تفسير سورة الكهف

إيجاز البيان
تفسير سورة سورة الكهف من كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن المعروف بـإيجاز البيان .
لمؤلفه بيان الحق النيسابوري . المتوفي سنة 553 هـ
﴿ وإذ قال موسى لفتاه ﴾ وهو ابن أخيه يوشع بن نون.
﴿ لا أبرح ﴾ لا أزال أمشي.
﴿ مجمع البحرين ﴾ بحر فارس وبحر روم١، يبتدئ أحدهما من المشرق والآخر من المغرب فيلتقيان. وقيل : أراد بالبحرين الخضر وإلياس لغزارة علمهما ٢.
﴿ حقبا ﴾ حينا طويلا.
١ في أ بحر روم وبحر فارس. وقال بهذا القول قتادة ومجاهد. جامع البيان ج ١٥ص٢٧١..
٢ أورد هذا القول الماوردي في تفسيره ج ٣ص٣٢٢. وأورد غيره قولا آخر شبيها به وهو أنهما موسى والخضر. ولا يصحان. قال الشوكاني عن الأخير"وهو عن الضعف بمكان، وقد حكي عن ابن عباس ولا يصح"فتح القدير ج ٣ ص ٢٩٨. وقال أبو حيان"وهذا شبيه بتفسير الباطنية وغلاة الصوفية، والأحاديث تدل على أنهما بحرا ماء"البحر المحيط ج ٧ص ٢٠٠..

ومن سورة الكهف
١، ٢ أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً: أي: أنزل الكتاب قيّما على الكتب كلّها «١». وقيل «٢» : مستقيما، إليه يرجع، ومنه يؤخذ.
وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً: عدولا عن الحق.
٥ كَبُرَتْ كَلِمَةً: أي: كبرت الكلمة.
كَلِمَةً: نصب على القطع «٣»، ولفظ البصريين نصب على التمييز «٤»، أي: كبرت مقالتهم بالولد كلمة.
٦ باخِعٌ نَفْسَكَ: قاتل لها «٥». بخع الشاة: بالغ في ذبحها، وبخع الأرض: نهكها وتابع حراثها «٦».
إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا: كسرت إِنْ لأنّها في معنى الجزاء، ولو فتحت
(١) معاني القرآن للفراء: ٢/ ١٣٣، وتفسير الطبري: ١٥/ ١٩٠، وتفسير الماوردي: ٢/ ٤٦٥.
(٢) عن تفسير الماوردي: ٢/ ٤٦٥، وانظر تفسير الطبري: ١٥/ ١٩٠، وتفسير البغوي:
٣/ ١٤٤.
(٣) أي: على الحال، وهو اصطلاح الكوفيين.
البحر المحيط: ٦/ ٩٧.
(٤) ينظر تفسير الطبري: ١٥/ ١٩٣، ومعاني القرآن للزجاج: ٣/ ٢٦٨، وإعراب القرآن للنحاس: ٢/ ٤٤٧، والبيان لابن الأنباري: ٢/ ١٠٠، والتبيان للعكبري: ٢/ ٨٣٨، والبحر المحيط: ٦/ ٩٧. [.....]
(٥) معاني القرآن للفراء: ٢/ ١٣٤، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٦٣، وتفسير الطبري:
١٥/ ١٩٤، ومعاني القرآن للزجاج: ٣/ ٢٦٨، والمفردات للراغب: ٣٨.
(٦) تهذيب اللغة: ١/ ١٦٨، واللسان: ٨/ ٥ (بخع).
في مثل هذا جاز».
٨ صَعِيداً: أرضا مستوية، جُرُزاً: يابسة لا نبات فيها، أو كأنه حصد نباتها، من «الجرز» : القطع «٢».
٩ وَالرَّقِيمِ: واد عند الكهف «٣». ورقمة الوادي: موضع الماء «٤».
وقيل «٥» الرَّقِيمِ: لوح كتب فيه قصّة أصحاب الكهف.
١١ فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ: كقوله: ضربت على يده إذا منعته عن التصرف.
١٢ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى: الفتية أم أهل زمانهم «٦» ؟.
أَمَداً: غاية «٧».
(١) في معاني القرآن للفراء: «وتفتحها إذا أردت أنها قد مضت مثل قوله في موضع آخر:
أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ وإِنْ كُنْتُمْ اه.
(٢) تفسير الطبري: (١٥/ ١٩٦، ١٩٧)، وتفسير البغوي: ٣/ ١٤٤، والمفردات للراغب:
٩١، والبحر المحيط: ٦/ ٩٢.
(٣) ذكره أبو عبيدة في مجاز القرآن: ١/ ٣٩٤، وأخرجه الطبري في تفسيره: ١٥/ ١٩٨ عن ابن عباس، وقتادة، ومجاهد.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٢/ ٤٦٧ عن الضحاك، وعزاه ابن عطية في المحرر الوجيز:
٩/ ٢٣٧ إلى ابن عباس، وقتادة.
(٤) تفسير الطبري: ١٥/ ١٩٩، والمحرر الوجيز: ٩/ ٢٣٩، واللسان: ١٢/ ٢٥٠ (رقم).
(٥) ذكره الفراء في معاني القرآن: ٢/ ١٣٤، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٢٦٣، وأخرجه الطبري في تفسيره: ١٥/ ١٩٩ عن سعيد بن جبير، وابن زيد.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٢/ ٤٦٧، عن مجاهد.
وأورده البغوي في تفسيره: ٣/ ١٤٥، وابن عطية في المحرر الوجيز: ٩/ ٢٣٨ عن سعيد بن جبير.
ورجح الطبري هذا القول في تفسيره: ١٥/ ١٩٩، وأورده ابن كثير في تفسيره: ٥/ ١٣٥، ثم قال: «وهذا هو الظاهر من الآية، وهو اختيار ابن جرير... »
.
(٦) ذكره الماوردي في تفسيره: ٢/ ٤٦٩ دون عزو.
(٧) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٣٩٤، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٦٤، وتفسير الطبري: ١٥/ ٢٠٦، ومعاني القرآن للزجاج: ٣/ ٢٧١.
١٦ مِرفَقاً: معاشا في سعة، ويجوز/ اسما وآلة لما يرتفق به [٥٧/ أ] الاسم «١» كمرفق اليد، وكالدرهم، والمسحل للحمار الوحشي «٢»، والآلة كالمقطع والمثقب.
١٧ تَتَزاوَرُ: تميل وتنحرف «٣».
تَقْرِضُهُمْ: تقطعهم، أي: تجوزهم منحرفة عنهم «٤».
