ﰡ
﴿ وَلَمْ يَجْعَل لَّه { ُ: لعبده.
{ عِوَجَا ﴾: شيئا من العوج عن الحق ﴿ قَيِّماً ﴾: مستقيماً فيما أمر ظاهرا.
﴿ لِّيُنْذِر ﴾: الكافرين.
﴿ بَأْساً ﴾: عذابا.
﴿ شَدِيداً مِّن لَّدُنْهُ ﴾: من عنده.
﴿ وَيُبَشِّرَٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً مَّاكِثِينَ فِيهِ ﴾: في الأجر.
﴿ أَبَداً وَيُنْذِرَ ٱ ﴾: كرره لعظم ذنب ﴿ لَّذِينَ قَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَداً ﴾: خصهم استعظاما لكفرهم.
﴿ مَّا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ ﴾: لأنه محال بل يُقلدون فيه آبائَهم.
﴿ وَلاَ لآبَائِهِمْ ﴾: الذين قالوه.
﴿ كَبُرَتْ ﴾: عظمت مقالتهم هذهِ ﴿ كَلِمَةً ﴾: تمييز ﴿ تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ﴾: نبه به على أن شأنها ألا تتصف بقصد قلبي والخارج: حقيقة الهواء الحامل لها لأن الحروف كيفيات تعرض للصوت فالإسناد مجازي ﴿ إِن ﴾: ما ﴿ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ ﴾: قاتل.
﴿ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ ﴾: إذ ولوا عن الإيمان.
﴿ إِن لَّمْ يُؤْمِنُواْ بِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ ﴾: القرآن.
﴿ أَسَفاً ﴾: لفرط الحزن، ثم علَّل النهي بقوله ﴿ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى ٱلأَرْضِ ﴾: من الأموال ﴿ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ ﴾: لنختبرهم ﴿ أَيُّهُم أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾: بالزهد فيها من غيره.
﴿ وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً ﴾: فتاتا ﴿ جُرُزاً ﴾: يابسا لا ينبت ولما تعجبت قريش من قصة أهل الكهف وسألوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم امتحانا نزل ﴿ أَمْ ﴾: بل أ ﴿ حَسِبْتَ ﴾: يا إنسان ﴿ أَنَّ أَصْحَابَ ٱلْكَهْفِ ﴾: الغار في حياتهم نياما مُدةً مديدةً ﴿ وَٱلرَّقِيمِ ﴾: جبَل كهفهم او لوح على بابه كتب أنسابهم، أو هم ثلاثة دخلوا كهفا حذرًا من المطر فانحطت صخرةٌ على بابه فتوسل كلٌّ منهم بحسنه عملها، ففرج عنهم، وحديثهم مشهور ﴿ كَانُواْ مِنْ آيَاتِنَا ﴾: آيةً ﴿ عَجَباً إِذْ أَوَى ﴾: سكن.
﴿ ٱلْفِتْيَةُ ﴾: الشبانُ السبعة والمختلفون فيها: إما أنفسهم كما ذكر في: " قال قائل منهم... إلى آخره " وإما أصل قريتهم حين هربوا من دقيانوس إذا أكرههم بالشرك.
﴿ إِلَى ٱلْكَهْفِ فَقَالُواْ رَبَّنَآ آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ﴾: تسترنا عنهم.
﴿ وَهَيِّىءْ ﴾: يسر ﴿ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا ﴾: الذي نحن فيه ﴿ رَشَداً ﴾: هداية.
﴿ فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ ﴾: حجابًا يمنع السَّماع، أي: أنمناهم شديداً من ضربت على يده إذا منعته عن التصرف ﴿ فِي ٱلْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً ﴾: معدودةً ﴿ ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ ﴾: أيقظناهم ﴿ لِنَعْلَمَ ﴾: مشاهدة ﴿ أَيُّ الحِزْبَيْنِ ﴾: من المختلفين في مدة لبثهم ﴿ أَحْصَى ﴾: أَضبط ﴿ ٰ لِمَا لَبِثُواْ أَمَداً ﴾: غاية حاصلة ضبطُ أمد زمان لبثهم ﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نبَأَهُم بِٱلْحَقِّ ﴾: بالصدق ﴿ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ ﴾: شبانٌ ﴿ آمَنُواْ بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ ﴾: بالتثبيت.
﴿ هُدًى * وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ ﴾: قَوّيناهم بالصبر على المخوفات ﴿ إِذْ قَامُواْ ﴾: عند دقيانوس إذا أوعدهم بسبب ترك الأصنام ﴿ رَبُّنَا رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ لَن نَّدْعُوَاْ مِن دُونِهِ إِلـٰهاً لَّقَدْ قُلْنَا إِذاً ﴾: لو دعونا غيره قولا ﴿ شَطَطاً ﴾: ذا شططٍ، أي: إفراطٍ في الكفر ﴿ هَـٰؤُلاۤءِ قَوْمُنَا ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلاَ ﴾: هـلاَّ ﴿ يَأْتُونَ عَلَيْهِم ﴾: على عبادتهم.
﴿ بِسُلْطَانٍ ﴾: بُرهَان.
﴿ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً ﴾: بالإشراك ﴿ وَ ﴾: قال بعضهم لبعض ﴿ إِذِ ٱعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ ٱللَّهَ ﴾: إذ كانوا يعبدون الأصنام مع الله تعالى.
﴿ فَأْوُوا إِلَى ٱلْكَهْفِ يَنْشُرْ ﴾: يبــــسط ﴿ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ ﴾: في الدارين.
﴿ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِّنْ أَمْرِكُمْ ﴾: الذي أنتم فيه.
﴿ مِّرْفَقاً ﴾: ترتفقون أي: تنتفعون به من الغذاء ونحوه.
﴿ فَأْوُوا ﴾: إليه وناموا، وأجيب دُعاؤهم ﴿ وَتَرَى ﴾: لو رأيتهم ﴿ ٱلشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ ﴾: تميل.
﴿ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ ﴾: جهة يمين الكهف ﴿ ٱلْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ﴾: تتجاوز عنهم ﴿ ذَاتَ ٱلشِّمَالِ ﴾: جهة شماله فلا يقع عليهم شعاعها لئلا يحترقوا، والكهف جنوبي، أعني بابه إلى بنات نعش.
