تفسير سورة الزخرف

إيجاز البيان
تفسير سورة سورة الزخرف من كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن المعروف بـإيجاز البيان .
لمؤلفه بيان الحق النيسابوري . المتوفي سنة 553 هـ

سورة الزخرف
٤ أُمِّ الْكِتابِ: اللّوح المحفوظ «١».
لَعَلِيٌّ: في أعلى طبقات البلاغة، حَكِيمٌ: ناطق بالحكمة.
٥ أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً: نعرض ولا نوجب الحجة.
أَنْ كُنْتُمْ: لأن كنتم.
١٣ لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ: على التذكير لأنّ الأنعام كالنّعم اسم جنس «٢».
مُقْرِنِينَ: مطيقين «٣».
١٥ جُزْءاً: نصيبا «٤».
٢٦ بَراءٌ: مصدر لا يثنّى ولا يجمع «٥»، و «براء» »
جمع «برىء».
(١) ذكره الزجاج في معانيه: ٤/ ٤٠٥، ونقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ٥٢٧ عن مجاهد.
وانظر تفسير البغوي: ٤/ ١٣٣، وزاد المسير: ٧/ ٣٠٢، وتفسير القرطبي: ١٦/ ٦٢.
(٢) هذا قول الفراء في معانيه: ٣/ ٢٨.
وأورده النحاس في إعراب القرآن: ٤/ ١٠١، ثم قال: «وأولى من هذا أن يكون يعود على لفظ «ما» لأن لفظها مذكر موحد، وكذا ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ جاء على التذكير» اه-.
وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٢٠٢، ومعاني القرآن للأخفش: ٢/ ٦٨٨، وتفسير القرطبي: ١٦/ ٦٥.
(٣) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٢٠٢، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٣٩٥، ومعاني الزجاج: ٤/ ٤٠٦، وتفسير الطبري: ٢٥/ ٥٤.
(٤) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٢٠٢، وتفسير غريب القرآن: ٣٩٦، وتفسير الطبري:
٢٥/ ٥٥، والمفردات للراغب: ٩٣.
(٥) مجاز القرآن: ٢/ ٢٠٣، وتفسير الطبري: ٢٥/ ٦٢، ومعاني الزجاج: ٤/ ٤٠٩، والبحر المحيط: ١٨/ ١١.
(٦) بضم الباء، قرأ بها جماعة منهم الزعفراني، وأبو جعفر، وابن المناذري عن نافع.
(البحر المحيط: ٨/ ١١)، وانظر هذه القراءة في الكشاف: ٣/ ٤٨٤، والمحرر الوجيز:
١٤/ ٢٥١.
٢٩ بَلْ مَتَّعْتُ: بلغ الإمتاع غايته فلم يبق إلّا الإيمان أو العذاب.
٣٢ نَحْنُ قَسَمْنا: أي: «فرحمة ربّك» :[وهي] «١» النّبوّة أولى باختيار موضعها «٢».
٣١ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ: من إحداهما: مكة والطائف، وهما الوليد بن المغيرة من مكة، وحبيب بن عمرو الثقفي من الطائف «٣».
والسّقف «٤» : جمع «سقيفة» كل خشب عريض، أو جمع «سقف» ك «رهن» و «رهن» «٥».
والمعنى: أنّ في إغناء البعض وإحواج البعض مصلحة العالم، وإلّا لبسط على الكافر الرزق، وفيه توهين أمر الدنيا أيضا.
(١) في الأصل و «ج» : وهو، والمثبت في النص عن «ك» وعن وضح البرهان للمؤلف، وذكر القرطبي في تفسيره: ١٦/ ٨٤ هذا القول في المراد ب «الرحمة» دون عزو.
(٢) في «ك» : مواضعها.
(٣) ورد هذا القول في أثر أخرجه الطبري في تفسيره:
٢٥/ ٦٥ عن ابن عباس من طريق محمد بن سعد عن أبيه عن جده ، وهو إسناد مسلسل بالضعفاء.
تقدم بيان ذلك ص (١٣٥).