١٨ وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً: لانفتاح عيونهم، أو لكثرة تقليبهم «٥».
فَجْوَةٍ: متّسع «٦»، وإنّما هذا لئلا يفسدهم ضيق المكان لعفنه، ولا تؤذيهم الشمس بحرّها.
«الوصيد» «٧» : فناء الباب «٨»، أو الباب نفسه «٩»، أوصدت الباب: أطبقته.
(١) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٣٩٥، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٦٤، ومعاني الزجاج: ٣/ ٢٧٢.
(٢) اللسان: ١١/ ٣٢٩ (سحل).
(٣) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٣٩٥، وتفسير الطبري: ١٥/ ٢١٠، والمفردات للراغب:
٢١٧.
(٤) نص هذا القول في تفسير الماوردي: ٢/ ٤٧٠، وانظر هذا المعنى في مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٣٩٦، وتفسير الطبري: ١٥/ ٢١١، ومعاني الزجاج: ٣/ ٢٧٣، والمفردات:
٤٠٠.
(٥) في «ج» : تقليبهم. [.....]
(٦) معاني القرآن للفراء: ٢/ ١٣٧، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٣٩٦، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٦٤، ومعاني الزجاج: ٣/ ٢٧٣، وتفسير الماوردي: ٢/ ٤٧٠.
(٧) في قوله تعالى: وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ [آية: ١٨].
(٨) ذكره الفراء في معانيه: ٢/ ١٣٧، وأبو عبيدة في مجاز القرآن: ١/ ٣٩٧، والطبري في تفسيره: ١٥/ ٢١٤.
(٩) المصادر السابقة، وأورد ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٢٦٤ قولا آخر، ورجحه، فقال: «ويقال: عتبة الباب. وهذا أعجب إليّ لأنهم يقولون: أوصد بابك، أي: أغلقه، ومنه: إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ أي: مطبقة مغلقة.
وأصله أن تلصق الباب بالعتبة إذا أغلقته، ومما يوضح هذا: أنك إن جعلت الكلب بالفناء كان خارجا من الكهف. وإن جعلته بعتبة الباب أمكن أن يكون داخل الكهف. والكهف وإن لم يكن له باب وعتبة- فإنما أراد أن الكلب منه بموضع العتبة من البيت... »
.
١٩ وَكَذلِكَ بَعَثْناهُمْ: أي: كما حفظناهم طول تلك المدة كذلك بعثناهم من الرقدة «١».
٢١ وَكَذلِكَ أَعْثَرْنا عَلَيْهِمْ: كما أطلعناهم على حالهم في مدّة نومهم أطلعناهم على القيامة، فنومهم الطويل شبيه الموت، والبعث بعده شبيه البعث.
وقيل: أطلعنا ليعلم منكروا البعث أنّ وعد الله حقّ.
إِذْ يَتَنازَعُونَ: إِذْ منصوب ب أَعْثَرْنا أي: فعلنا ذلك إذ وقعت المنازعة في أمرهم. وتنازعهم أنّه لما ظهر عليهم وعرف خبرهم أماتهم الله، فقال بعضهم: ابنوا عليهم مسجدا.
وقيل: بنيانا يعرفون به. وقيل «٢» : قال بعضهم: ماتوا، وقال بعضهم: نيام كما هم أول مرة.
٢٢ رَجْماً بِالْغَيْبِ: أي: يقولونه ظنا. وإنّما دخل الواو في الثامن لابتداء العطف بها لتمام الكلام بالسبعة التي هي عدد كامل «٣».
ما يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ: قال ابن عبّاس «٤» رضي الله عنه: أنا من
(١) ينظر هذا المعنى في تفسير الطبري: ١٥/ ٢١٦، وتفسير البغوي: ٣/ ١٥٥.
(٢) راجع القولين في تفسير الماوردي: ٢/ ٤٧٤، والمحرر الوجيز: ٩/ ٢٧١، والبحر المحيط: ٦/ ١١٣.
(٣) قال البغوي في تفسيره: ٣/ ١٥٦: «قيل: هذه واو الثمانية، وذلك أن العرب تعدل فتقول:
واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة، خمسة، ستة، سبعة، وثمانية لأن العقد كان عندهم سبعة كما هو عندنا عشرة... »
.
وانظر الكشاف: (٢/ ٤٧٨، ٤٧٩)، والمحرر الوجيز: ٩/ ٢٧٤، وزاد المسير: ٥/ ١٢٥.
(٤) أخرجه الطبري في تفسيره: ١٥/ ٢٢٦.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٥/ ٣٧٥، وزاد نسبته إلى عبد الرزاق، والفريابي، وابن سعد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما.
القليل الذي استثنى الله، كانوا سبعة وثامنهم كلبهم، ولم يكن الكلب من شأنهم، ولكنهم مرّوا براعي غنم فقال لهم: أين تذهبون؟ فقالوا: إلى ربنا.
فقال الراعي: ما أنا بأغنى عن ربّي منكم فتبعه الكلب.
٢٤ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ: أمرا ثم تذكرته، فإن لم تذكره فقل: عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَداً.
وقيل: أيّ وقت ذكرت أنك لم تستثن [فاستثن] «١».
٢٥ وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً: لتفاوت ما بين السنين المذكورة، شمسيها ثلاث مائة وخمسة وستّون يوما وكسرا، وقمريّها ثلاث مائة وأربعة وخمسون/ يوما وكسرا.
وتنوين ثَلاثَ مِائَةٍ «٢» على أن يكون سِنِينَ بدلا «٣»، أو عطف بيان «٤»، أو تمييزا «٥» لأنّ ثَلاثَ مِائَةٍ يتناول الشهور والأيام والأعوام.
(١) في الأصل: «واستثن»، والمثبت في النص عن «ك»، وهو الصواب لأنه في جواب الشرط الواقع طلبا فيقترن بالفاء ويبدو أن مصدر المؤلف- رحمه الله- في هذا القول هو معاني القرآن للزجاج: ٣/ ٢٧٨، فقد جاء فيه: «أي: أيّ وقت ذكرت أنك لم تستثن، فاستثن، وقل: إن شاء الله» اه.
وانظر تفسير الطبري: ١٥/ ٢٢٩، وتفسير البغوي: ٣/ ١٥٧.
(٢) قراءة ابن كثير، ونافع، وأبي عمرو، وعاصم، وابن عامر.
السبعة لابن مجاهد: ٣٨٩، وحجة القراءات: ٤١٤، والتبصرة لمكي: ٢٤٨.
(٣) يكون في موضع خفض بدلا من «مائة»، لأن «المائة» في معنى «سنين»، ويجوز أن يكون منصوبا على البدل من «ثلاث».
