تفسير سورة الذاريات

إيجاز البيان
تفسير سورة سورة الذاريات من كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن المعروف بـإيجاز البيان .
لمؤلفه بيان الحق النيسابوري . المتوفي سنة 553 هـ

وقيل «١» : من تحت أقدامهم.
جبّار «٢» : مسلّط تجبرهم على الإيمان.
سورة والذاريات
١ وَالذَّارِياتِ: الرياح «٣».
٢ فَالْحامِلاتِ: السحاب «٤».
٣ فَالْجارِياتِ: السفن «٥».
٤ فَالْمُقَسِّماتِ: الملائكة «٦». وهذه أقسام يقسم الله بها ولا يقسم بها الخلق لأنّ قسم الخلق استشهاد على صحة قولهم بمن يعلم السّرّ كالعلانية وهو الله، وقسم الخالق إرادة تأكيد الخبر في نفوسهم، فيقسم ببعض بدائع خلقه على وجه يوجب الاعتبار ويدل على توحيده.
فالرياح بهبوبها وسكونها لتأليف السّحاب، وتذرية الطّعام واختلاف «٧» الهواء وبعصوفها «٨» مرّة ولينها أخرى. والسّحاب بنحو وقوفها مثقلات بالماء من غير عماد، وصرفها في وقت الغنى عنها بما لو دامت لأهلكت، ولو انقطعت/ لم يقدر أحد على قطرة منها، وبتفريق المطر، وإلّا [٩١/ أ]
(١) ذكره أبو حيان في البحر المحيط: ٨/ ١٣٠ دون عزو.
(٢) من قوله تعالى: نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ [آية: ٤٥].
(٣) معاني القرآن للفراء: ٣/ ٨٢، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٢٢٥، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٤٢٠، ومعاني الزجاج: ٥/ ٥١، وتفسير المشكل لمكي: ٣٢١.
(٤) المصادر السابقة.
(٥) المصادر السابقة.
(٦) المصادر السابقة. [.....]
(٧) في «ك» : وإصلاح الهواء.
(٨) عصوف الريح: هبوبها بشدة.
اللسان: ٩/ ٢٤٨ (عصف).
لأهلك الحرث والنّسل، والسّفن فبتسخير البحر لجريانها، وتقدير الريح لها بما لو زاد لغرق، ولو ركد لأهلك. والملائكة بتقسيم الأمور بأمر ربّها.
٦ وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ: الجزاء على الأعمال «١».
٧ الْحُبُكِ: طرائق الغيم وأثر حسن الصّنعة فيه «٢».
و «المحبوك» : ما أجيد عمله «٣».
٨ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ: أمر مختلف واحد مؤمن وآخر كافر، ومطيع وعاصي «٤». أو قائل إنّه ساحر، وآخر إنّه شاعر، وآخر [إنه] «٥» مجنون، وفائدته أنّ أحدهما في هذه الاختلاف مبطل لأنّه اختلاف تناقض.
٩ يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ: يصرف عن هذه الأقوال من صرف.
١٠ قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ: لعن الكذّابون. من «الخرص»، والخرص:
القطع «٦»، فالخرّاص يقتطع الكلام من أصل لا يصحّ.
١٣ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ: يحرقون كما يفتن الذهب بها.
١٦ آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ: من الفرائض «٧»، أم من الثواب «٨».
(١) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٤٢٠، وأخرجه الطبري في تفسيره: ٢٦/ ١٨٨ عن قتادة.
وانظر معاني القرآن للزجاج: ٥/ ٥١، وتفسير الماوردي: ٤/ ٩٧.
(٢) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٢٢٤، وتفسير غريب القرآن: ٤٢٠، وتفسير الطبري:
٢٦/ ١٨٩، والمفردات للراغب: ١٠٦.
(٣) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: ٥/ ٥٢.
وانظر اللسان: ١٠/ ٤٠٨ (حبك).
(٤) ينظر تفسير الماوردي: ٤/ ٩٨، وتفسير البغوي: ٤/ ٢٢٩، وتفسير القرطبي: ١٧/ ٣٣، وتفسير ابن كثير: ٧/ ٣٩٣.
(٥) ساقط من الأصل، والمثبت في النص عن «ك» و «ج».
