ﰡ
بسم الله الرحمن الرحيم
١ - ﴿لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (١)﴾ لا اختلاف بين المفسرين (٢) وأهل المعاني(٢) حكى الإجماع كل من السمرقندي في "بحر العلوم" ٣/ ٤٢٥، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٨/ ١٣٢، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٩٠، والخازن في "لباب التأويل" ٤/ ٣٣٢. كما نقل الإجماع الشوكاني في "فتح القدير" ٥/ ٣٣٥، وذكر الطبري في "تفسيره" ٢٩/ ١٧٤ إجماع "الحجة" على أن معنى الآية: أقسم. وهناك من خالف الإجماع بالقول إن (لا) لنفي القسم، وهذا قول أبي مسلم، ورجحه الفخر الرازي في "التفسير الكبير" ٣٠/ ٢١٥، والزمخشري في "الكشاف" ٤/ ١٦٣، والألوسي في "روح المعاني" ٢٩/ ١٣٥. وقد استبعد الواحدي هذا القول، ولم يلق له اعتبارًا لضعفه، ولمخالفته للحجة من جمهور المفسرين. كما رده أيضًا أبو حيان في "البحر المحيط" ٨/ ٣٧٥، واستبعده الشنقيطي في كتابه: "دفع إيهام الاضطراب" ٣٢٥، و"الملحق بأضواء البيان" ١٠. كما أن للضحاك أيضًا قولًا في معنى: (لا أقسم) قال: إن الله لا يقسم بشيء من خلقه، ولكنه استفتاح يستفتح به كلامه. وقد ضعف ابن كثير هذا القول الذي لا يقوم على دليل، ولا ينهض بحجة. انظر: "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٣١٩ في تفسير سورة الواقعة، الآية: ٧٥. وبذكر المخالف للإجماع يتبين منهج الإمام الواحدي في حكاية الإجماع كما بينته وقررته سابقًا في سورة الحاقة. وقد قال د. محمد الخضيري في =
أحدهما: أن (لا) صلة (٢). والثاني: أن تكون ردًّا لكلام قد سبق. وكلا الوجهين هاهنا جائز، وإن وقع (لا) في أول السورة؛ لأن القرآن قوله كالسورة الواحدة، لاتصال بعضه ببعض، فمجازه مجاز الكلام الواحد، والذي يدل عليه: ذلك أنه قد يذكر الشيء في سورة، فيجيء جوابه في سورة أخرى، كقوله تعالى: ﴿وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (٦)﴾ [الحجر: ٦]، جاء جوابه في سورة أخرى، وهو قوله: ﴿مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (٢)﴾ [القلم: ٢].
وإذا كان الأمر على هذا جاز أن تكون (لا) صلة لقوله: ﴿لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ﴾ [الحديد: ٢٩]، و ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ﴾ [آل عمران: ١٥٩]. هذا قول أبى إسحاق (٣) وأبى علي (٤).
وأما أهل المعاني فقال بذلك أبو عبيدة في "مجاز القرآن" ٢/ ٢٧٧، والزجاج في "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥١.
(١) كما جاء في سورة الواقعة: ٧٥، وسورة القلم: ١٧، وسورة الحاقة: ٣٨.
(٢) أي: حرف زائد، والقول بأن (لا) صلة من اصطلاح الكوفيين. انظر. "نحو القراء الكوفيين" ٣٤١.
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥١، نقل عنه الواحدي بتصرف، وأكثر تفصيلًا.
(٤) "الحجة" ٦/ ٣٤٣، ٣٤٤ بتصرف.
ويدل على أن المعنى إثبات القسم قراءة من قرأ: (لأقسم) يجعلها (لامًا) دخلت على: (أقسم) [وهي] (٦) قراءة الحسن (٧).
(٢) حرف زائد.
(٣) ما بين المعقوفين ساقط من النسختين، وما أثبته فمن "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٢٠٧، ولا يستقيم الكلام بدونه.
(٤) نحو ما جاء في سور: الواقعة ٧٥، والقلم: ١٧، والحاقة: ٣٨.
(٥) "معاني القرآن" ٣/ ٢٠٧ بيسير من التصرف.
(٦) في كلا النسختين: هو.
(٧) انظر: "الحجة" ٦/ ٣٤٥، و"المحتسب" ٢/ ٣٤١، و"المبسوط" ٣٨٨، و"حجة القراءات" ٧٣٥، و"الكشف" ٢/ ٣٤٩، و"معاني القرآن" للفراء ٣/ ٢٠٧.
وقراءة: (لأقسم) قراءة سبعية صحيحة قرأ بها ابن كثير بخلف عن البزي، كما قرأ بها قنبل.
انظر المراجع السابقة عدا "المحتسب"، وانظر: كتاب السبعة: ٦٦١، و"البدور =
واختار أبو عبيد قراءة العامة، قال: لأنها لو كانت على قسم (٣) مستأنفة للزم أن تلحق النون، فتكون (لأقسمن)؛ لأن العرب لا تقول: لأفعل كذا إذا أرادوا الإيجاب في المستقبل، وإنما يقولون: لأفعلن (٤). وهذا الذي قاله أبو عبيد (هو في أكثر الأمر يكون على ما ذكر، ويجوز إدخال اللام من غير النون. حكى ذلك سيبويه، وأجازه (٥).
وكما لم تلحق (النون) مع (اللام) في هذه القراءة، كذلك يجوز أن لا تلحق (اللام) مع (النون) كما قال الشاعر (٦):
(١) لا خلاف بين القراء في إثبات الألف في الموضع الثاني، وهو: (ولا أقسم بالنفس).
انظر المراجع السابقة.
(٢) لم أعثر على نصه فيما بين يدي من كنبه، وقد ورد في "جامع البيان" ٢٩/ ١٧٣، و"النكت والعيون" ٦/ ١٥١، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٤٠٢، و"زاد المسير" ٨/ ١٣٣، و"البحر المحيط" ٨/ ٣٨٤، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٤٧٧، و"فتح القدير" ٥/ ٣٣٥. وانظر: "تفسير الحسن البصري"، تح: د. محمد عبد الرحيم: ٢: ٣٧٧.
(٣) في (ع): قسيم.
(٤) لم أعثر على مصدر لقوله، وانظر: "الأمالي الشجرية" ١/ ٣٦٩.
(٥) انظر: "كتاب سيبويه" ٣: ١٠٤/ ١٠٥
(٦) هو: عامر بن الطفيل، وهو من أشهر فرسان العرب بأسًا وشدة ونجدة.
وَقتيلِ مُرَّةَ اثْأَرَنَّ فَإنَّهُ | فِرْغٌ وإنَّ أَخاهُمُ لَمْ يقصد (١)) (٢) |
قال ابن عباس: يريد أقسم بالقيامة (٤). وهو قول الجميع (٥).
قال الكلبي: كان أهل الجاهلية إذا أراد أحدهم أن يقسم قال: (لا أقسم) (٦).
٢ - قوله تعالى: ﴿وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (٢)﴾ هذا على قول الحسن: نفي. كما ذكرنا عنه، وعلى قول الآخرين معناه: أقسم، واختلفوا في النفس اللوامة، فقال ابن عباس في رواية عطاء: إن كل نفس تلومها نفسها يوم القيامة، يلوم المحسن نفسه أن لا يكون ازداد إحسانا، ويلوم المسيء
(٢) ما بين القوسين نقله الواحدي عن أبي علي في "الحجة" ٦/ ٣٤٤ بتصرف يسير.
(٣) "معاني القرآن" ٣/ ٢٠٧ بنصه.
(٤) "النكت والعيون" ٦/ ١٠٥.
(٥) قال بذلك سعيد بن جبير كما في "جامع البيان" ٢٩/ ١٧٣، و"تفسير سعيد بن جبير" ٣٦١.
(٦) لم أعثر على مصدر لقوله.
وقال الحسن: هي النفس المؤمنة (٤)، وإن المؤمن والله ما تراه إلا يلوم نفسه على كل حالاته (٥)، يستقصرها في كل ما يفعل، فيندم ويلوم نفسه (٦)، وإن الفاجر يمضي قدمًا لا يعاتب نفسه (٧) (٨).
وقال مقاتل (٩)، وقتادة (١٠) (١١) هي: النفس الكافرة تلوم نفسها في الآخرة على ما فرطت في أمر الله.
وأما معنى القسم بالنفس اللوامة، فروى سعيد بن جبير عن ابن
(٢) في كلا النسختين: سوء.
(٣) "معاني القرآن الكريم" ٣/ ٢٠٨ بنصه.
(٤) قوله النفس المؤمنة: بياض في (ع).
(٥) قوله: إلا يلوم إلى حالاته: بياض (ع).
(٦) قوله: فيندم ويلوم نفسه: بياض (ع).
(٧) قوله: لا يعاتب نفسه: بياض (ع).
(٨) ورد معنى قوله في "الكشف والبيان" ١٣: ٣/ ب، و"معالم التنزيل" ٤/ ٤٢١، و"زاد المسير" ٨/ ١٣٣، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٤٧٧، و"الدر المنثور" ٨/ ٣٤٣ وعزاه إلى عبد بن حميد، وابن أبي الدنيا في محاسبة النفس. وانظر: "تفسير الحسن البصري" تح: د. محمد عبد الرحيم: ٢/ ٣٧٧.
(٩) "الكشف والبيان" ١٣: ٣/ ب، و"معالم التنزيل" ٤/ ٤٢١، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٩١، و"لباب التأويل" ٤/ ٣٣٣، و"فتح القدير" ٥/ ٣٣٥.
(١٠) بمعناه في "البحر المحيط" ٨/ ٣٨٤.
(١١) في (أ): قتادة ومقاتل.
وجواب القسم في قوله: ﴿أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ﴾ إلى قوله: ﴿قَادِرِينَ﴾.
وقال (٢) أبو جعفر النحاس: جواب القسم محذوف، على تقدير: (لتبعثن) (٣).
يدل عليه: ﴿أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (٣) بَلَى﴾. (قال) (٤) ابن عباس يريد: أبا جهل، أيحسب (٥) أن لن يبعث (٦). وقال مقاتل: يعني عدي ابن ربيعة الثقفي، كفر بالبعث (٧).
قال الله تعالى: ﴿بَلَى﴾ (٨) أي: بلى نجمعها قادرين. فقوله: (قادرين) حال، والعامل فيها مضمر، يدل عليه: (أن لن نجمع عظامه بلى) على تقدير: بلى نجمعها، ونقوى عليها قادرين. وهذا قول جميع النحويين (٩).
قال الفراء: وقول الناس: بلى نقدر، فلما صرف (١٠) إلى (قادرين)
(٢) في (أ): قال.
(٣) "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٩١.
(٤) ساقطة من (أ).
(٥) بياض في (ع).
(٦) "تفسير مقاتل" ٢١٧/ ب، و"الوسيط" ٤/ ٣٩١.
(٧) "الكشف والبيان" ١٣: ٤/ أ، و"زاد المسير" ٨/ ١٣٤، وهو عدي بن ربيعة بن أبي سلمة حليف بني زهرة ختن الأخنس بن شريق الثقفي. ذكر ذلك ابن الجوزي من النسخة الأزهرية. انظر: "زاد المسير" المرجع السابق.
(٨) ﴿بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (٤)﴾.
(٩) انظر: "كتاب سيبويه" ١/ ٣٤٦، و"معاني القرآن" للأخفش ٢/ ٢٧٠، و"معاني القرآن وإعرابه" الزجاج ٥/ ٢٥١.
(١٠) في (أ): قصرت.
علي قَسم لا أشْتِمُ الدهْرَ مُسْلِمًا | ولا خارجًا من فِيَّ زُورُ كلامِ (١) |
قوله تعالى: ﴿عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ﴾ قال ابن عباس: أن نجعل يده كخف البعير، أو كظلف الخنزير (٣).
وقال مقاتل (٤)، والكلبي (٥): أن نجعل أصابعه ملتزقة مثل الكف، فيكون كخف البعير لا ينتفع به ما كان حيًّا. وهذا قول قتادة (٦)
(٢) ورد قوله في "معاني القرآن" ٣/ ٢٠٨ بيسير من التصرف.
(٣) "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٣٣، و"جامع البيان" ٢٩/ ١٧٥ من غير ذكر أو كظلف خنزير، وبمعناه في "بحر العلوم" ٣/ ٤٢٥.
(٤) "تفسير مقاتل" ٢١٧/ ب.
(٥) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٦) "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٣٣ مختصرًا، و"جامع البيان" ٢٩/ ١٧٦، و"النكت والعيون" ٦/ ١٥٢ وعبارته فيهما: (بلى قادرين على أن نجعل كفه التي يأكل بها ويعمل، حافر حمار أو خف بعير. فلا يأكل إلا بفيه ولا يعمل بيده شيئًا).
وشرحه أبو علي (الفارسي) (٥) فقال: بلى قادرين على أن نسوي بنانه أي نجعلها مع كفه كصفيحة مستوية، لا شقوق فيها، كخف البعير فيعدم الارتفاق بالأعمال اللطيفة كالكتابة، والخياطة (والْخَرْز) (٦) (٧) ونحو ذلك من لطيف الأعمال التي يستعان عليها بالأصابع (٨).