وقد عقب الطبري- رحمه الله- على هذا القول وغيره من الأقوال في المراد ب «الرجل» فقال: «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال كما قال جل ثناؤه، مخبرا عن هؤلاء المشركين: وَقالُوا لَوْلا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ إذ كان جائزا أن يكون بعض هؤلاء، ولم يضع الله تبارك وتعالى لنا الدلالة على الذين عنوا منهم في كتابه، ولا على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، والاختلاف فيه موجود على ما بينت» اه.
(٤) من قوله تعالى: وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ [آية: ٣٣].
(٥) ينظر معاني القرآن للفراء: ٣/ ٣٢، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٢٠٣، وتفسير الطبري:
٢٥/ ٦٩، ومعاني الزجاج: ٤/ ٤١٠.
﴿ نحن قسمنا ﴾ أي : ف( رحمة ربك ) وهي١ النبوة أولى باختيار موضعها –
١ في أ وهو..
و السقف : جمع سقيفة كل خشب عريض٣، أو جمع سقف كرهن و رهن٤، فالمعنى : أن في إغناء البعض و إحواج البعض مصلحة العالم و إلا لبسط٥ على الكافر٦ الرزق. وفيه توهين أمر الدنيا أيضا٧.
٣٦ وَمَنْ يَعْشُ: العشو: السّير في الظّلمة «١».
نُقَيِّضْ لَهُ: نعوّضه عن إغفاله الذكر بتخلية الشّيطان وإغوائه.
٣٨ الْمَشْرِقَيْنِ: المشرق والمغرب، كقولهم: العمران والقمران.
٣٩ وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ: معناه: منع روح التآسي «٢».
٤٩ يا أَيُّهَا السَّاحِرُ: خاطبوه بما تقدّم له عندهم من التسمية «٣».
بِما عَهِدَ عِنْدَكَ: فيمن آمن «٤» به من كشف العذاب عنه «٥».
٥١، ٥٢ أَفَلا تُبْصِرُونَ. أَمْ أَنَا خَيْرٌ: أي: أم أنتم بصراء لأنهم لو قالوا: أنت خير، كان كقولهم: نحن بصراء ليصحّ معنى المعادلة في أَمْ، والتقدير في المعادلة: على أي الحالين أنتم؟ أعلى حال البصر أم على خلافه «٦» ؟.
مَهِينٌ: يمتهن نفسه في عمله، ليس له من يكفيه.
٥٥ آسَفُونا:
(١) نص هذا القول في تفسير الماوردي: ٣/ ٥٣٤، وقال: «مأخوذ من «العشو»، وهو البصر الضعيف، ومنه قول الشاعر:
لنعم الفتى تعشو إلى ضوء ناره... إذا الريح هبت والمكان جديب
وانظر اللسان: ١٥/ ٥٧ (عشا).
(٢) ذكره الزجاج في معانيه: (٤/ ٤١٢، ٤١٣) عن المبرد، وقال: «لأن التأسي يسهل المصيبة، فاعلموا أن لن ينفعهم الاشتراك في العذاب وأن الله- عز وجل- لا يجعل فيهم أسوة... ».
(٣) هذا قول الزجاج في معانيه: ٤/ ٤١٤، ونص كلامه: «إن قال قائل: كيف يقولون لموسى- عليه السلام- يا أيها الساحر وهم يزعمون أنهم مهتدون؟ فالجواب أنهم خاطبوه بما تقدم له عندهم من التسمية بالسحر». [.....]
(٤) في «ج» : بربك.
(٥) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: ٤/ ٤١٤، وأخرجه الطبري في تفسيره: ٢٥/ ٨٠ عن مجاهد، ونقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ٥٣٧ عن الضحاك.
(٦) عن معاني القرآن للزجاج: ٤/ ٤١٥.
أغضبونا «١».
٥٧ وَلَمَّا/ ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا: آية في القدرة على كلّ شيء بخلق [٨٧/ ب] إنسان من غير أب.
يَصِدُّونَ: يضجّون «٢»، ومنه مُكاءً وَتَصْدِيَةً «٣».
والجدل والخصومة «٤» قولهم: رضينا أن تكون آلهتنا مع المسيح لما نزل إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ «٥».
٦١ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ: نزول عيسى «٦» عليه السلام، أو القرآن «٧»، ففيه أنّ السّاعة كائنة قريبة.
