تفسير سورة الطور

المنتخب في تفسير القرآن الكريم
تفسير سورة سورة الطور من كتاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم .
لمؤلفه المنتخب . المتوفي سنة 2008 هـ
بدأت السورة بالقسم بخمسة من أعظم المخلوقات على وقوع العذاب بالمكذبين، ثم خلصت إلى الحديث عن نزوله بهم، وألوانه معهم يوم البعث والجزاء، وانتقلت إلى الحديث عن نعيم المتقين وما يتفكهون به في جنات الخلد ما ينالون من صنوف الإكرام، ثم ما تقر به أعينهم من اتباع ذريتهم بهم، ورفع درجتهم إليهم. وأعقبت ذلك أمرا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمداومة على التذكير دون مبالاة بما يتقول عليه الكافرون، أو الالتفات لما يصفون به القرآن الكريم، مظهرة عجزهم عن أن يأتوا بحديث مثله.
كما سفهت كثيرا من آرائهم الفاسدة إعلانا لضلالهم، وسوء تقديرهم، ثم ختمت بتوجيه الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن يتركهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون، وأمرته أن يصبر لحكم ربه بإمهالهم، فإن ذلك لن يضيره، لأنه في حفظ ربه ورعايته، كما دعته إلى تسبيح الله وتنزيهه في جميع الأوقات في كل قيام يكون منه لأي غرض من الأغراض، وفي الليل عند غروب النجوم.

١ - أقسم بجبل طور سيناء الذي كلَّم الله عليه موسى، وبكتاب منزل من عند الله مكتوب في صحف ميسرة للقراءة، وبالبيت المعمور بالطائقين والقائمين والركع السجود، وبالسماء المرفوعة بغير عمد، وبالبحر المملوء.
٧ - إن عذاب ربك الذي توعد به الكافرين لنازل بهم لا محالة، ليس له من دافع يدفعه عنهم.
٩ - يوم تضطرب السماء اضطراباً شديداً، وتنتقل الجبال من مقارها انتقالاً ظاهراً.
١١ - فهلاك شديد في هذا اليوم للمكذبين بالحق، والذين هم في باطل يلهون.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١:١١ - فهلاك شديد في هذا اليوم للمكذبين بالحق، والذين هم في باطل يلهون.
١٣- يوم يُدْفعون إلى نار جهنم دفعاً عنيفاً.
١٤- يقال لهم : هذه النار التي كنتم بها تكذبون في الدنيا.
١٥- أبقيتم على إنكاركم، فهذا الذي تشاهدونه من النار سحراً ؟ أم أنتم لا تبصرون !.
١٦- ادخلوها وذوقوا حرَّها، فاصبروا على شدائدها أو لا تصبروا، فصبركم وعدمه سواء عليكم، إنما تلاقون اليوم جزاء ما كنتم تعملون في الدنيا.
١٧- إن المتقين في جنات فسيحات، لا يحاط بوصفها، ونعيم عظيم كذلك.
١٨- متنعمين بما أعطاهم ربهم، ووقاهم ربهم عذاب النار.
١٩- يقال لهم : كلوا طعاماً هنيئاً، واشربوا شراباً سائغاً، جزاء بما كنتم تعملون في الدنيا.
٢٠- جالسين متكئين على أرائك مصفوفة، وزوجناهم بنساء بيض واسعات العيون حسانها.
٢١- والذين أمنوا واستحقوا درجات عالية، واتبعتهم ذريتهم بإيمان، ولم يبلغوا درجات الآباء، ألحقنا بهم ذريتهم، لتقر أعينهم بهم، وما نقصناهم شيئاً من ثواب أعمالهم. ولا يحمل الآباء شيئاً من أخطاء ذرياتهم، لأن كل إنسان مرهون بعمله، لا يؤخذ به غيره.
٢٢- وزدناهم بفاكهة كثيرة، ولحم مما يشتهون.
٢٣- يتجاذبون في الجنة - متوادين - كأساً مليئة بالشراب، لا يكون منهم بشربها كلام باطل، ولا عمل يستوجب الإثم.