﴿ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ ﴾: متسع.
﴿ مِّنْهُ ﴾: من الكهف ليتروحوا بالهواء ﴿ ذٰلِكَ ﴾: المذكور.
﴿ مِنْ آيَاتِ ٱللَّهِ مَن يَهْدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً ﴾: منتبهين لانفتاح أعينهم لروُح الهواءِ ﴿ وَهُمْ رُقُودٌ ﴾: نيامٌ ﴿ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ ٱليَمِينِ وَذَاتَ ٱلشِّمَالِ ﴾: أي جهتهما كل سنة مرة لحفظ جسدهم من الارض.
﴿ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ ﴾: يديه نائم مثلهم.
﴿ بِٱلوَصِيدِ ﴾: بفناء الكهف، وهو كلب صيد لأحدهم طردوه فقال: أنا أحبُّ أحباء الله، ناموا وأنا أحرسكم.
﴿ لَوِ ٱطَّلَعْتَ ﴾: رؤيةً.
﴿ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً ﴾: خوفا منع الله بهذا دخول الناس عليهم وأمر معاوية حين غزا الروم ففتحوا ليراهم فمنعه ابن عباس مستدلاً بهذه الآية، فأرسل جماعةً فلما دخلوا جاءتهم ريح فأحرقتهم ﴿ وَكَذٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَآءَلُوا بَيْنَهُمْ ﴾: مدة لبثهم فيزداد يقينهم، والـلاَّم للصيرورة والعاقبة ﴿ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَم ﴾: يوماً.
﴿ لَبِثْتُمْ ﴾: نائمين.
﴿ قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ﴾: فإنه غالب مدة النوم، أو لدخولهم صُبحاً وتنبههم مغربا، فلما ترددوا في طول المدة لطول أظفارهم ونحوه.
﴿ قَالُواْ رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَٱبْعَثُواْ أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ ﴾: فضَّتكم ﴿ هَـٰذِهِ إِلَىٰ ٱلْمَدِينَةِ ﴾: التي خرجتم منه اسمها طَرسُوس وفي الجاهلية: أُفْسوس.
﴿ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَآ ﴾: أي: أهل القرية.
﴿ أَزْكَىٰ ﴾: أحل.
﴿ طَعَاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِّنْهُ ﴾: دل على أن التزود دأبُ المتوكلين.
﴿ وَلْيَتَلَطَّفْ ﴾: في المعاملة أوالاختفاء.
﴿ وَلاَ يُشْعِرَنَّ ﴾: لا يفعلن ما يؤدي إلى أن يشعر ﴿ بِكُمْ أَحَداً إِنَّهُمْ ﴾: أهل المدينة ﴿ إِن يَظْهَرُواْ ﴾: يظفروا.
﴿ عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ ﴾: يقتلوكم بالرجم.
﴿ أَوْ يُعِيدُوكُمْ ﴾: يصيروكم.
﴿ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوۤاْ إِذاً ﴾: إن كفرتهم.
﴿ أَبَداً وَكَذٰلِكَ ﴾: البعثُ ﴿ أَعْثَرْنَا ﴾: اطلعنا.
﴿ عَلَيْهِمْ ﴾: أهل المدينة ﴿ لِيَعْلَمُوۤاْ ﴾: أهلها.
﴿ أَنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ ﴾: بالعبث.
﴿ حَقٌّ ﴾: كما في تلك الرقدة ﴿ وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ لاَ رَيْبَ فِيهَا إِذْ ﴾: أعثرنا حين ﴿ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ ﴾: أمْرَ دينهم في بعث الروح فقط أو مع الجسد.
﴿ فَقَالُواْ ٱبْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰ أَمْرِهِمْ ﴾: ملكهم ومؤمنهم.
﴿ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِداً ﴾: نُصلي فيه، ثم لما دخل المبعوث بالدرهم الدقيانوسي، اتهموه بالعثور على الكنز فأخبر بأن عهدي بهذه المدينة عشية أمس، فتعجبوا منه وأخذه الملك النصراني وصدقه جمع سمعوا بتواريخهم فجاءهم الملك مع أهل البلدة وكلموهم بما جرى، ثم ودع الفتية وماتوا ودفنهم الملك وبنى عليهم.
﴿ وَيَقُولُونَ ﴾: المسلمون ﴿ سَبْعَةٌ وَ ﴾: يقولون: ﴿ ثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ﴾: فكأنهم أخبروا به مرتين لعلمهم به، وهذا القول مرضيٌّ بقرينة وصف الاولين بالرجم بالغيب " قالوا " وليست للثمانية، والمشهور أنها التي تدخل على جملة صفة للنكرة كدخولها على الواقعة حالا من المعرفة، فهي لتأكيد لُصُوق الصَّفة بالموصوف، وقيل غير ذلك وهم يمليخا مكثلينيا، ومرنوش وبرنوش وشاذنوقش وكفشطيطوش، وهم أصحاب يمين الملك وأصحاب يساره راعيهم وقطمير كلبهم.
﴿ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ ﴾: قال ابن عباس: أنا من القليل، هم سبعة وكذا عن علي رضي الله عنه ﴿ فَلاَ تُمَارِ ﴾: تجادل ﴿ فِيهِمْ ﴾: في شأنهم ﴿ إِلاَّ مِرَآءً ظَاهِراً ﴾: غير متعمق فيه فأخبرهم بذلك ولا تجهلهم.
﴿ وَلاَ تَسْتَفْتِ فِيهِمْ ﴾: في قصتهم ﴿ مِّنْهُمْ أَحَداً ﴾: لا تعنتاً ولا استرشاداً ﴿ وَلاَ تَقُولَنَّ لِشَاْىءٍ ﴾: لأجل شي تعزم عليه.
﴿ إِنِّي فَاعِلٌ ذٰلِكَ ﴾: الشيء ﴿ غَداً ﴾: أي: فيما يستقبل ﴿ إِلاَّ أَن ﴾: أي: ملتبسا بأن ﴿ يَشَآءَ ٱللَّهُ ﴾: بأن تقول: إن شاء الله، إذ لما سألوه عنهم قال: أخبركم غداً بلا استثناء فأبطأ الوحي بضعة عشر يوما وكذبوه، والاستثناء من النهي لا من ﴿ فَاعِلٌ ﴾ لعدم مناسبة المقصود ﴿ وَٱذْكُر رَّبَّكَ ﴾: أي: مشيئتة.
