تفسير سورة هود

تفسير العز بن عبد السلام
تفسير سورة سورة هود من كتاب تفسير العز بن عبد السلام المعروف بـتفسير العز بن عبد السلام .
لمؤلفه عز الدين بن عبد السلام . المتوفي سنة 660 هـ
سورة هود مكية أو إلا آية ﴿ وأقم الصلاة ﴾ [ ١١٤ ] " ع ".

١ - ﴿كتاب﴾ القرآن، ﴿أحكمت آياته﴾ بالأمر والنهي ﴿ثُمَّ فُصِّلَتْ﴾ بالثواب والعقاب، أو أحكمت من الباطل ثم فُصِّلت بالحلال والحرام والطاعة والمعصية، أو آيات هذه السورة كلها محكمة، ﴿فُصِّلَتْ﴾ فُسِّرت، أو أُحكمت آياته للمعتبرين وفُصِّلت للمتقين، أو أُحكمت آياته في القلوب وفُصِّلت أحكامه على الأبدان. ﴿حَكِيمٍ﴾ في أفعاله ﴿خَبِيرٍ﴾ بمصالح عباده، أو حكيم فيما أنزل خبير بمن يتقبل.
٢ - ﴿ألا تعبدوا﴾ يعني أني كتبت في الكتاب أن لا تعبدوا إلا الله، أو أمر رسوله [صلى الله عليه وسلم] أن يقول ذلك. ﴿نَذِيرٌ﴾ من النار ﴿وَبَشِيرٌ﴾ بالجنة.
٣ - ﴿وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ﴾ مما سلف ثم توبوا إليه في المستأنف متى وقعت منكم ذنوب، أو قدّم الاستغفار، لأنه المقصود وأخّر التوبة لأنها سبب
80
إليه. ﴿مَّتَاعاً حَسَناً﴾ في الدنيا بطيب النفس وسعة الرزق، أو بالرضا بالميسور والصبر على المقدور، أو بترك الخلق والإقبال على الحق قاله سهل رضي الله تعالى عنه ﴿أَجَلٍ مُّسَمًّى﴾ الموت، أو القيامة، أو وقت لا يعلمه إلا الله - تعالى - " ع " ﴿وَيُؤْتِ كُلَّ ذي فضل فضله﴾ يهديه إلى [٨٧ / ب] العمل الصالح " ع "، أو يجزيه به في الآخرة. ﴿كَبِيرٍ﴾ يوم القيامة لكبر الأمور فيه. ﴿ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور﴾
81
٥ - ﴿يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ﴾ على الكفر ﴿لِيَسْتَخْفُواْ﴾ من الله - تعالى أو على عداوة الرسول [صلى الله عليه وسلم] ليخفوها عنه، أو على ما أضمروه ليخفوه على الناس، أو كان المنافقون إذا مروا بالرسول [صلى الله عليه وسلم] غطوا رؤوسهم وحنوا صدورهم لئلا يراهم أو قال رجل إذا أغلقت بابي وأرخيت ستري وتغشيت ثوبي وثنيت صدري فمن يعلم بي فأخبر الله - تعالى - بذلك. ﴿يَسْتَغْشُونَ﴾ يلبسون ويتغطون، قال:
(أرعى النجوم ما كلفت رِعْيَتَها وتارة أتغشى فضل أطماري)
كنى باستغشاء الثياب عن الليل، لأنه يسترهم بظلمته كما يستترون
81
بالثياب وكانوا يخفون أسرارهم ليلاً، أو كانوا يغطون وجوههم وآذانهم بثيابهم بغضاً للرسول [صلى الله عليه وسلم] حتى لا يروه ولا يسمعوا كلامه، أو أراد المنافقين لأنهم لسترهم ما في قلوبهم كالمستغشي ثيابه، أو كان قوم من المسلمين يتنسكون بستر أبدانهم فلا يكشفونها تحت السماء فبيّن الله - تعالى - أن النسك بالاعتقاد والعمل. ﴿مَا يُسِرُّونَ﴾ في قلوبهم ﴿وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ بأفواههم، أو ما يسرون الإيمان وما يعلنون العبادات، أو ما يسرون عمل الليل، وما يعلنون عمل النهار " ع " ﴿بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ بأسرارها، نزلت في الأخنس بن شريق " ع ". ﴿وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين﴾
82
٦ - ﴿مستقرها﴾ حيث تأوي ﴿مستودعها﴾ حيث تموت أو مستقرها الرحم ومستودعها الصلب، أو مستقرها في الدنيا ومستودعها في الآخرة. {وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيامٍ وكان عرشه على الماء
82
ليبلوكم أيكم أحسن عملاً ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحرٌ مبين ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمةٍ معدودةٍ ليقولن ما يحبسه ألا يوم يأتيهم ليس مصروفاً عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليئوسٌ كفور ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عنى إنه لفرحٌ فخورٌ إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرةٌ وأجرٌ كبيرٌ فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائقٌ به صدرك أن يقولوا لولا انزل عليه كنزٌ أو جاء معه ملك إنما أنت نذيرٌ والله على كل شيءٍ وكيل أم يقولون أفتراه قل فأتوا بعشر سورٍ مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين فإلم يستجيبوا لكم فاعلموا أنّما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل انتم مسلمون من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولائك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطلٌ ما كانوا يعملون}
83
٧ - ﴿أَحْسَنُ عَمَلاً﴾ أتم عقلاً، أو أزهد في الدنيا، أو أكثر شكراً، أو أحسن عقلاً وأورع عن محارم الله وأسرع في طاعته، قاله الرسول [صلى الله عليه وسلم].