(١) ينظر معاني القرآن للفراء: ٣/ ٣٥، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٣٩٩، وتفسير الطبري: ٢٥/ ٨٤، والمفردات للراغب: ١٧.
(٢) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٢٠٥، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٤٠٠، وتفسير الطبري: ٢٥/ ٨٦.
(٣) سورة الأنفال: آية: ٣٥.
(٤) من قوله تعالى: ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ [آية: ٥٨].
(٥) سورة الأنبياء: آية: ٩٨.
وانظر أسباب النزول للواحدي: ٤٣٥، وتفسير الماوردي: ٣/ ٥٣٩.
(٦) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (٢٥/ ٩٠، ٩١) عن ابن عباس، ومجاهد، والسدي، والضحاك، وابن زيد.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٧/ ٣٨٦، وزاد نسبته إلى الفريابي، وسعيد بن منصور، ومسدد، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم، والطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما.
ورجح الحافظ ابن كثير هذا القول في تفسيره: ٧/ ٢٢٢، فقال: «بل الصحيح أنه عائد على عيسى، فإن السياق في ذكره، ثم المراد بذلك نزوله قبل يوم القيامة، كما قال تبارك وتعالى: وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ... ».
(٧) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٢٥/ ٩١ عن الحسن، ونقله الماوردي في تفسيره:
٣/ ٥٤١ عن الحسن، وسعيد بن جبير.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٧/ ٣٨٧، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وعبد الرزاق عن قتادة.
٦٥ فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ: اليهود والنّصارى «١»، مِنْ بَيْنِهِمْ: من تلقاء أنفسهم.
٦٧ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ: أي: المتحابون في الدنيا على المعاصي.
٨١ أَوَّلُ الْعابِدِينَ: من عبد: أنف «٢»، ولكنه عبد يعبد فهو عبد، فالمعنى: فأنا أول العابدين على أنه واحد ليس له ولد. أو معنى الْعابِدِينَ: الموحدين، إذ كل من يعبده يوحّده «٣».
٨٦ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ: أي: لا تشفع الملائكة إلّا من شهد بالحق وهو يعلم الحق «٤».
٨٨ وَقِيلِهِ: أي: إلّا من شهد بالحقّ، وقال: «قيله» «٥»، نصبه على المصدر، وجرّه «٦» على معنى عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ، وعلم قِيلِهِ.
(١) تفسير الطبري: ٢٥/ ٩٣، وتفسير الماوردي: ٣/ ٥٤٢.
(٢) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٤٠١، وقال: «ويقال: عبدت من كذا أعبد عبدا، فأنا عبد وعابد. قال الشاعر:
وأعبد أن تهجى تميم بدارم
أي: آنف. اه-.
وأورد الطبري هذا القول في تفسيره: ٢٥/ ١٠٢، والزجاج في معانيه: ٤/ ٤٢٠، ونقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ٥٤٥ عن الكسائي، وابن قتيبة.
(٣) ينظر ما سبق في معاني القرآن للزجاج: ٤/ ٤٢٠.
(٤) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: ٣/ ٥٤٦ عن الحسن، وذكره القرطبي في تفسيره:
١٦/ ١٢٢. [.....]
(٥) ورد هذا التوجيه لقراءة نافع، وابن كثير، وابن عامر، وأبي عمرو بنصب اللام في (قيله).
ينظر إعراب القرآن للنحاس: ٤/ ١٢٣، والكشف لمكي: ٢/ ٢٦٣، وتفسير الماوردي:
٣/ ٥٤٧، وزاد المسير: ٧/ ٤٣٤، والبحر المحيط: ٨/ ٣٠.
(٦) وهي قراءة عاصم، وحمزة كما في السبعة لابن مجاهد: ٥٨٩، والتبصرة لمكي: ٣٢٥، والتيسير للداني: ١٩٧.
وانظر هذا المعنى في تفسير الطبري: ٢٥/ ١٠٦، ومعاني القرآن للزجاج: ٤/ ٤٢١، وإعراب القرآن للنحاس: ٤/ ١٢٣، وتفسير القرطبي: ١٦/ ١٢٣.
Icon