بسم الله الرحمان الرحيم
نزلت تثبيتا للمؤمنين على ما هم عليه من الإيمان، وتصبيرا لهم على ما يلقونه من أذى المشركين. وإعلاما بما نال من سبقهم من المؤمنين من أذى العتاة الظالمين ؛ ليردهم عن الإيمان. وبما كان منهم من الثبات على الإيمان، والصبر على العذاب في سبيل الله. أي فكونوا مثلهم ؛ وسيحيق بكفار مكة ما حاق بأمثالهم من الكفار السابقين، والعاقبة للمتقين !
ﰡ
والجملة خبرية. وقيل : هي دعاء عليهم بالإبعاد والطرد من رحمة الله تعالى وجواب القسم محذوف لدلالتها عليه ؛ كأنه قيل : أقسم بهذه الأشياء إن كفار مكة لملعونون كما لعن أصحاب الأخدود. والأخدود : الخد، وهو الشق العظيم المستطيل في الأرض كالخندق ؛ وجمعه أخاديد. وأصحاب
الأخدود : قوم كافرون ذوو بأس وشدة، نقموا على المؤمنين إيمانهم بالله ونكلوا بهم ؛ فحفروا لهم أخدودا في الأرض، وأسعروا النار فيه، وألقوهم فيه لإبائهم الارتداد إلى الكفر. ﴿ النار ذات الوقود ﴾ بدل اشتمال من الأخدود ؛ أي النار فيه.
﴿ لم يتوبوا ﴾ من فتنتهم﴿ فلهم عذاب جهنم ﴾ بسبب فتنتهم﴿ ولهم عذاب الحريق ﴾ وهو نار أخرى زائدة في الإحراق.
والله أعلم.