تفسير سورة مريم

تفسير غريب القرآن للكواري
تفسير سورة سورة مريم من كتاب تفسير غريب القرآن - الكواري المعروف بـتفسير غريب القرآن للكواري .
لمؤلفه كَامِلَة بنت محمد الكَوارِي .

﴿نِدَاءً خَفِيًّا﴾ سِرًّا بَعِيدًا عَنِ الرِّيَاءِ.
﴿وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي﴾ رَقَّ وَضَعُفَ لِكِبَرِ سِنِّي.
﴿وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا﴾ انْتَشَرَ الشَّيْبُ في شَعْرِ رَأْسِي انْتِشَارَ النَّارِ في الحَطَبِ.
﴿شَقِيًّا﴾ أي: لم تَكُنْ يَا رَبِّ تَرُدَّنِي خَائِبًا وَلَا مَحْرُومًا من الإجابةِ بل لم تَزَلْ بي حَفِيًّا وَلِدُعَائِي مُجِيبًا.
﴿خِفْتُ المَوَالِيَ مِن وَرَاءِي﴾ أي: من بعدِ مَوْتِي، والموالي هنا بنو العَمِّ والأقاربِ العصباتِ الَّذِينَ يَلُونَهُ في النَّسَبِ، والعربُ تُسَمِّي بني العمِّ المَوَالِي جَمْعُ مَوْلًى، وَخَوْفُهُ كان من أن يُغَيِّرُوا الدِّينَ ولا يُحْسِنُوا الخِلَافَةَ بعدَه عَلَى أُمَّتِهِ، فَطَلَبَ عَقِبًا صَالِحًا يُقْتَدَى به في إحياءِ الدِّينِ.
﴿سَمِيًّا﴾ لَمْ يُسَمَّ أَحَدٌ قَبْلَهُ بهذا الاسمِ.
﴿عِتِيًّا﴾ أي: بَلَغْتُ النِّهَايَةَ في الكِبَرِ واليُبْسِ والجَفَافِ، يقال: عَتَا الشيخُ يَعْتُو عِتِيًّا: كَبِرَ وَوَلَّى، وليس هذا مِنْ زَكَرِيَّا عَلَى معنى الإنكارِ لما أخبرَ اللهُ تعالى به، وإنما عَلَى سبيلِ التعجبِ من قدرةِ الله تعالى أن يُخْرِجَ وَلَدًا من امرأةٍ عَاقِرٍ وشيخٍ كَبِيرٍ.
﴿سَوِيًّا﴾ صَحِيحًا سَلِيمَ الخُلُقِ ليس بِكَ مَرَضٌ وَلَا خَرَسٌ.
﴿الْمِحْرَابِ﴾ المُصَلَّى الَّذِي يُصَلَّى فيه وهو المسجدُ.
﴿صَبِيًّا﴾ حَالَ كَوْنِهِ صَغِيرًا.
﴿حَنَانًا﴾ وَآتَيْنَاهُ حَنَانًا من عِنْدِنَا، والحنانُ: الرحمةُ والشفقةُ.
﴿انتَبَذَتْ﴾ اعْتَزَلَتْ وَانْفَرَدَتْ عَنْهُمْ.
﴿بَغِيًّا﴾ زَانِيَةً.
﴿قَصِيًّا﴾ بَعِيدًا.
﴿سَرِيًّا﴾ جَدْوَلَ مَاءٍ، أو نَهَرًا يقال له: سَرِيٌّ، أو: سَيِّدًا وهو: عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ.
﴿فَرِيًّا﴾ مُخْتَلَقًا مُفْتَعَلًا من الافتراءِ الَّذِي هُوَ الكذبُ، يقال: فَرَى وَأَفْرَى، أي: كَذِبَ.
﴿يَا أُخْتَ هَارُونَ﴾ اخْتَلَفُوا فيه عَلَى أقوالٍ: فَقِيلَ: هارونُ كَانَ رَجُلًا صَالِحًا من بني إسرائيل يُنْسَبُ إليه مَنْ يُعْرَفُ بالصَّلَاحِ، وقيل: إنه هارونُ أَخُو مُوسَى، فَنُسِبَتْ إليه لأنها من وَلَدِهِ، وقيل: إنه كان أَخَاهَا لأبيها وَأُمِّهَا، وقيل: إنه كان رَجُلًا فَاسِقًا مُعْلِنًا بالفِسْقِ وَنُسِبَتْ إليه من بَابِ التَّقْرِيعِ.
