تفسير سورة الأعراف

المجتبى من مشكل إعراب القرآن
تفسير سورة سورة الأعراف من كتاب المجتبى من مشكل إعراب القرآن الكريم المعروف بـالمجتبى من مشكل إعراب القرآن .
لمؤلفه أحمد بن محمد الخراط .

سورة الأعراف
٢ - ﴿كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ﴾
«كتاب» خبر مبتدأ مضمر أي: هذا كتاب، والفاء في «فلا يكن» معترضة، والجملة معترضة بين الجار ومتعلَّقه؛ لأن «لتنذر» مصدر مجرور باللام متعلق بـ «أنزل»، وقوله «ذكرى» : اسم معطوف على المصدر المجرور، والتقدير: للإنذار والتذكير.
٣ - ﴿وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ﴾
الجار «من دونه» متعلق بحال من «أولياء» وقوله «قليلا» : نائب مفعول مطلق، و «ما» زائدة. وجملة «تذكَّرون» مستأنفة لا محل لها.
٤ - ﴿وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ﴾
الواو استئنافية، «كم» خبرية مبتدأ، والجار متعلق بنعت لـ «كم»، وجملة «أهلكناها» خبر المبتدأ «كم»، «بياتا» مصدر في موضع الحال أي: بائتين. وجملة «هم قائلون» معطوفة على المفرد «بياتا» في محل نصب، من قبيل عطف الجملة على المفرد، والتقدير: بائتين أو قائلين.
٥ - ﴿فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ﴾
«دعواهم» خبر كان مقدم، واسمها المصدر المؤول «أن قالوا» ؛ لأن المصدر المؤول أعرف من المضاف، وتذكير الفعل «كان» قرينة مرجحة -[٣٠٩]- لإسناد الفعل إلى المصدر، وقوله «إذ» : ظرف زمان متعلق بالمصدر «دعواهم»، وجملة «فما كان دعواهم» معطوفة على جملة «كم من قرية أهلكناها» لا محل لها.
٦ - ﴿فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ﴾
الفاء مستأنفة، واللام واقعة في جواب القسم، والفعل مضارع مبني على الفتح، والنون للتوكيد، والفاعل ضمير نحن، وجملة «فلنسألن الذين» مستأنفة، و «نسألنَّ» معطوفة على جواب القسم.
٧ - ﴿فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ﴾
الجار «بعلم» متعلق بحال من فاعل «نقصَّنَّ» أي: ملتبسين بعلم، وجملة «وما كنَّا» معطوفة على الحال المحذوفة التي تعلَّق بها الجار «بعلم» من قبيل عطف الجملة على المفرد في محل نصب.
٨ - ﴿وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾
الواو مستأنفة، «والوزن» مبتدأ خبره «الحق»، و «يومئذ» ظرف زمان متعلق بحال من «الوزن»، «إذٍ» اسم ظرفي مبني على السكون في محل جر مضاف إليه، والتنوين للتعويض عن جملة، وجملة «فمن ثقلت» معطوفة على المستأنفة الأولى، وجملة «ثقلت» خبر المبتدأ «من».
٩ - ﴿وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ﴾
جملة «فأولئك الذين» جواب الشرط في محل جزم، قوله «بما كانوا» :-[٣١٠]- «ما» مصدرية، والمصدر المجرور متعلق بـ «خسروا».
١٠ - ﴿قَلِيلا مَا تَشْكُرُونَ﴾
«قليلا» نائب مفعول مطلق، «ما» زائدة، وجملة «تشكرون» مستأنفة.
١١ - ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ﴾
جملة «ولقد خلقناكم» معطوفة على جملة «ولقد مكنَّاكم» لا محل لها. «إبليس» مستثنى، وجملة «لم يكن» مستأنفة.
١٢ - ﴿قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ﴾
«ما» اسم استفهام مبتدأ، وجملة «منعك» خبر، «ألا تسجد» لا «زائدة للتوكيد، والمصدر منصوب على نزع الخافض» مِنْ «،» إذ «ظرف زمان متعلق بـ تسجد، الجار» منه «متعلق بـ» خير «، جملة» خلقتني" تفسيرية للخيرية.
١٣ - ﴿قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ﴾
الفاء في «فاهبط» جواب شرط مقدر أي: إن امتنعت من طاعتي فاهبط، وجملة «فما يكون» معطوفة على جملة «اهبط»، والمصدر «أن تتكبر» فاعل «يكون» التامة، الجار «لك» متعلق بـ «يكون»، وجملة «إنك من الصاغرين» مستأنفة.
١٤ - ﴿إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ -[٣١١]-
جملة «يبعثون» في محل جر مضاف إليه.
١٦ - ﴿قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ﴾
جملة «فبما أغويتني» جواب شرط مقدر أي: إن أنظرتني، والباء جارّة تفيد السببية، «ما» مصدرية، والمصدر مجرور متعلق بـ «أقعدن». والتقدير: إن أنظرتني فلأقعدنَّ لهم بإغوائك إياي. وجملة «فوالله لأقعدنَّ» جواب الشرط المقدر، «صراطك» منصوب على نزع الخافض «على»، ويضعف إعرابه ظرفا؛ لأنه مختص، والمختص يتعدى بـ «في» نحو: «صليت في المسجد».
١٧ - ﴿ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ﴾
جملة «ولا تجد» معطوفة على جملة «لآتينهم» لا محلَّ لها، ولم تقترن نون التوكيد به مع كونه معطوفا على جواب القسم؛ لأنه منفي.
١٨ - ﴿قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ﴾
«مذءومًا» حال من فاعل «اخرج»، وكذا «مدحورا». ويجوز تعدُّد الحال لذي حال واحدة، واللام في قوله «لمَن» موطئة للقسم و «مَن» شرطية مبتدأ، والجار «منهم» متعلق بحال من الضمير المستتر في «تبعك» أي كائنا منهم، وجملة «لمن تبعك» مستأنفة، و «أجمعين» توكيد للضمير المتصل في «منكم».
١٩ - ﴿وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ -[٣١٢]- فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾
«أنت» توكيد للضمير المستتر في «اسكن»، وقوله «وزوجك» : اسم معطوف على الضمير المستتر في «اسكن»، و «حيث» اسم ظرفي مبني على الضم في محل جر متعلق بـ «كلا»، وجملة «شئتما» مضاف إليه، وقوله «فتكونا» : الفاء سببية، والفعل مضارع ناسخ منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، وعلامة نصبه حذف النون والألف فاعل، والمصدر المؤول معطوف على مصدر متصيد من الكلام السابق أي: لا يكن منكما قربٌ فحصول الظلم منكما.
٢٠ - ﴿فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ﴾
«ما ووري عنهما» ما «اسم موصول مفعول به، وفعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير هو، والجار» عنهما «متعلق بالفعل، والجار الثاني متعلق بحال من الضمير المستتر في» ووري «. المصدر» أن تكونا" مفعول لأجله أي: خشية أن تكونا.
٢١ - ﴿وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ﴾
الجار «لكما» متعلق بـ «الناصحين»، والجار «لمن الناصحين» متعلق بالخبر، واللام المزحلقة، وجملة «إني لمن الناصحين» جواب القسم لا محل لها.
٢٢ - ﴿فَدَلاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾
الجار «بغرور» متعلق بحال من ضمير الفاعل أي: دلاهما ملتبسا بغرور. قوله «وطفقا يخصفان» : الواو عاطفة، وفعل ماض ناسخ، واسمه الضمير، وجملة «يخصفان» في محل نصب خبر، وجملة «ألم أنهكما» تفسيرية للمناداة لا محل لها. الجار «لكما» متعلق بـ «عدو».
٢٣ - ﴿وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾
الجملة «لنكونن» جواب قسم مقدر، وقبل حرف الشرط لام التوطئة مقدرة، وحذف جواب الشرط، والجار «من الخاسرين» متعلق بخبر كان.
٢٤ - ﴿قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ﴾
جملة «بعضكم لبعض عدو» حال من الواو في «اهبطوا» في محل نصب، والجار «في الأرض» متعلق بحال من «مستقر» المبتدأ، والجار «إلى حين» متعلق بنعت لـ «متاع»، وجملة «ولكم في الأرض مستقر» معطوفة على جملة «بعضكم عدو».
٢٦ - ﴿يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾
جملة «قد أنزلنا» جواب النداء مستأنفة، وجملة «يواري» نعت «لباسا»، وجملة «ولباس التقوى ذلك خير» معطوفة على جواب النداء لا محل لها، -[٣١٤]- وجملة «ذلك خير» خبر «لباس»، والإشارة إلى المبتدأ أغنت عن الرابط بين المبتدأ والخبر، وجملة «لعلهم يذكَّرون» مستأنفة لا محل لها.
