تفسير سورة الأحزاب

معاني القرآن
تفسير سورة سورة الأحزاب من كتاب معاني القرآن .
لمؤلفه الأخفش . المتوفي سنة 215 هـ

قال ﴿ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ﴾ ( ٤ ) إِنَّما هُوَ " ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ قَلْبَيْنِ في جَوْفِهِ " وجاءت ﴿ مِنْ ﴾ توكيدا كما تقول " رأيتُ زَيْداً نَفْسَهُ " فأدخل " مِنْ " توكيدا.
وقال ﴿ ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ ﴾ ( ٥ ) لأنك تقول " هو يُدْعَى لفلان " *.
وقال ﴿ إِلاَّ أَن تَفْعَلُواْ ﴾ ( ٦ ) في موضع نصب واستثناء خارج.
وقال ﴿ الظُّنُونَاْ ﴾ ( ١٠ ) [ ١٦٠ ء ] والعرب تلحق الواو والياء والألف في آخر القوافي. فشبهوا رؤوس الآي بذلك.
وقال ﴿ وَإِذاً لاَّ تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ ( ١٦ ) فرفعت ما بعد " إِذَاً " لمكان الواو وكذلك الفاء وقال ﴿ فإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ تَفسِيرا ﴾ وهي في بعض القراءة نصب اعملوها كما يعملونها بغير فاء ولا واو.
وقال ﴿ ولكن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾ ( ٤٠ ) أي : ولكنْ كانَ رسولَ اللهِ وخاتَم النبيين.
وقال ﴿ وَلاَ أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ ﴾ ( ٥٢ ) فمعناه - و الله أعلم - أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ أَزْواجاً. وأدخِلَت ﴿ مِنْ ﴾ للتوكيد.
وقال ﴿ وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ ﴾ ( ٥٣ ) فعطفه على ﴿ غَيْر ﴾ فجعله نصبا او على ما بعد ﴿ غَيْر ﴾ فجله جرا.
وقال ﴿ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ ﴾ ( ٥٣ ) نصب على الحال أي : إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ غَيْرَ نَاظِرينَ. ولا يكون [ ١٦٠ ب ] جرا على الطعام إلا أَنْ تقول " أَنْتُمْ " ألا ترى أنك لو قلت : " ائذَن " لعبد الله على امرأة مبغضا لها " لم يكن فيه إلا النصب إلا أن تقول " مبغض لها هو " لأنك إذا أجريت صفته عليها ولم تظهر الضمير الذي يدل على أن الصفة له لم يكن كلاما. لو قلت : " هذا رَجُلٌ مَعَ امْرَأةٍ ملازِمها " كان لحنا حتى تقول " مُلازِمُها " فترفع أو تقول " ملازِمِها هُوَ " فتجر.
وقال ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً ﴾ ( ٥٦ ) فصلاة الناس عليه دعاؤهم له، وصلاة الله عز وجل إشاعة الخير عنه.
[ وقال ] ﴿ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ ( ٦٠ ) أيْ : " لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلاَّ قَلِيلاً " على المصدر.
Icon