أهداف سورة عبس
( سورة مكية، وآياتها ٤٢ آية، نزلت بعد سورة النجم )
وهي سورة تصحح القيم الإنسانية، وتضع الأسس الإسلامية لأقدار الناس وأوزانهم، وتؤكد أن قيمة الإنسان بعمله وسلوكه، ومقدار اتباعه لهدى السماء، قال تعالى : إن أكرمكم عند الله أتقاكم... ( الحجرات : ١٣ ).
وقد نزلت سورة عبس في عبد الله بن أم مكتوم، وأم مكتوم أم أبيه، وأبوه شريح بن مالك بن ربيعة الزهري.
( وذلك أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده صناديد قريش : عتبة وشيبة ابنا ربيعة، وأبو جهل بن هشام، والعباس بن عبد المطلب، يدعوهم إلى الإسلام رجاء أن يسلم بإسلامهم غيرهم، فقال : يا رسول الله، أقرئني وعلمني ما علمك الله، وكرر ذلك وهو لا يعلم شغله بالقوم، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعه لكلامه، وعبس وأعرض عنه، فنزلت، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يكرمه، ويقول إذا رآه :( مرحبا بمن عاتبني فيه ربي )، ويقول له :( هل لك من حاجة ) ؟ واستخلفه على المدينة مرتين. i.
فقرات السورة
تعاتب الآيات الأولى النبي صلى الله عليه وسلم على إعراضه عن عبد الله بن أم مكتوم، وقد جاء يطلب الهدى، ويلحف في طلب العلم. ( الآيات ١-١٦ ).
ويعالج المقطع الثاني جحود الإنسان، وكفره الفاحش بربه، وهو يذكره بمصدر وجوده وأصل نشأته، وتيسير حياته وتولي ربه له في موته ونشره، ثم تقصير الإنسان بعد ذلك في أمر ربه. ( الآيات -١٧-٢٣ ).
والمقطع الثالث يعالج توجيه القلب البشري إلى أمسّ الأشياء به، وهو طعامه وطعام حيوانه، وما وراء ذلك الطعام من تدبير الله وتقديره له. ( الآيات ٢٤- ٣٢ ).
والمقطع الأخير يعرض الصاخّة التي يشتد هولها، ويذهل الإنسان بها عما عداها، وتنقسم الوجوه إلى ضاحكة مستبشرة، وعابسة مغبرة. ( الآيات : ٣٣- ٣٢ ).
وتكسب السورة الإحساس بقدرة هذا الكتاب الخارقة على تغيير موازين الجاهلية، وتصحيح القيم، وتغيير المثل الأعلى، فبعد أن كان احترام الإنسان لجاهه وماله، أو منصبه ومركزه، أو مظاهر سطوته وجبروته وقوته، أصبح المثل الأعلى في الإسلام هو طلب الحق والهدى، والتزام هدى السماء، ومراقبة الله والتزام أوامره، والعمل بأحكامه، وصدق اللع العظيم : إن أكرمكم عند الله أتقاكم... ( الحجرات : ١٣ ).
وتبين آية أخرى أن الله يأمرنا بمكارم الأخلاق وينهانا عن المنكرات، فيقول سبحانه : إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون. ( النحل : ٩٠ ).
مع آيات السورة
١، ٢- قطّب الرسول صلى الله عليه وسلم وجهه وأعرض، لأن جاءه الأعمى وقطع كلامه. وفي العدول عن الخطاب للغيبة إلفات بلاغي، سره عدم توجيه اللوم والعتاب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم التفت إلى الخطاب بعد هاتين الآيتين، عندما هدأت ثورة العتاب وبدأ التلطف.
٣، ٤- وما يعلمك أن يتطهر هذا الرجل الأعمى الفقير، وأن يتحقق منه خير كبير، وأن يشرق قلبه بنور الإيمان، فتنفعه الموعظة : أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين. ( الزمر : ٢٢ ).
١- ٧- أما من أظهر الاستغناء عنك وعن دينك، وعما عندك من الخير والإيمان، أما هذا فأنت تتصدى له، وتحفل بأمره، وأنت مبلّغ عن الله، عليك البلاغ وليس عليك هداهم، ولا يضيرك إعراضهم.
٢- ١٠- وأما عبد الله بن أم مكتوم الذي جاءك طائعا ساعيا يخشى ويتوقى، فأنت تتشاغل عنه بهؤلاء الأشراف من قريش، ثم تتصاعد نبرة العتاب لتبلغ حد الردع والزجر.
١١-١٦- كلاّ. لا يحدث ذلك أبدا، إن هداية القرآن غالية عالية، فمن شاء اهتدى بها وتذكر أحكامها، واتعظ بها وعمل بموجبها، وهذا الوحي كريم على الله، كريم في كل اعتبار، منزه عن النقص والضلالة، قد دوّن في صحف مكرمة ذات شرف ورفعة، مطهرة من النقائص والضلالات، تنزل بواسطة الملائكة على الأنبياء، وهم يبلّغونها للناس.
والملك سفير لتبليغ وحي السماء، والرسول سفير لتبليغ الدعوة إلى الناس، وهم كرام أبرار أطهار، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
وقد بلغ النبي الكريم وحي السماء، وغيّر كثيرا من المفاهيم السائدة، ومن اعتزاز الناس بمقاييس الجاهلية، وجعل أسامة بن زيد أميرا على جيش به أجلاء الصحابة، ووضع في نفوس أصحابه تقدير الناس بأعمالهم فقط لا بأحسابهم وأنسابهم، يقول عمر بن الخطاب : لو كان سالم مولى أبي حذيفة حيا لاستخلفته. ويقول عمر أيضا : أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا. أي : إن أبا بكر أعتق بلالا مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم.
١٧- ٢٣- قتل الإنسان ما أكفره. دعاء على الكافر، فإنه ليستحق القتل على شدة كفره وجحوده، ونكرانه لنعم الله عليه، لماذا يتكبر وهو مخلوق من أصل متواضع زهيد، يستمد كل قيمة من فضل الله ونعمته، ومن تقديره وتدبيره ؟ لقد خلقه الله من نطفة فمرت النطفة بأطوار كثيرة في بطن الأم، ومرّ هو بأطوار عدة خارج بطنها، رضيعا فطفلا فشابا فكهلا فشيخا، ثم يسر الله له سبيل الهداية، ومنحه العقل والإرادة، ومكنه من القدرة على الاختيار، وعرّفه عاقبة كل عمل ونتيجته.
قال تعالى : إنّا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا. ( الإنسان : ٣ ).
أي : بينّا له الطريق ومنحناه القدرة على الاختيار، وبينّا له سبيل الهدى والضلال، فإما أن يشكر ربه ويمتثل لأمره، وإما أن يكفر بنعمه ويخالف أمره، حتى إذا انتهت حياة الإنسان سلب الله روحه، ومنّ عليه بالموت وهو نعمة كبرى، ولولا الموت لأكل الناس بعضهم بعضا، ولضاقت الأرض بمن عليها، ومن نعم الله أن شرع دفن الميت، وحفظه في باطن الأرض، حتى لا يترك على ظهرها للجوارح والكواسر.
ومن نعم الله أيضا أن يبعث الموتى، وينشرهم ويخرجهم من قبورهم، لمكافأة الطائع ومعاقبة العاصي.
عجبا للإنسان الجاحد فإنه بالرغم من النعم الظاهرة والباطنة التي أحاطه الله تعالى بها لم يمتثل ما أمره الله به.
٢٤-٣٢- فليتأمل الإنسان تدبير الله، لإمداده بأسباب الحياة والنمو، ولينظر إلى ألصق شيء إليه، وألزم شيء له وهو الطعام، كيف يسر الله الحصول عليه، فقد أنزل الله سبحانه المطر من السماء، فانتفعت به الأرض، وانشقت عنه ثمانية أنواع من النبات، هي :
١- الحب، كالحنطة والشعير والأرز.
٢- العنب والفاكهة.
٣- القضب، وهو ما يؤكل من النبات رطبا وغضّا طريا.
٤، ٥- الزيتون والنخل، وفيهما من القيمة الغذائية الشيء الكثير، والبلح طعام الفقير وحلوى الغني، وزاد المسافر والمقيم.
٦- بساتين ذات أشجار ضخمة مثمرة، وذات حوائط تحيط بها، غلبا. جمع غلباء، أي ضخمة عظيمة ملتفة الأشجار.
٧- وفاكهة يتمتع الإنسان بأكلها، كالتين والتفاح والخوخ وغيرها.
٨- والأبّ، أي مرعى الحيوان خاصة.
تلك قصة الطعام الذي أنبتته يد القدرة، ويسرت لذلك المطر والرياح والشمس والهواء، وعديدا من العوامل والأسرار الخفية، فيتمتع بأكله الإنسان والحيوان.
٣٣- ٤٢- فإذا جاءت القيامة التي تصخّ الآذان بسماع أهوالها، في ذلك اليوم يشتد الهول، وينشغل الإنسان بنفسه عن أقرب الناس إليه، ويفر من أخيه، وأمه وأبيه، وزوجته وبنيه، لقد اشتد الفزع النفسي، ففرّ الإنسان ممن يفديهم بنفسه في الدار الدنيا، وقد شغله خوف الحساب، ومشاهد القيامة، ومظهر البعث والحشر والجزاء عن كل شيء.
في ذلك اليوم ترى وجوها مستنيرة مشرقة ترجو ثواب ربها، مطمئنة بما تستشعره من رضاه عنها. وترى وجوها أخرى تغشاها غبرة الحزن والحسرة، ويعلوها سواد الذلّ والانقباض، هؤلاء هم الذين جحدوا آيات ربهم، ولم يؤمنوا بالله ورسله، وانتهكوا الحرمات وتعدوا حدود الله، فاستحقوا كلمة العذاب.
مقاصد السورة
١- عتاب الرسول صلى الله عليه وسلم على ما حدث منه مع ابن أم مكتوم الأعمى.
٢- ذكر شرف القرآن، وبيان أنه موعظة لمن عقل وتدبر.
٣- إقامة الأدلة على وحدانية الله بخلق الإنسان والنظر في طعامه وشرابه.
٤- أهوال يوم القيامة.
٥- انقسام الناس في الآخرة إلى سعداء وأشقياء.
ﰡ
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ عبس وتولّى ١ أن جاءه الأعمى ٢ وما يدريك لعله يزّكّى ٣ أو يذّكّر فتنفعه الذكرى ٤ أما من استغنى ٥ فأنت له تصدّى ٦ وما عليك ألاّ يزّكّى ٧ وأما من جاءك يسعى ٨ وهو يخشى ٩ فأنت عنه تلهّى ١٠ كلاّ إنها تذكرة ١١ فن شاء ذكره ١٢ في صحف مكرّمة ١٣ مرفوعة مطهّرة ١٤ بأيدي سفرة ١٥ كرام بررة ١٦ ﴾
المفردات :
عبس : قطّب وجهه الشريف صلى الله عليه وسلم.
تولى : أعرض بوجهه الشريف صلى الله عليه وسلم.
لعله يزكى : يتطهر بتعليمك من دنس الجهل.
أو يذكر : يتعظ بنصائحك.
تمهيد :
تشتمل السورة على أدب السماء، وتوجيه الله تعالى عباده إلى طريقة التعامل، واحترام قيمة الإنسان، فالإنسان إنسان بفضله وعقله وأدبه وزكاء نفسه، لا بماله وحشمه وخدمه، والخلق كلهم عيال الله، يتفاضلون عنده بالتقوى، ويدركون ثوابه بالعمل الصالح.
قال تعالى : إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير. ( الحجرات : ١٣ ).
سبب النزول :
أخرج الترمذي، والحاكم، عن عائشة رضي الله عنها قالت : أنزل : عبس وتولّى. في ابن أم مكتوم الأعمى، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول : يا رسول الله، أرشدني. وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من عظماء المشركين، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض عنه، ويقبل على الآخر، فيقول له : أترى بما أقول بأسا ؟ فيقول :( لا ) فنزلت : عبس وتولّى* أن جاءه الأعمىii.
