الأيدي ولا يصاب بالغيار.
الإيضاح :
﴿ كأنهن بيض مكنون ﴾أي إنهن في بياض يشوبه قليل من الصفرة كالبيض المستور في الأعشاش الذي لم تمسسه الأيدي ولم يعله الغبار، وهذا اللون مما تهيم به العرب، فقد شبهت النساء بيضات الخدور كما قال امرؤ القيس :
وبيضة خدر لا يرام خباؤها تمتعت من لهو بها غير معجل
﴿ فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون٥٠ قال قائل منهم إني كان لي قرين٥١ يقول أئنك لمن المصدقين٥٢ أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون٥٣ قال هل أنتم مطلعون ٥٤ فاطلع فرآه في سواء الجحيم٥٥ قال تالله إن كدت لتردين٥٦ ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين٥٧ أفما نحن بميتين ٥٨ إلا موتنا الأولى وما نحن بمعذبين ٥٩ إن هذا لهو الفوز العظيم٦٠ لمثل هذا فليعمل العاملون ﴾( الصافات : ٥٠-٦١ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر حال أهل الجنة وما يتمتعون به من النعيم المقيم، ثم ذكر سرورهم وحبورهم في المآكل والمشارب وجميل المساكن والأزواج الحسان- بين هنا أنهم لخلو بالهم من المشاغل، وطيب نفوسهم يسمر بعضهم مع بعض ويتحادثون فيما كانوا فيه في الدنيا مع أخلائهم من شتى الشؤون، مع اختلاف الأهواء، حتى ليقص بعضهم على بعض أن خليله كاد يوقعه في الهلاك لولا لطف ربه به، وقد كان مآله أن صار في سواء الجحيم، ثم ذكر نعمة ربه عليه بسبب ما كان يديه به في الدنيا.
الإيضاح :
﴿ فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ﴾أي يطاف عليهم بكأس من معين، فيشربون ويتحادثون على الشراب، وما ألذ الحديث لدى الأخلاء إذ ذاك، كما أفصح عن ذلك شاعرهم :
وما بقيت من اللذات إلا محادثة الكرام على الشراب
ولثمك وجنتي قمر منير يجول بوجهه ماء الشباب
والحديث ذو شجون، فهم يتحادثون في شتى الفضائل والمعارف وفيما سلف لهم من شؤون الدنيا، وما أحلى تذكر ما فات حين رفاهية الحال : وفراغ البال، واطمئنان النفس، وخلوها من المخاوف العاجلة والآجلة.
ثم فصل هذا التساؤل وبينه فقال :﴿ قال قائل منهم إني كان لي قرين* يقول أئنك لمن المصدقين* أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون ﴾.
﴿ فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون٥٠ قال قائل منهم إني كان لي قرين٥١ يقول أئنك لمن المصدقين٥٢ أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون٥٣ قال هل أنتم مطلعون ٥٤ فاطلع فرآه في سواء الجحيم٥٥ قال تالله إن كدت لتردين٥٦ ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين٥٧ أفما نحن بميتين ٥٨ إلا موتنا الأولى وما نحن بمعذبين ٥٩ إن هذا لهو الفوز العظيم٦٠ لمثل هذا فليعمل العاملون ﴾( الصافات : ٥٠-٦١ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر حال أهل الجنة وما يتمتعون به من النعيم المقيم، ثم ذكر سرورهم وحبورهم في المآكل والمشارب وجميل المساكن والأزواج الحسان- بين هنا أنهم لخلو بالهم من المشاغل، وطيب نفوسهم يسمر بعضهم مع بعض ويتحادثون فيما كانوا فيه في الدنيا مع أخلائهم من شتى الشؤون، مع اختلاف الأهواء، حتى ليقص بعضهم على بعض أن خليله كاد يوقعه في الهلاك لولا لطف ربه به، وقد كان مآله أن صار في سواء الجحيم، ثم ذكر نعمة ربه عليه بسبب ما كان يديه به في الدنيا.
الإيضاح :
تفسير المفردات :
قرين : أي خليل وصاحب.
﴿ قال قائل منهم إني كان لي قرين* يقول أئنك لمن المصدقين* أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون ﴾أي قال قائل من أهل الجنة : إني كان لي قرين في الدنيا يوبخني على التصديق بالبعث والقيامة، ويستنكره أشد الاستنكار، ويقول متعجبا : أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمحاسبون بعد ذلك على أعمالنا وما قدمته أيدينا ؟ ألا إن ذلك لا يدخل في باب الإمكان ولا يقبله عاقل، فأجدر بمن يصدق بمثل هذا أن يعد من البله والمجانين الذين لا ينبغي مخاطبتهم ولا الدخول معهم في بابا الجدل والخصام، فهم ساقطون من درجة الاعتبار لدى العقلاء والمنصفين.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥١:﴿ فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون٥٠ قال قائل منهم إني كان لي قرين٥١ يقول أئنك لمن المصدقين٥٢ أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون٥٣ قال هل أنتم مطلعون ٥٤ فاطلع فرآه في سواء الجحيم٥٥ قال تالله إن كدت لتردين٥٦ ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين٥٧ أفما نحن بميتين ٥٨ إلا موتنا الأولى وما نحن بمعذبين ٥٩ إن هذا لهو الفوز العظيم٦٠ لمثل هذا فليعمل العاملون ﴾( الصافات : ٥٠-٦١ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر حال أهل الجنة وما يتمتعون به من النعيم المقيم، ثم ذكر سرورهم وحبورهم في المآكل والمشارب وجميل المساكن والأزواج الحسان- بين هنا أنهم لخلو بالهم من المشاغل، وطيب نفوسهم يسمر بعضهم مع بعض ويتحادثون فيما كانوا فيه في الدنيا مع أخلائهم من شتى الشؤون، مع اختلاف الأهواء، حتى ليقص بعضهم على بعض أن خليله كاد يوقعه في الهلاك لولا لطف ربه به، وقد كان مآله أن صار في سواء الجحيم، ثم ذكر نعمة ربه عليه بسبب ما كان يديه به في الدنيا.

الإيضاح :


تفسير المفردات :

قرين : أي خليل وصاحب.
﴿ قال قائل منهم إني كان لي قرين* يقول أئنك لمن المصدقين* أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون ﴾أي قال قائل من أهل الجنة : إني كان لي قرين في الدنيا يوبخني على التصديق بالبعث والقيامة، ويستنكره أشد الاستنكار، ويقول متعجبا : أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمحاسبون بعد ذلك على أعمالنا وما قدمته أيدينا ؟ ألا إن ذلك لا يدخل في باب الإمكان ولا يقبله عاقل، فأجدر بمن يصدق بمثل هذا أن يعد من البله والمجانين الذين لا ينبغي مخاطبتهم ولا الدخول معهم في بابا الجدل والخصام، فهم ساقطون من درجة الاعتبار لدى العقلاء والمنصفين.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥١:﴿ فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون٥٠ قال قائل منهم إني كان لي قرين٥١ يقول أئنك لمن المصدقين٥٢ أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون٥٣ قال هل أنتم مطلعون ٥٤ فاطلع فرآه في سواء الجحيم٥٥ قال تالله إن كدت لتردين٥٦ ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين٥٧ أفما نحن بميتين ٥٨ إلا موتنا الأولى وما نحن بمعذبين ٥٩ إن هذا لهو الفوز العظيم٦٠ لمثل هذا فليعمل العاملون ﴾( الصافات : ٥٠-٦١ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر حال أهل الجنة وما يتمتعون به من النعيم المقيم، ثم ذكر سرورهم وحبورهم في المآكل والمشارب وجميل المساكن والأزواج الحسان- بين هنا أنهم لخلو بالهم من المشاغل، وطيب نفوسهم يسمر بعضهم مع بعض ويتحادثون فيما كانوا فيه في الدنيا مع أخلائهم من شتى الشؤون، مع اختلاف الأهواء، حتى ليقص بعضهم على بعض أن خليله كاد يوقعه في الهلاك لولا لطف ربه به، وقد كان مآله أن صار في سواء الجحيم، ثم ذكر نعمة ربه عليه بسبب ما كان يديه به في الدنيا.

الإيضاح :


تفسير المفردات :

قرين : أي خليل وصاحب.
﴿ قال قائل منهم إني كان لي قرين* يقول أئنك لمن المصدقين* أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون ﴾أي قال قائل من أهل الجنة : إني كان لي قرين في الدنيا يوبخني على التصديق بالبعث والقيامة، ويستنكره أشد الاستنكار، ويقول متعجبا : أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمحاسبون بعد ذلك على أعمالنا وما قدمته أيدينا ؟ ألا إن ذلك لا يدخل في باب الإمكان ولا يقبله عاقل، فأجدر بمن يصدق بمثل هذا أن يعد من البله والمجانين الذين لا ينبغي مخاطبتهم ولا الدخول معهم في بابا الجدل والخصام، فهم ساقطون من درجة الاعتبار لدى العقلاء والمنصفين.


تفسير المفردات :
لمدينون : أي لمجزيون.
﴿ فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون٥٠ قال قائل منهم إني كان لي قرين٥١ يقول أئنك لمن المصدقين٥٢ أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون٥٣ قال هل أنتم مطلعون ٥٤ فاطلع فرآه في سواء الجحيم٥٥ قال تالله إن كدت لتردين٥٦ ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين٥٧ أفما نحن بميتين ٥٨ إلا موتنا الأولى وما نحن بمعذبين ٥٩ إن هذا لهو الفوز العظيم٦٠ لمثل هذا فليعمل العاملون ﴾( الصافات : ٥٠-٦١ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر حال أهل الجنة وما يتمتعون به من النعيم المقيم، ثم ذكر سرورهم وحبورهم في المآكل والمشارب وجميل المساكن والأزواج الحسان- بين هنا أنهم لخلو بالهم من المشاغل، وطيب نفوسهم يسمر بعضهم مع بعض ويتحادثون فيما كانوا فيه في الدنيا مع أخلائهم من شتى الشؤون، مع اختلاف الأهواء، حتى ليقص بعضهم على بعض أن خليله كاد يوقعه في الهلاك لولا لطف ربه به، وقد كان مآله أن صار في سواء الجحيم، ثم ذكر نعمة ربه عليه بسبب ما كان يديه به في الدنيا.
تفسير المفردات :
مطلعون : أي مشرفون فناظرون إلى أهل النار.
الإيضاح :
وبعد أن ذكر مقالته لأهل الجنة أراد أن يؤكد لهم صدق ما قال، ويريهم ما آل إليه أمره من الدخول في النار فقال :
﴿ قال هل أنتم مطلعون ﴾أي قال لجلسائه من أهل الجنة، ليزيدهم سرورا على أن عصمهم الله من مثل حاله ووفقهم إلى العمل بما أرشد إليه أنبياؤه، هل تودون أن تروا عاقبة ذلك القرين ؟ وكيف خذله الله وأوقعه في الهلكة ؟
وإنا لا نخوض في كيفية الاطلاع إذ ذاك مع شاسع المسافات، واختلاف مراتب أهل الجنة وأهل النار- فإن ذلك من أمور الغيب التي يجب أن نؤمن بها دون بحث في شأنها، ولا نقص ولا زيادة فيها.
﴿ فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون٥٠ قال قائل منهم إني كان لي قرين٥١ يقول أئنك لمن المصدقين٥٢ أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون٥٣ قال هل أنتم مطلعون ٥٤ فاطلع فرآه في سواء الجحيم٥٥ قال تالله إن كدت لتردين٥٦ ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين٥٧ أفما نحن بميتين ٥٨ إلا موتنا الأولى وما نحن بمعذبين ٥٩ إن هذا لهو الفوز العظيم٦٠ لمثل هذا فليعمل العاملون ﴾( الصافات : ٥٠-٦١ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر حال أهل الجنة وما يتمتعون به من النعيم المقيم، ثم ذكر سرورهم وحبورهم في المآكل والمشارب وجميل المساكن والأزواج الحسان- بين هنا أنهم لخلو بالهم من المشاغل، وطيب نفوسهم يسمر بعضهم مع بعض ويتحادثون فيما كانوا فيه في الدنيا مع أخلائهم من شتى الشؤون، مع اختلاف الأهواء، حتى ليقص بعضهم على بعض أن خليله كاد يوقعه في الهلاك لولا لطف ربه به، وقد كان مآله أن صار في سواء الجحيم، ثم ذكر نعمة ربه عليه بسبب ما كان يديه به في الدنيا.
تفسير المفردات :
سواء الجحيم : أي وسط النار.
الإيضاح :
﴿ فاطلع فرآه في سواء الجحيم ﴾أي فاطلع إلى أهل النار، فرأى قرينه في وسطها، يتلظى بحرها وشديد لهبها.
﴿ فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون٥٠ قال قائل منهم إني كان لي قرين٥١ يقول أئنك لمن المصدقين٥٢ أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون٥٣ قال هل أنتم مطلعون ٥٤ فاطلع فرآه في سواء الجحيم٥٥ قال تالله إن كدت لتردين٥٦ ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين٥٧ أفما نحن بميتين ٥٨ إلا موتنا الأولى وما نحن بمعذبين ٥٩ إن هذا لهو الفوز العظيم٦٠ لمثل هذا فليعمل العاملون ﴾( الصافات : ٥٠-٦١ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر حال أهل الجنة وما يتمتعون به من النعيم المقيم، ثم ذكر سرورهم وحبورهم في المآكل والمشارب وجميل المساكن والأزواج الحسان- بين هنا أنهم لخلو بالهم من المشاغل، وطيب نفوسهم يسمر بعضهم مع بعض ويتحادثون فيما كانوا فيه في الدنيا مع أخلائهم من شتى الشؤون، مع اختلاف الأهواء، حتى ليقص بعضهم على بعض أن خليله كاد يوقعه في الهلاك لولا لطف ربه به، وقد كان مآله أن صار في سواء الجحيم، ثم ذكر نعمة ربه عليه بسبب ما كان يديه به في الدنيا.
تفسير المفردات :
لتردين : أي لتهلكني.
الإيضاح :
﴿ قال تالله إن كدت لترديني ﴾أي قال لقرينه موبخا له : إنك لقد كدت تهلكني بدعائك إياي إلى إنكار البعث والقيامة.
﴿ فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون٥٠ قال قائل منهم إني كان لي قرين٥١ يقول أئنك لمن المصدقين٥٢ أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون٥٣ قال هل أنتم مطلعون ٥٤ فاطلع فرآه في سواء الجحيم٥٥ قال تالله إن كدت لتردين٥٦ ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين٥٧ أفما نحن بميتين ٥٨ إلا موتنا الأولى وما نحن بمعذبين ٥٩ إن هذا لهو الفوز العظيم٦٠ لمثل هذا فليعمل العاملون ﴾( الصافات : ٥٠-٦١ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر حال أهل الجنة وما يتمتعون به من النعيم المقيم، ثم ذكر سرورهم وحبورهم في المآكل والمشارب وجميل المساكن والأزواج الحسان- بين هنا أنهم لخلو بالهم من المشاغل، وطيب نفوسهم يسمر بعضهم مع بعض ويتحادثون فيما كانوا فيه في الدنيا مع أخلائهم من شتى الشؤون، مع اختلاف الأهواء، حتى ليقص بعضهم على بعض أن خليله كاد يوقعه في الهلاك لولا لطف ربه به، وقد كان مآله أن صار في سواء الجحيم، ثم ذكر نعمة ربه عليه بسبب ما كان يديه به في الدنيا.
تفسير المفردات :
من المحضرين : أي المسوقين للعذاب.
الإيضاح :
﴿ ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين ﴾أي ولولا فضل ربي بإرشاده لي إلى الحق، وعصمتي من الباطل، لكنت مثلك من المحضرين للعذاب.
﴿ فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون٥٠ قال قائل منهم إني كان لي قرين٥١ يقول أئنك لمن المصدقين٥٢ أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون٥٣ قال هل أنتم مطلعون ٥٤ فاطلع فرآه في سواء الجحيم٥٥ قال تالله إن كدت لتردين٥٦ ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين٥٧ أفما نحن بميتين ٥٨ إلا موتنا الأولى وما نحن بمعذبين ٥٩ إن هذا لهو الفوز العظيم٦٠ لمثل هذا فليعمل العاملون ﴾( الصافات : ٥٠-٦١ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر حال أهل الجنة وما يتمتعون به من النعيم المقيم، ثم ذكر سرورهم وحبورهم في المآكل والمشارب وجميل المساكن والأزواج الحسان- بين هنا أنهم لخلو بالهم من المشاغل، وطيب نفوسهم يسمر بعضهم مع بعض ويتحادثون فيما كانوا فيه في الدنيا مع أخلائهم من شتى الشؤون، مع اختلاف الأهواء، حتى ليقص بعضهم على بعض أن خليله كاد يوقعه في الهلاك لولا لطف ربه به، وقد كان مآله أن صار في سواء الجحيم، ثم ذكر نعمة ربه عليه بسبب ما كان يديه به في الدنيا.
الإيضاح :
ثم ذكر ما يقوله ذلك المؤمن لجلسائه تحدثا بنعمة ربه عليه، واغتباطا بحاله، بمسمع من قرينه، ليكون توبيخا له، فيزيد به تعذيبه.
﴿ أفما نحن بميتين* إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين ﴾أي يقول لهم : أنحن مخلدون منعمون، فما نحن بميتين ولا بمعذبين إلا موتتنا الأولى ؟ بخلاف الكفار فإنهم يموتون مثلنا، ثم هم في جهنم يتمنون الموت كل ساعة، ولا يخفى ما في ذلك من سوء الحال، وقد قيل لحكيم : ما شر من الموت ؟ قال الذي يتمنى معه الموت.
والخلاصة : إن المؤمن غبط نفسه بما أعطاه الله من الخلد في الجنة، والإقامة في دار الكرامة، بلا موت فيها ولا عذاب.
وعلم أهل الجنة أنهم لا يموتون، جاء من إخبار الأنبياء لهم في الدنيا بذلك، وفي نفي العذاب عنهم إيماء إلى استمرار النعيم، وعدم خوف زواله، فإن خوف الزوال نوع من العذاب كما قال :
إذا شئت أن تحيا حياة هنية فلا تتخذ شيئا تخاف له فقدا
وإلى نفي الهرم واختلال القوى، لأنه ضرب من العذاب أيضا.
ثم زاد في تأنيب قرينه وزيادة حسرته فقال :﴿ إن هذا لهو الفوز العظيم ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٨:﴿ فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون٥٠ قال قائل منهم إني كان لي قرين٥١ يقول أئنك لمن المصدقين٥٢ أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون٥٣ قال هل أنتم مطلعون ٥٤ فاطلع فرآه في سواء الجحيم٥٥ قال تالله إن كدت لتردين٥٦ ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين٥٧ أفما نحن بميتين ٥٨ إلا موتنا الأولى وما نحن بمعذبين ٥٩ إن هذا لهو الفوز العظيم٦٠ لمثل هذا فليعمل العاملون ﴾( الصافات : ٥٠-٦١ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر حال أهل الجنة وما يتمتعون به من النعيم المقيم، ثم ذكر سرورهم وحبورهم في المآكل والمشارب وجميل المساكن والأزواج الحسان- بين هنا أنهم لخلو بالهم من المشاغل، وطيب نفوسهم يسمر بعضهم مع بعض ويتحادثون فيما كانوا فيه في الدنيا مع أخلائهم من شتى الشؤون، مع اختلاف الأهواء، حتى ليقص بعضهم على بعض أن خليله كاد يوقعه في الهلاك لولا لطف ربه به، وقد كان مآله أن صار في سواء الجحيم، ثم ذكر نعمة ربه عليه بسبب ما كان يديه به في الدنيا.