إعراب القرآن للنحاس: ٢/ ٤٥٣، والبيان لابن الأنباري: ٢/ ١٠٦، والتبيان للعكبري:
٢/ ٨٤٤.
(٤) فيكون في موضع نصب عطف بيان على «ثلاث».
مشكل إعراب القرآن لمكي: ١/ ٤٤٠، والبيان لابن الأنباري: ٢/ ١٠٦.
(٥) ينظر تفسير الطبري: ١٥/ ٢٣٢، وإعراب القرآن للنحاس: ٢/ ٤٥٣، والكشف لمكي:
٢/ ٥٨، والمحرر الوجيز: ٩/ ٢٨٤، وتفسير القرطبي: ١٠/ ٣٨٧.
ومن لم ينوّن للإضافة «١» اعتمد على «الثلاث» في المعنى دون «المائة» «٢»، وإن كان هو نعت «مائة».
٢٦ قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا: أي: إن حاجوك فيهم، أو الله أعلم به إلى وقت أن أنزل نبأهم».
أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ: خرج على التعجب في صفته تعالى على جهة التعظيم له «٤».
٢٧ مُلْتَحَداً: معدلا أو مهربا «٥».
٢٨ وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ: وجدناه غافلا «٦»، ولو كان بمعنى صددنا لكان العطف بالفاء فاتبع هواه حتى يكون الأول علة للثاني، كقولك: سألته فبذل «٧».
فُرُطاً: ضياعا «٨»، والتفريط في حق الله تعالى: تضييعه.
(١) وهي قراءة حمزة والكسائي.
السبعة لابن مجاهد: ٣٩٠، والتبصرة لمكي: ٢٤٨، والتيسير للداني: ١٤٣. [.....]
(٢) ينظر الكشف لمكي: ٢/ ٥٨، والبيان لابن الأنباري: ٢/ ١٠٦.
(٣) نص هذا القول في تفسير الماوردي: ٢/ ٤٧٧.
وانظر تفسير الطبري: ١٥/ ٢٣٢، وتفسير القرطبي: ١٠/ ٢٨٧.
(٤) قال الزجاج في معانيه: ٣/ ٢٨٠: «أجمعت العلماء أن معناه: ما أسمعه وأبصره، أي: هو عالم بقصة أصحاب الكهف وغيرهم» اه.
(٥) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٣٩٨، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٦٦، وتفسير الطبري: ١٥/ ٢٣٣، ومعاني الزجاج: ٣/ ٢٨٠، واللسان: ٣/ ٣٨٩ (لحد).
(٦) أورده الماوردي في تفسيره: ٢/ ٤٧٨، وبه قال الزمخشري في الكشاف: ٢/ ٤٨٢، وذكره الفخر الرازي في تفسيره: (٢١/ ١١٦- ١١٨)، ونسب هذا القول إلى المعتزلة، ثم أورد الأدلة على بطلانه، وأثبت أن المراد بقوله تعالى: وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ هو إيجاد الغفلة لا وجدانها.
(٧) ينظر تفسير الفخر الرازي: ٢١/ ١١٨.
(٨) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٥/ ٢٣٦ عن الحسن رحمه الله تعالى.
ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: ٥/ ١٣٣ عن مجاهد.
وقيل «١» : سرفا وإفراطا.
٢٩ أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها: [عن] «٢» يعلى بن أميّة «٣» عن النبيّ صلى الله عليه وسلم:
«سرادقها: البحر المحيط بالدنيا» «٤».
وعن قتادة «٥» : سُرادِقُها: دخانها ولهبها.
«المهل» : كل جوهر معدني إذا أذيب أزبد «٦».
٣٠ قوله تعالى: إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا: قيل: إنّه خبر «إن» الأولى بمعنى: لا نضيع أجرهم فأوقع المظهر وهو مَنْ موقع المضمر.
(١) نص هذا القول في تفسير الماوردي: ٢/ ٤٧٩.
وانظر معناه في مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٣٩٨، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة:
٢٦٦، والمحرر الوجيز: ٩/ ٢٩٣.
(٢) ما بين معقوفين عن نسخة «ج».
(٣) هو يعلى بن أمية بن أبيّ بن عبيدة بن همام التميمي الحنظلي، صحابي جليل، أسلم يوم الفتح، وشهد حنينا والطائف وتبوك.
راجع ترجمته في الاستيعاب: ٤/ ١٥٨٤، وأسد الغابة: ٥/ ٥٢٣، والإصابة: ٦/ ٦٨٥.
(٤) عن تفسير الماوردي: ٢/ ٤٧٩.
وأخرج الإمام أحمد في مسنده: ٤/ ٢٢٣ عن صفوان بن يعلى عن أبيه أن النبي ﷺ قال:
«البحر هو جهنم»، قالوا ليعلى فقال: ألا ترون أن الله عز وجل يقول: ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها... ».
وأخرجه الإمام البخاري في التاريخ الكبير: ١/ ٧٠، والطبري في تفسيره: ١٥/ ٢٣٩.
وأخرج نحوه الحاكم في المستدرك: ٥/ ٥٩٦، كتاب الأهوال، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد»، ووافقه الذهبي.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٥/ ٣٨٥، وزاد نسبته إلى ابن أبي الدنيا، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في «البعث» عن يعلى بن أمية رضي الله عنه.
(٥) في تفسير الماوردي: ٢/ ٤٧٩، وتفسير القرطبي: ١٠/ ٣٩٣.
وذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: ٩/ ٢٩٨ دون عزو، وكذا الفخر الرازي في تفسيره:
٢١/ ١٢١.
(٦) تفسير الطبري: ١٥/ ٢٤٠، وتفسير الماوردي: ٢/ ٤٧٩، وتفسير الفخر الرازي: ٢١/ ١٢١.
وقيل: «إن» الثانية بدل من الأولى فلا تحتاج الأولى إلى خبر «١».
«الأساور» «٢» : جمع أسوار. ذكر قطرب «٣» الأساور جمع «إسوار» على حذف الياء لأنّ جمع «أسوار» : أساوير «٤».
وقيل: الأسورة جمع سوار اليد- بالكسر-، وقد حكي سوار- بالضم- مجموع على أسورة «٥».
و «الأرائك» : الأسرة «٦».