وأخرج أبو يعلى مثله عن أنس.
التفسير :
١، ٢، ٣، ٤- عبس وتولّى* أن جاءه الأعمى* وما يدريك لعله يزّكّى* أو يذّكّر فتنفعه الذكرى.
يجئ رجل فقير ضرير، هو عبد الله بن مكتوم، وأم مكتوم كنية أمه، واسمها عاتكة بنت عبد الله المخزومية، وقد أسلم بمكة قديما، وكان أعمى، وقد عمي بعد إبصار، وقيل : ولد أعمى.
أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده صناديد قريش وأشرافها، والرسول صلى الله عليه وسلم يدعوهم إلى الإسلام رجاء أن يسلم بإسلامهم خلق كثير، فقال ابن أم مكتوم، يا رسول الله، أقرئني وعلّمني مما علمك الله، وكرر ذلك، وهو لا يعلم انشغاله صلى الله عليه وسلم بالقوم، فكره صلى الله عليه وسلم قطعه لكلامه، وظهرت الكراهية في وجهه، فعبس وأعرض عنه، فنزلت هذه الآيات عتابا لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
عبس وتولّى* أن جاءه الأعمى.
بصيغة الحكاية عن أحد آخر غائب غير المخاطب، وفي هذا الأسلوب، إيحاء بأن الأمر موضوع الحديث من الكراهة عند الله بحيث لا يحب سبحانه أن يواجه به نبيه وحبيبه، عطفا عليه ورحمة به، وإكراما له عن المواجهة بهذا الأمر الكريه.
والمعنى :
قطّب النبي صلى الله عليه وسلم وجهه وأعرض لأن عبد الله بن أم مكتوم الأعمى جاء إليه ساعيا، طالبا من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعلّمه، والأعمى لم يكن مشاهدا للأشخاص الذين انشغل النبي صلى الله عليه وسلم بمحاورتهم ومحاولة إقناعهم بالإسلام والقرآن والإيمان.
وما يدريك لعله يزّكّى* أو يذّكّر فتنفعه الذكرى.
وما يعلمك يا محمد، لعل هذا الأعمى الفقير يصير زاكيا متطهرا من الذنوب بسبب ما يتعلمه منك، أو يتذكر فيتعظ بما تعلّمه من المواعظ فتنفعه الموعظة.
وكان هذا التصرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثابة ترك الاحتياط وترك الأفضل، وأراد الحق سبحانه أن يوجّه الأمة كلها في شخص رسولها صلى الله عليه وسلم، أن تكون العناية بالمخبر لا بالمظهر، فهذا الأعمى الفقير له رغبة في معرفة الحق وتعلّم أمور الدين، فالاتجاه إليه وتعليمه أولى من الانشغال بالأغنياء الأقوياء، المعرضين عن الحق وعن الإسلام.
قال الشيخ محمد عبده في تفسير جزء عمّ ما يأتي :
فكأنه يقول : يا أيها النبيّ، إن أقبلت فأقبل على العقل الذكيّ، والقلب النقيّ، وإياك أن تنصرف عنه إلى ذي الجاه القوي، والمكان العليّ، فذلك إنسان بنفسه، حيّ بطبعه، وهذا غائب عن حسّه، معدوم بذاته، موجود بجمعه، وفي ذلك من تأديب الله لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ما لو تأدبوا به لكانوا اليوم أرشد الأمم –هداهم الله.
وما يدريك لعله يزّكّى* أو يذّكّر فتنفعه الذكرى.
يتجه التعبير إلى الخطاب، فيقول للرسول صلى الله عليه وسلم : وما يعلمك يا محمد، لعل هذا الأعمى الفقير –إذا علّمته- أن يتطهر، وأن تشرق نفسه، وأن يسمو قلبه، أو أن تتسلل الذكرى إلى نفسه، والموعظة إلى فؤاده، فتنفعه هذه الذكرى، وتوجهه إلى الخير والنفع.
تشتمل السورة على أدب السماء، وتوجيه الله تعالى عباده إلى طريقة التعامل، واحترام قيمة الإنسان، فالإنسان إنسان بفضله وعقله وأدبه وزكاء نفسه، لا بماله وحشمه وخدمه، والخلق كلهم عيال الله، يتفاضلون عنده بالتقوى، ويدركون ثوابه بالعمل الصالح.
قال تعالى : إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير. ( الحجرات : ١٣ ).
سبب النزول :
أخرج الترمذي، والحاكم، عن عائشة رضي الله عنها قالت : أنزل : عبس وتولّى. في ابن أم مكتوم الأعمى، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول : يا رسول الله، أرشدني. وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من عظماء المشركين، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض عنه، ويقبل على الآخر، فيقول له : أترى بما أقول بأسا ؟ فيقول :( لا ) فنزلت : عبس وتولّى* أن جاءه الأعمىii.
وأخرج أبو يعلى مثله عن أنس.
المفردات :
تصدى : تتعرض له بالإقبال عليه.
التفسير :
٥، ٦، ٧- أما من استغنى* فأنت عنه تصدّى* وما عليك ألاّ يزّكّى.
أما من استغنى عنك، بثروته وماله وجاهه، وأعرض عن الإسلام والقرآن وداعية الإيمان، فأنت تتعرض له، متشاغلا بالتصدّي له ودعوته للإسلام، وليس عليك هدايته، ولا يضيرك عدم إيمانه، ولا شيء عليك في ألا يتطهر من الكفر، لأنك رسول مبلّغ عن الله، ليس عليك هداهم، إن عليك إلا البلاغ.
ويقول الآلوسي في تفسيره : والممنوع عنه في الحقيقة الإعراض عمن أسلم، لا الإققبال على غيره، والاهتمام بأمره حرصا على إسلامه.
تشتمل السورة على أدب السماء، وتوجيه الله تعالى عباده إلى طريقة التعامل، واحترام قيمة الإنسان، فالإنسان إنسان بفضله وعقله وأدبه وزكاء نفسه، لا بماله وحشمه وخدمه، والخلق كلهم عيال الله، يتفاضلون عنده بالتقوى، ويدركون ثوابه بالعمل الصالح.
قال تعالى : إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير. ( الحجرات : ١٣ ).
سبب النزول :
أخرج الترمذي، والحاكم، عن عائشة رضي الله عنها قالت : أنزل : عبس وتولّى. في ابن أم مكتوم الأعمى، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول : يا رسول الله، أرشدني. وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من عظماء المشركين، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض عنه، ويقبل على الآخر، فيقول له : أترى بما أقول بأسا ؟ فيقول :( لا ) فنزلت : عبس وتولّى* أن جاءه الأعمىii.
وأخرج أبو يعلى مثله عن أنس.
المفردات :
جاءك يسعى : وصل إليك مسرعا يبتغي ما عندك من العلم.
تلهّى : تعرض وتتشاغل.
التفسير :
٩، ١٠- وأما من جاءك يسعى* وهو يخشى* فأنت عنه تلهّى.
وأما من أتى إليك مسرعا في طلب الهداية، راغبا في الإرشاد والتوجيه والعظة بمواعظ الله، وهو يخاف الله تعالى، فأنت تتشاغل وتعرض عنه، وتتلهى عنه بالآخرين، لذا أمره الله تعالى ألاّ يخصّ بالإنذار أحدا، بل يساوى فيهلا يظهر من
بين الشريف والضعيف، والغني والفقير، والسادة والعبيد، والرجال والنساء، والصغار والكبار، ثم يهدي الله تعالى من يشاء إلى صراط مستقيم.
قال تعالى : ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه... ( الأنعام : ٥٢ ).
وقال تعالى : واصبر نفسك مع الذين يدهون ربهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه، ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا. ( الكهف : ٢٨ ).
تشتمل السورة على أدب السماء، وتوجيه الله تعالى عباده إلى طريقة التعامل، واحترام قيمة الإنسان، فالإنسان إنسان بفضله وعقله وأدبه وزكاء نفسه، لا بماله وحشمه وخدمه، والخلق كلهم عيال الله، يتفاضلون عنده بالتقوى، ويدركون ثوابه بالعمل الصالح.
قال تعالى : إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير. ( الحجرات : ١٣ ).
سبب النزول :
أخرج الترمذي، والحاكم، عن عائشة رضي الله عنها قالت : أنزل : عبس وتولّى. في ابن أم مكتوم الأعمى، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول : يا رسول الله، أرشدني. وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من عظماء المشركين، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض عنه، ويقبل على الآخر، فيقول له : أترى بما أقول بأسا ؟ فيقول :( لا ) فنزلت : عبس وتولّى* أن جاءه الأعمىii.
وأخرج أبو يعلى مثله عن أنس.
المفردات :
كلا : حقا، أو إرشاد بليغ لترك المعاودة.
إنها تذكرة : إن آيات القرآن موعظة وتذكير.
التفسير :
١١، ١٢- كلاّ إنها تذكرة* فمن شاء ذكره.
كلا. أي : لا تفعل مثل هذا مرة أخرى، إن هذه الصحف السماوية- ومنها القرآن الكريم- تذكرة للإنسان بربه، وهذه التذكرة مودعة في الفطرة، وترك للإنسان العقل والإرادة والاختيار ليتذكر ربه.
فمن شاء ذكره.
من شاء ذكر ربه وآمن به، أو من شاء ذكر القرآن واتعظ به، أو من شاء ذكر الرسالة السماوية، وآمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيّا ورسولا.
تشتمل السورة على أدب السماء، وتوجيه الله تعالى عباده إلى طريقة التعامل، واحترام قيمة الإنسان، فالإنسان إنسان بفضله وعقله وأدبه وزكاء نفسه، لا بماله وحشمه وخدمه، والخلق كلهم عيال الله، يتفاضلون عنده بالتقوى، ويدركون ثوابه بالعمل الصالح.
قال تعالى : إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير. ( الحجرات : ١٣ ).
سبب النزول :
أخرج الترمذي، والحاكم، عن عائشة رضي الله عنها قالت : أنزل : عبس وتولّى. في ابن أم مكتوم الأعمى، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول : يا رسول الله، أرشدني. وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من عظماء المشركين، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض عنه، ويقبل على الآخر، فيقول له : أترى بما أقول بأسا ؟ فيقول :( لا ) فنزلت : عبس وتولّى* أن جاءه الأعمىii.
وأخرج أبو يعلى مثله عن أنس.
المفردات :
كلا : حقا، أو إرشاد بليغ لترك المعاودة.
إنها تذكرة : إن آيات القرآن موعظة وتذكير.
التفسير :
١١، ١٢- كلاّ إنها تذكرة* فمن شاء ذكره.
كلا. أي : لا تفعل مثل هذا مرة أخرى، إن هذه الصحف السماوية- ومنها القرآن الكريم- تذكرة للإنسان بربه، وهذه التذكرة مودعة في الفطرة، وترك للإنسان العقل والإرادة والاختيار ليتذكر ربه.
فمن شاء ذكره.
من شاء ذكر ربه وآمن به، أو من شاء ذكر القرآن واتعظ به، أو من شاء ذكر الرسالة السماوية، وآمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيّا ورسولا.
تشتمل السورة على أدب السماء، وتوجيه الله تعالى عباده إلى طريقة التعامل، واحترام قيمة الإنسان، فالإنسان إنسان بفضله وعقله وأدبه وزكاء نفسه، لا بماله وحشمه وخدمه، والخلق كلهم عيال الله، يتفاضلون عنده بالتقوى، ويدركون ثوابه بالعمل الصالح.
قال تعالى : إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير. ( الحجرات : ١٣ ).
سبب النزول :
أخرج الترمذي، والحاكم، عن عائشة رضي الله عنها قالت : أنزل : عبس وتولّى. في ابن أم مكتوم الأعمى، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول : يا رسول الله، أرشدني. وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من عظماء المشركين، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض عنه، ويقبل على الآخر، فيقول له : أترى بما أقول بأسا ؟ فيقول :( لا ) فنزلت : عبس وتولّى* أن جاءه الأعمىii.
وأخرج أبو يعلى مثله عن أنس.