قال أحمد بن يحيى: ومن أيمانهم: لا والذي شقهن خمسًا من واحدة (٩)؛ يريدون الأصابع من الكف.
وقال المبرد: أي يجعلها على هيئة واحدة، فيكون على خلاف ما تقول العرب:
(٢) ساقط من (أ).
(٣) بمعناه في "جامع البيان" ٢٩/ ١٧٥، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٩٢ - ٩٣،
وانظر: "تفسير الحسن البصري" تح: محمد عبد الرحيم ٢/ ٣٧٨.
(٤) ساقطة من (أ).
(٥) ساقطة من (أ).
(٦) الخرز: خياطة الأدَم. وكلُّ كُتْبَةٍ من الأدم: خُرْزَة -على التشبيه بذلك- يعني كل ثقبة وخيطها. والخراز صانع ذلك، وحرفته الْخِرازة. "لسان العرب" ٥/ ٣٤٤ (خرز).
(٧) ساقط من (أ).
(٨) لم أعثر علي مصدر لقوله، وقد ورد من غير عزو في "التفسير الكبير" ٣٠/ ٢١٨.
(٩) لم أعثر على مصدر لقوله.
ولأهل المعاني قول آخر، قال أبو إسحاق: والذي هو أشكل بجمع العظام. بلى نجمعها، قادرين على تسوية بنانه على ما كانت، وإن قل عظامها وصغرت وبلغ منها البلى (٢).
وذكر أبو علي هذا القول، فقال: أي: يردها كما كانت (٣).
وشرح ابن قتيبة هذا القول فقال: هذا رد من الله عليهم، وذلك أنهم ظنوا أن الله لا ينشر الموتى، ولا يقدر على جمع العظام البالية فقال: (بلى) فاعلموا أنا نقدر على أن نعيد السُّلاميات على صغرها ونؤلف بينها حتى يستوي البنان، ومن قدر على هذا فهو على جمع الكبار (العظام) (٤) أقدر (٥).
٥ - قوله تعالى: ﴿بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ﴾ يعني الكافر. ﴿لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ﴾ قال ابن عباس في رواية سعيد بن جبير: سوف أتوب (٦).
وقد ورد عن الأحوص بنحو ذلك قال:
وقد ثبتت في الصدر منها مودة | كما ثبتت بالراحتين الأصابع |
(٢) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥١ بنصه.
(٣) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٤) ساقطة من (أ)
(٥) "تأويل مشكل القرآن" ٣٤٦ بيسير من التصرف.
(٦) تفسير الإمام مجاهد: ٦٨٦، و"جامع البيان" ٢٩/ ١٧٧ بمعناه، و"بحر العلوم" ٣/ ٤٢٥، و"الدر المنثور" ٨/ ٣٤٤ وعزاه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان، وانظر: "المستدرك" ٢/ ٥٠٩: كتاب:=
وقال مجاهد: راكبًا رأسه إلى المعاصي (٥).
وقال قتادة (٦) (وعكرمة (٧)) (٨): قدمًا (قدمًا) (٩) في معاصي الله، لا ينزع عن فجوره.
وهذه الأقوال معناها واحد، أي (يسوف التوبة، ويقدم الأعمال السيئة) (١٠).
(١) لم أعثر على مصدر لقوله
(٢) "تأويل مشكل القرآن" ٣٤٦، و"بحر العلوم" ٣/ ٤٢٥.
(٣) ساقطة من (أ).
(٤) "تفسير مقاتل" ٢١٧/ ب.
(٥) "جامع البيان" ٢٩/ ١٧٧، و"الكشف والبيان" ج ١٣: ٤/ ب، و"معالم التنزيل" ٤/ ٤٢١، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٤٠٢.
(٦) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٧) "جامع البيان" ٢٩/ ١٧٧، و"الكشف والبيان" ١٣: ٤/ ب، و"معالم التنزيل" ٤/ ٤٢١، و"المحرر الوجيز" ٥/: ٤٠٢.
(٨) ساقطة من (أ).
(٩) ساقطة من (أ).
(١٠) ما بين القوسين نقله عن الزجاج بنصه من "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥٢. وسبب التسويف وتقديم عمل السوء لأنه مال عن الحق. قاله ابن قتيبة: "تأويل مشكل القرآن" ٣٤٧.
و (أمامه)، أي: فيما يستقبل. والمعنى: يريد أن يعصي ويكفر أبدًا ما عاش. قال الأنباري: يريد أن يفجر ما امتد عمره، وليس في نيته أن يرتد عن ذنب يرتكبه (٢). (وهذا معنى ما ذكره المفسرون) (٣).
وقال المؤرج: فجر: إذا ركب رأسه غير مكترث (٤).
ومعنى ﴿لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ﴾ ليمضي أمامه راكب رأسه.
وفي الآية قول آخر: يكذب بما (٥) أمامه من البعث والحساب. وهو قول ابن زيد (٦)، واختيار أبي إسحاق (٧)، وابن قتيبة (٨).
(٢) "الوسيط" ٤/ ٣٩١، و"فتح القدير" ٥/ ٣٣٦.
(٣) ساقطة من (أ).
(٤) انظر قوله في (فجر): "تهذيب اللغة" ١١/ ٥٠، و"لسان العرب" ٥/ ٤٧.
(٥) في (أ): بها.
(٦) "جامع البيان" ٢٩/ ١٧٨، و"الكشف والبيان" ١٣/ ٤/ ب، و"النكت والعيون" ٦/ ١٥٢ بمعناه، و"معالم التنزيل" ٤/ ٤٢٢، و"القرطبي" ١٩/ ٩٣، و"ابن كثير" ٤/ ٤٧٨.
(٧) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥٢.
(٨) "تأويل مشكل القرآن" ٣٤٧.
وقال ابن قتيبة: والفجور هاهنا بمعنى التكذيب بيوم القيامة، ومن كذب بحق فقد كذب، والكاذب المكذب، والفاسق فاجر؛ لأنه مائل عن الحق، قال: وهذا وجه حسن؛ لأن الفجور اعتراض بين كلامين من أسباب يوم القيامة، أولهما: ﴿أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (٣)﴾، والآخر: ﴿يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (٦)﴾. وكأنه قال: أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه يوم القيامة، بلى نقدر على أن نجمع ما صغر منها، ونؤلف بينه، ﴿بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (٥)﴾، أي: ليكذب (٣) بيوم القيامة، أي (متى) (٤) يكون ذلك تكذيبًا به (٥).
قال الله تعالى: ﴿فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (٧)﴾ وقرئ: (برَق) بفتح الراء (٦).
وقال الفراء: (برق) بفتح الراء من البريق، أي شخص، ومن قرأ (برَق) فمعناه (٧): فزع، وتحير، وأنشد قول طَرَفة:
(٢) قوله في "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥٢ بتصرف.
(٣) في (أ): يكذب.
(٤) ساقطة من (أ).
(٥) "تأويل مشكل القرآن" ٣٤٧ بتصرف.
(٦) قرأ بذلك: نافع، وأبو جعفر، وعاصم في رواية أبان، وقرأ الباقون: (بَرِق) بكسر الراء. انظر: "القراءات وعلل النحويين" ٢/ ٧٣٠، و"الحجة" ٦/ ٣٤٥، و"إتحاف القراءات" ٧٣٦، و"كتاب التبصرة" ٧١٥، و"تحبير التيسير" ١٩٤، و"إتحاف فضلاء البشر" ٤٢٨.
(٧) في (أ): ومعناه.
فنفسك فَانْعَ ولا تَنْعَني | وداو (١) الكُلُومَ ولا تَبْرَق) (٢) |
وقال أبو الحسن الأخفش: المكسور أكثر في كلامهم، والمفتوحة لغة (٦)، وأنشد (أبو عبيدة) (٧) (٨):
لما أتاني ابن (٩) صبيح راغبًا | أعطيته عيسًا منها فبرق (١٠) |
(٢) "ديوانه" ٧٠، و"جامع البيان" ٢٩/ ١٧٨، و"النكت والعيون" ٦/ ١٥٣، و"زاد المسير" ٨/ ١٣٥ "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٩٤، وشرح أبيات "معاني القرآن" ٢٥٢ ش: ٥٦٦. موضع الشاهد: (تبرق) (برق) بفتح الراء: فزع. ومضى البيت يقول: لا تفزع من هول الجراح التي بك، (برق): فتح عينيه من الفزع، وبرق بصره أيضًا كذلك، أما برق فمعناه تحير. شرح "معاني القرآن" مرجع سابق.
(٣) "معاني القرآن" ٣/ ٢٠٩ بيسير من التصرف.
(٤) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥٢.
(٥) ورد قوله في "جامع البيان" ٢٩/ ١٧٨، و"الكشف والبيان" ١٣/ ٥/ أ، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٩٤، و"فتح القدير" ٥/ ٣٣٦.
(٦) لم أعثر على نص قوله في المعاني، وإنما ورد في "الحجة" ٦/ ٣٤٥، و"التفسير الكبير" ٣٠/ ٢١٩.
(٧) "مجاز القرآن" ٢/ ٢٧٧.
(٨) ساقطة من (أ).
(٩) في (أ): أبو.
(١٠) البيت للكلابي، وقد ورد عند أبي عبيدة على النحو الآتي:
لما أتاني ابن صبيح راغبًا | أعطيته عيسًا صهابًا فبرق |
قال قتادة: برق البصر: شخص البصر (٣).
وقول مقاتل: وذلك لما يرى من العجائب التي يكذب بها فيبرق بصره، ولا يكاد يطرق (٤).
وقال عطاء: يريد عند الموت (٥).
وقال الكلبي: ذلك عند رؤية جهنم تبرق أبصار الكفار (٦).
(٢) "التفسير الكبير" ٣٠/ ٢١٩، ونسبه إلى الزجاج، غير أني لم أجده عند الزجاج، فلعله تصحيف، والمراد به الزجاجي، كما هو في الأصل عند الواحدي، ولم أعثر على مصدر قول الزجاجي فيما بين يدي من مراجعه.
(٣) "جامع البيان" ٢٩/ ١٨٠، و"الكشف والبيان" ١٣: ٥/ أ، و"معالم التنزيل" ٤/ ٤٢٢، و"الدر المنثور" ٨/ ٣٤٤ وعزاه إلى عبد الرزاق -ولم أجده عنده-، وعبد ابن حميد، وابن المنذر.
(٤) "تفسير مقاتل" ٢١٧/ ب، و"الكشف والبيان" ١٣/ ٥/ أ، و"معالم التنزيل" ٤/ ٤٢٢.
(٥) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٩٤، و"فتح القدير" ٥/ ٣٣٧ وهو مروي عن مجاهد وغيره في كلا المرجعين.
(٦) "معالم التنزيل" ٤/ ٤٢٢.
﴿وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (٩)﴾ كالبعيرين القرينين. قاله مقاتل (٣).
وقال الكلبي: كالثورين العقيرين (٤) (٥).
وقال الفراء (٦)، والزجاج (٧): أي جُمِعَا في ذهاب نُورِهما.
وقال الفراء: وإنما قال (جُمع) ولم يقل: جمعت لهذا؛ لأن المعنى:
(٢) وهو قول: قتادة، والحسن. انظر: "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٣٣، و"جامع البيان" ٢٩/ ١٨٠، و"تفسير الحسن البصري" ٣٧٩.
وإلى هذا القول ذهب: أبو عبيدة، والفراء، والسمرقندي، والزجاج، والماوردي. وانظر: "مجاز القرآن" ٢/ ٢٧٧، و"معاني القرآن" ٣/ ٢٠٩، و"بحر العلوم" ٣/ ٤٢٦، و"معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥٢. "النكت والعيون" ٦/ ١٥٣.
وإليه ذهب البغوي، والقرطبي، والخازن، وابن كثير.
انظر: "معالم التنزيل" ٤/ ٤٢٢، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٩٥، و"لباب التأويل" ٤/ ٣٣٤، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٤٧٨. والخسف في اللغة: أجل يدل على غموض وغُؤُور، وإليه يرجع فروع الكلام. "معجم مقاييس اللغة" ٢/ ١٨٠ (خسف).
(٣) "تفسير مقاتل" ٢١٨/ أبمعناه، وعبارته: كالبقرتين المقرونتين.
(٤) العقيرين: العقر عند العرب: كَسْف عرقوب البعير، ثم جعل النحر عقرًا؛ لأن العَقْر سبب لنحره "تهذيب اللغة" ١/ ٢١٥: مادة: (عقر)، وقد ورد في "بحر العلوم" كالثورين المقرنين - من غير عزو: ٣/ ٤٢٦.
(٥) لم أعثر على مصدر لقوله، وبنحوه قال ابن مسعود، قال: جمعا كالبعيرين القرينين. "زاد المسير" ٨/ ١٣٥.
(٦) "معاني القرآن" ٣/ ٢٠٩.
(٧) "معانى القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥٢
وقال الكلبي (٢): المعنى: جُمع النوران، أو الضياءان (٣).
وقال أبو عبيدة: لتذكير القمر (٤). يعني أن القمر شارك الشمس في المجمع" فلما شاركها مذكر، كان القول فيه جُمَع.
ولم يرتض الفراء هذا القول، وقال: قيل لمن قال هذا: كيف تقولون: الشمس جُمَع والقمر؟ فقالوا: جُمِعت، ورجعوا عن ذلك القول (٥).