﴿ إِذَا نَسِيتَ ﴾: الاستثناء ثم تذكرت، فما نزلت قال صلى الله عليه وسلّم: " إن شاءالله "، واستبدل به ابن عباس على أنَّ للحالف الاستثناء ولو بعد سنة، وخالفه الجمهور لظهور فساده، وأوله لبن خزيمة بأن لأداء السنة، ورُوي عن ابن غباس أن عدم الحنث بعد نحو سنة مخصوص بالنبّي صلى الله عليه وسلّم ﴿ وَقُلْ عَسَىٰ أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لأَقْرَبَ مِنْ هَـٰذَا ﴾: الإخبار عن أصحاب الكهف.
﴿ رَشَداً ﴾: هداية تدلعلى بوتي، وقد هداه، وقيل: اذكر ربك إذا نسيت شيئا ثم تذكرته، وإن لم تذكره، فقل عسى أن... إلى آخره ﴿ وَلَبِثُواْ فِي كَهْفِهِمْ ﴾: من رقادهم الى بعثهم.
﴿ ثَلاثَ مِاْئَةٍ سِنِينَ ﴾: شمسية بحساب اليهود.
﴿ وَٱزْدَادُواْ ﴾: بعضهم.
﴿ تِسْعاً ﴾: بحسابها قمرية إذا الشمسية ثلاثمائة وخمسة وستون يوما وكسرا، والقمرية ثلاثامائة وأربعة وخمسون يوما وكسرا تفاوتهما في كل مائة سنة ثلاث سنين، و ﴿ سِنِينَ ﴾: بدل لا عطف بيان كما مرَّ ﴿ قُلِ ﴾: حيث ينازعونك في هذا العدد ﴿ ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ لَهُ غَيْبُ ﴾: علم غيب ﴿ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ ﴾: ما أبصره.
﴿ وَأَسْمِعْ ﴾: به بما يعجب للعجب، فإن ادراكه خارج عن الإدراك.
﴿ مَا لَهُم ﴾: ما لأهل السَّماوات والارض.
﴿ مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ ﴾: يتولى أمورهم.
﴿ وَلاَ يُشْرِكُ ﴾: الله ﴿ فِي حُكْمِهِ أَحَداً ﴾: منهم
﴿ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ ﴾: غيره.
﴿ مُلْتَحَداً ﴾: ملجأ تعدل إليه إن لم تقل ﴿ وَٱصْبِرْ ﴾: احبس.
﴿ نَفْسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِٱلْغَدَاةِ وَٱلْعَشِيِّ ﴾: أي: كل أوقاتهم.
﴿ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ﴾: رضاه وهم فقراء الصحابة إذ طلب أشراف قريش أن يفرد لهم مجلسا دونهم.
﴿ وَلاَ تَعْدُ ﴾: لَا تصرف ﴿ عَيْنَاكَ ﴾: نظركَ ﴿ عَنْهُمْ ﴾: إلى الأغنياء كعتيبة وصحبه.
﴿ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ ﴾: في إبعادهم ﴿ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ﴾: إســـرافا.
﴿ وَقُلِ ٱلْحَقُّ ﴾: كـــائنٌ ﴿ مِن رَّبِّكُمْ ﴾: لاهـــواكم ﴿ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾: أمر تهديد، ولا يفهم استقلالنا إذا بمشيئة.
﴿ إِنَّا أَعْتَدْنَا ﴾: هيأنا.
﴿ لِلظَّالِمِينَ ﴾: الكافرين ﴿ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ﴾: ما أحاط بها مجاز عن الفسطاط ودخانها ولهبها.
﴿ وَإِن يَسْتَغِيثُواْ ﴾: من العطش ﴿ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَٱلْمُهْلِ ﴾: مُذاب النحاس أو دردي الزيت.
﴿ يَشْوِي ٱلْوجُوهَ ﴾: إذا قدم ليشرب ﴿ بِئْسَ ٱلشَّرَابُ ﴾: المهلُ ﴿ وَسَآءَتْ ﴾: النار.
﴿ مُرْتَفَقاً ﴾: متكأً، ذكره لمقابلة ﴿ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً ﴾: ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً ﴾: مـــنهم.
﴿ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ ٱلأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ ﴾: يزينون ﴿ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ ﴾: جمع أسوارة أو جمع سوار.
﴿ مِن ذَهَبٍ ﴾: كدأب ملك العجم في الدنيا.
﴿ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّن سُنْدُسٍ ﴾: رقيق الديباج.
﴿ وَإِسْتَبْرَقٍ ﴾: غليظـه، أفهم بِجمعهما أن فيها ما تشتهي الأنفس.
﴿ مُّتَّكِئِينَ ﴾: مظطجعين أو متربعين في الجلوس ﴿ فِيهَا ﴾: في الجنّـات ﴿ عَلَى ٱلأَرَآئِكِ ﴾: السرر في الحجلة وعي بيت يزين للعروس.
﴿ نِعْمَ ٱلثَّوَاب ﴾: ذلك.
﴿ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً ﴾: متكأ.
﴿ وَٱضْرِبْ ﴾: اجعــل.
﴿ لهُمْ ﴾: للكافر والمؤمن.
﴿ مَّثَلاً ﴾: حال.
﴿ رَّجُلَيْنِ ﴾: أخوين، مُؤْمنٌ اسمه يهوذا، وكافر اسمه قطروس ورثا مالاً فأحدهما اشترى به النخل وأمتعَة الدنيا، والآخر صرفة في الخير.
﴿ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا ﴾: الكافر.
﴿ جَنَّتَيْنِ ﴾: بساتين ﴿ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ ﴾: جعلنا النخل محيطاً بهما ﴿ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا ﴾: بين الكرم والنخل ﴿ زَرْعاً كِلْتَا ﴾: مفرد يدل على التثنية ﴿ ٱلْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا ﴾: ثمرتها.
﴿ وَلَمْ تَظْلِم ﴾: تنقص ﴿ مِّنْهُ ﴾: من اكلها.
﴿ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَراً وَكَانَ لَهُ ﴾: لـصاحبها.
﴿ ثَمَرٌ ﴾: أموال مثمرة غير الجنتين.