المفردات :
في صحف : منتسخة من اللوح المحفوظ.
مكرمة : شريفة عند الله.
مرفوعة : رفيعة القدر والمنزلة عنده تعالى.
مطهرة : منزهة عن أيدي الشياطين، وعن النقص.
بأيدي سفرة : كتبه من الملائكة ينسخونها من اللوح المحفوظ.
كرام : أعزّاء على الله تعالى.
بررة : أتقياء مطيعين لله تعالى، وهم الملائكة.
التفسير :
١٣، ١٤، ١٥، ١٦- في صحف مكرّمة* مرفوعة مطهّرة* بأيدي سفرة* كرام بررة.
إن آيات القرآن مثبتة في صحف منتسخة من اللوح المحفوظ، مكرّمة عند الله جل وعلا، لما فيها من العلم والحكمة، ولنزولها من اللوح المحفوظ.
مرفوعة مطهّرة. رفيعة القدر عند الله لاشتمالها على أصول العقائد والآداب والأخلاق، مطهّرة. منزهة عن النقص والضلالة، ومحفوظة من عبث الشياطين والكفار لا ينالونها.
بأيدي سفرة. محمولة بأيدي سفرة، أي : وسائط من الملائكة يسفرون بين الله ورسله، لتبليغ الوحي الإلهي للرسل الكرام.
قال تعالى : الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس... ( الحج : ٧٥ ).
وقال تعالى : نزل به الروح الأمين* على قلبك لتكون من المنذرين. ( الشعراء : ١٩٣، ١٩٤ ).
كرام بررة.
مكرمين عند ربهم، مطيعين له، كرام على الله، فيهم بر بالمؤمنين وعطف عليهم، حيث إنهم يدعون الله أن يغفر للتائبين، وأن يحفظهم من السيئات، وأن يشملهم برحمته.
قال تعالى : بل عباد مكرمون. ( الأنبياء : ٢٦ ).
وقال سبحانه : لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. ( التحريم : ٦ ).
وقال عز شأنه : الذين يحملون العرش ومن حوله يسبّحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتّبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم* ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم* وقهم السيئات ومن اتق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم. ( غافر : ٧-٩ ).
وتطلق السفرة على الملائكة لأنها تسفر بين الله وبين الرسل، وكذلك تطلق على الرسل لأنها تحمل رسالة الله إلى الناس، كلاهما يطلق عليه سفرة.
وقال ابن جرير الطبري :
والصحيح أن السفرة : الملائكة، وهم السفرة بين الله تعالى وبين خلقه، ومنه يقال : السفير، أي : الذي يسعى بين الناس في الصلح والخير.
أخرج الجماعة ( أحمد وأصحاب الكتب الستة ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرؤه وهو عليه شاق، له أجران )iii.
في ظلال القرآن
علّق صاحب الظلال بضع صفحات على صدر سورة عبس، ذكر فيها أن الحق جل جلاله جعل هداية السماء عالية سامقة، لا ينالها إلا من رغب فيها، وقد استجابت نفس الرسول صلى الله عليه وسلم وانفعلت بهذا التوجيه، واندفعت إلى قرار هذه الحقيقة في حياته كلها، وفي حياة الجماعة المسلمة، لقد كان الإسلام ميلادا جديدا للبشرية، كميلاد الإنسان الأول.
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذا الحادث يهش لابن أم مكتوم ويرعاه، ويقول له كلما لقيه :( أهلا بمن عاتبني فيه ربي )، وقد استخلفه مرتين بعد الهجرة على المدينة.
وقد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار، وجعل عمه حمزة، ومولاه زيد بن حارثة أخوين، وقد جعل زيدا أميرا في غزوة مؤتة، وكان آخر أعمال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أمر أسامة بن زيد على جيش لغزو الروم، يضم كثرة من المهاجرين والأنصار، فيهم أبو بكر وعمر وزيراه وصاحباه، وقال صلى الله عليه وسلم :( سلمان منّا أهل البيت )iv.
وأخرج الشيخان، والترمذي، عن أبي موسى قوله : قدمت أنا وأخي من اليمن فمكثنا حينا، وما نرى عبد الله بن مسعود وأمّه إلا من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، من كثرة دخولهما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولزومهما لهv.
واستمر الخلفاء على هذا الهدى، فمشى أبو بكر الصديق- وهو خليفة- يودّع بنفسه أسامة بن زيد، ويقول : وما علي أن اغبر قدمي في سبيل الله ساعة. ثم يقول لأسامة : إن رأيت أن تعينني بعمر فافعل.
ثم تمضي عجلة الزمن، فنرى عمر بن الخطاب يولّى عمار بن ياسر على الكوفة.
ويقول عمر : أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا. يعني بلالا، الذي كان مملوكا لأمية بن خلف، واشتراه أبو بكر وأعتقه.
وقد كان عبد الله يذكر ويذكر معه مولاه عكرمة، وكان عبد الله بن عمر يذكر ويذكر معه مولاه نافع.
وتمتّع كثير من الموالي بتولي الفتيا مثل : الحسن البصري بالبصرة، ومجاهد بن جبر، وعطاء بن رباح وغيرهم.
وظل ميزان السماء يرجح بأهل التقوى ولو تجردوا من قيم الأرض كلها، في اعتبار أنفسهم، وفي اعتبار الناس من حولهم.
تشتمل السورة على أدب السماء، وتوجيه الله تعالى عباده إلى طريقة التعامل، واحترام قيمة الإنسان، فالإنسان إنسان بفضله وعقله وأدبه وزكاء نفسه، لا بماله وحشمه وخدمه، والخلق كلهم عيال الله، يتفاضلون عنده بالتقوى، ويدركون ثوابه بالعمل الصالح.
قال تعالى : إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير. ( الحجرات : ١٣ ).
سبب النزول :
أخرج الترمذي، والحاكم، عن عائشة رضي الله عنها قالت : أنزل : عبس وتولّى. في ابن أم مكتوم الأعمى، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول : يا رسول الله، أرشدني. وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من عظماء المشركين، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض عنه، ويقبل على الآخر، فيقول له : أترى بما أقول بأسا ؟ فيقول :( لا ) فنزلت : عبس وتولّى* أن جاءه الأعمىii.
وأخرج أبو يعلى مثله عن أنس.
المفردات :
في صحف : منتسخة من اللوح المحفوظ.
مكرمة : شريفة عند الله.
مرفوعة : رفيعة القدر والمنزلة عنده تعالى.
مطهرة : منزهة عن أيدي الشياطين، وعن النقص.
بأيدي سفرة : كتبه من الملائكة ينسخونها من اللوح المحفوظ.
كرام : أعزّاء على الله تعالى.
بررة : أتقياء مطيعين لله تعالى، وهم الملائكة.
التفسير :
١٣، ١٤، ١٥، ١٦- في صحف مكرّمة* مرفوعة مطهّرة* بأيدي سفرة* كرام بررة.
إن آيات القرآن مثبتة في صحف منتسخة من اللوح المحفوظ، مكرّمة عند الله جل وعلا، لما فيها من العلم والحكمة، ولنزولها من اللوح المحفوظ.
مرفوعة مطهّرة. رفيعة القدر عند الله لاشتمالها على أصول العقائد والآداب والأخلاق، مطهّرة. منزهة عن النقص والضلالة، ومحفوظة من عبث الشياطين والكفار لا ينالونها.
بأيدي سفرة. محمولة بأيدي سفرة، أي : وسائط من الملائكة يسفرون بين الله ورسله، لتبليغ الوحي الإلهي للرسل الكرام.
قال تعالى : الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس... ( الحج : ٧٥ ).
وقال تعالى : نزل به الروح الأمين* على قلبك لتكون من المنذرين. ( الشعراء : ١٩٣، ١٩٤ ).
كرام بررة.
مكرمين عند ربهم، مطيعين له، كرام على الله، فيهم بر بالمؤمنين وعطف عليهم، حيث إنهم يدعون الله أن يغفر للتائبين، وأن يحفظهم من السيئات، وأن يشملهم برحمته.
قال تعالى : بل عباد مكرمون. ( الأنبياء : ٢٦ ).
وقال سبحانه : لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. ( التحريم : ٦ ).
وقال عز شأنه : الذين يحملون العرش ومن حوله يسبّحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتّبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم* ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم* وقهم السيئات ومن اتق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم. ( غافر : ٧-٩ ).
وتطلق السفرة على الملائكة لأنها تسفر بين الله وبين الرسل، وكذلك تطلق على الرسل لأنها تحمل رسالة الله إلى الناس، كلاهما يطلق عليه سفرة.
وقال ابن جرير الطبري :
والصحيح أن السفرة : الملائكة، وهم السفرة بين الله تعالى وبين خلقه، ومنه يقال : السفير، أي : الذي يسعى بين الناس في الصلح والخير.
أخرج الجماعة ( أحمد وأصحاب الكتب الستة ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرؤه وهو عليه شاق، له أجران )iii.
في ظلال القرآن
علّق صاحب الظلال بضع صفحات على صدر سورة عبس، ذكر فيها أن الحق جل جلاله جعل هداية السماء عالية سامقة، لا ينالها إلا من رغب فيها، وقد استجابت نفس الرسول صلى الله عليه وسلم وانفعلت بهذا التوجيه، واندفعت إلى قرار هذه الحقيقة في حياته كلها، وفي حياة الجماعة المسلمة، لقد كان الإسلام ميلادا جديدا للبشرية، كميلاد الإنسان الأول.
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذا الحادث يهش لابن أم مكتوم ويرعاه، ويقول له كلما لقيه :( أهلا بمن عاتبني فيه ربي )، وقد استخلفه مرتين بعد الهجرة على المدينة.
وقد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار، وجعل عمه حمزة، ومولاه زيد بن حارثة أخوين، وقد جعل زيدا أميرا في غزوة مؤتة، وكان آخر أعمال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أمر أسامة بن زيد على جيش لغزو الروم، يضم كثرة من المهاجرين والأنصار، فيهم أبو بكر وعمر وزيراه وصاحباه، وقال صلى الله عليه وسلم :( سلمان منّا أهل البيت )iv.
وأخرج الشيخان، والترمذي، عن أبي موسى قوله : قدمت أنا وأخي من اليمن فمكثنا حينا، وما نرى عبد الله بن مسعود وأمّه إلا من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، من كثرة دخولهما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولزومهما لهv.
واستمر الخلفاء على هذا الهدى، فمشى أبو بكر الصديق- وهو خليفة- يودّع بنفسه أسامة بن زيد، ويقول : وما علي أن اغبر قدمي في سبيل الله ساعة. ثم يقول لأسامة : إن رأيت أن تعينني بعمر فافعل.
ثم تمضي عجلة الزمن، فنرى عمر بن الخطاب يولّى عمار بن ياسر على الكوفة.
ويقول عمر : أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا. يعني بلالا، الذي كان مملوكا لأمية بن خلف، واشتراه أبو بكر وأعتقه.
وقد كان عبد الله يذكر ويذكر معه مولاه عكرمة، وكان عبد الله بن عمر يذكر ويذكر معه مولاه نافع.
وتمتّع كثير من الموالي بتولي الفتيا مثل : الحسن البصري بالبصرة، ومجاهد بن جبر، وعطاء بن رباح وغيرهم.
وظل ميزان السماء يرجح بأهل التقوى ولو تجردوا من قيم الأرض كلها، في اعتبار أنفسهم، وفي اعتبار الناس من حولهم.
تشتمل السورة على أدب السماء، وتوجيه الله تعالى عباده إلى طريقة التعامل، واحترام قيمة الإنسان، فالإنسان إنسان بفضله وعقله وأدبه وزكاء نفسه، لا بماله وحشمه وخدمه، والخلق كلهم عيال الله، يتفاضلون عنده بالتقوى، ويدركون ثوابه بالعمل الصالح.
قال تعالى : إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير. ( الحجرات : ١٣ ).