قوله: ﴿يَقُولُ الْإِنْسَانُ﴾، يعني: المكذب بيوم القيامة.
﴿أَيْنَ الْمَفَرُّ﴾ أي الفرار. قال الأخفش (٦)، (وأبو إسحاق (٧) (٨): عند جميع أهل العربية أن المصدر من فعل، يفعل، مفتوح العين، وقراءة العامة: (الْمَفَر) بفتح الفاء (٩)، فيكون معناه الفرار.
والمفسرون يقولون في تفسيره: المهرب، والملجأ (١٠)، فيكون ذلك
(٢) بياض في (ع).
(٣) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٤) "مجاز القرآن" ٢/ ٢٧٧ بنصه.
(٥) "معاني القرآن" ٣/ ٢١٠ بيسير من التصرف.
(٦) "معاني القرآن" ٢/ ٧٢٠ - ٧٢١ نقله عنه بالمعنى.
(٧) "معاني القرآن" ٥/ ٢٥٢ نقله عنه بالمعنى.
(٨) ساقطة من (أ).
(٩) لم أجد قراءة العامة في الكتب التي تعني بذكر القراءات المتواترة. وإنما وجدتها في كتب التفسير: "جامع البيان" ٢٩/ ١٨٠، و"بحر العلوم" ٣/ ٤٢٦، و"الكشف والبيان" ١٣: ٥/ ب، و"زاد المسير" ٨/ ١٣٥، و"البحر المحيط" ٨/ ٣٨٦.
(١٠) وهو قول الثعلبي في "الكشف والبيان" ١٣/ ٥/ ب، وزاد الواحدي لفظة: (الملجأ)، والمارودي في "النكت والعيون" ٦/ ١٥٣.
قال الفراء - (فيما حكى عنه ابن السكيت) (٢) -: ما كان على (فعل)، (يفعل)، فالْمَفْعَل منه إذا أردت الاسم مكسورًا، وإذا أردت المصدر فهو (المفعل) بفتح العين، المدِبُّ، والمدَبُّ، والمفِر، والمفَر.
(وقال في المعاني: هما لغتان: المفِر، والمفَرُّ) (٣)، وما كان (يفعِل) منه مكسور العين مثل: يفِر، ويدِب، ويصِحُّ، فالعرب تقول: مَفِر، ومَفَر، (ومَدَب، ومَدِب، ومَصَح، ومَصِح، فعلى هذا: المفِر، والمفَر) (٤) كلاهما للموضع (٥).
١١ - قال الله تعالى: ﴿كَلَّا لَا وَزَرَ (١١)﴾ قال الليث: الوزر: جبل حصين يلجأ إليه القوم فيمنعهم يقال: مَا حصن ولا وزر (٦). قال العجاج:
انظر: "المحتسب" لابن جني: ٢/ ٣٤١، و"إتحاف فضلاء البشر" للبنا: ٤٢٨، و"بحر العلوم" ٣/ ٤٢٦.
وهذه القراءة شاذة، لعدم صحة سندها، ولعدم ذكرها في كتب القراءات، ووجودها ضمن الشواذ في كتب الشواذ، ولقراءة الحسن البصري، وهو مما اشتهر عنه الشاذ، والله أعلم.
(٢) ما بين القوسين ساقطة من (أ).
(٣) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٤) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٥) "معاني القرآن" ٣/ ٢١٠ بتصرف.
(٦) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد جاء في "الصحاح" الوَزَر: الملجأ، وأصل الوزر: الجبل المنيع، وكل معقل وزر: ٢/ ٨٤٥: مادة: (وزر)، وانظر: "لسان العرب" ٥/ ٢٨٢: مادة: (وزر).
وَعَهْدَ عُثمانَ وعَهْدَ عُمَر | وعَهْدَ إخوانٍ هُمُ كانُوا وَزَر (١) |
لَعَمْرُكَ ما لِلْفَتَى مِنْ وَزَرْ | مِنَ الموتِ يلحقه والْكِبَرْ (٣) (٤) |
الناس ألْبٌ علَيْنا فيكَ لَيْسَ لَنا | إلا السُّيوفَ وَأطْرافَ القَنَا وَزَرُ (١٢) |
(٢) البيت لابن الذئبة.
(٣) وقد ورد في "المجاز" (ينجيه) بدلًا من: (يلحقه) ٢/ ٢٧٧.
(٤) ما بين القوسين من قول أبي عبيدة في "مجاز القرآن" ٢/ ٢٧٧ بتصرف يسير.
(٥) "التفسير الكبير" ٣٠/ ٢٢١.
(٦) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥٢.
(٧) انظر: "الكامل" ٢/ ٦١٤، و"المقتضب" ٤/ ٣٩٧.
(٨) ساقطة من (أ).
(٩) في (ع): قول كعب.
(١٠) في (ع): للنبي.
(١١) في (أ): قوله تعالى، وهو خطأ.
(١٢) وقد ورد البيت أيضًا غير منسوب في: "كتاب سيبويه" ٢/ ٣٣٦، و"شرح أبيات سيبويه" للنحاس ١٤٨: ش: ٥٢٤، و"الإنصاف" ٢/ ٢٧٦ ش: ١٦٤، و"المفصل" ٢/ ٧٩ منسوب، و"التفسير الكبير" ٣٠/ ٢٢١ برواية (ألت) بدلا من (ألب).
ومعنى البيت: ألب: أي مجتمعون متألبون قد تضافروا على خصومتنا، وإرادة النيل منا، الوزر: بفتع الواو والزاي جميعًا: الحصن والملجأ، وأصل معناه: الجبل - حاشية "الإنصاف" ١/ ٢٧٦.
وقال الكلبي: لا جبل، ولا [شجر] (٢) يواريه من النار (٣).
وجميع المفسرين يقولون: لا جبل، ولا حصن، ولا ملجأ من الله (٤).
قال الحسن: كانت العرب تغير بعضها على بعض، فكان الرجلان يكونان في ماشيتهما، ولا يشعران حتى يأتيهما الخيل، فيقول الرجل لصاحبه: الوزر، الوزر، الجبل، الجبل (٥).
١٢ - قوله تعالى: ﴿إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (١٢)﴾ قال ابن عباس: يريد
(٢) في كلا النسختين: حمر، ولا معنى له، وقد ورد لفظة الشجر في "بحر العلوم" ٣/ ٤٢٦ من غير عزو.
(٣) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٤) قال بذلك: ابن عباس، ومُطرف بن الشخير، والحسن، ومجاهد، وأبو قلابة، وقتادة، وسعيد بن جبير، والضحاك، وابن زيد، والسدي. وابن مسعود ومقاتل. انظر: "تفسير مقاتل" ٢١٨/ أ، و "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٣٣، و"جامع البيان" ٢٩/ ١٨١ - ٢٨٢، و"بحر العلوم" ٣/ ٤٢٦، و"الكشف والبيان" ١٣: ٥/ ب، و"معالم التنزيل" ٤/ ٤٢٢، و"النكت والعيون" ٦/ ١٥٤. وممن قال بذلك أيضًا: أبو عبيدة في "غريب القرآن" ١٤٢، واليزيدي في "غريب القرآن" ٤٠١، وابن قتيبة في "تفسير غريب القرآن" ٤٩٩، والسجستاني في "نزهة القلوب" ٤٦٨، مكي بن أبي طالب في "العمدة في غريب القرآن" ٣٢٥، والخزرجي في "نص الصباح" ٢/ ٧٤٨ كما ذهب إليه الطبري: "جامع البيان" ٢٩/ ١٨١، والسمرقندي في "بحر العلوم" ٣/ ٤٢٦، والماوردي في "النكت والعيون" ٦/ ١٥٤، وقد رواه البخاري معلقًا: ٣/ ٣١٨: كتاب التفسير ٧٥، ولم أجد من خالف هذا القول من جميع المفسرين.
(٥) "جامع البيان" ٢٩/ ١٨٢، و"الدر المنثور" ٨/ ٣٤٥، وعزاه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر. وانظر: "تفسير الحسن البصري" ٢/ ٣٧٩.
يعني أن كل أحد يرجع إليه، وأمره يصير إليه، كما قال: ﴿إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (٨)﴾ [العلق: ٨]، ﴿وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (٢٨)﴾ [آل عمران: ٢٨]، وقال: ﴿أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (٥٣)﴾ [الشورى: ٥٣]، وقال مقاتل: يقول: ﴿إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (١٢)﴾ [القيامة: ١٢] (٢) لا يجد عنها مرحلًا (٣).
١٣ - قوله تعالى: ﴿يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (١٣)﴾ اختلفوا في معنى هذا التقديم والتأخير، فذهب قوم إلى أن التقديم هو لما عمله في حياته، أيَّ عمل كان من طاعة أو معصية، والتأخير لما آخره بعد موته من سنة صالحة أو سيئة يقتدى بها بعده. وهو قول ابن عباس (٤)، وابن مسعود (٥)، ومقاتل (٦)، والكلبي.
وقال زيد بن أسلم: بما قدَّم من أحواله لنفسه، وما تأخر خلفه للورثة (٧).
(٢) في كلا النسختين: المنتهى، وهو خطأ.
(٣) "تفسير مقاتل" ٢١٨/ أ، و"الكشف والبيان" ١٣: ٦/ أ.
(٤) "جامع البيان" ٢٩/ ١٨٣ بمعناه، و"الكشف والبيان" ١٣: ٦/ أ، و"النكت والعيون" ٦/ ١٥٤، و"معالم التنزيل" ٤/ ٤٢٢، و"زاد المسير" ٨/ ١٣٦، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٩٧، و"التفسير الكبير" ٣٠/ ٢٢٢، و"لباب التأويل" ٤/ ٣٣٤.
(٥) المراجع السابقة عدا "لباب التأويل".
(٦) "تفسير مقاتل" ٢١٨/ أ.
(٧) "الكشاف والبيان" ١٣/ ٦/ أ، و"معالم التنزيل" ٤/ ٤٢٢، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٤٠٤، و"زاد المسير" ٨/ ١٣٦، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٩٧، و"البحر المحيط" ٨/ ٣٨٦.
وقال ابن زيد: بما قدم من عمل من خير أو شر، وما أخر من طاعة فلم يعمل بها (٤). ونظير هذه الآية قوله: ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (٥)﴾ [الانفطار: ٥].
١٤ - وقوله تعالى: ﴿بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (١٤)﴾ أي شاهد. يعني: أن جوارحه تشهد عليه بما عمل، فهو شاهد على نفسه شهادة جوارحه. وهذا قول ابن عباس (٥)، وعطاء (٦)، والكلبي (٧)، ومقاتل (٨)، وسعيد بن
(٢) "جامع البيان" ٢٩/ ١٨٤، و"الكشف والبيان" ١٣/ ٦/ أ، و"النكت والعيون" ٦/ ١٥٤، و"معالم التنزيل" ٤/ ٤٢٢، و"زاد المسير" ٨/ ١٣٦، و"التفسير الكبير" ٣٠/ ٢٢١، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٩٧، و"البحر المحيط" ٨/ ٣٨٦.
(٣) "الكشف والبيان" ١٣/ ٦/ أ، و"معالم التنزيل" ٤/ ٤٢٢.
(٤) المرجعان السابقان، و"جامع البيان" ٢٩/ ١٨٤، و"النكت والعيون" ٦/ ١٥٤.
(٥) "جامع البيان" ٢٩/ ٢٨٤.
(٦) "جامع البيان" ٢٩/ ١٨٥، و"الكشف والبيان" ١٣: ٦/ ب، و"النكت والعيون" ٦/ ١٥٤، و"لباب التأويل" ٤/ ٣٣٤، و"الدر المنثور" ٨/ ٣٤٧ وعزاه إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(٧) "الكشف والبيان" ١٣/ ٦/ ب، و"معالم التنزيل" ٤/ ٤٢٣.
(٨) المرجعان السابقان.
قال الفراء: يقول على الإنسان من نفسه بصيرة -يعني- رقباء يشهدون عليه بعمله: اليدان، والرجلان، والعينان، والذكر (٦).
فأمَّا تأنيث (البصيرة) فيجوز أن يكون؛ لأن المراد بالإنسان -هاهنا -
(٢) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٣) لم أعثر على مصدر لقوله. وانظر: "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٣٤، و"جامع البيان" ٢٩/ ١٨٥، و"ابن كثير" ٤/ ٤٧٨.
(٤) وإلي هذا ذهب أيضا ابن قتيبة. انظر: "تفسير غريب القرآن" ٥٠٠، وذكر الطبري وغيره قولًا آخر في معنى: (بصيرة) قال: معناه بصير بعيوب الناس غافل عن عيب نفسه فيما يستحقه لها وعليها من ثواب وعقاب. وهذا قول الحسن، وقتادة. انظر: "جامع البيان" ٢٩/ ١٨٥، و"النكت والعيون" ٦/ ١٥٤، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٩٩. كما ذكر القرطبي قولًا ثالثًا، قال: وقيل: المراد بالبصيرة: الكاتبان اللذان يكتبان ما يكون فيه من خير وشر. قاله ابن عباس. "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٩٨، وانظر: "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٠٤، وبهذين القولين يتبين أن ليس الجميع قال بما ذكره الواحدي، وإن كان القول الثالث يدخل ضمن شهادة الجوارح والنفس عليه، وهذا من منهج الواحدي في تقريره للإجماع أو العزو إلى المفسرين أو الجميع، فما خالف الجمع فإنه لا يعتبره مخالفًا بل قول منفرد لا يؤثر على الإجماع، والله أعلم.