٢٧ - ﴿يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ﴾
قوله «كما أخرج» : الكاف نائب مفعول مطلق، «ما» مصدرية أي: فتنة مثل فتنة إخراج، والمصدر مضاف إليه، وجملة «ينزع» حال من ضمير «أخرج»، وجملة «إنه يراكم» مستأنفة لا محل لها، و «هو» تأكيد للضمير الهاء في «إنه»، وهذا الفاصل مسوِّغ لعطف «وقبيله» على الضمير المستتر في «يراكم»، وجملة «لا ترونهم» مضاف إليه.
٢٨ - ﴿وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا﴾
جملة الشرط معطوفة على جملة الصلة ﴿لا يُؤْمِنُونَ﴾، جملة «والله أمرنا» معطوفة على مقول القول.
٢٩ - ﴿قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ﴾
جملة «أقيموا» معطوفة على الأمر المقدر الذي ينحل إليه المصدر، وهو «بالقسط»، أي: قل: أمر ربي بأن أقسطوا وأقيموا. و «مخلصين» حال من فاعل «ادعوه»، و «الدين» مفعول به لـ «مخلصين»، والكاف في «كما» -[٣١٥]- نائب مفعول مطلق، أي: تعودون عَوْدًا مثل بدئكم، و «ما» مصدرية. وجملة «تعودون» مستأنفة.
٣٠ - ﴿فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ﴾
«فريقا» مفعول به مقدم، و «فريقا» الثاني مفعول به لفعل محذوف يفسره ما بعده أي: وأضلَّ فريقًا، جملة «حقَّ» مفسرة للمقدر، والجار «من دون» متعلق بـ «أولياء»، والمصدر المؤول «أنهم مهتدون» سدَّ مسدَّ مفعولَيْ «حسب».
٣٢ - ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾
الجار «من الرزق» متعلق بحال من «الطيبات»، و «خالصة» حال من «الطيبات» والكاف في «كذلك» نائب مفعول مطلق أي: نفصِّل الآيات تفصيلا مثل ذلك التفصيل. وجملة «نفصل» مستأنفة.
٣٣ - ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا﴾
«ما ظهر» : اسم موصول بدل اشتمال من «الفواحش»، والجار «بغير» متعلق بحال من «البغي»، والمصدر «أن تشركوا» معطوف على «البغي».
٣٤ - ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ﴾ -[٣١٦]-
جملة الشرط معطوفة على المستأنفة أول الآية، وجزاء الشرط مجموع الجملتين، لا كل واحدة على حِدة، و «ساعة» ظرف زمان متعلق بالفعل.
٣٥ - ﴿يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾
قوله «إما يأتينكم» :«إن» شرطية و «ما» زائدة، والفعل المضارع مبني على الفتح؛ لاتصاله بنون التوكيد في محل جزم، وجملة «يقصُّون» نعت لرسل، وقوله «فمن اتقى» : الفاء رابطة لجواب الشرط إما، و «من» اسم شرط ثان مبتدأ، وجملة «فلا خوف عليهم» جواب الشرط الثاني. وجملة الشرط الثاني جواب الشرط الأول، و «لا» في «فلا خوف» تعمل عمل ليس، أمَّا «لا» الثانية في «ولا هم» فهي مهملة؛ لدخولها على معرفة.
٣٦ - ﴿وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾
جملة «أولئك أصحاب» خبر المبتدأ «الذين»، وجاز خلوُّها من الرابط للإشارة إلى المبتدأ، وجملة «هم فيها خالدون» حال من «أصحاب»، والجار متعلق بـ «خالدون».
٣٧ - ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ﴾
«حتى» ابتدائية، و «إذا» ظرفية شرطية متعلقة بـ «قالوا». والجملة الشرطية مستأنفة، و «أين» اسم استفهام ظرف مكان متعلق بالخبر المحذوف، «ما» -[٣١٧]- اسم موصول مبتدأ، والجار «من دون» متعلق بحال من العائد المقدر، والمصدر «أنهم كانوا» منصوب على نزع الخافض الباء.
٣٨ - ﴿ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لا تَعْلَمُونَ﴾
قوله «خلت» : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، والجار «من الجن» متعلق بنعت لأمم، والجار «في النار» متعلق بـ «ادخلوا»، وجاز تعلق حرفين: ادخلوا في أمم في النار، بلفظ واحد بعامل واحد؛ لاختلاف معنى الحرفين، فالأول بمعنى مع، والثاني للظرفية. «كلما» :«كل» ظرف زمان متعلق بـ «لعنت»، و «ما» مصدرية زمانية والمصدر المؤول مضاف إليه، والتقدير: لعنت أمة أختها كلَّ وقتِ دخول. وجملة «دخلت» صلة الموصول الحرفي، وجملة «لعنت» نعت ثان لـ «أمم»، والرابط بين النعت والمنعوت مقدر أي: منها، وقوله «ضعفا» : نعت لـ «عذابا»، وجملة «ولكن لا تعلمون» معطوفة على مقول القول في محل نصب.
٣٩ - ﴿وَقَالَتْ أُولاهُمْ لأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ﴾
الفاء في «فما كان» واقعة في جواب شرط مقدر أي: إن كنتم ضالين بسببنا فما كان، و «فضل» اسم كان، و «مِن» زائدة، والجار «علينا» متعلق -[٣١٨]- بحال من «فضل»، وجملة «فذوقوا» معطوفة على مقول القول، والموصول «بما كانوا» مجرور متعلق بـ «ذوقوا».
٤٠ - ﴿وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ﴾
جملة «نجزي» مستأنفة، والكاف نائب مفعول مطلق أي: نجزي جزاء مثل ذلك الجزاء.
٤١ - ﴿لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ﴾
«غواشٍ» مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة، وجملة «لهم من جهنم مهاد» حال من «المجرمين». وجملة «نجزي» مستأنفة.
٤٢ - ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾
جملة «لا نكلِّف نفسا» معترضة، وجملة «أولئك أصحاب الجنة» خبر «الذين»، وجملة «هم فيها خالدون» حال من «أصحاب».
٤٣ - ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾
الجار «من غل» متعلق بحال من الضمير العائد في الصلة المقدرة باستقر، واللام في «لنهتدي» للجحود، والمصدر المؤول مجرور متعلق بخبر كان المقدر، أي: مريدين للهداية. المصدر «أنْ هدانا الله» مبتدأ، وخبره محذوف -[٣١٩]- تقديره موجود، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله أي: لولا هداية الله لما كنا لنهتدي، وجملة «لولا أن هدانا» وجوابها المقدر مستأنفة. وقوله «أن تلكم» :«أن» مفسرة، و «تلكم» مبتدأ، و «الجنة» بدل، وجملة «تلكم الجنة أورثتموها» مفسرة لا محل لها.
٤٤ - ﴿وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾
قوله «أن قد وجدنا» :«أن» مفسرة، وجملة «وجدنا» تفسيرية، «حقا» مفعول ثان، «أن لعنة الله» :«أن» مفسرة، و «لعنة» مبتدأ، ، وجملة «لعنة الله على الظالمين» تفسيرية.
٤٥ - ﴿الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالآخِرَةِ كَافِرُونَ﴾
«الذين يصدون» نعت لـ «الظالمين»، «عِوَجا» حال من الواو، وجملة «وهم كافرون» معطوفة على جملة «يبغونها» لا محل لها.
٤٦ - ﴿وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ﴾
جملة «وبينهما حجاب» مستأنفة، وجملة «وعلى الأعراف رجال» معطوفة على المستأنفة. «أن سلام عليكم» :«أن» تفسيرية، و «سلام» مبتدأ، وجاز الابتداء بالنكرة؛ لأنه دعاء، وجملة «سلام عليكم» تفسيرية للمناداة، وجملة «لم يدخلوها» حال من فاعل «نادوا»، وكذا جملة «وهم يطمعون» حال من فاعل «يدخلوها».
٤٧ - ﴿وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾
«تلقاء» ظرف مكان متعلق بـ «صُرِفت»، «مع» ظرف مكان للمصاحبة متعلق بالفعل «تجعلنا».
٤٨ - ﴿وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ﴾
«ما أغنى» :«ما» نافية، و «أغنى» فعل ماض فاعله «جَمْعُكم»، والمصدر «ما كنتم» معطوف على «جمعكم» التقدير: جمعكم وكونكم تستكبرون.