٢٤- ويطوف عليهم غلمان مُعَدُّون لخدمتهم، كأنهم في الصفاء والبياض لؤلؤ مصون.
٢٥- وأقبل بعض أهل الجنة على بعض، يسأل كل صاحبه عن عظم ما هم فيه وسببه.
٢٦ - قالوا : إنا كنا قبل هذا النعيم بين أهلينا خائفين من عذاب الله، فَمَنَّ الله علينا برحمته ووقانا عذاب النار.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٦:٢٦ - قالوا : إنا كنا قبل هذا النعيم بين أهلينا خائفين من عذاب الله، فَمَنَّ الله علينا برحمته ووقانا عذاب النار.
٢٨- إنا كنا من قبل في الدنيا نعبده. إنه - وحده - هو المحسن الواسع الرحمة.
٢٩- فَدُمْ على ما أنت عليه من التذكير، فما أنت - بما أنعم الله عليك من النبوة ورجاحة العقل - بكاهن، تخبر بالغيب دون علم، ولا مجنون تقول ما لا تقصد.
٣٠ - بل أيقولون هو شاعر، ننتظر به نزول الموت ؟، قل تهديداً لهم، انتظروا فإني معكم من المنتظرين عاقبة أمري وأمركم.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٠:٣٠ - بل أيقولون هو شاعر، ننتظر به نزول الموت ؟، قل تهديداً لهم، انتظروا فإني معكم من المنتظرين عاقبة أمري وأمركم.
٣٢- أتأمرهم عقولهم بهذا القول المتناقض ؟، فالكاهن والشاعر ذو فطنة وعقل، والمجنون لا عقل له، بل هم قوم مجاوزون الحد في العناد.
٣٣- أيقولون : اختلق محمد القرآن ؟ بل هم لمكابرتهم لا يؤمنون.
٣٤- فليأتوا بحديث مثل القرآن، إن كانوا صادقين في قولهم : أن محمدا اختلقه.
٣٥- أَخُلِقُوا من غير خالق. أم هم الذين خَلَقُوا أنفسهم، فلا يعترفون بخالق يعبدونه ؟.
٣٦- أخلقوا السماوات والأرض على هذا الصنع البديع ؟ بل هم لا يوقنون بما يجب للخالق، فلهذا يشركون به.
٣٧- أعندهم خزائن ربك يتصرفون فيها ؟، بل أهم القاهرون المدبرون للأمور كما يشاءون ؟.
٣٨- بل ألهم مرقى يصعدون فيه إلى السماء، فيستمعون ما يقضي به الله ؟ فليأت مستمعهم بحجة واضحة تصدق دعواه.
٣٩ - بل ألله البنات كما تزعمون، ولكم البنين كما تحبون.
٤٠ - بل أتسألهم شيئا من الأجر على تبليغ الرسالة، فهم لما يلحقهم من الغرامة مثقلون متبرمون.
٤١ - بل أعندهم علم الغيب، فهم يكتبون منه ما شاءوا ؟.
٤٢ - بل أيريدون مكرا بك وإبطالا لرسالتك ؟، فالذين كفروا هم الذين يحيق بهم مكرهم.
٤٣ - أم لهم معبود غير الله يمنعهم من عذاب الله، تنزيها لله عما يشركون.
٤٤ - وإن يشاهدوا جزءا من السماء ساقطا عليهم لعذابهم، يقولوا عنادا : هو سحاب مجتمع.
٤٥ - فدعهم غير مكترث بهم، حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يهلكون.
٤٦ - يوم لا يدفع عنهم مكرهم شيئا من العذاب، ولا هم يجدون ناصرا.
٤٧ - وإن للذين ظلموا عذابا غير العذاب الذي يهلكون به في الدنيا، ولكن أكثرهم لا يعلمون ذلك.
٤٨ - واصبر لحكم ربك بإمهالهم، وعلى ما يلحقك من أذاهم، فإنك في حفظنا ورعايتنا، فلن يضرك كيدهم، وسبح بحمد ربك حين تقوم.
٤٩ - وتخير جزءا من الليل فسبحه فيه، وسبحه وقت إدبار النجوم.
Icon