ﰡ
- ٢ - وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ
- ٣ - وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ
- ٤ - وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ
- ٥ - وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ
- ٦ - يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ
- ٧ - فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ
- ٨ - فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا
- ٩ - وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا
- ١٠ - وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَآءَ ظَهْرِهِ
- ١١ - فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا
- ١٢ - وَيَصْلَى سَعِيراً
- ١٣ - إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً
- ١٤ - إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ
- ١٥ - بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً
يَقُولُ تَعَالَى: ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾ وَذَلِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ﴿وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا﴾ أَيْ اسْتَمَعَتْ لِرَبِّهَا وَأَطَاعَتْ أَمْرَهُ فِيمَا أَمَرَهَا بِهِ مِنَ الانشقاق، وذلك يوم القيامة ﴿وحُقَّتْ﴾ أَيْ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تُطِيعَ أَمْرَهُ، لِأَنَّهُ الْعَظِيمُ الَّذِي لَا يُمَانَعُ وَلَا يُغَالَبُ، بَلْ قَدْ قَهَرَ كُلَّ شَيْءٍ وَذَلَّ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ، ثُمَّ قَالَ: ﴿وَإِذَا الْأَرْضُ مدَّت﴾ أي بسطت وفرشت ووسعت، وفي الحديث «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مَدَّ اللَّهُ الْأَرْضَ مَدَّ الْأَدِيمِ، حَتَّى لَا يَكُونَ لِبَشَرٍ مِنَ الناس إلاّ موضع قدميه» (أخرجه ابن جرير عن علي بن الحسين مرفوعاً). وقوله تعالى: ﴿وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ﴾ أَيْ أَلْقَتْ مَا في بطنها من الأموات وتخلت عنهم، ﴿وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ﴾ كَمَا تَقَدَّمَ، وَقَوْلُهُ: ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً﴾ أي إنك سَاعٍ إِلَى رَبِّكَ سَعْيًا وَعَامَلٌ عَمَلًا ﴿فَمُلاَقِيهِ﴾ ثُمَّ إِنَّكَ سَتَلْقَى مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ أو شر، عَنْ جَابِرٍ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
- ١٧ - وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ
- ١٨ - وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ
- ١٩ - لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ
- ٢٠ - فَمَا لَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ
- ٢١ - وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لاَ يَسْجُدُونَ
- ٢٢ - بَلِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُكَذِّبُونَ
- ٢٣ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ
- ٢٤ - فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ
- ٢٥ - إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُم أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ
وقوله تعالى: ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبقٍ﴾ قال البخاري، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبقٍ﴾ حَالًا بَعْدَ حَالٍ، قَالَ: هَذَا نَبِيِّكُمْ صَلَّى الله عليه وسلم (أخرجه البخاري)، وقال الشَّعْبِيِّ ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبقٍ﴾ قَالَ: لَتَرْكَبُنَّ يا محمد سماء بعد سماء، يعني ليلة الإسراء، وقيل: ﴿طَبَقاً عَن طَبقٍ﴾ منزلاً على منزل، وَيُقَالُ: أَمْرًا بَعْدَ أَمْرٍ، وَحَالًا بَعْدَ حَالٍ (هي رواية العوفي عن ابن عباس)، وقال السدي: ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبقٍ﴾ أَعْمَالُ مَنْ قَبْلِكُمْ منزلاً بعد منزل، وكأنه أَرَادَ مَعْنَى الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: «لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمُوهُ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ الله: اليهود والنصارى؟ قال: «فمن؟». وقال ابن مسعود: ﴿طَبَقاً عَن طَبقٍ﴾ السماء مرة كالدهان، ومرة تنشق، وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبقٍ﴾ قَالَ: قَوَمٌ كَانُوا فِي الدُّنْيَا خسيسٌ أَمْرُهُمْ فَارْتَفَعُوا فِي الْآخِرَةِ، وَآخَرُونَ كَانُوا أَشْرَافًا فِي الدُّنْيَا فَاتَّضَعُوا فِي الْآخِرَةِ، وَقَالَ عِكْرِمَةُ: ﴿طَبَقاً عَن طَبقٍ﴾ حَالًا بَعْدَ حَالٍ فَطِيمًا بعد ما كان رضيعاً، وشيخاً بعد ما كَانَ شَابًّا، وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: ﴿طَبَقاً عَن طَبقٍ﴾ يَقُولُ: حَالًا بَعْدَ حَالٍ، رَخَاءً بَعْدَ شِدَّةٍ، وَشِدَّةً بَعْدَ رَخَاءٍ، وَغِنًى بَعْدَ فَقْرٍ، وَفَقْرًا بَعْدَ غِنًى، وَصِحَّةً بَعْدَ سَقَمٍ، وَسَقَمًا بعد صحة. ثم قال ابن جرير: وَالصَّوَابُ مِنَ التَّأْوِيلِ قَوْلُ مَنْ قَالَ: لَتَرْكَبُنَّ أَنْتَ يَا مُحَمَّدُ حَالًا بَعْدَ حَالٍ، وَأَمْرًا بَعْدَ أَمْرٍ مِنَ الشَّدَائِدِ، وَالْمُرَادُ بِذَلِكَ - وَإِنْ كان الخطاب موجهاً إلى رسول الله ﷺ - جميع الناس، وأنهم يلقون من الشدائد يوم القيامة وأحواله أهوالاً، وقوله تعالى: ﴿فَمَا لَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لاَ يَسْجُدُونَ﴾ أَيْ فَمَاذَا يَمْنَعُهُمْ مِنَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَمَا لَهُمْ إذا قرئت عليهم آيات الله وَهُوَ هَذَا الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ إِعْظَامًا وَإِكْرَامًا واحتراماً؟ وقوله تعالى: ﴿بل الذين كفرا يُكَذِّبُونَ﴾ أَيْ مِنْ سَجِيَّتِهِمُ التَّكْذِيبُ وَالْعِنَادُ وَالْمُخَالَفَةُ لِلْحَقِّ، ﴿وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ﴾ قَالَ مُجَاهِدٌ وَقَتَادَةُ: يَكْتُمُونَ فِي صُدُورِهِمْ، ﴿فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ أَيْ فَأَخْبِرْهُمْ يَا مُحَمَّدُ بِأَنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ
[مقدمة]
روى الإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْعِشَاءِ الآخرة بالسماء ذات البروج، والسماء والطارق.بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.