تفسير سورة يونس

تذكرة الاريب في تفسير الغريب
تفسير سورة سورة يونس من كتاب تذكرة الاريب في تفسير الغريب .
لمؤلفه ابن الجوزي . المتوفي سنة 597 هـ

الر انا الله ارىتلك أي هذهالحكيم المحكم
اكان للناس عجبا الالف للتوبيخ والانكارقدم صدق أي ثواب حسن وانما اضيف القدم الى الصدقلان كل شيء اضيف فهو ممدوح كقوله تعالى مدخل صدق ومقعد صدق
الا من بعد اذنه أي الا ان ياذن له وهذا رد عليهم في قولهم الاصنام شفعاؤنا
ضياء أي ذات ضياءوقدره أي قدر له منازل وهي التي ينزل كل ليلة منها منزلا وهي النجوم التي تنسب العرب اليها الانواء وهي الهقعة والهنعة والثريا والبلدة والسماك الا بالحق أي للحق
يرجون لقاءنا لا يخافون البعث
يهديهم ربهم الى الجنة ثوابا بايمانهم
دعواهم أي دعاؤهم
استعجالهم بالخير أي لو عجل للناس اذ دعوا على انفسهم عند الغضب وعلى اهاليهم كما يعجل لهم الخير لهلكوا
لجنبه أي على جنبهمر أي على ما كان قبل ان يبتلى
ظلموا اشركواوما كانوا ليؤمنوا لمعاندتهم الحق جازاهم بالطبع على القلوب
بقران غير هذا أي بكلام ليس فيه عيب الاصنام والبعث والنشور
ولا ادراكم أي ولا اعلمكم الله بهافلا تعقلون انه ليس من قبلي ما لا يضرهم ان لم يعبدوه ولا ينفعهم ان عبدوه
اتنبئون الله أي اتخبرونه ان له شريكا فلا يعلم لنفسه شريكا
الا امة واحدة قد شرحناه في البقرةولولا كلمة سبقت ان لكل امة اجلا لقضي بينهم بنزول العذاب على من كذب
اية من ربه مثل اليد والعصا فقل انما الغيب لله المعنى امتناع ذلك غيب لا يعلمه الا الله تعالى فانتظروا قضاء الله بيننا
رحمة أي عافية وسروروالضراء الفقر والبلاءوالمكر اضافة النعم الى غير الله كقولهم مطرنا بنوء كذااسرع مكرا أي جزاء على المكران رسلنا يعني الحفظة
بريج طيبة أي لينةجاءتها يعني الفلكعاصف شديدةوظنوا ايقنوااحيط بهم دنوا من الهلكةمخلصين له الدين دون اوثانهممن الشاكرين الموحدين
يبغون في الارض يدعون الى الشركعلى انفسكم أي جناية بغيكم عليكممتاع الحياة الدنيا أي ما ينالوه بهذا البغي انما ينتفعون به في الدنيا
فاختلط به نبات الارض أي التف النبات بالمطر وكثروالزخرف الزينةوظن اهلها ايقنوا انهم قادرون على ما انبتتهامرنا قضاءنا لاهلاكهاحصيدا لا شيء فيهاتغن تعمر المعنى ان صاحب الدنيا اذا استتمت سلب بالموت
دار السلام ذكرناها في الانعام
الحسنى الجنة والزيادة النظر الى وجهه تعالىيرهق يغشى والقتر غبرة معها سواد والذلة الكابة
كسبوا السيئات عملوا السيئاتوالعاصم المانعقطعا جمع قطعة وقرا ابن كثير قطعا وهو ما قطع
مكانكم أي انتظروا مكانكم حتى يفصل بينكموشركاؤهم الهتكمفزيلنا بينهم فرقنا بينهم وبين الهتهم يتبرا بعضهم من بعض وقالت الاصنام ما كنتم ايانا تعبدون لانه ما كان فينا روح فنعلم بعبادتكم
تبلوا تختبروضل بطليفترون من الالهة
من السماء المطر والارض النبات
حقت وجبت و كلمة ربك قضاءه
ويهدي للحق أي الى الحقامن لا يهدي أي يهتدي وهو الصنم المعنى لا يقدر ان ينتقل من مكانه الا ان ينقل
الا ظنا أي ما يستقينون انها الهة
ان يفترى أي ما ينبغي لمثل هذا القران ان يختلق ويضاف الى غير اللهولكن تصديق الذي بين يديه من الكتب وتفصيل الكتاب الذي كتبه الله على امة محمد صلى الله عليه وسلم والفرائض التي فرضناها عليهم
بما لم يحيطوا بعلمه أي يعلم التكذيب به بانهم شاكون فيهوتاويله تصديق ما وعدوا به
ومنهم من يؤمن به أي بالقران وهذا اخبار عما سبق في العلم القديم
لي عملي منسوخ باية السيف
ولو كانوا بمعنى اذا
كان لم يلبثوا في الدنيا قصر مقدار لبثهم عندهم لهول ما استقبلهميتعارفون عند خروجهم من القبور
قضي بينهم بتعجيل الانتقام منهم
متى هذا الوعد بالعذاب
بياتا أي بليل
احق هو يعنون البعث والجزاء
ظلمت اشركتواسروا الندامة يعني الرؤساء اخفوها من الاتباع وقال ابو عبيدة اسروا اظهروا