٣٢ وَحَفَفْناهُما: جعلنا النّخل مطيفا بهما «٧». وكان عمر- رضي الله عنه- أصلع له حفاف، وهو أن ينكشف الشّعر عن قمّة الرأس ويبقى
(١) ينظر ما سبق في إعراب القرآن للنحاس: ٢/ ٤٥٤، ومشكل إعراب القرآن لمكي:
١/ ٤٤١، والبيان لابن الأنباري: ٢/ ١٠٧، والتبيان للعكبري: (٢/ ٨٤٥، ٨٤٦)، والبحر المحيط: ٦/ ١٢١. [.....]
(٢) من قوله تعالى: أُولئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ... [آية: ٣١].
(٣) قطرب: (؟ - ٢٠٦ هـ).
هو محمد بن المستنير بن أحمد البصري، أبو علي، النحوي، اللغوي، تلميذ إمام النحو سيبويه.
قال عنه ابن خلكان في وفيات الأعيان: ٤/ ٣١٢: «كان من أئمة عصره».
صنف معاني القرآن، والأضداد، وغريب الحديث... وغير ذلك.
أخباره في: طبقات النحويين للزبيدي: (٩٩، ١٠٠)، وبغية الوعاة: ٤/ ٢٤٢، وطبقات المفسرين للداودي: ٢/ ٢٥٤.
(٤) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٤٠١، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٦٧، والمحرر الوجيز: ٩/ ٣٠١، واللسان: ٤/ ٣٨٨ (سور).
(٥) اللسان: ٤/ ٣٨٧ (سور).
(٦) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٤٠١، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٦٧، والمفردات للراغب: ١٦.
(٧) عن معاني القرآن للزجاج: ٣/ ٢٨٤.
وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٤٠٢، وتفسير الطبري: ١٥/ ٢٤٤، والكشاف:
٢/ ٤٨٣.
ما حوله «١».
٣٣ وَلَمْ تَظْلِمْ: لم تنقص «٢».
٣٤ وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ: أموال مثمرة نامية.
٤٠ حُسْباناً: نارا أو عذابا بحساب الذنب «٣».
وقيل «٤» : الحسبان سهام ترمى في مرمى واحد.
صَعِيداً زَلَقاً: أرضا ملساء، لا ينبت فيها نبات ولا يثبت قدم «٥».
٤١ ماؤُها غَوْراً: غائرا «٦».
٤٢ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ: يضرب إحداهما على الأخرى تحسّرا.
٣٨ لكِنَّا: «لكن أنا» بإشباع ألف «أنا» فألقيت حركة همزة «أنا» على نون «لكن»، كما قالوا/ في الأحمر: «الحمر»، فصار «لكننا» فأدغمت [٥٨/ أ] كقوله «٧» : ما لَكَ لا تَأْمَنَّا، وإثبات الألف للعوض عن الهمزة المحذوفة.
(١) الفائق: ١/ ٢٩٧، وغريب الحديث لابن الجوزي: ١/ ٢٢٤، والنهاية: ١/ ٤٠٨.
(٢) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٤٠٢، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٦٧، وتفسير الطبري: ١٥/ ٢٤٤، ومعاني القرآن للزجاج: ٣/ ٢٨٤.
(٣) هذا قول الزجاج في معانيه: ٣/ ٢٩٠، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: ٥/ ١٤٥ عن الزجاج.
وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٤٠٣، وتفسير الطبري: ١٥/ ٢٤٨، والمفردات للراغب: ١١٦.
(٤) ذكره القرطبي في تفسيره: ١٠/ ٤٠٨ دون عزو.
(٥) عن تفسير الماوردي: ٢/ ٤٨٢، وانظر معاني القرآن للفراء: ٢/ ١٤٥، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٤٠٣، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٦٧، ومعاني الزجاج: ٣/ ٢٩٠، والمفردات للراغب: ٢١٥.
(٦) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٢٦٧، وقال: «فجعل المصدر صفة، كما يقال:
رجل نوم ورجل صوم ورجل فطر، ويقال للنساء: نوح: إذا نحن»
.
وانظر هذا المعنى في مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٤٠٣، وتفسير الطبري: ١٥/ ٢٤٩، ومعاني الزجاج: ٣/ ٢٩٠، وتفسير القرطبي: ١٠/ ٤٠٩.
(٧) سورة يوسف: آية: ١١.
﴿ حسبانا ﴾ نارا١، أو عذابا بحساب الذنب٢، وقيل : الحسبان سهام ترمى في ٣مرمي واحد٤.
﴿ صعيدا زلقا ﴾ أرضا ملساء لا ينبت فيها نبات ولا تثبت قدم.
١ رواه أبو صالح عن ابن عباس. زاد المسير ج ٥ص ١٤٥..
٢ رواه العوفي عن ابن عباس وبه قال قتادة والضحاك. انظر المرجع السابق، وجامع البيان ج١٥ص٢٤٩..
٣ في ب إلى..
٤ قاله ابن قتيبة في غريب القرآن ٢٦٧..
﴿ ماؤها غورا ﴾ غائرا١.
١ أي ذاهبا في الأرض..
﴿ يقلب كفيه ﴾ يضرب إحداهما على الأخرى تحسرا.
وفي «أنا» ضمير الشأن والحديث أي: لكن أنا الشأن. والحديث، الله ربّي «١».
٤٤ هُنالِكَ الْوَلايَةُ: بالفتح «٢» مصدر «الوليّ»، أي: يتولون الله في مثل تلك الحال ويتبرّؤون مما سواه. وبالكسر «٣» مصدر «الوالي»، أي: الله يلي جزاءهم.
لِلَّهِ الْحَقِّ: كسر الْحَقِّ على الصّفة لله، أي: الله على الحقيقة، ورفعه على النعت ل «الولاية» «٤».
هُوَ خَيْرٌ ثَواباً: أي: لو كان يثيب غيره لكان هو خير «٥» ثوابا.
وَخَيْرٌ عُقْباً: أي: الله خير لهم في العاقبة.
٤٥ كَماءٍ أَنْزَلْناهُ: تمثيل الدّنيا بالماء من حيث إنّ أمورها في السّيلان، ومن حيث إنّ قليلها كاف وكثيرها إتلاف، ومن حيث اختلاف أحوال بينهما كاختلاف ما ينبت بالماء.
و «الهشيم» : النّبت جفّ وتكسّر «٦».
تَذْرُوهُ الرِّياحُ: ذرته الريح وذرّته وأذرته: نسفته وطارت به «٧».
(١) ينظر ما سبق في معاني الفراء: (٢/ ١٤٤، ١٤٥)، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٤٠٣، وتفسير الطبري: ١٥/ ٢٤٧، ومعاني الزجاج: ٣/ ٢٨٦. [.....]
(٢) قراءة ابن كثير، ونافع، وابن عامر، وعاصم.