٨ - ﴿أُمَّةٍ﴾ فناء أمة، أو الأجل عند الجمهور، الأُمَّة: الأجل. ﴿مَا يَحْبِسُهُ﴾ أي العذاب، قالوا ذلك تكذيباً له لتأخره، أو استعجالاً واستهزاء ﴿أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده فلا تك في مرية منه إنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس لا يؤمنون﴾
١٧ - ﴿بَيِّنَةٍ﴾ القرآن، أو دلائل التوحيد ووجوب الطاعة، أو محمد [صلى الله عليه وسلم] ﴿شَاهِدٌ مِّنْهُ﴾ لسانه يشهد له بتلاوة القرآن، أو الرسول [صلى الله عليه وسلم] شاهد من الله - تعالى - أو جبريل - عليه السلام - " ع "، أو قال علي - رضي الله عنه - ما في قريش أحد إلا وقد نزلت فيه آية قيل: فما نزل فيك قال: " ويتلوه شاهد منه " ﴿قَبْلِهِ﴾ الضمير للقرآن، أو للرسول [صلى الله عليه وسلم] ﴿إِمَاماً﴾ للمؤمنين لاقتدائهم به ﴿وَرَحْمَةً﴾ لهم، أو إماماً متقدماً علينا ورحمة لهم. ﴿أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ به﴾ أي
84
من كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ﴿الأَحْزَابِ﴾ أهل الأديان كلها، أو المتحزبون على الرسول [صلى الله عليه وسلم] وحربه، قريش، أو اليهود والنصارى، أو أهل الملل كلها. ﴿مَوْعِدُهُ﴾ مصيره. ﴿فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ﴾ من القرآن، أو من أن النار موعد الكافرين به. ﴿ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أولئك يعرضون على ربّهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربّهم ألا لعنة الله على الظالمين الذين يصدّون عن سبيل الله ويبغونها عوجاً وهم بالآخرة هم كافرون ١٩ أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض وما كان لهم من دون الله من أولياء يضاعف لهم العذاب ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون أولئك الذين خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون﴾
85
١٨ - ﴿كَذِباً﴾ / بأن ادعى إنزال ما لم ينزل عليه، أو نفى ما أنزل عليه. ﴿يُعْرَضُونَ﴾ يحشرون إلى موقف الحساب. ﴿الأَشْهَادُ﴾ الأنبياء، أو الملائكة، أو الخلائق، أو الأنبياء والملائكة والمؤمنون والأجساد، الأشهاد: جمع شهيد كشريف وأشراف، أو جمع شاهد كصاحب وأصحاب.
١٩ - ﴿الَّذِينَ يَصُدُّونَ﴾ قريش صدوا الناس عن الرسول [صلى الله عليه وسلم] أو عن الدين " ع "، ﴿وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً﴾ يرجون بمكة غير الإسلام ديناً، أو يبغون محمداً هلاكاً، أو يتأولون القرآن تأويلاً باطلاً.
٢٢ - ﴿لا جَرَمَ﴾ لا بد، أو " لا " صلة، جرم: حقاً، أو لا نفي لدفع العذاب عنهم، ثم استأنف جرم بمعنى كسب أي كسبوا استحقاق النار، قال:
85
﴿إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع هل يستويان مثلاً أفلا تذكرون﴾
86
٢٣ - ﴿أخبتوا﴾ خافوا " ع "، أو اطمأنوا، أو أنابوا، أو خشعوا وتواضعوا، أو أخلصوا. ﴿ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه إني لكم نذير مبين أن لا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين﴾
٢٧ - ﴿أَرَاذِلُنَا﴾ جمع أََرْذُل وأَرْذُل جمع رَذْل وهو الحقير يعنون الفقراء وأصحاب الصنائع الدنيئة. ﴿بَادِىَ الرَّأْىِ﴾ ظاهره، أي إنك تعمل بأول الرأي من غير فكر، أو إنما في نفسك من الرأي ظاهر تعجيزاً له، أو اتبعوك بأول الرأي ولو فكروا لرجعوا عن اتباعك. {قال يا قوم أرءيتم إن كنت على بينّة من رّبي وءاتاني رحمةً من عنده فعميّت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون ويا قوم لا أسئلكم عليه مالاً إن أجري إلا على الله وما أنا بطارد الذين ءامنوا إنّهم ملاقوا ربّهم ولكنّى أراكم قوماً تجهلون
86
ويا قوم من ينصرني من الله إن طردتكم أفلا تذكرون ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إنّي ملكٌ ولا أٌ قول للذين تزدرى أعينكم لن يؤتيهم الله خيراً الله أعلم بما في أنفسهم إنى إذاً لمن الظالمين}
87
٢٨ - ﴿بَيِّنَةٍ﴾ ثقة، أو حجة ﴿رَحْمَةً﴾ إيماناً، أو نبوة " ع ". ﴿فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ﴾ البينة خفيت فعميتم عنها، أراد بذلك بيان تفضيله عليهم لما قالوا ﴿وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلِ﴾ ﴿أَنُلْزِمُكُمُوهَا﴾ البينة، أو الرحمة. ﴿كَارِهُونَ﴾ أي لا يصح قبولكم لها مع الكراهية، وقال قتادة: لو استطاع نبي الله [صلى الله عليه وسلم] لألزمها قومه، ولكنه لم يملك ذلك.
٢٩ - ﴿تجهلون﴾ أنهم أفضل منكم لإيمانهم وكفرهم، أو لاسترذالكم وطلب طردهم.
٣٠ - ﴿خَزَآئِنُ اللَّهِ﴾ الأموال فأدفعها إليكم على إيمانكم، أو الرحمة فأسوقها إليكم " ع ". ﴿تَزْدَرِى﴾ تحتقر، أزريت عليه عبته، وزريت عليه حقرته. ﴿قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين قال إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين ولا ينفعكم نصحى إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون أم يقولون افتراه قل إن افتريته فعلى إجرامي وأنا برئ مما تجرمون﴾
﴿ خزائن الله ﴾ الأموال فأدفعها إليكم على إيمانكم، أو الرحمة فأسوقها إليكم. ﴿ تزدري ﴾ تحتقر، أزريت عليه عِبْته، وزريت عليه حقَّرته.
