ﰡ
إن قلتَ : كيف قال ذلك، مع أن الحور العين في الجنة، مملوكات ملك يمين، لا ملك نكاح ؟
قلتُ : معناه قرنّاهم بهنّ( ١ )، من قولك : زوّجت إبلي أي قرنت بعضها إلى بعض، وليس من التزويج الذي هو عقد النكاح، ويؤيّده أن ذلك لا يُعدّى بالباء بل بنفسه، كما قال تعالى :﴿ زوّجناكها ﴾ [ الأحزاب : ٣٧ ].
إن قلتَ : كيف قال تعالى في وصف أهل الجنة ذلك، مع أن المعنى : كل امرئ مرهون في النار بعمله ؟
قلتُ : بل المعنى كلّ نفس مرهونة بالعمل الصالح، الذي هو مطالبة به، فإن عمل صالحا فلها، وإلا أوبقها، أو الجملة من صفات أهل النار، معترضة بين صفات أهل الجنة، روي عن مقاتل أنه قال : معناه كل امرئ كافر بما عمل من الكفر، مرتهن في النار، والمؤمن لا يكون مرتهنا، لقوله تعالى :﴿ كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين... ﴾ [ المدثر : ٣٨، ٣٩ ].
قاله هنا وفي الإنسان( ١ ) بالواو، عطفا على ما قبله، وقاله في الواقعة( ٢ ) بغير واو، لأنه حال أو خبر بعد خبر.
٢ - وفي الواقعة ﴿يطوف عليهم ولدان مخلّدون. بأكواب وأباريق وكأس من معين﴾..
إن قلتَ : كيف قال ذلك، مع أن كلّ أحد غيره كذلك ؟
قلتُ : معناه فما أنت –بحمد الله وإنعامه عليك بالصّدق والنبوة- بكاهن ولا مجنون كما يقول الكفار، أو " الباء " هنا بمعنى " مع " كما في قوله تعالى :﴿ فتستجيبون بحمده ﴾ [ الإسراء : ٥٢ ].