الإيضاح :

ثم ذكر ما يقوله ذلك المؤمن لجلسائه تحدثا بنعمة ربه عليه، واغتباطا بحاله، بمسمع من قرينه، ليكون توبيخا له، فيزيد به تعذيبه.
﴿ أفما نحن بميتين* إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين ﴾أي يقول لهم : أنحن مخلدون منعمون، فما نحن بميتين ولا بمعذبين إلا موتتنا الأولى ؟ بخلاف الكفار فإنهم يموتون مثلنا، ثم هم في جهنم يتمنون الموت كل ساعة، ولا يخفى ما في ذلك من سوء الحال، وقد قيل لحكيم : ما شر من الموت ؟ قال الذي يتمنى معه الموت.
والخلاصة : إن المؤمن غبط نفسه بما أعطاه الله من الخلد في الجنة، والإقامة في دار الكرامة، بلا موت فيها ولا عذاب.
وعلم أهل الجنة أنهم لا يموتون، جاء من إخبار الأنبياء لهم في الدنيا بذلك، وفي نفي العذاب عنهم إيماء إلى استمرار النعيم، وعدم خوف زواله، فإن خوف الزوال نوع من العذاب كما قال :
إذا شئت أن تحيا حياة هنية فلا تتخذ شيئا تخاف له فقدا
وإلى نفي الهرم واختلال القوى، لأنه ضرب من العذاب أيضا.
ثم زاد في تأنيب قرينه وزيادة حسرته فقال :﴿ إن هذا لهو الفوز العظيم ﴾.

