ﰡ
قال أبو بكر : الشفق في الأصل الرقّة، ومنه ثوب شَفَقٌ إذا كان رقيقاً، ومنه الشفقة وهو رِقّة القلب. وإذا كان هذا أصله فهو بالبياض أوْلى منه بالحمرة ؛ لأن أجزاء الضياء رقيقة في هذه الحال وفي وقت الحمرة أكثف.
فإن قيل : إنما أراد به الخضوع لأن اسم السجود يقع على الخضوع. قيل له : هو كذلك، إلا أنه خضوع على وَصْفٍ، وهو وضع الجبهة على الأرض، كما أن الركوع والقيام والصيام والحجّ وسائر العبادات خضوع ولا يسمى سجوداً لأنه خضوع على صفة إذا خرج عنها لم يسم به.