(٥) ما بين القوسين نقله بتصرف عن الزجاج، انظر: "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥٢ - ٢٥٣.
(٦) "معاني القرآن" ٣/ ٣١١ بنصه.
وقال أبو عبيدة: جاءت هذه الهاء في صفة الذكر، كما جاءت: رجل راوية، وعلامة، وطاغية (١).
وقال الأخفش: جعله هو البصيرة، كما تقول للرجل: أنْتَ حُجَّةٌ عَلى نَفْسِكَ (٢) (٣).
وقد أخبر الله -تعالى- في الآية الأولى أن الإنسان يخبر يوم القيامة بأعماله، ثم ذكر في هذه الآية أنه شاهد على نفسه بما عمل، ويكون هذا من صفة الكفار، فإنهم ينكرون ما عملوا، فيختم الله على أفواههم، وتنطق جوارحهم.
١٥ - قوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (١٥)﴾ جمع معذرة، يقال: معذرة، ومعاذر، ومعاذير.
قال المفسرون: يعني لو اعتذر. وهو قول ابن عباس (٤)، وقتادة (٥)،
(٢) بياض في (ع).
(٣) "معاني القرآن" ٢/ ٧٢١ بنصه.
(٤) "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٣٤، و"جامع البيان" ٢٩/ ١٨٥، و"زاد المسير" ٨/ ١٣٦ حكاه عن الأكثرون، و"الدر المنثور" ٨/ ٣٤٧ وعزاه إلى ابن المنذر.
(٥) "جامع البيان" ٢٩/ ١٨٦، و"النكت والعيون" ٦/ ١٥٥ بمعناه، و"معالم التنزيل" ٤/ ٤٢٣، و"زاد المسير" ٨/ ١٣٦ حكاه عن الأكثرين، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٩٩، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٤٧٨ بمعناه، و"الدر المنثور" ٨/ ٣٤٧ وعزاه إلى عبد الرزاق -ولم أجد عنده-، وعبد حميد، وابن المنذر، و"فتح القدير" ٥/ ٣٣٨.
قال الفراء: أي وإن اعتذر فعليه من يكذب عذره (٤).
وقال الزجاج: ولو أدلى بكل حجة عنده (٥).
وقال (الضحاك) (٦) (٧)، والسدي (٨): يعني لو أرخى الستور.
وذكر الفراء والزجاج والمبرد (٩) هذا القول، قال الفراء: جاء في التفسير: ولو أرخى ستوره (١٠).
وقال الزجاج: المَعاذير: السُّتُور، واحِدُها: مِعْذار (١١).
(٢) "تفسير مقاتل" ٢١٨/ أ، و"الكشف والبيان" ١٣: ٧/ أبمعناه، و"زاد المسير" ٨/ ١٣٦ حكاه عن الأكثرين، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٩٩، و"فتح القدير" ٥/ ٣٣٨.
(٣) المراجع السابقة، و"الدر المنثور" ٨/ ٣٤٧ وعزاه إلى ابن أبي شيبة، وانظر: "تفسير سعيد بن جبير" ٣٦٢.
(٤) "معاني القرآن" ٣/ ٢١١ بنصه.
(٥) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥٣ بنصه.
(٦) "جامع البيان" ٢٩/ ١٨٦، و"الكشف والبيان" ١٣: ٧/ أ، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٤٠٤ بمعناه، و"زاد المسير" ٨/ ١٣٦، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٩٩.
(٧) ساقطة من (أ).
(٨) "الكشف والبيان" ١٣: ٧/ أ، بمعناه، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٤٠٤، و"زاد المسير" ٨/ ١٣٦، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٩٩، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٤٧٨، وانظر: "تفسير السدي" ٤٦٨.
(٩) في (أ): بهذا.
(١٠) "معاني القرآن" ٣/ ٢١١ بنصه.
(١١) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥٣ بنصه
والمعنى على هذا القول: أنه وإن أُسبل الستر لتخفى ما يعمل فإن نفسه شاهد عليه.
١٦ - قوله: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (١٦)﴾.
قال سعيد بن جبير عن ابن عباس: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعالج من التنزيل شدة (٢)، وكان يشتد عليه حفظه، وكان إذا نزل عليه الوحي يحرك لسانه وشفتيه قبل فراغ جبريل من قراءة الوحي، مخافة ألا يحفظه (٣)، فأنزل الله: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ﴾ يعني بالقراءة (٤).
(٢) قوله: التنزيل شدة: بياض في (ع).
(٣) في (ع): يحفظ.
(٤) أخرج هذا الأثر البخاري في "الجامع الصحيح" ٣/ ٣١٨: ح: ٤٩٢٧، ٤٩٢٨، ٤٩٢٩ بمعناه كتاب: التفسير: باب (٧٥) سورة القيامة، ومسلم في "صحيحه" ١/ ٣٣٠: ح: ١٤٧، ١٤٨: كتاب: الصلاة باب: الاستماع للقراءة، وأبو داود الطيالسي في "مسنده" ١٠/ ٣٤٢: ح ٢٦٢٨، والإمام أحمد في "المسند" ١/ ٣٤٣، والترمذي في "سننه" ٥/ ٤٣٠: ح ٣٣٢٩: كتاب: تفسير القرآن باب ٧٢١ ومن سورة القيامة. وقال: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي في "سننه" ٢/ ٤٨٧: ح ٩٣٤: كتاب الافتتاح باب ٣٧ جامع ما جاء في القرآن، والطبراني في "المعجم الكبير" ١١/ ٤٥٨: ح: ١٢٢٩٧، كما ورد في الأثر عن ابن عباس في "جامع البيان" ٢٩/ ١٨٧ بمعناه، و"النكت والعيون" ٦/ ١٥٥، و"معالم التنزيل" ٤/ ٤٢٣، و"زاد المسير" ٨/ ١٣٧، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١٠٤، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٤٧٩، و"الدر المنثور" ٨/ ٣٤٨ وعزاه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن الأنباري في المصاحف، والطبراني وابن مردويه، وأبي نعيم، و"لباب القول" للسيوطي ٢٢٥، وانظر: "دلائل النبوة" للبيهقي ٧/ ٥٦.
وقال عطاء: (أي) (٤) إن جبريل يستعيده عليك (٥).
وقال مقاتل (وقرآنه): يعني: ونقرئكه حتى تحفظه (٦).
قال الزجاج: إن علينا أن نقرئكه فلا تنسى (٧). كما قال: ﴿سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (٦)﴾ [الأعلى: ٦]. وعلى هذا معنى قوله: (قرآنه) أي وقراءتك إياه بأن نقرئكه، والقارئ هو النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعلى القول الأول: القارئ هو جبريل. وهذا الذي ذكرنا في قوله: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ﴾ هو قول مقاتل (٨)، (ومجاهد (٩)، وقتادة (١٠)، وعطاء (١١)) (١٢)، والجميع (١٣).
(٢) قراءته: كررت في نسخة: (ع).
(٣) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد مثله في "الوسيط" غير منسوب ٤/ ٣٩٢.
(٤) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٥) ساقطة من (أ).
(٦) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٧) "تفسير مقاتل" ٢١٨/ أ.
(٨) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥٣ برواية: (نقريك) بدلًا من: (نقريكه).
(٩) "تفسير مقاتل" ٢١٨/ أ.
(١٠) لم أعثر على مصدر لقوله.
(١١) لم أعثر على مصدر لقوله.
(١٢) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(١٣) قال بذلك أيضًا سيد بن جبير، والشعبى، وابن زيد، والضحاك. انظر: "جامع البيان" ٢٩/ ١٨٧ - ١٨٨. وبه قال الفراء، والزجاج، وعزاه ابن عطية إلى كثير من =
(وقد ذكرنا ذلك عند تفسير القُرء (٣)) (٤).
قوله تعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأْنَاهُ﴾. قال ابن عباس: فإذا قرأه جبريل (٥) ومقاتل: فإذا تلوناه عليك بجبريل (٦). ﴿فَاتَّبِعْ (٧) قُرْآنَهُ﴾. قال: يعني: فاتبع
وقال آخرون -وهو قول الشعبي- كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحرصه على أداء الرسالة والاجتهاد في ذات الله تعالى، ربما أراد النطق ببعض ما أوحى إليه قبل كمال إيراد الوحي، فأمر ألا يعجل بالقرآن من قبل أن يقضي إليه وحيه. انظر: "المحرر" ٥/ ٤٠٤.
(١) غير مقروءة في نسخة: (ع).
(٢) السلا: الجلدة الرقيقة التي يكون فيها الولد، يكون ذلك في الدواب والإبل وفي الناس: المشيمة، والمعنى ما حملت ملقوحًا. "النهاية في غريب الحديث والأثر" ٢/ ٣٩٦.
(٣) [البقرة: ٢٢٨] وما جاء في معنى (القروء) جمع قرء، وجمعه القليل أقرؤ، وأقراء، والكثير: قروء، وهذا الحرف من الأضداد؛ لأن أصل القرء اسم للوقت، والقروء الأوقات، واحدها قرء. وقال قوم: أصل القرء: الجمع، يقال: ما قرأت الناقة سلا قط، أي ما جمعت في رحمها ولدًا قط.
(٤) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٥) "الوسيط" ٤/ ٣٩٣.
(٦) "تفسير مقاتل" ٢١٨/ أ.
(٧) بياض في (ع).
وهذا معنى قول ابن عباس في رواية سعيد بن جبير قال: يقول: إنا أنزلناه فاتبع له، فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا نزل عليه جبريل بعد هذا أطرق، فإذا ذهب فرأه كما وعده الله (٤). وقال (٥) أيضًا: فاتبع قرآنه، واستمع له، وأنصت، قال: فإذا أتاه جبريل استمع، فإذا انطلق جبريل قرأه (٦). وعلى هذا أتبع قراءة (٧) جبريل بالاتباع (٨). وعلى القول الأول: أتبع قراءته بقراءتك.
وذكر أبو علي في "المسائل الحلبية" هذه الآية فقال: (قوله تعالى:
(٢) "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٣٤، و"جامع البيان" ٢٩/ ١٩٠، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٤٠٥، و"زاد المسير" ٨/ ١٣٧، و"الدر المنثور" ٨/ ٣٤٨ وعزاه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(٣) بياض في (ع).
(٤) الأثر أخرجه البخاري ٣/ ٣١٨: ح: ٤٩٢٩ كتاب: التفسير باب ٧٥ سورة القيامة، ومسلم ١/ ٣٣٠: ح: ١٤٧ - ١٤٨: "كتاب الصلاة" باب الاستماع للقراءة، كما أخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده" ١٠/ ٣٤٢: ح ٢٦٢٨، والنسائي في "سننه" ٢/ ٤٨٧: ح: ٩٣٤: كتاب: الافتتاح باب: ٣٧ جامع ما جاء في القرآن.
(٥) أي ابن عباس.
(٦) سبق تخريجه.
(٧) في (أ): قرة.
(٨) قوله: جبريل بالاتباع: بياض في (ع).
لم تَقْرَأ جَنِينا (٥)
(٢) في كلا النسختين: زيد.
(٣) "مجاز القرآن" ٢/ ٢٧٨، وذكر بيت عمرو بن كلثوم.
(٤) في (أ): أن.
(٥) البيت كاملاً:
ذِراعَيْ عَيْطَلٍ أدْماءَ بِكْرٍ | هِجانِ اللَّوْنِ لم تَقْرأْ جَنِينا |
١٩ - قوله: ﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (١٩)﴾، قال عطاء عن ابن عباس: ثم إن علينا تفسير ذلك (٣)، وقال مقاتل: علينا أن نبين لك حلاله وحرامه (٤). وأجود من هذا، ما روي عن ابن عباس ﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (١٩)﴾: بلسانك (٥).
ذِرَاعَا عِيْطَلٍ أدْمَاءَ بكرٍ | تَرَبَّعَتِ الأجَارعَ والْمُتُونَا |
ذراعي عيطل أدماء بكر | هجان اللون لم تقرأ جنينا |
(٢) ما بين القوسين من "المسائل الحلبية" باختصار: ٢٩٠ - ٢٩٣.
(٣) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٤) "تفسير مقاتل" ٢١٨/ أ.
(٥) "جامع البيان" ٢٩/ ١٩١، و"النكت والعيون" ٦/ ١٥٦، و"معالم التنزيل" ٤/ ٤٢٣، و"زاد المسير" ٨/ ١٣٧، و"الدر المنثور" ٨/ ٣٤٨.
وهذا أولى من بيان الحلال والحرام؛ لأن بيان ذلك (كان) (١) يحصل للنبي -صلى الله عليه وسلم- عند قراءة جبريل، واستماعه منه، وما كان يتأخر البيان عن ذلك الوقت. وقد ذكر الكلبي المراد بهذا البيان، بيان ما أُجملَ (٢) في القرآن من الصلاة والزكاة (٣)، فقال: ثم نزل عدد الصلوات الخمس قبل خروج النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى المدينة بسنة للظهر أربعًا، وكذلك العصر والعشاء، والمغرب ثلاثًا (٤)، والفجر ركعتين، وذكر أيضًا تفصيل الزكاة من المواشي والنقود.