٣٥ - ﴿افتراه﴾ أي النبي [صلى الله عليه وسلم] اختلق ما أخبر به عن نوح وقومه. ﴿إِجْرَامِى﴾ عقاب إجرامي وهي الذنوب المكتسبة أو الجنايات المقصودة. ﴿وأوحينا إلى نوحٍ أنّه لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ ءامن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم﴾
٣٦ - ﴿لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ﴾ لما أخبره بذلك قال: ﴿لاَ تَذَرْ عَلَى الأرض﴾ الآية [نوح: ٢٦] ﴿تَبْتَئِسْ﴾ تحزن، أو تأسف، والابتئاس حزن في استكانة، لا تحزن لهلاكهم، أو كفرهم المفضي إلى هلاكهم.
٣٧ - ﴿بِأَعْيُنِنَا﴾ بحيث نراك فعبّر عن الرؤية بالأعين لأنها بها تكون، أو بحفظنا إياك حفظ من يراك، أو أعين أوليائنا من الملائكة. ﴿وَوَحْيِنَا﴾ أمْرُنا بصنعتها، أو بتعليمنا لك صنعتها.
٣٨ - ﴿وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ﴾ مكث مائة سنة يغرس الشجر ويقطعها وييبسها، ومائة سنة يعملها، وكان طولها ألفاً ومائتي ذراع وعرضها [٧٩ / ب] / ستمائة ذراع وكانت مطبقة، أو طولها أربعمائة ذراع، وعلوها ثلاثون ذراعاً وعرضها خمسون ذراعاً وكانت ثلاثة أبيات، أو طولها ثلاثمائة ذراع، وعرضها مائة وخمسين ذراعاً، وعلوها ثلآثين ذراعاً في أعلاها الطير وفي أوسطها الناس وفي أسفلها السباع، ودفعت من عين وردة يوم الجمعة لعشر مضين من رجب، ورست
88
ببارقردى على الجودي يوم عاشوراء، وكان بابها في عرضها. ﴿سَخِرُواْ مِنْهُ﴾ لما رأوه يصنعها في البر، قالوا: صِرت بعد النبوة نجاراً، أو لم يكونوا رأوا قبلها سفينة فقالوا ما تصنع قال: بيتاً يمشي على الماء فسخروا منه ﴿إِن تَسخَرُواْ﴾ من قولنا فسنسخر من غفلتكم، أو إن تسخروا منا اليوم عند بناء السفينة فإنا نسخر منكم غداً عند الغرق، سمى جزاء السخرية باسمها، أو عبّر بها عن الاستجهال. ﴿حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن ءامن وما ءامن معه إلا قليلٌ﴾
89
٤٠ - ﴿التَّنُّورُ﴾ وجه الأرض، تسمي العرب وجه الأرض تنوراً، أو التنور عين وردة التي بالجزيرة، أو مسجد الكوفة قبل أبواب كندة، أو التنور ما زاد على الأرض فأشرف منها، أو تنور الخبز، قال الحسن - رضي الله تعالى عنه - كان من حجارة وكان لحواء وصار لنوح - عليه الصلاة والسلام -، أو التنور تنوير الصبح قالوا: نور الصبح تنويراً ﴿زَوْجَيْنِ﴾ من الآدميين والبهائم ذكراً وأنثى. ﴿مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ﴾ من الله بالهلاك ابنه كنعان وامرأته كانا كافرين ﴿قَلِيلٌ﴾ ثمانون رجلاً منهم جرهم، أو سبعة نوح وأولاده سام وحام ويافث
89
[وثلاث كنات له]، أو السبعة وزوجته فصاروا ثمانية، فأصاب حام امرأته في السفينة فدعا نوح - عليه الصلاة والسلام - أن يغير الله - تعالى - نطفته فجاءوا سودان، ولما نزل يوم عاشوراء من السفينة قال: من كان صائماً فليتم صومه ومن لم يكن صائماً فليصم. ﴿وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم وهي تجري بهم في موجٍ كالجبال ونادى نوح ابنه وكان في معزل يابنى اركب معنا ولا تكن مع الكافرين قال سئاوى إلى جبلٍ يعصمنى من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين ٤٣﴾
90
٤١ - ﴿بْسمِ اللَّهِ مَجْراهَا﴾ سَيْرُها ﴿وَمُرْسَاهَا﴾ ثبوتها ووقوفها، كان إذا أراد السير قال: بسم الله مجراها فتسير، وإذا أراد الوقوف قال: بسم الله مرساها فتقف.
٤٣ - ﴿سآوي إِلَى جَبَلٍ﴾ قال ذلك لبقائه على كفره تكذيباً لأبيه، قيل الجبل طور زيتاً. ﴿عَاصِمَ﴾ معصوم من الغرق. ﴿إِلاَّ مَن رَّحِمَ﴾ الله تعالى فأنجاه من الغرق، أو إلا من رحمه نوح - عليه الصلاة والسلام - فحمله في السفينة. ﴿وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضى الأمر واستوت على الجودى وقيل بعداً للقوم الظالمين﴾
٤٤ - ﴿ابْلَعَى مَآءَكِ﴾ بلعت ماءها وماء السماء، أو ماءها وحده وصار ماء السماء بحاراً وأنهاراً، لأنه قال: ﴿ابْلَعِى مَآءَكِ) {﴾ (أَقْلِعِى} عن المطر، أقلع عن الشي تركه. ﴿وَغِيضَ الْمَآءُ﴾ نقص فذهبت زيادته عن الأرض. ﴿وقضي﴾
90
الأَمْرُ} بإهلاكهم بالغرق. ﴿الْجُودِىِّ﴾ جبل بالموصل، أو الجزيرة أو اسم لكل جبل. ﴿ونادى نوحٌ ربّه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسئلن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين قال رب إني أعوذ بك أن أسئلك ما ليس لى به علمٌ وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين قيل يا نوح اهبط بسلام منّا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين﴾
91
٤٦ - ﴿لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ﴾ ولد على فراشه لغير رشدة، أو كان ابن امرأته، أو كان ابنه وما بغت امرأة نبي قط / [٨٠ / أ] " ع "، فقوله: ﴿لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ﴾ أي أهل دينك وولايتك عند الجمهور، أو من أهلك الذين وعدتك بإنجائهم. ﴿إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ﴾ سؤالك أياي أن أنجيه، أو إن ابنك عمل غير صالح لغير رشدة، قاله الحسن - رضي الله تعالى عنه -، أو إن ابنك عَمِل عملاً غيرَ صالح " ع "، ﴿أَعِظُكَ﴾ أحذرك أو أرفعك.
