تفسير سورة الأنعام

المجتبى من مشكل إعراب القرآن
تفسير سورة سورة الأنعام من كتاب المجتبى من مشكل إعراب القرآن الكريم المعروف بـالمجتبى من مشكل إعراب القرآن .
لمؤلفه أحمد بن محمد الخراط .

سورة الأنعام
256
١ - ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾
جملة «ثم الذين كفروا بربهم يعدلون» معطوفة على الابتدائية «الحمد لله». والجار «بربهم» متعلق بـ «يعدلون».
256
٢ - ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ﴾
جملة «وأجل مسمى عنده» معطوفة على جملة «قضى أجلا» لا محل لها، وجاز الابتداء بالنكرة «أجل» لوصفه، وجملة «ثم أنتم تمترون» معطوفة على جملة «هو الذي خلقكم».
٣ - ﴿وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ﴾
الجار «في السماوات» يتعلق بلفظ الجلالة لما تضمنه من معنى المعبود. جملة «يعلم» خبر ثانٍ للمبتدأ «هو».
٤ - ﴿وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ﴾
«من آية» فاعل، و «من» زائدة، و «إلا» للحصر، وجاز وقوع الماضي بعد «إلا» ؛ لأنه وقع بعد فعل، وجملة «كانوا» حال من مفعول «تأتيهم».
٥ - ﴿فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾
جملة «فقد كذبوا» مستأنفة، وجملة «لما جاءهم» معترضة بين المتعاطفين، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله، وجملة «فسوف يأتيهم» معطوفة -[٢٥٧]- على جملة «فقد كذبوا».
٦ - ﴿أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ﴾
«كم» خبرية مفعول مقدم، والجار «من قرن» متعلق بصفة لـ «كم»، وجملة «أهلكنا» مفعول به لـ «يروا»، وعلَّقت «كم» الرؤية عن العمل، وجملة «مكنَّاهم» نعت لـ «قرن»، وعاد الضمير عليه جمعًا بحسب معناه. وقوله «ما لم نمكن لكم» :«ما» نكرة موصوفة أي: شيئًا لم نمكِّنه لكم، في محل نصب نائب مفعول مطلق، وجملة «لم نمكن» صفة لـ «شيئًا» المقدرة. و «مدرارًا» حال من «السماء»، وجملة «فأهلكناهم» معطوفة على استئناف مقدر أي: كفروا فأهلكناهم.
٧ - ﴿وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾
الجار «في قرطاس» متعلق بنعت لـ «كتابًا»، و «إن» نافية، و «هذا سحر» مبتدأ وخبر، و «إلا» للحصر.
٨ - ﴿وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ﴾
جملة «ولو أنزلنا ملكًا» مستأنفة، وجملة «لا ينظرون» معطوفة على جواب الشرط.
٩ - ﴿وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ﴾ -[٢٥٨]-
قوله «للبسنا عليهم» : الواو عاطفة، واللام لتأكيد الربط، و «ما» موصول مفعول به.
١٠ - ﴿وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾
جملة «ولقد استهزئ برسل» مستأنفة، وجملة «لقد استهزئ» جواب القسم لا محل لها. و «ما» في قوله «ما كانوا» اسم موصول فاعل «حاق»، وجملة «فحاق» معطوفة على جملة «استهزئ» لا محل لها.
١٢ - ﴿قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ﴾
الجار «في السماوات» متعلق بالصلة المقدرة. الجار «لله» متعلق بخبر محذوف لمبتدأ محذوف، أي: هو كائن لله، جملة «كتب» مستأنفة لا محل لها، وجملة (والله) «ليجمعنَّكم» مستأنفة، وجملة «ليجمعنكم» جواب القسم، جملة «لا ريب فيه» حال من «يوم القيامة» في محل نصب. وقوله «الذين خسروا» : مبتدأ، وجملة «فهم لا يؤمنون» خبر، وجاز لحاق الفاء الزائدة بالخبر تشبيهًا للموصول بالشرط.
١٣ - ﴿وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾
جملة «وله ما سكن» مستأنفة لا محل لها، وجملة «وهو السميع» معطوفة على المستأنفة.
١٤ - ﴿قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾
«غير» مفعول أول لـ «أتخذ»، «وليًا» مفعول ثان، و «فاطر» بدل من الجلالة وإن كان البدل من المشتقات قليلا. جملة «وهو يطعم» حالية في محل نصب من الجلالة. والمصدر المؤول «أن أكون» منصوب على نزع الخافض الباء. وقوله «من أسلم» : مضاف إليه، وجملة «ولا تكونن» معطوفة على جملة «قل» لا محل لها.
١٥ - ﴿قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾
جملة «إن عصيت ربي» معترضة، وجواب الشرط محذوف، أي: إن عصيته نالني عذاب.
١٦ - ﴿مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ﴾
«يومئذ» ظرف زمان متعلق بـ «يُصْرَف»، «إذٍ» اسم ظرفي مضاف إليه مبني على السكون، وتنوينه للتعويض عن جملة. وجملة «وذلك الفوز» مستأنفة، وهي جملة اسمية من مبتدأ وخبر.
١٧ - ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ﴾
قوله «فلا كاشف» : الفاء رابطة، «لا» نافية للجنس واسمها، والجار متعلق بالخبر المحذوف، «إلا» للحصر، «هو» بدل من الضمير المستتر في -[٢٦٠]- الخبر المحذوف.
١٨ - ﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾
«فوق» ظرف مكان متعلق بخبر ثان، و «الخبير» خبر ثان.
١٩ - ﴿قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ﴾
«أَيُّ» : اسم استفهام مبتدأ، خبره «أكبر»، و «شهادة» تمييز. والظرف «بيني» متعلق بـ «شهيد»، وجملة «وأوحي إليَّ هذا القرآن» معطوفة على مقول القول. وقوله «مَنْ بلغ» : اسم موصول معطوف على الكاف، والمصدر «أن مع الله آلهة» منصوب على نزع الخافض (الباء)، و «مع» ظرف مكان متعلق بالخبر، وجملة «أئنكم» لتشهدون «مستأنفة، وكذا جملة» قل لا أشهد «، والجار» مما تشركون «متعلق بـ» بريء «، وجملة» وإنني بريء" معطوفة على مقول القول.
٢٠ - ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ﴾
جملة «يعرفونه» خبر الذين، والكاف في «كما» نائب مفعول مطلق، و «ما» مصدرية، أي: يعرفونه معرفة مثل معرفة أبنائهم، والمصدر مضاف إليه، وجملة «فهم لا يؤمنون» خبر المبتدأ «الذين»، واقترنت الفاء بالخبر تشبيهًا للموصول بالشرط.
٢١ - ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾
الواو مستأنفة، «مَنْ» اسم استفهام مبتدأ، و «أظلم» خبره، والجار متعلق بـ «أظلم»، والهاء في «إنه» ضمير الشأن، وجملته مستأنفة.
٢٢ - ﴿وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ﴾
قوله «ويوم» : مفعول به لـ «اتقوا» مقدرة، وجملة «اتقوا» مستأنفة، و «جميعًا» حال من الضمير «هم»، و «أين» اسم استفهام ظرف مكان متعلق بالخبر المقدر، «شركاؤكم» مبتدأ، و «الذين» نعت.
٢٣ - ﴿ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾
المصدر «أن قالوا» خبر كان، و «إلا» للحصر، «ربنا» بدل من الجلالة، وجملة «لم تكن فتنتهم» معطوفة على جملة «نقول»، وجملة «ما كنا» جواب القسم لا محل لها.
٢٤ - ﴿انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾
«كيف كَذَبوا» جملة في محل نصب مفعول به للفعل «انظر» المعلق بالاستفهام. و «ما» فاعل «ضل»، وجملة «ضلَّ» معطوفة على جملة «كذبوا».
٢٥ - ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ﴾
جملة «وجعلنا» حال من الموصول، ويجوز اقتران واو الحال بالماضي، -[٢٦٢]- والمصدر «أن يفقهوه» مفعول لأجله، أي: كراهة. والجار «في آذانهم» متعلق بحال من «وَقْرًا»، و «وقرًا» معطوف على «أكنَّة». «حتى» ابتدائية، والجملة الشرطية بعدها مستأنفة، وجملة «يجادلونك» حال من الواو في «جاءوك» وجملة «يقول» جواب الشرط لا محل لها.
٢٦ - ﴿وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴾
جملة «وإن يهلكون» حالية من الواو في «ينأون»، و «إن» نافية، وجملة «وما يشعرون» حالية من الواو في «يهلكون» في محل نصب.
