تفسير سورة الحجرات

تذكرة الاريب في تفسير الغريب
تفسير سورة سورة الحجرات من كتاب تذكرة الاريب في تفسير الغريب .
لمؤلفه ابن الجوزي . المتوفي سنة 597 هـ

لا تقدموا لا تعجلوا بقول أو فعل قبل أن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يفعل
امتحن الله قلبوهم أي اختبر قلوبهم فوجدهم مخلصين
ينادونك من وراء الحجرات وهم بنو تميم جاءوا فنادوا يا محمد أخرج إلينا فإن مدحنا ين وإن ذمنا شين فخرج وهو يقول ذلكم الله قالوا جئنا بخطيبنا وشاعرنا نفاخرك بخطيبك وبشاعرك فقال ما بالشعر بعثت ولا بالفخار أمرت فتكلم خطيبهم فأجابه ثابت ابن قيس وشاعرهم فأجابه حسان فتقدم منهم الأقرع بن حابس فأسلم فارتفعت الأصوات ونزلت هذه الآية
إن جاءكم فاسق نزلت في الوليد بن عقبة بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني المصطلق ليقبض صدقاتهم فسار بعض الطريق ثم خاف عداوة كانت بينه وبينهم في الجاهلية فرجع فقال قد منعوا الصدقة فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم البعث إليهم فنزلت الآيةأن تصيبوا أي لئلا أن فيكم رسول الله أي إن كذبتم أخبره الله فتفتضحوا لو يطيعكم في كثير من الأمر أي مما تخبرونه فيه بالباطل لعنتم أي لوقعتم في ضرر وفساد
لا يسخر قوم أي لا يستهزىء غني بفقير ولا مستور الذنب بمن لم يستر ولا تلمزوا أي تعيبوا أنفسكم أي إخوانكم من المسلمين ولا تنابزوا أي تداعوا بالألقاب وهي التي يكرهها المنادى بها أو تفيد ذما له فأما إذا كانت صدقا وأفادت حمدا فلا تكره كما قيل للصديق عتيق ولعمر الفاروق بئس الأسم الفسوق أي أن تسمي أخاك فاسقا أو كافرا وقد آمن
كثيرا من الظن وهو أن يظن بأهل الخير سوءاوالتجسس التبحثأن يأكل لحم أخيه لأن ذكرك بالسوء من لم يحضر بمنزلة أكل لحمه وهو ميت لا يحسن بذلكفكرهتموه قال الفراء أي فقد كرهتموه فلا تفعلوه
والشعوب جمع شعب وهو الحي العظيم مثل ربيعة ومضر وقبائل دونها كبكر من ربيعة وتميم من مضرلتعارفوا أي من قرب النسب وبعده
قالت الأعراب آمنا وهم قوم قدموا المدينة في سنة مجدية فأظهروا الإسلام ولم يكونوا مؤمنين ومنوا على الرسول صلى الله عليه وسلم فقالوا أتيناك بالعيال والأثقال ولم نقاتلك فنزلت الآتيةلا يألتكم وقرئت لا يلتكم وهما لغتان معناهما لا ينقصكم فلما نزلت في حقهم هذه الآيات إلى قوله الصادقون أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلوا يحلفون أنهم مؤمنون فنزل قوله أتعلمون الله بدينكم وفيهم نزل يمنون عليك
Icon