تفسير سورة الزمر

جهود ابن عبد البر في التفسير
تفسير سورة سورة الزمر من كتاب جهود ابن عبد البر في التفسير .
لمؤلفه ابن عبد البر . المتوفي سنة 463 هـ

٤١٤- قال جماعة من أهل العلم : الروح والنفس شيء واحد، ومن حجتهم قول الله-عز وجل- :﴿ الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم يمت في منامها ﴾، فروي عن ابن عباس، وسعيد بن جبير في هذه الآية أنهما قالا : تقبض أرواح الأموات إذا ماتوا وأرواح الأحياء إذا ناموا تتعارف ما شاء الله أن تتعارف ﴿ فيمسك التي قضى عليها الموت ﴾، التي قد ماتت، ﴿ ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى ﴾، ذكره بقي بن مخلد، عن يحيى بن عبد الحميد الحماني، عن يعقوب القمي١، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، وذكره أيضا عن يحيى بن رجاء، عن موسى بن أعين٢، عن مطرف، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، ومعنى حديثهما واحد.
وهذا يدل على أن النفس والروح شيء واحد، لأنهم فسروا الآية، وقد جاءت بلفظ يتوفى الأنفس التي لم تمت في منامها، فقالوا : يقبض الأرواح كما رأيت ؛ وذلك واضح في أن النفس والروح سواء. ( ت : ٥/٢٤١ )
٤١٥- ذكر سنيد، عن حجاج، عن ابن جريج في قول الله –عز وجل- :﴿ الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها ﴾-الآية، قال : في جوف الإنسان روح ونفس، بينهما في الجوف مثل شعاع الشمس، فإذا توفى الله النفس، كان الروح في جوف الإنسان، فإذا أمسك الله نفسه، أخرج الروح من جوفه، فإن لم يمته، أرسل الله نفسه، فرجعت إلى مكانها قبل أن يستيقظ، قال ابن جريج : وأخبرت عن ابن عباس نحو هذا الخبر٣. ( ت : ٥/٢٤٣ )
١ هو الإمام المحدث المفسر، أبو الحسن يعقوب بن عبد الله بن سعد بن مالك بن هانيء الأشعري، العجمي، القمي. روى عن زيد بن أسلم، وابن عقيل، وجعفر بن أبي المغيرة... وعنه عبد الرحمن بن مهدي، ويحيى الحماني، وأبو الربيع الزهراني وغيرهم. توفي سنة ١٧٤هـ انظر أعلام النبلاء: ٨/٢٩٩-٣٠٠. وتهذيب التهذيب: ١١/٣٩٠..
٢ هو الإمام الحجة، أبو سعيد الحراني، روى عن عطاء بن السائب، وليثـ والأعمش، ومطرف بن طريف، ومعمر، وعنه إسماعيل بن عبد الله بن سماعة، وأحمد بن أبي شعيب، ويحيى بن يحيى، وآخرون. توفي سنة ١٧٧هـ انظر أعلام النبلاء: ٨/٢٨٠. وتهذيب التهذيب: ١٠/٣٥٥..
٣ أورده الشوكاني في فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير: ٤/٤٦٦..
٤١٦- الإنابة : الرجوع إلى الخير، ولا يكون الرجوع إلى الشر إنابة، قال الله- عز وجل- :﴿ وأنيبوا إلى ربكم ﴾، أي عودوا إلى ما يرضى به عنكم من التوبة. ( ت : ١٢/١٩١ )
Icon