٢٧ - ﴿وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا﴾
جواب الشرط محذوف، أي: لرأيت شيئًا عظيمًا، وجملة «وُقِفوا» مضاف إليه، والواو في قوله «ولا نكذب» للمعية، والفعل منصوب بأن مضمرة وجوبًا بعدها، والمصدر المؤول معطوف على مصدر متصيد من الكلام السابق أي: ليت لنا ردًّا وانتفاء تكذيب، وجملة «نكذِّب» صلة الموصول الحرفي لا محل لها.
٢٨ - ﴿بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾
جملة «بل بدا ما كانوا» مستأنفة، وجملة الشرط معطوفة على المستأنفة، وجملة «وإنهم لكاذبون» مستأنفة لا محل لها.
٢٩ - ﴿وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ﴾ -[٢٦٣]-
«إن» نافية مهملة، وجملة «وما نحن بمبعوثين» معطوفة على مقول القول في محل نصب.
٣٠ - ﴿وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ﴾
جواب الشرط محذوف، أي: لرأيت شيئًا عظيمًا. وجملة «قال» مستأنفة لا محل لها، وجواب القسم مقدر أي: بلى والله إنه لحق، وجملة «ولو ترى» معطوفة على جملة «لو ترى» في الآية (٢٧)، والفاء في قوله «فذوقوا» رابطة لجواب شرط مقدر، أي: إن كنتم كفرتم فذوقوا، وجملة الشرط المقدرة وجوابه مقول القول في محل نصب، وجملة «فذوقوا» جواب الشرط في محل جزم.
٣١ - ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ﴾
«حتى» ابتدائية، «إذا» ظرفية شرطية متعلقة بـ «قالوا»، والجملة مستأنفة. «بغتة» مصدر في موضع الحال، جملة «وهم يحملون أوزارهم» حالية من فاعل «قالوا»، قوله «ألا ساء ما يزرون» :«ألا» أداة استفتاح وتنبيه، وفعل ماض، والموصول فاعله. والمخصوص بالذم محذوف أي: حِمْلُهم ذلك، وجملة الذم مستأنفة.
٣٢ - ﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا -[٢٦٤]- تَعْقِلُونَ﴾
قوله «وللدار» : الواو عاطفة، اللام للتأكيد، ومبتدأ ونعته وخبره. والجملة معطوفة على المستأنفة، وجملة «أفلا تعقلون» مستأنفة، تقدَّمت الهمزة؛ لأن لها الصدارة.
٣٣ - ﴿قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ﴾
كسرت همزة «إن» لوجود اللام في الخبر، وجملة «إنه ليحزنك» سدت مسد مفعولي «نعلم». والموصول «الذي» فاعل «يحزن»، وجملة «فإنهم لا يكذبونك» مستأنفة لا محل لها، وجملة «ولكن الظالمين يجحدون» معطوفة على جملة «فإنهم لا يكذبونك». والجار «بآيات» متعلق بـ «يجحدون».
٣٤ - ﴿وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ﴾
الجار «من قبلك» متعلق بنعت لـ «رسل». جملة «ولا مبدِّل لكلمات الله» مستأنفة، وجملة «ولقد جاءك» مستأنفة. وفاعل «جاءك» مقدر أي: الخبر، والجار «من نبإ» متعلق بحال من «الخبر» المقدر، و «المرسلين» مضاف إليه.
٣٥ - ﴿وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾ -[٢٦٥]-
الواو مستأنفة، واسم كان ضمير الشأن، وجملة «كبر إعراضهم» في محل نصب خبر كان، وجملة «فإن استطعت» مع جواب الشرط المقدر جواب الشرط الأول «إن كان»، وجواب «إن استطعت» مقدر أي: فافعل، جملة «ولو شاء الله» معطوفة على جملة «إن كان كبر» لا محل لها. وجملة «فلا تكونن» مستأنفة.
٣٦ - ﴿إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾
جملة «والموتى يبعثهم الله» معطوفة على المستأنفة. وجملة «يرجعون» معطوفة على جملة «يبعثهم» في محل رفع.
٣٧ - ﴿وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾
«لولا» حرف تحضيض، والجار «من ربه» متعلق بنعت لـ «آية». والمصدر المؤول «على أن ينزل» مجرور متعلق بـ «قادر». وجملة «ولكن أكثرهم لا يعلمون» معطوفة على مقول القول في محل نصب.
٣٨ - ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ﴾
«دابة» مبتدأ، و «من» قبلها زائدة، والجار «في الأرض» متعلق بنعت لدابة، و «طائر» معطوف على «دابة»، وجملة «يطير» صفة لطائر في محل رفع. وقوله «أمم» : خبر «دابة»، وقوله «أمثالكم» : نعت، وهو نكرة لم يستفد -[٢٦٦]- التعريف من إضافته لأنه مبهم. وقوله «من شيء» : نائب مفعول مطلق، و «من» زائدة، أي: تفريطًا، وجملة «يحشرون» معطوفة على المستأنفة: «ما من دابة إلا أمم»، وجملة «ما فرطنا..» معترضة بين المتعاطفين.
٣٩ - ﴿وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ﴾
قوله «صم» : خبر الموصول، والجار «في الظلمات» متعلق بخبر ثان للمبتدأ. والجملة الشرطية مستأنفة لا محل لها، و «من» شرطية مبتدأ، وجملة «يضلله» خبر.
٤٠ - ﴿قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾
قوله «أرأيتكم» : الهمزة للاستفهام وفعل ماض، وفاعل، والكاف حرف خطاب، والمفعول الأول محذوف أي: أرأيتكم عذاب الله. وجملة «إن أتاكم» معترضة، وجواب الشرط محذوف، أي: فأخبروني عنه، و «غير» مفعول مقدم، وجملة «تدعون» مفعول ثان لـ «رأيتكم»، والرابط لجملة «تدعون» بالمفعول الأول محذوف، أي: أغير الله تدعون لكشفه، والتقدير: قل أرأيتكم عذاب الله إن أتاكم أو الساعة إن أتتكم أغير الله تدعون لكشفه، وتنازع «أرأيتكم» وفعل الشرط «أتاكم» على «عذاب» فأعمل الثاني «أتاكم»، وجواب الشرط «إن كنتم» محذوف دلَّ عليه ما قبله.
٤١ - ﴿بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ﴾
«إياه» : ضمير نصب منفصل مفعول به مقدم، والهاء حرف غائب، وجملة «تدعون» مستأنفة، وجملة «إن شاء» معترضة، وجواب الشرط محذوف يدلُّ عليه ما قبله أي: إن شاء أن يكشف كشف. وجملة «وتنسون» معطوفة على جملة «يكشف» لا محل لها.
٤٢ - ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ﴾
جملة «ولقد أرسلنا إلى أمم» مستأنفة، وجملة «لقد أرسلنا» جواب القسم، وجملة «فأخذناهم» معطوفة على جملة مقدرة أي: فكذبوا فأخذناهم لا محل لها، وجملة «لعلهم يتضرعون» مستأنفة.
٤٣ - ﴿فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
جملة «فلولا تضرعوا» مستأنفة لا محل لها، وجملة «جاءهم» مضاف إليه في محل جر، و «لولا» حرف تحضيض، و «إذ» ظرف متعلق بـ «تضرعوا»، وجملة «ولكن قست قلوبهم» معطوفة على جملة «تضرعوا» لا محل لها.
٤٤ - ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ﴾
جملة الشرط معطوفة على جملة «زَيَّن»، «لما» حرف وجوب لوجوب، -[٢٦٨]- وجملة «إذا فرحوا» مستأنفة لا محل لها، وجملة «فرحوا» مضاف إليه، و «بغتة» مصدر في موضع الحال، وجملة «فإذا هم مبلسون» معطوفة على جملة الجواب «أخذناهم» و «إذا» فجائية.
٤٥ - ﴿فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾
جملة «فقُطع دابر» معطوفة على جملة ﴿هُمْ مُبْلِسُونَ﴾ لا محل لها، وجملة «والحمد لله» مستأنفة لا محل لها.
٤٦ - ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ﴾
جملة الشرط معترضة، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه الاستفهام التالي، أي: إن أخذ سمعكم، فأخبروني مَنْ إله يأتيكم به؟. وقوله «من إله» : مبتدأ وخبر، والجملة مفعول ثان لـ «أرأيتم»، والأول محذوف أي: سمعَكم، و «غير» نعت «إله»، وجملة «يأتيكم» نعت ثانٍ لـ «إله»، وجملة «انظر» مستأنفة، وجملة «نصرف» مفعول به لـ «انظر» المعلق بالاستفهام، وجملة «ثم هم يصدفون» معطوفة على جملة «نصرِّف» في محل نصب.
٤٧ - ﴿قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ﴾
الكاف في «أرأيتكم» حرف خطاب لا محل له. وجملة «إن أتاكم» معترضة، وجواب الشرط محذوف تقديره: فأخبروني. وجملة «هل يهلك إلا -[٢٦٩]- القوم» مفعول ثان لـ «أرأيتكم»، والمفعول الأول محذوف تقديره: عذاب الله، وقوله «بغتة» : مصدر في موضع الحال.
