تفسير سورة النحل

تفسير غريب القرآن للكواري
تفسير سورة سورة النحل من كتاب تفسير غريب القرآن - الكواري المعروف بـتفسير غريب القرآن للكواري .
لمؤلفه كَامِلَة بنت محمد الكَوارِي .

﴿خَصِيمٌ مُّبِينٌ﴾: بَيِّنُ الخُصُومَةِ، كَثِيرُ المُجَادَلَةِ، يُكَذِّبُ الرِّسَالَةَ وَيُنْكِرُ القيامةَ.
﴿دِفْءٌ﴾ ما يُسْتَدْفَأُ به من لِبَاسٍ.
﴿حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ﴾ الإِرَاحَةُ: رَدُّ الأنعامِ بِالْعَشِيِّ إلى مَرَاحِهَا حيث تَأوِي إليه بالليلِ، وَتَسْرِيحُهَا إخراجُها بالغَدَاةِ إلى المَرْعَى، والتَّجَمُّلُ بها كَامِنٌ بالانتفاعِ بها؛ لأنه من أَعْظَمِ أَغْرَاضِ أَصْحَابِ المَوَاشِي، وَقَدَّمَ الإِرَاحَةَ عَلَى التَّسْرِيحِ؛ لأن الجمالَ في الإراحةِ أظهرُ إذا أَقْبَلَتْ مَلْأَى البُطُونِ وَالضُّرُوعِ، فَيَعْظُمُ وَقْعُهَا عِنْدَ النَّاسِ.
﴿وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ﴾ بَيَانُ الطَّرِيقِ، وَتَقْوِيمُهَا؛ بِنَصْبِ الحجَجِ، وَإِرْسَالِ الرُّسُلِ.
﴿تُسِيمُونَ﴾ تَرْعَوْنَ أَنْعَامَكُمْ.
﴿حِلْيَةً﴾ زِينَةً كَاللُّؤْلُؤِ.
﴿مَوَاخِرَ﴾ جَمْعُ مَاخِرَةٍ، والمَخْرُ: هُوَ الشَّقُّ، أي أن السفينةَ تَشُقُّ الماءَ.
﴿أَن تَمِيدَ بِكُمْ﴾ لِئَلَّا تَمِيلَ وَتَضْطَرِبَ بِكُمْ، والمَيْدُ هُوَ اضْطِرَابُ الشيءِ العظيمِ كالأرض.
﴿الزُّبُرِ﴾ الكُتُبُ، مِنْ زَبَرْتُ الكتابَ: إذا قَرَأْتَهُ، وَزَبَرْتُ الكِتَابَ: كَتَبْتُهُ، وقيل: الزَّجْرُ، وَسُمِّيَ الكتابُ بذلك؛ لأنه يَزْجُرُ النَّاسَ عن ذلك.
﴿تَقَلُّبِهِمْ﴾ في أَسْفَارِهِمْ، وَتَصَرُّفِهِمْ في أعمالهم؛ فإن اللهَ تعالى قَادِرٌ عَلَى إِهْلَاكِهِمْ في السَّفَرِ وَالحَضَرِ، والليلِ والنهارِ.
﴿عَلَى تَخَوُّفٍ﴾ عَلَى تَنَقُّصٍ في أَنْفُسِهِمْ وَأَمْوَالِهمْ، وقيل: أن يُهْلِكَ قَرْيَةً فتخافُ الأُخْرَى، وقيل: عَلَى عَجَلٍ.
﴿يَتَفَيَّأُ ظِلاَلُهُ﴾ يَمِيلُ ظِلُّ الشيءِ من جانبٍ إلى جانبٍ فيكونُ في أولِ النهارِ عَلَى حالٍ ثم يَتَقَلَّصُ ويعودُ في آخِرِ النهارِ عَلَى حالةٍ أُخْرَى، والفيءُ في اللغةِ الرجوعُ، يقال: فَاءَ يَفِيءُ: إذا رَجَعَ، وَسُمِّيَ الظِّلّ فَيْئًا؛ لأنه يَرْجِعُ من المغربِ إلى المَشْرِقِ، والظلالُ جَمْعُ ظِلٍّ، وَجَمَعَ الظلالَ لأنه أَرَادَ الكثرةَ.
