ﰡ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
«فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ» (٢) أي لا تطمح أبصارهم ولا يلتفتون مكبون..«وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ» (١٢) مجازها الولد والنطفة قالت بنت النّعمان بن بشير الأنصاريّة:
وهل كنت إلّا مهرة عربيّة | سلالة أفراس تجلّلها بغل «١» [٦٢١] |
فإن نتجت مهرا كريما فبالحرى | وإن يك إقراف فمن قبل الفحل |
يقذفن فى أسلائها بالسلائل
[٦٢٣] وقال حسّان:
فجاءت به عضب الأديم غضنفرا | سلالة فرج كان غير حصين |
«سَبْعَ طَرائِقَ» (١٧) مجازها أن كل شىء فوق شىء فهو طريقة من كل شىء والمعنى هاهنا السموات لأن بعضهن فوق بعض..
«تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ» (٢٠) مجازه تنبت الدهن والباء من حروف الزوائد وفى آية أخرى «وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ» (٢٢/ ٢٥) مجازه يريد فيه إلحادا قال الراجز:
نحن بنو جعدة أصحاب الفلج | نضرب بالبيض ونرجو بالفرج |
«طُورِ سَيْناءَ» (٢٠) الطور الجبل قال العجّاج:
دانى جناحيه من الطّور فمرّ
«١» [٦٢٥] و «سَيْناءَ» اسم..
«بِهِ جِنَّةٌ» (٢٥) مجازها مجاز الجنون وهما واحد..
«فَاسْلُكْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ» (٢٧) مجازها فاجعل واحمل وفى آية أخرى «ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ» (٧٤/ ٤٢) قال عدى بن زيد:
وكنت لزاز خصمك لم أعرّد | وقد سلكوك فى يوم عصيب |
حتى إذا أسلكوهم فى قتائدة | شلّأ كما تطرد الجمالة الشردا |
«فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ» (٢٨) مجازه إذا علوت على السفينة وفى آية أخرى: «عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى» (٢٠/ ٥) أي علا وقال آخرون: حتى إذا كنت أنت ومن معك فى الفلك، لأن «فى» و «على» واحد كقوله «وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ» (٢٠/ ٧١) أي على جذوع النخل
(٢). - ٣٢٩: من قصيدة فى الأغانى (الدار) ٢/ ١١١ وشعراء الجاهلية ٤٥١ والبيت فى الطبري ١٨/ ١٢.
«فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ» (٢٨) مرفوع لأنه حكاية يأمره أن يلفظ بهذا اللفظ ولم يعملوا فيه «قل خيرا» فينصبونه..
«وَأَتْرَفْناهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا» (٣٣) مجازه وسعنا عليهم «١» فأترفوا فيها وبغوا وبطروا فكفروا وأعجبوا قال العجّاج:
«وقد أرانى بالديار مترفا
«٢» [٦٢٦].
«عَمَّا قَلِيلٍ» (٤٠) مجازه عن قليل وما من حروف الزوائد فلذلك جروه وفى آية أخرى «إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها» (٢/ ٢٦) والعرب قد تفعل ذلك، قال النّابغة:
قالت ألا ليت ما هذا الحمام لنا | إلى حمامتنا ونصفه فقد |
وهو تفسير أبى عبيدة قال فى قوله تعالى: «وأترفناهم... وسعنا عليهم... إلخ» (فتح الباري ٨/ ٣٣٦).
(٢). - ٦٢٦: ديوانه ٨٢.
(٣). - ١١ «ليت... خوصة» : لقد مر تخريج هذا المثل.
«ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا» (٤٤) أي بعضهم فى أثر بعض ومنه قولهم:
جاءت كتبه تترى، والوجه أن لا ينوّن فيها لأنها تفعّل وقوم قليل ينونون فيه لأنهم يجعلونه اسما ومن جعله اسما فى موضع تفعل لم يجاوز به ذلك فيصرفه..
«وَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ» (٤٤) أي يتمثّل بهم فى الشر ولا يقال فى الخير:
جعلته حديثا.
«لَنا عابِدُونَ» (٤٧) أي داينون مطيعون، وكل من دان الملك فهو عابد له ومنه سمى أهل الخيرة العبّاد..
«وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ» (٥٠) تقديره أفعلنا وأوى هو على تقدير عوى ومعناه ضممنا وربوة يضمّ أولها ويكسر وهى النّجوة من الأرض ومنها قولهم:
فلان فى ربوة من قومه، أي عزّ وشرف وعدد..
«ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ» (٥٠) أي تلك الربوة لها ساحة وسعة أسفل منها وذات معين أي ماء جار طاهر بينهم.
«إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ» (٦٤) أي يرفعون أصواتهم كما يجأر الثور، قال عدى بن زيد:
إنّني والله فاسمع حلفى | بأبيل كلما صلّى جأر |
«فَكُنْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ» (٦٦) يقال لمن رجع من حيث جاء: نكص فلان على عقبيه «١»..
«سامِراً تَهْجُرُونَ» (٦٧) مجازه: تهجرون سامرا «٢» وهو من سمر الليل، قال ابن أحمر:
من دونهم إن جئتهم سمرا | عزف القيان ومجلس غمر |
(٢). - ٨- ١١ «سامرا... أطفال» : قال الطبري (١٨/ ٢٦) وكان بعض البصريين يقول وحد ومعناه الجمع كما قيل طفل فى موضع أطفال ومما يبين عن صحة ما قلنا فى أنه موضع الوقت فوحد لذلك قول الشاعر: البيت.
(٣). - ٦٢٧: والبيت فى القرطبي ١٢/ ١٣٧ أيضا
(٤). - ٦٢٩: فى اللسان (حضر).
إذا همّ بالإقلاع هبّت له الصّبا | وأعقب نوء بعدها وخروج |
«عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ» (٧٤) أي لعادلون، يقال نكب عنه، ويقال: نكب عن فلان، أي عدل عنه، ويقال: نكب عن الطريق، أي عدل عنه..
«قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ» (٨٩) أي فكيف تعمون عن هذا وتصدون عنه ونراه من قوله: سحرت أعيننا عنه فلم ينصره..
«مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ» (٩٧) وهمز الشيطان غمزه الإنسان وقمعه فيه.
أترجو بنو مروان سمعى وطاعتى | وقومى تميم والغلاة ورائيا |
ومقدار ما بينى وبينك برزخ
(٦٣١).
«فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا» (١١٠) مكسورة الأولى لأنه من قولهم: يسخر منه، وبعضهم يضم أوله، لأنه يجعله من السخرة والتسخّر بهم.
«لا بُرْهانَ» (١١٧) لا بيان.