تفسير سورة القدر

معاني القرآن
تفسير سورة سورة القدر من كتاب معاني القرآن .
لمؤلفه الفراء . المتوفي سنة 207 هـ

وقوله عز وجل :﴿ وَما أَدْرَاكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ ﴾.
كل ما كان في القرآن من قوله :«وما أدراك » فقد أدراه، وما كان من قوله :«وما يدريك » فلم يدره.
وقوله عَزَّ وَجَلَّ :﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾.
[ ١٤٤/ب ] يقول : العمل في ليلة القدر خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر. وليلة القدر - فيما ذكر حِبَّان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس - في كل شهر رمضان.
وقوله عز وجل :﴿ تَنَزَّلُ الْمَلائكَةُ وَالرُّوحُ فِيها ﴾.
يقال : إن جبريل صلى الله عليه وسلم ينزل ومعه الملائكة، فلا يَلْقون مؤمنا ولا مؤمنة إلا سلّموا عليه، [ حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد ] قال : حدثنا الفراء قال : حدثني أبو بكر بن عياش، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس أنه كان يقرأ :﴿ مِنْ كِلِّ امرئ سَلاَمٌ ﴾ فهذا موافق لتفسير الكلبي، ولم يقرأ به أحد غيرُ ابن عباس.
وقول العوام : انقطع عند قوله :﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾.
ثم استأنف فقال :﴿ سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ و( المطلِع ) كسره يحيى بن وثاب وحدَه، وقرأه العوام بفتح اللام ( مطلَع ). وقول العوام أقوى في قياس العربية ؛ لأن المطلَع بالفتح هو : الطلوع، والمطِلع : المشرق، والموضع الذي تطلع منه إِلاَّ أن العرب يقولون : طلعت الشمسُ مطلِعا فيكسرون. وهم يريدون : المصدر، كما تقول : أكرمتك كرامةً، فتجتزئ بالاسم من المصدر. وكذلك قولك : أعطيتك عطاء اجتزئ فيه بالاسم من المصدر.
Icon