﴿ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ ﴾: المؤمن.
﴿ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ ﴾: يراجعه في الكلام، في التفاخر.
﴿ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً ﴾: حشما وعشيرة.
﴿ وَدَخَلَ جَنَّتَهُ ﴾: أخذ بيد صاحبه، أفردها لأن المراد بها ما متع به تنبيها على أن ماله جنة غيرها مما وعد المتقون، أو لاتصالهما أو لدخوله في إحداهما.
﴿ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ ﴾: بكفــره وعجبــه.
﴿ قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ ﴾: تفنـــى ﴿ هَـٰذِهِ ﴾: الجنــة.
﴿ أَبَداً ﴾: لاغتراره وآماله، ولا شك أن أحوال أغنياء زماننا كحاله، ولكن خوف سيف الشرع أخرسهم عن مقاله.
﴿ وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ ﴾: القيامة.
﴿ قَائِمَةً ﴾: كائنة.
﴿ وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي ﴾: فرضا.
﴿ لأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا ﴾: من جنتي.
﴿ مُنْقَلَباً ﴾: مرجعا، لأنه إنما أعطاني لاستئهالي ﴿ قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ ﴾: المؤمنُ ﴿ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِٱلَّذِي خَلَقَكَ ﴾: أي: أصل مادتك او مادة أصلك.
﴿ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ ﴾: عدلك ﴿ رَجُلاً * لَّٰكِنَّاْ ﴾: لكن أنا.
﴿ هُوَ ٱللَّهُ رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً ﴾: تعريض بإشراكه ﴿ وَلَوْلاۤ ﴾: هلاَّ ﴿ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ ٱللَّهُ ﴾: كائن.
﴿ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِٱللَّهِ ﴾: اعترافًا بالعجز ﴿ إِن تَرَنِ أَنَاْ أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً فعسَىٰ رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا ﴾: على جنتك.
﴿ حُسْبَاناً ﴾: صواعق ﴿ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَتُصْبِحَ ﴾: الجنة.
﴿ صَعِيداً زَلَقاً ﴾: ملساء يزلق عليها ﴿ أَوْ يُصْبِحَ مَآؤُهَا غَوْراً ﴾: غائرًا في الارض ﴿ فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ ﴾: للماء.
﴿ طَلَباً * وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ ﴾: مجاز عن الإهلاك.
﴿ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ ﴾: يضرب إحدهما على الأخرى يتحسرُ ﴿ عَلَى مَآ أَنْفَقَ فِيهَا ﴾: في عمارتهــا.
﴿ وَهِيَ ﴾: الأشجار.
﴿ خَاوِيَةٌ ﴾: ساقطة ﴿ عَلَىٰ عُرُوشِهَا ﴾: دعائمها في الأرض ﴿ وَيَقُولُ ﴾: تاسفاً عليها ﴿ يٰلَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً ﴾: فلم يهلك بستاني ﴿ وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ ﴾: جماعـة.
﴿ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ ﴾: أي: غير ﴿ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِراً ﴾: بنفسه ﴿ هُنَالِكَ ﴾: أي: مقام نزول عذابه.
﴿ ٱلْوَلاَيَةُ ﴾: بفتح الواو والنصرة وبكسرها: الملكُ ﴿ لِلَّهِ ٱلْحَقِّ ﴾: صفة الله، وبالضم صفة للولاية ﴿ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً ﴾: لمطيعيه.
﴿ وَخَيْرٌ عُقْباً ﴾: عاقبة لهم ﴿ وَٱضْرِبْ ﴾: اجعل.
﴿ لَهُم مَّثَلَ ﴾: شبيه زينة ﴿ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا ﴾: في زهرتهـا وسيلَانهـا وسرعة زوالها ﴿ كَمَآءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ فَٱخْتَلَطَ ﴾: التفَّ وتكاثفَ ﴿ بِهِ نَبَاتُ ٱلأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً ﴾: يابـتسا ومكسورا.
﴿ تَذْرُوهُ ﴾: تفرقــه.
﴿ ٱلرِّياحُ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً ﴾: قادراً ﴿ ٱلْمَالُ وَٱلْبَنُونَ زِينَةُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا ﴾: فزوالهــا سريع.
﴿ وَٱلْبَاقِيَاتُ ٱلصَّالِحَاتُ ﴾: الأعمال الصالحة الباقي أثرها، ومنه: " سبحان الله والحمدلله ولا إله الا الله والله اكبر "، والصلوات ونحوها أي: كالحج وصيام رمضان والكلمة الطيبة وقد فسرت بكل واحدة منها ﴿ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً ﴾: لأن صاحبها ينال م يُؤمَّل بها ﴿ وَ ﴾: اذكر ﴿ يَوْمَ نُسَيِّرُ ٱلْجِبَالَ ﴾: في الجو بعد قلعها.
﴿ وَتَرَى ٱلأَرْضَ بَارِزَةً ﴾: ظلهرة مستوية بلا تلال ووهاد ويبرز ما في الأموات و الكنوز ﴿ وَ ﴾: قد ﴿ حَشَرْنَاهُمْ ﴾: دل الماضي على أن الحشر قبل تييسرها ليعاينوه.
﴿ فَلَمْ نُغَادِرْ ﴾: نترك.
﴿ مِنْهُمْ أَحَداً وَعُرِضُواْ عَلَىٰ رَبِّكَ ﴾: عرض الجند على السلطان ليقضي بينهم.
﴿ صَفَّاً ﴾: مصطفى قائلين لهم: ﴿ لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴾: عراة بلا شيء او أحياء ﴿ بَلْ ﴾: للخروج من قصة الى أخرى.
﴿ زَعَمْتُمْ أَن ﴾: أنه.
﴿ لَنْ نَّجْعَلَ لَكُمْ مَّوْعِداً ﴾: للبعث.
﴿ وَوُضِعَ ٱلْكِتَابُ ﴾: صحف الاعمال في الأيدي أو في ميزان.
﴿ فَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ ﴾: خائفين ﴿ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يٰوَيْلَتَنَا ﴾: يا هلكتني تعالي وتعجبـى ﴿ مَالِ هَـٰذَا ٱلْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً ﴾: من أعمالنا ﴿ وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا ﴾: عدها، وهذا لا ينافي إن تجتنبوا كبائر... الآية، إذا لا يلزم من العد عدم التفكير ﴿ وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِراً ﴾: في الصحف ﴿ وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً ﴾: فيكتب عليه ما لا يفعل.
