ﰡ
فإن قلتَ : إنه صلى الله عليه وسلم مأمور بالتذكير، وإن لم تنفع الذكرى ؟
قلتُ : إن معنى " إنْ " هنا " إذْ " كم في قوله تعالى :﴿ وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ﴾ [ آل عمران : ١٤٩ ] أو التقدير : إن نفعت الذّكرى أو لم تنفع( ١ )، كما في قوله تعالى :﴿ سرابيل تقيكم الحرّ ﴾ [ النحل : ٨١ ].
إن قلتَ : كيف قال ذلك، مع أن الإنسان لا يخلو عن الاتّصاف بأحدهما ؟
قلتُ : معناه لا يموت موتا يستريح به، ولا يحيا حياة ينتفع بها، كقوله تعالى :﴿ لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفّف عنهم من عذابها ﴾ [ فاطر : ٣٦ ] وقيل : معناه : تصعد نفسه إلى الحلقوم، ثم لا تفارقه فيموت( ١ )، ولا ترجع إلى موضعها من الجسم فيحيا، و " ثُمّ " للتراخي بين الرّتب في الشدّة.