تفسير سورة الإخلاص

جامع البيان في تفسير القرآن
تفسير سورة سورة الإخلاص من كتاب جامع البيان في تفسير القرآن .
لمؤلفه الإيجي محيي الدين . المتوفي سنة 905 هـ
سورة الإخلاص مكية
وهي أربع آيات.

﴿ قل هو١ الله ﴾ نزلت٢ حين قالوا : صف لنا ربك الذي تدعونا إليه، فالضمير لما سئل عنه، و " الله " خبره ﴿ أحد ﴾ خبر بعد خبر، أو بدل، أو الضمير للشأن و " الله أحد " جملة هي خبره، وعند المحققين : إن الأحدية لتفرد الذات، والواحدية لنفي المشاركة في الصفات.
١ ولو لم يرد في فضل هذه السورة إلا حديث عائشة عند البخاري ومسلم وغيرهما،"إن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا في سرية فكان يقرأ لأصحابه في صلواتهم فيختم (بقل هو الله أحد) فلما رجعوا، ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟ فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها فقال: أخبروه أن الله تعالى يحبه" هذا لفظ البخاري في كتاب التوحيد لكفى به فضيلة/١٢ فتح..
٢ ذكره الإمام أحمد، والترمذي، وابن جرير/١٢ منه. [حسنه الشيخ الألباني في "صحيح الترمذي"(٢٦٨٠)].
﴿ الله الصمد ﴾ : المقصود إليه في الحوائج، أو السيد الذي قد كمل في جميع أنواع السؤدد، وعن كثير من السلف١ : إنه الذي لا جوف له، لا يدخل فيه، ولا يخرج منه شيء، ولذلك قالوا : ما بعده تفسيره، وتكرير لفظ الله للإشارة بأن من لم يتصف، به لم يستحق الألوهية
١ قاله ابن مسعود، وابن عباس، وسعيد بن المسيب، ومجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير، والضحاك والسدي، وغيرهم، وروى الطبراني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم/١٢ منه..
﴿ لم يلد ﴾ لأن الولد من متجانسين، وهو الأحد الصمد الذي لا يجانسه، ولا يماثله أحد ﴿ ولم يولد ﴾ وذلك لأنه هو الله الأحد الصمد، فكيف يمكن أن يكون حادثا محتاجا إلى أحد مربوبا ؟
﴿ ولم يكن له كفوا أحد ﴾ أي : لم يكن أحد يكافئه، ويماثله من صاحبة ؛ لأنه أحد صمد، و " له " إما حال من كفوا، أو ظرف ليكن وقدمه ؛ لأن الغرض نفي المكافأة عن ذاته، تقديما للأهم، وقد ثبت بروايات صحيحة أن هذه السورة تعدل ثلث القرآن، ومن قرأها مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن، وفي الترمذي، والنسائي " إنه سمع رجلا يقرأها، فقال عليه السلام :" وجبت "، قيل : وما وجبت ؟ قال :" الجنة " ١ )، وفي مسند الدارمي، قال عليه السلام :( " من قرأ ﴿ قل هو الله أحد ﴾ عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة، ومن قرأها عشرين بنى له قصرين، ومن قرأها ثلاثين بنى ثلاثة، فقال عمر بن الخطاب : إذا لتكثرن قصورنا، فقال عليه السلام : الله أوسع من ذلك " ٢ )، وفضائل تلك السورة في كتب الحديث لكثيرة.
والحمد لله رب العالمين.
١ وصححه الشيخ الألباني في "صحيح الترمذي"(٢٣٢٠)..
٢ أخرجه الدارمي في "مسنده" (٣٤٢٩) وقال ابن كثير: هذا مرسل جيد..
Icon