91
﴿وإلى عادٍ أخاهم هوداً قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إن أنتم إلا مفترون يا قوم لا أسئلكم عليه أجراً إن أجرى إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون ويا قوم استغفروا ربّكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكم قوةً إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين﴾
92
٥٢ - ﴿مِدْراراً﴾ المطر في إبانه، أو المتتابع " ع " ﴿قُوَّةً﴾ شدة إلى شدتكم أو خصباً إلى خصبكم، أو غزأ إلى عزكم بكثرة عددكم وأموالكم أو ولد الولد. ﴿قالوا يا يهود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي ءالهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين إن نقول إلا اعتراك بعض ءالهتنا بسوء قال إني أشهد الله واشهدوا أني برئٌ مما تشركون من دونه فكيدوني جميعاً ثم لا تنظرون إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو ءاخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوماً غيركم ولا تضرونه شيئاً إن ربي على كل شيء حفيظ ولما جاء أمرنا نجيّنا هوداً والذين ءامنوا معه برحمةٍ منّا ونجيناهم من عذاب غليظ وتلك عادٌ جحدوا بئايات ربهم وعصوا رسله واتّبعوا أمر كل جبار عنيد وأتبعوا في هذه الدنيا لعنةً ويوم القيامة إلا أنّ عاداً كفروا ربهم إلا بعداً لعادٍ قومٍ هودٍ﴾ ٥٦ - ﴿صراط مستقيم﴾ الحق، أو تدبير محكم. {وإلى ثمود أخاهم صالحاً قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره هو أنشأكم من
92
الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريبٌ مجيب قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجواً قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد ءاباؤنا وإننا لفى شك مما تدعونا إليه مريبٍ قال يا قوم أرءيتم إن كنت على بينّة من ربي وءاتاني منه رحمة فمن ينصرني من الله إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير}
93
﴿ صراط مستقيم ﴾ الحق، أو تدبير محكم.
٦١ - ﴿مِّنَ الأَرْضِ﴾ في الأرض، أو خلقهم من آدم - عليه الصلاة والسلام - وآدم من ترابها. ﴿وَاسْتَعْمَرَكُمْ﴾ أبقاكم فيها مدة أعماركم من العمر، أو أمركم بعمارة ما تحتاجون إليه من مسكن وغرس أشجار، أو أطال أعماركم كانت أعمارهم من ألف إلى ثلاثمائة سنة.
٦٢ - ﴿مَرْجُوّاً﴾ يرجى خيرك، أو حقيراً من الإرجاء والتأخير.
٦٣ - ﴿بَيِّنَةٍ) {دين﴾ (رَحْمَةً} نبوة وحكمة. ﴿فَمَا تَزِيدُونَنِى﴾ في احتجاجكم باتباع آبائكم إلا خساراً تخسرونه أنتم، أو ما تزيدونني على الرد والتكذيب - إن أطعتكم - إلا خساراً لاستبدال الثواب بالعقاب. ﴿ويا قوم هذه ناقة الله لكم ءاية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسّوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب فلما جاء أمرنا نجينا صالحاً والذين ءامنوا معه برحمةٍ منا ومن خزي يؤمئذٍ إن ربّك هو القوي العزيز وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين كأن لم يغنوا فيها ألا إن ثمود كفروا ربهم ألا بعداً لثمود﴾
٦٧ - ﴿الصَّيْحَةُ﴾ صيحة جبريل - عليه السلام -، أو أحدثها الله - تعالى - في حيوان، أو في غير حيوان. ﴿دِيَارِهِمْ﴾ منازلهم وبلادهم كديار بكر وربيعة،
93
أو في الدنيا لأنها دار الخلائق. ﴿جَاثِمِينَ﴾ ميتين، أو هلكى بالجثوم، وهو السقوط على الوجه، أو القعود على الرُّكَب.
94
٦٨ - ﴿يَغْنَوْاْ﴾ يعيشوا، أو ينعموا. ﴿كَفَرُواْ﴾ وعيد ربهم، أو بأمر ربهم. ﴿بُعْداً﴾ قضى بالاستئصال فهلكوا جميعاً إلا أبا رغال كان بالحرم فمنعه الحرم من العذاب. ﴿ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاماً قال سلامٌ فما لبث أن جاء بعجل حنيئذ فلما رءا أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوطٍ وأمرأته قائمةٌ فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب قالت ياويلتي ءألد وأنا عجوز وهذا بعلى شيخاً إن هذا لشيء عجيبٌ قالوا: أتعجبين من أمر الله رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميدٌ مجيدٌ﴾
٦٩ - ﴿رُسُلُنَآ﴾ رسلنا جبريل وميكائيل وإسرافيل واثنا عشر ملكاً مع جبريل " ع " و ﴿إِبْرَاهِيمَ﴾ أعجمي عند الأكثرين، أو عربي من البرهمة وهي إدامة النظر. ﴿بالبشرى﴾ بإسحاق - عليه الصلاة والسلام - أو النبوة، أو بإخراج محمد [صلى الله عليه وسلم] من صلبه وأنه خاتم الأنبياء، أو بهلاك قوم لوط. ﴿سَلاماً﴾ حيوه فرد عليهم، أو قالوا: سلمت أنت وأهلك من هلاك قوم لوط، قوله: سلام: أي الحمد لله الذي سلمني، والسِّلْم والسَّلام واحد أو السِّلْم من المسالمة والسَّلام من السلامة. ﴿فَمَا لَبِثَ﴾ مدحه بالإسراع بالضيافة لأنه ظنهم ضيوفاً لمجيئهم على صور الناس. ﴿حَنِيذٍ﴾ حار، أو مشوي نضيجاً بمعنى
94
محنوذ كطبيخ ومطبوخ، وهو الذي حُفر له في الأرض ثم غُم فيها، أو الذي تجعل الحجارة المحماة بالنار في جوفه ليسرع نضاجه.