٤٨ - ﴿وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾
«مبشرين» حال من «المرسلين»، وجملة الشرط معطوفة على المستأنفة «ما نرسل»، وجملة «فلا خوف عليهم» جواب الشرط، وقوله «فلا خوف» :«لا» نافية تعمل عمل ليس، والجار متعلق بالخبر.
٤٩ - ﴿وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾
جملة «والذين كذبوا... » معطوفة على جملة ﴿فَمَنْ آمَنَ﴾ لا محل لها، وجملة «يمسهم العذاب» خبر الموصول، والمصدر «بما كانوا» مجرور متعلق بـ «يمسهم».
٥٠ - ﴿قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ﴾
جملة «ولا أعلم» معطوفة على جملة «لا أقول»، وجملة «إن أتبع» مستأنفة في حيز القول، وجملة «أفلا تتفكرون» مستأنفة لا محل لها.
٥١ - ﴿وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾
المصدر «أن يحشروا» مفعول «يخافون»، وجملة «ليس لهم ولي» حال من -[٢٧٠]- الواو في «يحشروا». والجار «من دونه» متعلق بحال من «ولي»، وجملة «لعلهم يتقون» مستأنفة لا محل لها.
٥٢ - ﴿وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾
جملة «يريدون» حالية من الواو في «يَدْعون» في محل نصب، وجملة «ما عليك شيء» حال ثانية من الواو في «يدعون»، والجار «من حسابهم» متعلق بحال من «شيء»، و «شيء» مبتدأ مؤخر، و «من» زائدة، وكذا «من حسابك» متعلق بحال من «شيء»، وإن تقدَّمت الحال «من حسابك» على عاملها المعنوي «عليهم»، فذلك جائز كقراءة: ﴿وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾. وقوله «فتطردهم» : الفاء سببية، والفعل منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، والمصدر المؤول معطوف على مصدر متصيد من النفي المتقدم، أي: ما يكون مؤاخذة فطَرْد، وجملة «فتطردهم» صلة الموصول الحرفي.
٥٣ - ﴿وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ﴾
قوله «وكذلك فتنا» : الواو مستأنفة، والكاف اسم بمعنى مثل في محل نصب نائب مفعول مطلق، و «ذا» اسم إشارة مضاف إليه، والتقدير: فتنَّا بعضهم فتونا مثل ذلك الفتون، والجار «ببعض» متعلق بحال من «بعض»، والمصدر المجرور «ليقولوا» متعلق بـ «فتنا». والجار «من بيننا» متعلق بحال -[٢٧١]- من الضمير في «عليهم»، وجملة «منَّ الله» في محل رفع خبر، وقوله «بأعلم» : الباء زائدة، و «أعلم» خبر ليس، والجار «بالشاكرين» متعلق بـ «أعلم».
٥٤ - ﴿وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾
«إذا» ظرفية شرطية متعلقة بمعنى الجواب، و «سلام» مبتدأ، والجار «عليكم» متعلق بالخبر، وجاز الابتداء بالنكرة؛ لأنها دعاء، وجملة «كتب» مستأنفة، والمصدر المؤول «أنه من عمل» بدل من الرحمة، و «من» شرطية مبتدأ، والجار «منكم» متعلق بحال من الضمير في «عمل»، والجار «بجهالة» متعلق بحال من الضمير في «عمل»، والفاء في «فأنه» رابطة، والمصدر مبتدأ، وخبره محذوف، أي: حاصل، وجملة «فغفرانه حاصل» جواب الشرط في محل جزم، والرابط مع جملة الشرط مقدر أي: به.
٥٥ - ﴿وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ﴾
قوله «وكذلك نفصّل» : الواو مستأنفة، والكاف نائب مفعول مطلق، والإشارة مضافة إليه أي: نفصل الآيات تفصيلا مثل ذلك التفصيل، وجملة «نفصل» مستأنفة، والمصدر «ولتستبين» متعلق بمحذوف بعده، والتقدير: ولتستبين سبيلهم فَصَّلناها، وجملة «وفَصَّلناها» المقدرة معطوفة على جملة «نفصِّل» لا محل لها.
٥٦ - ﴿قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ -[٢٧٢]- ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾
المصدر «أن أعبد» منصوب على نزع الخافض (عن). الجار «من دون» متعلق بحال من ضمير العائد المقدر أي: تدعونه كائنًا من دون الله، جملة «قل» مستأنفة، وكذا جملة «قد ضللت» مستأنفة في حيز القول، وجملة «وما أنا من المهتدين» معطوفة على جملة «ضللت».
٥٧ - ﴿قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ﴾
الجار «من ربي» متعلق بنعت لـ «بينة»، وجملة «وكذَّبتم به» حالية في محل نصب، وجملة «ما عندي ما تستعجلون به» مستأنفة لا محل لها، و «ما» موصول مبتدأ، جملة «إن الحكم إلا لله»، و «إنْ» نافية، وجملة «يقصُّ» حال من الجلالة في محل نصب، وجملة «وهو خير الفاصلين» معطوفة على جملة «يقص» في محل نصب.
٥٨ - ﴿قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ﴾
المصدر «أن عندي ما تستعجلون» فاعل بـ «ثبت»، و «ما» اسم «أن»، وجملة «لقضي الأمر» جواب الشرط، وجملة «والله أعلم بالظالمين» مستأنفة لا محل لها.
٥٩ - ﴿وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ -[٢٧٣]- مُبِينٍ﴾
جملة «وعنده مفاتح» معطوفة على جملة ﴿وَاللَّهُ أَعْلَمُ﴾ لا محل لها. وجملة «لا يعلمها إلا هو» حال من «مفاتح» في محل نصب، والضمير «هو» فاعل، وجملة «ويعلم» معطوفة على جملة «وعنده مفاتح» في محل نصب. وجملة «وما تسقط من ورقة»، معطوفة على جملة «يعلم» في محل نصب، و «مِن» زائدة، وجملة «يعلمها» في محل نصب حال من «ورقة»، وجازت الحال من النكرة لسبقها بالنفي، وقوله «إلا في كتاب» :«إلا» للاستثناء المنقطع، والجار متعلق بخبر محذوف لمبتدأ محذوف أي: إلا هو في كتاب.
٦٠ - ﴿ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾
جملة «ثم إليه مرجعكم» معطوفة على جملة «يَبْعَثُكُمْ»، وجملة «ثم ينبئكم» معطوفة على جملة «إليه مرجعكم».
٦١ - ﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ﴾
«فوق» : ظرف مكان متعلق بخبر ثان للمبتدأ «هو»، وجملة «يرسل» معطوفة على المفرد «القاهر»، و «حتى» ابتدائية، والجملة بعدها مستأنفة، وجملة «وهم لا يفرطون» مستأنفة لا محل لها.
٦٢ - ﴿ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ﴾ -[٢٧٤]-
«مولاهم الحق» نعتان للجلالة، «ألا» أداة استفتاح، والجملة بعدها مستأنفة. وجملة «وهو أسرع» معطوفة على جملة «له الحكم».
٦٣ - ﴿قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾
٦٤ - ﴿قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ﴾
جملة «ثم أنتم تشركون» معطوفة على مقول القول في محل نصب.
٦٥ - ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ﴾
المصدر «أن يبعث» مجرور متعلق بـ «القادر»، «شيعًا» حال من الكاف. «كيف» : اسم استفهام حال، وجملة «نُصَرِّف» مفعول للنظر المعلق بالاستفهام، وجملة «لعلهم يفقهون» مستأنفة لا محل لها.
٦٦ - ﴿وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ﴾
جملة «وكذَّب» مستأنفة، وجملة «وهو الحق» حالية من الهاء.
٦٧ - ﴿وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾
جملة «وسوف تعلمون» مستأنفة لا محل لها.
٦٨ - ﴿فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾
«غيره» نعت لـ «حديث». وقوله «وإمَّا ينسينك» : الواو عاطفة، «إن» شرطية و «ما» زائدة، والفعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد في محل جزم، والكاف مفعول به، والجملة معطوفة على المستأنفة جملة الشرط: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ﴾.
٦٩ - ﴿وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾
الجار «من حسابهم» متعلق بحال من «شيء» المبتدأ، و «مِن» زائدة لدخولها على نكرة، وسَبْقها بنفي، قوله «ولكن ذكرى» : الواو عاطفة «ولكن» حرف استدراك، «ذكرى» نائب مفعول مطلق أي: ذكِّروهم ذكرى، وهو اسم مصدر، والجملة معطوفة على جملة «ما على الذين.... شيء»، وجملة «لعلهم يتقون» مستأنفة لا محل لها.
