تفسير سورة الجاثية

جهود القرافي في التفسير
تفسير سورة سورة الجاثية من كتاب جهود القرافي في التفسير .
لمؤلفه القرافي . المتوفي سنة 684 هـ

١١١٥- الاجتراح هو الاكتساب ومنه جوارح الصيد لاكتسابها. ( الذخيرة : ٢/٢٧١ )
١١١٦- نفى الله تعالى التسوية. ( الفروق : ٤/٨٦ والذخيرة : ١٠/٢٢٦ )
١١١٧- لو كانت الواو للترتيب لكانوا معترفين بالحياة بعد الموت والبعث، وليس كذلك. وقيل في هذه الآية : إن المراد : " تموت كبارنا وتولد صغارنا فنحيا " فلا يلزم الاعتراف بالبعث على القول بالترتيب، والظاهر من اللفظ هو القول الأول، وأن مرادهم، " نحيا ونموت " والواو لا تفيد الترتيب، ولأن الواو قد تدخل فيما لا يمكن الترتيب. ( الاستغناء : ٩٩ )
١١١٨- أصله : ما نظن بعد قبول قولكم إلا ظنا. وفيه من الإشكال أن الظن ما يقبل أن يقع إلا ظنا، فكيف يصح حصر الظن في الظن مع الإخبار بذلك حينئذ لا فائدة فيه، فإن كل حقيقة لا تكون إلا تلك الحقيقة، لا يكون الجسم إلا جسما، ولا العرض إلا عرضا، ولا اللون إلا لونا، وإنما يحسن الحصر إذا كان المحصور يقبل غير ما حصر فيه فيكون الحصر حينئذ مفيدا، كقولك : ما زيد إلا في الدار، وإلا عالما، ما درهمك إلا جيدا، لقبوله ضد ما حصرته فيه. وأما حصر الظن في الظن فمشكل ولا يمكن أن يقال إنه للتأكيد وأنه منصوب على المصدر المؤكد، لأن التأكيد لا يكون بلفظ إلا ولا بد هاهنا من معنى الإخراج والإبقاء، لأن إلا زيد لابد فيها من ذلك.
إن الحصر هاهنا باعتبار ما يتوهم استعمال لفظ الظن فيه، وهو العلم والاعتقاد الجازم، قال الله تعالى :﴿ فظنوا أنهم مواقعوها ﴾١ ﴿ وظنوا ما لهم من محيص ﴾٢، أي : تيقنوا واعتقدوا، فلما كان الظن يطلق على العلم في اللغة، فإذا قالوا نحن نظن، أمكن أن يتأول عليهم أنهم يريدون العلم، فقالوا جوابا عن سؤال مقدر : ليس مرادنا بالظن إلا الظن حقيقة، ولم نستعمل لفظة مجازا في غيره، فوقع الحصر باعتبار المحال المتوهمة التي شأن العرب أن تطلق عليها لفظ الظن مجازا. فهذا أوجه الحصر وحسن التكلم بهذه الصيغة. ( الاستغناء : ٢٤١-٢٤٢ )
١ - سورة الكهف : ٥٣..
٢ - سورة فصلت : ٤٨..
١١١٩- أي : تركوا طاعته فترك الإحسان إليهم. ( الفروق : ٤/٢٧٥ )
Icon