سبب النزول :
أخرج الترمذي، والحاكم، عن عائشة رضي الله عنها قالت : أنزل : عبس وتولّى. في ابن أم مكتوم الأعمى، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول : يا رسول الله، أرشدني. وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من عظماء المشركين، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض عنه، ويقبل على الآخر، فيقول له : أترى بما أقول بأسا ؟ فيقول :( لا ) فنزلت : عبس وتولّى* أن جاءه الأعمىii.
وأخرج أبو يعلى مثله عن أنس.
المفردات :
في صحف : منتسخة من اللوح المحفوظ.
مكرمة : شريفة عند الله.
مرفوعة : رفيعة القدر والمنزلة عنده تعالى.
مطهرة : منزهة عن أيدي الشياطين، وعن النقص.
بأيدي سفرة : كتبه من الملائكة ينسخونها من اللوح المحفوظ.
كرام : أعزّاء على الله تعالى.
بررة : أتقياء مطيعين لله تعالى، وهم الملائكة.
التفسير :
١٣، ١٤، ١٥، ١٦- في صحف مكرّمة* مرفوعة مطهّرة* بأيدي سفرة* كرام بررة.
إن آيات القرآن مثبتة في صحف منتسخة من اللوح المحفوظ، مكرّمة عند الله جل وعلا، لما فيها من العلم والحكمة، ولنزولها من اللوح المحفوظ.
مرفوعة مطهّرة. رفيعة القدر عند الله لاشتمالها على أصول العقائد والآداب والأخلاق، مطهّرة. منزهة عن النقص والضلالة، ومحفوظة من عبث الشياطين والكفار لا ينالونها.
بأيدي سفرة. محمولة بأيدي سفرة، أي : وسائط من الملائكة يسفرون بين الله ورسله، لتبليغ الوحي الإلهي للرسل الكرام.
قال تعالى : الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس... ( الحج : ٧٥ ).
وقال تعالى : نزل به الروح الأمين* على قلبك لتكون من المنذرين. ( الشعراء : ١٩٣، ١٩٤ ).
كرام بررة.
مكرمين عند ربهم، مطيعين له، كرام على الله، فيهم بر بالمؤمنين وعطف عليهم، حيث إنهم يدعون الله أن يغفر للتائبين، وأن يحفظهم من السيئات، وأن يشملهم برحمته.
قال تعالى : بل عباد مكرمون. ( الأنبياء : ٢٦ ).
وقال سبحانه : لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. ( التحريم : ٦ ).
وقال عز شأنه : الذين يحملون العرش ومن حوله يسبّحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتّبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم* ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم* وقهم السيئات ومن اتق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم. ( غافر : ٧-٩ ).
وتطلق السفرة على الملائكة لأنها تسفر بين الله وبين الرسل، وكذلك تطلق على الرسل لأنها تحمل رسالة الله إلى الناس، كلاهما يطلق عليه سفرة.
وقال ابن جرير الطبري :
والصحيح أن السفرة : الملائكة، وهم السفرة بين الله تعالى وبين خلقه، ومنه يقال : السفير، أي : الذي يسعى بين الناس في الصلح والخير.
أخرج الجماعة ( أحمد وأصحاب الكتب الستة ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرؤه وهو عليه شاق، له أجران )iii.
في ظلال القرآن
علّق صاحب الظلال بضع صفحات على صدر سورة عبس، ذكر فيها أن الحق جل جلاله جعل هداية السماء عالية سامقة، لا ينالها إلا من رغب فيها، وقد استجابت نفس الرسول صلى الله عليه وسلم وانفعلت بهذا التوجيه، واندفعت إلى قرار هذه الحقيقة في حياته كلها، وفي حياة الجماعة المسلمة، لقد كان الإسلام ميلادا جديدا للبشرية، كميلاد الإنسان الأول.
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذا الحادث يهش لابن أم مكتوم ويرعاه، ويقول له كلما لقيه :( أهلا بمن عاتبني فيه ربي )، وقد استخلفه مرتين بعد الهجرة على المدينة.
وقد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار، وجعل عمه حمزة، ومولاه زيد بن حارثة أخوين، وقد جعل زيدا أميرا في غزوة مؤتة، وكان آخر أعمال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أمر أسامة بن زيد على جيش لغزو الروم، يضم كثرة من المهاجرين والأنصار، فيهم أبو بكر وعمر وزيراه وصاحباه، وقال صلى الله عليه وسلم :( سلمان منّا أهل البيت )iv.
وأخرج الشيخان، والترمذي، عن أبي موسى قوله : قدمت أنا وأخي من اليمن فمكثنا حينا، وما نرى عبد الله بن مسعود وأمّه إلا من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، من كثرة دخولهما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولزومهما لهv.
واستمر الخلفاء على هذا الهدى، فمشى أبو بكر الصديق- وهو خليفة- يودّع بنفسه أسامة بن زيد، ويقول : وما علي أن اغبر قدمي في سبيل الله ساعة. ثم يقول لأسامة : إن رأيت أن تعينني بعمر فافعل.
ثم تمضي عجلة الزمن، فنرى عمر بن الخطاب يولّى عمار بن ياسر على الكوفة.
ويقول عمر : أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا. يعني بلالا، الذي كان مملوكا لأمية بن خلف، واشتراه أبو بكر وأعتقه.
وقد كان عبد الله يذكر ويذكر معه مولاه عكرمة، وكان عبد الله بن عمر يذكر ويذكر معه مولاه نافع.
وتمتّع كثير من الموالي بتولي الفتيا مثل : الحسن البصري بالبصرة، ومجاهد بن جبر، وعطاء بن رباح وغيرهم.
وظل ميزان السماء يرجح بأهل التقوى ولو تجردوا من قيم الأرض كلها، في اعتبار أنفسهم، وفي اعتبار الناس من حولهم.
تشتمل السورة على أدب السماء، وتوجيه الله تعالى عباده إلى طريقة التعامل، واحترام قيمة الإنسان، فالإنسان إنسان بفضله وعقله وأدبه وزكاء نفسه، لا بماله وحشمه وخدمه، والخلق كلهم عيال الله، يتفاضلون عنده بالتقوى، ويدركون ثوابه بالعمل الصالح.
قال تعالى : إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير. ( الحجرات : ١٣ ).
سبب النزول :
أخرج الترمذي، والحاكم، عن عائشة رضي الله عنها قالت : أنزل : عبس وتولّى. في ابن أم مكتوم الأعمى، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول : يا رسول الله، أرشدني. وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من عظماء المشركين، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض عنه، ويقبل على الآخر، فيقول له : أترى بما أقول بأسا ؟ فيقول :( لا ) فنزلت : عبس وتولّى* أن جاءه الأعمىii.
وأخرج أبو يعلى مثله عن أنس.
المفردات :
في صحف : منتسخة من اللوح المحفوظ.
مكرمة : شريفة عند الله.
مرفوعة : رفيعة القدر والمنزلة عنده تعالى.
مطهرة : منزهة عن أيدي الشياطين، وعن النقص.
بأيدي سفرة : كتبه من الملائكة ينسخونها من اللوح المحفوظ.
كرام : أعزّاء على الله تعالى.
بررة : أتقياء مطيعين لله تعالى، وهم الملائكة.
التفسير :
١٣، ١٤، ١٥، ١٦- في صحف مكرّمة* مرفوعة مطهّرة* بأيدي سفرة* كرام بررة.
إن آيات القرآن مثبتة في صحف منتسخة من اللوح المحفوظ، مكرّمة عند الله جل وعلا، لما فيها من العلم والحكمة، ولنزولها من اللوح المحفوظ.
مرفوعة مطهّرة. رفيعة القدر عند الله لاشتمالها على أصول العقائد والآداب والأخلاق، مطهّرة. منزهة عن النقص والضلالة، ومحفوظة من عبث الشياطين والكفار لا ينالونها.
بأيدي سفرة. محمولة بأيدي سفرة، أي : وسائط من الملائكة يسفرون بين الله ورسله، لتبليغ الوحي الإلهي للرسل الكرام.
قال تعالى : الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس... ( الحج : ٧٥ ).
وقال تعالى : نزل به الروح الأمين* على قلبك لتكون من المنذرين. ( الشعراء : ١٩٣، ١٩٤ ).
كرام بررة.
مكرمين عند ربهم، مطيعين له، كرام على الله، فيهم بر بالمؤمنين وعطف عليهم، حيث إنهم يدعون الله أن يغفر للتائبين، وأن يحفظهم من السيئات، وأن يشملهم برحمته.
قال تعالى : بل عباد مكرمون. ( الأنبياء : ٢٦ ).
وقال سبحانه : لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. ( التحريم : ٦ ).
وقال عز شأنه : الذين يحملون العرش ومن حوله يسبّحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتّبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم* ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم* وقهم السيئات ومن اتق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم. ( غافر : ٧-٩ ).
وتطلق السفرة على الملائكة لأنها تسفر بين الله وبين الرسل، وكذلك تطلق على الرسل لأنها تحمل رسالة الله إلى الناس، كلاهما يطلق عليه سفرة.
وقال ابن جرير الطبري :
والصحيح أن السفرة : الملائكة، وهم السفرة بين الله تعالى وبين خلقه، ومنه يقال : السفير، أي : الذي يسعى بين الناس في الصلح والخير.
أخرج الجماعة ( أحمد وأصحاب الكتب الستة ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرؤه وهو عليه شاق، له أجران )iii.
في ظلال القرآن
علّق صاحب الظلال بضع صفحات على صدر سورة عبس، ذكر فيها أن الحق جل جلاله جعل هداية السماء عالية سامقة، لا ينالها إلا من رغب فيها، وقد استجابت نفس الرسول صلى الله عليه وسلم وانفعلت بهذا التوجيه، واندفعت إلى قرار هذه الحقيقة في حياته كلها، وفي حياة الجماعة المسلمة، لقد كان الإسلام ميلادا جديدا للبشرية، كميلاد الإنسان الأول.
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذا الحادث يهش لابن أم مكتوم ويرعاه، ويقول له كلما لقيه :( أهلا بمن عاتبني فيه ربي )، وقد استخلفه مرتين بعد الهجرة على المدينة.
وقد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار، وجعل عمه حمزة، ومولاه زيد بن حارثة أخوين، وقد جعل زيدا أميرا في غزوة مؤتة، وكان آخر أعمال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أمر أسامة بن زيد على جيش لغزو الروم، يضم كثرة من المهاجرين والأنصار، فيهم أبو بكر وعمر وزيراه وصاحباه، وقال صلى الله عليه وسلم :( سلمان منّا أهل البيت )iv.
وأخرج الشيخان، والترمذي، عن أبي موسى قوله : قدمت أنا وأخي من اليمن فمكثنا حينا، وما نرى عبد الله بن مسعود وأمّه إلا من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، من كثرة دخولهما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولزومهما لهv.
واستمر الخلفاء على هذا الهدى، فمشى أبو بكر الصديق- وهو خليفة- يودّع بنفسه أسامة بن زيد، ويقول : وما علي أن اغبر قدمي في سبيل الله ساعة. ثم يقول لأسامة : إن رأيت أن تعينني بعمر فافعل.
ثم تمضي عجلة الزمن، فنرى عمر بن الخطاب يولّى عمار بن ياسر على الكوفة.
ويقول عمر : أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا. يعني بلالا، الذي كان مملوكا لأمية بن خلف، واشتراه أبو بكر وأعتقه.
وقد كان عبد الله يذكر ويذكر معه مولاه عكرمة، وكان عبد الله بن عمر يذكر ويذكر معه مولاه نافع.
وتمتّع كثير من الموالي بتولي الفتيا مثل : الحسن البصري بالبصرة، ومجاهد بن جبر، وعطاء بن رباح وغيرهم.
وظل ميزان السماء يرجح بأهل التقوى ولو تجردوا من قيم الأرض كلها، في اعتبار أنفسهم، وفي اعتبار الناس من حولهم.
﴿ قتل الإنسان ما أكفره ١٧ من أي شيء خلقه ١٨ من نطفة خلقه فقدّره ١٩ ثم السبيل يسّره ٢٠ ثم أماته فأقبره ٢١ ثم إذا شاء أنشره ٢٢ كلاّ لمّا يقض ما أمره ٢٣ ﴾
المفردات :
قتل الإنسان : لعن الكافر أو عذّب.
