تفسير سورة النّاس

التيسير في أحاديث التفسير
تفسير سورة سورة الناس من كتاب التيسير في أحاديث التفسير .
لمؤلفه المكي الناصري . المتوفي سنة 1415 هـ
ونختم بسورة " الناس "

ومدار الحديث فيها الاستعاذة برب الناس من ﴿ شر الوسواس الخناس ﴾، وذلك قوله تعالى :﴿ بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ برب الناس١ ملك الناس٢ إله الناس٣ من شر الوسواس الخناس٤ الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس٥ ﴾.
فها هنا توجيه من الله للرسول والمؤمنين إلى الاعتصام بحبل الله، والالتجاء إليه، والاحتماء بما له من صفات الربوبية والملك والألوهية، تلك الصفات التي يتصرف بها سبحانه في الكون، ويهيمن بها على مقاليد السماوات والأرض، وإلى سؤاله سبحانه وتعالى أن يعصم المؤمنين من وساوس الشيطان، وأن يعينهم على التخلص من كيده وإغرائه وإغوائه.
قال ابن عباس : " الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس. وإذا ذكر الله خنس "، و " إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم "، كما ورد في الحديث الشريف.
وقوله تعالى :﴿ من الجنة والناس ﴾، تفسير للذي يوسوس في صدور الناس من شياطين الإنس والجن، على غرار قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ﴾ ( الأنعام : ١١٢ ).
Icon