تفسير سورة التحريم

تفسير القرآن
تفسير سورة سورة التحريم من كتاب تفسير القرآن .
لمؤلفه الصنعاني . المتوفي سنة 211 هـ
سورة التحريم ( وهي مدنية )

بسم الله الرحمن الرحيم١.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة والشعبي في قوله تعالى :﴿ يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك ﴾ قالا : حرم النبي صلى الله عليه وسلم جاريته، قال الشعبي : حلف النبي صلى الله عليه وسلم بيمين٢ مع التحريم فعاتبه الله في التحريم وجعل له كفارة اليمين٣. قال عبد الرزاق : قال معمر : وأما٤ قتادة فقال حرمها فكانت يمينا. معمر عن هشام بن عروة عن أبيه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح دخل على أزواجه امرأة امرأة فسلم عليهن، وكانت حفصة قد أهدي لها عسل، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليها خاضت٥ له من ذلك العسل فسقته منه فيجلس عندها، فغارت عائشة فجمعتهن فقالت لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم امرأة أمرأة : إذا دخل عليكن فقولي : ما هذه الريح التي أجدها منك يا رسول الله ؟ أكلت مغافير ؟ فإنه سيقول : سقتني حفصة عسلا فقولي : جرست٦ نحله العرفط، قال : فدخل على سودة، قالت : فأردت أن أقول له قبل أن يدخل فرقا من عائشة، قالت : فلما دخل قلت : ما هذه الريح التي أجد منك يا رسول الله ؟ أأكلت مغافير ؟ قال : لا، ولكن حفصة سقتني عسلا، فقالت : جرست نحله العرفط، ثم دخل عليهن امرأة امرأة وهن يقلن له ذلك ثم دخل على عائشة فقالت له أيضا ذلك، فلما كان الغد دخل على حفصة فسقته فأبى أن يشرب وحرمه عليه، فأنزل الله تعالى :﴿ يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم ﴾٧.
١ البسملة من (م)..
٢ في النسختين بيمين وفي الدر يمينا. وكلا التعبيرين يصح من حيث اللغة..
٣ أخرجه عبد بن حميد عن الشعبي وقتادة، وروى ما في معناه النسائي في كتاب عشرة النساء ج ٧ ص ٧١..
٤ في (م) وقال معمر قال قتادة..
٥ في (م) وجعلت له. ومعنى خاضت: أي خلطته بالماء وحركته..
٦ معنى جرست نحله العرفط: أي أكلت ورعت من شجر العرفط. والعرفط بالضم شجر من العضاه. وقيل هو شجر الطلح وله صمغ كريه الرائحة فإذا أكلته النحل حصل في عسلها من ريحه. والصمغ الذي يسيل من شجر العرفط يسمى المغافير وهو حو المذاق إلا أن رائحته ليست بطيبة. ا هـ باختصار من لسان العرب ج ٦ ص ٣٦ وج ٧ ص ٣٥..
٧ رواه البخاري في مواضع كثيرة من صحيحه ومنها الطلاق ج ٦ ص ١٦٧ وقد جاء في بعض الروايات أن التي سقته عسلا هي زينب بنت جحش، وتؤيده روايات ابن عباس عن عمر بن الخطاب أن اللتين تظاهرتا على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حفصة وعائشة رضي الله عنهم جميعا. ورواه مسلم في الطلاق ج ٤ ص ١٨٥ وفيه الروايات المختلفة أيضا.
وأبو داود في الأشربة ج ٥ ص ٢٨٠ والنسائي في الطلاق ج ٦ ص ١٥١..

عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فقد صغت قلوبكما ﴾ قال : مالت قلوبكما.
عبد الرزاق عن الثوري قال : بلغني عن الربيع بن خيثم في قوله :﴿ من يتق الله جعل له مخرجا ﴾١ قال من كل شيء ضاق على الناس.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وصالح المؤمنين ﴾ قال : هم الأنبياء.
١ هذه القطعة من الآية رقم: ٢. من سورة الطلاق. وليست التحريم..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ قانتات ﴾ قال : مطيعات، قال : والسائحات الصائمات. عبد الرزاق عن سفيان عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن مجاهد في قوله :﴿ اقنتي لربك ﴾ قال : أطيلي الركوع.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ قوا أنفسكم وأهليكم نارا ﴾ قال : مروهم بطاعة الله وانهوهم عن معصية الله. عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن رجل عن علي في قوله تعالى :﴿ قوا أنفسكم وأهليكم نارا ﴾ قال علي بن أبي طالب : علموا أنفسكم وأهليكم الخير.
عبد الرزاق عن إسرائيل عن سماك بن حرب أنه سمع النعمان بن بشير يقول في قوله تعالى :﴿ توبة نصوحا ﴾ قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : التوبة النصوح أن يجتنب الرجل عمل السوء كان يعمله، ويتوب إلى الله ثم لا يعود إليه أبدا، فتلك التوبة النصوح.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ضرب الله مثلا للذين كفروا ﴾ قال : لم يغن صلاح هذين عن هاتين شيئا، وامرأة فرعون لم يضرها كفر فرعون.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فنفخنا فيه من روحنا ﴾ قال : فنفخنا في جيبها من روحنا. عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ من القانتين ﴾ قال : من المطيعين.
Icon