95
٧٠ - ﴿نَكِرَهُمْ﴾ نَكِر وأنكر واحد، أو نَكِر إذا لم يعرفهم وأنكرهم وجدهم على منكر. ونكرهم لأنهم [لم] يتحرموا بطعامه وشأن العرب إذا لم يتحرم بطعامهم أن يظنوا السوء، أو نكرهم لأنه لم يكن لهم أيدي. ﴿وَأَوْجَسَ﴾ أضمر. ﴿إِنَّآ أُرْسِلْنَآ﴾ أعلموه بذلك ليأمن / [٨٠ / ب] منهم، أو لأنه كان يأتي قوم لوط فيقول وَيْحكم أنهاكم عن الله - تعالى - أن تتعرضوا لعقوبته فلا يطيعونه.
٧١ - ﴿قَآئِمَةٌ﴾ تصلي، أو في خدمتهم، أو من وراء الستر تسمع كلامهم. ﴿فَضَحِكَتْ﴾ حاضت يقولون: ضحكت المرأة إذا حاضت. والضحك في كلامهم: الحيض وافق ذلك عادتها، أو لذعرها وخوفها تغيرت عادتها، أو ضحكت: تعجبت سمي به لأنه سبب له، عجبت من أنها وزوجها يخدمانهم إكراماً وهم لا يأكلون، أو من مجيء العذاب إلى قوم لوط وهم غافلون، أو من مجيء الولد مع كبرها وكبر زوجها، أو من إحياء العجل الحنيذ، لأن جبريل - عليه السلام - مسحه بجناحه فقام يدرج حتى لحق بأمه وكانت أمه في الدار أو هو الضحك المعروف قاله الجمهور، ضحكت سروراً بالولد، أو بالسلامة، أو لِما رأت بزوجها من الروع، أو ظناً أن الرسل يعملون عمل قوم لوط. ﴿وَرَآءِ﴾ بعد، أو الوراء ولد الولد " ع "،
95
وخصوها بالبشرى لما اختصت بالضحك، أو كافؤوها بذلك استعظاماً لخدمتها، أو لأن المرأة أفرح بالولد من الرجل.
96
٧٢ - ﴿يا ويلتى﴾ لم تدع بالويل ولكنها كلمة تخف على ألسنة النساء عند تعجبهن، استغربت مجيء ولد من عجوز لها تسع وتسعون سنة، وشيخ له مائة سنة، أو لها تسعون، وله مائة وعشرون. ﴿بَعْلِى شَيْخاً﴾ قيل عرَّضت بذلك عن ترك غشيانه لها، والبعل السيد والبعل المعبود، وسمي الزوج بعلاً لتطاوله على المرأة كتطاول السيد على المسود. ﴿عَجِيبٌ﴾ منكر. ﴿وعجبوا أَن جَآءَهُم مٌّنذِرٌ﴾ [ص: ٤].
٧٣ - ﴿أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾ أنكروا ما قالته استغراباً لا تكذيباً وإنكاراً. ﴿فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط إن إبراهيم لحليم أواه منيب يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم ءاتيهم عذاب غير مردود ٧٦﴾
٧٤ - ﴿الرَّوْعُ﴾ الفزع والرُّوع: النفس " ألقى في رُوعي " ﴿يُجَادِلُنَا﴾ بقوله: إن فيها لوطاً، أو سأل هل يعذبونهم استئصالاً، أو على سبيل التخويف ليؤمنوا، أو قال: أتعذبونهم إن كان فيهم خمسون من المؤمنين قالوا: لا، قال: أربعون قالوا: لا، فما زال حتى نزلهم على عشرة فقالوا: لا، فذلك جداله، ولم يؤمن به إلا ابنتاه. {ولما جاءت رسلنا لوطاً سئ بهم وضاق بهم ذرعاً وقال هذا يوم عصيبٌ وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر
96
لكم فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفى أليس منكم رجلٌ رشيد قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد}
97
٧٧ - ﴿سِىءَ بِهِمْ﴾ ساء ظنه بقومه وضاق ذرعاً بأضيافه، ﴿عَصِيبٌ﴾ شديد لأنه يعصب الناس بالشر، خاف على الرسل أن يفضحهم قومه.
٧٨ - ﴿يُهْرَعُونَ﴾ الإهراع الإسراع بين الهرولة والجمز قال: الكسائي والفراء: ولا يكون إلا مع رعدة، أسرعوا لما أعلمتهم امرأة لوط بجمال الأضياف. ﴿وَمِن قَبْلُ﴾ إسراعهم كانوا ينكحون الذكور، أو كانت اللوطية فيهم في النساء قبل كونها في الرجال بأربعين سنة. ﴿بَنَاتِى﴾ نساء الأمة، أو لصلبه لجوازه في شريعته وكان ذلك في صدر الإسلام ثم نسخ، قاله الحسن - رضي الله عنه -، أو على شرط الإيمان كان يشترط العقد، أو رغبهم بذلك في الحلال دفعاً لبادئتهم لا أنه بذل نكاحهن ولا عرض بخطبتهن. ﴿ولا تخزون﴾ [٨١ / أ] تذلوني بعار الفضيحة، أو تهلكوني بعواقب فسادكم، أو أراد الحياء خزي الرجل: استحيا. ﴿رَّشِيدٌ﴾ مؤمن " ع "، أو آمر بالمعروف ناهٍ عن المنكر، تعجب من اتفاقهم على المنكر، وأراد بالرشيد من يدفع عن أضيافه.