٧٠ - ﴿وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ﴾
مفعولا اتخذوا: «دينهم»، «لعبًا». والمصدر «أن تبسل» مفعول لأجله أي: مخافة، و «ما» في قوله «بما كسبت» مصدرية، والمصدر مجرور متعلق -[٢٧٦]- بـ «تبسل». وجملة «ليس لها ولي» صفة لـ «نفس». وجملة «وإن تعدل» معطوفة على جملة «ليس لها ولي» في محل رفع، وجملة «لهم شراب» في محل رفع خبر.
٧١ - ﴿وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾
«إذ» اسم ظرفي مضاف إليه. وقوله «كالذي» : الكاف نائب مفعول مطلق أي: نردُّ ردًّا مثل رد الذي، والجار «في الأرض» متعلق بحال من مفعول «استهوته»، و «حيران» حال من هاء «استهوته»، وجملة «له أصحاب» حال من الضمير في «حيران»، وجملة «ائتنا» مقول القول لقول محذوف، والفعل المقدر حال من ضمير الفاعل في «يدعونه» أي: قائلين. وقوله «وأمرنا لنسلم» : متعلَّق الفعل «أُمِرْنا» مقدر أي: وأُمِرْنا بالإخلاص.
٧٢ - ﴿وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
المصدر «أن أقيموا» معطوف على متعلَّق «أُمِرْنا» المقدر أي: وأُمِرْنا بالإخلاص وإقامة الصلاة، وجملة «وهو الذي» مستأنفة.
٧٣ - ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾
الجار «بالحق» متعلق بحال من فاعل «خلق». «ويوم» : الواو عاطفة، «يوم» ظرف متعلق بخبر المبتدأ «قوله». وجملة «وقوله الحق يوم يقول» معطوفة على -[٢٧٧]- جملة «خلق»، و «الحق» نعت، «كن فيكون» : فعل أمر تام، وفاعله ضمير أنت، والفاء مستأنفة، «يكون» فعل مضارع تام، والفاعل ضمير هو، وجملة «فيكون» مستأنفة، و «يوم ينفخ» ظرف متعلق بحال من «الملك». «عالم» : خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو عالم، والجملة مستأنفة.
٧٤ - ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾
«وإذ» : الواو مستأنفة، «إذ» اسم ظرفي مفعول به لـ اذكر مقدرًا، «آزر» بدل، مفعولا «تتخذ» : أصنامًا، آلهة. «قومك» اسم معطوف على الكاف في «أراك»، الجار «في ضلال» متعلق بحال من «قومك» وجملة «إني أراك» مستأنفة.
٧٥ - ﴿وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ﴾
«وكذلك» الواو مستأنفة، والكاف نائب مفعول مطلق أي: نري إبراهيم رؤية مثل تلك الرؤية، و «نُري» ماضيه أرينا، أكسبت همزة النقل الفعلَ مفعولا ثانيًا، ومفعولاه: إبراهيمَ ملكوتَ. والمصدر «ليكون» مجرور باللام متعلق بمقدر أي: أريناه ذلك ليكون، وجملة «أريناه» المقدرة معطوفة على المستأنفة لا محل لها.
٧٦ - ﴿فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ﴾ -[٢٧٨]-
جملة «فلما جنَّ عليه الليل» معطوفة على جملة ﴿نُرِي﴾ لا محل لها، و «لما» حرف وجوب لوجوب.
٧٧ - ﴿فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ﴾
«بازغًا» حال، واللام في «لئن» موطئة للقسم، و «إن» شرطية. والجار «من القوم» متعلق بخبر «أكون».
٧٨ - ﴿فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ﴾
جملة «هذا أكبر» بدل من مقول القول في محل نصب. «يا قوم» : منادى مضاف منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل الياء المحذوفة، والياء مضاف إليه.
٧٩ - ﴿وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾
«حنيفًا» : حال من التاء في «وجَّهت»، وجملة «وما أنا من المشركين» معطوفة على جملة «إني وجَّهْتُ» لا محل لها، و «ما» نافية تعمل عمل ليس.
٨٠ - ﴿قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ﴾
«أتحاجُّوني» : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو فاعل، والنون الثانية للوقاية، والياء ضمير متصل مفعول به. والياء المحذوفة رسمًا مِنْ -[٢٧٩]- «هداني» مفعول به، وجملة «وقد هداني» حالية. و «إلا» أداة استثناء، والمصدر مستثنى متصل أي: إلا حال مشيئة ربي أي: لا أخاف في كل حال إلا هذه الحال، وجملة «وسع ربي» مستأنفة لا محل لها. جملة «تتذكرون» مستأنفة.
٨١ - ﴿وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾
«كيف» اسم استفهام حال، والمصدر «أنكم أشركتم» مفعول به. الجار «عليكم» متعلق بحال من «سلطانًا». وجملة «فأيُّ الفريقين أحق» مستأنفة، واسم الاستفهام مبتدأ، و «أحق» خبره، وجملة «إن كنتم تعلمون» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله.
٨٢ - ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾
جملة «أولئك لهم الأمن» خبر المبتدأ «الذين»، وجملة «لهم الأمن» خبر المبتدأ «أولئك»، وجملة «وهم مهتدون» معطوفة على جملة «لهم الأمن».
٨٣ - ﴿وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ﴾
جملة «آتيناها» حال من «حجتنا» في محل نصب، وجملة «نرفع» مستأنفة لا محل لها، و «درجات» مفعول ثان لـ «نرفع»، والأول «مَن»، وتضمَّن الفعل «نرفع» معنى نُبَلِّغ.
٨٤ - ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ -[٢٨٠]- دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾
«كُلا» مفعول به مقدم، وكذا «ونوحًا». وقوله «ومن ذريته داود» : هذا الجار متعلق بالفعل «هدينا» مقدرًا، و «داود» مفعول لهذا المقدر، والأسماء التالية معطوفة على «داود»، وجملة «وكذلك نجزي» معترضة بين المتعاطفين، والواو معترضة، والكاف نائب مفعول مطلق أي: نجزي المحسنين جزاء مثل ذلك الجزاء. جملة «هدينا» الأولى حال من إسحاق ويعقوب أي: مَهْدِيَّيْن، وجملة «هدينا» المقدرة معطوفة على «هدينا» الثانية في محل نصب.
٨٥ - ﴿وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾
«زكريا» اسم معطوف على «هارون» وكذا ما بعده، «كل» مبتدأ، وجملة «كل من الصالحين» حال من الأسماء المتقدمة، والتنوين في «كل» للتعويض عن مضاف إليه مقدر.
٨٦ - ﴿وَكُلا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ﴾
«كلا» مفعول «فضَّلْنا».
٨٧ - ﴿وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾
قوله «ومن آبائهم» : الواو عاطفة، والجارّ متعلق بفعل مقدر تقديره: هدينا، وجملة «هدينا» المقدرة معطوفة على جملة ﴿فَضَّلْنَا﴾ في الآية السابقة.
٨٨ - ﴿ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ -[٢٨١]-
الجار «من عباده» متعلق بحال مِن «مَن»، وجملة «يهدي» حال من «هدى الله»، وجملة «ولو أشركوا» معطوفة على «ذلك هدى الله» لا محل لها، وجملة «لحبط ما كانوا» جواب الشرط.
٨٩ - ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ﴾
جملة «فإن يكفر بها هؤلاء» معطوفة على جملة «أولئك الذين»، وقوله «بكافرين» : خبر ليس، والباء زائدة، والجارّ «بها» متعلق بالخبر، وجملة «ليسوا بكافرين» نعت لـ «قومًا».
٩٠ - ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ﴾
«أولئك الذين» مبتدأ وخبر. جملة «فبهداهم اقتده» معطوفة على المستأنفة: «أولئك الذين هدى الله»، والجار متعلق بالفعل «اقتده»، والفعل أمر مبني على حذف حرف العلة، والهاء للسكت، والجار «عليه» متعلق بحال من «أجرًا». قوله «إن هو إلا ذكرى للعالمين» :«إنْ» نافية، ومبتدأ وخبر، «إلا» للحصر، والجار متعلق بنعت لـ «ذكرى»، والجملة مستأنفة في حيز القول.
٩١ - ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ﴾ -[٢٨٢]-
«حق» : نائب مفعول مطلق، والأصل قَدْره الحق، والظرف «إذ» متعلق بـ «قدروا»، و «مِن» في قوله «من شيء» زائدة، و «شيء» مفعول به. «مَنْ» اسم استفهام مبتدأ، وجملة «أنزل» في محل رفع خبر، «نورًا» حال من الهاء في «به»، وجملة «تجعلونه» حال من «الكتاب»، وجملة «تبدونها» صفة لـ «قراطيس»، وجملة «وعُلِّمتم» حال من الواو في «تخفون»، وقوله «أنتم» : توكيد لضمير الفاعل في «تعلموا»، و «آباؤكم» اسم معطوف على الواو في «تعلموا». ولفظ الجلالة فاعل بفعل محذوف أي: أنزل الله، وجملة «ثم ذرهم» معطوفة على جملة «قل» لا محل لها، وجملة «يلعبون» حال من ضمير المفعول في «ذرهم».