والبيان (٥) يجوز أن يكون مطاوعًا من أن الشيء بين إذا ظهر، ويجوز أن يكون اسمًا من التبيين، فقام مقام المصدر كالأداء والسراج.
وذكر أبو إسحاق معنى آخر فقال: أي (٦) علينا أن ننزله قرآنًا عربيًّا غير ذي عوج، فيه بيان للناس (٧).
قوله: ﴿كَلَّا﴾ قال عطاء عن ابن عباس: أي: لا يؤمن أبو جهل بتفسير ذلك (٨)، يعني بتفسير القرآن وبيانه.
(٢) ساقطة من (أ).
(٣) في (أ): احتمل.
(٤) بياض في (ع).
(٥) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٦) في (أ): أن.
(٧) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٣٥ بنصه.
(٨) "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١٠٥.
﴿بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (٢٠) (وَتَذَرُونَ) الْآخِرَةَ (٢)﴾ (يعني كفار مكة يحبون الدنيا ويعملون بها ويذرون العمل للآخرة فيؤثرون الدنيا عليها. ونحو هذا قال الكلبي قال: (وتذرون الآخرة) أي الجنة (٣) (٤).
(وقرئ: تحبون وتذرون) (٥)، بالياء والتاء (٦).
قال الفراء: والقرآن يأتي على أن يخاطب المنزل عليهم أحيانًا، وحينًا يُجعلون كالغيب، كقوله: ﴿حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ﴾ [يونس: ٢٢] (٧).
وقال أبو علي: الياء على ما تقدم من ذكر الإنسان. والمراد بالإنسان الكثرة، وليس المراد به واحداً، إنما المراد الكثرة والعموم؛ لقوله: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (١٩)﴾ [المعارج: ١٩] ثم قال: ﴿إِلَّا الْمُصَلِّينَ (٢٢)﴾ [المعارج: ٢٢]، فـ (الياء) حسن لتقدم (٨) ذكر الإنسان: والمعنى: هم يحبون ويذرون، والتاء على: قُلْ لهم: بل تحبون وتذرون (٩).
(٢) ساقطة من (ع).
(٣) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٤) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٥) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٦) قرأ ابن كثير، وابن عامر، وأبو عمرو، ويعقوب، (بل تحبون)، (وتذرون) بالتاء جميعًا. وقرأ الباقون بالياء جميعًا. انظر: "الحجة" ٦/ ٣٤٥ - ٣٤٦، و"المبسوط" ٣٨٨، و"حجة القراءات" ٧٣٦، و"البدور الزاهرة" ٣٣٠.
(٧) "معاني القرآن" ٣/ ٢١١ - ٢١٢ بنصه.
(٨) في (ع): للتقدم.
(٩) "الحجة" ٦/ ٣٤٦ بتصرف يسير.
قوله: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ﴾ يعني: يوم القيامة، وقد سبق ذكره في مواطن (٢) من هذه السورة (٣).
(وقوله) (٤): ﴿نَّاضِرَةٌ﴾ قال الليث: نَضَر اللوْنُ، والشجر، والورق، يَنْضُر نَضْرة (٥).
والنضرة: النعمة، والناضر (٦): الناعم الغض؛ الحسن من كل شيء، ومنه يقال: اللون (٧) إذا كان مشرقًا ناضرًا (٨)، فيقال: أخضر ناضر (٩)، وكذلك في جميع الألوان. ومعناه الذي له بريق من صفائه، وكذلك يقال: شجر ناضر، وروض ناضر (١٠).
(وأنشد أبو عبيدة (١١) لجرير) (١٢) قال:
(٢) في (ع): مواضع.
(٣) انظر الآيتين: ١٠، ١٢ من هذه السورة.
(٤) ساقطة من (أ).
(٥) "تهذيب اللغة" ١٢/ ٩: مادة: (نضر).
(٦) في (ع): الناظر.
(٧) في (أ): للون.
(٨) في (ع): ناظر.
(٩) في (ع): ناظر.
(١٠) انظر مادة: (نضر) في "لسان العرب" ٥/ ٢١٢، و"القاموس المحيط" للفيروزأبادي: ٢/ ١٤٣.
(١١) لم أجده في "المجاز".
(١٢) ما بين القوسين ساقط من (أ).
طَرِب الحمام بذي الأراك وهاجني | [لازلت] (١) في غَلَلٍ وأَيْك ناضرٍ (٢) (٣) |
(٢) في (ع): ناظر.
(٣) "ديوانه" ٢٣٦: دار بيروت برواية: (فهاجني)، و (لا زِلتَ).
الغَلَلُ: ما تَغَلَّل من الماء الجاري بين الشجر. والأيك: الشجر الملتف. انظر شرح "ديوانه" ٣٠٤: دار الأندلس.
(٤) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٥) في (ع): عبدًا.
(٦) الحديث أخرجه: أبو داود في "سننه" ٢/ ٣١٥: باب فضل نشر العلم، ونص الحديث كما هو عنده: (نضر الله امرأً سمع منا حديثًا فحفظه حتى يبلغه. فرب حامل حقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه)، والدارمي ١/ ٨٠ ح: ٢٣٣، ٢٣٤: المقدمة، والإمام أحمد ١/ ٤٣٧، ٣/ ٢٢٥، ٤/ ٨٠، ٨٢، وابن ماجه ١/ ٤٩ ح: ٢٤٣ - ٢٤٤ - ٢٤٦: المقدمة: باب من بلغ علمًا ٢١، ٢/ ١٨٨ ح: ٣٠٩١ - ٣٠٩٢: في المناسك: باب الخطبة يوم النحر، والترمذي ٥/ ٣٣ - ٣٤ ح: ٢٦٥٦ كتاب العلم باب ما جاء في الحديث عن تبليغ السماع ٧، وقال عنه: حديث حسن، وانظر: "مجمع الزوائد" للهيثمي: ١/ ١٣٧ - ١٣٨: باب في سماع الحديث وتبليغه: وقال: رواه الطبراني في "الكبير" ٢/ ١٢٧: ح: ١٥٤٣ - ١٥٤٤، ورجاله موثقون إلا أني لم أر من ذكر محمد بن نصر شيخ الطبراني في الأوسط والحديث صحيح عند الألباني، انظر: "صحيح ابن ماجه" ١/ ٤٤ - ٤٥ ح ١٨٧: باب ١٨، و"سلسلة الأحاديث الصحيحة" ١/ ١٤٥ ح ٤٠٤.
(٧) وجدت في المراجع السابقة عن مراجع الحديث رواية (نَضَّر) بالتشديد، أما "المسند"، و (سنن الدارمي)، و (الزوائد) فإنه لم تشكل فيها الأحاديث.
ومنضور (لا) (٣) يكون إلا من نضره بالتخفيف. (روى ثعلب عن) (٤) ابن الأعرابي: (نَضَر وجْهُه ونَضِر، ونَضُر، وأنْضَر، ونَضَرَهُ) (٥): نضره الله بالتخفيف، (وأنضره، ونضره) (٦) (٧) قال ابن عباس: ناضرة (٨): ناعمة (٩)
(وقال الكلبي: حسنة، بهجة، يعرف فيها النعمة (١٠) (١١).
وقال مقاتل: يعني الحسن والبياض ويعلوها (١٢) النور (١٣).
وألفاظهم مختلفة في تفسير (الناضرة)، ومعناها واحد.
(٢) تمام البيت:
وكأنما بَصقَ الْجَرَادُ بِليتِهَا | فالوجه لا حسنًا ولا منضورا |
(٣) ساقطة من (أ).
(٤) ما بين القوسين ساقطة من (أ).
(٥) ما بين القوسين ساقط من (أ)، وكتبت في نسخة: (ع) كلها بالظاء.
(٦) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٧) ما بين القوسين المزدوجين نقله الإمام الواحدي عن الأزهري بتصرف. انظر مادة: (نضر) "تهذيب اللغة" ١٢/ ٨ - ٩، و"لسان العرب" ٥/ ٢١٣.
(٨) في (أ): ناضر.
(٩) لم أعثر على مصدر لقوله.
(١٠) لم أعثر على مصدر لقوله.
(١١) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(١٢) في (أ): يعلوها.
(١٣) "تفسير مقاتل" ٢١٨/ ب، و"الكشف والبيان" ١٣: ٧/ ب، و"معالم التنزيل" ٤/ ٤٢٤.
(وقال أبو إسحاق: نُضِّرَت بنعيم الجنة، كما قال: ﴿تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (٢٤)﴾ [المطففين: ٢٤] (٤) (٥)
٢٣ - قوله: ﴿إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣)﴾. ذكرنا معاني النظر في سورة البقرة (٦).
قال ابن عباس في رواية عطاء: يريد إلى الله ناظرة (٧).
وقال الكلبي: تنظر إلى الله يومئذ لا تحجب عنه (٨).
وقال مقاتل: تنظر إلى ربها معاينة (٩).
(وقال: عكرمة (١٠)، وإسماعيل بن أبي خالد: تنظر إلى ربها
(٢) ساقط من (أ).
(٣) ساقط من (أ).
(٤) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥٣ مختصرًا.
(٥) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٦) سورة البقرة: ٥٥.
(٧) "الكشف والبيان" ١٣: ٧/ ب، و"زاد المسير" ٨/ ١٣٨، و"لباب التأويل" ٤/ ٣٣٥، و"الدر المنثور" ٨/ ٣٥٠ بمعناه وعزاه إلى ابن مردويه، وانظر: "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" للالكائي ٣/ ٤٦٣.
(٨) "الوسيط" ٤/ ٣٩٤.
(٩) "تفسير مقاتل" ٢١٨/ أ.
(١٠) "جامع البيان" ٢٩/ ١٩٢، و"الكشف والبيان" ١٣: ٧/ ب، و"زاد المسير" ٨/ ١٣٨، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١٠٦، و"الدر المنثور" ٨/ ٣٤٩ وعزاه =
وروي عن مجاهد، وأبي صالح (٧) أنهما فسرا النظر في هذه الآية بالانتظار (٨).
(١) ورد قوله في "جامع البيان" ٢٩/ ١٩٢، و"الكشف والبيان" ١٣: ٧/ ب.
(٢) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٣) ورد قوله في المرجعين السابقين، و"تفسير الإمام مجاهد" ٦٨٧، و"معالم التنزيل" ٤/ ٤٢٤، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٤٠٥، و"زاد المسير" ٨/ ١٣٨، و"لباب التأويل" ٤/ ٣٣٥، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٤٨٠، و"الدر المنثور" ٨/ ٣٥٠، وانظر: "تفسير الحسن البصري" ٢/ ٣٨١.
(٤) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٥) ورد قوله في "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥٣.
(٦) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٧) أبو صالح: هو: باذام، ويقال: باذان أبو صالح الكلبي، مولى أم هانئ بنت أبي طالب، روى عن ابن عباس، وعكرمة، وهو تابعي، وعامة ما يرويه تفسير ضعيف يدلس. انظر كتاب: الضعفاء والمتروكين للنسائي ٦١: ت: ٧٤، كتاب: المجروحين لابن حبان ١/ ١٨٥، و"تهذيب الكمال" ٤/ ٦: ت: ٦٣٦، و"تقريب التهذيب" ١/ ٩٣: ت: ٢.
(٨) قال ابن كثير: ومن تأول ذلك -أي الرؤية إلى الله- بأن المراد بـ: (إلى) مفرد الآلاء وهي النعم، كما قال مجاهد: ﴿إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣)﴾ قال: تنتظر الثواب من ربها، وكذا قال أبو صالح، فقد أبعد هذا الناظر النجعة، وأبطل فيما ذهب إليه، وأين هو من قوله تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (١٥)﴾، قال الشافعي -رحمه الله-: ما حجب الفجار إلا وقد علم أن الأبرار يرونه عز وجل ثم قد تواترت الأخبار عن =
وقال أبو صالح: تنتظر الثواب من ربها (٢).
قال الأزهري -وهو الحكم في اللغة-: من قال: إن معنى قوله: ﴿إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣)﴾ من الانتظار، فقد أخطأ؛ لأن العرب لا تقول: نظرت إلى الشيء بمعنى (٣): انتظرته، إنما تقول: نظرت فلانًا، أي انتظرته (كما) (٤) قال الحطيئة:
وقد نظرتكم أبناء صادرة (٥)
فإذا قلت: نظرتُ إلى الشيء، فلا يكون إلا بالعين، وإذا قلت: نظرتُ في أمر كذا احتمل أن يكون تفكرًا فيه، وتدبرًا بالقلب (٦). هذا كلامه.
كما بين ابن الجوزي عند عرضه أنواع التأويل الباطل من أنه يستحيل تأويل النظر في قوله تعالى: ﴿إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣)﴾ بانتظار الثواب، قال: فإنه أضاف النظر إلى الوجوه بالنظرة التي لا يحصل إلا مع حضور ما يتنعم به، لا مع التنغيص بانتظاره، ويستحيل مع هذا التركيب تأويل النظر بغير الرؤيا، وإن كان النظر بمعنى الانتظار في قوله تعالى: ﴿انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ﴾ [الحديد: ١٣]، وقوله: ﴿فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ﴾ [النمل: ٣٥]. "مختصر الصواعق المرسلة" ١/ ١٤ - ١٥.