٤٩ - ﴿أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ﴾
جملة «لا ينالهم» جواب القسم لا محل له، وامتنع توكيده بالنون؛ لأنه منفي. وجملة «ادخلوا» مقول القول لقول محذوف أي: فقال لهم الله: ادخلوا. وجملة القول المحذوفة مستأنفة. وجملة «لا خوف عليكم» حال من الواو في «ادخلوا».
٥٠ - ﴿وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ﴾
«أن» تفسيرية. وجملة «أفيضوا» مفسرة فسَّرت المناداة. وجملة «قالوا» مستأنفة.
٥١ - ﴿الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا -[٣٢١]- نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ﴾
جملة «فاليوم ننساهم» مستأنفة، والكاف نائب مفعول مطلق، و «ما» مصدرية أي: ننساهم نسيانا مثل نسيانهم، و «لقاء» مفعول به، والمصدر «وما كانوا» معطوف على المصدر المؤول السابق.
٥٢ - ﴿وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾
الجار «على علم» متعلق بحال من الفاعل، «هُدى» مفعول لأجله. الجار «لقوم» متعلق بنعت لـ «رحمة».
٥٣ - ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾
«يوم» ظرف زمان متعلق بـ «يقول»، الجار «بالحق» متعلق بحال من «رسل»، وجملة «فهل لنا من شفعاء» معطوفة على جملة «قد جاءت»، ويجوز عطف الإنشاء على الخبر. و «شفعاء» مبتدأ، و «مِن» زائدة، والفاء في «فيشفعوا» سببية، والفعل منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية، والمصدر المؤول معطوف على «شفعاء» أي: فهل لنا شفعاء فشفاعة منهم لنا، والفاء في «فنعمل» سببية أي: هل ثمة ردٌّ فنعمل، «غير» مفعول به، وجملة «أو نرد» معطوفة على جملة «هل لنا من شفعاء» في محل نصب، والمعنى: فهل يشفع لنا أحد، أو هل نرد؟
٥٤ - ﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ -[٣٢٢]- يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾
«الذي» نعت للجلالة، جملة «يغشي» حال من فاعل «خلق»، وجملة «يطلبه» حال من «الليل» حثيثا" نائب مفعول مطلق، أي: طلبا، «مسخرات» حال من الأسماء المتقدمة. والجار متعلق بمسخرات. «رب العالمين» بدل مرفوع، وجملة «تبارك الله» مستأنفة لا محل لها.
٥٥ - ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾
«تضرُّعا» مصدر في موضع الحال، وجملة «إنه لا يحب» مستأنفة لا محل لها.
٥٦ - ﴿وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾
«بعد» ظرف زمان متعلق بـ «تفسدوا»، «خوفا» مصدر في موضع الحال، أي: ذوي خوف، الجار «من المحسنين» متعلق بـ «قريب».
٥٧ - ﴿وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾
وجملة «وهو الذي» معطوفة على جملة ﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ﴾ في الآية (٥٤)، وما بينهما معترض. «بشرا» حال من «الرياح»، «بين» ظرف مكان متعلق بـ «يرسل»، «حتى» ابتدائية، والجملة بعدها مستأنفة، والكاف في «كذلك» -[٣٢٣]- نائب مفعول مطلق أي: نخرج الموتى إخراجا مثل ذلك الإخراج، وجملة «لعلكم تذكرون» جملة مستأنفة.
٥٨ - ﴿وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ﴾
الجار «بإذن» متعلق بحال من «نباته»، «نكدا» حال من الضمير في «يخرج». والكاف في «كذلك» نائب مفعول مطلق، أي: نصرِّف الآيات تصريفا مثل ذلك التصريف، وجملة «نصرِّف» مستأنفة لا محل لها. وجملة «يشكرون» نعت لقوم.
٥٩ - ﴿اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾
جملة «ما لكم من إله غيره» حال من الجلالة، و «إله» مبتدأ، و «مِن» زائدة، «غيره» نعت لمحل «إله» المرفوع.
٦٠ - ﴿إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾
الجار «في ضلال» متعلق بـ «نراك».
٦١ - ﴿قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾
«يا قوم» : منادى مضاف منصوب بالفتحة المقدرة قبل الياء المحذوفة، جملة «ولكني رسول» معطوفة على جواب النداء المستأنفة لا محل لها.
٦٢ - ﴿أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾ -[٣٢٤]-
جملة «أبلغكم» نعت لـ ﴿رَسُولٌ﴾ في محل رفع. الجار «من الله» متعلق بحال من «ما».
٦٣ - ﴿أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾
المصدر «أن جاءكم» منصوب على نزع الخافض «مِنْ»، وجملة «جاءكم» صلة الموصول الحرفي، وجملة «ولعلكم ترحمون» معطوفة على المصدر المجرور، من قبيل عطف جملة على مفرد.
٦٤ - ﴿فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ﴾
«والذين» اسم معطوف على الهاء في «فأنجيناه»، «معه» : ظرف مكان متعلق بصلة الموصول المقدرة، وكذا تعلق «في الفلك»، وجملة «إنهم كانوا» حالية من «الذين كذَّبوا»، «عمين» نعت خبر كان.
٦٥ - ﴿وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ﴾
الجار «وإلى عاد» متعلق بـ أرسلنا مقدرا، «أخاهم» مفعول للفعل المقدر منصوب بالألف «هودا» بدل من أخاهم، «إله» مبتدأ و «مِن» زائدة، «غيره» نعت لمحل «إله» مرفوع، وجملة «ما لكم من إله غيره» حال من الجلالة. وجملة «أفلا تتقون» مستأنفة.
٦٦ - ﴿قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ -[٣٢٥]- الْكَاذِبِينَ﴾
الجار «من قومه» متعلق بحال من الموصول، الجار «في سفاهة» متعلق بـ «نراك». الجار «من الكاذبين» متعلق بالمفعول الثاني لـ «نظنك».
٦٨ - ﴿أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ﴾
جملة «أبلِّغكم» نعت ثان لـ ﴿رَسُولٌ﴾، وجملة «وأنا ناصح» حال من الضمير المستتر في «أبلغكم». والجار «لكم» متعلق بـ «ناصح». «أمين» خبر ثان.
٦٩ - ﴿أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾
الهمزة للاستفهام، والواو مستأنفة، «أن» مصدرية، والمصدر منصوب على نزع الخافض (مِنْ). الجار «من ربكم» متعلق بنعت لـ «ذِكْر». الجار «على رجل» متعلق بنعت ثان، الجار «منكم» متعلق بنعت لـ «رجل»، والمصدر المؤول «لينذركم» مجرور متعلق بـ «جاءكم». وجملة «فاذكروا» مستأنفة لا محل لها. وجملة «لعلكم تفلحون» مستأنفة لا محل لها.
٧٠ - ﴿قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾
«وحده» حال مؤولة بنكرة أي منفردا، ومفعول «يعبد» محذوف أي يعبده. وجملة «فأتنا» جواب شرط مقدر، أي: إن كنت صادقا فأتنا. وجملة -[٣٢٦]- «إن كنت من الصادقين» مستأنفة. وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله.
٧١ - ﴿قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ﴾
الجار «من ربكم» متعلق بـ «وقع»، جملة «أتجادلونني» مستأنفة في حيز القول. وجملة «سميتموها» نعت لأسماء، «أنتم» توكيد للضمير التاء في «سميتموها»، جملة «ما نزل» نعت ثان لأسماء. وجملة «فانتظروا» مستأنفة. وجملة «إني معكم» مستأنفة في حيز القول. الجار «من المنتظرين» متعلق بالخبر، «معكم» ظرف متعلق بالمنتظرين.
٧٢ - ﴿فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ﴾
«فأنجيناه والذين» : الفاء عاطفة على جملة مقدرة مستأنفة أي: فعاقبناهم فأنجيناه. وقوله «والذين» : اسم معطوف على الهاء في «أنجيناه». وجملة «وما كانوا» معطوفة على جملة الصلة لا محل لها.
٧٣ - ﴿وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾
الجار «وإلى ثمود» متعلق بأرسلنا مقدرة، «أخاهم» مفعول للفعل المقدر -[٣٢٧]- منصوب بالألف، «صالحا» بدل من «أخاهم» منصوب بالفتحة، «إله» مبتدأ، و «مِن» زائدة، و «غيره» نعت لإله على المحل، جملة «ما لكم من إله غيره» حالية من «الله». جملة «قد جاءكم» مستأنفة في حيز القول، «لكم آية» الجار متعلق بمحذوف حال من «آية»، و «آية» حال من «ناقة الله»، وجملة «فذروها» معطوفة على جملة «هذه ناقة» لا محل لها. والفاء في «فيأخذكم» سببية. والمصدر معطوف على مصدر متصيد من الكلام السابق أي: لا يكن منكم مسٌّ فأَخْذ. وجملة «تأكل» جواب الشرط المقدر. وجملة «ولا تمسوها» معطوفة على جملة «فذروها».