﴿ فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون٥٠ قال قائل منهم إني كان لي قرين٥١ يقول أئنك لمن المصدقين٥٢ أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون٥٣ قال هل أنتم مطلعون ٥٤ فاطلع فرآه في سواء الجحيم٥٥ قال تالله إن كدت لتردين٥٦ ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين٥٧ أفما نحن بميتين ٥٨ إلا موتنا الأولى وما نحن بمعذبين ٥٩ إن هذا لهو الفوز العظيم٦٠ لمثل هذا فليعمل العاملون ﴾( الصافات : ٥٠-٦١ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر حال أهل الجنة وما يتمتعون به من النعيم المقيم، ثم ذكر سرورهم وحبورهم في المآكل والمشارب وجميل المساكن والأزواج الحسان- بين هنا أنهم لخلو بالهم من المشاغل، وطيب نفوسهم يسمر بعضهم مع بعض ويتحادثون فيما كانوا فيه في الدنيا مع أخلائهم من شتى الشؤون، مع اختلاف الأهواء، حتى ليقص بعضهم على بعض أن خليله كاد يوقعه في الهلاك لولا لطف ربه به، وقد كان مآله أن صار في سواء الجحيم، ثم ذكر نعمة ربه عليه بسبب ما كان يديه به في الدنيا.
الإيضاح :
﴿ إن هذا لهو الفوز العظيم ﴾أي إن ما نحن فيه من نعيم مقيم، مع تمتع بسائر اللذات، من مآكل ومشارب فوز أيما فوز، ولا سيما الفوز بذلك النعيم الروحي وهو رضا الله عنه كما قال :﴿ ورضوان من الله أكبر ﴾( التوبة : ٧٢ ).
﴿ فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون٥٠ قال قائل منهم إني كان لي قرين٥١ يقول أئنك لمن المصدقين٥٢ أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون٥٣ قال هل أنتم مطلعون ٥٤ فاطلع فرآه في سواء الجحيم٥٥ قال تالله إن كدت لتردين٥٦ ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين٥٧ أفما نحن بميتين ٥٨ إلا موتنا الأولى وما نحن بمعذبين ٥٩ إن هذا لهو الفوز العظيم٦٠ لمثل هذا فليعمل العاملون ﴾( الصافات : ٥٠-٦١ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر حال أهل الجنة وما يتمتعون به من النعيم المقيم، ثم ذكر سرورهم وحبورهم في المآكل والمشارب وجميل المساكن والأزواج الحسان- بين هنا أنهم لخلو بالهم من المشاغل، وطيب نفوسهم يسمر بعضهم مع بعض ويتحادثون فيما كانوا فيه في الدنيا مع أخلائهم من شتى الشؤون، مع اختلاف الأهواء، حتى ليقص بعضهم على بعض أن خليله كاد يوقعه في الهلاك لولا لطف ربه به، وقد كان مآله أن صار في سواء الجحيم، ثم ذكر نعمة ربه عليه بسبب ما كان يديه به في الدنيا.
الإيضاح :
ثم أومأ إلى اغتباطه بما هو فيه، وبين أن ذلك كان عاقبة كسبه وعمله فقال :
﴿ لمثل هذا فليعمل العاملون ﴾أي لمثل هذا النعيم والفوز فليعمل العاملون في الدنيا ليصيروا إليه في الآخرة، ولا يعملوا للحظوظ الدنيوية السريعة الانصرام، المشوبة بصنوف الآلام.
﴿ أذالك خير نزلا أم شجرة الزقوم ٦٢ إنا جعلناها فتنة للظالمين٦٣ إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم٦٤ طلعها كأنه رؤوس الشياطين ٦٥ فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون٦٦ ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم٦٧ ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم٦٨ إنهم ألفوا آباؤهم ضالين٦٩ فهم على آثارهم يهرعون ﴾( الصافات : ٦٢-٧٠ ).
المعنى الجملي : بعد أن وصف سبحانه ثواب أهل الجنة، وذكر ما يتمتعون به من مآكل، ووصف الجنة ورغب فيها بقوله :﴿ لمثل هذا فليعمل العاملون ﴾( الصافات : ٦١ ).
أتبع ذلك بذكر جزاء أهل النار وما يلاقون فيها من العذاب اللازب الذي لا يجدون عنه محيصا، وهو عذاب في مآكلهم ومشاربهم وأماكنهم، جزاء ما دسوا به أنفسهم من سيء الأعمال، وما قلدوا فيه آباؤهم بلا حجة ولا برهان، من الكفر بالله وعبادة الأصنام والأوثان.
تفسير المفردات :
النزل : ما يعد للضيف وغيره من الطعام والشراب، والزقوم : شجرة صغيرة الورق كريهة الرائحة، سميت بها الشجرة الموصوفة في الآية.
الإيضاح :
﴿ أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم ﴾أي أهذا الرزق المعلوم الذي أعطيته لأهل الجنة كرامة مني لهم خير، أم ما أودعت به أهل النار من الزقوم المر البشع ؟
وهذا ضرب من التهكم والسخرية بهم، وهو أسلوب كثير الورود في القرآن الكريم.
﴿ أذالك خير نزلا أم شجرة الزقوم ٦٢ إنا جعلناها فتنة للظالمين٦٣ إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم٦٤ طلعها كأنه رؤوس الشياطين ٦٥ فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون٦٦ ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم٦٧ ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم٦٨ إنهم ألفوا آباؤهم ضالين٦٩ فهم على آثارهم يهرعون ﴾( الصافات : ٦٢-٧٠ ).
المعنى الجملي : بعد أن وصف سبحانه ثواب أهل الجنة، وذكر ما يتمتعون به من مآكل، ووصف الجنة ورغب فيها بقوله :﴿ لمثل هذا فليعمل العاملون ﴾( الصافات : ٦١ ).
أتبع ذلك بذكر جزاء أهل النار وما يلاقون فيها من العذاب اللازب الذي لا يجدون عنه محيصا، وهو عذاب في مآكلهم ومشاربهم وأماكنهم، جزاء ما دسوا به أنفسهم من سيء الأعمال، وما قلدوا فيه آباؤهم بلا حجة ولا برهان، من الكفر بالله وعبادة الأصنام والأوثان.
تفسير المفردات :
فتنة : أي محنة وعذابا في الآخرة، وابتلاء في الدنيا.
الإيضاح :
﴿ إنا جعلناها فتنة للظالمين ﴾أي إنا جعلنا تلك الشجرة ابتلاء واختبارا للكافرين، فهم حين سمعوا أنها في النار قالوا : كيف يكون ذلك والنار تحرق الشجر ؟ مع أن هذا ليس بالعجيب ولا بالمستحيل، فإن من قدر على خلق حيوان يعيش في النار وينعم فيها، فهو أقدر على خلق الشجر فيها وحفظه من الاحتراق.
ثم وصف هذه الشجرة فقال :﴿ إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم ﴾.
﴿ أذالك خير نزلا أم شجرة الزقوم ٦٢ إنا جعلناها فتنة للظالمين٦٣ إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم٦٤ طلعها كأنه رؤوس الشياطين ٦٥ فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون٦٦ ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم٦٧ ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم٦٨ إنهم ألفوا آباؤهم ضالين٦٩ فهم على آثارهم يهرعون ﴾( الصافات : ٦٢-٧٠ ).
المعنى الجملي : بعد أن وصف سبحانه ثواب أهل الجنة، وذكر ما يتمتعون به من مآكل، ووصف الجنة ورغب فيها بقوله :﴿ لمثل هذا فليعمل العاملون ﴾( الصافات : ٦١ ).
أتبع ذلك بذكر جزاء أهل النار وما يلاقون فيها من العذاب اللازب الذي لا يجدون عنه محيصا، وهو عذاب في مآكلهم ومشاربهم وأماكنهم، جزاء ما دسوا به أنفسهم من سيء الأعمال، وما قلدوا فيه آباؤهم بلا حجة ولا برهان، من الكفر بالله وعبادة الأصنام والأوثان.
تفسير المفردات :
أصل الجحيم : أي قعر جهنم.
الإيضاح :
﴿ إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم ﴾أي إنها شجرة تنبت في قعر النار، وأغصانها ترتفع إلى أركانها.
﴿ أذالك خير نزلا أم شجرة الزقوم ٦٢ إنا جعلناها فتنة للظالمين٦٣ إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم٦٤ طلعها كأنه رؤوس الشياطين ٦٥ فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون٦٦ ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم٦٧ ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم٦٨ إنهم ألفوا آباؤهم ضالين٦٩ فهم على آثارهم يهرعون ﴾( الصافات : ٦٢-٧٠ ).
المعنى الجملي : بعد أن وصف سبحانه ثواب أهل الجنة، وذكر ما يتمتعون به من مآكل، ووصف الجنة ورغب فيها بقوله :﴿ لمثل هذا فليعمل العاملون ﴾( الصافات : ٦١ ).
أتبع ذلك بذكر جزاء أهل النار وما يلاقون فيها من العذاب اللازب الذي لا يجدون عنه محيصا، وهو عذاب في مآكلهم ومشاربهم وأماكنهم، جزاء ما دسوا به أنفسهم من سيء الأعمال، وما قلدوا فيه آباؤهم بلا حجة ولا برهان، من الكفر بالله وعبادة الأصنام والأوثان.
تفسير المفردات :
طلعها : أي ثمرها، رؤوس الشياطين : أي في قبح المنظر ونهاية البشاعة، والعرب تشبه قبيح الصورة بالشيطان فيقولون : وجه كأنه وجه شيطان، كما يشبهون حسن الصورة بالملك.
الإيضاح :
﴿ طلعها كأنه رؤوس الشيطان ﴾أي إن ثمرها في قبح منظره، وكراهة رؤيته، كأنه رؤوس الشياطين، والعرب تتخيل رأس الشيطان صورة بشعة لا تعدلها صورة أخرى، فيقولون لمن يسمونه بالقبح المتناهى : كأن وجهه وجه شيطان، وكأن رأسيه رأس شيطان، ألا ترى إلى امرئ القيس وقد سلك هذا السبيل، ونهج هذا النهج فقال :
أيقتلني والمشرفي مضاجعي ومسنونة رزق كأنياب أغوال
وعلى العكس من هذا تراهم بشبهون الصورة الحسنة بالملك، من قبل أنهم اعتقدوا فيه أنه خير محض لا شر فيه، فارتسم في خيالهم بأبهى صورة، وعلى هذا جاء قوله تعالى حكاية عن صواحبات يوسف :﴿ ما هذا بشر إن هذا إلا ملك كريم ﴾( يوسف : ٣١ ).
﴿ أذالك خير نزلا أم شجرة الزقوم ٦٢ إنا جعلناها فتنة للظالمين٦٣ إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم٦٤ طلعها كأنه رؤوس الشياطين ٦٥ فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون٦٦ ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم٦٧ ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم٦٨ إنهم ألفوا آباؤهم ضالين٦٩ فهم على آثارهم يهرعون ﴾( الصافات : ٦٢-٧٠ ).
المعنى الجملي : بعد أن وصف سبحانه ثواب أهل الجنة، وذكر ما يتمتعون به من مآكل، ووصف الجنة ورغب فيها بقوله :﴿ لمثل هذا فليعمل العاملون ﴾( الصافات : ٦١ ).
أتبع ذلك بذكر جزاء أهل النار وما يلاقون فيها من العذاب اللازب الذي لا يجدون عنه محيصا، وهو عذاب في مآكلهم ومشاربهم وأماكنهم، جزاء ما دسوا به أنفسهم من سيء الأعمال، وما قلدوا فيه آباؤهم بلا حجة ولا برهان، من الكفر بالله وعبادة الأصنام والأوثان.
تفسير المفردات :
والملء : حشو الوعاء بما لا يحتمل الزيادة عليه.
الإيضاح :
ثم بين أن مآكل أهل النار من هذه الشجرة فقال :
﴿ فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون ﴾أي فإنهم ليأكلون من ثمرها فيملؤون بطونهم منه، وإن كانوا يعرفون مرارة طعمه ونهاية نتنه وبشاعة رائحته، ولكن ماذا يعملون وقد غلب عليهم الجوع ؟ والمضطر يركب الصعب والذلول، ويستروح من الضر بما يقاربه فيه.
﴿ أذالك خير نزلا أم شجرة الزقوم ٦٢ إنا جعلناها فتنة للظالمين٦٣ إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم٦٤ طلعها كأنه رؤوس الشياطين ٦٥ فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون٦٦ ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم٦٧ ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم٦٨ إنهم ألفوا آباؤهم ضالين٦٩ فهم على آثارهم يهرعون ﴾( الصافات : ٦٢-٧٠ ).
المعنى الجملي : بعد أن وصف سبحانه ثواب أهل الجنة، وذكر ما يتمتعون به من مآكل، ووصف الجنة ورغب فيها بقوله :﴿ لمثل هذا فليعمل العاملون ﴾( الصافات : ٦١ ).
أتبع ذلك بذكر جزاء أهل النار وما يلاقون فيها من العذاب اللازب الذي لا يجدون عنه محيصا، وهو عذاب في مآكلهم ومشاربهم وأماكنهم، جزاء ما دسوا به أنفسهم من سيء الأعمال، وما قلدوا فيه آباؤهم بلا حجة ولا برهان، من الكفر بالله وعبادة الأصنام والأوثان.
تفسير المفردات :
والشوب : الخلط، والحميم : الماء الشديد الحرارة.
الإيضاح :
وبعد أن وصف طعامهم وبين شناعته، أردفه ذكر سرابهم ووصفه بما هو أبشع وأشنع فقال :
﴿ ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم ﴾أي ثم إنهم بعد أن يشبعوا ويغلبهم العطش يستغيثون منه فيغاثون بماء كالمهل قد انتهى حره، فإذا أدنوه من أفواههم شوي لحوم وجوههم، وإذا شربوه قطع أمعاءهم.
﴿ أذالك خير نزلا أم شجرة الزقوم ٦٢ إنا جعلناها فتنة للظالمين٦٣ إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم٦٤ طلعها كأنه رؤوس الشياطين ٦٥ فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون٦٦ ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم٦٧ ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم٦٨ إنهم ألفوا آباؤهم ضالين٦٩ فهم على آثارهم يهرعون ﴾( الصافات : ٦٢-٧٠ ).
المعنى الجملي : بعد أن وصف سبحانه ثواب أهل الجنة، وذكر ما يتمتعون به من مآكل، ووصف الجنة ورغب فيها بقوله :﴿ لمثل هذا فليعمل العاملون ﴾( الصافات : ٦١ ).
أتبع ذلك بذكر جزاء أهل النار وما يلاقون فيها من العذاب اللازب الذي لا يجدون عنه محيصا، وهو عذاب في مآكلهم ومشاربهم وأماكنهم، جزاء ما دسوا به أنفسهم من سيء الأعمال، وما قلدوا فيه آباؤهم بلا حجة ولا برهان، من الكفر بالله وعبادة الأصنام والأوثان.
تفسير المفردات :
مرجعهم : أي مصيرهم.
الإيضاح :
ثم ذكر أنهم بعد هذا وذاك لا مأوى لهم إلا نار جهنم وبئس المصير فقال :
﴿ ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم ﴾أي ثم إن مصيرهم بعد المأكل والمشرب، لإلى نار تتأجج، وجحيم تتوقد، وسعير تتوهج، فهم تارة في هذه وتارة في تلك كما قال :﴿ هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون٤٣ يطوفون بينها وبين حميم آن ﴾( الرحمن : ٤٣-٤٤ ).
والخلاصة : إنهم يؤخذون من منازلهم في الجحيم وهي الدركات التي أسكنوها إلى شجرة الزقوم، فيأكلون إلى أن تمتلئ بطونهم ثم يسقون الحميم ثم يرجعون إلى تلك الدركات.
﴿ أذالك خير نزلا أم شجرة الزقوم ٦٢ إنا جعلناها فتنة للظالمين٦٣ إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم٦٤ طلعها كأنه رؤوس الشياطين ٦٥ فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون٦٦ ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم٦٧ ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم٦٨ إنهم ألفوا آباؤهم ضالين٦٩ فهم على آثارهم يهرعون ﴾( الصافات : ٦٢-٧٠ ).
المعنى الجملي : بعد أن وصف سبحانه ثواب أهل الجنة، وذكر ما يتمتعون به من مآكل، ووصف الجنة ورغب فيها بقوله :﴿ لمثل هذا فليعمل العاملون ﴾( الصافات : ٦١ ).
أتبع ذلك بذكر جزاء أهل النار وما يلاقون فيها من العذاب اللازب الذي لا يجدون عنه محيصا، وهو عذاب في مآكلهم ومشاربهم وأماكنهم، جزاء ما دسوا به أنفسهم من سيء الأعمال، وما قلدوا فيه آباؤهم بلا حجة ولا برهان، من الكفر بالله وعبادة الأصنام والأوثان.
