تفسير سورة الصافات

التبيان في تفسير غريب القرآن
تفسير سورة سورة الصافات من كتاب التبيان في تفسير غريب القرآن .
لمؤلفه ابن الهائم . المتوفي سنة 815 هـ

" والصافات صفا " يعني الملائكة صفوفا في السماء يسبحون الله كصفوف الناس في الأرض للصلاة.
" فالزاجرات زجرا " قيل الملائكة تزجر السحاب وقيل الزاجرات كل ما زجر عن معصية الله.
" فالتاليات ذكرا " قيل الملائكة وجائز أن تكون الملائكة وغيرهم ممن يتلو ذكر الله تعالى.
" دحورا " إبعادا وطردا بلغة كنانة، " واصب " قيل دائم من الوصوب وقيل موجع من الوصب وقيل شديد وقيل خالص.
" خطف الخطفة " الخطف أخذ الشيء بسرعة واستلاب، " شهاب ثاقب " أي كوكب مضيء.
" لازب " ولازم ولابت ولاصق بمعنى واحد والطين اللازب هو المتلزج المتماسك الذي يلزم بعضه بعضا ومنه ضرب لازب ولازم أي أمر يلزم.
" يستسخرون " يسخرون..
" زجرة " يعني ننفخة الصور والزجرة الصيحة بشدة وانتهار.
" احشروا الذين ظلموا وأزواجهم " أي وقرناءهم.
" بكأس " إناء بما فيه الشراب.
" لا فيها غول " أي لا تغتال عقولهم فتذهب بها والغول إذهاب الشيء ويقال الخمر غول للحلم والحرب غول للنفوس، " ينزفون " وينزفون يقال نزف الرجل إذا ذهب عقله ويقال للسكران نزيف ومنزوف وأنزف الرجل إذا ذهب شرابه وإذا ذهب عقله أيضا قال الشاعر :
لغمري لئن أنزفتم أو صحوتم لبئس الندامى كنتم آل أبجرا.
" قاصرات الطرف " قصرن أبصارهن على أزواجهن أي حبسن أبصارهن عليهن ولم يطمحن إلى غيرهم، " عين " واسعات العيون الواحدة العيناء.
" بيض " شبه الجارية بالبيض بياضا وملاسة وصفاء لون وهي أحسن منه وإنما شبه الألوان، " مكنون " مصون.
" لمدينون " لمجزيون.
" سواء الجحيم " وسطه - زه -
" لتردين " تهلكني من الردى وهو الهلاك.
" لشوبا من حميم " أي خلطا منه ومزاجا بلغة جرهم - زه - والحميم هنا الداني من الإحراق.
" ألفوا " وجدوا.
" فراغ إلى آلهتهم " أي مال إليهم في خفاء ولا يكون الروغ إلا في خفاء.
" يزفون " يسرعون يقال جاء الرجل يزف زفيف النعامة وهو أول عدوها وآخر مشيها ويقرأ يزفون يصيرون إلى الزفيف ومثله قول الشاعر :
تمنى حصين أن يسود جذاعه فأمسى حصين قد أذل وأقهرا
معنى أقهر صار إلى القهر ويقرأ يزفون بالتخفيف من وزف يزف إذا أسرع
" ولم يعرفها الفراء والكسائي قال أبو إسحاق الزجاج وعرفها غيرهما.
" أسلما " استسلما لأمر الله تعالى، " وتله للجبين " وضع وجهه على الأرض.
" بذبح عظيم " يعني كبش إبراهيم عليه السلام والذبح ما ذبح وبالفتح المصدر.
" بعلا " اسم صنم وقيل ربا بلغة حمير.
" إل ياسين " يعني إلياس وأهل دينه جمعهم بغير إضافة بالياء والنون كأن كل واحد منهم اسمه إلياس وقال بعض العلماء يجوز أن يكون إلياس و إلياسين بمعنى واحد كما قيل ميكال وميكائيل ويقرأ سلام الله على آل ياسين أي على آل محمد - زه - وعلى ألأول أصله إلياسين بياء النسب ثم حذفت كالأعجمين والآل على القراءة الثانية عشيرته صلى الله عليه وسلم والمؤمنون وقيل على " آل دين ياسين يعني المؤمنين وقيل آل زيادة أي سلام على " يس " وهو محمد صلى الله عليه وسلم وقيل ياسين اسم كتاب من كتب الله فصار كقولك سلام على آل القرآن حكاه أبو علي الجبائي.
" إلا عجوزا في الغابرين " أي الباقين يقال قد غبرت في العذاب أي بقيت فيه ولم تسر مع لوط عليه السلام وقيل في الباقين في طول العمر.
" أبق إلى الفلك " هرب إلى السفينة.
" فساهم فكان من المدحضين " أي قارع فكان من المقروعين أي من المقمورين.
" مليم " أي يأتي بما يجب أن يلام عليه.
﴿ بالعراء ﴾ : هو فضاء لا يتوارى فيه بشجر ولا غيره ويقال إن العراء وجه الأرض.
﴿ شجرة من يقطين ﴾ : كل شجر لا يقوم على ساق مثل القرع والبطيخ ونحوهما.
استفتهم : سلهم.
" الصافون " جمع صاف أي الصفوف.
( بساحتهم ) : يقال ساحة الحي وناحيتهم للرحبة التي يديرون أخبيتهم حولها أي نزل بهم العذاب فكنى بالساحة عن القوم.
Icon