السبعة لابن مجاهد: ٣٩٢، وحجة القراءات: ٤١٨، والتبصرة لمكي: ٢٤٩.
(٣) وهي قراءة حمزة والكسائي.
(٤) قرأ برفع: الحق الكسائي، وأبو عمرو، وباقي السبعة بكسر القاف.
السبعة لابن مجاهد: ٣٩٢.
ينظر توجيه قراءات هذه الآية في حجة القراءات: ٤١٩، وإعراب القرآن للنحاس:
٢/ ٤٥٩، والكشف لمكي: ٢/ ٦٣، والتبيان للعكبري: ٢/ ٨٤٩.
(٥) في «ج» : خيرا.
(٦) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٢٦٨: «وأصله: من هشمت بالشيء إذا كسرته، ومنه سمي الرجل: هاشما».
(٧) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٤٠٥، وتفسير الطبري: ١٥/ ٢٥٢، والمفردات للراغب:
١٧٨، وتفسير القرطبي: ١٠/ ٤١٣، واللسان: ١٤/ ٢٨٢ (ذرا).
وَكانَ اللَّهُ: تأويل كانَ إن ما شاهدتم من قدرته ليس بحادث وأنه كان كذلك لم يزل.
٤٦ وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ: كل عمل [صالح] «١» يبقى ثوابه.
وَخَيْرٌ أَمَلًا: لأنّه لا يكذب بخلاف سائر الآمال.
٤٧ وَتَرَى الْأَرْضَ بارِزَةً: لا يسترها جبل، أو برز ما في بطنها من [الأموات] «٢» والكنوز.
َدْ جِئْتُمُونا كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ
: أي: أحياء.
٥٢ مَوْبِقاً: محبسا «٣». وقيل «٤» : مهلكا. وبق يبق وبوقا «٥».
٥٥ قُبُلًا: مقابلة «٦»، أو أنواعا من العذاب كأنه جمع «قبيل» أو
(١) ما بين معقوفين عن «ك» و «ج».
(٢) في الأصل: «الأموال» والمثبت في النص عن «ك» وانظر هذا القول في تفسير القرطبي:
١٠/ ٤١٦ عن عطاء.
(٣) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: ٥/ ١٥٦ عن الربيع بن أنس.
ونقل الأزهري في تهذيب اللغة: ٩/ ٣٥٤ عن ابن الأعرابي قال: «كل حاجز بين شيئين فهو موبق».
(٤) ذكره الفراء في معاني القرآن: ٢/ ١٤٧، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٢٦٩، وأخرجه الطبري في تفسيره: ١٥/ ٢٦٤ عن ابن عباس، وقتادة.
وانظر معاني القرآن للزجاج: ٣/ ٢٩٥، وتفسير الماوردي: ٢/ ٤٨٩، وزاد المسير:
٥/ ١٥٥.
(٥) ينظر معاني القرآن للزجاج: ٣/ ٢٩٥، وتهذيب اللغة: ٩/ ٣٥٥، واللسان: ١٠/ ٣٧٠ (وبق).
(٦) في «ج» : مفاجأة.
وذكر أبو عبيدة هذا المعنى الذي ورد في الأصل في مجاز القرآن: ١/ ٤٠٧، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٢٦٩، ومكي بن أبي طالب في الكشف: ٢/ ٦٤ توجيها لقراءة من كسر القاف، وأشار- أيضا- إلى أن من قرأ بضم القاف يحتمل هذا المعنى.
ونقل عن أبي زيد الأنصاري أنه قال: «لقيت فلانا قبلا ومقابلة وقبلا وقبلا وقبيلا وقبليا، كله بمعنى مقابلة، أي: عيانا، فالمعنى في الآية: أن يأتيهم العذاب مقابلة يرونه».
«مقابلة»، وهي بمعنى «قبلا»، وفي الحديث «١» :«إنّ الله كلّم آدم قبلا»، أي: معاينة.
و «قبلا» : مستأنفا «٢».
٥٦ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ: يبطلوه ويزيلوه.
٥٨ مَوْئِلًا: منجى «٣» وملجأ.
٥٩ لِمَهْلِكِهِمْ: لإهلاكهم، مصدر «٤»، كقوله «٥» : مُدْخَلَ صِدْقٍ.
ويجوز «مهلكهم» اسم زمان الهلاك، أي: جعلنا لوقت إهلاكهم موعدا، ولكنّ المصدر أولى لتقدم أَهْلَكْناهُمْ «٦»، والفعل يقتضي المصدر وجودا وحصولا، وهو المفعول المطلق، ويقتضي الزّمان والمكان محلا وظرفا، وكلّ فعل زاد على ثلاثة/ أحرف فالمصدر واسم الزّمان والمكان منه على
(١) أخرجه الإمام أحمد في مسنده: (٥/ ٢٦٥، ٢٦٦) عن أبي أمامة رضي الله عنه مرفوعا.
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد: ١/ ١٦٤ وقال: «رواه أحمد والطبراني في الكبير...
ومداره على علي بن يزيد وهو ضعيف»
.
وأخرجه الخطابي في غريب الحديث: ٢/ ١٥٧ عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه مرفوعا.
(٢) قال الخطابي في غريب الحديث: ٢/ ١٥٧: «وقوله: «قبلا»، إذا كسرت القاف كان معناه المقابلة والعيان، وكذلك قبلا، يقال: لقيت فلانا قبلا وقبلا: أي مقابلة، وإذا فتحت القاف والباء كان معناه الاستقبال والاستئناف».
وانظر غريب الحديث لابن الجوزي: ٢/ ٢١٧، والنهاية: ٤/ ٨. [.....]
(٣) في الأصل: «منجاء».
وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٤٠٨، وتفسير الطبري: ١٥/ ٣٦٩، ومعاني القرآن للزجاج: ٣/ ٢٩٧.
(٤) على قراءة الكسائي، ونافع، وابن كثير، وأبي عمرو، وابن عامر، وحمزة، بضم الميم وفتح اللام الثانية.
ينظر معاني القرآن للزجاج: ٣/ ٢٩٧، وحجة القراءات: (٤٢١، ٤٢٢)، والكشف لمكي: ٢/ ٦٦.
(٥) سورة الإسراء: آية: ٨٠.
(٦) في قوله تعالى: وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا....
524
مثال «المفعول» «١»، وإذا كان «المهلك» اسم زمان «الهلاك» لا يجوز «الموعد» اسم الزمان لأنّ الزّمان وجد في المهلك فلا يكون للزّمان زمان بل يكون الموعد بمعنى المصدر، أي: جعلنا لزمان هلاكهم وعدا وعلى العكس «٢». وهذا من المشكل حتى على الأصمعي «٣»، فإنه أنشد للعجاج «٤» :
جأبا «٥» ترى تليله مسحجا
(١) أي يأتي على وزن اسم المفعول بأن يؤتى بالمضارع من الفعل المزيد فيضم أوله ويفتح ما قبل آخره.