(٦) اللسان: ٧/ ٢١ (خرص).
(٧) ورد هذا القول في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: ٢٦/ ١٩٦ عن ابن عباس رضي الله عنهما.
ونقله القرطبي في تفسيره: ١٧/ ٣٥ عن ابن عباس، وسعيد بن جبير.
(٨) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: ٤/ ٩٩ عن الضحاك، وكذا القرطبي في تفسيره:
١٧/ ٣٥.
١٩ وَالْمَحْرُومِ: الذي لا يسأل حياء «١». وقيل: المحارف «٢» الذي نبا عنه مكسبه.
٢١ أَفَلا تُبْصِرُونَ: لا تنظرون بقلوبكم نظر من كأنّه يرى الحقّ بعينه.
٢٢ وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ: الأمطار «٣»، أو تقدير رزقكم «٤».
وَما تُوعَدُونَ: من خير أو شرّ «٥». وقيل «٦» : الجنّة لأنّها في السّماء الرابعة.
ونصب مِثْلَ على الحال، أي: إنّه لحق مماثلا لكونكم ناطقين.
(١) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٢٦/ ٢٠٢ عن قتادة، والزهري.
ونقله البغوي في تفسيره: ٤/ ٢٣١ عن قتادة، والزهري، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير: ٨/ ٣٢، والقرطبي في تفسيره: ١٧/ ٣٨.
(٢) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٤٢١: «وهو المقتر عليه في الرزق.
وقيل: الذي لا سهم له في الغنائم»
.
وعقب الطبري- رحمه الله- على الأقوال التي قيلت في «المحروم» بقوله: «والصواب من القول في ذلك عندي أنه الذي قد حرم الرزق واحتاج، وقد يكون ذلك بذهاب ماله وثمره، فصار ممن حرمه الله ذلك، وقد يكون بسبب تعففه وتركه المسألة، ويكون بأنه لا سهم له في الغنيمة لغيبته عن الوقعة، فلا قول في ذلك أولى بالصواب من أن تعم، كما قال جل ثناؤه: وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ اه-.
(٣) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٢٦/ ٢٠٥ عن مجاهد، والضحاك.
وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: ٨/ ٣٤، وقال: «رواه أبو صالح عن ابن عباس، وليث عن مجاهد، وهو قول الجمهور»
.
(٤) نص هذا القول في تفسير الماوردي: ٤/ ١٠٢، وذكره- أيضا- القرطبي في تفسيره:
١٧/ ٤١. [.....]
(٥) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (٢٦/ ٢٠٥، ٢٠٦) عن مجاهد، ورجحه: «لأن الله عم الخبر بقوله: وَما تُوعَدُونَ عن كل ما وعدنا من خير أو شر، ولم يخصص بذلك بعضا دون بعض، فهو على عمومه كما عمه الله جل ثناؤه».
(٦) أخرجه الطبري في تفسيره: ٢٦/ ٢٠٦ عن سفيان بن عيينة.
ونقله القرطبي في تفسيره: ١٧/ ٤١ عن سفيان بن عيينة أيضا.
أو التقدير: إنه لحق حقا مثل نطقكم «١». ومن رفع «٢» جعله صفة لَحَقٌّ، والمعنى في الجميع: إنه لحق مثل أنكم ممّن ينطق حق.
٢٥ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ: غرباء لا تعرفون.
٢٦ فَراغَ: مال في خفية «٣».
و «الصرّة» «٤» : الصّيحة «٥»، من «الصّرير».
٣٣ حِجارَةً مِنْ طِينٍ: محجّر، كقوله «٦» : مِنْ سِجِّيلٍ لا من حجارة البرد التي أصلها الماء.
٣٨ وَفِي مُوسى: أي: آية فيه «٧»، عطف على وَتَرَكْنا فِيها آيَةً.
٣٩ فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ: أعرض بجموعه وجنوده «٨».
٤١ الرِّيحَ الْعَقِيمَ: الدّبور «٩»، لا تلقح وتقشع السّحاب.
(١) ينظر توجيه هذه القراءة في معاني القرآن للفراء: ٣/ ٨٥، ومعاني الزجاج: ٥/ ٥٤، والكشف لمكي: ٢/ ٢٨٧.
(٢) قراءة حمزة، والكسائي، وشعبة عن عاصم.