٩٢ - ﴿وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾
«مبارك مصدق» نعتان لـ «كتاب»، والموصول مضاف إليه، وإضافة «مصدق» غير محضة فهو نكرة. وجملة «أنزلناه» نعت لـ «كتاب» في محل رفع. وقوله «ولتنذر» : المصدر المجرور معطوف على مقدر، أي: أنزلناه ليؤمنوا ولتنذر، والموصول «مَن» معطوف على «أمّ»، وجملة «وهم يحافظون» حالية من الواو في «يؤمنون».
٩٣ - ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ﴾ -[٢٨٣]-
جملة «ومن أظلم» مستأنفة، «من» مبتدأ و «أظلم» خبره. والجار والمجرور «إليَّ» نائب فاعل، وجملة «ولم يوح إليه شيء» حالية، وقوله «ومن» : اسم موصول معطوف على «مَن» المجرور بـ «مِن»، و «مثل» مفعول به، جملة «ولو ترى» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف أي: لرأيت أمرًا عظيمًا. والظرف «إذا» متعلق بـ «ترى»، و «الظالمون» مبتدأ، الجار «في غمرات» متعلق بالخبر، وجملة «الظالمون في غمرات الموت» مضاف إليه، وجملة «والملائكة باسطو أيديهم» حالية، و «أيديهم» مضاف إليه، وجملة «أخرجوا» مقول القول لقول مقدر، وجملة القول المقدر حال من الضمير في «باسطو» أي: يقولون، والظرف «اليوم» متعلق بالفعل «تجزون»، وجملة «تجزون» مستأنفة، و «عذاب» مفعول ثان، و «ما» مصدرية، والمصدر مجرور متعلق بـ «تجزون».
٩٤ - ﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ﴾
قوله «جئتمونا» : فعل ماض مبني على السكون، والتاء فاعل، والميم للجمع، والواو للإشباع، «فرادى» حال من الواو، والكاف في «كما» نائب مفعول مطلق، «ما» مصدرية، والمصدر مضاف إليه أي: مجيئًا مثل مجيئكم يوم. «أول» ظرف زمان متعلق بـ «خلقناكم»، وجملة «وتركتم» حالية -[٢٨٤]- من الكاف في «خلقناكم»، وجملة «وما نرى» معطوفة على جملة «تركتم» في محل نصب، والموصول «الذين زعمتم» نعت لـ «شفعاءكم»، والمصدر «أنهم فيكم شركاء» سدَّ مسدَّ مفعولَيْ زعم، وفاعل «تقطَّع» ضمير مستتر تقديره هو، يعود على الوصل المفهوم من السياق، ومفعولا «تزعمون» محذوفان أي: تزعمونهم شركاء.
٩٥ - ﴿إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ﴾
جملة «يخرج» خبر ثان لـ «إن»، وقوله «ومخرج» : اسم معطوف على «فالق». وقوله «ذلكم الله» : مبتدأ وخبر. وجملة «فأنى تؤفكون» مستأنفة، و «أنى» اسم استفهام حال.
٩٦ - ﴿فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾
«فالق» خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، والجملة مستأنفة، وجملة «وجعل» معطوفة على المستأنفة لا محل لها، وقوله «والشمس والقمر حسبانًا» :«الشمس» معطوف على «الليل»، و «حسبانًا» اسم معطوف على «سكنًا».
٩٧ - ﴿قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾
جملة «قد فصَّلنا» مستأنفة، وجملة «يعلمون» في محل جر نعت لقوم.
٩٨ - ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ﴾
فمستقر: الفاء عاطفة، «مستقر» مبتدأ، وخبره محذوف، أي: فمنكم. جملة «فمنكم مستقر» معطوفة على جملة «أنشأكم» لا محل لها. وجملة «قد فصَّلنا» مستأنفة لا محل لها.
٩٩ - ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾
جملة «فأخرجنا» معطوفة على جملة «أنزل» لا محل لها، جملة «نخرج» نعت لـ «خضرا» في محل نصب، وقوله «ومن النخل من طلعها قنوان» : الواو عاطفة، والجار متعلق بخبر المبتدأ «قنوان»، والجار الثاني بدل اشتمال من الأول، وجملة «ومن النخل قنوان» جملة اسمية معطوفة على جملة «نخرج» في محل نصب، فالضمير في جملة المعطوف مقدر أي: قنوان منه. والجار «من أعناب» متعلق بنعت لـ «جنات»، وقوله «والزيتون» : معطوف على «جنات»، وقوله «مشتبها» : حال من «الرمان»، وقوله «غير» : معطوف على «مشتبها»، وجملة «انظروا» مستأنفة، و «إذا» ظرف محض متعلق بـ «انظروا»، وجملة «أثمر» في محل جر مضاف إليه.
١٠٠ - ﴿وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ﴾ -[٢٨٦]-
مفعولا «جعل» :«شركاء الجن»، وجملة «وخلقهم» حالية من الواو في «جعلوا»، وجملة «نسبح» سبحانه المقدرة مستأنفة، وجملة «وتعالى» معطوفة على «نسبح» المقدرة، و «سبحانه» مفعول مطلق، والهاء مضاف إليه. و «ما» في «عمَّا» مصدرية. والمصدر المؤول المجرور متعلق بـ «نسبّح» المقدرة.
١٠١ - ﴿بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾
«بديع» خبر لمبتدأ محذوف أي: هو بديع. قوله «أنى يكون له ولد» : اسم استفهام حال، وفعل مضارع ناقص، «له» متعلق بخبر «يكون»، «ولد» اسم يكون، وجملة «ولم تكن له صاحبة» حالية من الهاء في «له»، وجملة «وخلق» معطوفة على الجملة الحالية، وجملة «وهو عليم» معطوفة على جملة «خلق».
١٠٢ - ﴿ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ﴾
«ربكم» خبر ثان، والضمير «هو» بدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف، وجملة التنزيه خبر ثالث للمبتدأ «ذلكم»، و «خالق» خبر رابع، وجملة «فاعبدوه» معطوفة على جملة «ذلكم الله»، وجملة «وهو على كل شيء وكيل» مستأنفة لا محل لها.
١٠٣ - ﴿لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ -[٢٨٧]-
جملة «لا تدركه الأبصار» خبر ثان للضمير المنفصل «هو»، وجملة «وهو يدرك» حال من الهاء في «تدركه»، وجملة «وهو اللطيف» معطوفة على جملة «وهو يدرك».
١٠٤ - ﴿قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ﴾
جملة «فمن أبصر» معطوفة على جملة «جاءكم» المستأنفة لا محل لها، وجملة «أبصر» في محل رفع خبر، وقوله «فلنفسه» : الفاء رابطة لجواب الشرط، والجار متعلق بخبر محذوف لمبتدأ محذوف أي: فإبصاره لنفسه، وكذا قوله «فعليها» أي فعماه عليها. وجملة «وما أنا بحفيظ» معطوفة على جملة «جاءكم» لا محل لها.
١٠٥ - ﴿وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾
الواو مستأنفة، والكاف نائب مفعول مطلق أي: نُصَرِّف الآيات تصريفا مثل ذلك التصريف، والمصدر «ليقولوا» مجرور باللام متعلق بمقدر أي: ونصرفها ليقولوا، والمصدر «ولنبينه» مجرور معطوف على المصدر السابق «ليقولوا».
١٠٦ - ﴿اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ﴾
الجار «من ربك» متعلق بحال من «ما»، وجملة التنزيه معترضة بين المتعاطفين، وجملة «أعرض» معطوفة على جملة «اتبع» لا محل لها.
١٠٧ - ﴿وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ﴾
جملة «وما جعلناك» مستأنفة، وجملة «وما أنت بوكيل» معطوفة على جملة «جعلناك»، و «ما» حجازية تعمل عمل ليس، والباء في خبرها زائدة.
١٠٨ - ﴿وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
قوله «فيسبُّوا الله» : منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببية، والمصدر المؤول معطوف على مصدر متصيد من الكلام السابق، أي: لا يكن منكم سبّ لآلهتهم فسبّ منهم لله، و «عَدْوًا» نائب مفعول مطلق؛ لأن العَدْو في معنى السبِّ، والجار «بغير» متعلق بحال من الواو في «يسبُّوا»، والكاف في «كذلك» نائب مفعول مطلق أي: زينَّا تزيينا مثل ذلك التزيين، وجملة «ثم إلى ربهم مرجعهم» معطوفة على فعل مقدر أي: فعملوه ثم إلى ربهم مرجعهم، وجملة «فينبئهم» معطوفة على جملة «إلى ربهم مرجعهم» لا محل لها.