ما أكفره : ما أشد كفره، وهو تعجيب من إفراطه في الكفران.
التفسير :
١٧- قتل الإنسان ما أكفره.
دعاء على الإنسان الكافر بالموت، فما أشد كفره، حيث يرى نعم الله عليه في نفسه وفي خلقه، ثم يكفر بالله ولا يؤمن برسله.
فقدره : أطوارا، أو هيأه لما يصلح له.
ثم السبيل يسره : سهل له طريق الخير وطريق الشر، وأقدره على اختيار أيهما.
التفسير :
١٨، ١٩، ٢٠- من أي شيء خلقه* من نطفة خلقه فقدّره* ثم السبيل يسّره.
من أي شيء حقير مهين خلقه، من نطفة خلقه الله، فقدّره. لما يصلح له في الحياة، فوهب له أطوارا في بطن أمه، وأطوارا في حياته، من مراحل الضعف إلى القوة ثم إلى الضعف والشيبة مرة أخرى، تمهيدا للموت وهو نعمة أيّ نعمة، وأمدّ الله الإنسان بالأطراف والأجزاء، والأعضاء والأجهزة التي تساعده في أداء رسالته في الحياة.
ثم السبيل يسّره.
ألهمه الخروج من بطن أمه بأن فتح له رحمها، وألهمه أن ينتكس فتكون رأسه إلى أسفل، وأحاطه بكل أنواع الرعاية، أو يسر له سبيل الخير والشر، وأعطاه العقل والإرادة والاختيار.
قال تعالى : إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا. ( الإنسان : ٣ ).
فقدره : أطوارا، أو هيأه لما يصلح له.
ثم السبيل يسره : سهل له طريق الخير وطريق الشر، وأقدره على اختيار أيهما.
التفسير :
١٨، ١٩، ٢٠- من أي شيء خلقه* من نطفة خلقه فقدّره* ثم السبيل يسّره.
من أي شيء حقير مهين خلقه، من نطفة خلقه الله، فقدّره. لما يصلح له في الحياة، فوهب له أطوارا في بطن أمه، وأطوارا في حياته، من مراحل الضعف إلى القوة ثم إلى الضعف والشيبة مرة أخرى، تمهيدا للموت وهو نعمة أيّ نعمة، وأمدّ الله الإنسان بالأطراف والأجزاء، والأعضاء والأجهزة التي تساعده في أداء رسالته في الحياة.
ثم السبيل يسّره.
ألهمه الخروج من بطن أمه بأن فتح له رحمها، وألهمه أن ينتكس فتكون رأسه إلى أسفل، وأحاطه بكل أنواع الرعاية، أو يسر له سبيل الخير والشر، وأعطاه العقل والإرادة والاختيار.
قال تعالى : إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا. ( الإنسان : ٣ ).
فقدره : أطوارا، أو هيأه لما يصلح له.
ثم السبيل يسره : سهل له طريق الخير وطريق الشر، وأقدره على اختيار أيهما.
التفسير :
١٨، ١٩، ٢٠- من أي شيء خلقه* من نطفة خلقه فقدّره* ثم السبيل يسّره.
من أي شيء حقير مهين خلقه، من نطفة خلقه الله، فقدّره. لما يصلح له في الحياة، فوهب له أطوارا في بطن أمه، وأطوارا في حياته، من مراحل الضعف إلى القوة ثم إلى الضعف والشيبة مرة أخرى، تمهيدا للموت وهو نعمة أيّ نعمة، وأمدّ الله الإنسان بالأطراف والأجزاء، والأعضاء والأجهزة التي تساعده في أداء رسالته في الحياة.
ثم السبيل يسّره.
ألهمه الخروج من بطن أمه بأن فتح له رحمها، وألهمه أن ينتكس فتكون رأسه إلى أسفل، وأحاطه بكل أنواع الرعاية، أو يسر له سبيل الخير والشر، وأعطاه العقل والإرادة والاختيار.
قال تعالى : إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا. ( الإنسان : ٣ ).
فأقبره : أمر بدفنه تكرمة له.
التفسير :
٢١، ٢٢، ٢٣- ثم اماته فأقبره* ثم إذا شاء أنشره* كلاّ لما يقض ما أمره.
حين انتهت حياة الإنسان أمر الله أن يدفن في الأرض تكرمة له، ولم يتركه جزرا للسباع.
قال تعالى : منها خلقناهم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى. ( طه : ٥٥ ).
فالأرض أمنا نأكل من خيراتها، ونعيش على ظهرها، وبعد الموت ندفن في باطنها.
قال تعالى : ألم نجعل الأرض كفاتا* أحياء وأمواتا. ( المرسلات : ٢٥، ٢٦ ).
أنشره : أحياه بعد موته للحساب والجزاء.
التفسير :
ثم إذا شاء أنشره.
إذا أراد الله وقدّر البعث والنشور، أمر إسرافيل فينفخ في الصور النفخة الثانية، فيقوم الناس لرب العالمين، حيث يتم الحساب والجزاء، فيساق المتّقون إلى الجنة، ويساق المجرمون إلى النار.
كلا : زجر للإنسان عن ترفعه وتكبره.
لما يقض ما أمره : لم يفعل ما أمره الله به، بل قصّر.
التفسير :
كلاّ لمّا يقض ما أمره.
كلاّ. حرف ردع وزجر لهذا الإنسان الكافر، أو المقصّر في القيام بحق الله عليه، أي رغم هذه النعم في الخلق والتكوين والنشأة، وإمداد الإنسان بما يعاونه في حياته مثل الأيدي والأرجل، والسمع والبصر والعقل، لكن الإنسان لم يشكر الله حق شكره، فمن الناس من كفر بالله وبالكتب والرسل، ومنهم من صدّق وقصّر في أداء الفرائض.
روى عن مجاهد وقتادة أن المراد أنه لم يقض جميع ما أمره الله به، من أول زمان تكليفه إلى زمان إماتته وإقباره.
﴿ فلينظر الإنسان إلى طعامه ٢٤ أنّا صببنا الماء صبّا ٢٥ ثم شققنا الأرض شقّا ٢٦ فأنبتنا فيها حبّا ٢٧ وعنبا وقضبا ٢٨ وزيتونا ونخلا ٢٩ وحدائق غلبا ٣٠ وفاكهة وأبّا ٣١ متاعا لكم ولأنعامكم ٣٢ ﴾
المفردات :
صببنا الماء صبا : أنزلناه من السماء إنزالا عجيبا، كأنه مراق من إناء.
تمهيد :
بعد أن ذكر الدلائل على قدرته تعالى، وهي كامنة في نفس الإنسان، أردف ذلك بذكر الآيات المنبثة في الآفاق، الناطقة ببديع صنعه تعالى وباهر حكمته.
التفسير :
٢٤، ٢٥- فلينظر الإنسان إلى طعامه* أنّا صببنا الماء صبّا.
ليتأمل الإنسان في عجائب القدرة الإلهية التي خلقته، ويسرت له طريقه إلى الحياة، ثم يسّرت له الطعام ليأكل، والماء ليشرب، والنبات والحبّ والبساتين ليتمتع هو وأنعامه.
وخلاصة معنى الآيتين :
تأمّل أيها الإنسان في طعامك ورزقك وأسبابه، إن الله تعالى أنزل المطر من السماء متتابعا.
﴿ فلينظر الإنسان إلى طعامه ٢٤ أنّا صببنا الماء صبّا ٢٥ ثم شققنا الأرض شقّا ٢٦ فأنبتنا فيها حبّا ٢٧ وعنبا وقضبا ٢٨ وزيتونا ونخلا ٢٩ وحدائق غلبا ٣٠ وفاكهة وأبّا ٣١ متاعا لكم ولأنعامكم ٣٢ ﴾
المفردات :
صببنا الماء صبا : أنزلناه من السماء إنزالا عجيبا، كأنه مراق من إناء.
تمهيد :
بعد أن ذكر الدلائل على قدرته تعالى، وهي كامنة في نفس الإنسان، أردف ذلك بذكر الآيات المنبثة في الآفاق، الناطقة ببديع صنعه تعالى وباهر حكمته.
التفسير :
٢٤، ٢٥- فلينظر الإنسان إلى طعامه* أنّا صببنا الماء صبّا.
ليتأمل الإنسان في عجائب القدرة الإلهية التي خلقته، ويسرت له طريقه إلى الحياة، ثم يسّرت له الطعام ليأكل، والماء ليشرب، والنبات والحبّ والبساتين ليتمتع هو وأنعامه.
وخلاصة معنى الآيتين :
تأمّل أيها الإنسان في طعامك ورزقك وأسبابه، إن الله تعالى أنزل المطر من السماء متتابعا.
بعد أن ذكر الدلائل على قدرته تعالى، وهي كامنة في نفس الإنسان، أردف ذلك بذكر الآيات المنبثة في الآفاق، الناطقة ببديع صنعه تعالى وباهر حكمته.
المفردات :
شققنا الأرض : بالنبات، أو بالحرث.
التفسير :
٢٦- ثم شققنا الأرض شقّا.
أي : يسرنا للإنسان حرث الأرض وتقليبها، ليتسرب إليها الضوء والهواء، أو شققنا الأرض بصنوف النباتات والحبوب التي يلقيها الإنسان في الأرض، فتشق طريقها إلى أعلى.
بعد أن ذكر الدلائل على قدرته تعالى، وهي كامنة في نفس الإنسان، أردف ذلك بذكر الآيات المنبثة في الآفاق، الناطقة ببديع صنعه تعالى وباهر حكمته.
المفردات :
قضبا : علفا رطبا للدواب كالبراسيم، وسمّي قضبا لأنه يقضب، أي يقطع مرة بعد أخرى.
غلبا : واحدها غلباء، أي ضخمة عظيمة.
الأب : المرعى، لأنه يؤبّ، أي يؤمّ وينتجع.
متاعا لكم ولأنعامكم : أنبتناه لكم لتتمتعوا به، وتنتفعوا وتنتفع أنعامكم.
التفسير :
٢٧، ٢٨، ٢٩، ٣٠، ٣١، ٣٢- فأنبتنا فيها حبّا* وعنبا وقضبا* وزيتونا ونخلا* وحدائق غلبا* وفاكهة وأبّا* متاعا لكم ولأنعامكم.
هذه ألوان النّعم التي أنبتها الله من الأرض :
الحب : كالشعير والقمح والذرة، والفول والترمس.
العنب : وهو معروف.
الضقب : وهو الزرع لذي يقضب مرة بعد مرة، وهو رطب مثل : البرسيم، والجتّ وهو القتّ.
الزيتون : منه الأخضر والأسود، ويعصر منه الزيت فيكون طعاما وشفاء.
النخل : يستفيد الإنسان بالشجرة وبالرطب والبلح، والسعف والخوص، وكل شيء في النخلة نافع.
حدائق غلب : بساتين ذات أشجار ضخمة، ومتكاثفة كثيرة.
الفاكهة : وهي كل ما يتفكّه به من الثّمار، أي يستمتع به، كالتفاح والكمثرى والموز والخوخ والتين ونحوها.
الأب : والأب كل ما أنبتت الأرض، مما لا يأكله الناس ولا يزرعونه، من الكلأ وسائر أنواع المرعى للحيوان، مثل العشب والحشيش الذي ترعاه الدواب.
متاعا لكم ولأنعامكم.
جعلنا ذلك متعة وتمتيعا لكم ولأنعامكم، فاشكروه على آلائه وجزيل عطائه، فقد ضمن لكم ولأنعامكم الحياة والمتاع، فسبحانه سخّر الأرض وهيأها لاستقبال الإنسان، وخلق الإنسان في بطن أمه وجعله يمر بمراحل متعددة إلى الولادة، ويمر في حياته بمراحل أخرى، من الطفولة والمراهقة والشباب، والرجولة والكهولة والشيخوخة، ويسّر له المطر والنبات والطعام، والفاكهة والمتاع له ولأنعامه، فسبحان من كرّم الإنسان، وسخر له الكون، وأرسل له الرسل، وأنزل الكتب، فسبحانه، سبحان الله العلي العظيم.