(١) "جامع البيان" ٢٩/ ١٩٢، و"الكشف والبيان" ١٣: ٨/ أ، و"النكت والعيون" ٦/ ١٥٦، و"لباب التأويل" ٤/ ٣٣٥، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٣٨٠.
(٢) المراجع السابقة عدا "الكشف والبيان"، و"النكت والعيون".
(٣) في (أ): معنى.
(٤) ساقطة من (أ).
(٥) "ديوانه" ١٠٦: دار صادر، برواية:
وقد نظرتكم عشاء صادرة | للخمس طال حبسي وتنساسي |
(والوجه) إذا وصف بالنظر، وعدي بـ (إلى) (٣) لم يحتمل غير الرؤية (٤)، وإن شق على من أنكر ذلك، والنظر يكون بمعنى نظر القلب، كما يقال: انظر إلى الله ثم إليك. على معنى: إنما أتوقع فضل الله. ثم فضلك، وإنما يجوز هذا إذا لم يسند إلى الوجه، فإذا أسند إلى الوجه لم يحتمل نظر القلب، ولا الانتظار، وإذا بطل المعنيان في هذه الآية لم يبق لنفاة الرؤية عليها كلام، والسنة الصحيحة في الأخبار المأثورة يعضد قول من فسر النظر في هذه الآية بالرؤية (٥).
(٢) ما بين القوسين ساقط من (ع).
(٣) في (أ): عدي إلى.
(٤) قال شارح الطحاوية: وإضافة النظر إلى الوجه الذي هو محله في هذه الآية وتعديته بأداة (إلى) الصريحة في نظر العين، وإخلاء الكلام من قرينة تدل على خلافه حقيقة موضوعة صريحة في أن الله أراد بذلك نظر العين التي في الوجه إلى الرب -جل جلاله-. انتهى كلامه. كما عد هذه الآية ﴿إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣)﴾ من أظهر الأدلة على رؤية الله سبحانه وتعالى. انظر: "شرح العقيدة الطحاوية" ١٤٦ - ١٤٨.
(٥) ومن الأحاديث في ذلك: ما أخرجه مسلم في "صحيحه" ١/ ١٦٣: ح ٢٩٧: كتاب الإيمان: باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم سبحانه وتعالى، والحديث عن صهيب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا دخل أهل الجنة، قال: يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئاً أزيدكم، فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل". وانظر: =
٢٤ - قوله تعالى: ﴿وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (٢٤)﴾ (قال ابن عباس (٢) و) المفسرون (٣): كالحة، عابسة، (كاشفة)، كئيبة، مصفرة، (متغيرة) (٤) اللون، كريهة، مقطبة (٥)؛ كل هذا من ألفاظهم.
(١) وهو أحد مؤلفاته في التفسير، وقد نص عليه الإمام الواحدي مع كتب أخرى في هذا المجال في مقدمة "تفسير الوسيط". مقدمة "الوسيط" ١/ ٦، ومقدمة هذا التفسير.
(٢) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٣) منهم الحسن، وقتادة، وابن زيد، والسدي، والكلبي. انظر: "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٣٤، و"جامع البيان" ٢٩/ ١٩٣، و"النكت والعيون" ٦/ ١٥٧.
(٤) الكلمات بين الأقواس ساقطة من (أ).
(٥) مقطبة: قطب بين عينيه جمع، وقطب وجهه تقطيبًا: عبس. "مختار الصحاح" للرازي: ٥٤١. قطب.
قال الأصمعي: (الفقر، أي: يُحَزُّ أنف العبير حتى يخلص إلى العظم أو قريب منه، ثم يُكوى عليه جرير (٥) يُذَلَّل بذلك الصعب، ومنه قيل: عملت به الفاقرة (٦) (٧). وقال الليث: الفاقرة: داهية تكسر الظهر (٨).
قال المبرد: وترى أن أصلها من الفقرة، والفقارة، وهما واحدها، وجمعها فقار، وفقر، وكأن فاقرة داهية تقطع الظهر (٩).
(٢) ساقط من (أ).
(٣) في كلا النسختين: أبو عبيد، ولعله سهو عن التاء المربوطة، إذ القول ورد عن أبي عبيدة في "المجاز"، ووجدت أيضًا نسبة القول إلى عبيدة في "الكشف والبيان" ١٣/ ٨/ ب، و"التفسير الكبير" ٣٠/ ٢٣٠، و"البحر المحيط" ٨/ ٣٨٩، و"تهذيب اللغة" ٩/ ١١٦ مادة: (فقر).
(٤) "مجاز القرآن" ٢/ ٢٧٨ ولم يذكر (به)، وقد ورد المعنى عنه، كما هو عند الواحدي في "تهذيب اللغة". المرجع السابق.
(٥) جرير: الجَرير: حَبْل من أدم نحو الزمام، ويطلق على غيره من الحبال المضفورة. انظر: "النهاية في غريب الحديث" ١/ ٢٥٩.
(٦) انظر: "مجمع الأمثال" للميداني: ٢/ ٣٧٢ رقم: ٢٥٤٠، ويراد به: أي عَمِلَ به عملاً كسر فقاره
(٧) ما بين القوسين نقله الواحدي عن الأزهري في "تهذيب اللغة" ٩/ ١١٦ مادة: (فقر)، وانظر (اللسان) ٥/ ٦٢: مادة: (فقر).
(٨) "تهذيب اللغة": الموضع السابق.
(٩) "التفسير الكبير" ٣٠/ ٢٣٠.
قال ابن عباس: تستيقن أن يفعل بها عظيم (٥).
وقال مجاهد: داهية (٦). وقال مقاتل: تعلم الوجوه المتغيرة أن يفعل بها شر (٧). وهو قول قتادة في تفسير الفاقرة، قال: الشر (٨). (٩) وفسر ابن زيد (١٠) ذلك بدخول النار، فقال: تعلم أنها ستدخل النار (١١). وفسرها الكلبيُّ بالحجاب، فقال: تعلم أن يفعل بها منكرة من العذاب، وهي أن
(٢) وذلك إذا ضربت رأسه. المرجع السابق.
(٣) أي إذا ضربت بطنه. المرجع السابق.
(٤) "تفسير غريب القرآن" ٥٠٠.
(٥) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد بمثله من غير عزو في "الوسيط" ٤/ ٣٩٤.
(٦) "جامع البيان" ٢٩/ ١٩٤، و"الكشف والبيان" ١٣: ٨/ ب، و"النكت والعيون" ٦/ ١٥٧، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٤٨٠.
(٧) "تفسير مقاتل" ٢١٨/ ب.
(٨) "جامع البيان" ٢٩/ ١٩٤، و"الكشف والبيان" ١٣: ٨/ ب، و"النكت والعيون" ٦/ ١٥٧، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١٠٨، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٤٨٠، و"فتح القدير" ٥/ ٣٣٩.
(٩) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(١٠) في (أ): (ابن قتيبة) بدلًا من (ابن زيد)، والصحيح ما جاء في نسخة: ع، إذ لم يرد القول عن ابن قتيبة، وإنما ورد عن ابن زيد كما دلت عليه المراجع، ولم أجده عند ابن قتيبة لا في الغريب، ولا في المشكل.
(١١) "جامع البيان" ٢٩/ ١٩٤، و"الكشف والبيان" ١٣: ٧/ ب، و"النكت والعيون" ٦/ ١٥٧، و"زاد المسير" ٨/ ١٣٨، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١٠٨، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٤٨٠، و"فتح القدير" ٥/ ٣٣٩.
٢٦ - قال الله تعالى: ﴿كَلَّا﴾ قال أبو إسحاق: هو ردع وتنبيه (٢).
وقال مقاتل: (كلا) أي لا يؤمن الكافر بما ذكر من أمر القيامة (٣). ثم استأنف فقال: ﴿إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ﴾، وهي جمع ترقوة، يعني: بلغت النفس أو الروح، أخبر عما لم يجر له ذكر لعلم المخاطب بذلك، كقوله تعالى: ﴿حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ﴾ [ص: ٣٢]، (قاله المبرد (٤)، وغيره (٥) (٦)، وكلهم (٧) قالوا: بلغت النفس التراقي. وهي جمع ترقوة، مثل عرقوة.
قال الليث: وهي عظم وصل بين ثغرة النحر والعاتق من الجانبين (٨)، ويكنى ببلوغ النفس التراقي عن الإشفاء على الموت، ومنه قول دُرَيْدِ بنِ الصِّمَّة:
(٢) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥٤.
(٣) "تفسير مقاتل" ٢١٨/ ب، و"الرازي" ٣٠/ ٢٣٠، وانظر: "زاد المسير" ٨/ ١٣٩.
(٤) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٥) قال بذلك: الثعلبي في "لكشف والبيان" ١٣: ٨/ ب، وإليه ذهب البغوي في "معالم التنزيل" ٤/ ٤٢٤، والزمخشري في "الكشاف" ٤/ ١٦٦، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٨/ ١٣٩، والفخر الرازي في "التفسير الكبير" ٣٠/ ٢٣٠، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١٠٩، والخازن في "لباب التأويل" ٤/ ٣٣٦.
(٦) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٧) قال بذلك: الفراء في "معاني القرآن" ٣/ ٢١٢، والزجاج في "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥٤، والطبري، وعزاه إلى ابن زيد في "جامع البيان" ٢٩/ ١٩٤، والثعلبي في "الكشف والبيان" ١٣: ٨/ ب، وانظر أيضًا المراجع السابقة.
(٨) "تهذيب اللغة" ٩/ ٥٤: مادة: (ترق).
ورب عظيمة دافعت عنها | وقد بلغت نفوسهم التراقي (١) |
(وقال الزجاج: ذكرهم الله صُعُوبة أول أيام الآخرة عند بلوغ النفس التَّرْقوة (٣)) (٤).
وقال الفراء: يقول إذا بلغت نفس الرجل عند الموت تراقيه، وقال من حوله: (من راق) (٥)، وهو قوله: ﴿وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (٢٧)﴾، (راق) (٦): يجوز أن يكون من الرقية، يقال: رقاه يرقيه (رقية (٧)) (٨) إذا عوذه (٩) بما يشفيه كما يقال: (بسم الله أرقيك) (١٠).
(٢) "تفسير مقاتل" ٢١٨/ ب.
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥٤ بنصه، وفيه: (بصعوبة) بدلاً من: (صعوبة).
(٤) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٥) "معاني القرآن" ٣/ ٢١٢ بنصه.
(٦) ساقطة من (أ).
(٧) الرُّقْيَة: العُوذة التي يُرْقَى بها صاحب الآفة كالحمى، والصرع، وغير ذلك من الآفات. "النهاية في غريب الحديث والأثر" ٢/ ٢٥٤: مادة: (رقى).
(٨) ساقط من (أ).
(٩) في (ع): عوذة.
(١٠) نص الحديث كما في "صحيح مسلم" أن جبريل أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا محمد اشتكيت؟ فقال: "نعم"، قال: باسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس، أو عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك. ٤/ ١٧١٨ - ١٧١٩: ح: ٤٠: كتاب السلام: باب الطب والمرض والرقى كما أخرج: الإمام أحمد في "المسند" ٣/ ٢٨ - ٥٦ - ٥٨ - ٧٥ - ١٥١، ٦/ ٣٣٢، وابن ماجه في "سننه" ٢/ ٢٨٤: =
وقال الكلبي: هل من طبيب يرقي (٣)؟ (وهو قول الضحاك (٤)، وعكرمة (٥)) (٦).
وقائل هذا القول من حول ذلك الإنسان أشفى (٧) على الموت، ومعنى هذا الاستفهام: يجوز أن يكون استفهامًا عن الذي يُرقى؛ كأنهم طلبوا له الرقية والشفاء. وهو معنى قول قتادة: التسموا له الأطباء، فلم
(١) الرقي: الصعود والارتفاع، يقال: رَقِيَ يَرْقَى رُقِيًّا، ورقَّى: شُدِّدَ للتعدية إلى المفعول. "النهاية في غريب الحديث والأثر" ٢/ ٢٥٦: مادة: (رقى).
(٢) "جامع البيان" ٢٩/ ١٩٤، و"النكت والعيون" ٦/ ١٥٧، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٤٠٦، و"زاد المسير" ٨/ ١٣٩ بمعناه، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١٠٩، و"البحر المحيط" ٨/ ٣٨٩، و"الدر المنثور" ٨/ ٣٦١ وعزاه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(٣) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٤) "جامع البيان" ٢٩/ ١٩٥، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٤٠٦، و"زاد المسير" ٨/ ١٣٩، و"البحر المحيط" ٨/ ٣٨٩، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٤٨١، و"الدر المنثور" ٨/ ٣٦١ وعزاه إلى سعيد بن منصور، وابن المنذر.
(٥) ورد بمعناه في "جامع البيان" ٢٩/ ١٩٤، و"زاد المسير" ٨/ ١٣٩، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١٠٩، و"البحر المحيط" ٨/ ٣٨٩، و"الدر المنثور" ٨/ ٣٦١.