١٠٩ - ﴿وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ﴾
«جَهْد» نائب مفعول مطلق أي: أقسموا إقسام جهد. جملة «لئن جاءتهم آية» تفسيرية للإقسام. وقوله «ليؤمنن» : اللام واقعة في جواب القسم، والفعل المضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال، وواو الجماعة المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، والنون للتوكيد، وقوله «وما -[٢٨٩]- يشعركم» : الواو عاطفة «ما» اسم استفهام مبتدأ، وفاعل «يشعركم» ضمير مستتر تقديره هو، والكاف مفعول به، والجملة معطوفة على مقول القول، وجملة «يشعركم» خبر، والمصدر المؤول «أنها إذا جاءت» مفعول ثانٍ لـ «يشعركم»، و «إذا» ظرف محض متعلق بـ «يؤمنون»، وجملة «لا يؤمنون» خبر إنَّ.
١١٠ - ﴿وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾
جملة «ونُقَلِّب» مستأنفة لا محل لها، والكاف في «كما» نائب مفعول مطلق، و «ما» مصدرية، أي: تقليبا مثل عدم إيمانهم، و «أول» ظرف زمان متعلق بـ «يؤمنوا»، وجملة «يعمهون» حال من مفعول «نذرهم».
١١١ - ﴿وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ﴾
المصدر المؤول من «أنَّ» وما بعدها فاعل بـ «ثبت» مقدرا، و «قبلا» حال من «كل»، وإن كانت نكرة لإضافتها، وقد استفادت «كل» من هذه الإضافة التخصيص. واللام في «ليؤمنوا» منصوب بأَنْ مضمرة وجوبا بعد لام الجحود، وهي المسبوقة بِكَوْنٍ منفيٍّ، والمصدر المجرور متعلق بالخبر المقدر أي: مريدين للإيمان. والمصدر «أن يشاء» منصوب على الاستثناء المتصل أي: ما كانوا ليؤمنوا في كل حال إلا حال مشيئة الله، وجملة «ولكن أكثرهم يجهلون» معطوفة على المستأنفة أول الآية.
١١٢ - ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ﴾
الكاف في «كذلك» نائب مفعول مطلق أي: جعلنا جَعْلا مثل ذلك، والجارّ «لكل نبي» متعلق بحال من «عدوا»، ومفعولا جعل: «شياطين، عدوا»، وجملة «يوحي» حال من شياطين الإنس، و «غرورا» مفعول لأجله، والجملة الشرطية معطوفة على المستأنفة «جعلنا». وجملة «فذرهم» مستأنفة، و «ما» موصول معطوف على الهاء في «ذرهم».
١١٣ - ﴿وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ﴾
قوله «ولتصغى» : الواو عاطفة، واللام للتعليل، والفعل منصوب بأن مضمرة، والمصدر المؤول مجرور باللام متعلق بـ «يوحي» في الآية السابقة، وهذا المصدر معطوف على «غرورا»، أي: يوحي بعضهم إلى بعض للغرور وللصَّغْو، والمفعول لأجله الأول مستكمل لشروط النصب، وفات الثاني كونه لم يتحد فيه الفاعل، ففاعل الوحي «بعضهم»، وفاعل الصغو الأفئدة، والمصدر «ليرضوه» معطوف على المصدر السابق.
١١٤ - ﴿أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ﴾
الهمزة للاستفهام، والفاء عطفت على مقدر أي: قل لهم: أأميل إليهم -[٢٩١]- فأبتغي، «غير» مفعول مقدم لأبتغي، و «حكما» تمييز، وقوله أأميل إليهم: مقول القول لجملة مستأنفة تقديرها: قل لهم، وجملة «وهو الذي» حال من الجلالة في محل نصب، وجملة الموصول مستأنفة، وجملة «فلا تكونن» معطوفة على جملة «الذين آتيناهم يعلمون».
١١٥ - ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلا لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾
«صدقا» مصدر في موضع الحال، والجار «لكلماته» متعلق بخبر «لا» النافية للجنس، وجملة «لا مبدِّل لكلماته» حالية من فاعل «تمت»، والرابط بين الحال وصاحبها حصل بالظاهر، والأصل: لا مبدِّل لها، وجملة «وهو السميع» مستأنفة، و «العليم» خبر ثانٍ.
١١٦ - ﴿إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُونَ﴾
«إن يتبعون» :«إن» نافية، وفعل مضارع مرفوع، و «الظن» مفعول، والجملة مستأنفة، وجملة «يخرصون» في محل رفع خبر.
١١٧ - ﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾
«هو» ضمير فصل لا محل له، و «أعلم» خبر إن، والموصول «مَن» مفعول به لفعل مقدر أي: يعلم مَن، وجملة «وهو أعلم» معطوفة على المستأنفة «إن ربك».
١١٨ - ﴿فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ﴾ -[٢٩٢]-
جملة «فكلوا» مستأنفة، وجملة «إن كنتم» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله.
١١٩ - ﴿وَمَا لَكُمْ أَلا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ﴾
قوله «وما لكم» : الواو عاطفة، «ما» اسم استفهام مبتدأ، والجارّ متعلق بالخبر، والمصدر «ألا تأكلوا» منصوب على نزع الخافض (في) أي: أيُّ شيء استقر في منع الأكل؟ وجملة «وقد فصَّل لكم» حالية من الواو في «تأكلوا»، و «ما» في قوله «اضطررتم» موصول مستثنى في محل نصب، وجملة «وإن كثيرا ليضلون» مستأنفة، والجار «بغير» متعلق بحال من الواو في «يضلون»، وجملة «إن ربك هو أعلم» مستأنفة، وجملة «هو أعلم» خبر «إن».
١٢٠ - ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ﴾
جملة «إن الذين يكسبون» مستأنفة.
١٢١ - ﴿وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ﴾
جملة «وإنه لفسق» معطوفة على جملة «لا تأكلوا» لا محل لها، ويصح عطف الخبر على الإنشاء، واللام في «ليوحون» المزحلقة، وجملة «وإن -[٢٩٣]- أطعتموهم» معطوفة على جملة «إن الشياطين ليوحون»، وجملة «إنكم لمشركون» جواب قسم مقدر على تقدير «إنْ» بـ «لئن»، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه جواب القسم، فحذف اللام الموطئة لجواب القسم.
١٢٢ - ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
الهمزة للاستفهام، والواو مستأنفة، «مَن» موصول مبتدأ، والجار «كمن» متعلق بخبر «مَن» أي: كائن كمَن، وجملة «ليس بخارج» حال من الموصول «مَن»، وجملة «زُيِّن» مستأنفة، والكاف نائب مفعول مطلق أي: زُيِّن للكافرين تزيينا مثل ذلك التزيين، والإشارة مضاف إليه.
١٢٣ - ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴾
«أكابر» مفعول أول لـ «جعلنا»، والجارّ «في كل قرية» متعلق بالمفعول الثاني، وجملة «وما يمكرون» حالية من الواو في «يمكروا»، وجملة «وما يشعرون» حالية من فاعل «يمكرون».
١٢٤ - ﴿اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ﴾
قوله «الله أعلم» : مبتدأ وخبر، «حيث» خرجت عن الظرفية، وصارت مفعولا به على السَّعة، وعاملها فعل يدل عليه «أعلم»، وليست ظرفا؛ لأنه -[٢٩٤]- تعالى لا يكون في مكان أعلم منه في مكان آخر، والتقدير: يعلم الموضع الصالح لوَضْع رسالته، و «صَغَار» فاعل، والمصدر «بما كانوا» مجرور متعلق بـ «يصيب».
١٢٥ - ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ﴾
المصدر «أن يهديه» مفعول «يُرد»، «حرجا» مفعول به متعدد، فكما يجوز تعدُّد الخبر الصريح يجوز تعدُّد ما أصله كذلك، وجملة «كأنما يصَّعَّد» حال من الضمير في «حرجا»، و «كأنما» كافة ومكفوفة لا عمل لها، وجملة «يجعل» مستأنفة.
١٢٦ - ﴿وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ﴾
«مستقيما» حال من «صراط»، وجملة «قد فَصَّلنا» مستأنفة. وجملة «يذَّكرون» نعت «قوم».
١٢٧ - ﴿لَهُمْ دَارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ﴾
جملة «لهم دار السلام» حال من الواو في «يذكرون»، وكذا جملة «وهو وليهم».