﴿ وَ ﴾: اذكر ﴿ إِذْ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُوۤاْ إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ ٱلْجِنِّ ﴾: فسر مرة، أفهم ان الملك لا يعصى، وإنما هو عصى لأنه كان جنيا، لكن عن ابن عباس أنه كان من أشراف الملائكة خزَّان الجنان.
﴿ فَفَسَقَ ﴾: خرج.
﴿ عَنْ أَمْرِ ﴾: طاعــة.
﴿ رَبِّهِ ﴾: بترك السجود ﴿ أَفَتَتَّخِذُونَهُ ﴾: يا بني آدم.
﴿ وَذُرِّيَّتَهُ ﴾: أولاده، قيل: سُمي بها اتباعه مجازا، وقيل: يتوالدون كبني آدم وقيل: يدخل ذنبه في دبره فيبيض فتنفلق البيضة عن جماعة من الشياطين ﴿ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِي ﴾: بإطاعتهم ومخالفتي ﴿ وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً ﴾: من الله تعالى وابليس وذريته.
﴿ مَّآ أَشْهَدتُّهُمْ ﴾: أي: الشياطين.
﴿ خَلْقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلاَ خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ ﴾: بإحضار بعضهم خلق بعض.
﴿ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ ٱلْمُضِلِّينَ ﴾: أي: متخذهم ﴿ عَضُداً ﴾: أعوانا والمشاركة في الألوهية فرع المشاركة في الخالقية ﴿ وَيَوْمَ يَقُولُ ﴾: الله ﴿ نَادُواْ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ زَعَمْتُمْ ﴾: نهم شركتئي لإعانتكم ﴿ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقاً ﴾: مهلكا يشتركون فيه وهو النارُ، أو بمنع تواصلهم ﴿ وَرَأَى ﴾: عاينَ ﴿ ٱلْمُجْرِمُونَ ٱلنَّارَ فَظَنُّوۤاْ ﴾: تيقنوا.
﴿ أَنَّهُمْ مُّوَاقِعُوهَا ﴾: مخالطوها واقعون فيها من مسيرة أربعين سنة تعجيلا لغمهم ﴿ وَلَمْ يَجِدُواْ عَنْهَا مَصْرِفاً ﴾: معدلا
﴿ لِلنَّاسِ ﴾: مثلا.
﴿ مِن ﴾: جنس.
﴿ كُلِّ مَثَلٍ ﴾: ليتعظوا.
﴿ وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ ﴾ يتأتي منهُ الجدل ﴿ جَدَلاً ﴾: بالباطل إلَّا من عُصم ﴿ وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ ﴾: قريش من.
﴿ لنَّاسَ أَن يُؤْمِنُوۤاْ إِذْ جَآءَهُمُ ٱلْهُدَىٰ ﴾: الرسول والقرآن.
﴿ وَيَسْتَغْفِرُواْ رَبَّهُمْ إِلاَّ ﴾: انتظار ﴿ أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ ٱلأَوَّلِينَ ﴾: من العذابن ﴿ أَوْ يَأْتِيَهُمُ ٱلْعَذَابُ ﴾: عذاب الآخرة.
﴿ قُبُلاً ﴾: عيانا أو أنواعا ﴿ وَمَا نُرْسِلُ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ ﴾: للمــــؤمنين.
﴿ وَمُنذِرِينَ ﴾: للكــافرين.
﴿ وَيُجَٰدِلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلْبَٰطِلِ ﴾: نحو:﴿ أَبَعَثَ ٱللَّهُ بَشَراً رَّسُولاً ﴾[الاسراء: ٩٤] ﴿ لِيُدْحِضُواْ ﴾: ليزيلوا.
﴿ بِهِ ﴾: بالباطل.
﴿ ٱلْحَقَّ ﴾: القرآن.
﴿ وَٱتَّخَذُوۤاْ ءَايَٰتِي ﴾: القرآن.
﴿ وَمَآ أُنْذِرُواْ ﴾: به.
﴿ هُزُواً ﴾: استهزاءً ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَٰتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا ﴾: ولم يتدبرها.
﴿ وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ﴾: من المعاصي ﴿ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً ﴾: أغطية كراهية ﴿ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ ﴾: القرآن.
﴿ وَفِي ءَاذَانِهِمْ وَقْراً ﴾: ثقلا عن استماع الحق قبولا.
﴿ وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَىٰ ٱلْهُدَىٰ فَلَنْ يَهْتَدُوۤاْ إِذاً أَبَداً ﴾: حقيقةً ولا تقليداً ﴿ وَرَبُّكَ ٱلْغَفُورُ ﴾: البليغ المغفرة.
﴿ لْغَفُورُ ذُو ٱلرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُواْ لَعَجَّلَ لَهُمُ ٱلْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُواْ مِن دُونِهِ ﴾: تعالى في ذلك الموعد.
﴿ مَوْئِلاً ﴾: منجا وملجأً ﴿ وَتِلْكَ ٱلْقُرَىٰ ﴾: المجاورة للمكة كعادٍ ﴿ أَهْلَكْنَاهُمْ ﴾: أي: أصحابهم.
﴿ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم ﴾: لهلاكهم ﴿ مَّوْعِداً ﴾: أو لزمان هلاكهم موعداً فاعتبروا.
﴿ وَ ﴾: اذكر.
﴿ إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَٰهُ ﴾: يوشع بن نون بن إفرايم بن يوسف -عليه الصلاو والسلام- ﴿ هُ لاۤ أَبْرَح ﴾: لا أزال أسير.
﴿ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ ٱلْبَحْرَيْنِ ﴾: ملتقى بحري فارس والروم موعد لقائه مع خضر وفسر بهما فإن موسىكان بحر علم الظاهر، وخضر الباطن ﴿ أَوْ أَمْضِيَ ﴾: أسير.