(٦) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٧) في (أ): أشفا.
قال الكلبي: يحضر العبد عند الموت سبعة أملاك من ملائكة الرحمة، وسبعة أملاك من ملائكة العذاب مع ملك الموت، فإذا بلغت نفس العبد التراقي نظر بعضهم إلى بعض أيهم يرقى بروحه إلى السماء فهو قوله: (وقيل من راق) (٤).
وهذا قول مقاتل (٥)، وسليمان التيمي (٦)، (ورواية أبي الجوزاء عن ابن عباس) (٧).
(٢) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥٤ بنحوه.
(٣) "التفسير الكبير" ٣٠/ ٢٣١.
(٤) المرجع السابق.
(٥) "معالم التنزيل" ٤/ ٤٢٤، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٤٠٦، و"زاد المسير" ٨/ ١٣٩، ولم أعثر على قوله في "تفسيره".
(٦) انظر قوله في "معالم التنزيل" ٤/ ٤٢٤، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٤٠٦، و"البحر المحيط" ٨/ ٣٨٩.
(٧) ما بين القوسين ساقط من (أ). وانظر هذه الرواية في: "جامع البيان" ٢٩/ ١٩٥، و"الكشف والبيان" ١٣: ٩/ أ، و"النكت والعيون" ٦/ ١٥٨، و "زاد المسير" =
وروى حفص عن عاصم: إظهار (النون)، و (٤) (اللام) في قوله: (من راق)، و (بل ران (٥)) (٦).
قال أبو علي الفارسي: ولا أعرف وجه ذلك (٧).
وسمعت شيخنا أبا الحسن الضرير النحوي -رحمه الله- يقول: إنما أظهر النون؛ لأنه خاف الالتباس تتابع المرق؛ لأنه يقال له: مراق، وأظهر اللام؛ لأنه خاف الالتباس بتثنية (بر) بمعنى الأرض الفضاء، وهذا
(١) لم أتوصل إلى موضعه من "التفسير البسيط".
(٢) في (أ): حرف.
(٣) حروف الفم المراد بها: اثنا عشر حرفًا: التاء، والثاء، والدال، والظاء، والذال، والطاء، والصاد، والضاد، والسين، والزاي، والراء، واللام. انظر: "المدخل" ٥٠٠.
(٤) في (أ): (في) بدلًا من الواو.
(٥) "الحجة" ٦/ ٣٤٦، وانظر كتاب (السبعة) ٦٦١، و"حجة القراءات" ٧٣٧، و"الكشف عن وجوه القراءات السبع" ٢/ ٥٥ - ٥٦ من سورة الكهف، و"المبسوط" ٩٧. وقرأ الباقون بالإدغام؛ لقرب النون من الراء. المراجع السابقة.
(٦) وكان حفص يقف على النون واللام وقفة خفيفة في وصله، ليبين إظهار اللام والنون؛ لأنهما ينقلبان في الوصل راء، فتصير مدغمة في الراء بعدها، ويذهب لفظ اللام والنون. انظر: "الكشف" ٢/ ٥٥، و"المبسوط" ٩٧.
(٧) "الحجة" ٦/ ٣٤٦.
٢٨ - وقوله: ﴿وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (٢٨)﴾. قال (ابن عباس (٢) و) (٣) المفسرون (٤): علم، وأيقن الميت الذي بلغت روحه تراقيه (٥)، أن الفراق من الدنيا.
وقال مجاهد: أيقن أنه في آخر يوم من الدنيا، وأول يوم من الآخرة (٦).
٢٩ - ﴿وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (٢٩)﴾. قال ابن عباس (في رواية عطاء) (٧): يريد شدة الموت، بشدة الآخرة (٨).
(٢) "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٠٦ مختصرًا.
(٣) ما بين القوسين: ساقط من (أ).
(٤) وإليه ذهب الثعلبي في "الكشف والبيان" ١٣: ٩/ أ، قال: (وظن، وأيقن)، وبه قال الماوردي في "النكت والعيون" ٦/ ١٥٨، والبغوي في "معالم التنزيل" ٤/ ٤٢٤، وابن عطية في "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٠٦، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٨/ ١٣٩، وحكاه الفخر عن المفسرين في "التفسير الكبير" ٣٠/ ٢٣١، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١١٠، والخازن في "لباب التأويل" ٤/ ٣٣٧.
(٥) في (أ): التراقي.
(٦) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٧) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٨) ورد بمعناه، وبطرق غير طريق عطاء في "جامع البيان" ٢٩/ ١٩٥ - ١٩٦، =
(قال أهل اللغة: قيل للأمر الشديد: ساق؛ لأن الإنسان إذا دهمته شدة شمر لها عن) (١٠) ساقيه، ثم قيل للأمر الشديد: ساق. ومنه قول (١١) دريد:
(١) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٢) "تفسير مقاتل" ٢١٨/ ب، و"زاد المسير" ٨/ ١٢٩.
(٣) ورد مختصرًا في "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٣٤، و"جامع البيان" ٢٩/ ١٩٦، وبمعناه في "الكشف والبيان" ١٣/ ٥/ ب، و"معالم التنزيل" ٤/ ٤٢٤، و"زاد المسير" ٨/ ١٤٠.
(٤) ساقطة من (أ).
(٥) بمعناه في "الكشف والبيان" ١٣: ٩/ ب، ومختصرًا في "معالم التنزيل" ٤/ ٤٢٤.
(٦) بمعناه في "معالم التنزيل" ٤/ ٤٢٤.
(٧) ساقطة من (أ).
(٨) وهذا المعنى من المفسرين جاء من لفظ: الْمُسَاوَقَة، أي: المتابعة، كأن بعضها يسوق بعضًا. انظر: "المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث" لأبي موسى الأصفهاني ٢/ ١٥٢.
(٩) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(١٠) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(١١) في (أ): قوله. ولم يذكر دريدًا.
أراد: أنه: مشمر جاد، ولم يرد خروج الساق بعينها) (٢).
وهذا القول اختيار المبرد (٣)، وأبي عبيدة (٤).
قال المبرد في هذه الآية أي: الشدة بالشدة، تقول العرب: قامت الحرب على ساق (٥). أي اشتدت، وأنشد للجعدي:
أخُو الْحَرْبِ إنْ عَضَّتِ الْحَرْبُ عَضَّها | وَإنْ شَمَّرَتْ عنْ سَاقِها الْحَرْبُ شَمَّرا (٦) (٧) |
صَبُورٌ على العَزَّاءِ طَلاع أنْجُدٍ
وقد ورد أيضًا في ديوان دريد بن الصمة: ٤٩ يرثي عبد الله أخاه وقتله بنو عبس، و"لسان العرب" ١٠/ ١٦٨، و"الأصمعيات" ١٠٨. ومعناه: الكميش: الماضي العزوم السريع في أموره. العزاء: الشدة. طلاع أنجد: ركاب لصعاب الأمور، أو هو السامي لمعالي الأمور. الأنجد: جمع نجد، وهو ما ارتفع وغلظ من الأرض، أو الطريق في الجبل. انظر: "الأصمعيات" ١٠٨، و"ديوانه" ٤٩، حاشية.
(٢) ما بين القوسين نقله الواحدي عن الأزهري بنصه من "تهذيب اللغة" ٩/ ٢٣٣: سوق، وانظر مادة: (سوق) في "لسان العرب" ١٠/ ١٦٨، و"المخصص" لابن سيده: ١/ ٢/ ٥٣: مادة (الساق)، و"النهاية في غريب الحديث والأثر" ٢/ ٤٢٢.
(٣) "الكامل" ٣/ ١١٤٧.
(٤) "مجاز القرآن" ٢/ ٢٧٨.
(٥) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٦) ورد في ديوان حاتم الطائي: ٨٢، و"الكامل" ٣/ ١١٤٧: منسوبًا إلى حاتم الطائي، ولم أجده في ديوان الجعدي، كما ورد الشطر الثاني في ديوان جرير: ١٨٥: دار بيروت: أما شطره الأول فهو:
ألا رُبَّ سامي الطرف من آل زمان
(٧) ما بين القوسين نقلاً عن "الكامل" ٣/ ١١٤٧ بيسير من التصرف.
وروى السدي عن أبي مالك قال: ساقاه التفتا عند الموت (٣).
وفي الآية قول ثالث:
قال الحسن: هما ساقاه إذا لُفَّتا (٤) في الكفن (٥): وهو قول سعيد بن المسيب (٦).
وقال زيد بن أسلم: يعني ساق الكفن بساق الميت (٧).
٣٠ - قوله تعالى: ﴿إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (٣٠)﴾. قال ابن عباس: مرجع العباد (٨).
(٢) "جامع البيان" ٢٩/ ١٩٨، و"الكشف والبيان" ١٣: ٩/ ب؛ بمعناه في "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٠٦، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١١٠، و"البحر المحيط" ٨/ ٣٩٠، و"الدر المنثور" ٨/ ٣٦٢ وعزاه إلى ابن المنذر.
(٣) "جامع البيان" ٢٩/ ١٩٧، بمعناه في "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٠٦، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٤٨١، و"الدر المنثور" ٨/ ٣٦٢ وعزاه إلى عبد بن حميد.
(٤) في (أ): ألقيا.
(٥) "جامع البيان" ٢٩/ ١٩٧، و"الكشف والبيان" ١٣/ ٩/ ب، و"معالم التنزيل" ٤/ ٤٢٥، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٤٠٦، و"التفسير الكبير" ٣٠/ ٢٣٢، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٤٨١، وفي "الدر" ٨/ ٣٦٢ معزوًّا إلى ابن المنذر، وانظر: "تفسير الحسن البصري" ٢/ ٣٨٢.
(٦) ورد قوله في "الكشف والبيان" ١٣: ٩/ ب، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٤٠٦، و"زاد المسير" ٨/ ١٣٩، و"التفسير الكبير" ٣٠/ ٣٣٢.
(٧) "الكشف والبيان" ١٣: ٩/ ب، وذكر أنه يزيد بن أسلم، وهو تصحيف.
(٨) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد بمثله في "الوسيط" من غير عزو: ٤/ ٣٩٥.
٣١ - قوله: ﴿فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (٣١)﴾ قال ابن عباس (٢) والمفسرون (٣): يعني: أبو جهل.
قال الكلبي: يقول: لم [يصدق] (٤) أبو جهل بالرسالة، ﴿وَلَا صَلَّى﴾ يعني: ولم يسلم (٥).
قال مقاتل: [لم يصدق] (٦) بالقرآن، ولا (صلَّى) لله صلاة (٧).
قال أبو عبيدة (٨)، والمبرد (٩): أي لم يصدق، ولم يصل. كقوله: ﴿فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (١١)﴾ [البلد: ١١]، أي: فلم يقتحم.
وكذلك ما روي في الحديث: (أرأيت من لا أكل ولا شرب ولا اسْتَهَلَّ) (١٠). والأصل في هذا أن (لا) حرف نفي، ينفي الماضي، كما ينفي
(٢) "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١١١.
(٣) قال بذلك: مقاتل في "تفسيره" ٢١٨/ ب، والزجاج في "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥٤، والسمرقندي في "بحر العلوم" ٣/ ٣٤٧، والثعلبي في "الكشف والبيان" ١٠: ١٣/ أ، والماوردي في "النكت والعيون" ٦/ ١٥٨، والبغوي في "معالم التنزيل" ٤/ ٤٢٥، كما حكاه ابن الجوزي عن المفسرين في "زاد المسير" ٨/ ١٤٠، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١١١.
(٤) في كلا النسختين: أصدق، ولا تستقيم العبارة بذلك، فأثبت ما يقيم المعنى.
(٥) "النكت والعيون" ٦/ ١٥٨ بمعناه
(٦) وردت في كلا النسختين: صدق، وأثبت لم، وبإضافة الياء لتستقيم العبارة.
(٧) "تفسير مقاتل" ٢١٨/ ب.
(٨) "مجاز القرآن" ٢/ ٢٧٨ بنحوه.
(٩) لم أعثر على مصدر لقوله.
(١٠) الحديث أخرجه مسلم ٣/ ١٣١٠ ح: ٣٦ - ٣٧ - ٣٨: كتاب القسامة: باب صحة =
وأيُّ خَمِيسٍ لا أَفَأْنَا نِهَابَه (١)
بمعنى: لَمْ نُفَأْ، وذكرنا الكلام في هذا في قوله: ﴿مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ﴾
كما أخرجه: أبو داود في "سننه" ٢/ ٥٤٢ - ٥٤٣: كتاب الديات: باب دية الجنين، والدارمي ٢/ ٦٤١ ح: ٢٢٩٣، والإمام أحمد في "المسند" ٢/ ٢٧٤، ٤٣٨، ٤٩٨، ٥٣٥، ٤/ ٢٤٥، ٢٤٦، ٢٤٩، ٥/ ٣٢٧، وابن ماجه في "سننه" ٢/ ١٠٣: ح: ٢٦٧١: أبواب الديات: باب دية الجنين، والترمذي في "سننه" ٤/ ٢٣ - ٢٤: ح: ١٤١: كتاب الديات: باب ١٥ ما جاء في دية الجنين، والنسائي في "سننه" ٨/ ٤١٨ - ٤١٩: ح: ٤٨٣٣: كتاب القسامة: باب ٣٩ - ٤٠.