٧٤ - ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾
«إذ» : اسم ظرفي مفعول به، جملة «تتخذون» حال من الكاف في «بَوَّأَكم» بيوتا «حال من» الجبال «، و» مفسدين «حال من الواو، وجملة» فاذكروا" مستأنفة.
٧٥ - ﴿قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ﴾
«لمن آمن» : هذا الجار بدل من «للذين» متعلق بما تعلق به، والمصدر «أن صالحا مرسل» سدَّ مسدَّ مفعولي علم. والجار «من ربه» متعلق بـ «مرسل».
٧٦ - ﴿إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ﴾
الجار «بالذي» متعلق بـ «كافرون»، وهو خبر «إن».
٧٧ - ﴿فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾
جملة «فعقروا» مستأنفة. جملة «إن كنت» مستأنفة. وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله.
٧٩ - ﴿فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ﴾
جملة «لقد أبلغتكم» جواب قسم، وجملة القسم وجوابه جواب النداء مستأنفة، وجملة «ولكن لا تحبون» معطوفة على جملة «نصحت».
٨٠ - ﴿وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ﴾
قوله «ولوطا» : الواو مستأنفة، «لوطا» مفعول به لاذكر مقدرة، «إذ» اسم ظرفي بدل من «لوطا». «أحد» فاعل، و «من» زائدة، والجار «من العالمين» متعلق بنعت لأحد، وجملة «ما سبقكم» حال من فاعل «تأتون» أي: تأتونها غير مسبوقين.
٨١ - ﴿إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ﴾
«شهوة» مفعول لأجله، الجار «من دون» متعلق بمحذوف حال من «الرجال» أي: متجاوزين.
٨٢ - ﴿وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾
المصدر «أن قالوا» اسم كان، وجملة «إنهم أناس» مستأنفة في حيز القول، وجملة «يتطهرون» نعت لـ «أناس».
٨٣ - ﴿فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ﴾
جملة «فأنجيناه»، الفاء عاطفة على جملة مستأنفة مقدرة أي: أرادوا به سوءًا فأنجيناه، و «أهله» اسم معطوف على الضمير الهاء، و «امرأته» مستثنى منصوب. وجملة «كانت من الغابرين» مستأنفة لا محل لها.
٨٤ - ﴿وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ﴾
«مطرا» مفعول به، «كيف» اسم استفهام خبر كان، وجملة «كان» مفعول به لفعل «انظر» المعلق بالاستفهام مُضَمَّنًا معنى العلم.
٨٥ - ﴿وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾
قوله «وإلى مدين» : الواو عاطفة، والجار متعلق بأرسلنا مقدرا، «أخاهم» مفعول لأرسلنا المقدر، «شعيبا» بدل، وجملة «ما لكم من إله غيره» حال من الجلالة، و «إله» مبتدأ، و «مِن» زائدة، «غيره» نعت على محل «إله»، وجملة «قد جاءتكم» مستأنفة. وجملة «فأوفوا» معطوفة على جملة «جاءتكم». و «بخس» يتعدى إلى اثنين: «الناس» و «أشياءهم»، وجملة «إن كنتم مؤمنين» مستأنفة، -[٣٣٠]- وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله.
٨٦ - ﴿وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلا فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ﴾
جملة «توعدون» حال من الواو في «تقعدوا» في محل نصب، «عِوَجا» مصدر في موضع الحال، و «إذ» اسم ظرفي مفعول به. وجملة «كان عاقبة» مفعول للنظر المعلق بالاستفهام. و «كيف» اسم استفهام خبر كان.
٨٧ - ﴿وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ﴾
جاز أن يكون اسم كان نكرة؛ لأنه موصوف، وقوله «وطائفة» : اسم معطوف على «طائفة». وجملة «لم يؤمنوا» معطوفة على «آمنوا» الذي هو خبر كان، ومتعلَّقه محذوف أي: لم يؤمنوا بالذي أرسلتُ به، عطفت اسمًا على اسم وخبرًا على خبر، وجملة «وهو خير الحاكمين» مستأنفة.
٨٨ - ﴿قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ﴾
جملة «لنخرجنّك يا شعيب» مقول القول، وجملة «لنخرجنك» جواب القسم، وجملة «يا شعيب» معترضة، وقوله «والذين» : اسم معطوف على الكاف، وقوله «لتعودن» : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال، والواو المقدرة فاعل، والنون للتوكيد، وجملة «لتعودُنَّ» معطوفة -[٣٣١]- على جواب القسم السابق. قوله «أولو كنا» : الهمزة للاستفهام، والواو حالية للعطف على حال محذوفة، والتقدير: أتخرجوننا في كل حال، ولو في هذه الحال؟ وهذا لاستقصاء الأحوال. وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله أي: ولو كنا كارهين تخرجوننا، وجملة مقول القول محذوفة، أي: أتخرجوننا.
٨٩ - ﴿قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ﴾
جملة «إن عدنا» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله، «إذ» : اسم ظرفي مضاف إليه، والمصدر «أن نعود» اسم يكون، والجار «لنا» متعلق بالخبر، وجملة «وما يكون لنا أن نعود» معطوفة على جملة «قد افترينا». المصدر «أن يشاء» مستثنى متصل من الأحوال العامة أي: ما يكون لنا أن نعود فيها في كل حال إلا حال مشيئة الله تعالى. «علما» تمييز، جملة «وأنت خير الفاتحين» مستأنفة لا محل لها.
٩٠ - ﴿لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ﴾
جملة «إنكم لخاسرون» جواب القسم، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله.
٩٢ - ﴿الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ﴾
الموصول مبتدأ، «كأنْ» حرف ناسخ مخفف، واسمه ضمير الشأن. -[٣٣٢]- وجملة «الذين كذبوا... » معترضة بين المتعاطفين وهما: «أصبحوا جاثمين»، و «فتولى عنهم»، وجملة «الذين كذبوا» الثانية مستأنفة في حيز الاعتراض، وخبر «الذين» الأول جملة «كأن لم يغنوا»، وجملة «كانوا هم الخاسرين» خبر الذين الثاني.
٩٣ - ﴿فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ﴾
جملة «لقد أبلغتكم» جواب القسم، وجملة القسم وجوابه جواب النداء مستأنفة. جملة «فكيف آسى» معطوفة على جملة «أبلغتكم» لا محل لها، و «كيف» اسم استفهام حال.
٩٤ - ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ﴾
جملة «أخذنا» حال من الضمير في «أرسلنا»، وجاز وقوع الماضي بعد «إلا» لتقدُّم فعل قبلها، وجملة «لعلهم يَضَّرَّعون» مستأنفة.
٩٥ - ﴿ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ﴾
«مكان» مفعول ثان مقدم، و «الحسنة» مفعول أول، «بغتة» مصدر في موضع الحال. وجملة «وهم لا يشعرون» حال من الضمير «نا» في «أخذناهم».
٩٦ - ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾
المصدر المؤول فاعل بـ «ثبت» مقدرا أي: ولو ثبت إيمان أهل القرى، وجملة «ولكن كذَّبوا» معطوفة على جملة «آمنوا» في محل رفع.
٩٧ - ﴿أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ﴾
المصدر «أن يأتيهم» مفعول به، و «بياتا» ظرف زمان. وجملة «وهم نائمون» حالية.
٩٨ - ﴿أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ﴾
المصدر «أن يأتيهم» مفعول به، «ضُحى» ظرف زمان متعلق بـ «يأتيهم».
٩٩ - ﴿فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾
جملة «فلا يأمن» مستأنفة لا محل لها، و «القوم» فاعل.
١٠٠ - ﴿أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ﴾
«أنْ» مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن، وجملة الشرط خبر «أنْ»، والمصدر المؤول فاعل «يهد»، جملة «ونطبع» مستأنفة، وجملة «فهم لا يسمعون» معطوفة على جملة «ونطبع».
١٠١ - ﴿تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا -[٣٣٤]- كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ﴾
«تلك القرى» مبتدأ وخبر، وجملة «نَقُصُّ» حال من «القرى»، وجملة «فما كانوا» معطوفة على جملة «جاءتهم»، واللام في «ليؤمنوا» للجحود. والمصدر المؤول متعلق بمحذوف خبر كان أي: ما كانوا مريدين للإيمان. وجملة «يطبع» معترضة بين المتعاطفين، والكاف نائب مفعول مطلق، أي: يطبع الله طَبْعا مثل ذلك الطبع.