﴿ حُقُباً ﴾: دهراً طويلاً، أو سنةً وقصَّته: أنه خطب بعد علاك القِبطِ، فسئل: هلى أحد أعلم منك: فقال: لا، فأوحى إليه: بلى عبجنا خضر وهو بمجمع البحرين، وهو الذي كان على مقدمة ذي القرنين الأكبر الذي لقي إبراهيم وبنى السد وطاف الدنيا لا الأصغر اليوناني الذي طلب ماء الحياة وما وجد، فسار موسى والفتاة ﴿ فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا ﴾: بين البحرين رقد موسى عند صخرةٍ فوثب الحوت المشويُّ في البحر من مكتلهما وهما لموسى والخضر، وقيل: كان حوتا مملحاً وصل إليه قطرة ماء الحياة مما توضأ به يوشع فحيى منه ﴿ نَسِيَا حُوتَهُمَا ﴾: نسي موسى طلبه، ونسي يوشعُ ذكر ما رأى من حياته ﴿ فَٱتَّخَذَ ﴾: جعل الحوت ﴿ سَبِيلَهُ فِي ٱلْبَحْرِ سَرَباً ﴾: سعيا طويلا لا منفذ له ككوة فجمد الماء حوله ولم يلتئم، وفي الآية تقديم وتأخير فلا عجب في نسيانه هذه المعجزة القرأنية لأنه كان معتاداً بمشاهدة معجزاته الغريبة، وصار إلفها سببا لقلة اهتمامه بها.
﴿ فَلَمَّا جَاوَزَا ﴾: الصخرة وسارا الليلة والغداة إلى الظهر.
﴿ قَالَ لِفَتَٰهُ ﴾: يوشعُ ﴿ آتِنَا غَدَآءَنَا ﴾: مأكول أول النهار.
﴿ لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَـٰذَا نَصَباً ﴾: تعبا بعد المجاوزة منها، ولم يع موسى في سفره غيره كما أشار إليه هذا.
﴿ قَالَ أَرَأَيْتَ ﴾: ما جرى عليَّ ﴿ إِذْ أَوَيْنَآ إِلَى ٱلصَّخْرَةِ ﴾: التي رقدت عندها ﴿ فَإِنِّي نَسِيتُ ٱلْحُوتَ ﴾: أي: ذكر قصته.
﴿ وَمَآ أَنْسَانِيهُ ﴾: أي: ذكره.
﴿ إِلاَّ ٱلشَّيْطَٰنُ أَنْ أَذْكُرَهُ ﴾: بدل من الضمير.
﴿ وَٱتَّخَذَ ﴾: الحوتُ ﴿ سَبِيلَهُ فِي ٱلْبَحْرِ ﴾: سبياً ﴿ عَجَباً ﴾: كما مرّ ﴿ قَالَ ﴾: موسى.
﴿ ذَلِكَ ﴾: فقد الحوت ﴿ مَا كُنَّا نَبْغِ ﴾: نطلبه، لأنه أمارة المطلوب.
﴿ فَٱرْتَدَّا ﴾: رجعا ﴿ عَلَىٰ آثَارِهِمَا ﴾: يقصان، أي: يتبعان أثرهما ﴿ قَصَصاً * فَوَجَدَا ﴾: عند الصخرة.
﴿ عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَآ ﴾: خضر بثوب مستلقيا على الارض واسمع بليا بن ملكان ﴿ آتَيْنَاهُ رَحْمَةً ﴾: نبوة أو ولاية وهو الأرجح، وهو باق إلى الآن ﴿ مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا ﴾: من قبلنا ممَّا لا يعلم إلَّا بتوفيقنا ﴿ عِلْماً ﴾: بالمغيبات.
﴿ قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ ﴾: أصحبك على شرط ﴿ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً ﴾: للرُّشد ويجب كون الرسول أعلم المرسل إليه في أصول دينه وفروعه، فلا نقص لموسى في ذلك إذا لم يكن الخضر نبيا، في ذلك إذا لم يكن الخضر نبيا، ثم قال: كفاك بالتوراة علما، فقال موسى: أمرني به ربي ﴿ قَالَ ﴾: الخضر ﴿ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ﴾: لما ترى مني مخالفة شرعك ظاهرا ﴿ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ ﴾: ببواطنه.
﴿ خُبْراً ﴾: أي: لم تخبر به وظاهره منكر.
﴿ قَالَ سَتَجِدُنِيۤ إِن شَآءَ ٱللَّهُ صَابِراً ﴾: معك ﴿ وَلاَ أَعْصِي لَكَ أمْراً ﴾: ما استثني في المعصية فعصى ﴿ قَالَ فَإِنِ ٱتَّبَعْتَنِي فَلاَ تَسْأَلْني عَن شَيءٍ ﴾: أنكرته.
﴿ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً ﴾: أي: ابتدىء ببيانه.
﴿ فَٱنْطَلَقَا ﴾: يطلبان سفينة ومعهما يوشع تبعاً ﴿ حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي ٱلسَّفِينَةِ ﴾: فأخذ قدوماً وقطع لوحين منها حتى.
﴿ خَرَقَهَا ﴾: قيل: إن الماء لم يدخلها ﴿ قَالَ ﴾: موسى ﴿ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً ﴾: عظيمــــــا.
﴿ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً * قَالَ ﴾ موسى ﴿ لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ ﴾: بنسياني وصيتك.
﴿ وَلاَ تُرْهِقْنِي ﴾: لا تكلفني.
﴿ مِنْ أَمْرِي عُسْراً ﴾: بالمؤاخذة على المشي.
﴿ فَٱنْطَلَقَا ﴾: بعد خُروجهما من السفينة.
﴿ حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلاَماً ﴾: صبيا غَضًّا يلعب مع الغلمان اسمو حيسون.
﴿ فَقَتَلَهُ ﴾: قلع رأسه، دل بالفاء على عَدمِ التراخي والتروي، بخلافِ أمر السفينة ﴿ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً ﴾: طلهرةً قال أبو عمرو: الزاكية: التي لم تذنب قطُّ، والزكيةُ: التي أذنبت ثم غُفَرت، قال بعض أثمة التفسير: لعله أختار الأول فإنه كان صغيراً، ويردُّ عليه مل مرَّ اختيار الملك ﴿ بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً ﴾: منكرا، قال في الأول: " إمْرا "، أي: منكراً عظيما لأن قتل جماعة أعظمُ من قتل واحد، رُوي أنه لما سمع غضب واقتلع كتف الغلام الأيسر وقشَّرهُ، وإذا مكتوب فيه: كافر لا يؤمن بالله أبدا ﴿ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكَ ﴾: زاد لك عقابا على نقضة العهد مرتين.