١٢٨ - ﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ﴾ -[٢٩٥]-
الظرف «يوم» متعلق بـ «يقول» مقدرة، وجملة «يقول» المقدرة مستأنفة، و «جميعا» حال من مفعول «يحشرهم»، جملة «وقال» معطوفة على المقدرة. والموصول «الذي أجَّلتَ» نعت لـ «أجلنا»، و «خالدين» حال من الضمير في «مثواكم»، و «إلا» للاستثناء، و «ما» مستثنى متصل.
١٢٩ - ﴿وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾
الكاف نائب مفعول مطلق، و «بعضا» مفعول ثان، وجملة «نولِّي» مستأنفة، وجملة «كانوا» صلة الموصول الحرفي.
١٣٠ - ﴿أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ﴾
جملة «ألم يأتكم» جواب النداء مستأنفة، وجملة «يقصُّون» نعت ثان لـ «رسل»، «لقاء» مفعول ثان لأنذر، «هذا» نعت «يومكم»، والمصدر «أنهم كانوا» منصوب على نزع الخافض الباء.
١٣١ - ﴿ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ﴾
«ذا» اسم إشارة مبتدأ، والخبر مقدر أي: الأمر، و «أنْ» مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن تقديره: أنه، والمصدر منصوب على نزع الخافض اللام، أي: ذلك الأمر الذي قصصنا لأجل أن لم يكن، والجار «بظلم» متعلق بحال من الضمير في «مهلك» أي: ملتبسا بظلم، وجملة «وأهلها غافلون» حال من «القرى» في محل نصب.
١٣٢ - ﴿وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ﴾
الجار «مما عملوا» متعلق بنعت لـ «درجات»، وجملة «وما ربك بغافل» معطوفة على المستأنفة أول الآية، و «ما» حجازية، والباء في خبرها زائدة.
١٣٣ - ﴿وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ﴾
«ذو» خبر ثانٍ، وجملة الشرط مستأنفة، و «يذهبكم» صار متعديا بدخول همزة التعدية على ماضيه «أَذْهَبَ». والكاف في «كما» نائب مفعول مطلق أي: يستخلف استخلافا مثل إنشائكم، و «ما» مصدرية، والمصدر مضاف إليه، وجملة «يشاء» صلة الموصول الاسمي، وجملة «أنشأكم» صلة الموصول الحرفي.
١٣٤ - ﴿إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ﴾
«إن» واسمها وخبرها، واللام المزحلقة، وجملة «وما أنتم بمعجزين» معطوفة على المستأنفة أول الآية، والباء في خبر «ما» زائدة.
١٣٥ - ﴿قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ﴾
جملة «إني عامل» مستأنفة في حيز القول، وكذلك جملة «فسوف تعلمون» مستأنفة، و «مَنْ» اسم موصول مفعول به، والجار «له» متعلق بخبر كان.
١٣٦ - ﴿وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾
الجار «لله» متعلق بالمفعول الثاني لـ «جعلوا»، والأول «نصيبا». «من الحرث» : هذا الجار بدل من «مما ذرأ» متعلق بما تعلق به، وتعلق الأول بـ «جعلوا»، والجار «بزعمهم» متعلق بـ «قالوا»، و «ما» في قوله «فما كان» شرطية مبتدأ، والفاء في «فلا يصل» رابطة للجواب، ودخلت على ضمير منفصل محذوف، والتقدير: فهو لا يصل، وجملة «فما كان» معطوفة على جملة «فقالوا». وجملة «ساء ما يحكمون» مستأنفة، و «ما» اسم موصول فاعل «ساء»، والمخصوص بالذم محذوف: أي حكمهم.
١٣٧ - ﴿وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ﴾
الكاف نائب مفعول مطلق أي: زيَّن تزيينا مثل ذلك التزيين. وقوله «شركاؤهم» : فاعل للفعل (زيَّن)، والمصدر «ليردوهم» مجرور متعلق بـ «زيَّن». وجملة الشرط «ولو شاء الله ما فعلوه» معطوفة على جملة «زيَّن»، وجملة «فذَرْهم» مستأنفة.
١٣٨ - ﴿وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لا يَطْعَمُهَا إِلا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾ -[٢٩٨]-
«مَنْ نشاء» اسم موصول فاعل، والجار «بزعمهم» متعلق بحال من فاعل «قالوا»، وقوله «أنعام حرمت» : خبر لمبتدأ محذوف أي: وهذه أنعام، وجملة «حُرِّمت» نعت لـ «أنعام»، وقوله «وأنعام لا يذكرون» : خبر، أي: وهذه أنعام، وجملة «لا يذكرون» نعت لأنعام، و «افتراء» مفعول من أجله، والجار متعلق بنعت لـ «افتراء». جملة «سيجزيهم» مستأنفة، والمصدر «بما كانوا» مجرور متعلق بـ «يجزيهم».
١٣٩ - ﴿وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ﴾
«ما» موصول مبتدأ، و «خالصة» خبره، والجار «في بطون» متعلق بالصلة المقدرة، وقوله «ومحرم» : معطوف على «خالصة»، وجملة «وإن يكن ميتة» معطوفة على جملة مقول القول، وجملة «سيجزيهم وصفهم» مستأنفة، وكذا جملة «إنه حكيم عليم»، «وعليم» خبر ثانٍ.
١٤٠ - ﴿قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ﴾
«سَفَهًا» مفعول لأجله، الجار «بغير» متعلق بحال من الواو في «قتلوا»، و «افتراء» مفعول لأجله، وجملة «قد ضلُّوا» مستأنفة لا محل لها.
١٤١ - ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ -[٢٩٩]-
قوله «وغير» : معطوف على «معروشات»، «مختلفا» حال من «النخل»، «أكله» فاعل بمختلف، «متشابها» حال من «الرُّمَّان»، وقوله «إذا أثمر» : شرطية ظرفية متعلقة بمضمون الجواب المقدر أي: إذا أثمر فكلوا، وجملة «أثمر» مضاف إليه، وجملة الشرط «إذا أثمر فكلوا» مستأنفة، وجملة «إنه لا يحب» مستأنفة.
١٤٢ - ﴿وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾
الجارّ «من الأنعام» متعلق بفعل مقدر أي: أنشأ، «حمولة» مفعول به للفعل المقدر أنشأ، وجملة (وأنشأ) المقدرة معطوفة على الفعل «أنشأ» السابق، وجملة «كلوا» مستأنفة، وكذا جملة «إنه عدو».
١٤٣ - ﴿ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾
«ثمانية» بدل من «حمولة»، والجار «من الضأن» متعلق بحال من «اثنين»، و «اثنين» بدل من «ثمانية»، وكذا ما بعده، و «الذَّكَرَيْن» مفعول مقدم لـ «حرَّم»، و «أم» عاطفة و «الأنْثيين» معطوف على «الذَّكرين» منصوب بالياء. وقوله «أم ما اشتملت» :«أم» عاطفة، و «ما» اسم موصول معطوف على «الأنْثيين»، وجملة «إن كنتم صادقين» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله.
١٤٤ - ﴿وَمِنَ الإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾
قوله «ومن الإبل اثنين» : الواو عاطفة، والجارّ معطوف على الجار «من الضأن»، «واثنين» معطوف على «الضأن» وكذا نظيره التالي. و «أم» في قوله «أم كنتم» منقطعة، والجملة بعدها مستأنفة، وقوله «إذ» : ظرف زمان متعلق بـ «شهداء»، وجملة «فمن أظلم» مستأنفة، و «مَن» اسم استفهام مبتدأ، و «أظلم» خبره، والجار متعلق بـ «أظلم»، والمصدر «ليضل» مجرور متعلق بـ «افترى».
١٤٥ - ﴿قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾
«محرما» مفعول لـ «أجد»، والجارّ «على طاعم» متعلق بـ «محرما»، والمصدر «أن يكون» مستثنى منقطع، والفاء في «فإنه رجس» اعتراضية، والجملة كذلك، وقوله «أو فسقا» : معطوف على «لحم»، وجملة «أُهِلَّ» نعت لـ «فسقا»، وجملة «فمن اضطر» مستأنفة. و «غير» حال من نائب الفاعل المستتر في «اضطر»، و «لا» زائدة، و «عادٍ» اسم معطوف على «باغ».
١٤٦ - ﴿وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ -[٣٠١]- وَإِنَّا لَصَادِقُونَ﴾
جملة «حرَّمنا» مستأنفة، والجار متعلق بـ «حرَّمنا»، و «حرَّمنا» الثاني معطوف على الأول. «إلا» للاستثناء، «ما» موصولة مستثنى، وجملة «ذلك جزيناهم» مستأنفة، والباء في «ببغيهم» سببية، وجملة «وإنَّا لصادقون» معطوفة على الفعلية «جزيناهم».