(٢) ينظر ما سبق في معاني القرآن للزجاج: ٣/ ٣٩٧.
(٣) الأصمعي: (١٢٢- ٢١٦ هـ).
هو عبد الملك بن قريب بن علي الباهلي، أبو سعيد.
الإمام اللغوي المشهور.
من كتبه: خلق الإنسان، والخيل، واشتقاق الأسماء.
أخباره في تاريخ بغداد: ١٠/ ٤١٠، وطبقات النحويين للزبيدي: ١٦٧، وبغية الوعاة:
٢/ ١١٢.
(٤) العجاج: (؟ - نحو ٩٠ هـ).
هو عبد الله بن رؤبة بن لبيد بن صخر التميمي، أبو رؤبة.
راجز من أهل البصرة، قوي العارضة، كثير الرجز.
ذكر ابن قتيبة في الشعر والشعراء: ٢/ ٥٩١ أنه لقي أبا هريرة وسمع منه أحاديث.
أخباره في طبقات فحول الشعراء: ٢/ ٧٣٨.
والبيت في ديوانه: ٣٧٣.
(٥) الجأب: الحمار الوحشي الضخم، يهمز ولا يهمز، والجمع جؤوب.
وجاء في شرح ديوان العجاج: الجأب الغليظ، ويروى: بليته، قال أبو حاتم:
كان الأصمعي ينشد: ترى تليله. والتليل العنق، وهو الذي كان يختاره. وغيره يقول: بليته، أي بعنقه، والليتان ناحيتا العنق. قال أبو حاتم: رواه الناس كلهم: بليته مسحّجا، فقال الأصمعي: هذا تصحيف. قال أبو حاتم: ويخلط الأصمعي، فقلت له: لم؟ قال: كيف يكون ترى بعنقه مسحّجا؟ لو كان ذاك لقال: تسحيجا، قلت له: في كتاب الله وَمَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ يريد كل تمزيق. فسكت وعرف الحق» اه.
راجع هذه المناظرة- أيضا- في الخصائص لابن جني: (١/ ٣٦٦، ٣٦٧)، وشرح ما يقع فيه التصحيف للعسكري: ١٠٠، والمزهر للسيوطي: (٢/ ٣٧٥، ٣٧٦)، واللسان:
٢/ ٢٩٦ (سحج).
525
فقال أبو حاتم «١» : إنّما هو «بليته»، فقال: من أخبرك بهذا؟
فقال: من سمعه من فلق في رؤبة «٢» - يعني أبا زيد «٣» - فقال: هذا لا يكون. قال: بلى، جعل «مسحّجا» مصدرا، كما قال «٤» :
ألم تعلم مسرّحي القوافي
فكأنه أراد أن يدفعه، فقال: فقد قال الله «٥» : وَمَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ.
٦٠ وَإِذْ قالَ مُوسى لِفَتاهُ: وهو ابن أخيه يوشع بن نون «٦».
(١) أبو حاتم: (؟ - ٢٤٨ هـ).
هو سهل بن محمد بن عثمان الجشعي السجستاني.
المقرئ، اللغوي، النحوي، الشاعر.
له كتاب «المعمرين»، وما تلحن فيه العامة، والأضداد... وغير ذلك.
وقيل: إن وفاته كانت سنة ٢٥٥ هـ، وقيل: سنة ٢٥٠ هـ.
أخباره في الفهرست لابن النديم: ٦٤، ووفيات الأعيان: ٢/ ٤٣٠، وسير أعلام النبلاء:
١٢/ ٢٦٨، وطبقات المفسرين للداودي: ١/ ٢١٦.
(٢) رؤبة: (؟ - ١٤٥ هـ).
هو رؤبة بن عبد الله العجاج بن رؤبة التميمي.
الراجز المشهور، له ديوان مطبوع.
أخباره في طبقات فحول الشعراء: ٢/ ٧٦١، والشعر والشعراء: ٢/ ٥٩٤، ووفيات الأعيان: ٢/ ٣٠٣.
(٣) هو أبو زيد الأنصاري، وقد تقدم التعريف به.
(٤) هو جرير الشاعر المشهور، والبيت في ديوانه: ٢/ ٦٥١.
(٥) سورة سبأ: آية: ١٩. [.....]
(٦) ثبت ذلك في رواية أخرجها الإمام البخاري في صحيحه: ٥/ ٢٣٠، كتاب التفسير، «سورة الكهف»، باب وَإِذْ قالَ مُوسى لِفَتاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ... عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا.
وانظر التعريف والإعلام للسهيلي: ١٠٣، وتفسير القرطبي: ١١/ ٩، ومفحمات الأقران:
١٤٠.
لا أَبْرَحُ: لا أزال أمشي.
مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ: بحر روم وبحر فارس «١»، يبتدئ أحدهما من المشرق والآخر من المغرب فيلتقيان.
وقيل «٢» : أراد بالبحرين الخضر وإلياس لغزارة علمهما.
حُقُباً: حينا طويلا «٣».
٦١ فَلَمَّا بَلَغا مَجْمَعَ بَيْنِهِما: إفريقيّة «٤».
فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ: الحوت، أحياه الله فطفر «٥» في البحر.
سَرَباً: مسلكا «٦»، وهو مفعول كقولك: اتخذت طريقي مكان كذا، ويجوز مصدرا يدل عليه «اتخذ» أي سرب الحوت سربا «٧».
٦٣ وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ: «أن» بدل من الهاء، لاشتمال
(١) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٥/ ٢٧١ عن قتادة، ومجاهد.
ونقله البغوي في تفسيره: ٣/ ١٧١، وابن الجوزي في زاد المسير: ٥/ ١٦٤ عن قتادة.
(٢) ذكره الماوردي في تفسيره: ٢/ ٤٩٢ عن السدي.
وقيل: إن البحرين موسى والخضر.
ذكره الزمخشري في الكشاف: ٢/ ٤٩٠، ووصفه بأنه من بدع التفاسير.
وضعفه ابن عطية في المحرر الوجيز: ٩/ ٣٥٠، والقرطبي في تفسيره: ١١/ ٩.
(٣) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٦٩، وتفسير الطبري: ١٥/ ٢٧١، والمفردات للراغب: ١٢٦.