﴿لَهُ الدِّينُ وَاصِبًا﴾ أي: له العبادةُ دَائِمًا، وقيل: خَالِصًا.
﴿تَجْأَرُونَ﴾ تَضِجُّونَ وَتَرْفَعُونَ أَصْوَاتَكُمْ بالدعاءِ والاستغاثةِ به، ولا تَدْعُونَ غَيْرَهُ، وَأَصْلُ الجُؤَارِ: رَفْعُ الصَّوْتِ الشَّدِيدُ.
﴿كَظِيمٌ﴾ أي: مُمْتَلِئٌ غَمًّا وَحُزْنًا وَغَيْظًا.
﴿عَلَى هُونٍ﴾ هَوَانٍ؛ بِلُغَةِ قُرَيْشٍ، وقيل: بمعنى: قليلٍ؛ بلغة تميم، وقيل: عَلَى بلاءٍ وَمَشَقّةٍ.
﴿مُفْرَطُونَ﴾ مُعَجَّلُونَ إلى النارِ وَمُقَدَّمُونَ إليها وَمَنْسِيُّونَ فيها، والفارطُ الَّذِي يتقدمُ إلى الماء، ومنه قوله - ﷺ -: «أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الحَوْضِ» أي: مُتَقَدِّمُكُمْ.
﴿مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ﴾ الفَرْثُ: ما يكونُ في الكَرِشِ مِنْ مَأْكُولٍ لَمْ يَتِمَّ هَضْمُهُ وَإِخْرَاجُهُ رَوَثًا.
﴿حَفَدَةً﴾ الحَفَدَةُ جَمْعُ حَافِدٍ، وهو في اللغة: المُسْرِعُ في الخدمة، المُسَارِعُ إلى الطاعة، ومنه: وَنَحْفِدُ. والمرادُ بِالحَفَدَةِ أولادُ البَنِينَ، أي: جَعَلَ لكم من أزواجكم بَنِينَ، ومن البَنِينَ حَفَدَةً.
﴿تَسْتَخِفُّونَهَا﴾ يَخِفُّ عليكم حَمْلُهَا.
﴿ظَعْنِكُمْ﴾ يومِ سَيْرِكُمْ وَرَحِيلِكُمْ في أَسْفَارِكُمْ، والظعنُ: سَيْرُ أهلِ الباديةِ للانتجاعِ والتحولِ من موضعٍ إلى آخَرَ.
﴿وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ﴾ البَأْسُ في القرآن هو: القِتَالُ، والمرادُ بالسرابيلِ: الدروعُ.
﴿يُسْتَعْتَبُونَ﴾ يُسْتَرْضَوْنَ، والاِسْتِعْتَابُ: طَلَبُ العتابِ وذلك ليُزِيلَ العاتبُ من نفسه الغضبَ عَلَى خَصْمِهِ، والاسمُ: العُتْبَى، أي: الرِّضَى، وهو رجوعُ المعتوبِ عَلَيْهِ إلى ما يُرْضِي العاتبَ، يقال: استعتب فلانٌ فلانًا فأعتبه إذا أرضاه، والمعنى أن الكفار لا يُكَلَّفُونَ أن يُرْضُوا رَبَّهُمْ يومَ القِيَامَةِ؛ لأن الآخرةَ ليست بدارِ تكليفٍ، ولا يُتْرَكُونَ إلى الرجوعِ إلى الدنيا فَيَتُوبُوا وَيُرْضُوا رَبَّهُمْ.
﴿دَخَلًا﴾ الدَّخَلُ: الدَّغَلُ والخَدِيعَةُ وَالغِشُّ والفَسَادُ، قال «أبو عبيدة»: كل أَمْرٍ لم يكن صحيحًا فهو دَخَلٌ، وَأَصْلُ الدَّخَلِ: مَا يَدْخُلُ في الشيءِ عَلَى سَبِيلِ الفَسَادِ وليس منه، والمعنى: لا تَجْعَلُوا أَيْمَانَكُمُ الداخلةَ في عهودكم سَبَبًا للغشِّ والخديعةِ بَيْنَكُمْ.
﴿أَرْبَى﴾: أَكْثَر عَدَدًا.
﴿مُفْتَرٍ﴾ كَاذِبٌ مُخْتَلِقٌ.
101
سُورة الإِسرَاء
Icon