١٠٢ - ﴿وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ﴾
جملة «وما وجدنا» معطوفة على جملة «فما كانوا»، و «عهد» مفعول به، و «من» زائدة، والجار «لأكثرهم» متعلق بحال من «عهد»، واللام في «لفاسقين» الفارقة بين المخففة والنافية، و «إنْ» مهملة، و «فاسقين» مفعول ثان.
١٠٣ - ﴿فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ﴾
جملة «كان» مفعول للنظر المعلق بالاستفهام المتضمن معنى العلم، و «كيف» اسم استفهام في محل نصب خبر كان.
١٠٥ - ﴿حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾
«حقيق» خبر ثان لـ «إن» في الآية السابقة، وهو بمعنى حريص، -[٣٣٥]- والمصدر المؤول مجرور بـ «على» متعلق بـ «حقيق»، و «الحق» مفعول به، وجملة «قد جئتكم» خبر ثالث لـ «إن». جملة «فأرسل» معطوفة على جملة «قد جئتكم»
١٠٦ - ﴿إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾
جملة «إن كنت» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله.
١٠٧ - ﴿فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ﴾
قوله «فإذا» : الفاء عاطفة، «إذا» فجائية، وجملة «فإذا هي ثعبان» معطوفة على جملة «ألقى».
١٠٨ - ﴿وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ﴾
«إذا» فجائية، وجملة «فإذا هي بيضاء» معطوفة على جملة «نزع». الجار «للناظرين» متعلق بخبر ثان أي: ظاهرة للناظرين.
١٠٩ - ﴿قَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ﴾
الجار «من قوم» متعلق بحال من «الملأ». «عليم» خبر ثان ل ـ «إنَّ».
١١٠ - ﴿يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ﴾
جملة «يريد» خبر ثالث لـ «إن»، وجملة «فماذا تأمرون» مقول القول لقول محذوف أي: فقال فرعون: فماذا تأمرون؟ وجملة القول المقدرة مستأنفة، و «ما» اسم استفهام مبتدأ، و «ذا» اسم موصول خبره.
١١١ - ﴿قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ﴾ -[٣٣٦]-
قوله «أرجه» : مِنْ أَرْجَيْته إذا أخَّرْتَه، وهو أمر مبني على حذف حرف العلة، والفاعل ضمير أنت، والهاء مفعول به، وتسكين هاء الضمير لغة، و «أخاه» معطوف على الهاء في «أرجه» منصوب بالألف، و «حاشرين» مفعول به، والأصل: رجالا حاشرين، ومفعول «حاشرين» محذوف أي: السحرة.
١١٢ - ﴿يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ﴾
«يأتوك» فعل مضارع مجزوم؛ لأنه جواب شرط مقدر، وعلامة جزمه حذف النون.
١١٣ - ﴿وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ﴾
جملة «قالوا» حال من السحرة. «إن» شرطية، «نحن» توكيد للضمير «نا»، وجملة «إن كنا نحن الغالبين» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله.
١١٤ - ﴿قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ﴾
جملة «نعم» مقول القول مع قوله المقدر أي: نعم إنكم مأجورون، وجملة «وإنكم لمن المقربين» معطوفة على مقول القول المقدر.
١١٥ - ﴿قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ﴾
«إما» حرف تخيير، والمصدر المؤول مفعول لفعل مقدر تقديره: اختر، و «نحن» توكيد للضمير المستتر في «نكون».
١١٦ - ﴿قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ﴾
جملة «فلما ألقوا» معطوفة على جملة «قال» لا محل لها.
١١٧ - ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ﴾
«أن» مفسرة، وجملة «ألق» تفسيرية، والفاء في «فإذا» عاطفة، و «إذا» فجائية، وجملة «فإذا هي تلقف» معطوفة على «ألقاها» مقدرا، والجملة المقدرة معطوفة على جملة «أوحينا» لا محل لها.
١١٨ - ﴿فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
جملة «فوقع الحق» معطوفة على جملة «هي تلقف». «ما» اسم موصول فاعل.
١١٩ - ﴿فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ﴾
«هنالك» : اسم إشارة ظرف مكان متعلق بـ «غلبوا»، واللام للبعد، والكاف للخطاب، و «صاغرين» حال من الواو في «غلبوا».
١٢٠ - ﴿وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ﴾
«ساجدين» حال من «السحرة».
١٢١ - ﴿قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾
جملة «قالوا» حال من الضمير المستتر في ﴿سَاجِدِينَ﴾.
١٢٣ - ﴿آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي -[٣٣٨]- الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾
المصدر «أن آذن» مضاف إليه، وجملة «مكرتموه» نعت لـ «مكر»، والواو في «مكرتموه» للإشباع، وجملة «فسوف تعلمون» مستأنفة في حيز القول.
١٢٤ - ﴿لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ﴾
الجار «من خلاف» متعلق بحال مقدرة من الأيدي والأرجل. والقسم وجوابه تفسير للتهديد في قوله ﴿فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾. و «أجمعين» توكيد للكاف.
١٢٦ - ﴿وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا﴾
المصدر «أن آمنا» مفعول «نقم». وجملة «لما جاءتنا» مستأنفة في حيز القول، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله.
١٢٧ - ﴿وَقَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ﴾
الجار «من قوم» متعلق بحال من «الملأ»، و «يذرك» مضارع منصوب معطوف على «يفسدوا»، والظرف «فوقهم» متعلق بخبر ثان لـ «إنَّ». وجملة «وإنا قاهرون» معطوفة على جملة «ونستحيي».
١٢٨ - ﴿قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ -[٣٣٩]- مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾
جملة «يورثها» حال من الجلالة، «مَنْ» مفعول به ثان. الجار «من عباده» متعلق بحال مِنْ «مَنْ». وجملة «والعاقبة للمتقين» مستأنفة.
١٢٩ - ﴿قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾
المصدر «أن تأتينا» مضاف إليه، وكذلك المصدر «ما جئتنا» لأن «ما» مصدرية، و «عسى» ناقصة، والمصدر «أن يهلك» خبرها، وجملة «تعلمون» مفعول به للنظر المعلَّق بالاستفهام المُضَمَّن معنى العلم.
١٣١ - ﴿فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾
جملة الشرط معطوفة على جملة «أخذنا»، «معه» ظرف متعلق بالصلة المقدرة، وجملة «ولكن أكثرهم لا يعلمون» معطوفة على المستأنفة «إنما طائرهم عند الله».
١٣٢ - ﴿وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ﴾
«مهما» اسم شرط مبتدأ، والجار «من آية» متعلق بصفة لـ «مهما»، وجملة «فما نحن بمؤمنين» جواب الشرط، «ما» تعمل عمل ليس. والباء في خبرها زائدة، والجار «لك» متعلق بخبر «ما».
١٣٣ - ﴿فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ -[٣٤٠]- مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ﴾
«آيات» حال منصوبة بالكسرة. وجملة «فاستكبروا» معطوفة على جملة «أرسلنا».
١٣٤ - ﴿لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ﴾
اللام في «لئن» موطئة للقسم، وجملة «لنؤمنن» جواب القسم.
١٣٥ - ﴿فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ﴾
الفاء في «فلما» عاطفة، و «لما» حرف وجوب لوجوب، والجملة معطوفة على جملة «ولما وقع»، وجملة «هم بالغوه» نعت لـ «أجل»، و «إذا» فجائية، وجملة «إذا هم ينكثون» جواب الشرط.
١٣٦ - ﴿فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا﴾
جملة «فانتقمنا» معطوفة على جملة ﴿فَلَمَّا كَشَفْنَا﴾. المصدر المؤول «بأنهم كذَّبوا» مجرور بالباء متعلق بـ «أغرقناهم».
١٣٧ - ﴿وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ﴾
«مشارق» مفعول ثان لـ «أورثنا»، و «الحسنى» نعت «كلمة»، وهي أفعل تفضيل جاءت مؤنثة؛ لأنها معرفة بأل، والمعرف بأل يطابق ما قبله. و «ما» في قوله «بما صبروا» مصدرية، والمصدر مجرور متعلق بـ «تمت». -[٣٤١]- وقوله «ما كان يصنع فرعون» : اسم كان ضمير تقديره هو يعود على الموصول، والهاء في «يصنع» مقدرة أي يصنعه، وقوله «وما كانوا» : اسم موصول معطوف على «ما».