﴿ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً * قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا ﴾: اعتراضاً ﴿ فَلاَ تُصَٰحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ ﴾: وجدت.
﴿ مِن لَّدُنِّي عُذْراً ﴾: لما خالفتك مرارا.
﴿ فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَآ أَتَيَآ أَهْلَ قَرْيَةٍ ﴾: أنطاكية.
﴿ ٱسْتَطْعَمَآ أَهْلَهَا ﴾: في الحديث" كان يمشي عل مجالسهم يستطعمانهم "وفيه تنبيه على هوان الدنيا على الله تعالى.
﴿ فَأَبَوْاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً ﴾: قائما ارتفاعه مائة ذراع ﴿ يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ ﴾: يسقط، استعار الإدارة لمداناة سقوطها، فمسحه بيده كذا ابن عباس ﴿ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ ﴾: أخذ شيء.
﴿ لَتَّخَذْتَ ﴾: افتعال من " اتخذ " وكذا قرىء: لتخذت أي: أخذت ﴿ عَلَيْهِ أَجْراً ﴾: إذ نحن جياع.
﴿ قَالَ هَـٰذَا ﴾: السؤال.
﴿ فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ﴾: اضاف المصدر الى الظرف أتساعا، وإنما فارق في الثالث دون لا الأولين لأنه كان لشهوة بطنه، وهما لفرط صلابته في الــــدين.
﴿ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً * أَمَّا ٱلسَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ ﴾: مالا أو عجزا عن دفع الظلم، ودلَّ الأول على ان المسكين من يملك مالا يكفيه.
﴿ يَعْمَلُونَ فِي ٱلْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا ﴾: أجعلها ذات عيبٍ ﴿ وَكَانَ وَرَآءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ ﴾: صحيحة ﴿ غَصْباً ﴾: خالف الظاهر يعني الظاهر تأخير قوله: فأردت أن أعيبها عن قوله ﴿ وَكَانَ وَرَآءَهُم مَّلِكٌ ﴾: تقديما بالنسبة في التقديم: فأردت للعناية ﴿ وَأَمَّا ٱلْغُلاَمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَآ أَن يُرْهِقَهُمَا ﴾: يكلفهما ﴿ طُغْيَاناً وَكُفْراً ﴾: أي: يحملهما حبهُ على متابعته في الكفر، وفي الحديث: " إنه طُبع كَافرا " وقد مرَّ قصة كتفه ﴿ فَأَرَدْنَآ أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا ﴾: يرزقهما، بدله ﴿ خَيْراً مِّنْهُ زَكَـاةً ﴾: طهارة من الذنوب ﴿ وَأَقْرَبَ رُحْماً ﴾: رحمةً على والديه، فأعطيا جارية تزوجها نبيٌّ، فولدت نبياً هدى الله-تعالى-به أمة من الأمم ﴿ وَأَمَّا ٱلْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي ﴾: تلك.
﴿ ٱلْمَدِينَةِ ﴾: اسمها أصرم وصريم.
﴿ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا ﴾: لوح من ذهب، كتب فيه نصائح ﴿ وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً ﴾: نسَّاجًا أو سباحا اسمه: كاشح، بينهما وبينه سبع آباء.
﴿ فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَآ أَشُدَّهُمَا ﴾: حلمهما وكمال رأيهما.
﴿ وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا ﴾: ولو سقط الجدار لضاع ﴿ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ﴾: بل بأمر الله تعالى وحياً او إلهاماً ﴿ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِـع عَّلَيْهِ صَبْراً ﴾: ومن فوائد القصة أن لا نعجب بعلمنا ولا نبادر إلى إنكار ما لا نستحسنه ونداوم على التعلم ونتذلل للمعلم، وننبه المجرم على جرمه حتى يتحقق إجرامه ثم نعفو: ونهاجر عنه. أسند الأول إلى نفسه لأنه بمباشرته، والثاني إلى الإثنين لأن التبديل بإهلاكه وإيجاد الله بدله، والثالث إلى الله، إذ لا دخل له في بلوغه.
﴿ قُلْ سَأَتْلُواْ عَلَيْكُم مِّنْهُ ﴾: من ذي القرنين ﴿ ذِكْراً * إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ ﴾: أمروه ﴿ فِي ٱلأَرْضِ ﴾: بالتصرف فيها كيف شاء.
﴿ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ ﴾: أراده.
﴿ سَبَباً ﴾: وصلة إليه من العلم والقدرة والآلة.
﴿ فَأَتْبَعَ سَبَباً ﴾: وصلة إلى المغرب أو طريقا ﴿ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ ٱلشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ ﴾: مطمح نظره أو حقيقة فإنَّ الشمس في السماء الرابعة، وهي مثل الارض مائة وستين مرة، ولذا ما قال: كانت تغرب.
﴿ فِي عَيْنٍ ﴾: ذات.
﴿ حَمِئَةٍ ﴾: طين أسود، وحامية أي: حارة ﴿ وَوَجَدَ عِندَهَا ﴾: عند العين ﴿ قَوْماً ﴾: كفارًا ﴿ قُلْنَا ﴾: له وحيا إليه أو إلى بني زمانة أو إلهاما: ﴿ يٰذَا ٱلْقَرْنَيْنِ إِمَّآ أَن تُعَذِّبَ ﴾: بالقتل ونحوه ﴿ تُعَذِّبَ وَإِمَّآ أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً ﴾: بإرشادهم، فاختار الحسن حيث قال: ﴿ أَمَّا مَن ظَلَمَ ﴾: بإصرار على الكفر.
﴿ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ﴾: بالقتل ﴿ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُّكْراً ﴾: منكراً لم يعهد مثله.
﴿ وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَآءً ٱلْحُسْنَىٰ ﴾: أي: الجنة والإضافة بيانية، ونصباً حال، أي: فله الحسنى مجزياً بها ﴿ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا ﴾: ما نأمر به أمرا.