﴿مَلِيًّا﴾ زَمَانًا طَوِيلًا، وقيل: سَالمًا من عُقُوبَتِي.
﴿حَفِيًّا﴾ أي: بَرًّا لَطِيفًا، والحَفِيُّ: المُبالِغُ في البِرِّ والإلْطَافِ، يقال: حَفِيَ به وَتَحَفَّى: إذا بَرَّهُ.
﴿نَجِيًّا﴾ أي: مُنَاجِيًا، وذلك بأن كَلَّمَهُ اللهُ من غير وَاسِطَةٍ، وَأَسْمَعَهُ كَلَامَهُ.
﴿خَلْفٌ﴾ أَوْلَادُ سُوءٍ، وَهُمُ اليهودُ؛ وقيل: هم من هذه الأمة يَتَبَارَوْنَ بالزنا، وقد سَبَقَ أن أكثرَ ما يُسْتَعْمَلُ الخَلْفُ بِسُكُونِ اللامِ في العَقِبِ السَّيِّئِ، وبالفتحِ بالعَقِبِ الصَّالِحِ.
﴿جِثِيًّا﴾ بَارِكِينَ عَلَى الرُّكَبِ من الذُّلّ جَمْعُ جَاثٍ، وذلك يومَ القيامةِ.
﴿شِيعَةٍ﴾ طائفةٌ تَعَاوَنَتْ عَلَى الباطلِ وَتَشَيَّعَ بعضُها لبعضٍ.
﴿صِلِيًّا﴾ دخولًا ومقاساةً لِحَرِّهَا.
﴿وَارِدُهَا﴾ مارًّا بها، أو دَاخِلًا فيها، وتكونُ عَلَى الُمؤمنينَ بَرْدًا وَسَلَامًا.
﴿نَدِيًّا﴾ مَجْلِسًا وَمُجْتَمَعًا، والنَّدِيُّ والنَّادِي: المكانُ الَّذِي يَجْتَمِعُ فيه وُجُوهُ الناسِ للتشاورِ في أُمُورِهِمْ.
﴿أَحْسَنُ أَثَاثًا﴾ أي: أَحْسَنُ مَتَاعًا وأموالًا من أهل مَكَّةَ، والأثاثُ: مَتَاعُ البيتِ، وقيل: ما جَدَّ من الفُرُشِ.
﴿وَرِءْيًا﴾: هيئةً ومنظرًا.
﴿مَرَدًّا﴾ أي: مَرْجِعًا وَعَاقِبَةً، فَالمَرَدُّ هُوَ المَرْجِعُ، والمرادُ به عاقبةُ الأَمْرِ.
﴿تَؤُزُّهُمْ أَزًّا﴾ أي: تُزْعِجُهُمْ من الطاعةِ إلى المعصيةِ إِزْعَاجًا، وَتُغْرِيهِمْ بالشرِّ إِغْرَاءً حتى تُوقِعَهُمْ في النارِ، وَالأَزُّ: التهييجُ والإغراءُ، وَأَصْلُهُ الحركةُ والغَلَيَانُ.
﴿وَفْدًا﴾ والوفدُ جَمْعُ وَافِدٍ، وَهُمُ القومُ الكرامُ يخرجون إلى مَلِكٍ في أَمْرٍ عَظِيمٍ.
﴿وِرْدًا﴾ عِطَاشًا، والوِرْدُ: القومُ يَرِدُونَ الماءَ، فَسُمِّيَ العِطَاشُ وِردًا لطلبهم ورودَ الماءِ، والوِرْدُ أيضًا: الماءُ الَّذِي يُورَدُ.
﴿يَتَفَطَّرْنَ﴾ يَتَشَقَّقْنَ.
﴿تَخِرُّ﴾ أي تَسْقُطُ.
﴿هَدًّا﴾ هَدْمًا.
﴿قَوْمًا لُّدًّا﴾ شَدِيدِي الخُصُومَةِ وَالمُعَانَدَةِ، وَاللّدُّ جَمْعُ الأَلَدِّ، وهو المُخَاصِمُ وَالمُجَادِلُ بالباطلِ.
﴿رِكْزًا﴾ صَوْتًا خَفِيًّا.
98
سُورة طه
Icon