١٤٧ - ﴿فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾
جملة الشرط مستأنفة. جملة «ولا يُرَدُّ» معطوفة على المفرد «ذو رحمة».
١٤٨ - ﴿لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ﴾
قوله «ولا آباؤنا» : معطوف على الضمير المرفوع «نا»، وسوَّغ عطفَ الظاهر على الضمير وجود الفاصل، وهو حرف النفي، و «شيء» مفعول به، و «من» زائدة. والكاف في «كذلك» نائب مفعول مطلق، أي: كذَّب الذين من قبلهم تكذيبا مثل ذلك التكذيب، وجملة «كذَّب» مستأنفة، و «عِلْم» مبتدأ، و «مِن» زائدة، والظرف «عندكم» متعلق بالخبر. والفاء في «فتخرجوه» سببية، والفعل منصوب بأن مضمرة وجوبا، والمصدر المؤول معطوف على مصدر متصيد من الكلام المتقدم أي: هل عندكم من علم فإخراجه لنا؟ و «إن» نافية و «إلا» أداة حصر، وجملة «إن تتبعون» مستأنفة لا محل لها.
١٤٩ - ﴿قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ﴾
قوله «فلله» : الفاء رابطة لجواب شرط مقدر أي: فإن كان الأمر كما زعمتم، والجملة الشرطية بعدها «فلو شاء» معطوفة على مقول القول، و «أجمعين» توكيد للكاف في «هداكم».
١٥٠ - ﴿قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِنْ شَهِدُوا فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾
«هلمَّ» اسم فعل بمعنى أحْضِروا، والمصدر «أن الله حرم» منصوب على نزع الخافض الباء، وجملة «فإن شهدوا» معطوفة على المستأنفة «قل». وجملة «وهم يعدلون» معطوفة على الصلة من قبيل عطف الجملة الاسمية على الفعلية.
١٥١ - ﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾
«تعالوا» : فعل أمر جامد مبني على حذف النون، و «أتل» مضارع مجزوم واقع في جواب شرط مقدر، و «أن» بعدها تفسيرية، وجملة «لا تشركوا» تفسيرية، والجار «بالوالدين» متعلق بالفعل المقدر «أحسنوا»، و «إحسانا» مفعول مطلق، وجملة «أحسنوا» المقدرة معطوفة على «لا تشركوا»، جملة -[٣٠٣]- «نحن نرزقهم» معترضة لا محل لها. وقوله «إياهم» : ضمير نصب منفصل معطوف على الكاف في «نرزقكم»، وقوله «ما ظهر» : اسم موصول بدل اشتمال من «الفواحش». والجار «بالحق» متعلق بحال من فاعل «تقتلوا»، وجملة «ذلكم وصَّاكم» مستأنفة، وكذا جملة «لعلكم تعقلون» مستأنفة لا محل لها.
١٥٢ - ﴿وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾
الجار «بالقسط» متعلق بمحذوف حال من المفعول، وجملة «لا نكلف نفسا» معترضة، و «وسعها» مفعول ثانٍ، وجملة الشرط معطوفة على جملة «أوفوا»، والواو في «ولو كان» حالية عطفت على حال محذوفة أي: اعدلوا في كل حال، ولو في هذه الحال، وهذا لاستقصاء الأحوال، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله، واسم كان تقديره هو، يعود على المقول فيه، وجملة «ذلكم وصَّاكم» مستأنفة، وكذا جملة «لعلكم تذكَّرون».
١٥٣ - ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾
المصدر «وأن هذا صراطي» مفعول لفعل محذوف تقديره: أتل عليكم، والجملة المقدرة معطوفة على «أتل» في الآية (١٥١). و «مستقيما» : حال من «صراطي» منصوبة، وجملة «فاتبعوه» معطوفة على جملة «وأن هذا -[٣٠٤]- صراطي». والفاء في «فتفرَّق» سببية. والفعل منصوب بأن مضمرة، والمصدر المؤول معطوف على مصدر متصيد من الكلام السابق، أي: لا يكن منكم اتِّباع للسبل فتفرُّق، وجملة «ذلكم وصَّاكم» مستأنفة، وكذا «لعلكم تتقون».
١٥٤ - ﴿ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ﴾
«تماما» نائب مفعول مطلق أي: أتممنا تماما، والجارّ متعلق بنعت لـ «تماما»، وجملة «لعلهم يؤمنون» مستأنفة لا محل لها.
١٥٥ - ﴿وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾
جملة «أنزلناه» نعت «كتاب» و «مبارك» نعت ثانٍ، وجملة «فاتبعوه» معطوفة على جملة «وهذا كتاب». وجملة «لعلكم ترحمون» مستأنفة.
١٥٦ - ﴿أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ﴾
المصدر المؤول «أن تقولوا» مفعول لأجله أي: كراهة، وعامله «أنزلناه» مقدرا، وليس الملفوظ به لئلا يفصل بين العامل ومعموله بأجنبي، وهو «مبارك». والجار «من قبلنا» متعلق بنعت لـ «طائفتين»، «إنْ» مخففة من الثقيلة مهملة، واللام معها الفارقة بينها وبين النافية، و «غافلين» خبر «كنا». وجملة «وإن كنا» معطوفة على مقول القول في محل نصب.
١٥٧ - ﴿أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ﴾
المصدر «أَنَّا أُنزلَ» فاعل بـ «ثبت» مقدرا، أي: لو ثبت إنزال، وجملة «فقد جاءكم» جواب شرط مقدر أي: إن صدقتم فقد جاءكم، والجار «من ربكم» متعلق بصفة لـ «بيِّنة»، وجملة «فمن أظلم» مستأنفة من مبتدأ وخبر، وجملة «سنجزي» مستأنفة، والمصدر «بما كانوا» مجرور بالباء متعلق بـ «نجزي».
١٥٨ - ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ﴾
المصدر «أن تأتيهم» مفعول به، «نفسا» مفعول، و «إيمانها» فاعل مؤخر، جملة «لا ينفع» مستأنفة، وجملة «لم تكن» نعت لـ «نفسا»، «خيرا» مفعول به لـ «كسبت». وجملة «قل» مستأنفة. وجملة «إنا منتظرون» مستأنفة في حيز القول.
١٥٩ - ﴿لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾
الجار «في شيء» متعلق بالاستقرار الذي تعلَّق به الخبر، جملة «إنما أمرهم إلى الله» مستأنفة، وجملة «ينبئهم» معطوفة على المستأنفة، والموصول «بما -[٣٠٦]- كانوا» مجرور متعلق بـ «ينبئهم».
١٦٠ - ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ﴾
«مَن» اسم شرط مبتدأ، وجملة «جاء» الخبر، وجملة «فلا يُجْزَى» جواب الشرط على تقدير فهو لا يُجزى، وجملة «يُجزى» خبر المبتدأ المقدر، والجملة الاسمية «وهم لا يظلمون» معطوفة على جواب الشرط.
١٦١ - ﴿هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾
«دينا» مفعول به للفعل «الزموا» مضمرا، و «قيما» نعت، و «ملة» بدل من «دينا»، و «حنيفا» حال من «إبراهيم». وجاز مجيء الحال من المضاف إليه؛ لأن المضاف إليه بمنزلة الجزء من المضاف، وجملة «وما كان» معطوفة على لفظ الحال «حنيفا» من باب عطف الجملة على المفرد.
١٦٢ - ﴿إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾
الجار «لله» متعلق بخبر إن. «رب» بدل مجرور.
١٦٣ - ﴿لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾
جملة «لا شريك له» حال من «رب العالمين»، وجملة «أُمرت» مستأنفة، وجملة «وأنا أول» معطوفة على المستأنفة لا محل لها.
١٦٤ - ﴿أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ -[٣٠٧]- وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾
«غير» مفعول مقدم لـ «أبغي»، «ربا» تمييز، وجملة «وهو رب» حالية من الجلالة، و «إلا» للحصر، الجار «عليها» متعلق بمحذوف حال من المفعول المحذوف أي: لا تكسب كل نفس ذنبا إلا مردودًا عليها، وجملة «ثم إلى ربكم مرجعكم» معطوفة على جملة «لا تَزِرُ»، وجملة «ينبئكم» معطوفة على الاسمية «ثم إلى ربكم مرجعكم».
١٦٥ - ﴿وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ﴾
«درجات» مفعول ثانٍ على تضمين «رفع» معنى بَلَّغَ، والمصدر «ليبلوكم» مجرور باللام متعلق برفع، وجملة «إن ربك سريع العقاب» مستأنفة لا محل لها.
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon
«مَن» اسم استفهام مبتدأ، وجملة «تدعونه» حال من مفعول «ينجيكم»، وجملة «لئن أنجيتنا » تفسيرية للدعاء قبلها، واللام في «لئن» موطئة للقسم، و «إنْ» شرطية.