وشفاء لما في الصدور أي دواء لداء الجهل
بفضل الله الاسلام وبرحمته القرانمما يجمعون يجمع الكفار من المال
فجعلتم منه حراما وحلالا قد ذكرنا بعض مذاهبهم فيما كانوا يحرمون ويحللون في الانعام اذ اذن لكم في هذا التحليل والتحريم
وما ظن الذين يفترون فيه محذوف تقديره ما ظنهم ان يفعل بهملذو فضل اذ لم يعجل العقوبة
في شان في عمل وما تتلوا من أي من الشان من قران وقيل الهاء في منه تعود الى الله تعالى المعنى وما تلوت من نازل من الله فالخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمعنى له ولامته وكذلك قال ولا تعملونتفيضون تاخذونيعزب يبعد ويغيبومثقال ذرة مذكور في النساءفي كتاب وهو اللوح المحفوظ
البشرى في الحياة الدنيا الرؤيا الصالحة يراها الرجل او ترى له وفي الاخرة الجنة
قولهم تكذيبهمالعزة الغلبة
وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء المعنى ما يتبعون شركاء على الحقيقة انما يستعملون الظنويخرصون يكذبون
مبصرا مضيئا
ان عندكم ما عندكم من حجة
كبر شق مقامي طول مكثي وتذكيري وعظيتوكلت في نصرتيفاجمعوا امركم أي احكموه واعزموا عليه وشركاءكم أي وادعوا شركاءكمغمة أي غما وكرباثم اقضوا أي افعلوا ما تريدون
توليتم عن الايمان
فما كانوا أي اولئك الاقوام ليؤمنوا بما كذبوا يعني الذين قبلهم والمعنى ان المتاخرين مضوا على سنة المتقدمين في التكذيبكذلك نطبع أي كما طبعنا على قلوب اولئك كذلك نطبع
ان هذا لسحر مبين ثم قررهم فقال اسحر هذا
تلفتنا تصرفناوالكبرياء الملك والشرف
ما جئتم به السحر المعنى أي شيء جئتم به اسحرهو قال ابن الانباري هذا تعظيم ما اتوا بع كما تقول اخطا هذا الذي اوتيت أي هو اعظم الشان في الخطا
ذرية وهم اولاد الذين ارسل اليهم موسى مات اباؤهم لطول الزمان وامنوا هم وفي هئه قولان احدهما انها ترجع الى موسى والثاني الى فرعونوملاهم أي ملىء فرعون وانما ذكر بلفظ الجمع لان الملك اذا ذكر ذهب الوهن اليه والى من معه وقيل وملىء الذريةان يفتنهم أي فرعون والفتنة القتل وقيل التعذيبلعال متطاول
فتنة أي لا تسلطهم علينا فيفتنون بنا لظنهم انهم على الحق
تبوءا اتخذا البيوت مساجدواجعلوا بيتكم قبلة أي مساجد وقيل المعنى اجعلوا بيوتكم التي في الشام قبلة لكم في الصلاة
ليضلوا عن سبيلك هذه لام العاقبةاطمس على اموالهم فجعلت حجارة واشدد على قلوبهم أي اطبع فلا يؤمنوا قال الفراء المعنى اللهم فلا يؤمنوا
فاستقيما على الرسالة وما امرتكما بهالذين لا تعلمون فرعون وقومه
فاتبعهم أي ادركهموعدوا ظلما
لمن خلفت أي بعدك
مبوا صدق منزلا كريما وهو الشام وبيت المقدسوالطيبات ما احل لهمفما اختلفوا في تصديق محمد صلى الله عليه وسلم حتى جاءهم العلم وهو القران
فان كنت في شك الخطاب له والمعنى لغيره من الشاكينيقرؤون الكتاب وهم المؤمنون من اليهود والنصارى
حقت وجبت الكلمة بالسخط
فلولا أي فهلا كانت قرية امنت في وقت ينفعها ايمانها الا قوم يونس المعنى لكن قوم يونس وقيل الاستثناء متصل والمعنى لم يؤمن قرية فنفعها ايمانها الا قوم يونسوالخزي الهوانالى حين اجالهم وذلك انهم عاينوا العذاب فتابوا صادقين فقبل منهم بخلاف من تقدمهم من الامم فانهم ما ماتوا صادقين وقيل بل ذلك خاص لهم وقيل بل لكون العذاب ما باشرهم
افانت تكره الناس منسوخ باية السيف
الرجس العذاب والغضبلا يعقلون امر الله
قل انظروا أي بالتفكر ماذا في السموات مما يدل على وحدانية اللهلا يؤمنون في علم الله
مثل ايام الذين خلوا مثل وقائع الله في الامم قبلهمفانتظروا هلاكي اني معكم من المنتظرين نزول العذاب بكم
وانما قال الذي يتوفاكم لانه يضمن تهديدهم اذ ميعاد عذابهم الوفاة
وان اقم أي وامرت ان اقم وجهك أي اخلص عملكوالحنيف المستقيم
وما انا عليكم بوكيل منسوخ باية السيف وكذلك الاية التي بعدها
Icon