١٣٨ - ﴿فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ﴾
جملة «يعكفون» نعت لـ «قوم»، وقوله «كما لهم آلهة» : الكاف اسم بمعنى مثل نعت لـ «إلها»، «ما» مصدرية حُذِفت صلتها وتقديرها ثبت، والجار «لهم» متعلق بحال من «آلهة»، و «آلهة» فاعل بـ «ثبت» مقدرا، والمصدر المؤول مضاف إليه، والتقدير: اجعل لنا إلها مثل ثبوت آلهة لهم. وجملة «ثبت لهم آلهة» صلة الموصول الحرفي.
١٣٩ - ﴿إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
«متبّر» خبر «إن»، «ما» موصولة نائب فاعل لاسم المفعول «مُتَبَّر»، والضمير المنفصل «هم» مبتدأ. وقوله «وباطل» : اسم معطوف على «متبر»، و «ما» اسم موصول فاعل لاسم الفاعل، وجملة «إن هؤلاء متبر» مستأنفة. وجملة «هم فيه» صلة الموصول لا محل لها.
١٤٠ - ﴿قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾
«غير» مفعول به مقدم لـ «أبغي». والفعل «أبغيكم» مضارع مرفوع بالضمة، المقدرة والفاعل ضمير أنا، والكاف منصوب على نزع الخافض -[٣٤٢]- أي: أبغي لكم، و «إلها» تمييز، وجملة «وهو فضَّلكم» حالية من الجلالة في محل نصب.
١٤١ - ﴿وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ﴾
الواو مستأنفة، «إذ» اسم ظرفي مفعول لـ اذكر مقدرًا، وفعل ماض وفاعله ومفعوله، وجملة «يسومونكم» حال من «آل فرعون»، وجملة «يقتلون» تفسيرية للسَّوْم، وجملة «وفي ذلكم بلاء» مستأنفة لا محل لها.
١٤٢ - ﴿وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي﴾
«ثلاثين» مفعول به ثان. والتقدير: واعدناه تمام ثلاثين، و «ليلة» تمييز، و «أربعين» مفعول به على تضمين «تمَّ» معنى بلغ. وجملة «وقال موسى» مستأنفة.
١٤٣ - ﴿قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ﴾
«أنظرْ» : فعل مضارع مجزوم؛ لأنه واقع في جواب شرط مقدر أي: إنْ تُرِني أنظرْ. وجملة «ولكن انظر» معطوفة على جملة «لن تراني»، وجملة «فإن استقر مكانه» معطوفة على جملة «انظر»، و «مكانه» ظرف مكان متعلق بـ «استقر». وجملة «فلما تجلى» مستأنفة. و «لما» حرف وجوب لوجوب. -[٣٤٣]- وقوله «صعقا» حال من «موسى»، وجملة «فلما أفاق» معطوفة على جملة «خَرَّ موسى»، وقوله «سبحانه» : نائب مفعول مطلق، وعامله مقدر أي: نسبح سبحانك، وجملة «تبت إليك» مستأنفة في حيز القول، وجملة «وأنا أول المؤمنين» معطوفة على الفعلية «تبت» في محل رفع.
١٤٥ - ﴿وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ﴾
الجار «من كل» متعلق بحال من «موعظة»، والجار «بقوة» متعلق بحال مقدرة من الفاعل أي: ملتبسا بقوة، «دار» مفعول به ثان. وجملة «يأخذوا» جواب شرط مقدر أي: إن تأمر قومك يأخذوا، وجملة «سأريكم» مستأنفة لا محل لها. «دار» مفعول به ثان.
١٤٦ - ﴿الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا﴾
الجار «بغير» متعلق بحال محذوفة من الواو في «يتكبرون»، «سبيلا» مفعول ثان. المصدر «بأنهم كذَّبوا» في محل جر بالباء متعلق بالخبر. وجملة «ذلك بأنهم» مستأنفة.
١٤٧ - ﴿وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
جملة «حبطت أعمالهم» في محل رفع خبر، وجملة «هل يجزون» مستأنفة -[٣٤٤]- لا محل لها. «ما» موصول مفعول به ثان.
١٤٨ - ﴿وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ﴾
الجار «من بعده» متعلق بـ «اتخذ»، والجار «من حليهم» متعلق بحال من «عجلا»، «عجلا» مفعول به، «جسدًا» بدل. وجملة «له خوار» نعت «جسداً»، والمصدر المؤول «أنه لا يكلمهم» مفعول «يروا»، «سبيلا» مفعول ثان، وجملة «اتخذوه» مستأنفة لا محلَّ لها، وجملة «كانوا» حالية من الواو في «اتخذوه».
١٤٩ - ﴿وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾
الجار «في أيديهم» نائب فاعل. والمصدر «أنهم قد ضلُّوا» سدَّ مسدَّ مفعولي «رأى» القلبية، جملة «لنكوننَّ» جواب القسم، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه جواب القسم.
١٥٠ - ﴿وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الأَعْدَاءَ﴾
«غضبان أسفا» حالان من موسى، قوله «بئسما» : فعل ماض و «ما» اسم موصول فاعل، والمخصوص بالذم محذوف أي: خلافتكم. وجملة «أعجلتم» مستأنفة، وجملة «يجره» حال من فاعل «أخذ»، «أُمَّ» : مضاف إليه مجرور -[٣٤٥]- بالكسرة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المنقلبة ألفا، ثم المحذوفة، وجملة «فلا تشمت» معطوفة على جواب النداء لا محل لها.
١٥١ - ﴿وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾
جملة «وأنت أرحم» حالية من فاعل «أدخلنا».
١٥٢ - ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ﴾
'الجار «في الحياة» متعلق بنعت لـ «ذِلَّة»، جملة «نجزي» مستأنفة، والكاف نائب مفعول مطلق أي: نجزي جزاء مثل ذلك الجزاء.
١٥٣ - ﴿وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾
الجار «من بعدها» متعلق بـ «غفور»، واللام المزحلقة، وجملة «إن ربك لغفور» خبر المبتدأ «الذين»، والعائد مقدر أي: غفور لهم.
١٥٤ - ﴿أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ﴾
جملة «وفي نسختها هدى» حالية من الألواح. قوله «لربهم» : اللام زائدة للتقوية حيث ضعف العامل بتأخره، «ربهم» مفعول مقدم.
١٥٥ - ﴿وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ -[٣٤٦]- تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا﴾
«قومه» منصوب على نزع الخافض «مِنْ»، «سبعين» مفعول به، «رجلا» تمييز، الجار «لميقاتنا» متعلق بـ «اختار»، وجملة «فلما أخذتهم» معطوفة على «اختار»، «رب» : منادى مضاف منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل الياء المحذوفة، والياء مضاف إليه. «وإياي» : الواو عاطفة، و «إيا» ضمير نصب منفصل معطوف على الهاء في «أهلكتهم» والياء للمتكلم، الجار «منا» متعلق بحال من «السفهاء»، «إنْ» نافية، ومبتدأ وخبر، و «إلا» للحصر، جملة «تضلُّ بها» حال من «فتنتك» جملة «أنت ولينا» مستأنفة في حيز القول. وجملة «فاغفر لنا» معطوفة على جملة «أنت ولينا» في محل نصب.
١٥٦ - ﴿وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ﴾
الجار «في هذه» متعلق بحال من «حسنة»، «حسنة» مفعول به لـ «اكتب»، والجار «في الآخرة» معطوف على الجار «في هذه» متعلق بـ «اكتب»، جملة «وسعت» خبر المبتدأ «رحمتي»، وجملة «فسأكتبها» معطوفة على جملة «وسعت» في محل رفع خبر.
١٥٧ - ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ -[٣٤٧]- آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾
«الذين يتبعون» بدل من الموصول السابق، «النبي» بدل من «الرسول»، «الأميّ»، «الذي» نعتان للنبي، «مكتوباً» مفعول ثان لـ «يجد». والظرف «عندهم» متعلق بـ «مكتوبا»، وكذا «في التوراة»، جملة «يأمرهم» حال من «الرسول»، «التي» نعت لـ «الأغلال» في محل نصب، جملة «أولئك هم المفلحون» في محل رفع خبر، «هم» ضمير فصل لا محل له.
١٥٨ - ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾
«الناس» عطف بيان من «أي»، «جميعا» حال من الضمير في «إليكم»، جملة التنزيه بدل من جملة الصلة، «إلا» للحصر، «هو» بدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف. وجملة «فآمنوا» مستأنفة، وجملة «لعلكم تهتدون» استئنافية لا محل لها.
١٥٩ - ﴿وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾
جملة «يهدون» نعت لأمة. الجار «به» متعلق بـ «يعدلون».