بعد أن ذكر الدلائل على قدرته تعالى، وهي كامنة في نفس الإنسان، أردف ذلك بذكر الآيات المنبثة في الآفاق، الناطقة ببديع صنعه تعالى وباهر حكمته.
المفردات :
قضبا : علفا رطبا للدواب كالبراسيم، وسمّي قضبا لأنه يقضب، أي يقطع مرة بعد أخرى.
غلبا : واحدها غلباء، أي ضخمة عظيمة.
الأب : المرعى، لأنه يؤبّ، أي يؤمّ وينتجع.
متاعا لكم ولأنعامكم : أنبتناه لكم لتتمتعوا به، وتنتفعوا وتنتفع أنعامكم.
التفسير :
٢٧، ٢٨، ٢٩، ٣٠، ٣١، ٣٢- فأنبتنا فيها حبّا* وعنبا وقضبا* وزيتونا ونخلا* وحدائق غلبا* وفاكهة وأبّا* متاعا لكم ولأنعامكم.
هذه ألوان النّعم التي أنبتها الله من الأرض :
الحب : كالشعير والقمح والذرة، والفول والترمس.
العنب : وهو معروف.
الضقب : وهو الزرع لذي يقضب مرة بعد مرة، وهو رطب مثل : البرسيم، والجتّ وهو القتّ.
الزيتون : منه الأخضر والأسود، ويعصر منه الزيت فيكون طعاما وشفاء.
النخل : يستفيد الإنسان بالشجرة وبالرطب والبلح، والسعف والخوص، وكل شيء في النخلة نافع.
حدائق غلب : بساتين ذات أشجار ضخمة، ومتكاثفة كثيرة.
الفاكهة : وهي كل ما يتفكّه به من الثّمار، أي يستمتع به، كالتفاح والكمثرى والموز والخوخ والتين ونحوها.
الأب : والأب كل ما أنبتت الأرض، مما لا يأكله الناس ولا يزرعونه، من الكلأ وسائر أنواع المرعى للحيوان، مثل العشب والحشيش الذي ترعاه الدواب.
متاعا لكم ولأنعامكم.
جعلنا ذلك متعة وتمتيعا لكم ولأنعامكم، فاشكروه على آلائه وجزيل عطائه، فقد ضمن لكم ولأنعامكم الحياة والمتاع، فسبحانه سخّر الأرض وهيأها لاستقبال الإنسان، وخلق الإنسان في بطن أمه وجعله يمر بمراحل متعددة إلى الولادة، ويمر في حياته بمراحل أخرى، من الطفولة والمراهقة والشباب، والرجولة والكهولة والشيخوخة، ويسّر له المطر والنبات والطعام، والفاكهة والمتاع له ولأنعامه، فسبحان من كرّم الإنسان، وسخر له الكون، وأرسل له الرسل، وأنزل الكتب، فسبحانه، سبحان الله العلي العظيم.
بعد أن ذكر الدلائل على قدرته تعالى، وهي كامنة في نفس الإنسان، أردف ذلك بذكر الآيات المنبثة في الآفاق، الناطقة ببديع صنعه تعالى وباهر حكمته.
المفردات :
قضبا : علفا رطبا للدواب كالبراسيم، وسمّي قضبا لأنه يقضب، أي يقطع مرة بعد أخرى.
غلبا : واحدها غلباء، أي ضخمة عظيمة.
الأب : المرعى، لأنه يؤبّ، أي يؤمّ وينتجع.
متاعا لكم ولأنعامكم : أنبتناه لكم لتتمتعوا به، وتنتفعوا وتنتفع أنعامكم.
التفسير :
٢٧، ٢٨، ٢٩، ٣٠، ٣١، ٣٢- فأنبتنا فيها حبّا* وعنبا وقضبا* وزيتونا ونخلا* وحدائق غلبا* وفاكهة وأبّا* متاعا لكم ولأنعامكم.
هذه ألوان النّعم التي أنبتها الله من الأرض :
الحب : كالشعير والقمح والذرة، والفول والترمس.
العنب : وهو معروف.
الضقب : وهو الزرع لذي يقضب مرة بعد مرة، وهو رطب مثل : البرسيم، والجتّ وهو القتّ.
الزيتون : منه الأخضر والأسود، ويعصر منه الزيت فيكون طعاما وشفاء.
النخل : يستفيد الإنسان بالشجرة وبالرطب والبلح، والسعف والخوص، وكل شيء في النخلة نافع.
حدائق غلب : بساتين ذات أشجار ضخمة، ومتكاثفة كثيرة.
الفاكهة : وهي كل ما يتفكّه به من الثّمار، أي يستمتع به، كالتفاح والكمثرى والموز والخوخ والتين ونحوها.
الأب : والأب كل ما أنبتت الأرض، مما لا يأكله الناس ولا يزرعونه، من الكلأ وسائر أنواع المرعى للحيوان، مثل العشب والحشيش الذي ترعاه الدواب.
متاعا لكم ولأنعامكم.
جعلنا ذلك متعة وتمتيعا لكم ولأنعامكم، فاشكروه على آلائه وجزيل عطائه، فقد ضمن لكم ولأنعامكم الحياة والمتاع، فسبحانه سخّر الأرض وهيأها لاستقبال الإنسان، وخلق الإنسان في بطن أمه وجعله يمر بمراحل متعددة إلى الولادة، ويمر في حياته بمراحل أخرى، من الطفولة والمراهقة والشباب، والرجولة والكهولة والشيخوخة، ويسّر له المطر والنبات والطعام، والفاكهة والمتاع له ولأنعامه، فسبحان من كرّم الإنسان، وسخر له الكون، وأرسل له الرسل، وأنزل الكتب، فسبحانه، سبحان الله العلي العظيم.
بعد أن ذكر الدلائل على قدرته تعالى، وهي كامنة في نفس الإنسان، أردف ذلك بذكر الآيات المنبثة في الآفاق، الناطقة ببديع صنعه تعالى وباهر حكمته.
المفردات :
قضبا : علفا رطبا للدواب كالبراسيم، وسمّي قضبا لأنه يقضب، أي يقطع مرة بعد أخرى.
غلبا : واحدها غلباء، أي ضخمة عظيمة.
الأب : المرعى، لأنه يؤبّ، أي يؤمّ وينتجع.
متاعا لكم ولأنعامكم : أنبتناه لكم لتتمتعوا به، وتنتفعوا وتنتفع أنعامكم.
التفسير :
٢٧، ٢٨، ٢٩، ٣٠، ٣١، ٣٢- فأنبتنا فيها حبّا* وعنبا وقضبا* وزيتونا ونخلا* وحدائق غلبا* وفاكهة وأبّا* متاعا لكم ولأنعامكم.
هذه ألوان النّعم التي أنبتها الله من الأرض :
الحب : كالشعير والقمح والذرة، والفول والترمس.
العنب : وهو معروف.
الضقب : وهو الزرع لذي يقضب مرة بعد مرة، وهو رطب مثل : البرسيم، والجتّ وهو القتّ.
الزيتون : منه الأخضر والأسود، ويعصر منه الزيت فيكون طعاما وشفاء.
النخل : يستفيد الإنسان بالشجرة وبالرطب والبلح، والسعف والخوص، وكل شيء في النخلة نافع.
حدائق غلب : بساتين ذات أشجار ضخمة، ومتكاثفة كثيرة.
الفاكهة : وهي كل ما يتفكّه به من الثّمار، أي يستمتع به، كالتفاح والكمثرى والموز والخوخ والتين ونحوها.
الأب : والأب كل ما أنبتت الأرض، مما لا يأكله الناس ولا يزرعونه، من الكلأ وسائر أنواع المرعى للحيوان، مثل العشب والحشيش الذي ترعاه الدواب.
متاعا لكم ولأنعامكم.
جعلنا ذلك متعة وتمتيعا لكم ولأنعامكم، فاشكروه على آلائه وجزيل عطائه، فقد ضمن لكم ولأنعامكم الحياة والمتاع، فسبحانه سخّر الأرض وهيأها لاستقبال الإنسان، وخلق الإنسان في بطن أمه وجعله يمر بمراحل متعددة إلى الولادة، ويمر في حياته بمراحل أخرى، من الطفولة والمراهقة والشباب، والرجولة والكهولة والشيخوخة، ويسّر له المطر والنبات والطعام، والفاكهة والمتاع له ولأنعامه، فسبحان من كرّم الإنسان، وسخر له الكون، وأرسل له الرسل، وأنزل الكتب، فسبحانه، سبحان الله العلي العظيم.
بعد أن ذكر الدلائل على قدرته تعالى، وهي كامنة في نفس الإنسان، أردف ذلك بذكر الآيات المنبثة في الآفاق، الناطقة ببديع صنعه تعالى وباهر حكمته.
المفردات :
قضبا : علفا رطبا للدواب كالبراسيم، وسمّي قضبا لأنه يقضب، أي يقطع مرة بعد أخرى.
غلبا : واحدها غلباء، أي ضخمة عظيمة.
الأب : المرعى، لأنه يؤبّ، أي يؤمّ وينتجع.
متاعا لكم ولأنعامكم : أنبتناه لكم لتتمتعوا به، وتنتفعوا وتنتفع أنعامكم.
التفسير :
٢٧، ٢٨، ٢٩، ٣٠، ٣١، ٣٢- فأنبتنا فيها حبّا* وعنبا وقضبا* وزيتونا ونخلا* وحدائق غلبا* وفاكهة وأبّا* متاعا لكم ولأنعامكم.
هذه ألوان النّعم التي أنبتها الله من الأرض :
الحب : كالشعير والقمح والذرة، والفول والترمس.
العنب : وهو معروف.
الضقب : وهو الزرع لذي يقضب مرة بعد مرة، وهو رطب مثل : البرسيم، والجتّ وهو القتّ.
الزيتون : منه الأخضر والأسود، ويعصر منه الزيت فيكون طعاما وشفاء.
النخل : يستفيد الإنسان بالشجرة وبالرطب والبلح، والسعف والخوص، وكل شيء في النخلة نافع.
حدائق غلب : بساتين ذات أشجار ضخمة، ومتكاثفة كثيرة.
الفاكهة : وهي كل ما يتفكّه به من الثّمار، أي يستمتع به، كالتفاح والكمثرى والموز والخوخ والتين ونحوها.
الأب : والأب كل ما أنبتت الأرض، مما لا يأكله الناس ولا يزرعونه، من الكلأ وسائر أنواع المرعى للحيوان، مثل العشب والحشيش الذي ترعاه الدواب.
متاعا لكم ولأنعامكم.
جعلنا ذلك متعة وتمتيعا لكم ولأنعامكم، فاشكروه على آلائه وجزيل عطائه، فقد ضمن لكم ولأنعامكم الحياة والمتاع، فسبحانه سخّر الأرض وهيأها لاستقبال الإنسان، وخلق الإنسان في بطن أمه وجعله يمر بمراحل متعددة إلى الولادة، ويمر في حياته بمراحل أخرى، من الطفولة والمراهقة والشباب، والرجولة والكهولة والشيخوخة، ويسّر له المطر والنبات والطعام، والفاكهة والمتاع له ولأنعامه، فسبحان من كرّم الإنسان، وسخر له الكون، وأرسل له الرسل، وأنزل الكتب، فسبحانه، سبحان الله العلي العظيم.
بعد أن ذكر الدلائل على قدرته تعالى، وهي كامنة في نفس الإنسان، أردف ذلك بذكر الآيات المنبثة في الآفاق، الناطقة ببديع صنعه تعالى وباهر حكمته.
المفردات :
قضبا : علفا رطبا للدواب كالبراسيم، وسمّي قضبا لأنه يقضب، أي يقطع مرة بعد أخرى.
غلبا : واحدها غلباء، أي ضخمة عظيمة.
الأب : المرعى، لأنه يؤبّ، أي يؤمّ وينتجع.