(١) لم أعثر عليه في ديوانه، وقد ورد في "مجاز القرآن" ٢/ ٢٧٨ برواية: (خيس) بدلًا من (خميس)، وعجز البيت:
وأسيافُنا يَقْطِرنَ مِنْ كَبْشِهِ دَمَا
كما ورد غير منسوب في: "تأويل مشكل القرآن" ٥٤٨، و"أمالي ابن الشجري" ٢/ ٢٢٨، و"البحر المحيط" ٨/ ٣٩٠ برواية (جميس) غير منسوب، و"الكامل" ٢/ ١٠٤٤ منسوب. الخميس الجيش. أفأنا: رددنا. انظر: "تأويل مشكل القرآن"، و"الكامل"؛ مرجعان سابقان.
قوله: ﴿وَلَكِنْ كَذَّبَ﴾، أي: بالقرآن. ﴿وَتَوَلَّى﴾ عن الإيمان. ﴿ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ﴾ رجع إليهم. ﴿يَتَمَطَّى﴾: يتبختر ويختال في مشيته، (قاله ابن عباس (٣) والمفسرون (٤) (٥).
وقال مقاتل (٦)، وزيد بن أسلم (٧): هو مشية بني مخزوم (٨).
وفي (يتمطى) قولان: أحدهما: أنه (من المَطْو، وهو المد. ومنه
(٢) ومما جاء في كلامه الذي بين فيه أن (لا) حرف نفي، ينفي المستقبل؛ قال: (الأفعال جنس واحد، فكان يجب أن يكون على بناء واحد، لكنها غيرت بتغيير الأزمنة، وقسمت بتقاسيمها، لما كان ذلك في الإيضاح أبلغ، فخص كل قسم من ذلك بمثال، لا يقع واحد منها في موضع الآخر إلا أن يضم إليه حرف يكون دليلًا على ما أريد به، فيصير الحرف كأنه يقوم مقام البناء المراد، إذا كان يدل عليه كما يدل البناء نحو: والله لا فعلت، فقولك: فعلت، فعل ماض وقع في موضع مستقبل، فلما كانت قبلها (لا) علم أنه يراد به الاستقبال؛ لأن (لا) إنما يكون نفيًا لما يستقبل، فلما كانت نفيًا للمستقبل، ووقع بعدها ماض، علمت أنه يراد به الاستقبال.
(٣) "النكت والعيون" ٦/ ١٥٩ بنحوه، و"تفسيرالقرآن العظيم" ٤/ ٤٨١، و"الدر المنثور" ٨/ ٣٦٣ عزاه إلى بن أبي حاتم.
(٤) قال بذلك: قتادة، وزيد بن أسلم، ومجاهد. انظر: "تفسير عبد الرزاق" ٣/ ٣٣٤ - ٣٣٥، و"جامع البيان" ٢٩/ ١٩٩، و"الدر المنثور" ٨/ ٣٦٣.
(٥) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٦) "تفسير مقاتل" ٢١٨/ ب.
(٧) "جامع البيان" ٢٩/ ١٩٩، و"النكت والعيون" ٦/ ١٥٩، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٤٠٧.
(٨) بنو مخزوم: بطن من لؤي بن غالب بن قريش، ينتسب إليهم خالد بن الوليد، وأبو جهل -عدو رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وسعيد بن المسيب. انظر: "نهاية الأرب" ٣٧١.
القول [الثاني] (٥): أنه من المط، وهو المد أيضًا، والْمُطَيْطَاء (٦): التبختر ومد اليدين في المشي، والْمَطِيطَة: الماء الخاثر في أصل الحوض؛ لأنه يتمطط، أي: يتمدد. وهذا قول أبي عبيدة (٧)، وابن قتيبة (٨) في هذه الآية.
قال ابن قتيبة: وأصله (يتمطط) فقلبت (التاء) فيه (ياء) كما قيل: يَتَظَنَّى، ويَتَقَصَّى، قال: وأصل (الطاء) في هذا كله (قال) يقال: مططت ومددت (٩).
٣٤ - قوله تعالى: ﴿أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (٣٤)﴾ قال جماعة المفسرين (١٠):
(٢) ما بين القوسين نقله الواحدي عن "تهذيب اللغة" ١٤/ ٤٣ (مطو)، وانظر (مطا): "الصحاح" ٦/ ٢٤٩٤، و"لسان العرب" ١٥/ ٢٨٤.
(٣) "معاني القرآن" ٣/ ٢١٢ واللفظ له.
(٤) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥٤.
(٥) في النسختين: الثالث، ولعله سهو.
(٦) في (ع): المطيطيا.
(٧) "مجاز القرآن" ٢/ ٢٧٨، وعبارته: جاء يمشي الْمُطيطا، وهو أن يلقي بيديه ويتكفأ.
(٨) "تفسير غريب القرآن" ٥٠١.
(٩) المرجع السابق بتصرف.
(١٠) قال بذلك مقاتل في "تفسيره" ٢١٨/ ب، وقتادة في: "تفسير عبد الرزاق" ٣/ ٣٣٥، و"جامع البيان" ٢٩/ ٢٠٠، وإليه ذهب: ابن قتيبة في "تفسير غريب القرآن" ٥٠١،=
قال قتادة (٣)، (والكلبي (٤) (٥)، ومقاتل (٦): أخذ رسول الله بيد أبي جهل، ثم قال: أولى لك فأولى، ثم أولى لك فأولى، فقال أبو جهل: بأي شيء تهددني (٧)؟ لا تستطيع أنت وربك أن تفعلا بي شيئًا، وإني لأعز أهل الوادي، ثم انسل ذاهبًا، فأنزل الله كما قال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. ونحو ذلك قال سعيد بن جبير عن ابن عباس: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالها لأبي جهل، ثم أنزلها الله (٨).
(١) سورة محمد: ٢، ومما جاء في تفسيرها: قال الواحدي: (ومعنى: أولى، أي وعيد لهم، من قولهم في التهديد: أولى لك وليك وقاربك ما يكره. وقال آخرون: أي وليهم المكروه. وقال غيرهم: أولى يقولها الرجل لآخر يحسره على ما فاته، ويقول له: يا محروم أي شيء فاتك. وقال صاحب النظم: أولى مأخوذ من الويل).
(٢) نقله عن الزجاج بنص العبارة. انظر: "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥٤.
(٣) ورد معنى قوله في "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٣٥، و"جامع البيان" ٢٩/ ٢٠٠، و"الكشف والبيان" ١٣: ١١/ أ، وانظر أيضًا قوله: في "معالم التزيل" ٤/ ٤٢٥، و"التفسير الكبير" ٣٠/ ٢٣٣، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١١٣، و"لباب التأويل" ٤/ ٣٣٧، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٤٨٢.
(٤) "النكت والعيون" ٦/ ١٥٩ بمعناه، و"التفسير الكبير" ٣٠/ ٢٣٣.
(٥) ساقطة من (أ).
(٦) "تفسير مقاتل" ٢١٨/ ب، المرجعان السابقان.
(٧) في (أ): توعدني.
(٨) "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٤٨٢، وانظر: "مجمع الزوائد" ٧/ ١٣٢، وقال: رواه الطبراني: [١١/ ٤٥٨: ح: ١٢٢٩٨]، ورجاله ثقات.
(٢) في (أ): سدا.
(٣) أبو عبيدة، هكذا ورد في كلا النسختين، والصواب أنه أبو عبيد كما في "التهذيب".
(٤) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٥) ما بين القوسين نقله الواحدي عن الأزهري. "تهذيب اللغة" ١٣/ ٤٠ (سدا).
(٦) بياض في (ع).
(٧) قرأ ابن كثير، ونافع، وعاصم في رواية أبي بكر، وحمزة، والكسائي: (مِنْ مني تمنى) على أن الضمير: للنطفة. وقرأ حفص، ويعقوب، وهشام بخلف عنه: بالياء (من مني يمنى) جعل الضمير عائدا على (مني) انظر كتاب السبعة: ٦٦٢، و"الحجة" ٦/ ٣٤٦، و"الكشف عن وجوه القراءات السبع" ٢/ ٣٥١، و"حجة القراءات" ٧٣٧، و"المبسوط" ٣٨٨، (المهذب) ٢/ ٣١٤.
﴿ثُمَّ كَانَ﴾ الإنسان ﴿عَلَقَةً﴾ بعد النطفة. ﴿فَخَلَقَ﴾ يعني: فنفخ فيه الروح، وسوّى خلقه. قاله ابن عباس (٢)، ومقاتل (٣). ﴿فَجَعَلَ مِنْهُ﴾ من الإنسان بعد ما سواه خلقًا سويًّا، خلق من مائه أولادًا (له) (٤)؛ ذكورًا، وإناثًا. وهو قوله: ﴿الزَّوْجَيْنِ﴾ يعني: الصنفين. ثم فسرهما فقال: ﴿الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى﴾.
(قوله) (٥): ﴿أَلَيْسَ ذَلِكَ﴾ الذي فعل هذا. ﴿بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى﴾، وهذا تقدير لهم أن (٦) من قدر على الابتداء قدر على البعث بعد الموت، وذلك إشارة إلى الفاعل المضمر في قوله: ﴿فَخَلَقَ فَسَوَّى﴾ وهو الله تعالى، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا قرأ هذه الآية قال: "سبحانك اللهم فبلى" (٧).
(٢) "التفسير الكبير" ٣٠/ ٢٣٤.
(٣) "تفسير مقاتل" ٢١٨/ ب، وانظر المرجع السابق.
(٤) ساقطة من (ع).
(٥) ساقطة من (ع).
(٦) في (أ): أي.
(٧) الحديث أخرجه: أبو داود ١/ ٢٢٥ - ٢٢٦: كتاب الصلاة: باب الدعاء في الصلاة، وباب مقدار الركوع والسجود من طريق أبي هريرة -رضي الله عنه- وغيره، والإمام أحمد في "المسند" ٢/ ٢٤٩، والحاكم ٢/ ٥١٠ في التفسير، سورة القيامة، وقال عنه: هذا حديث صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي؛ وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٧/ ١٣٢، وقال: رواه أبو داود وغيره، ورواه أحمد وفيه رجلان لم أعرفهما. قال ابن حجر: رواية عن إسماعيل عند الحاكم يزيد بن عياض متروك، ولكن أخرجه أحمد، وأبو داود، والترمذي من طريق سفيان بن عيينة عن إسماعيل، عن رجل، عن أبي هريرة، واختلف فيه على إسماعيل على أوجه =
(١) ساقطة من (أ).
(٢) في كلا النسختين: فقال، ولا يستقيم المعنى بهما.
(٣) أخرجه الثعلبي في "الكشف والبيان" ١٢: ١١/ ب، وابن كثير في "تفسيره"، وساق إسناده: ٤/ ٤٨٢، وعزاه إلى ابن أبي حاتم، وزاد السيوطي في "الدر المنثور" ٨/ ٣٦٤: ابن المنذر.
(٤) ما بين القوسين ساقط من (ع).
وزارة التعليم العالي
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
عمادة البحث العلمي
سلسلة الرسائل الجامعية
-١١٥ -
التَّفْسيرُ البَسِيْط
لأبي الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي
(ت ٤٦٨ هـ)
من سورة الإنسان إلى سورة الفجر
تحقيق
د. نورة بنت عبد الله بن عبد العزيز الورثان
أشرف على طباعته وإخراجه
د. عبد العزيز بن سطام آل سعود | أ. د. تركى بن سهو العتيبي |
وزارة التعليم العالي
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
عمادة البحث العلمي
سلسلة الرسائل الجامعية
-١١٥ -
التَّفْسيرُ البَسِيْط
لأبي الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي
(ت ٤٦٨ هـ)
من سورة الإنسان إلى سورة الفجر
تحقيق
د. نورة بنت عبد الله بن عبد العزيز الورثان
أشرف على طباعته وإخراجه
د. عبد العزيز بن سطام آل سعود | أ. د. تركى بن سهو العتيبي |
فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر
الواحدي، على بن أحمد
التفسير البسيط لأبي الحسن على بن أحمد بن محمد
الواحدي (ت ٤٦٨ هـ)./ نورة بنت عبد الله بن عبد العزيز الورثان،
الرياض١٤٣٠ هـ.
٢٥مج. (سلسلة الرسائل الجامعية)
ردمك: ٤ - ٨٥٧ - ٠٤ - ٩٩٦٠ - ٩٧٨ (مجموعة)
٢ - ٨٨٠ - ٠٤ - ٩٩٦٠ - ٩٧٨ (ج ٢٣)
١ - القرآن تفسير... ٢ - الواحدي، على بن أحمد
أ- العنوان... ب- السلسة
ديوي ٢٢٧. ٣... ٨٦٨/ ١٤٣٠
رقم الإيداع: ٨٦٨/ ١٤٣٠ هـ
ردمك: ٤ - ٨٥٧ - ٠٤ - ٩٩٦٠ - ٩٧٨ (مجموعة)
٢ - ٨٨٠ - ٠٤ - ٩٩٦٠ - ٩٧٨ (ج ٢٣)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