١٦٠ - ﴿وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ -[٣٤٨]-
«اثنتي» : حال منصوبة بالياء؛ لأنها ملحقة بالمثنى، «عشرة» : جزء مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وتمييزه محذوف أي: فرقة، «أسباطا» بدل من التمييز، ولا يكون «أسباطاً» تمييزا؛ لأنه مذكر جمع، «أمما» : بدل من «أسباطا»، «إذ» ظرف متعلق بـ «أوحينا». «أنْ» تفسيرية، وجملة «اضرب» تفسيرية، «اثنتا» فاعل مرفوع بالألف؛ لأنه ملحق بالمثنى، «عشرة» جزء مبني على الفتح لا محل له، «عينا» تمييز. جملة «قد علم كل أناس» نعت لـ «اثنتا عشرة»، والرابط محذوف أي: منها، وجملة «كلوا» مقول القول لقول مقدر أي: قلنا لهم كلوا. وجملة «وما ظلمونا» مستأنفة لا محل لها.
١٦١ - ﴿وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ﴾
«إذ» : اسم ظرفي مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر. والجملة مستأنفة، ونائب فاعل «قيل» ضمير يعود على مصدره، «هذه» مفعول به، «حيث» ظرف مكان متعلق بالفعل. «حطة» خبر مبتدأ محذوف أي: أمرنا حطَّة، و «سجَّدا» حال من فاعل «ادخلوا». وجملة «نغفر» جواب شرط مقدر لا محل لها. وجملة «سنزيد» مستأنفة لا محل لها.
١٦٢ - ﴿فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ﴾
الجار «منهم» متعلق بحال من الموصول، «غير» نعت «قولا»، والجار «من السماء» متعلق بنعت لـ «رجزا»، والمصدر «بما كانوا» مجرور متعلق بـ -[٣٤٩]- «أرسلنا».
١٦٣ - ﴿وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾
جملة «واسألهم» معطوفة على جملة اذكر المقدرة أول الآية (١٦١)، «التي» نعت للقرية، «إذ يعدون» ظرف زمان متعلق بـ «حاضرة»، ولا يتعلق بـ «اسألهم» ؛ لأن «إذ» لِمَا مضى، و «اسألهم» مستقبل، «إذ تأتيهم» ظرف متعلق بـ «يعدون». «شرَّعا» حال من «حيتانهم»، والظرف «يوم» متعلق بـ «تأتيهم» أي: لا تأتيهم يوم لا يسبتون، وهذا يدل على جواز تقديم معمول المنفي بـ «لا» على «لا»، والكاف في «كذلك» نائب مفعول مطلق أي: نبلوهم بلاء مثل ذلك البلاء، والمصدر «بما كانوا» مجرور متعلق بـ «نبلوهم»، وجملة «نبلوهم» مستأنفة، وجملة «كانوا» صلة الموصول الحرفي.
١٦٤ - ﴿وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾
الواو عاطفة «إذ» اسم ظرفي معطوف على (إِذْ) في الآية (١٦١). والجار «منهم» متعلق بنعت لـ «أمة»، «لِمَ» : اللام جارّة، «ما» اسم استفهام في محل جر متعلق بـ «تعظون»، وحذفت ألفها تخفيفاً. جملة «الله مهلكهم» نعت «قوماً»، «عذابا» نائب مفعول مطلق عاملهم «معذبهم». «معذرة» : مفعول -[٣٥٠]- مطلق لفعل مقدر. وجملة «معذرة إلى ربكم» مقول القول في محل نصب، وجملة «ولعلهم يتقون» معطوفة على مقول القول في محل نصب.
١٦٥ - ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾
«لما» حرف وجوب لوجوب، والمصدر «بما كانوا» مجرور متعلق بـ «أخذنا».
١٦٦ - ﴿فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ﴾
جملة «فلما عتوا» معطوفة على ﴿فَلَمَّا نَسُوا﴾، «خاسئين» خبر ثان لـ «كونوا». ويضعف النعت لـ «قردة» لأن هذا جمع العقلاء.
١٦٧ - ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ﴾
الواو عاطفة، «إذ» مفعول لاذكر مقدرًا. «تَأذَّن» جارٍ مجرى القسم. وجملة «ليبعثن» جواب القسم، «مَن» موصول مفعول به لـ «بعث»، و «سوء» مفعول ثان لـ «سام».
١٦٨ - ﴿وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾
«أمما» حال من مفعول «قطعناهم»، وجملة «منهم الصالحون» نعت لـ «أمما». الجار «ومنهم دون» متعلق بخبر لمبتدأ مقدر أي: ومنهم ناس دون -[٣٥١]- ذلك، و «دون» ظرف مكان متعلق بنعت لمنعوت محذوف هو المبتدأ، وجملة «ومنهم (ناس) » معطوفة على جملة «منهم الصالحون» في محل نصب.
١٦٩ - ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ﴾
جملة «ورثوا» نعت لـ «خلف»، جملة «يأخذون» حال من فاعل «ورثوا»، «هذا» اسم إشارة مضاف إليه، «الأدنى» بدل مجرور، نائب الفاعل لـ «سيُغفر» ضمير مفهوم من سياق الكلام، أي: سيغفر لنا ما فعلناه، «مثله» نعت مرفوع، جملة «ألم يؤخذ» مستأنفة، والمصدر «أن لا يقولوا» بدل من «ميثاق»، و «الحق» مفعول «يقولوا»، «للذين يتقون» متعلق بـ «خير».
١٧٠ - ﴿وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ﴾
جملة «إنا لا نضيع» خبر المبتدأ «الذين»، والرابط تكرار المبتدأ بمعناه.
١٧١ - ﴿وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾
جملة «كأنه ظلة» حال من «الجبل» في محل نصب، والمصدر «أنه واقع» سدَّ مسدَّ مفعولَيْ «ظنَّ»، جملة «خذوا» مقول القول لقول محذوف أي: وقلنا: خذوا، وجملة القول المقدر معطوفة على جملة «نتقنا»، وجملة «لعلكم تتقون» مستأنفة.
١٧٢ - ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ -[٣٥٢]- بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ﴾
الجار «من ظهورهم» بدل مِنْ «من بني»، جملة «ألست بربكم» مقول القول لقول مقدر أي: قال: ألست، والقول المقدر حال أي: قائلا. جملة «بلى (أنت ربنا) » مقول القول، وجملة «شهدنا» مستأنفة، والمصدر «أن تقولوا» مفعول لأجله أي: كراهة.
١٧٣ - ﴿أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ﴾
جملة «وكنا ذرية» معطوفة على جملة «أشرك» في محل نصب. وجملة «أفتهلكنا» معطوفة على جملة «كنا»، في محل نصب.
١٧٤ - ﴿وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾
الكاف نائب مفعول مطلق أي: نُفَصِّل تفصيلا مثل ذلك التفصيل، جملة «نفصِّل» مستأنفة، جملة «ولعلهم يرجعون» معطوفة على جملة استئنافية مقدرة أي: لعلهم يتدبرون، ولعلهم يرجعون.
١٧٥ - ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا﴾
جملة «واتل» مستأنفة. وجملة «فانسلخ» معطوفة على جملة «آتيناه» لا محل لها.
١٧٦ - ﴿وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ -[٣٥٣]- الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾
جملة «ولكنه أخلد» معطوفة على «شئنا»، وجملة «فمثله كمثل» معطوفة على «اتبع»، وجملة الشرط حال من «الكلب». وجملة «أو تتركه يلهث» معطوفة على جملة الشرط. قوله «أو تتركه يلهث» : فعل مضارع مجزوم معطوف على جملة «تحمل»، و «يلهث» فعل مضارع مجزوم معطوف على «يلهث» الأول و «القصص» مفعول به، وجملة «فاقصص» مستأنفة. وجملة «لعلهم يتفكرون» مستأنفة لا محل لها.
١٧٧ - ﴿سَاءَ مَثَلا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ﴾
قوله «ساء مثلا» : فعل ماض بمعنى بئس، وفاعله ضمير مستتر مفسر بالتمييز «مثلا»، «القوم» خبر لمبتدأ محذوف أي: هم القوم، «أنفسهم» مفعول مقدم لـ «يظلمون». وجملة «هم القوم» تفسيرية لجملة الذم، وجملة «كانوا» معطوفة على جملة «كذَّبوا».
١٧٨ - ﴿مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾
«من» اسم شرط مفعول به، وقوله «هم الخاسرون» :«هم» ضمير فصل لا محل له، «والخاسرون» خبر المبتدأ «أولئك».