تفسير المفردات :
ألفوا : أي وجدوا.
الإيضاح :
ثم علل استحقاقهم للوقوع في تلك الشدائد، بتقليد الآباء في الدين بلا دليل يستمسكون به فقال :
﴿ إنهم ألفوا آباؤهم ضالين * فهم على آثارهم يهرعون ﴾أي ثم إنهم وجدوا آباؤهم على الضلالة فاتبعوهم بلا برهان، وأسرعوا إلى تقليدهم بلا تدبر ولا روية، وكأنهم استحثوا على ذلك، وأزعجوا إزعاجا.
وفي هذا دليل على أن التقليد شؤم على المقلد وعلى من يتبعه، فالإنسان لا سعادة له إلا بالنظر والبحث في الحقائق الدنيوية والأخروية، ولو لم يكن في القرآن آية غير هذه في ذم التقليد لكفى.
﴿ أذالك خير نزلا أم شجرة الزقوم ٦٢ إنا جعلناها فتنة للظالمين٦٣ إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم٦٤ طلعها كأنه رؤوس الشياطين ٦٥ فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون٦٦ ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم٦٧ ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم٦٨ إنهم ألفوا آباؤهم ضالين٦٩ فهم على آثارهم يهرعون ﴾( الصافات : ٦٢-٧٠ ).
المعنى الجملي : بعد أن وصف سبحانه ثواب أهل الجنة، وذكر ما يتمتعون به من مآكل، ووصف الجنة ورغب فيها بقوله :﴿ لمثل هذا فليعمل العاملون ﴾( الصافات : ٦١ ).
أتبع ذلك بذكر جزاء أهل النار وما يلاقون فيها من العذاب اللازب الذي لا يجدون عنه محيصا، وهو عذاب في مآكلهم ومشاربهم وأماكنهم، جزاء ما دسوا به أنفسهم من سيء الأعمال، وما قلدوا فيه آباؤهم بلا حجة ولا برهان، من الكفر بالله وعبادة الأصنام والأوثان.
تفسير المفردات :
يهرعون : أي يسرعون إسراعا شديدا.
﴿ ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين ٧١ ولقد أرسلنا فيهم منذرين٧٢ فانظر كيف كان عاقبة المنذرين٧٣ إلا عباد الله المخلصين ﴾( الصافات : ٧١-٧٤ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه أن المشركين يهرعون على آثار آبائهم الأولين دون نظر ولا تدبر- أردفه ما يوجب التسلية لرسوله على كفرهم وتكذيبهم، بأن كثيرا من الأمم قبلهم قد أرسل إليهم الرسل فكذبوا بهم وكانت عاقبتهم الدمار والهلاك، ونجى الله المؤمنين ونصرهم، فليكن لك فيهم أسوة، ولا تبخع نفسك عليهم حسرات إن عليك إلا البلاغ.
الإيضاح :
﴿ ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين ﴾أي ولقد ضل قبل قريش كثير من الأمم السابقة، فعبدوا مع الله آلهة أخرى كما فعل قوم إبراهيم وقوم هود وقوم صالح.
﴿ ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين ٧١ ولقد أرسلنا فيهم منذرين٧٢ فانظر كيف كان عاقبة المنذرين٧٣ إلا عباد الله المخلصين ﴾( الصافات : ٧١-٧٤ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه أن المشركين يهرعون على آثار آبائهم الأولين دون نظر ولا تدبر- أردفه ما يوجب التسلية لرسوله على كفرهم وتكذيبهم، بأن كثيرا من الأمم قبلهم قد أرسل إليهم الرسل فكذبوا بهم وكانت عاقبتهم الدمار والهلاك، ونجى الله المؤمنين ونصرهم، فليكن لك فيهم أسوة، ولا تبخع نفسك عليهم حسرات إن عليك إلا البلاغ.
الإيضاح :
ثم ذكر رحمته بعباده وأنه لا يؤاخذهم إلا بعد إنذار فقال :
﴿ ولقد أرسلنا فيهم منذرين ﴾أي فأرسلنا فيهم أنبياء ينذرونهم بأس الله ويحذرونهم سطوته ونقمته، لكنهم تمادوا في مخالفة رسلهم وتكذيبهم ولم يستجيبوا دعوتهم كما أشار إلى ذلك بقوله :﴿ فانظر كيف كان عاقبة المنذرين ﴾.
﴿ ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين ٧١ ولقد أرسلنا فيهم منذرين٧٢ فانظر كيف كان عاقبة المنذرين٧٣ إلا عباد الله المخلصين ﴾( الصافات : ٧١-٧٤ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه أن المشركين يهرعون على آثار آبائهم الأولين دون نظر ولا تدبر- أردفه ما يوجب التسلية لرسوله على كفرهم وتكذيبهم، بأن كثيرا من الأمم قبلهم قد أرسل إليهم الرسل فكذبوا بهم وكانت عاقبتهم الدمار والهلاك، ونجى الله المؤمنين ونصرهم، فليكن لك فيهم أسوة، ولا تبخع نفسك عليهم حسرات إن عليك إلا البلاغ.
الإيضاح :
﴿ فانظر كيف كان عاقبة المنذرين ﴾أي فانظر كيف كان عاقبة الكافرين المكذبين، فقد دمرهم الله ونجى المؤمنين ونصرهم.
وهذا خطاب موجه إلى كل من شاهد آثارهم، وسمع أخبارهم، فقد سمعت قريش بأنباء قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم، وكيف كان عاقبة أمرهم.
﴿ ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين ٧١ ولقد أرسلنا فيهم منذرين٧٢ فانظر كيف كان عاقبة المنذرين٧٣ إلا عباد الله المخلصين ﴾( الصافات : ٧١-٧٤ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه أن المشركين يهرعون على آثار آبائهم الأولين دون نظر ولا تدبر- أردفه ما يوجب التسلية لرسوله على كفرهم وتكذيبهم، بأن كثيرا من الأمم قبلهم قد أرسل إليهم الرسل فكذبوا بهم وكانت عاقبتهم الدمار والهلاك، ونجى الله المؤمنين ونصرهم، فليكن لك فيهم أسوة، ولا تبخع نفسك عليهم حسرات إن عليك إلا البلاغ.
الإيضاح :
وقد استثنى من هؤلاء المهلكين عباد الله المخلصين فقال :
﴿ إلا عباد الله المخلصين ﴾أي لكن عباد الله الذين أخلصهم الله بتوفيقهم للإيمان والعمل بأوامر دينه، أنجاهم من عذابه ففازوا بالنعيم المقيم في جنات عرضها السماوات والأرض.
قصص نوح عليه السلام :
﴿ ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون ٧٥ ونجيناه وأهله من الكرب العظيم٧٦ وجعلنا ذريته هم الباقين ٧٧ وتركنا عليه في الآخرين٧٨ سلام على نوح في العالمين٧٩ إنا كذلك نجزي المحسنين٨٠ إنه من عبادنا المؤمنين ٨١ ثم أغرقنا الآخرين ﴾( الصافات : ٧٥-٨٢ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر على سبيل الإجمال ضلال كثير من الأمم السالفة - شرع يفصل ذلك فذكر نوحا عليه السلام وما لقي من قومه من التكذيب، وأنه لم يؤمن منهم إلا القليل مع طول مدة لبثه فيهم، فلما اشتدوا واشتطوا في العناد دعا ربه أني مغلوب فانتصر، فغضب الله لغضبه، وأغرق قومه المكذبين، ونجاه وأهله أجمعين.
الإيضاح :
﴿ ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون ﴾أي ولقد نادانا نوح واستنصر بنا على كفار قومه لما بالغوا في إيذائه وهموا بقتله حين دعاهم إلى الدين الحق، فلنعم المجيبون نحن، إذ لبينا نداءه وأهلكنا من كذب به من قومه.
أخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت :" كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى في بيتي فمر بهذه الآية :﴿ ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون ﴾قال صدقت ربنا، أنت أقرب من دعي، وأقرب من بغي، فنعم المدعو، ونعم المعطي، ونعم المسؤول، ونعم المولى أنت ربنا، ونعم النصير ".
قصص نوح عليه السلام :
﴿ ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون ٧٥ ونجيناه وأهله من الكرب العظيم٧٦ وجعلنا ذريته هم الباقين ٧٧ وتركنا عليه في الآخرين٧٨ سلام على نوح في العالمين٧٩ إنا كذلك نجزي المحسنين٨٠ إنه من عبادنا المؤمنين ٨١ ثم أغرقنا الآخرين ﴾( الصافات : ٧٥-٨٢ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر على سبيل الإجمال ضلال كثير من الأمم السالفة - شرع يفصل ذلك فذكر نوحا عليه السلام وما لقي من قومه من التكذيب، وأنه لم يؤمن منهم إلا القليل مع طول مدة لبثه فيهم، فلما اشتدوا واشتطوا في العناد دعا ربه أني مغلوب فانتصر، فغضب الله لغضبه، وأغرق قومه المكذبين، ونجاه وأهله أجمعين.
الإيضاح :
ثم بين سبحانه أن الإنعام حصل في الإجابة من وجوه :
( ١ )﴿ ونجيناه وأهله من الكرب العظيم ﴾الكرب : الغم الشديد، أي فنجيناه من الغرق ومن أذى قومه ومن كل ما يكربه ويسوءه.
قصص نوح عليه السلام :
﴿ ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون ٧٥ ونجيناه وأهله من الكرب العظيم٧٦ وجعلنا ذريته هم الباقين ٧٧ وتركنا عليه في الآخرين٧٨ سلام على نوح في العالمين٧٩ إنا كذلك نجزي المحسنين٨٠ إنه من عبادنا المؤمنين ٨١ ثم أغرقنا الآخرين ﴾( الصافات : ٧٥-٨٢ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر على سبيل الإجمال ضلال كثير من الأمم السالفة - شرع يفصل ذلك فذكر نوحا عليه السلام وما لقي من قومه من التكذيب، وأنه لم يؤمن منهم إلا القليل مع طول مدة لبثه فيهم، فلما اشتدوا واشتطوا في العناد دعا ربه أني مغلوب فانتصر، فغضب الله لغضبه، وأغرق قومه المكذبين، ونجاه وأهله أجمعين.
الإيضاح :
( ٢ )﴿ وجعلنا ذريته هم الباقين ﴾أي وأهلكنا من كفر بنا استجابة لدعوته :﴿ رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ﴾( نوح : ٢٦ ) ولم يعقب أحد ممن كان في السفينة عقبا باقيا سوى أبنائه الثلاثة : سام وحام ويافث، فسام أبو العرب وفارس والروم، وحام أبو السودان من المشرق إلى المغرب، ويافث أبو الترك، وهذا هو المشهور على ألسنة المؤرخين، وليس في القرآن ولا في السنة نص قاطع على شيء من هذا، كما أنه ليس في القرآن ما يشير إلى عموم دعوته لأهل الأرض قاطبة، ولا أن الغرق عم الأرض جميعا، وأن ما تفيده الآية من جعل ذريته هم الباقين إنما هو بالنسبة لذرية من معه في السفينة، وذلك لا يستلزم عدم بقاء ذرية من لم يكن معه وقد كان في بعض الأقطار الشاسعة من لم تبلغهم الدعوة، فلم يستوجبوا الغرق كأهل الصين وغيرهم من البلاد النائية.
قصص نوح عليه السلام :
﴿ ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون ٧٥ ونجيناه وأهله من الكرب العظيم٧٦ وجعلنا ذريته هم الباقين ٧٧ وتركنا عليه في الآخرين٧٨ سلام على نوح في العالمين٧٩ إنا كذلك نجزي المحسنين٨٠ إنه من عبادنا المؤمنين ٨١ ثم أغرقنا الآخرين ﴾( الصافات : ٧٥-٨٢ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر على سبيل الإجمال ضلال كثير من الأمم السالفة - شرع يفصل ذلك فذكر نوحا عليه السلام وما لقي من قومه من التكذيب، وأنه لم يؤمن منهم إلا القليل مع طول مدة لبثه فيهم، فلما اشتدوا واشتطوا في العناد دعا ربه أني مغلوب فانتصر، فغضب الله لغضبه، وأغرق قومه المكذبين، ونجاه وأهله أجمعين.
الإيضاح :
( ٣ )﴿ وتركنا عليه في الآخرين ﴾أي وأبقينا له ثناء حسنا وذكرا جميلا فيمن بعده من الأنبياء والأمم إلى يوم القيامة.
قصص نوح عليه السلام :
﴿ ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون ٧٥ ونجيناه وأهله من الكرب العظيم٧٦ وجعلنا ذريته هم الباقين ٧٧ وتركنا عليه في الآخرين٧٨ سلام على نوح في العالمين٧٩ إنا كذلك نجزي المحسنين٨٠ إنه من عبادنا المؤمنين ٨١ ثم أغرقنا الآخرين ﴾( الصافات : ٧٥-٨٢ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر على سبيل الإجمال ضلال كثير من الأمم السالفة - شرع يفصل ذلك فذكر نوحا عليه السلام وما لقي من قومه من التكذيب، وأنه لم يؤمن منهم إلا القليل مع طول مدة لبثه فيهم، فلما اشتدوا واشتطوا في العناد دعا ربه أني مغلوب فانتصر، فغضب الله لغضبه، وأغرق قومه المكذبين، ونجاه وأهله أجمعين.
الإيضاح :
ثم ذكر سبحانه أنه سلم عليه ليقتدى به، فلا يذكره أحد بسوء فقال :
﴿ سلام على نوح في العالمين ﴾أي وقلنا له : عليك السلام في الملائكة والإنس والجن.
ونحو الآية قوله :﴿ قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى تأمم ممن معك ﴾( هود : ٤٨ ).
ثم علل ما فعله به بأنه جزاء على إحسانه فقال :﴿ إنا كذلك نجزي المحسنين ﴾.
قصص نوح عليه السلام :
﴿ ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون ٧٥ ونجيناه وأهله من الكرب العظيم٧٦ وجعلنا ذريته هم الباقين ٧٧ وتركنا عليه في الآخرين٧٨ سلام على نوح في العالمين٧٩ إنا كذلك نجزي المحسنين٨٠ إنه من عبادنا المؤمنين ٨١ ثم أغرقنا الآخرين ﴾( الصافات : ٧٥-٨٢ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر على سبيل الإجمال ضلال كثير من الأمم السالفة - شرع يفصل ذلك فذكر نوحا عليه السلام وما لقي من قومه من التكذيب، وأنه لم يؤمن منهم إلا القليل مع طول مدة لبثه فيهم، فلما اشتدوا واشتطوا في العناد دعا ربه أني مغلوب فانتصر، فغضب الله لغضبه، وأغرق قومه المكذبين، ونجاه وأهله أجمعين.
الإيضاح :
﴿ إنا كذلك نجزي المحسنين ﴾أي إنه كان في زمرة المحسنين فجازيناه بالإحسان إليه ﴿ هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ﴾( الرحمن : ٦٠ ).
وإحسانه أنه جاهد أعداء الله بالدعوة إلى دينه، وصبر طويلا على أذاهم، إلى نحو من هذا.
ثم بين سبب إحسانه بقوله :﴿ إنه من عبادنا المؤمنين ﴾.
قصص نوح عليه السلام :
﴿ ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون ٧٥ ونجيناه وأهله من الكرب العظيم٧٦ وجعلنا ذريته هم الباقين ٧٧ وتركنا عليه في الآخرين٧٨ سلام على نوح في العالمين٧٩ إنا كذلك نجزي المحسنين٨٠ إنه من عبادنا المؤمنين ٨١ ثم أغرقنا الآخرين ﴾( الصافات : ٧٥-٨٢ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر على سبيل الإجمال ضلال كثير من الأمم السالفة - شرع يفصل ذلك فذكر نوحا عليه السلام وما لقي من قومه من التكذيب، وأنه لم يؤمن منهم إلا القليل مع طول مدة لبثه فيهم، فلما اشتدوا واشتطوا في العناد دعا ربه أني مغلوب فانتصر، فغضب الله لغضبه، وأغرق قومه المكذبين، ونجاه وأهله أجمعين.
الإيضاح :
﴿ إنه من عبادنا المؤمنين ﴾أي إن إحسانه كان بإخلاص عبوديته وكمال إيمانه.
وفي هذا إيماء إلى أن أعظم الدرجات، وأشرف المقامات الإيمان بالله والانقياد لطاعته.
قصص نوح عليه السلام :
﴿ ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون ٧٥ ونجيناه وأهله من الكرب العظيم٧٦ وجعلنا ذريته هم الباقين ٧٧ وتركنا عليه في الآخرين٧٨ سلام على نوح في العالمين٧٩ إنا كذلك نجزي المحسنين٨٠ إنه من عبادنا المؤمنين ٨١ ثم أغرقنا الآخرين ﴾( الصافات : ٧٥-٨٢ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر على سبيل الإجمال ضلال كثير من الأمم السالفة - شرع يفصل ذلك فذكر نوحا عليه السلام وما لقي من قومه من التكذيب، وأنه لم يؤمن منهم إلا القليل مع طول مدة لبثه فيهم، فلما اشتدوا واشتطوا في العناد دعا ربه أني مغلوب فانتصر، فغضب الله لغضبه، وأغرق قومه المكذبين، ونجاه وأهله أجمعين.