السبعة لابن مجاهد: ٦٠٩، والتبصرة لمكي: ٣٣٥، والتيسير للداني: ٢٠٣.
(٣) ينظر معاني القرآن للفراء: ٣/ ٨٦، وتفسير الطبري: ٢٦/ ٢٠٨، ومعاني الزجاج: ٥/ ٥٤، والمفردات: ٢٠٨.
(٤) من قوله تعالى: فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَها... [آية: ٢٩].
(٥) معاني القرآن: ٣/ ٨٧، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٤٢١، وتفسير الطبري:
٢٦/ ٢٠٩، والمفردات: ٢٧٩.
(٦) بعض آية: ٨٢، سورة هود، وآية: ٧٤، سورة الحجر، وآية: ٤ سورة الفيل.
(٧) إعراب القرآن للنحاس: ٤/ ٢٤٦، وتفسير القرطبي: ١٧/ ٤٩، والبحر المحيط: ٨/ ١٤٠.
(٨) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٤٢٢، والطبري في تفسيره: ٢٧/ ٣.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٤/ ١٠٥، والقرطبي في تفسيره: ١٧/ ٤٩ عن ابن زيد.
(٩) يدل عليه الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم عن ابن عباس مرفوعا: «نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور».
صحيح مسلم: ٢/ ٦١٧، كتاب صلاة الاستسقاء، باب في ريح الصّبا والدبور».
وانظر تفسير الطبري: ٢٧/ ٤، وتفسير الماوردي: ٤/ ١٠٦، وتفسير البغوي: ٤/ ٢٣٣.
٤٢ كَالرَّمِيمِ: كالتراب «١». وقيل «٢» : كل بال فان.
٤٥ فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ: ما نهضوا بالعذاب وما قدروا على دفاع.
٤٧ لَمُوسِعُونَ: / ذو سعة وقدرة، أو لموسعون السّماء أو الرزق. [٩١/ ب]
٤٩ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ: ضدين: غنى وفقرا، وحسنا وقبحا، وحياة وموتا.
٥٨ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ: المتين: القويّ، ولا يفسّر ب «الشّديد» لأنّه ليس في أسماء الله، فكأنه ذو القوة التي يعطيها خلقه، القويّ في نفسه، فخولف بين اللّفظين لتحسين النّظم «٣».
٥٩ ذَنُوباً: نصيبا «٤» مثل نصيب أصحابهم الذين أهلكوا «٥».
سورة والطور
١ وَالطُّورِ: اسم جبل بالسّرياني «٦»، وَكِتابٍ مَسْطُورٍ: القرآن «٧».
أو التوراة «٨» بسبب الطور، أو اللّوح «٩»، أو صحيفة الأعمال «١٠».
(١) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: ٤/ ١٠٦ عن السدي.
وعزاه القرطبي في تفسيره: ١٧/ ٥١ إلى أبي العالية، والسدي.
(٢) تفسير الطبري: ٢٧/ ٦، وتفسير البغوي: ٤/ ٢٣٤، وتفسير القرطبي: ١٧/ ٥٢.
(٣) تفسير الفخر الرازي: ٢٨/ ٢٣٧. [.....]
(٤) ينظر معاني القرآن للفراء: ٣/ ٩٠، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٢٢٨، وتفسير غريب القرآن: ٤٢٣، ومعاني الزجاج: ٥/ ٥٩، والمفردات للراغب: ١٨١.
(٥) في «ك» : هلكوا.
(٦) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٢٧/ ١٥ عن مجاهد، وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٧/ ٦٢٧، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد أيضا،.
(٧) ذكر الماوردي هذا القول في تفسيره: ٤/ ١٠٩ دون عزو.
وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: ٨/ ٤٦ عن الماوردي.
(٨) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: ٤/ ١٠٩ عن ابن بحر.
(٩) أورده ابن الجوزي في زاد المسير: ٨/ ٤٥، وقال: «قاله أبو صالح عن ابن عباس».
وذكره ابن كثير في تفسيره: ٧/ ٤٠٣.
(١٠) ذكره المارودي في تفسيره: ٤/ ١٠٩ عن الفراء. وكذا القرطبي في تفسيره: ١٧/ ٥٩.
Icon