ﰡ
٢ - النحل: ٨٩..
٣ - الشورى: ٥٢..
فإذا كانت الألسنة مختلفة بما لا يفهمه بعضهم عن بعض، فلا بدَّ أن يكون بعضهم تبعا لبعض، وأن يكون الفضل في اللسان المُتَّبع على التابع. وأولى الناس بالفضل في اللسان من لسانه لسانُ النبي. ولا يجوز ـ والله أعلم ـ أن يكون أهل لسانه أتباعا لأهل لسان غير لسانه في حرفٍ واحد، بل كل لسان تبعٌ للسانه، وكل أهل دين قبله فعليهم اتباع دينه. وقد بين الله ذلك في غير آية من كتابه، قال الله :﴿ وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ اِلْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ اِلرُّوحُ اَلاَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ اَلْمُنذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ﴾٢ وقال :﴿ وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا ﴾٣ وقال :﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ اَلْقُرى وَمَنْ حَوْلَهَا ﴾٤ وقال :﴿ حمِ وَالْكِتَابِ اِلْمُبِينِ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾٥ وقال :﴿ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِى عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾٦.
قال الشافعي : فأقام حجته بأن كتابه عربي، في كل آية ذكرناها، ثم أكد ذلك بأن نفى عنه ـ جل ثناؤه ـ كل لسان غير لسان العرب، في آيتين من كتابه : فقال تبارك وتعالى :﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ اَلذِى يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِىٌّ وَهَاذَا لِسَانٌ عَرَبِىٌّ مُّبِينٌ ﴾٧ وقال :﴿ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْءَانًا اَعْجَمِيَّا لَّقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتَ ـايَاتُهُ ءَآعْجَمِىٌّ وَعَرَبِىٌّ ﴾٨. ( الرسالة : ٤٥-٤٧. ون أحكام الشافعي : ١/٢٢-٢٣. )
٢ - الشعراء: ١٩٢-١٩٥..
٣ - الرعد: ٣٧..
٤ - الشورى: ٧..
٥ - الزخرف: ١-٣..
٦ - الزمر: ٢٨..
٧ - النحل: ١٠٣..
٨ - فصلت: ٤٤..