٧٩ - ﴿مِنْ حَقٍّ﴾ حاجة، أو لَسْن لنا بأزواج، ﴿مَا نُرِيدُ﴾ من الرجال، أو بألا نتزوج إلا بواحد وليس منا إلا من له امرأة. ﴿قال لو أن لي بكم قوةً أو ءاوى إلى ركن شديد قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من اليل ولا يلتفت منكم أحدٌ إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب﴾
٨٠ - ﴿قُوَّةً﴾ أنصاراً، قال " ع ": أراد الولد. ﴿رُكْنٍ شَدِيدٍ﴾ عشيرة مانعة
97
فوجدت عليه الرسل، وقالوا: إن ركنك لشديد. وقال الرسول [صلى الله عليه وسلم] :" رحم الله - تعالى - لوطاً لقد كان يأوي إلى ركن شديد، وقال الرسول [صلى الله عليه وسلم] : فما بعث الله تعالى بعده نبياً إلا في ثروة من قومه.
98
٨١ - ﴿رُسُلُ رَبِّكَ﴾ وقف على الباب ليمنعهم من الأضياف فلما أعلموه أنهم رسل مكنهم من الدخول، وطمس جبريل - عليه السلام - أعينهم وغل أيديهم فجفت. ﴿فَأَسْرِ﴾ السرى: سير الليل وسرى وأسرى واحد، أو أسرى من أول الليل وسرى من آخره، ولا يقال في النهار إلا سار. ﴿بِقِطْعٍ﴾ سواد، أو نصف الليل من قطعه بنصفين، أو السحر الأول أو قطعه " ع ". ﴿وَلا يَلْتَفِتْ﴾ لا يتخلف " ع "، أو لا ينظر وراءه، أو لا يشتغل بما خلفه من مال ومتاع. ﴿امْرَأَتَكَ﴾ بالنصب استثناء من " فأسر "، أو من " لا يلتفت " عند من رفع بدل من " أحد " ﴿مُصِيبُهَا﴾ خرجت مع لوط من القرية فسمعت الصوت فالتفتت فأرسل عليها حجر فأهلكها. ﴿مَوْعِدَهُمُ﴾ لما علم أنهم رسل قال: فالآن إذن،
98
فقال جبريل - عليه السلام - إن موعدهم الصبح. ﴿فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسوّمة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد﴾
99
٨٢ - ﴿جَآءَ أَمْرُنَا﴾ للملائكة، أو وقوع العذاب بهم، أو القضاء بعذابهم. ﴿عَالِيَهَا﴾ صعد بها جبريل - عليه السلام - على جناحه حتى سمع اهل السماء نباح كلابهم وأصوات دجاجهم ثم قلّبها وجعل عاليها سافلها وأتبعها الحجارة حتى أهلكها وما حولها، وكن خمس قرى أعظمهن سدوم، أو ثلاث قرى يقال لها سدوم بين المدينة والشام، وكان فيها أربعة آلاف ألف. ﴿سِجِّيلٍ﴾ حجارة صلبة، أو مطبوخة، حتى صارت كالأرحاء، أو من جهنم واسمها سجين فقلبت النون لاماً، أومن السماء واسمها سجيل، أو من السجل وهو الكتاب كتب الله - تعالى - عليها أن يعذب بها، أو سجيل مرسل من السجل وهو الإرسال أسجلته أرسلته، والدلو سجيل لإرساله، أو من السجل وهو العطاء سجلت له سجلاً من العطاء كأنهم أعطوا البلاء إذراراً، او فارسي معرب من سنك وهو الحجر وكل وهو الطين. ﴿مَّنضُودٍ﴾ نضد بعضه على بعض، أو مصفوف.
٨٣ - ﴿مُّسَوَّمَةً﴾ معلمة ببياض في حمرة " ع "، أو مختمة على كل حجر أسم صاحبه. ﴿عِندَ رَبِّكَ﴾ في علمه، أو في خزائنه لا يتصرف فيها سواه [٨١ / ب] ﴿الظَّالِمِينَ﴾ من قريش، أو العرب، أو ظالمي هذه الأمة، أو كل ظالم وأمطرت الحجارة على المدن حين رفعها، أو على من كان خارجاً عنها من أهلها. ﴿وإلى مدين أخاهم شعيباً قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إلهٍ غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إنى أراكم بخيرٍ وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط﴾
٨٤ - ﴿مَدْيَنَ﴾ بنو مدين بن إبراهيم كمضر لبني مضر، أو مدين مدينتهم
99
نسبوا إليها ثم اقتصر على اسمها تخفيفاً، وهو أعجمي، أوعربي من مَدَنَ بالمكان أقام فيه عند من زعم أنه اسم المدينة، أو من دنت أي ملكت بزيادة الميم عند من جعله اسم رجل. ﴿شُعَيْباً﴾ تصغير شعب وهو الطريق في الجبل، أو القبيلة العظيمة، أو من شعب الإناء المكسور. ﴿بخَيْرٍ﴾ رخص السعر " ع "، أو المال وزينة الدنيا. ﴿يَوْمٍ مُّحِيطٍ﴾ غلاء السعر " ع " أو عذاب النار في الآخرة، أو الاستئصال في الدنيا. ﴿ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين بقيت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ ٨٦﴾
100
٨٦ - ﴿بقية﴾ رزقه، أو طاعته، أو وصيته، أو رحمته، أو حظكم منه، أو ما أبقاه لكم بعد إيفاء الكيل والوزن. ﴿قالوا يا شعيب أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد ءاباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاؤا إنك لأنت الحليم الرشيد﴾