﴿ يُسْراً ﴾: عملاً لا شاقاً ﴿ ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً ﴾: وصلة إلى الشرق ﴿ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ ٱلشَّمْسِ ﴾: أول مكان طلوعها من المعمورات ﴿ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْم ﴾: هم الزنج.
﴿ لَّمْ نَجْعَل لَّهُمْ مِّن دُونِهَا ﴾: دون الشمس.
﴿ سِتْراً ﴾: من اللباس، أو من الأبنية والأشجار، والمراد دوام طلوعها عليهم في الصيف فوق الأرض، هذا وراء بربرة من تلقاء بلغار تدور الشمس فيه بالصيف ظاهرة فوق الأرض لكن لا تسامته رؤسهم اُسس ذي القرنين.
﴿ كَذَلِكَ ﴾: المذكور في الملك.
﴿ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْراً ﴾: من كثرة الأسباب ﴿ خُبْراً ﴾: علما.
﴿ ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً ﴾: وصلة بين المشرق والمغرب.
﴿ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ ﴾: جبلا أرمينية من أذربيجان المبنّي بينهما السد.
﴿ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْماً لاَّ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً ﴾: لقلة فطانتهم ﴿ قَالُواْ ﴾: القوم ﴿ يٰذَا ٱلْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ﴾: قبليتين من ولد يافث، أو يأجوج من الترك، ومأجوج من الجبل ﴿ مُفْسِدُونَ فِي ٱلأَرْضِ ﴾: أرضنا.
﴿ لأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً ﴾: جعلاً ﴿ عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً ﴾: يمنعهم عنَّا ﴿ قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي ﴾: من المال والملك.
﴿ خَيْرٌ ﴾: من خرجكم ﴿ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ ﴾: ما اتقوى به من الآلات.
﴿ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً ﴾: حاجزا حصينا، وهو أكبر من السدَّ ﴿ آتُونِي زُبَرَ ﴾: قطع ﴿ ٱلْحَدِيدِ ﴾: أي: ناولوني، فلا ينافى ردَّ الخرج فأتوا به.
﴿ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ ﴾: امتلأ.
﴿ بَيْنَ ٱلصَّدَفَيْنِ ﴾: جانبي الجبلين وازى روُسهما بجعل بجعل الفحم والحطب في خلال الزُّبر ﴿ قَالَ ﴾: للعملة: ﴿ ٱنفُخُواْ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَاراً ﴾: كالنار بالإحماء ﴿ قَالَ آتُونِيۤ أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً ﴾: نحاسا مُذابا ليشتدَّ ﴿ فَمَا ٱسْطَاعُوۤاْ أَن يَظْهَرُوهُ ﴾: يعلو لملاسته.
﴿ وَمَا ٱسْتَطَاعُواْ لَهُ نَقْباً ﴾: لشدته وثخنه ﴿ قَالَ ﴾: ذو القرنين: ﴿ هَـٰذَا ﴾: السد.
﴿ رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ﴾: على عباده.
﴿ فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ﴾: أي: وقت وَعْدِ ﴿ رَبِّي ﴾: بخروجهم أو قرب ﴿ جَعَلَهُ دَكَّآءَ ﴾: مداًّ: أرضًا مستوية، وقصراً: مدكوكاً، مستوٍ بالأرض.
﴿ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً ﴾: كائنا، تمت قصة ذي القرنين. قال تعالى ﴿ وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ ﴾: بعض يأجوج ومأجوج.
﴿ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ ﴾: كموج الماء لكثرتهم.
﴿ وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ ﴾: القرن كما مرّ ﴿ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً ﴾: للمجازاة.
﴿ وَعَرَضْنَا ﴾: أظهرنا.
﴿ جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضاً * ٱلَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَآءٍ ﴾: غشاوةٍ ﴿ عَن ﴾: رؤية ﴿ ذِكْرِي ﴾: آياتي اعتبارا.
﴿ وَكَانُواْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً ﴾: لكلامي لصممهم عن الحق.
﴿ أَفَحَسِبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَن يَتَّخِذُواْ ﴾: أي: اتخاذهم.
﴿ عِبَادِي مِن دُونِيۤ أَوْلِيَآءَ ﴾: لا يغضبني؟! ﴿ إِنَّآ أَعْتَدْنَا ﴾: أعددنا ﴿ جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً ﴾: ما يُهيَّأُ للضيف أوَّلَ نُزُوْله، فكيف بالضيافة؟ ﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِٱلأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً ﴾: جمع التمييز لتنوع الاأعمال هم ﴿ ٱلَّذِينَ ضَلَّ ﴾: بطل ﴿ سَعْيُهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ﴾: لعجبهم وجهلهم.
﴿ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ ﴾: بطلت ﴿ أَعْمَالُهُمْ ﴾: لكفرهم.
﴿ فَلاَ نُقِيمُ ﴾: نجعل ﴿ لَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَزْناً ﴾: قدراً، أو: نزن أعمالهم لا نحباطها، وأما قوله﴿ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ﴾ففي العصاة، الأمر ﴿ ذَلِكَ جَزَآؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُواْ وَٱتَّخَذُوۤاْ آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً ﴾: لم يعتبروها.
﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ ٱلْفِرْدَوْسِ ﴾: أعلى الجنة ﴿ نُزُلاً ﴾: كما مرَّ ﴿ خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً ﴾: تحوُّلاً ﴿ قُل لَّوْ كَانَ ٱلْبَحْرُ ﴾: ماؤه ﴿ مِدَاداً ﴾: ما يستمد به الكاتب الكلمات وهي الدالة على حكمه.
﴿ لَنَفِدَ ٱلْبَحْرُ ﴾: ماؤه لأنه متناه.
﴿ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي ﴾: لأنها غير متناهية.
﴿ وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ ﴾: بمثل البحر موجود.
﴿ مَدَداً ﴾: معونةً ﴿ قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ ﴾: خُصصْتُ بالوحي.
﴿ فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِ ﴾: يمطعُ في حُسْن لقائـهِ ﴿ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً ﴾: موافقا للـشرع.
﴿ وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ ﴾: أي: فيها ﴿ أَحَدَاً ﴾: بالرياء، أو طلب أجرٍ، كمن يسره أن يطلع على عمله والمراد: الشرك الخفي، ودل عليه الحديث.