الإيضاح :
﴿ ثم أغرقنا الآخرين ﴾أي ثم أغرقنا الآخرين من كفار قومه، ولم نبق لهم عينا ولا أثرا.
قصص إبراهيم عليه السلام :
﴿ وإن من شيعته لإبراهيم٨٣ إذ جاء ربه بقلب سليم٨٤ إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون٨٥ أئفكا آلهة دون الله تريدون٨٦ فما ظنكم برب العالمين ٨٧ فنظر نظرة في النجوم٨٨ فقال إني سقيم ٨٩ فتولوا عنه مدبرين٩٠ فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون٩١ ما لكم لا تنطقون٩٢ فراغ عليهم ضربا باليمين٩٣ فأقبلوا إليه يزفون ﴾( الصافات : ٨٣-٩٤ ).
تفسير المفردات :
من شيعته : أي ممن سار على دينه ومنهاجه.
الإيضاح :
﴿ وإن من شيعته إبراهيم ﴾أي وإن ممن سار على نهج نوح، وسلك طريقه، في اعتقاد التوحيد والبعث، والتصلب في دين الله، ومصابرة المكذبين -إبراهيم صلوات الله عليه.
تفسير المفردات :
سليم : أي سالم من جميع العلل والآفات النفسية كالحسد والغل وغيرهما من النيات السيئة.
الإيضاح :
﴿ إذ جاء ربه بقلب سليم ﴾أي إذ أخلص قلبه لربه وجعله خاليا من كل شؤون الحياة الدنيا، فلا غش لديه ولا حقد، ولا شيء مما يشينه من العقائد الزائفة، والصفات القبيحة.
ثم فصل ما سلف فقال :﴿ إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون ﴾.
الإيضاح :
﴿ إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون ﴾أي جاء بقلب سليم حين قال منكرا على أبيه وقومه عبادة الأصنام والأوثان : أي شيء تعبدون ؟
وهذا منه استنكارا وتوبيخ لهم على ما يعبدون، إذ لا ينبغي لعاقل أن يركن إلى مثل هذه المعبودات التي لا تضر ولا تنفع.
ثم بين الإنكار وفسره بقوله : أئفكا آلهة دون الله تريدون }.
تفسير المفردات :
والإفك : الكذب.
الإيضاح :
﴿ أئفكا آلهة دون الله تريدون ﴾أي أتريدون آلهة من دون الله تعبدونها إفكا وكذبا، دون أن تركنوا في ذلك إلى دليل من نص، ولا تأييد من نقل، إن هذا منكم إلا خبال وخطل في الرأي.
الإيضاح :
﴿ فما ظنكم برب العالمين ﴾أي أي شيء ظنكم برب العالمين الحقيق بالعبادة ؟ أي أعلمتم أي شيء هو، حتى جعلتم الأصنام شركاء له ؟
الإيضاح :
﴿ فنظر نظرة في النجوم ﴾أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة أن العرب تقول للشخص إذا تفكر وأطال الفكرة : نظر في النجوم أي فأطال الفكر فيما هو فيه.
تفسير المفردات :
سقيم : أي مريض.
الإيضاح :
﴿ فقال إني سقيم ﴾أي إني أحس بخروج مزاجي عن حال الاعتدال، ولا أرى في نفسي خفة ونشاطا، وكان مقصده من قولته هذه ألا يخرج معهم في يوم عيدهم، لينفذ ما عزم عليه من كسر أصنامهم وإعلان الحرب عليهم، في عبادتهم للأوثان والأصنام، ولم يكن لهم علم بما بيت عليه النية، ولا دليل على أنه لم يكن صادقا فيما يقول إذ من يعزم على تنفيذ أمر ذي بال يخاف منه الخطر على نفسه أن يكون مهموما مغموما مفكرا في عاقبة ما يعمل.
الإيضاح :
﴿ فتولوا عنه مدبرين ﴾أي فاعرضوا عنه وذهبوا إلى معبدهم وتركوه في مكانه.
تفسير المفردات :
فراغ : أي فذهب خفية إلى أصنامهم، وأصل الروغ والروغان : الميل قال شاعرهم :
ويريك من طرف اللسان حلاوة ويروغ عنك كما يروغ الثعلب
الإيضاح :
﴿ فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون ﴾أي فذهب مستخفيا إلى أصنامهم التي يعبدونها وقال لها استهزاء : ألا تأكلون من الطعام الذي يقدم إليكم ؟ وكانوا يضعون في أيام أعيادهم طعاما لدى هذه الأصنام لتبارك فيه.
الإيضاح :
﴿ ما لكم لا تنطقون ﴾أي أيّ شيء منعكم الإجابة عن سؤلي، ومراده بذلك التهكم بهم، واحتقار شأنهم.
تفسير المفردات :
فراغ : أي فذهب خفية إلى أصنامهم، وأصل الروغ والروغان : الميل قال شاعرهم :
ويريك من طرف اللسان حلاوة ويروغ عنك كما يروغ الثعلب
باليمين : أي بقوة وشدة، يزفون : أي يسرعون، من زف النعام، أي أسرع.
الإيضاح :
﴿ فراغ عليهم ضربا باليمين ﴾أي فاتجه إليهم يضربهم بقوة وشدة حتى تركهم جذاذا إلا كبيرهم كما تقدم في سورة الأنبياء.
الإيضاح :
﴿ فأقبلوا إليه يزفون ﴾أي فأقبل قومه إليه بعد رجوعهم من عيدهم مسرعين يسألون عمن كسرها، وقد قيل لهم : إنه إبراهيم، فقالوا له : نحن نعبدها وأنت تكسرها.
ولما أخذوا يعتبون عليه طفق يؤنبهم ويعيبهم.
﴿ قال أتعبدون ما تنحتون٩٥ والله خلقكم وما تعملون٩٦ قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم٩٧ فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين٩٨ وقال إني ذاهب إلى ربي سيهديني٩٩ رب هب لي من الصالحين١٠٠ فبشرناه بغلا م حليم ﴾( الصافات : ٩٥-١٠١ ).
الإيضاح :
﴿ قال أتعبدون ما تنحتون ﴾أي أتعبدون من دون الله أصناما أنتم تنحتونها بأيديكم ؟ فما تحدثون فيه الصنعة بأيديكم تجعلونه معبودا لكم، أفلا عاقل منكم ينهاكم عن مثل هذا ؟
الإيضاح :
﴿ والله خلقكم وما تعملون ﴾أي والله خلقكم وخلق تلك الأصنام التي تعملونها بأيديكم، والخالق هو المستحق للعبادة دون المخلوق، لا جرم أن عبادتكم لها خطأ عظيم، وإثم كبير.
ولما أورد عليهم إبراهيم هذه الحجة القوية التي لم يستطيعوا دفعها- عدلوا عن الحجاج إلى الإيذاء واستعمال القوة.
الإيضاح :
﴿ قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم ﴾تقدم هذا بمزيد إيضاح في سورة الأنبياء.
الإيضاح :
﴿ فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين ﴾أي فأرادوا إحراقه في النار فأنجيناه منها، وجعلناها بردا وسلاما عليه، وجعلنا كيدهم في نحورهم، وكتبنا له الغلبة والنصر عليهم.
الإيضاح :
وبعد أن يئس من إيمانهم أراد مفارقتهم والهجرة من بينهم كما أشار إلى ذلك سبحانه بقوله :
﴿ وقال إني ذاهب إلى ربي سيهديني ﴾أي وقال إني مفارق لتلك الديار، ومهاجر إلى مكان أتفرغ فيه لعبادة ربي، وإنه سيهديني إلى ما فيه صلاح ديني، وهذا المكان هو الأرض المقدسة.
وفي الآية إيماء إلى أن الإنسان إذا لم يتمكن من إقامة دينه على الوجه المرضي في أرض وجبت عليه الهجرة منها إلى أرض أخرى.
ولما هاجر من وطنه طلب الولد فقال :﴿ رب هب لي من الصالحين ﴾.
الإيضاح :
﴿ رب هب لي من الصالحين ﴾أي رب هب لي أولادا مطيعين يعينونني على الدعوة، ويؤنسونني في الغربة، ويكونون عوضا من قومي وعشيرتي الذين فارقتهم.
فاستجاب ربه دعاءه فقال :﴿ فبشرناه بغلام حليم ﴾.
الإيضاح :
﴿ فبشرناه بغلام حليم ﴾أي فبشرناه بمولود ذكر يبلغ الحلم ويكون حليما، وقد استفيد بلوغه من وصفه بالحلم، لأنه لازم لتلك السن، إذ قلما يوجد في الصبيان سعة الصدر، وحسن الصبر، والإغضاء عن كل أمر، وهذا الغلام هو إسماعيل عليه السلام، فإنه أول ولد بشر به إبراهيم عليه السلام، وهو أكبر من إسحاق باتفاق العلماء من أهل الكتاب والمسلمين، بل جاء النص في التوراة على أن إسماعيل ولد لإبراهيم وسنه ست وثمانون سنة، وولد له إسحاق وعمره تسع وتسعون سنة.
وأي حلم مثل حلمه، عرض عليه أبوه وهو مراهق أن يذبحه فقال :﴿ ستجدني إن شاء الله من الصابرين ﴾( الصافات : ١٠٢ ) فما ظنك به بعد بلوغه، وما نعت الله نبيا بالحلم غير إبراهيم وابنه إسماعيل عليه السلام.
﴿ فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين١٠٢ فلما أسلما وتله للجبين١٠٣ وناديناه أن يا إبراهيم١٠٤ قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين١٠٥ إن هذا لهو البلاء المبين١٠٦ وفديناه بذبح عظيم١٠٧ وتركنا عليه في الآخرين١٠٨ سلام على إبراهيم١٠٩ كذلك نجزي المحسنين١١٠ إنه من عبادنا المؤمنين١١١ وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين١١٢ وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين ﴾( الصافات : ١٠٢-١١٣ ).
المعنى الجملي : اعلم أنه بعد أن قال سبحانه : فبشرناه بغلام حليم- أتبعه بما يدل على حصول ما بشر به وبلوغه سن المراهقة بقوله : فلما بلغ معه السعي، إذ هو لا يقدر على الكد والعمل إلا بعد بلوغ هذه السن، ثم أتبعه بقص الرؤيا عليه وإطاعته في تنفيذ ما أمر به وصبره عليه، ولما حان موعد التنفيذ كبه على وجهه للذبح فأوحى إليه ربه أنه فداه بذبح عظيم، ثم بشره بإسحاق نبيا من الصالحين، وبارك عليه وعلى إسحاق وأنه سيكون من ذريتهما من هو محسن فاعل للخيرات، ومنهم من هو ظالم لنفسه مجترح للسيئات.
تفسير المفردات :
فلما بلغ معه السعي : أي فلما بلغ السن التي تساعده على أن يسعى معه في أعماله وحاجات المعيشة.
الإيضاح :
﴿ فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى ﴾أي فلما كبر وترعرع وصار يذهب مع أبيه ويسعى في أشغاله وقضاء حوائجه- قال له يا بني إني رأيت في المنام أني أذبحك فما رأيك ؟ وقد قص عليه ذلك ليعلم ما عنده فيما نزل من بلاء الله، فيثبت قدمه إن جزع، وليوطن نفسه على الذبح، ويكتسب المثوبة بالانقياد لأمر الله.
ثم بين أنه كان سميعا مطيعا منقادا لما طلب منه.
﴿ قال يا أبت افعل ما تؤمر ﴾أي قال يا أبت سميعا دعوت، ومن مجيب طلبت، وإلى راض ببلاء الله وقضاءه توجهت، فما عليك إلا أن تفعل ما تؤمر به، وما علي إلا الانقياد وامتثال الأمر، وعلى الله المثوبة، وهو حسبي ونعم الوكيل.
ولما خاطبه بقوله يا بني عنى سبيل الترحم أجابه بقوله يا أبت على سبيل التوقير والتعظيم وفوض الأمر إليه حيث استشاره، وأن الواجب عليه إمضاء ما رآه.
ثم أكد امتثاله للآمر بقوله :
﴿ ستجدني إن شاء الله من الصابرين ﴾أي سأصبر على القضاء، وأحتمل هذه اللأواء، غير ضجر ولا برم بما قضى وقدر، وقد صدق فيما وعد، وبر في الطاعة لتنفيذ ما طلب منه، ومن ثم قال سبحانه في شأنه ما دحا له :﴿ واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد ﴾( مريم : ٥٤ ).
﴿ فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين١٠٢ فلما أسلما وتله للجبين١٠٣ وناديناه أن يا إبراهيم١٠٤ قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين١٠٥ إن هذا لهو البلاء المبين١٠٦ وفديناه بذبح عظيم١٠٧ وتركنا عليه في الآخرين١٠٨ سلام على إبراهيم١٠٩ كذلك نجزي المحسنين١١٠ إنه من عبادنا المؤمنين١١١ وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين١١٢ وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين ﴾( الصافات : ١٠٢-١١٣ ).
المعنى الجملي : اعلم أنه بعد أن قال سبحانه : فبشرناه بغلام حليم- أتبعه بما يدل على حصول ما بشر به وبلوغه سن المراهقة بقوله : فلما بلغ معه السعي، إذ هو لا يقدر على الكد والعمل إلا بعد بلوغ هذه السن، ثم أتبعه بقص الرؤيا عليه وإطاعته في تنفيذ ما أمر به وصبره عليه، ولما حان موعد التنفيذ كبه على وجهه للذبح فأوحى إليه ربه أنه فداه بذبح عظيم، ثم بشره بإسحاق نبيا من الصالحين، وبارك عليه وعلى إسحاق وأنه سيكون من ذريتهما من هو محسن فاعل للخيرات، ومنهم من هو ظالم لنفسه مجترح للسيئات.
تفسير المفردات :
أسلما : أي استسلما وانقادا لأمر الله، تله : أي كبه على وجهه.
الإيضاح :
ثم ذكر طريق تنفيذ الرؤيا فقال :﴿ فلما أسلما وتله للجبين ﴾أي فلما استسلما وانقادا لأمر الله وفوضا إليه سبحانه الأمر في قضائه وقدره، وأكب إبراهيم ابنه على وجهه بإشارة منه، حتى لا يرى وجهه فيشفق عليه : وروي عن مجاهد أنه قال لأبيه : لا تذبحني وأنت تنظر إلى وجهي، عسى أن ترحمني فلا تجهز علي، اربط يدي إلى رقبتي، ثم ضع وجهي للأرض، ففعل.
﴿ فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين١٠٢ فلما أسلما وتله للجبين١٠٣ وناديناه أن يا إبراهيم١٠٤ قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين١٠٥ إن هذا لهو البلاء المبين١٠٦ وفديناه بذبح عظيم١٠٧ وتركنا عليه في الآخرين١٠٨ سلام على إبراهيم١٠٩ كذلك نجزي المحسنين١١٠ إنه من عبادنا المؤمنين١١١ وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين١١٢ وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين ﴾( الصافات : ١٠٢-١١٣ ).
المعنى الجملي : اعلم أنه بعد أن قال سبحانه : فبشرناه بغلام حليم- أتبعه بما يدل على حصول ما بشر به وبلوغه سن المراهقة بقوله : فلما بلغ معه السعي، إذ هو لا يقدر على الكد والعمل إلا بعد بلوغ هذه السن، ثم أتبعه بقص الرؤيا عليه وإطاعته في تنفيذ ما أمر به وصبره عليه، ولما حان موعد التنفيذ كبه على وجهه للذبح فأوحى إليه ربه أنه فداه بذبح عظيم، ثم بشره بإسحاق نبيا من الصالحين، وبارك عليه وعلى إسحاق وأنه سيكون من ذريتهما من هو محسن فاعل للخيرات، ومنهم من هو ظالم لنفسه مجترح للسيئات.
الإيضاح :
﴿ وناديناه أن يا إبراهيم* قد صدقت الرؤيا ﴾أي ناداه من خلفه ملك من قبله تعالى : أن قد حصل المقصود من رؤياك بإضجاعك ولدك للذبح. فقد بان امتثالك للأمر، وصبرك على القضاء : وحينئذ استبشرا وشكرا لله على ما أنعم به عليهما من دفع البلاء بعد حلوله، والتوفيق لما لم يوفق غيرهما لمثله، مع إظهار فضلهما، وإحراز المثوبة من ربهما.
ثم علل رفعه لذلك البلاء وإزالته لتلك الغمة بقوله :﴿ إنا كذلك نجزي المحسنين ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٤:﴿ فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين١٠٢ فلما أسلما وتله للجبين١٠٣ وناديناه أن يا إبراهيم١٠٤ قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين١٠٥ إن هذا لهو البلاء المبين١٠٦ وفديناه بذبح عظيم١٠٧ وتركنا عليه في الآخرين١٠٨ سلام على إبراهيم١٠٩ كذلك نجزي المحسنين١١٠ إنه من عبادنا المؤمنين١١١ وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين١١٢ وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين ﴾( الصافات : ١٠٢-١١٣ ).
المعنى الجملي : اعلم أنه بعد أن قال سبحانه : فبشرناه بغلام حليم- أتبعه بما يدل على حصول ما بشر به وبلوغه سن المراهقة بقوله : فلما بلغ معه السعي، إذ هو لا يقدر على الكد والعمل إلا بعد بلوغ هذه السن، ثم أتبعه بقص الرؤيا عليه وإطاعته في تنفيذ ما أمر به وصبره عليه، ولما حان موعد التنفيذ كبه على وجهه للذبح فأوحى إليه ربه أنه فداه بذبح عظيم، ثم بشره بإسحاق نبيا من الصالحين، وبارك عليه وعلى إسحاق وأنه سيكون من ذريتهما من هو محسن فاعل للخيرات، ومنهم من هو ظالم لنفسه مجترح للسيئات.