٨٧ - ﴿أصلواتك﴾ المعروفة، أو قراءتك، أو دينك الذي تتبعه، أصل الصلاة الاتباع ومنه المصلي في الخيل. ﴿تَأْمُرُكَ﴾ تدعوك، أو فيها أن تأمرنا أن نترك عبادة الأصنام. ﴿مَا نَشَآءُ﴾ من البخس والتطفيف، أو الزكاة التي أمرهم
100
بها، أو قطع الدراهم والدنانير لأنه نهاهم عن ذلك. ﴿الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ﴾ استهزاء، أو نفي " ع "، أو حقيقة ما نبتغي لك هذا مع حلمك ورشدك. ﴿قال يا قوم أرءيتم إن كنت على بينةٍ من ربي ورزقني منه رزقاً حسناً وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب﴾
101
٨٨ - ﴿رِزْقاً حَسَناً﴾ مالاً حلالاً، قال " ع ": وكان شعيب كثير المال، أو نبوة فيه حذف تقديره أفأعدل عن عبادته. ﴿أُنِيبُ﴾ أرجع، أو أدعو. ﴿ويا قوم لا يجرمنكم شقاقى أن يصيبكم مثل ماأصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوطٍ منكم ببعيدٍ واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود﴾
٨٩ - ﴿يَجْرِمَنَّكُمْ﴾ يحملنكم، أو يكسبنكم. ﴿شِقَاقِى﴾ عداوتي، أو إصراري، أو فراقي. ﴿بِبَعيدٍ﴾ بعد الدار لدنوهم منهم، أو بعد الزمان لقرب العهد وكان الرسول [صلى الله عليه وسلم] إذا ذكر شعيباً قال: " ذاك خطيب الأنبياء ". {قالوا يا شعيب ما نفقه كثيراً مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفاً ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز قال يا قوم أرهطى أعز عليكم من الله اتخذتموه
101
وراءكم ظهرياً إن ربي بما تعملون محيط}
102
٩١ - ﴿مَا نَفْقَهُ﴾ ما نفهم صحة ما تقول من البعث والجزاء، أو قالوه إعراضاً عن سماعه، أو احتقاراً لكلامه، ﴿ضَعِيفاً﴾ أعمى، أو ضعيف البصر، أو البدن، أو وحيداً، أو ذليلاً مهيناً، أو قليل العقل، أو قليل المعرفة بمصالح الدنيا وسياسة أهلها. ﴿رَهْطُكَ﴾ عشيرتك عند الجمهور، أو شيعتك، ﴿لَرَجَمْنَاكَ﴾ بالحجارة، أو بالشتم. ﴿بِعَزِيزٍ﴾ بكريم، أو بممتنع لولا رهطك.
٩٢ - ﴿أَرَهْطِى أَعَزُّ عَلَيْكُم﴾ أتراعون رهطي فِيَّ ولا تراعون الله فِيَّ. ﴿ظِهْرِيّاً﴾ أطرحتم أمره وراء ظهوركم لا تلتفتون إليه ولا تعملون به، أو حملتم أوزار مخالفته على ظهوركم، أو إن احتجتم إليه استعنتم به وإن اكتفيتم تركتموه كالذي يتخذ من الجمال ظهراً إن اُحتيج إليه حُمل عليه وإن استُغني عنه تُرك، أو جَعْلهم الله وراء ظهورهم ظهرياً. ﴿محيط﴾ حفيظ، أو خبير، أو مجازي. ﴿ويا قوم اعملوا على مكانتكم إنى عاملٌ سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذبٌ وارتقبوا إني معكم رقيبٌ ولما جاء أمرنا نجينا شعيباً والذين ءامنوا معه برحمةٍ منا واخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين كأن لم يغنوا فيها إلا بعد لمدين كما بعدت ثمود﴾
٩٣ - ﴿مكانتكم﴾ ناحيتكم " ع "، أو تمكنكم أي اعملوا في هلاكي فإني عامل في هلاككم قال ذلك ثقة بربه. ﴿عَذَابٌ﴾ الفرق ﴿يُخْزِيهِ﴾ يذله، أو يفضحه. ﴿فارتقبوا﴾ انتظروا العذاب / [٨٢ / أ] ﴿إني معكم﴾ منتظر. ﴿ولقد أرسلنا موسى بئاياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وملإيه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود وأتبعوا في هذه لعنةً ويوم القيامة بئس الرفد المرفود﴾
٩٩ - ﴿فِى هَذِهِ﴾ الدنيا لعنة المؤمنين ويوم القيامة لعنة الملائكة أو لعنة الدنيا الفرق ولعنة الآخرة النار. ﴿الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ﴾ العون المعان، أو الرفد الزيادة لأنهم زيدوا على الفرق بالنار، أو ذم لشرابهم فيها لأن الرِفد بالكسر ما في القدح من الشراب والرفد بالفتح القدح. ﴿ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قآئم وحصيد وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم ءالهتهم التي يدعون من دون الله من شىءٍ لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيبٍ وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديدٌ﴾
١٠٠ - ﴿نَقُصُّهُ﴾ نخبرك، أو نتبع بعضه بعضاً. ﴿قَآئِمٌ﴾ عامر ﴿وَحَصِيدٌ﴾ خاوي " ع "، أو القائم الآثار والحصيد الدارس.
١٠١ - {تتبيب) تخسير، أو هلاك، أو شر.