متاعا لكم ولأنعامكم : أنبتناه لكم لتتمتعوا به، وتنتفعوا وتنتفع أنعامكم.
التفسير :
٢٧، ٢٨، ٢٩، ٣٠، ٣١، ٣٢- فأنبتنا فيها حبّا* وعنبا وقضبا* وزيتونا ونخلا* وحدائق غلبا* وفاكهة وأبّا* متاعا لكم ولأنعامكم.
هذه ألوان النّعم التي أنبتها الله من الأرض :
الحب : كالشعير والقمح والذرة، والفول والترمس.
العنب : وهو معروف.
الضقب : وهو الزرع لذي يقضب مرة بعد مرة، وهو رطب مثل : البرسيم، والجتّ وهو القتّ.
الزيتون : منه الأخضر والأسود، ويعصر منه الزيت فيكون طعاما وشفاء.
النخل : يستفيد الإنسان بالشجرة وبالرطب والبلح، والسعف والخوص، وكل شيء في النخلة نافع.
حدائق غلب : بساتين ذات أشجار ضخمة، ومتكاثفة كثيرة.
الفاكهة : وهي كل ما يتفكّه به من الثّمار، أي يستمتع به، كالتفاح والكمثرى والموز والخوخ والتين ونحوها.
الأب : والأب كل ما أنبتت الأرض، مما لا يأكله الناس ولا يزرعونه، من الكلأ وسائر أنواع المرعى للحيوان، مثل العشب والحشيش الذي ترعاه الدواب.
متاعا لكم ولأنعامكم.
جعلنا ذلك متعة وتمتيعا لكم ولأنعامكم، فاشكروه على آلائه وجزيل عطائه، فقد ضمن لكم ولأنعامكم الحياة والمتاع، فسبحانه سخّر الأرض وهيأها لاستقبال الإنسان، وخلق الإنسان في بطن أمه وجعله يمر بمراحل متعددة إلى الولادة، ويمر في حياته بمراحل أخرى، من الطفولة والمراهقة والشباب، والرجولة والكهولة والشيخوخة، ويسّر له المطر والنبات والطعام، والفاكهة والمتاع له ولأنعامه، فسبحان من كرّم الإنسان، وسخر له الكون، وأرسل له الرسل، وأنزل الكتب، فسبحانه، سبحان الله العلي العظيم.
﴿ فإذا جاءت الصّاخّة ٣٣ يوم يفرّ المرء من أخيه ٣٤ وأمه وأبيه ٣٥ وصاحبته وبنيه ٣٦ لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ٣٧ وجوه يومئذ مسفرة ٣٨ ضاحكة مستبشرة ٣٩ ووجوه يومئذ عليها غبرة ٤٠ ترهقها قترة ٤١ أولئك هم الكرة الفجرة ٤٦ ﴾
المفردات :
جاءت الصاخة : الصيحة تصمّ الآذان لشدتها، والصخّ الضرب بالحديد على الحديد، فيسمع إذ ذاك صوت شديد يحدث من تخريب الكون، ووقوع بعض أجرامه على بعض، ومن ثم سميت صاخّة وقارعة.
التفسير :
٣٣- فإذا جاءت الصّاخّة.
من أسماء القيامة : القارعة. لأنها تقرع القلوب بأهوالها.
والصاخّة. لأنها تصخ الأسماع لشدة وقعها، وقد وصفت بها النفخة الثانية، لأن الناس يصيخون لها، أي يستمعون، تدفعهم شدتها إلى أن يسرعوا قياما ينظرون.
شأن : شغل.
يغنيه : يصرفه ويصدّه عن مساعدة ذوي قرابته.
التفسير :
٣٤، ٣٥، ٣٦، ٣٧- يوم يفرّ المرء من أخيه* وأمه وأبيه* وصاحبته وبنيه* لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه.
أي : إذا جاءت الصاخّة وهي القيامة، في ذلك اليوم يفرّ المرء من أقرب الناس إليه، بداية من الأخ ومرورا بالأم والأب، ووصولا إلى الزوجة والأبناء، مع أنه كان في الدنيا يفتديهم ويدفع عنهم السوء، ويحاول أن يحل مشاكلهم، ويشارك في سرّائهم وضرّائهم.
قال في التسهيل : ذكر تعالى فرار الإنسان من أحبابه، ورتّبهم على مراتبهم في الحنوّ والشفقة، فبدأ بالأقل، وختم بالأكبر، وذلك بذكر الأخ والأبوين لأنهما أقرب منه، ثم بالصاحبة والبنين لأنهما أحب.
وجاء في غرائب القرآن : إن الفرار المعنيّ هو قلة الاهتمام بشأن هؤلاء، بدليل قوله تعالى : لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه. أي : يصرفه ويصدّه عن قرابته.
وروى ابن أبي حاتم، والنسائي، والترمذي، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( تحشرون حفاة عراة مشاة غرلا ) أي : غير مختونين. فقالت امرأة : أينظر بعضنا بعضا، أو يرى بعضنا عورة بعض ؟ فقال صلى الله عليه وسلم :( يا فلانة، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه. vi ( قال الترمذي : حديث حسن صحيح ).
وفي الحديث الصحيح :( إن الناس في هول القيامة يلهمون أن الشفاعة للأنبياء، فيذهبون إلى آدم، ثم إلى نوح، ثم إلى إبراهيم، ثم إلى موسى، ثم إلى عيسى، فيقول كل نبي : نفسي نفسي، إن الجبار غضب اليوم غضبا شديدا لم يغضب قبله مثله، فيذهبون إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيقول :( أنا لها، أنا لها )، ثم يؤتيه الله الشفاعة. vii.
في ذلك اليوم ينقسم الناس إلى فريقين : أهل الإيمان والتقوى، ويقابلهم أهل الكفر والعصيان.
شأن : شغل.
يغنيه : يصرفه ويصدّه عن مساعدة ذوي قرابته.
التفسير :
٣٤، ٣٥، ٣٦، ٣٧- يوم يفرّ المرء من أخيه* وأمه وأبيه* وصاحبته وبنيه* لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه.
أي : إذا جاءت الصاخّة وهي القيامة، في ذلك اليوم يفرّ المرء من أقرب الناس إليه، بداية من الأخ ومرورا بالأم والأب، ووصولا إلى الزوجة والأبناء، مع أنه كان في الدنيا يفتديهم ويدفع عنهم السوء، ويحاول أن يحل مشاكلهم، ويشارك في سرّائهم وضرّائهم.
قال في التسهيل : ذكر تعالى فرار الإنسان من أحبابه، ورتّبهم على مراتبهم في الحنوّ والشفقة، فبدأ بالأقل، وختم بالأكبر، وذلك بذكر الأخ والأبوين لأنهما أقرب منه، ثم بالصاحبة والبنين لأنهما أحب.
وجاء في غرائب القرآن : إن الفرار المعنيّ هو قلة الاهتمام بشأن هؤلاء، بدليل قوله تعالى : لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه. أي : يصرفه ويصدّه عن قرابته.
وروى ابن أبي حاتم، والنسائي، والترمذي، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( تحشرون حفاة عراة مشاة غرلا ) أي : غير مختونين. فقالت امرأة : أينظر بعضنا بعضا، أو يرى بعضنا عورة بعض ؟ فقال صلى الله عليه وسلم :( يا فلانة، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه. vi ( قال الترمذي : حديث حسن صحيح ).
وفي الحديث الصحيح :( إن الناس في هول القيامة يلهمون أن الشفاعة للأنبياء، فيذهبون إلى آدم، ثم إلى نوح، ثم إلى إبراهيم، ثم إلى موسى، ثم إلى عيسى، فيقول كل نبي : نفسي نفسي، إن الجبار غضب اليوم غضبا شديدا لم يغضب قبله مثله، فيذهبون إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيقول :( أنا لها، أنا لها )، ثم يؤتيه الله الشفاعة. vii.
في ذلك اليوم ينقسم الناس إلى فريقين : أهل الإيمان والتقوى، ويقابلهم أهل الكفر والعصيان.
شأن : شغل.
يغنيه : يصرفه ويصدّه عن مساعدة ذوي قرابته.
التفسير :
٣٤، ٣٥، ٣٦، ٣٧- يوم يفرّ المرء من أخيه* وأمه وأبيه* وصاحبته وبنيه* لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه.
أي : إذا جاءت الصاخّة وهي القيامة، في ذلك اليوم يفرّ المرء من أقرب الناس إليه، بداية من الأخ ومرورا بالأم والأب، ووصولا إلى الزوجة والأبناء، مع أنه كان في الدنيا يفتديهم ويدفع عنهم السوء، ويحاول أن يحل مشاكلهم، ويشارك في سرّائهم وضرّائهم.
قال في التسهيل : ذكر تعالى فرار الإنسان من أحبابه، ورتّبهم على مراتبهم في الحنوّ والشفقة، فبدأ بالأقل، وختم بالأكبر، وذلك بذكر الأخ والأبوين لأنهما أقرب منه، ثم بالصاحبة والبنين لأنهما أحب.
وجاء في غرائب القرآن : إن الفرار المعنيّ هو قلة الاهتمام بشأن هؤلاء، بدليل قوله تعالى : لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه. أي : يصرفه ويصدّه عن قرابته.
وروى ابن أبي حاتم، والنسائي، والترمذي، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( تحشرون حفاة عراة مشاة غرلا ) أي : غير مختونين. فقالت امرأة : أينظر بعضنا بعضا، أو يرى بعضنا عورة بعض ؟ فقال صلى الله عليه وسلم :( يا فلانة، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه. vi ( قال الترمذي : حديث حسن صحيح ).
وفي الحديث الصحيح :( إن الناس في هول القيامة يلهمون أن الشفاعة للأنبياء، فيذهبون إلى آدم، ثم إلى نوح، ثم إلى إبراهيم، ثم إلى موسى، ثم إلى عيسى، فيقول كل نبي : نفسي نفسي، إن الجبار غضب اليوم غضبا شديدا لم يغضب قبله مثله، فيذهبون إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيقول :( أنا لها، أنا لها )، ثم يؤتيه الله الشفاعة. vii.
في ذلك اليوم ينقسم الناس إلى فريقين : أهل الإيمان والتقوى، ويقابلهم أهل الكفر والعصيان.
شأن : شغل.
يغنيه : يصرفه ويصدّه عن مساعدة ذوي قرابته.
التفسير :
٣٤، ٣٥، ٣٦، ٣٧- يوم يفرّ المرء من أخيه* وأمه وأبيه* وصاحبته وبنيه* لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه.
أي : إذا جاءت الصاخّة وهي القيامة، في ذلك اليوم يفرّ المرء من أقرب الناس إليه، بداية من الأخ ومرورا بالأم والأب، ووصولا إلى الزوجة والأبناء، مع أنه كان في الدنيا يفتديهم ويدفع عنهم السوء، ويحاول أن يحل مشاكلهم، ويشارك في سرّائهم وضرّائهم.
قال في التسهيل : ذكر تعالى فرار الإنسان من أحبابه، ورتّبهم على مراتبهم في الحنوّ والشفقة، فبدأ بالأقل، وختم بالأكبر، وذلك بذكر الأخ والأبوين لأنهما أقرب منه، ثم بالصاحبة والبنين لأنهما أحب.
وجاء في غرائب القرآن : إن الفرار المعنيّ هو قلة الاهتمام بشأن هؤلاء، بدليل قوله تعالى : لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه. أي : يصرفه ويصدّه عن قرابته.
وروى ابن أبي حاتم، والنسائي، والترمذي، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( تحشرون حفاة عراة مشاة غرلا ) أي : غير مختونين. فقالت امرأة : أينظر بعضنا بعضا، أو يرى بعضنا عورة بعض ؟ فقال صلى الله عليه وسلم :( يا فلانة، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه. vi ( قال الترمذي : حديث حسن صحيح ).
وفي الحديث الصحيح :( إن الناس في هول القيامة يلهمون أن الشفاعة للأنبياء، فيذهبون إلى آدم، ثم إلى نوح، ثم إلى إبراهيم، ثم إلى موسى، ثم إلى عيسى، فيقول كل نبي : نفسي نفسي، إن الجبار غضب اليوم غضبا شديدا لم يغضب قبله مثله، فيذهبون إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيقول :( أنا لها، أنا لها )، ثم يؤتيه الله الشفاعة. vii.