الإيضاح :

﴿ وناديناه أن يا إبراهيم* قد صدقت الرؤيا ﴾أي ناداه من خلفه ملك من قبله تعالى : أن قد حصل المقصود من رؤياك بإضجاعك ولدك للذبح. فقد بان امتثالك للأمر، وصبرك على القضاء : وحينئذ استبشرا وشكرا لله على ما أنعم به عليهما من دفع البلاء بعد حلوله، والتوفيق لما لم يوفق غيرهما لمثله، مع إظهار فضلهما، وإحراز المثوبة من ربهما.
ثم علل رفعه لذلك البلاء وإزالته لتلك الغمة بقوله :﴿ إنا كذلك نجزي المحسنين ﴾.


تفسير المفردات :
صدقت الرؤيا : أي حققت ما طلب منك.
الإيضاح :
﴿ إنا كذلك نجزي المحسنين ﴾أي إنا كما عفونا عن ذبحه لولده، بعد استبانة إخلاصه في عمله، حين أعد العدة، ولم تتغلب عليه عاطفة البنوة، فرضي بتنفيذ القضاء منقادا صاغرا- نجزي كل محسن على طاعته، ونوفيه من الجزاء ما هو له أهل، وبمثله جدير.
﴿ فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين١٠٢ فلما أسلما وتله للجبين١٠٣ وناديناه أن يا إبراهيم١٠٤ قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين١٠٥ إن هذا لهو البلاء المبين١٠٦ وفديناه بذبح عظيم١٠٧ وتركنا عليه في الآخرين١٠٨ سلام على إبراهيم١٠٩ كذلك نجزي المحسنين١١٠ إنه من عبادنا المؤمنين١١١ وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين١١٢ وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين ﴾( الصافات : ١٠٢-١١٣ ).
المعنى الجملي : اعلم أنه بعد أن قال سبحانه : فبشرناه بغلام حليم- أتبعه بما يدل على حصول ما بشر به وبلوغه سن المراهقة بقوله : فلما بلغ معه السعي، إذ هو لا يقدر على الكد والعمل إلا بعد بلوغ هذه السن، ثم أتبعه بقص الرؤيا عليه وإطاعته في تنفيذ ما أمر به وصبره عليه، ولما حان موعد التنفيذ كبه على وجهه للذبح فأوحى إليه ربه أنه فداه بذبح عظيم، ثم بشره بإسحاق نبيا من الصالحين، وبارك عليه وعلى إسحاق وأنه سيكون من ذريتهما من هو محسن فاعل للخيرات، ومنهم من هو ظالم لنفسه مجترح للسيئات.
تفسير المفردات :
البلاء المبين : أي الاختبار البين الذي يتميز فيه المخلص من غيره.
الإيضاح :
ثم ذكر عظيم صبره على امتثال أمر ربه مع ما فيه من كبير المشقة في مجرى العادة فقال :
﴿ إن هذا لهو البلاء المبين ﴾أي إن هذا الذي كان لهو محنة أيما محنة، واختبار لعباده لا يعد له اختبار، ولله عز اسمه أن يبتلي من شاء من عباده بما شاء من التكاليف وهو الفعال لما يريد، لا راد لقضائه ولا مانع لقدره، وكثير من التكاليف قد تخفى علينا أسرارها وحكمها، وهو العليم بها وبما لأجله شرعها.
﴿ فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين١٠٢ فلما أسلما وتله للجبين١٠٣ وناديناه أن يا إبراهيم١٠٤ قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين١٠٥ إن هذا لهو البلاء المبين١٠٦ وفديناه بذبح عظيم١٠٧ وتركنا عليه في الآخرين١٠٨ سلام على إبراهيم١٠٩ كذلك نجزي المحسنين١١٠ إنه من عبادنا المؤمنين١١١ وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين١١٢ وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين ﴾( الصافات : ١٠٢-١١٣ ).
المعنى الجملي : اعلم أنه بعد أن قال سبحانه : فبشرناه بغلام حليم- أتبعه بما يدل على حصول ما بشر به وبلوغه سن المراهقة بقوله : فلما بلغ معه السعي، إذ هو لا يقدر على الكد والعمل إلا بعد بلوغ هذه السن، ثم أتبعه بقص الرؤيا عليه وإطاعته في تنفيذ ما أمر به وصبره عليه، ولما حان موعد التنفيذ كبه على وجهه للذبح فأوحى إليه ربه أنه فداه بذبح عظيم، ثم بشره بإسحاق نبيا من الصالحين، وبارك عليه وعلى إسحاق وأنه سيكون من ذريتهما من هو محسن فاعل للخيرات، ومنهم من هو ظالم لنفسه مجترح للسيئات.
تفسير المفردات :
بذبح : أي حيوان يذبح.
الإيضاح :
﴿ وفديناه بذبح عظيم ﴾أي وفديناه بوعل أهبط عليه من جبل ثبير قاله الحسن البصري، ولا علينا أن نزيد على ما جاء به الكتاب، ومكان نزوله لا يهم في بيان هذه المنة التي امتن بها عليه.
ثم ذكر أنه من عليه بمنة أخرى فقال :﴿ وتركنا عليه في الآخرين ﴾.
﴿ فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين١٠٢ فلما أسلما وتله للجبين١٠٣ وناديناه أن يا إبراهيم١٠٤ قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين١٠٥ إن هذا لهو البلاء المبين١٠٦ وفديناه بذبح عظيم١٠٧ وتركنا عليه في الآخرين١٠٨ سلام على إبراهيم١٠٩ كذلك نجزي المحسنين١١٠ إنه من عبادنا المؤمنين١١١ وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين١١٢ وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين ﴾( الصافات : ١٠٢-١١٣ ).
المعنى الجملي : اعلم أنه بعد أن قال سبحانه : فبشرناه بغلام حليم- أتبعه بما يدل على حصول ما بشر به وبلوغه سن المراهقة بقوله : فلما بلغ معه السعي، إذ هو لا يقدر على الكد والعمل إلا بعد بلوغ هذه السن، ثم أتبعه بقص الرؤيا عليه وإطاعته في تنفيذ ما أمر به وصبره عليه، ولما حان موعد التنفيذ كبه على وجهه للذبح فأوحى إليه ربه أنه فداه بذبح عظيم، ثم بشره بإسحاق نبيا من الصالحين، وبارك عليه وعلى إسحاق وأنه سيكون من ذريتهما من هو محسن فاعل للخيرات، ومنهم من هو ظالم لنفسه مجترح للسيئات.
الإيضاح :
﴿ وتركنا عليه في الآخرين ﴾أي وأبقينا له ذكرا حسنا بين الناس في الدنيا فصار محببا بين الناس جميعا من كل ملة ومذهب، فاليهود يجلونه، والنصارى يعظمونه، والمسلمون يبجلونه، والمشركون يحترمونه، ويقولون إنا على ملة إبراهيم أبينا، وذلك استجابة لدعوته حين قال :﴿ واجعل لي لسان صدق في الآخرين٨٤ واجعلني من ورثة جنة النعيم ﴾( الشعراء : ٨٤-٨٥ ).
﴿ فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين١٠٢ فلما أسلما وتله للجبين١٠٣ وناديناه أن يا إبراهيم١٠٤ قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين١٠٥ إن هذا لهو البلاء المبين١٠٦ وفديناه بذبح عظيم١٠٧ وتركنا عليه في الآخرين١٠٨ سلام على إبراهيم١٠٩ كذلك نجزي المحسنين١١٠ إنه من عبادنا المؤمنين١١١ وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين١١٢ وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين ﴾( الصافات : ١٠٢-١١٣ ).
المعنى الجملي : اعلم أنه بعد أن قال سبحانه : فبشرناه بغلام حليم- أتبعه بما يدل على حصول ما بشر به وبلوغه سن المراهقة بقوله : فلما بلغ معه السعي، إذ هو لا يقدر على الكد والعمل إلا بعد بلوغ هذه السن، ثم أتبعه بقص الرؤيا عليه وإطاعته في تنفيذ ما أمر به وصبره عليه، ولما حان موعد التنفيذ كبه على وجهه للذبح فأوحى إليه ربه أنه فداه بذبح عظيم، ثم بشره بإسحاق نبيا من الصالحين، وبارك عليه وعلى إسحاق وأنه سيكون من ذريتهما من هو محسن فاعل للخيرات، ومنهم من هو ظالم لنفسه مجترح للسيئات.
الإيضاح :
ثم ذكر أنه من عليه بمنة ثالثة فقال :
﴿ سلام على إبراهيم ﴾أي وقلنا له : عليك السلام في الملائكة والإنس والجن.
﴿ فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين١٠٢ فلما أسلما وتله للجبين١٠٣ وناديناه أن يا إبراهيم١٠٤ قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين١٠٥ إن هذا لهو البلاء المبين١٠٦ وفديناه بذبح عظيم١٠٧ وتركنا عليه في الآخرين١٠٨ سلام على إبراهيم١٠٩ كذلك نجزي المحسنين١١٠ إنه من عبادنا المؤمنين١١١ وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين١١٢ وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين ﴾( الصافات : ١٠٢-١١٣ ).
المعنى الجملي : اعلم أنه بعد أن قال سبحانه : فبشرناه بغلام حليم- أتبعه بما يدل على حصول ما بشر به وبلوغه سن المراهقة بقوله : فلما بلغ معه السعي، إذ هو لا يقدر على الكد والعمل إلا بعد بلوغ هذه السن، ثم أتبعه بقص الرؤيا عليه وإطاعته في تنفيذ ما أمر به وصبره عليه، ولما حان موعد التنفيذ كبه على وجهه للذبح فأوحى إليه ربه أنه فداه بذبح عظيم، ثم بشره بإسحاق نبيا من الصالحين، وبارك عليه وعلى إسحاق وأنه سيكون من ذريتهما من هو محسن فاعل للخيرات، ومنهم من هو ظالم لنفسه مجترح للسيئات.
﴿ فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين١٠٢ فلما أسلما وتله للجبين١٠٣ وناديناه أن يا إبراهيم١٠٤ قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين١٠٥ إن هذا لهو البلاء المبين١٠٦ وفديناه بذبح عظيم١٠٧ وتركنا عليه في الآخرين١٠٨ سلام على إبراهيم١٠٩ كذلك نجزي المحسنين١١٠ إنه من عبادنا المؤمنين١١١ وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين١١٢ وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين ﴾( الصافات : ١٠٢-١١٣ ).
المعنى الجملي : اعلم أنه بعد أن قال سبحانه : فبشرناه بغلام حليم- أتبعه بما يدل على حصول ما بشر به وبلوغه سن المراهقة بقوله : فلما بلغ معه السعي، إذ هو لا يقدر على الكد والعمل إلا بعد بلوغ هذه السن، ثم أتبعه بقص الرؤيا عليه وإطاعته في تنفيذ ما أمر به وصبره عليه، ولما حان موعد التنفيذ كبه على وجهه للذبح فأوحى إليه ربه أنه فداه بذبح عظيم، ثم بشره بإسحاق نبيا من الصالحين، وبارك عليه وعلى إسحاق وأنه سيكون من ذريتهما من هو محسن فاعل للخيرات، ومنهم من هو ظالم لنفسه مجترح للسيئات.
﴿ فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين١٠٢ فلما أسلما وتله للجبين١٠٣ وناديناه أن يا إبراهيم١٠٤ قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين١٠٥ إن هذا لهو البلاء المبين١٠٦ وفديناه بذبح عظيم١٠٧ وتركنا عليه في الآخرين١٠٨ سلام على إبراهيم١٠٩ كذلك نجزي المحسنين١١٠ إنه من عبادنا المؤمنين١١١ وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين١١٢ وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين ﴾( الصافات : ١٠٢-١١٣ ).
المعنى الجملي : اعلم أنه بعد أن قال سبحانه : فبشرناه بغلام حليم- أتبعه بما يدل على حصول ما بشر به وبلوغه سن المراهقة بقوله : فلما بلغ معه السعي، إذ هو لا يقدر على الكد والعمل إلا بعد بلوغ هذه السن، ثم أتبعه بقص الرؤيا عليه وإطاعته في تنفيذ ما أمر به وصبره عليه، ولما حان موعد التنفيذ كبه على وجهه للذبح فأوحى إليه ربه أنه فداه بذبح عظيم، ثم بشره بإسحاق نبيا من الصالحين، وبارك عليه وعلى إسحاق وأنه سيكون من ذريتهما من هو محسن فاعل للخيرات، ومنهم من هو ظالم لنفسه مجترح للسيئات.
الإيضاح :
ثم أعقب ذلك بنعمة رابعة وهي نعمة الولد فقال :
﴿ وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين ﴾أي وآتيناه إسحاق ومننا عليه بنعمة النبوة له وللكثير من حفدته كفاء امتثاله أمرنا وصبره على بلوانا.
﴿ فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين١٠٢ فلما أسلما وتله للجبين١٠٣ وناديناه أن يا إبراهيم١٠٤ قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين١٠٥ إن هذا لهو البلاء المبين١٠٦ وفديناه بذبح عظيم١٠٧ وتركنا عليه في الآخرين١٠٨ سلام على إبراهيم١٠٩ كذلك نجزي المحسنين١١٠ إنه من عبادنا المؤمنين١١١ وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين١١٢ وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين ﴾( الصافات : ١٠٢-١١٣ ).
المعنى الجملي : اعلم أنه بعد أن قال سبحانه : فبشرناه بغلام حليم- أتبعه بما يدل على حصول ما بشر به وبلوغه سن المراهقة بقوله : فلما بلغ معه السعي، إذ هو لا يقدر على الكد والعمل إلا بعد بلوغ هذه السن، ثم أتبعه بقص الرؤيا عليه وإطاعته في تنفيذ ما أمر به وصبره عليه، ولما حان موعد التنفيذ كبه على وجهه للذبح فأوحى إليه ربه أنه فداه بذبح عظيم، ثم بشره بإسحاق نبيا من الصالحين، وبارك عليه وعلى إسحاق وأنه سيكون من ذريتهما من هو محسن فاعل للخيرات، ومنهم من هو ظالم لنفسه مجترح للسيئات.
تفسير المفردات :
باركنا عليه : أي أفضنا عليه البركات.
الإيضاح :
﴿ وباركنا عليه وعلى إسحاق ﴾أي وأفضنا عليهما بركات الدنيا والآخرة، فكثرنا نسلهما وجعلنا منه أنبياء ورسلا، وطلبنا من المسلمين في صلواتهم أن يدعوا لهم بالبركة فيقولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين.
﴿ ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين ﴾أي ومن ذريتهما من أحسن في عمله فآمن بربه وامتثل أوامره واجتنب نواهيه، ومن ظلم نفسه ودساها بالكفر والفسوق والمعاصي.
وفي ذلك تنبيه إلى أن النسب لا أثر له في الهدى والضلال، وأن الظلم في الأعقاب لا يعود إلى الأصول بنقيصة، ولا عيب عليهم في شيء منه كما قال :﴿ ولا تزر وازرة وزر أخرى ﴾( الأنعام : ١٦٤ ).
من الذبيح ؟ أإسحاق أم إسماعيل ؟
ليس في هذه المسألة دليل قاطع من سنة صحيحة ولا خبر متواتر بل روايات منقولة عن بعض أهل الكتاب وعن جماعة من الصحابة والتابعين، ومن ثم حدث الخلاف فيها :
( ١ ) فمن قائل أنه إسحاق، ويؤيده :
( أ ) ما روي عن يوسف عليه السلام أنه قال لفرعون مصر في وجهه : أترغب عن أن تأكل معي وأنا والله يوسف بن يعقوب نبي الله ابن إسحاق ذبيح الله ابن إبراهيم خليل الله.
( ب ) ما روي عن أبي الأحوص قال : افتخر رجل عند ابن مسعود فقال : أنا فلان ابن فلان ابن الأشياخ الكرام، فقال ابن مسعود : ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق ذبيح الله ابن إبراهيم خليل الله.
( ج ) ما حكاه البغوي عن عمر وعلي وابن مسعود والعباس أنه إسحاق.
ولكعب الأحبار ضلع في هذه الأخبار وأمثالها التي تلقاها المسلمون عنه، وكان يحدث بها عن الكتب القديمة وهي جامعة بين الغث والسمين ثقة بأن عمر رضي الله عنه قد استمع منه، ومن ثم احتاج الثقات إلى تمحيصها، وعزل جيدها من بهرجها وصحيحها من سقيمها.
( ٢ ) ومن قائل إنه إسماعيل وهو الذي يساوقه صحيح النظر ونصوص القرآن ويؤيده :
( أ ) رواية ذلك عن ابن عباس، فقد روى عطاء بن أبي رباح عنه أنه قال : المفدى هو إسماعيل عليه السلام وزعمت اليهود أنه إسحاق وكذبت اليهود.
( ب )روى مجاهد عن ابن عمر أنه قال : الذبيح إسماعيل.
( ج ) أن ابن إسحاق قال : سمعت محمد بن كعب القرظي يقول : إن الذي أمر الله ذبحه من ابنيه هو إسماعيل، وإنا لنجد ذلك في كتاب الله تعالى فإنه بعد أن فرغ من قصة المذبوح من ابني إبراهيم قال :
﴿ وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين ﴾وقال :" فبشرناه بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب " فلم يكن يأمره بذبح إسحاق وله فيه من الموعد ما وعده، وما الذي أمر بذبحه إلا إسماعيل. قال ابن إسحاق : سمعته يقول ذلك كثيرا.
وعلى الجملة فظاهر نظم الآية والروايات التي يروونها يؤيد أنه إسماعيل، ولكن اليهود حسدوا العرب على أن يكون أباهم هو الذي كان من أمر الله فيه ما كان ومن الفضل الذي ذكره الله له لصبره لما أمر به، فجحدوا ذلك وزعموا أنه إسحاق لأنه أبوهم والله أعلم أيهما كان، وكل قد كان طاهرا مطيعا لربه.
قصص موسى وهارون عليهما السلام :
﴿ ولقد مننا على موسى وهارون١١٤ ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم١١٥ ونصرناهم فكانوا هم الغالبين١١٦ وآتيناهما الكتاب المستبين١١٧ وهديناهما الصراط المستقيم١١٨ وتركنا عليهما في الآخرين١١٩ سلام على موسى وهارون١٢٠ إنا كذلك نجزي المحسنين١٢١ إنهما من عبادنا المؤمنين ﴾( الصافات : ١١٤-١٢٢ ).
الإيضاح :
﴿ ولقد مننا على موسى وهارون ﴾أي ولقد أنعمنا عليهما بالخير الكثير، فآتيناهما النبوة ونصرناهما على أعدائهما من قبط مصر وملكناهما أرضهم وأغرقنا من كان مستذلهما إلى نحو ذلك.
الإيضاح :
ثم فصل هذه النعم فقال :
( ١ )﴿ ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم ﴾أي ونجيناهما ومن آمن معهما من الكرب العظيم الذي كانوا فيه بإساءة فرعون وقومه إليهم من قتل الأبناء، واستحياء النساء، واستعمالهم في أخس المهن والصناعات، ومعاملتهم معاملة العبيد والأرقاء إلى ضروب أخرى من المهانة والمذلة التي لولا إلفهم لها لكانت كافية في انقراضهم، ولكنهم شعب لا يأبى الخضوع والاستكانة متى وجد في ذلك السبيل لجمع المال وحيازته، والتمتع بلذات الحياة الدنيا.
الإيضاح :
( ٢ )﴿ ونصرناهم فكانوا هم الغالبين ﴾أي ونصرناهم على أعدائهم فغلبوهم وملكوا أرضهم وأموالهم وما كانوا قد جمعوه طوال حياتهم فكانوا أصحاب الصولة والسلطان والدولة والرفعة.
الإيضاح :
( ٣ ) ﴿ وآتيناهما الكتاب المستبين ﴾ أي وأعطيناهما الكتاب الجلي الواضح الجامع لما يحتاج إليه البشر في مصالح الدين والدنيا، وهو التوراة كما قال﴿ إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور ﴾( المائدة : ٤٤ ) وقال :﴿ ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين ﴾( الأنبياء : ٤٨ ).
الإيضاح :
( ٤ )﴿ وهديناهما الصراط المستقيم ﴾أي ودللناهما على طريق الحق بالعقل والنقل وأمددناهما بالتوفيق والعصمة.
الإيضاح :
( ٥ )﴿ وتركنا عليهما في الآخرين ﴾أي وأبقينا لهما الذكر الحسن والثناء الجميل فيمن بعدهم، وهذا ما تصبو إليه النفوس قال شاعرهم :
وإنما المرء حديث بعده فكن حديثا حسنا لمن وعى
وقال الآخر : الذكر للإنسان عمر ثان.
الإيضاح :
( ٦ )﴿ سلام على موسى وهارون ﴾أي وجعلنا الملائكة والإنس والجن يسلمون عليهما أبد الدهر، ولا شيء أدعى إلى سعادة الحياة من الطمأنينة وهدوء البال كما ورد في الحديث :" من أصبح آمنا في سربه معافى في بدنه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ".
ثم ذكر سبب هذه النعم فقال :﴿ إنا كذلك نجزي المحسنين* إنهما من عبادنا المؤمنين ﴾.
الإيضاح :
﴿ إنا كذلك نجزي المحسنين* إنهما من عبادنا المؤمنين ﴾الكلام في هذا نظير ما سلف من قبل.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢١:الإيضاح :
﴿ إنا كذلك نجزي المحسنين* إنهما من عبادنا المؤمنين ﴾الكلام في هذا نظير ما سلف من قبل.

