ﰡ
قوله: ﴿ وَإِذَا ٱلأَرْضُ مُدَّتْ ﴾ أي بسطت ودكت حبالها. قوله: (كما يمد الأديم) أي وهو الجلد، لأنه إذا مد زال كل انثناء فيه، وامتد واستوى. قوله: (ولم يبق عليها بناء ولا جبل) أي فيزاد في سعتها، لوقوف الخلائق عليها للحساب، وحتى لا يكون لأحد من البشر إلا موضع قدمه، لكثرة الخلائق فيها، وظاهر الآية أن الأرض تمد مع بقاءها، وليس كذلك، بل تبدل بأرض أخرى بدليل آية﴿ يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ غَيْرَ ٱلأَرْضِ ﴾[ابراهيم: ٤٨].
قوله: (من الموتى) أي والكنوز والمعادن والزروع، قوله: ﴿ وَتَخَلَّتْ ﴾ أي خلا جوفها، فلم يبق في بطنها شيء. قوله: ﴿ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ ﴾ ليس تكراراً، لأن هذا في الأرض، وما تقدم في السماوات. قوله: (وأطاعت في ذلك) الإبقاء والتخلي. قوله: (دل عليه ما بعده) أي وهو قوله: ﴿ فَمُلاَقِيهِ ﴾.
قوله: (تقديره لقي الإنسان) الخ، قدره غيره علمت نفس وهو أحسن، لأنه تقدم في التكوير والانفطار وخير ما فسرته بالوارد.
قوله: (أي ملاق عملك) أشار بذلك إلى أن الضمير في ملاقيه، عائد الكدح الذي هو بمعنى العمل، والكلام على حذف مضاف، أي ملاق حسابه وجزاءه، ويصح أن يكون عائداً على الله تعالى، والمعنى ملاق ربه فلا مفر له منه. قوله: (هو المؤمن) أي ولو عاصياً مستحقاً للنار. قوله: (هو عرض عمله عليه) أي بأن تعرض أعماله، ويعرف أن الطاعة منها هذه، وأن المعصية هذه، ثم يثاب على الطاعة، ويتجاوز عن المعصية، فهذا هو الحساب اليسير، لأنه لا شدة فيه على صاحبه ولا مناقشة، ولا يقال له: لم فعلت هذا؟ ولا يطالب بالعذر ولا بالحجة عليه. قوله: (كما فسر في الحديث الصحيحين) أي هو ما ورد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من حوسب عذب " قالت عائشة فقلت: أو ليس يقول الله عز وجل ﴿ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً ﴾ فقال: " إنما ذلك العرض، ولكن من نوقش الحساب هلك "وفي رواية عذب. قوله: ﴿ وَيَنقَلِبُ ﴾ أي يرجع بنفسه. قوله: ﴿ إِلَىٰ أَهْلِهِ ﴾ أي من الآدميات والحور العين وأصوله وفروعه. قوله: (وراء ظهره) منصوب بنزع الخافض. قوله: (تغل يمناه) إلخ، قصد بذلك التوفيق بين هذه الآية وآية﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَٰبَهُ بِشِمَالِهِ ﴾[الحاقة: ٢٥].
قوله: (ينادي هلاكه) أي تمناه إذ نداء ما لا يعقل هو تمنيه. قوله: (بطراً) أي فخراً أو رياء، فأبدله الله بذلك حزناً وغماً لا ينقطع ابداً. قوله: ﴿ إِنَّهُ ظَنَّ ﴾ أي تيقن وعلم. قوله: (مخففة من الثقيلة) أي ولا يصح أن تكون مصدرية، لما يلزم عليه من دخول الناصب على مثله، والجملة سادة مسد مفعولي ﴿ ظَنَّ ﴾.
قوله: (يرجع إلى ربه) أي فالحور الرجوع والتردد في الأمر وبابه: قال ودخل. قوله: ﴿ بَلَىٰ ﴾ جواب النفي، وقوله: ﴿ إِنَّ رَبَّهُ ﴾ الخ، جواب قسم مقدر، فهو بمنزلة التعليل للجملة المستفاد من ﴿ بَلَىٰ ﴾.
قوله: (لا يخضعون) أي فالمراد بالسجود اللغوي لا العرفي، وهذا أحد قولين، والآخر أن المراد به السجود الحقيقي الذي هو سجود التلاوة، وقد اختلف الأئمة في ذلك. قوله: (في صحفهم) الأوضح أن يقول في صدورهم، لأن الوعي معناه لغة الحفظ. قوله: (لكن) ﴿ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ﴾ الخ، أشار بذلك إلى أن الاستثناء منقطع، لأن ما قيل إلا في الكفار لا غير. قوله: ﴿ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ﴾ استنئاف مقرر لما أفاده الاستثناء.