(٤) نقل البغوي هذا القول في تفسيره: ٣/ ١٧١ عن أبي بن كعب، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير: ٥/ ١٦٤.
وأورده السيوطي في مفحمات الأقران: ١٤١، وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن أبي بن كعب رضي الله عنه.
(٥) الطفر بمعنى الوثوب.
اللسان: ٤/ ٥٠١ (طفر).
(٦) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٤٠٩، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٦٩، وتفسير الطبري: ١٥/ ٢٧٣.
(٧) عن معاني القرآن للزجاج: ٣/ ٢٩٩.
الذكر على الهاء في المعنى، أي: ما أنساني أن أذكره إلّا الشّيطان «١»، شغل قلبي بوسوسته حتى نسيت ذلك.
٦٤ ما كُنَّا نَبْغِ «٢» : أوحى إلى موسى أنك لتلقى الخضر حيث تنسى شيئا من زادك.
فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً: رجعا يقصان الأثر ويتبعانه.
٧١ شَيْئاً إِمْراً: عجيبا «٣».
٧٣ لا تُؤاخِذْنِي بِما نَسِيتُ: تركت.
وَلا تُرْهِقْنِي: لا تعاسرني «٤».
٧٤ زاكية «٥» : تامة نامية «٦»، وكان المقتول شابا يقطع الطريق «٧».
وزكية في الدين والعقل فهو على ظاهر الأمر «٨».
(١) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: ٣/ ٣٠٠، وانظر تفسير الطبري: ١٥/ ٢٧٥.
(٢) وهي قراءة نافع، وأبي عمرو، والكسائي بإثبات الياء في الوصل، وقرأ ابن كثير بإثبات الياء في الحالين، وقرأ عاصم، وابن عامر، وحمزة بحذف الياء في الحالين.
ينظر السبعة لابن مجاهد: ٤٠٣، والكشف لمكي: ٢/ ٨٣، والمحرر الوجيز: ٩/ ٣٥٦، وزاد المسير: ٥/ ١٦٧، والبحر المحيط: ٦/ ١٤٧.
(٣) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٦٩، وتفسير البغوي: ٣/ ١٧٤.
(٤) معاني القرآن للزجاج: ٣/ ٣٠٢، والكشاف: ٢/ ٤٩٣، وزاد المسير: ٥/ ١٧١.
(٥) هذه قراءة ابن كثير، ونافع، وأبي عمرو، كما في السبعة لابن مجاهد: ٣٩٥، وحجة القراءات: ٤٢٤، والتبصرة لمكي: ٢٥٠.
(٦) أورده الماوردي في تفسيره: ٢/ ٤٩٨، وقال: «قاله كثير من المفسرين».
وانظر هذا القول في زاد المسير: ٥/ ١٧٣. [.....]
(٧) نقله البغوي في تفسيره: ٣/ ١٧٤، والقرطبي في تفسيره: ١١/ ٢١ عن الكلبي.
وذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: ٩/ ٣٦٥ دون عزو.
(٨) عن أبي عبيدة في تفسير الماوردي: ٢/ ٤٩٨، ونص قوله: إن الزاكية في البدن، والزكية في الدين.
وقد ذكر هذا التوجيه لقراءة عاصم، وحمزة، والكسائي، وابن عامر زَكِيَّةً بغير ألف.
٧٧ يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ: يكاد يسقط «١»، ويقال: قضضنا عليهم الخيل [٥٩/ أ] فانقضّت «٢».
٨٠ فَخَشِينا: كرهنا «٣»، أو علمنا «٤»، مثل «حسب» و «ظنّ» تقارب أفعال الاستقرار والثبات.
٨١ وَأَقْرَبَ رُحْماً: أكثر برا لوالديه ونفعا «٥»، وأصل الرحم العطف من الرحمة «٦».
مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً: علما يتسبّب به إليه «٧».
٨٥ فَأَتْبَعَ سَبَباً: طريقا من المشرق والمغرب «٨»،
(١) عن تفسير الماوردي: ٢/ ٤٩٩.
وانظر نحو هذا القول في تفسير غريب القرآن: ٢٧٠، ومعاني الزجاج: ٣/ ٣٠٦، وتفسير البغوي: ٣/ ١٧٥، والمحرر الوجيز: ٩/ ٣٧٣.
(٢) في اللسان: ٧/ ٢١٩ (قضض) :«قضّ عليهم الخيل يقضّها قضا: أرسلها.
وانقضت عليهم الخيل: انتشرت، وقضضناها عليهم فانقضت عليهم»
.
(٣) هذا قول الأخفش في معانيه: ٢/ ٦٢٠، وعلل قائلا: «لأن الله لا يخشى».
وهو قول الزجاج في معانيه: ٣/ ٣٠٥، وقال: «لأن الخشية من الله عز وجل معناه الكراهة، ومعناها من الآدميين الخوف».
قال ابن عطية في المحرر الوجيز: ٩/ ٣٨٢: «والأظهر عندي في توجيه هذا التأويل- وإن كان اللفظ يدافعه- أنها استعارة، أي: على ظن المخلوقين والمخاطبين لو علموا حاله لوقعت منهم خشية الرهق للأبوين. وقرأ ابن مسعود: فخاف ربك، وهذا بيّن في الاستعارة، وهذا نظير ما يقع في القرآن في جهة الله تعالى من «لعل» و «عسى»، فإن جميع ما في هذا كله من ترجّ وتوقّع وخوف وخشية إنما هو بحسبكم أيها المخاطبون» اه.
(٤) ذكر الفراء هذا القول في معاني القرآن: ٢/ ١٥٧، والماوردي في تفسيره: ٢/ ٥٠٢، والبغوي في تفسيره: ٣/ ١٧٦، ونقله ابن عطية في المحرر الوجيز: ٩/ ٣٨٢ عن الطبري.
(٥) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٦/ ٤ عن قتادة.
ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: ٥/ ١٨٠ عن ابن عباس، وقتادة.
(٦) ينظر المفردات للراغب: ١٩١، وزاد المسير: ٥/ ١٨٠.
(٧) تفسير الطبري: ١٦/ ٩، ومعاني القرآن للزجاج: ٣/ ٣٠٨، وتفسير الماوردي: ٢/ ٥٠٤.
(٨) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٦/ ١٠ عن مجاهد.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٢/ ٥٠٤ عن مجاهد، وقتادة.
كقوله «١» : أَسْبابَ السَّماواتِ: طرائقها.
٨٦ تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ: ذات حمأة «٢»، فإنّ من ركب البحر وجد الشّمس تطلع وتغرب فيه، وحامية «٣» : حارّه.
إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ: أي: بالقتل لإقامتهم على الشّرك، أو تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً: تحسن إليهم بأن تأسرهم فتعلّمهم الهدى.
٨٨ جَزاءً الْحُسْنى: الجنّة الحسنى، فحذف الموصوف «٤».
ومن قرأه بالنصب والتنوين «٥» يكون مصدرا في موضع الحال، أي:
فله الحسنى مجزيا بها جزاء «٦».
(١) سورة غافر: آية: ٣٧.
(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٦/ ١١ عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وقال الزجاج في معانيه: ٣/ ٣٠٨: «من قرأ «حمئة» أراد في عين ذات حمأة، ويقال:
حمأت البئر إذا أخرجت حمأتها، وأحمأتها: إذا ألقيت فيها الحمأة، وحمئت هي تحمأ فهي حمئة إذا صارت فيها الحمأة».
وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٤١٣، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٧٠، وتفسير الماوردي: ٢/ ٥٠٥.
والحمأة: الطين الأسود المنتن. اللسان: ١/ ٦١ (حمأ).
(٣) قرأ بها عامر، وحمزة، والكسائي، وعاصم في رواية أبي بكر.
السبعة لابن مجاهد: ٣٩٨، وحجة القراءات: ٤٢٨، والتبصرة لمكي: ٢٥١.
وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٧٠، وتفسير الطبري: ١٦/ ١٢، ومعاني الزجاج:
٣/ ٣٠٨، والكشف لمكي: ٢/ ٧٣.
(٤) على قراءة ابن كثير، ونافع، وأبي عمرو، وابن عامر، وعاصم في رواية أبي بكر- بالرفع والإضافة.
ينظر تفسير الطبري: ١٦/ ١٣، ومعاني القرآن للزجاج: ٣/ ٣٠٩، وحجة القراءات:
٤٣٠. [.....]
(٥) وهي قراءة حمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم.
ينظر السبعة لابن مجاهد: ٣٩٩، وحجة القراءات: ٤٣٠، والتبصرة لمكي: ٢٥١.
(٦) نص هذا الكلام في معاني القرآن للزجاج: ٣/ ٣٠٩.
وانظر تفسير الطبري: ١٦/ ١٣، والكشف لمكي: (٢/ ٧٤، ٧٥).
٩٠ لَمْ نَجْعَلْ [لَهُمْ] «١» مِنْ دُونِها سِتْراً: كنّا «٢» ببناء، أو خمرا.
والمراد دوام طلوعها عليهم في الصّيف، وإلا فالحيوان يحتال المكن حتى الإنسان، وهذا المكان وراء بريّة من تلقاء «بلغار» «٣»، تدور الشّمس فيه بالصّيف ظاهرة فوق الأرض إلّا أنّها لا تسامت رؤوسهم «٤».
٩٤ خَرْجاً: خراجا كالنبت والنبات «٥».
٩٥ رَدْماً: هو ما جعل بعضه على بعض، ثوب مردّم رقّع رقعة فوق رقعة.
٩٦ زُبَرَ الْحَدِيدِ: قطعا منه.
ساوى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ: بين الجبلين، كلّ واحد يصادف صاحبه ويقابله «٦». أو ينحرف عن صاحبه بمعنى الصّدوف «٧»، والمعنى: حتى إذا
(١) في الأصل: «لها».
(٢) المراد ب «الكن» و «الخمر» هنا ما يسترهم ويحجبهم عن الشمس من بناء أو شجر أو لباس.
(٣) بلغار: بضم الباء، والغين معجمة بلد معروف بأوروبا.
قال ياقوت في معجم البلدان: ١/ ٤٨٥: «مدينة الصقالبة ضاربة في الشمال... ».
(٤) عقب ابن عطية- رحمه الله- على الأقوال التي قيلت في هؤلاء القوم، وصفتهم، ومكان وجودهم بقوله: وكثّر النقّاش وغيره في هذا المعنى، والظاهر من الألفاظ أنها عبارة عن قرب الشمس منهم، وفعلها بقدرة الله- تبارك وتعالى- فيهم، ونيلها منهم، ولو كان لهم أسراب تغني لكان سترا كثيفا، وإنما هم في قبضة القدرة سواء كان لهم أسراب أو دور أو لم يكن... ».
ينظر المحرر الوجيز: ٩/ ٣٩٨.
(٥) ينظر تفسير الطبري: ١٦/ ٢٢، ومعاني القرآن للزجاج: ٣/ ٣١٠.
و «خراجا» قراءة حمزة والكسائي كما في السبعة لابن مجاهد: ٤٠٠، والتيسير للداني: ١٤٦.
(٦) في تهذيب اللغة للأزهري: ١٢/ ١٤٦: «يقال لجانب الجبلين إذا تحاذيا: صُدُفان وصَدَفان لتصادفهما أي تلاقيهما، يلاقي هذا الجانب الجانب الذي يلاقيه، وما بينهما فج أو شعب أو واد، ومن هذا يقال: صادفت فلانا، أي لاقيته».
(٧) ذكره الماوردي في تفسيره: ٢/ ٥٠٨ عن ابن عيسى.
وازى رؤوسهما بما جعل بينهما.
قِطْراً: نحاسا مذابا.
٩٧ أَنْ يَظْهَرُوهُ: يعلوه.
٩٨ دَكَّاءَ: هدما حتى يندكّ «١» ويستوي بالأرض.
٩٩ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ: يضطرب ويختلط كما تختلط أمواج البحر.
١٠٠ وَعَرَضْنا جَهَنَّمَ: أظهرناها.
١٠١ لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً: لعداوتهم النّبيّ صلى الله عليه وسلم.
١٠٣ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالًا: تمييز لإبهامه «٢».
١٠٨ حِوَلًا: تحوّلا، مصدر «حال حولا»، مثل «صغر صغرا»، وعظم عظما «٣».
وقيل «٤» : حيلة، أي: لا يحتالون منزلا غيرها.
(١) في «ج» : ينفك.
(٢) قال الزجاج في معاني القرآن: ٣/ ٣١٤: «منصوب على التمييز، لأنه إذ قال:
بِالْأَخْسَرِينَ دل على أنه كان منهم ما خسروه، فبين ذلك الخسران في أي نوع وقع، فأعلم- جل وعز- أنه لا ينفع عمل عمل مع الكفر به شيئا فقال: الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا... »
.
(٣) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: ٣/ ٣١٥.
وانظر معاني القرآن للفراء: ٢/ ١٦١، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٤١٦، وتفسير الطبري: ١٦/ ٣٨.
(٤) ذكره الزجاج في معانيه: ٣/ ٣١٥.
Icon