قصص إلياس عليه السلام :
﴿ وإن إلياس لمن المرسلين١٢٣ إذ قال لقومه ألا تتقون١٢٤ أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين١٢٥ الله ربكم ورب آبائكم الأولين١٢٦ فكذبوه فإنهم لمحضرون١٢٧ إلا عباد الله المخلصين١٢٨ وتركنا عليه في الآخرين١٢٩ سلام على إل ياسين١٣٠ إنا كذلك نجزي المحسنين١٣١ إنه من عبادنا المؤمنين ﴾( الصافات : ١٢٣-١٣٢ ).
الإيضاح :
﴿ وإن إلياس لمن المرسلين ﴾قال ابن جرير : هو إلياس بن ياسين بن فنحاص ابن العيزار بن هارون أخي موسى عليهما السلام، فهو إسرائيلي من سبط هارون.
الإيضاح :
﴿ إذ قال لقومه ألا تتقون ﴾أي أنذر قومه وحذرهم بأس الله فقال : ألا تخافون الله، فتمتثلوا أوامره وتتركوا نواهيه ؟
ثم ذكر سبب الخوف فقال :﴿ أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين* الله ربكم ورب آبائكم الأولين ﴾.
الإيضاح :
﴿ أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين* الله ربكم ورب آبائكم الأولين ﴾بعل اسم صنم، أي أتعبدون هذا الصنم. وتتركون عبادة من خلقكم وخلق آباؤكم السابقين وهو المستحق للعبادة وحده دون سواه ؟
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢٥:الإيضاح :
﴿ أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين* الله ربكم ورب آبائكم الأولين ﴾بعل اسم صنم، أي أتعبدون هذا الصنم. وتتركون عبادة من خلقكم وخلق آباؤكم السابقين وهو المستحق للعبادة وحده دون سواه ؟

الإيضاح :
ثم بين أن قومه كذبوه واستمروا في غوايتهم فقال :﴿ فكذبوه فإنهم لمحضرون ﴾أي فكذبوه فيما تضمنه كلامه من وجوب توحيد الخالق، وتحريم الإشراك به، وعقابه تعالى عليه، فهم لأجل ذلك يحضرون يوم القيامة للعذاب، ويجاوزن على سوء أفعالهم وأقوالهم.
الإيضاح :
ثم أخرج من بينهم جماعة لم يكذبوا فلم يلحقهم هذا العذاب والهوان فقال :﴿ إلا عباد الله المخلصين ﴾أي إلا قوما منهم أخلصوا العمل لله وأنابوا إليه فأولئك يجزون الجزاء الأوفى على ما أسلفوا من عمل صالح، وقدموا من ذخر طيب.
الإيضاح :
﴿ وتركنا عليه في الآخرين* سلام على إلياسين* إنا كذلك نجزي المحسنين* إنه من عبادنا المؤمنين ﴾الكلام فيه كما تقدم فيما قبله سوى أن إلياسين لغة في إلياس وكثيرا ما يتصرفون في الأسماء غير العربية.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢٩:الإيضاح :
﴿ وتركنا عليه في الآخرين* سلام على إلياسين* إنا كذلك نجزي المحسنين* إنه من عبادنا المؤمنين ﴾الكلام فيه كما تقدم فيما قبله سوى أن إلياسين لغة في إلياس وكثيرا ما يتصرفون في الأسماء غير العربية.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢٩:الإيضاح :
﴿ وتركنا عليه في الآخرين* سلام على إلياسين* إنا كذلك نجزي المحسنين* إنه من عبادنا المؤمنين ﴾الكلام فيه كما تقدم فيما قبله سوى أن إلياسين لغة في إلياس وكثيرا ما يتصرفون في الأسماء غير العربية.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢٩:الإيضاح :
﴿ وتركنا عليه في الآخرين* سلام على إلياسين* إنا كذلك نجزي المحسنين* إنه من عبادنا المؤمنين ﴾الكلام فيه كما تقدم فيما قبله سوى أن إلياسين لغة في إلياس وكثيرا ما يتصرفون في الأسماء غير العربية.

قصص لوط عليه السلام :
﴿ وإن لوطا لمن المرسلين١٣٣ إذ نجيناه وأهله أجمعين١٣٤ إلا عجوزا في الغابرين١٣٥ ثم دمرنا الآخرين١٣٦ وإنكم لتمرون عليهم مصبحين١٣٦ وبالليل أفلا تعقلون ﴾( الصافات : ١٣٣-١٣٨ ).
الإيضاح :
﴿ وإن لوطا لمن المرسلين ﴾أي وإنا أرسلنا لوطا إلى قومه أهل سذوم، وكانوا قد أتوا من المنكرات والفواحش ما لم يأته أحد من العالمين، فنصحهم فلم ينتصحوا، فأهلكم الله ونجاه هو وقومه كما قال :﴿ إذ نجيناه وأهله أجمعين* إلا عجوزا في الغابرين ﴾
الإيضاح :
﴿ إذ نجيناه وأهله أجمعين* إلا عجوزا في الغابرين ﴾ أي فنجيناه هو وأهله من بين أظهرهم إلا امرأته، فإنها هلكت مع من هلك من قومها، وجعلنا محلتهم من الأرض بحيرة ذات ماء رديء الطعم، منتن الريح.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٣٤:الإيضاح :
﴿ إذ نجيناه وأهله أجمعين* إلا عجوزا في الغابرين ﴾ أي فنجيناه هو وأهله من بين أظهرهم إلا امرأته، فإنها هلكت مع من هلك من قومها، وجعلنا محلتهم من الأرض بحيرة ذات ماء رديء الطعم، منتن الريح.

الإيضاح :
﴿ ثم دمرنا الآخرين ﴾أي ثم أهلكنا عدا من ذكرنا.
الإيضاح :
ثم أرشد مشركي مكة إلى النظر والاعتبار بما حل بهم وبأمثالهم من المكذبين فقال :
﴿ وإنكم لتمرون عليهم مصبحين* وبالليل ﴾أي وإنكم لتمرون عليهم وأنتم مسافرون إلى الشام حين الصباح، أو أول الليل فترون آثار ديارهم التي عفت وأضحت خرابا يبابا، لا أنيس فيها ولا جليس، ولا ديار ولا نافخ نار.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٣٧:الإيضاح :
ثم أرشد مشركي مكة إلى النظر والاعتبار بما حل بهم وبأمثالهم من المكذبين فقال :
﴿ وإنكم لتمرون عليهم مصبحين* وبالليل ﴾أي وإنكم لتمرون عليهم وأنتم مسافرون إلى الشام حين الصباح، أو أول الليل فترون آثار ديارهم التي عفت وأضحت خرابا يبابا، لا أنيس فيها ولا جليس، ولا ديار ولا نافخ نار.


الإيضاح :
﴿ أفلا تعقلون ﴾أي أتشاهدون هذا فلا تعتبروا ولا تخافوا أن يصيبكم مثل ما أصابهم ؟ فإن ما حل بهم من البلاء إنما كان لمخالفة رسولهم كما تفعلون.
قصص يونس عليه السلام :
﴿ وإن يونس لمن المرسلين١٣٩ إذ أبق إلى الفلك المشحون١٤٠ فساهم فكان من المدحضين١٤١ فالتقمه الحوت وهو مليم١٤٢ فلولا أنه كان من المسبحين١٤٣ للبث في بطنه إلى يوم يبعثون١٤٤ فنبذناه بالعراء وهو سقيم١٤٥ وأنبتنا عليه شجرة من يقطين١٤٦ وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون١٤٧ فآمنوا فمتعناهم إلى حين ﴾( الصافات : ١٣٩-١٤٨ ).
الإيضاح :
﴿ وإن يونس لمن المرسلين* إذ أبق إلى الفلك المشحون* فساهم فكان من المدحضين ﴾أي وإن يونس لرسول من ربه إلى قومه أهل نينوى بالموصل، حين هرب إلى الفلك المملوء بغير إذن ربه، فقارع أهل الفلك فكان من المغلوبين في القرعة وقد رووا في إباقة الرواية الآتية : إنه لما أوعد قومه بالعذاب خرج من بينهم قبل أن يأمره الله تعالى بالهجرة، فركب سفينة فوقفت فقالوا ها هنا عبد آبق من سيده، وكان الملاحون يزعمون أن السفينة إذا كان فيها آبق لا تجري، فاقترعوا فخرجت القرعة عليه، فقال أنا الآبق وألقى نفسه في السماء.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٣٩:قصص يونس عليه السلام :
﴿ وإن يونس لمن المرسلين١٣٩ إذ أبق إلى الفلك المشحون١٤٠ فساهم فكان من المدحضين١٤١ فالتقمه الحوت وهو مليم١٤٢ فلولا أنه كان من المسبحين١٤٣ للبث في بطنه إلى يوم يبعثون١٤٤ فنبذناه بالعراء وهو سقيم١٤٥ وأنبتنا عليه شجرة من يقطين١٤٦ وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون١٤٧ فآمنوا فمتعناهم إلى حين ﴾( الصافات : ١٣٩-١٤٨ ).

الإيضاح :

﴿ وإن يونس لمن المرسلين* إذ أبق إلى الفلك المشحون* فساهم فكان من المدحضين ﴾أي وإن يونس لرسول من ربه إلى قومه أهل نينوى بالموصل، حين هرب إلى الفلك المملوء بغير إذن ربه، فقارع أهل الفلك فكان من المغلوبين في القرعة وقد رووا في إباقة الرواية الآتية : إنه لما أوعد قومه بالعذاب خرج من بينهم قبل أن يأمره الله تعالى بالهجرة، فركب سفينة فوقفت فقالوا ها هنا عبد آبق من سيده، وكان الملاحون يزعمون أن السفينة إذا كان فيها آبق لا تجري، فاقترعوا فخرجت القرعة عليه، فقال أنا الآبق وألقى نفسه في السماء.


تفسير المفردات :
أصل الإباق : هرب العبد من سيده، والمراد هنا أنه هاجر بغير إذن ربه، المشحون : المملوء.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٣٩:قصص يونس عليه السلام :
﴿ وإن يونس لمن المرسلين١٣٩ إذ أبق إلى الفلك المشحون١٤٠ فساهم فكان من المدحضين١٤١ فالتقمه الحوت وهو مليم١٤٢ فلولا أنه كان من المسبحين١٤٣ للبث في بطنه إلى يوم يبعثون١٤٤ فنبذناه بالعراء وهو سقيم١٤٥ وأنبتنا عليه شجرة من يقطين١٤٦ وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون١٤٧ فآمنوا فمتعناهم إلى حين ﴾( الصافات : ١٣٩-١٤٨ ).

الإيضاح :

﴿ وإن يونس لمن المرسلين* إذ أبق إلى الفلك المشحون* فساهم فكان من المدحضين ﴾أي وإن يونس لرسول من ربه إلى قومه أهل نينوى بالموصل، حين هرب إلى الفلك المملوء بغير إذن ربه، فقارع أهل الفلك فكان من المغلوبين في القرعة وقد رووا في إباقة الرواية الآتية : إنه لما أوعد قومه بالعذاب خرج من بينهم قبل أن يأمره الله تعالى بالهجرة، فركب سفينة فوقفت فقالوا ها هنا عبد آبق من سيده، وكان الملاحون يزعمون أن السفينة إذا كان فيها آبق لا تجري، فاقترعوا فخرجت القرعة عليه، فقال أنا الآبق وألقى نفسه في السماء.


تفسير المفردات :
فساهم : أي فقارع من في الفلك، أي عمل قرعة، المدحضين : أي المغلوبين بالقرعة.
تفسير المفردات :
فالتقمه : أي فابتلعه، مليم : أي آت ما يستحق عليه اللوم.
الإيضاح :
﴿ فالتقمه الحوت وهو مليم ﴾أي فالتقمه الحوت وهو فاعل ما يلام عليه من الهجرة بغير إذن ربه، وقد كان عليه أن يصبر على أذى قومه كما صبر أولوا العزم من الرسل.
الإيضاح :
ثم ذكر سبحانه أنه أنجاه لما كان له من عمل صالح فقال :
﴿ فلولا أنه كان من المسبحين* للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ﴾أي فلولا أنه كان من الذاكرين الله كثيرا والمسبحين بحمده طوال عمره، للبث ميتا في بطنه إلى يوم البعث، إذ كان يهضم كبقية أنواع الطعام ويتحول إلى غذاء له كسائر أنواع الأغذية التي يأكلها.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٤٣:الإيضاح :
ثم ذكر سبحانه أنه أنجاه لما كان له من عمل صالح فقال :
﴿ فلولا أنه كان من المسبحين* للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ﴾أي فلولا أنه كان من الذاكرين الله كثيرا والمسبحين بحمده طوال عمره، للبث ميتا في بطنه إلى يوم البعث، إذ كان يهضم كبقية أنواع الطعام ويتحول إلى غذاء له كسائر أنواع الأغذية التي يأكلها.

تفسير المفردات :
بالعراء : أي بالمكان الخالي.
الإيضاح :
﴿ فنبذناه بالعراء وهو سقيم ﴾ : أي فجعلنا الحوت يلقيه في مكان خال لا نبات فيه ولا شجر، وهو عليل الجسم سقيم النفس، لما لحقه من النعم مما حدث من قومه معه، إذ أعرضوا عن دعوته ولم يصدقوه فيما جاء به، وقد كان يرجو لهم الخير والسعادة في دنياهم وآخرتهم ولما وجد من شدة وجهد في ابتلاع الحوت له.
تفسير المفردات :
يقطين : أي دباء ( القرع العسلي المعروف الآن ) وقيل : الموز وهو أظهر لأن أوراقه أعرض.
الإيضاح :
ثم بين لطفه به ورعايته له حتى لا يتعرض لحر الشمس ولا لزمهرير البرد فقال :﴿ وأنبتنا عليه شجرة من يقطين ﴾ : أي فأنبتنا حواليه شجرة موز يتغطى بورقها، ويستظل بأغصانها فتقيه لفح الشمس ووهجها، وبرد الصحراء وشديد صرها، وكذلك يأكل من ثمارها، فتغنيه عن طلب الغذاء من أي جهة أخرى.
الإيضاح :
﴿ وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون ﴾ أي فأرسلناه مرة أخرى إلى هؤلاء القوم وقد كانوا مائة ألف بل يزيدون، فاستقامت حالهم وآمنوا به، لأنه بعد أن خرج من بين أظهرهم رأوا أنهم قد أخطؤوا وأنهم إذا لم يتبعوا رسولهم هلكوا كما حدث لمن قبلهم من الأمم، فلما عاد إليهم ودعاهم إلى ربه لبوا الدعوة طائعين منقادين لأمر الله ونهيه، فمتعناهم في هذه الحياة حتى انقضت آجالهم وهلكوا فيمن هلك.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٤٧:الإيضاح :
﴿ وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون ﴾ أي فأرسلناه مرة أخرى إلى هؤلاء القوم وقد كانوا مائة ألف بل يزيدون، فاستقامت حالهم وآمنوا به، لأنه بعد أن خرج من بين أظهرهم رأوا أنهم قد أخطؤوا وأنهم إذا لم يتبعوا رسولهم هلكوا كما حدث لمن قبلهم من الأمم، فلما عاد إليهم ودعاهم إلى ربه لبوا الدعوة طائعين منقادين لأمر الله ونهيه، فمتعناهم في هذه الحياة حتى انقضت آجالهم وهلكوا فيمن هلك.