103
﴿إن في ذلك لآيةً لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يومٌ مجموعٌ له الناس وذلك يومٌ مشهودٌ وما نؤخره إلا لأجل معدود يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقىٌّ وسعيدٌ﴾
104
١٠٥ - ﴿لا تَكَلَّمُ﴾ لا تشفع، أو لا تكلم بشيء من جائز الكلام، أو يمنعون في بعض أوقات القيامة من الكلام إلا بإذنه. ﴿شَقِىٌّ وَسَعِيدٌ﴾ محروم ومرزوق، أو معذب ومنعم، ابتدأ بالسعادة والشقاوة من غير جزاء أو جوزيا بها على أعمالهما. ﴿فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفيرٌ وشهيق خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعالٌ لما يريد وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك عطاءً غير مجذوذٍ﴾
١٠٦ - ﴿زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ﴾ الزفير الصوت الشديد والشهيق الصوت الضعيف " ع "، أو الزفير في الحلق والشهيق في الصدر، أو الزفير تردد النفس من شدة الحزن والشهيق النفس الطويل، جبل شاهق طويل، أو الزفير أول شهيق الحمار والشهيق آخره.
١٠٧ - ﴿خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ﴾ سماء الدنيا وأرضها ﴿إِلاَّ مَا شَآءَ رَبُّكَ﴾ من الزيادة عليها بعد فناء مدتها، أو مادامت سماوات الآخرة وأرضها إلا ما شاء من قدر وقوفهم في القيامة، أو إلا من شاء ربك إخراجه منها من أهل التوحيد " ع "، أو " إلا من شاء أن لا يدخله إليها من أهل التوحيد " مروي عن
104
الرسول [صلى الله عليه وسلم] أو إلا من شاء أن يخرجه منها من موحد ومشرك إذا شاء " ع "، أو الاستثناء من الزفير والشهيق إلا ما شاء ربك من أنواع العذاب التي ليست بزفير ولا شهيق مما سماه أو لم يسمِّه ثم استأنف فقال: ﴿مَا دَامَتِ﴾، أو المعنى لو شاء أن لا يخلدهم لفعل ولكنه شاء ذلك وحكم به. وقدر خلودهم بسماوات الدنيا وأرضها على عادة العرب وعرفها. زهير:
(نصبنا رأسه في رأس جذع بما جرمت يداه وما اعتدينا)
105
١٠٨ - ﴿سُعِدُواْ فَفِى الْجَنَّةِ﴾ إلا ما شاء ربك من مدة مكثهم في النار، أو ﴿إِلاَّ﴾ بمعنى الواو. ﴿مجذوذ﴾ مقطوع، أو ممنوع. ﴿فلا تك في مريةْ مما يعبد هؤلاء ما يعبدون إلا كما يعبد ءاباؤهم من قبل وإنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص ولقد ءاتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمةٌ سبقت من ربك لقضى بينهم وإنهم لفى شك منه مريب وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم إنه بما يعملون خبير﴾
١٠٩ - ﴿نَصِيبَهُمْ﴾ من خير أو شر " ع "، أو الرزق، أو العذاب. {فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير ولا تركنوا
105
إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون}
106
١١٣ - ﴿تَرْكَنُواْ﴾ تميلوا، أو تدنوا، أو ترضوا أعمالهم، أو تداهنوهم في القول فتوافقوهم سراً ولا تنكروا عليهم علانية. ﴿وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من اليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين واصبر فإن الله لا يضيع اجر المحسنين﴾
١١٤ - ﴿طرفي النهار﴾ الأول اصبح اتفاقاً والثاني الظهر والعصر، أو العصر وحدها، أو المغرب " ع "، ﴿زلفاً﴾ جمع زلفة والزلفة المنزلة أي ومنازل من الليل أي ساعات، ومزدلفة لأنها منزل بعد عرفة، أو لازدلاف آدم - عليه الصلاة والسلام - من عرفة إلى حواء وهي بها. وأراد عشاء الآخرة، أو المغرب والعشاء. ﴿الْحَسَنَاتِ﴾ الصلوات الخمس " ع "، أو سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وهن الباقيات الصالحات، أو الحسنات المقبولة تذهب السيئات / [٨٢ / ب] المغفورة، أو ثواب الطاعة يذهب عقاب المعصية. ﴿ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ توبة للتائبين، أو بيان للمتعظين. ﴿فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقيةٍ ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلاً ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون﴾
١١٦ - ﴿أُتْرِفُواْ﴾ انظروا " ع " ﴿بَقِيَّةٍ﴾ طاعة، أو تمييز، أو حظ من الله - تعالى - ﴿الْفَسَادِ﴾ الكفر أو الظلم.
106
﴿ولو شاء ربك لجعل الناس أمةً واحدةً ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين﴾
107
١١٨ - ﴿أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ على الإسلام، أو على دين واحد من ضلالة أو هدى، ﴿مُخْتَلِفِينَ﴾ في الأديان.
١١٩ - ﴿إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ﴾ من أهل الحق، أو في الحق والباطل إلا من رحم بالطاعة، أو في الرزق غني وفقير إلا من رحم بالقناعة، أو في السعادة والشقاوة إلا من رحم بالتوفيق، أو في المغفرة إلاَّ من رحم بالجنة، أو يخلف بعضهم بعضاً يأتي قوم بعد قوم، خلفوا واختلفوا كقتلوا واقتتلوا ﴿وَلِذَلِكَ﴾ للاختلاف، أو للرحمة، أو للشقاوة والسعادة " ع "، أو للجنة والنار. ﴿وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون وانتظروا إنا منتظرون ولله غيب السموات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون﴾
١٢٠ - ﴿فِى هَذِهِ﴾ السورة " ع "، أو في الدنيا، أو الأنباء ﴿الْحَقُّ﴾ صدق الأنباء إذا كانت الإشارة للسورة، أو النبوة إذا كانت الإشارة للدنيا.
107
سورة يوسف
مكية، أو إلا أربع آيات " ع ".

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿الر تلك ءايات الكتاب المبين ٢ إنا أنزلناه قرءاناً عربياً لعلكم تعقلون نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرءان وإن كنت من قبله لمن الغافلين﴾
108
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon
(ألا لا أرى الحوادث باقياً ولا خالداً إلا الجبال الرواسيا)