١٧٩ - ﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ﴾ -[٣٥٤]-
جملة «لقد ذرأنا» جواب القسم، الجار «من الجن» متعلق بنعت لـ «كثيرا». جملة «لهم قلوب» نعت «كثيرا»، وجملة «لا يفقهون بها» نعت لـ «قلوب». وجملة «ولهم أعين» معطوفة على جملة «لهم قلوب»، جملة «أولئك كالأنعام» مستأنفة، وكذا «بل هم أضل».
١٨٠ - ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
جملة «فادعوه بها» معطوفة على جملة «لله الأسماء». وجملة «سيجزون» مستأنفة لا محل لها، «ما» اسم موصول مفعول ثان.
١٨١ - ﴿وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾
جملة «يهدون» نعت لـ «أمة»، والجارّ «به» متعلق بـ «يعدلون».
١٨٢ - ﴿سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ﴾
«حيث» اسم ظرفي مبني على الضم في محل جر متعلق بالفعل قبله، وجملة «لا يعلمون» مضاف إليه.
١٨٣ - ﴿إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ﴾
جملة «إن كيدي متين» مستأنفة.
١٨٤ - ﴿أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلا نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾
«ما» نافية، والجار «بصاحبهم» متعلق بالخبر، و «جنة» مبتدأ و «مِن» زائدة، والجملة مفعول به على تضمين «يتفكروا» معنى فعل قلبي متعدٍّ وهو -[٣٥٥]- «يعلموا»، و «يتفكروا» لا يتعدى بنفسه، وإنما يتعدَّى بـ «في»، وليس ثَمَّة جملة بمصطلح نزع الخافض. «إنْ» نافية، و «نذير» خبر المبتدأ، والجملة مستأنفة.
١٨٥ - ﴿أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ﴾
قوله «وما خلق الله من شيء» : الموصول معطوف على «ملكوت» في محل جر، والجار والمجرور متعلقان بحال من «ما». وقوله «وأن عسى» :«أن» مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن، و «عسى» فعل ماض تام، و «أن» ناصبة، «يكون» مضارع ناسخ واسمه ضمير الشأن. والمصدر «وأن عسى» معطوف على «ما»، والمصدر «أن يكون» فاعل عسى، وجملة «عسى» صلة الموصول الحرفي، وجملة «عسى أن يكون» خبر «أن» الأولى، وجملة «قد اقترب أجلهم» خبر «يكون»، وضعف تقدير: يكون أجلهم قد اقترب؛ لأن الخبر لا يتقدم في قولنا: «زيد قام». والظرف بعده متعلق بنعت لـ «حديث».
١٨٦ - ﴿مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾
«من» اسم شرط مفعول مقدم، الجار «له» متعلق بخبر «لا»، وجملة «ويذرهم» مستأنفة، وجملة «يعمهون» حال من مفعول «يذرهم».
١٨٧ - ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ -[٣٥٦]- أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾
قوله «أيان مرساها» : اسم استفهام ظرف زمان متعلق بخبر مقدم، «مرساها» مبتدأ مؤخر، وجملة «أيان مرساها» بدل اشتمال من «الساعة» في محل جر، جملة «لا يجلِّيها لوقتها إلا هو» مستأنفة في حيز القول، وكذا الجمل: «ثقلت» و «لا تأتيكم» و «يسألونك». «هو» فاعل «يجلِّيها»، و «إلا» للحصر، «بغتة» مصدر في موضع الحال. وجملة «كأنك حفيٌّ» حال من الواو في «يسألونك»، وجملة «ولكن أكثر..» معطوفة على جملة مقول القول.
١٨٨ - ﴿قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ﴾
«ما» موصول مستثنى متصل. وجملة الشرط معطوفة على مقول القول. وجملة «وما مسَّني السوء» معطوفة على جواب الشرط لا محل لها، وجملة «إن أنا إلا نذير» مستأنفة في حيز القول في محل نصب، و «إن» نافية، و «إلا» للحصر.
١٨٩ - ﴿وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾
جملة الشرط «لما تغشاها» معطوفة على جملة «جعل» لا محل لها، «حملا» مفعول به؛ لأنه الجنين نفسه، «صالحا» مفعول ثان، وجملة «لئن آتيتنا» مفسرة للدعاء. وجملة «لنكونن» جواب القسم لا محل لها.
١٩٠ - ﴿جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾
الجار «له» متعلق بالمفعول الثاني المقدر. جملة «فتعالى الله» مستأنفة لا محل لها.
١٩١ - ﴿أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ﴾
الموصول «ما» مفعول به، وجملة «وهم يخلقون» حالية في محل نصب.
١٩٢ - ﴿وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ﴾
الجار «لهم» متعلق بحال من «نصرا». «أنفسهم» مفعول مقدم.
١٩٣ - ﴿سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ﴾
«سواء» خبر مقدم، والجار «عليكم» متعلق بالمصدر «سواء»، والفعل مع همزة التسوية في قوة المصدر مبتدأ مؤخر، «أم» حرف عطف، وجملة «وإن تدعوهم» معطوفة على جملة «ينصرون»، وجملة «أدعوتموهم» مستأنفة، وجملة «أم أنتم صامتون» معطوفة على المستأنفة لا محل لها من قبيل عطف الاسمية على الفعلية؛ لأنها في معناها أي: أم صَمَتُّم.
١٩٤ - ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ﴾
«أمثالكم» نعت، ولم يستفد من الإضافة تعريفا؛ لأنه مغرق في الإبهام، ولذا جاز نعت النكرة به، وجملة «فادعوهم» معطوفة على المستأنفة. وجملة «فليستجيبوا» معطوفة على جملة «فادعوهم» لا محل لها.
١٩٥ - ﴿أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ﴾
«أم لهم أيد» :«أم» حرف إضراب بمعنى بل والهمزة، «أيد» مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة، وجملة «أم لهم أيد» مستأنفة، وكذا الجمل بعد «أم»، «كيدون» : فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعل والنون للوقاية، والياء المقدرة منصوب الفعل، «فلا تنظرون» : الفاء عاطفة، «لا» ناهية والفعل مجزوم بحذف النون والواو فاعل، والنون للوقاية، والياء المقدرة منصوب الفعل.
١٩٦ - ﴿إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ﴾
«وليي» اسم إن منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل الياء، والياء مضاف إليه. وجملة «وهو يتولى» معطوفة على الصلة لا محل لها.
١٩٧ - ﴿وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ﴾
الجار «من دونه» متعلق بحال من الموصول. وجملة «لا يستطيعون» خبر الموصول.
١٩٨ - ﴿وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ﴾
جملة «ينظرون» حال من مفعول «تراهم». جملة «وهم لا يبصرون» حال من الواو في «ينظرون».
٢٠٠ - ﴿وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ -[٣٥٩]-
قوله «وإما ينزغنك» : الواو عاطفة، «إن» شرطية، «ما» زائدة، وفعل مضارع مبني على الفتح في محل جزم، والنون للتوكيد، وجملة «وإمَّا ينزغنَّك» معطوفة على جملة (أَعْرِضْ)، والجار «من الشيطان» متعلق بحال من «نزغ».
٢٠١ - ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾
الجار «من الشيطان» متعلق بنعت لـ «طائف»، «فإذا هم» : الفاء عاطفة، «إذا» فجائية، «هم مبصرون» مبتدأ وخبر، والجملة معطوفة على جواب الشرط لا محل لها.
٢٠٢ - ﴿وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ﴾
جملة «لا يُقْصِرون» معطوفة على جملة «يمدونهم».
٢٠٣ - ﴿لَوْلا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾
«لولا» حرف تحضيض، «إنما» كافة ومكفوفة، الجار «إليَّ» متعلق بـ «يوحى». والجار «من ربي» متعلق بحال من نائب الفاعل المستتر، وجملة «هذا بصائر» مستأنفة في حيز القول في محل نصب، الجار «لقوم» متعلق بنعت لـ «رحمة».
٢٠٤ - ﴿لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ -[٣٦٠]-
جملة «لعلكم ترحمون» مستأنفة لا محل لها.
٢٠٥ - ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ﴾
الجار «في نفسك» متعلق بحال من ضمير الخطاب في «ربك». «تَضَرُّعا» مفعول لأجله، و «دون» ظرف مكان متعلق بحال معطوفة على الحال الأولى أي: كائنا في نفسك، وكائنا دون الجهر، «من القول» متعلق بحال من «الجهر»، والجار «بالغدو» متعلق بـ «اذكر» أول الآية، وجملة «ولا تكن» معطوفة على جملة «اذكر».
٢٠٦ - ﴿لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ﴾
جملة «وله يسجدون» معطوفة على جملة «لا يستكبرون» في محل رفع.
Icon