المعنى الجملي : أمر الله رسوله في صدر هذه السورة بتبكيت قريش وتوبيخهم على إنكارهم للبعث مع قيام الأدلة وتظاهرها على وجوده، ثم ساق الكثير منها مما لا يمكن رده ولا جحده، ثم أعقبه بذكر ما سيلقونه من العذاب حينئذ، واستثنى منهم عباد الله المخلصين وبين ما يلقونه من النعيم، ثم عطف على هذا أنه قد ضل قبلهم أكثر الأولين وأنه أرسل إليهم منذرين، ثم أورد قصص بعض الأنبياء تفصيلا متضمنا وصفهم بالفضل والعبودية له عز وجل :
وهنا أمره بالتنديد عليهم ثانيا بطريق الاستفتاء عن وجه القسمة الجائرة التي عملوها وهي جعل البنات لله وجعل البنين لأنفسهم بقولهم : الملائكة بنات الله، ثم بالتقريع ثالثا على استهانتهم بالملائكة بجعلهم إناثا، ثم أبطل كلا من هذين بالحجة التي لا يجد العاقل محيصا عن التصديق بها والإذعان لها.
الإيضاح :
﴿ فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون ﴾ : أي سل قريشا مؤنبا لها ومقرعا على ضعف أحلامها وسفاهة عقولها، ألربي البنات ولكم البنون ؟ فمن أين جاءكم هذا التقسيم، وإلام تستندون ؟ وإنكم لتكرهون البنات وتبغضونها أشد البغض كما جاء في قوله :﴿ وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم ﴾( النحل : ٥٨ ).
ونحو الآية قوله في سورة النجم :﴿ ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى ﴾( النجم : ٢١-٢٢ ) أي قسمة جائرة.
الإيضاح :
﴿ أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون ﴾ : أي بل أخلقنا الملائكة إناثا وقد شهدوا هذا الخلق ؟ وهذا ترق في التوبيخ لهم على هذه المقالة، إذ أن ذلك لا يعلم إلا بالمشاهدة أو النقل، ولا سبيل إلى معرفته بالعقل، حتى يقوم الدليل والبرهان على صحته، والنقل الصحيح الذي يؤيد ما تدعون لا يوجد، فلم تبق إلا المشاهدة، وهذه لم تحصل، ونحو الآية قوله :﴿ وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمان إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون ﴾( الزخرف : ١٩ ).
المعنى الجملي : أمر الله رسوله في صدر هذه السورة بتبكيت قريش وتوبيخهم على إنكارهم للبعث مع قيام الأدلة وتظاهرها على وجوده، ثم ساق الكثير منها مما لا يمكن رده ولا جحده، ثم أعقبه بذكر ما سيلقونه من العذاب حينئذ، واستثنى منهم عباد الله المخلصين وبين ما يلقونه من النعيم، ثم عطف على هذا أنه قد ضل قبلهم أكثر الأولين وأنه أرسل إليهم منذرين، ثم أورد قصص بعض الأنبياء تفصيلا متضمنا وصفهم بالفضل والعبودية له عز وجل :
وهنا أمره بالتنديد عليهم ثانيا بطريق الاستفتاء عن وجه القسمة الجائرة التي عملوها وهي جعل البنات لله وجعل البنين لأنفسهم بقولهم : الملائكة بنات الله، ثم بالتقريع ثالثا على استهانتهم بالملائكة بجعلهم إناثا، ثم أبطل كلا من هذين بالحجة التي لا يجد العاقل محيصا عن التصديق بها والإذعان لها.
الإيضاح :
﴿ ألا إنهم من إفكهم ليقولون* ولد الله ﴾أي وما جرأهم على هذا القول الهراء والرأي الخطل إلا اعتقادهم الباطل أن لله ولدا، وهو افتراء قبيح وإفك صريح، لا مستند له، ولا شبهة ترشد إلى صدقه.
ثم أكد هذا النفي بقوله :﴿ وإنهم لكاذبون ﴾.
الإيضاح :
﴿ وإنهم لكاذبون ﴾فيما يقولون، ولا أثرة لهم من علم يصدق ما يعتقدون، فمن أين جاءهم هذا ؟
الإيضاح :
﴿ أصطفى البنات على البنين ﴾ : أي أي شيء يحمله على أن يختار البنات ويترك البنين ؟ والعرف والعادة والمنطق السليم شاهد صدق على غير هذا. ونحو الآية قوله :﴿ أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا إنكم لتقولون قولا عظيما ﴾( الإسراء : ٤٠ ).
الإيضاح :
﴿ ما لكم كيف تحكمون ﴾أي : أما لكم عقول تتدبرون بها ما تقولون، وتتفكرون في صحة ما تعتقدون ؟ فالعقل يقضي ببطلان مثل هذا.
الإيضاح :
﴿ أفلا تذكرون ﴾فتعرفوا خطأ ما تعتقدون، وترجعوا على أنفسكم باللائمة فيما تقولون.
الإيضاح :
ثم زاد في تأنيبهم وتقريهم وطالبهم ببرهان من النقل يؤيد صحة ما يدعون فقال :﴿ أم لكم سلطان مبين ﴾أي : بل ألكم حجة واضحة على هذا نزل بها وحي ؟ إن كان الأمر هكذا فأروني كتابكم الذي يؤيد ما تقولون إن كنتم صادقين.
ولا يخفى ما في هذه الآيات من الدلالة على السخط العظيم، والإنكار الشديد لأقاويلهم، وتسفيه أحلامهم، مع الاستهزاء بهم، والتعجيب من جهلهم.
الإيضاح :
ثم ذكر أن هذه العقيدة ستؤدي بهم على ما لا ينبغي أن يقال، فقال :﴿ وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ﴾ : المراد بالجنة الملائكة، وسموا جنا لاجتنانهم واستثارهم عن العيون، أي وجعلوا بينه وبين الملائكة مشاكلة ومناسبة، فقالوا الملائكة بنات الله.
ثم ذكر أنهم سيندمون على مقالتهم هذه، فقال :﴿ ولقد علمت الجنة أنه لمحضرون ﴾ : أي ولقد علمت الملائكة الذين ادعى المشركون أن بينه تعالى وبينهم نسبا- إن هؤلاء المشركين محضرون إلى النار ومعذبون فيها لكذبهم وافترائهم في قيلهم هذا.
قال مجاهد ومقاتل : القائل ذلك هم كنانة وخزاعة، قالوا إن الله خطب إلى سادات الجن فزوجوه من سروات بناتهم، فالملائكة بنات الله من سروات بنات الجن، وقال الحسن : أشركوا الشيطان في عبادة الله، فهو النسب الذي جعلوه، وقال الكلبي وقتادة : قالت اليهود - لعنهم الله- : إن الله صاهر الجن فكانت الملائكة من بينهم.
والخلاصة : إن هؤلاء سيعذبون في النار على تقولهم على الله بغير علم بإثبات البنات له دون أن يكون هناك نص على ذلك.
الإيضاح :
ثم نزه سبحانه نفسه عن كل ما لا يليق به من هذه النقائص فقال :﴿ سبحان الله عما يصفون ﴾ : أي تقدس ربنا عن أن يكون له ولد، وعما يصفه به الظالمون علوا كبيرا.
الإيضاح :
﴿ إلا عباد الله المخلصين ﴾ : أي ولكن المخلصين المتبعين للحق المنزل على الرسل ناجون فلا يحضرون إلى النار ولا يعذبون.
المعنى الجملي : بعد أن أثبت فساد آراء المشركين ومذاهبهم- أتبع ذلك بما نبه إلى أن هؤلاء المشركين لا يقدرون على حمل أحد على الضلال إلا إذا كان مستعدا له، وقد سبق في حكم الله أنه من أهل النار وأنه لا محالة واقع فيها، ثم حكى اعتراف الملائكة بالعبودية تنبيها إلى فساد قول من ادعى أنهم أولاد الله.
الإيضاح :
﴿ فإنكم وما تعبدون ﴾ : أي فإنكم أيها المشركون مع معبوديكم من الأوثان والأصنام لا يتسهل لكم أن تفتنوا إلا من هو ضال مثلكم.
تفسير المفردات :
بفاتنين : أي بمضلين من قولهم فتن فلان على فلان امرأته إذا أفسدها عليه.
المعنى الجملي : بعد أن أثبت فساد آراء المشركين ومذاهبهم- أتبع ذلك بما نبه إلى أن هؤلاء المشركين لا يقدرون على حمل أحد على الضلال إلا إذا كان مستعدا له، وقد سبق في حكم الله أنه من أهل النار وأنه لا محالة واقع فيها، ثم حكى اعتراف الملائكة بالعبودية تنبيها إلى فساد قول من ادعى أنهم أولاد الله.
الإيضاح :
﴿ فإنكم وما تعبدون* ما أنتم عليه بفاتنين* إلا من هو صال الجحيم ﴾أي فإنكم أيها المشركون مع معبوديكم من الأوثان والأصنام لا يتسهل لكم أن تفتنوا إلا من هو ضال مثلكم، ومن كتب له أنه من أصحاب النار فهو لا محالة يكبكب فيها، قال لبيد ابن ربيعة فأحسن :
أحمد الله فلا ند له بيديه الخير ما شاء فعل
من هداه سبل الخير اهتدى ناعم البال ومن شاء أضل
تفسير المفردات :
صال الجحيم : أي داخل في النار ومعذب فيها.
الإيضاح :
ثم حكى سبحانه اعتراف الملائكة بالعبودية لربهم فقال :﴿ وما منا إلا له مقام معلوم ﴾ : أي وإن لكل منا مرتبة لا يتجاوزها في العبادة والانتهاء إلى أمر الله تعالى خضوعا لعظمته، وخشوعا لهيبته، وتواضعا لجلاله كما روي في الخبر " فمنهم راكع لا يقيم صلبه، وساجد لا يرفع رأسه ".
تفسير المفردات :
الصافون : أي صافوا أنفسهم للعبادة.
الإيضاح :
﴿ وإنا لنحن الصافون ﴾ : أي إنا لنقف صفوفا في أداء الطاعات، ومنازل الكرامات، لكل منا منزلة لا يعدوها، ومرتبة لا يتخطاها. وفي صحيح مسلم عن جابر بن سمرة قال :" خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في المسجد فقال :" ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها "، فقلنا : يا رسول الله كيف تصف الملائكة عند ربها ؟ قال :" يتمون الصفوف الأول ويتراصون في الصف " وكان عمر يقول إذا قام للصلاة : أقيموا صفوفكم واستووا، إنما يريد الله بكم هدى الملائكة عند ربها ويقرأ :﴿ وإنا لنحن الصافون ﴾تأخر يا فلان، تقدم يا فلان، ثم يتقدم فيكبر.
الإيضاح :
﴿ وإنا لنحن المسبحون ﴾ : أي وإنا لنتنزه الله تعالى عما لا يليق به، فنحن عبيد له، فقراء إليه، خاضعون لأوامره.
الإيضاح :
ثم حكى عن المشركين مقالتهم قبل بعث النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
تفسير المفردات :
ذكرا : أي كتابا.
﴿ لو أن عندنا ذكرا من الأولين* لكنا عباد الله المخلصين ﴾أي ولقد كانوا يتمنون قبل ان يأتيهم الرسول أن لو كان عندهم من يذكرهم بأمر الله ونهيه ويأتيهم بكتاب من عنده، ليخلصوا له العبادة، ويكونوا أهدى سبيلا ممن سبقهم من أهل الكتب السالفة من اليهود والنصارى.
الإيضاح :
ثم بين أنهم كانوا كاذبين وأن حالهم بعد مجيئه كانت على غير ما قالوا، فقال :﴿ فكفروا به فسوف يعلمون ﴾ : أي ثم بعد أن جاءهم الذكر والكتاب المهيمن على كل الكتب أعرضوا عنه وكفروا به، وأنهم سوف يعلمون عاقبة عنادهم وما سيحل بهم من نقمتنا وعذابنا. ونحو الآية قوله :﴿ وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا ﴾( فاطر : ٤٢ ).
ولا يخفى ما في هذا من الوعيد الأكيد، والتهديد الشديد، على كفرهم بربهم، وتكذيبهم برسوله صلى الله عليه وسلم.
المعنى الجملي : لما هدد سبحانه المشركين بقوله : فسوف يعلمون- أردفه ما يقوي قلب رسوله صلى الله عليه وسلم بوعده بالنصر والتأييد، كما جاء في آية أخرى﴿ كتب الله لأغلبن أنا ورسلي ﴾( المجادلة : ٢١ ).
تفسير المفردات :
كلمتنا : وعدنا.
الإيضاح :
﴿ ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين* إنهم لهم المنصورون* وإن جندنا لهم الغالبون ﴾ : أي ولقد سبق وعدنا أن العاقبة للرسل وأتباعهم في الدنيا والآخرة، فننصرهم على أعدائهم بقهرهم والنيل منهم، بقتلهم أو تشريدهم أو إجلائهم عن الأوطان أو أسرهم او نحو ذلك.
ونحو الآية قوله :﴿ إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ﴾( غافر : ٥١ ).
تفسير المفردات :
المنصورون : أي الغالبون في الحرب وغيرها.
تفسير المفردات :
جندنا : أي أتباع رسلنا.
الإيضاح :
﴿ فتول عنهم حتى حين ﴾ : أي وأعرض عنهم، واصبر على أذاهم، وانتظر مدة قليلة، وسنجعل لك العاقبة والنصرة والتأييد.
الإيضاح :
﴿ وأبصرهم فسوف يبصرون ﴾أي وانظر وارتقب ما يحل بهم من العذاب والنكال بمخالفتك وتكذيبك، وسوف يبصرون انتشار دينك وإقبال الناس عليه أفواجا، زرافات ووحدانا مصداقا لوعده بقوله :﴿ إذا جاء نصر الله والفتح ١ ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا٢ فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا ﴾( النصر : ١-٣ ).
الإيضاح :
ثم وبخهم على استعجالهم العذاب حين قالوا يا محمد أرنا العذاب الذي تخوفنا به وعجله لنا فنزل.
﴿ أفبعذابنا يستعجلون ﴾قبل حلوله ؟ وهم إنما فعلوا حلوله ؟ وهم إنما فعلوا ذلك بتكذيبهم به، وكفرهم بك والله منزله عليهم لا محالة.
تفسير المفردات :
والساحة : المكان الواسع.
الإيضاح :
﴿ فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين ﴾أي : فإذا نزل العذاب بمحلتهم فبئس اليوم يومهم لهلاكهم ودمارهم، وفي الصحيحين عن أنس قال :" صبح رسول الله خيبر فلما خرجوا بفؤوسهم ومساحيهم ورأوا الجيش رجعوا وهم يقولون : محمد والله، محمد والخميس- الجيش-، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" الله أكبر، خربت خيبر، إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين " رواه البخاري.
قال صاحب الكشاف : مثل العذاب النازل بهم بعد ما أنذروه فأنكروا، بجيش أنذر بهجومه قوما بعض نصاحهم، فلم يلتفتوا إلى إنذاره ولا أخذوا أهبتهم ولا دبروا أمرهم تدبيرا ينجيهم، حتى أناخ بفنائهم بغتة فشن عليهم الغرة وقطع دابرهم اه.
الإيضاح :
ثم أكد ما سبق من وقوع الميعاد غب توكيد مع ما فيه من تسلية لرسوله إثر تسلية فقال :﴿ وتول عنهم حتى حين* وأبصر فسوف يبصرون ﴾أي : وأعرض أيها الرسول عن هؤلاء المشركين وخلهم وفريتهم على ربهم إلى أن يأذن بهلاكهم، وانظر إليهم، فسوف يرون ما يحل بهم من عقابنا حين لا تنفعهم التوبة.
الإيضاح :
ثم ختم سبحانه السورة بخاتمة شريفة جامعة لتنزيهه سبحانه وتعالى عما لا يليق به مع وصف نفسه بصفات الكمال ومدحه للرسل الكرام فقال :
﴿ سبحان ربك رب العزة عما يصفون* وسلام على المرسلين *والحمد لله رب العالمين ﴾أي تنزيها لربك أيها الرسول رب القوة والغلبة عما يصفه به هؤلاء المفترون من مشركي قريش من نحو قولهم : ولد الله. وقولهم : الملائكة بنات الله. وأمنة من الله للمرسلين الذين أرسلهم إلى أممهم- من العذاب الأكبر ومن أن ينالهم مكروه من قبله تعالى، والحمد لله رب الثقلين الجن والإنس خالصا له دون سواه، لأن كل نعمة لعباده فهي منه.
وهذا تعليم من الله للمؤمنين أن يقولوا ذلك ولا يغفلوا عنه.
روى البغوي عن علي كرم الله وجهه أنه قال :" من أحب أن يكتال بالمكيال الأوفى من الأجر يوم القيامة فليكن آخر كلامه من مجلسه : سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين. والحمد لله رب العالمين ".
وعن أبي سعيد الخدري قال :" سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة ولا مرتين يقول في آخر صلاته أو حين ينصرف﴿ سبحان ربك رب العزة عما يصفون* وسلام على المرسلين*والحمد لله رب العالمين ﴾.
Icon