في ذلك اليوم ينقسم الناس إلى فريقين : أهل الإيمان والتقوى، ويقابلهم أهل الكفر والعصيان.
مسفرة : مضيئة مشرقة، يقال : أسفر الصبح، إذا أضاء.
مستبشرة : فرحة بما نالت.
التفسير :
٣٨، ٣٩- وجوه يومئذ مسفرة* ضاحكة مستبشرة.
هؤلاء السعداء الذين أخلصوا لله في الدنيا، وقاموا بالليل، وطهّروا أطرافهم بالوضوء، وقلوبهم بحب الله وطاعته والتبتل إليه، ترى وجوههم، مسفرة. مضيئة متهللة من البهجة والسرور.
ضاحكة مستبشرة. بما تشاهد من نعيمها في الجنة، ورضوان الله وفضله، ونعيمه ورؤيته، هذه السعادة في قلوبهم ينعكس أثرها على وجوههم، فترى الضحك والسعادة والاستبشار بما سينالونه من النعيم.
قال تعالى : رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه. ( البينة : ٨ ).
مسفرة : مضيئة مشرقة، يقال : أسفر الصبح، إذا أضاء.
مستبشرة : فرحة بما نالت.
التفسير :
٣٨، ٣٩- وجوه يومئذ مسفرة* ضاحكة مستبشرة.
هؤلاء السعداء الذين أخلصوا لله في الدنيا، وقاموا بالليل، وطهّروا أطرافهم بالوضوء، وقلوبهم بحب الله وطاعته والتبتل إليه، ترى وجوههم، مسفرة. مضيئة متهللة من البهجة والسرور.
ضاحكة مستبشرة. بما تشاهد من نعيمها في الجنة، ورضوان الله وفضله، ونعيمه ورؤيته، هذه السعادة في قلوبهم ينعكس أثرها على وجوههم، فترى الضحك والسعادة والاستبشار بما سينالونه من النعيم.
قال تعالى : رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه. ( البينة : ٨ ).
غبرة : غبار وكدورة تغشى وجوه الكافرين.
قترة : سواد كالدخان.
الفجرة : واحدهم فاجر، وهو الخارج عن حدود الله، المنتهك لحرماته.
التفسير :
٤٠، ٤١، ٤٢- ووجوه يومئذ عليها غبرة* ترهقها قترة* أولئك هم الكفرة الفجرة.
هؤلاء هم الذين آثروا حظوظهم العاجلة، وأترفوا بالشهوات، وآثروا الحياة الدنيا، واتّسموا بالطغيان والكفران.
ووجوه يومئذ عليها غبرة.
يعلوها الغبار والسواد، والمذلة والهوان من هول ما شاهدوا.
ترهقها قترة.
يعلوها سواد وظلمة على الحقيقة، أو غمّ وحزن على المجاز.
وقيل : لا ترى أقبح من اجتماع الغبار والسواد في الوجه، بمعنى أن على وجوههم غبارا وكدورة، فوق غبار وكدورة.
أولئك هم الكفرة الفجرة.
هؤلاء هم الذين كفروا بالله، وجمعوا بين الكفر والفجور، وهو ارتكاب المعاصي واقتراف الموبقات، فاستحقوا أن يتجللوا بالسواد والقتام، وأن يغشاهم الذل والمهانة، نظرا لكفرهم وسوء أعمالهم وفجورهم.
اللهم أجرنا من النار، ومن عذاب النار، وأدخلنا الجنة مع الأبرار، بفضلك وكرمك يا عزيز يا غفار، اللهم آمين.
غبرة : غبار وكدورة تغشى وجوه الكافرين.
قترة : سواد كالدخان.
الفجرة : واحدهم فاجر، وهو الخارج عن حدود الله، المنتهك لحرماته.
التفسير :
٤٠، ٤١، ٤٢- ووجوه يومئذ عليها غبرة* ترهقها قترة* أولئك هم الكفرة الفجرة.
هؤلاء هم الذين آثروا حظوظهم العاجلة، وأترفوا بالشهوات، وآثروا الحياة الدنيا، واتّسموا بالطغيان والكفران.
ووجوه يومئذ عليها غبرة.
يعلوها الغبار والسواد، والمذلة والهوان من هول ما شاهدوا.
ترهقها قترة.
يعلوها سواد وظلمة على الحقيقة، أو غمّ وحزن على المجاز.
وقيل : لا ترى أقبح من اجتماع الغبار والسواد في الوجه، بمعنى أن على وجوههم غبارا وكدورة، فوق غبار وكدورة.
أولئك هم الكفرة الفجرة.
هؤلاء هم الذين كفروا بالله، وجمعوا بين الكفر والفجور، وهو ارتكاب المعاصي واقتراف الموبقات، فاستحقوا أن يتجللوا بالسواد والقتام، وأن يغشاهم الذل والمهانة، نظرا لكفرهم وسوء أعمالهم وفجورهم.
اللهم أجرنا من النار، ومن عذاب النار، وأدخلنا الجنة مع الأبرار، بفضلك وكرمك يا عزيز يا غفار، اللهم آمين.
غبرة : غبار وكدورة تغشى وجوه الكافرين.
قترة : سواد كالدخان.
الفجرة : واحدهم فاجر، وهو الخارج عن حدود الله، المنتهك لحرماته.
التفسير :
٤٠، ٤١، ٤٢- ووجوه يومئذ عليها غبرة* ترهقها قترة* أولئك هم الكفرة الفجرة.
هؤلاء هم الذين آثروا حظوظهم العاجلة، وأترفوا بالشهوات، وآثروا الحياة الدنيا، واتّسموا بالطغيان والكفران.
ووجوه يومئذ عليها غبرة.
يعلوها الغبار والسواد، والمذلة والهوان من هول ما شاهدوا.
ترهقها قترة.
يعلوها سواد وظلمة على الحقيقة، أو غمّ وحزن على المجاز.
وقيل : لا ترى أقبح من اجتماع الغبار والسواد في الوجه، بمعنى أن على وجوههم غبارا وكدورة، فوق غبار وكدورة.
أولئك هم الكفرة الفجرة.
هؤلاء هم الذين كفروا بالله، وجمعوا بين الكفر والفجور، وهو ارتكاب المعاصي واقتراف الموبقات، فاستحقوا أن يتجللوا بالسواد والقتام، وأن يغشاهم الذل والمهانة، نظرا لكفرهم وسوء أعمالهم وفجورهم.
اللهم أجرنا من النار، ومن عذاب النار، وأدخلنا الجنة مع الأبرار، بفضلك وكرمك يا عزيز يا غفار، اللهم آمين.
تم بفضل تفسير سورة ( عبس ) عشية يوم الجمعة ١٠ من صفر ١٤٢٢ ه، الموافق ٤ من مايو ٢٠٠١، والحمد لله رب العالمين وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
i تفسير النيسابوري ٣٠/٢٦.
ii أترى بما أقول بأسا :
رواه الترمذي في تفسير القرآن ( ٣٣٣١ ) من حديث عائشة بلفظ : أترى بما أقول بأسا، فيقول : لا، ففي هذا أنزل... الحديث.
iii الماهر بالقرآن مع السفرة :
رواه البخاري في تفسير القرآن ( ٤٩٣٧ ) من حديث عائشة بلفظ :( مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام... ) الحديث.
ورواه مسلم في كتاب صلاة المسافرين ( ٧٩٨ ) والترمذي في فضائل القرآن ( ٢٩٠٤ ) وأبو داود في الصلاة ( ١٤٥٤ ) وأحمد في مسنده ( ٢٥٧٦٤ ) وابن ماجة في الأدب ( ٣٧٧٩ ) من حديث عائشة بلفظ :( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرؤه... ) الحديث.
iv سلمان منا أهل البيت :
ذكره السيوطي في الجامع الصغير ( ٤٦٩٦ ) ونسبه للطبراني في الكبير، والحاكم في المستدرك من حديث عمرو بن عوف. وصححه.
v قدمت أنا وأخي من اليمن :
رواه البخاري في المغازي ( ٤٣٨٤ ) ومسلم في كتاب فضائل الصحابة ( ٢٤٦٠ ) والترمذي في المناقب ( ٣٨٠٦ ) من حديث أبي موسى بلفظ : قدمت أنا وأخي من اليمن فكنا حينا وما نرى ابن مسعود... الحديث.
vi تحشرون حفاة عراة غرلا :
رواه الترمذي في تفسير القرآن ( ٣٣٣٢ ) من حديث عبد الله بن عباس بلفظ :( تحشرون حفاة عراة غرلا ). فقالت امرأة : أيبصر أو يرى بعضنا... الحديث.
ورواه البخاري في الرقاق ( ٦٥٢٧ ) ومسلم في الجنة ( ٢٨٥٩ ) والنسائي في الجنائز ( ٢٠٨٣ ) وابن ماجة في الزهد ( ٤٢٨٦ ) وأحمد في مسنده ( ٢٣٧٤٤ ) من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( تحشرون حفاة عراة غرلا ). قالت عائشة : فقلت : يا رسول الله، الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض ؟ فقال :( الأمر أشد من أن يهمهم ذاك ).
وروى البخاري في أحاديث الأنبياء ( ٣٣٤٩ ) ومسلم في الجنة ( ٢٨٦٠ ) والترمذي في صفة القيامة ( ٢٤٢٣ ) وفي تفسير القرآن ( ٣٣٣٢ ) والنسائي في الجنائز ( ٢٠٨١ ) والدارمي في الرقاق ( ٢٨٠٢ ) وأحمد في مسنده ( ١٩١٦، ٢٠٩٧ ) من حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( إنكم محشورون حفاة عراة غرلا )، ثم قرأ :﴿ كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين ﴾ وأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم وإن أناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول : أصحابي أصحابي، فيقول : إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم، فأقول كما قال العبد الصالح :﴿ وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني... ﴾ إلى قوله :﴿ العزيز الحكيم ﴾.
ورواه الدارمي في الرقاق ( ٢٨٠٠ ) من حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له : ما المقام المحمود ؟ قال :( ذاك يوم ينزل الله تعالى على كرسيه يئط كما يئط الرجل الجديد من تضايقه به وهو كسعة ما بين السماء والأرض، ويجاء بكم حفاة عراة غرلا فيكون أول من يكسى إبراهيم يقول الله تعالى : اكسوا خليلي فيؤتى بريطتين بيضاوين من رياط الجنة ثم أكسى على إثره ثم أقوم عن يمين الله مقاما يغبطني الأولون والآخرون ).
vii ربي غضب غضبا لم يغضب قبله مثله :
روى البخاري في أحاديث الأنبياء ( ٣٣٤٠ ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في دعوة فرفعت إليه الذراع –وكانت تعجبه- فنهس منها نهسة وقال :( أنا سيد القوم يوم القيامة، هل تدرون بم يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد فيبصرهم الناظر ويسمعهم الداعي وتدنو منهم الشمس، فيقول بعض الناس : ألا ترون إلى ما أنتم فيه إلى ما بلغكم، ألا تنظرون إلى من يشفع لكم إلى ربكم فيقول بعض الناس : أبوكم آدم، فيأتونه فيقولون : يا آدم، أنت أبو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك وأسكنك الجنة ألا تشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه وما بلغنا، فيقول : ربي غضب غضبا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله، ونهاني عن الشجرة فعصيته، نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح، فيأتون نوحا فيقولون : يا نوح، أنت أول الرسل إلى أهل الأرض وسماك الله عبدا شكورا أما ترى إلى ما نحن فيه، ألا ترى إلى ما بلغنا ألا تشفع لنا إلى ربك فيقول : ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله، نفسي نفسي، ائتوا النبي صلى الله عليه وسلم فيأتوني فأسجد تحت العرش فيقول : يا محمد، ارفع رأسك واشفع تشفع وسل تعطه ).